[ 13 باب الغدو إلى عرفات ]

قال الشيخ رحمه الله: (فاذا طلع الفجر فليصل بمنى ثم يتوجه إلى عرفات ويقول) قد بينا في الباب الذي تقدم انه يخرج الانسان بعد طلوع الفجر من منى إلى عرفات، وموسع له إلى طلوع الشمس، ولا يجوز ان يجوز وادي محسر إلا بعد طلوع الشمس، روى ذلك.

(597) 1 الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن هشام بن الحكم عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لا تجوز وادي محسر حتى تطلع الشمس.فاما الامام فلا يخرج منه إلا بعد طلوع الشمس، روى ذلك:

(598) 2 الحسين بن سعيدعن فضالة عن ابان عن ابي اسحاق عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان من السنة ان لايخرج الامام من منى إلى عرفة حتى تطلع الشمس.

___________________

(1) وادي محسر: بكسر السين وتشديدها واد معترض الطريق بين جمع ومنى وهوالى منى اقرب وحد من حدود ها.

- 597 - 598 - الكافى ج 1 ص 292

[179]

ولا بأس ان يخرج الماشي وصاحب العذر من منى قبل ان يصلي ويصلي في الطريق، روى:

(599) 3 محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن عبدالحميد الطائي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إنا مشاة فكيف نصنع؟ قال: اما أصحاب الرحال فكانوا يصلون الغداة بمنى، واما انتم فامضوا حيث تصلون في الطريق.وإذا غدا إلى عرفات فليدع بالدعاء الذي رواه:

(600) 4 محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن ابي عبدالله عليه السلام قال: إذا غدوت إلى عرفة فقل وانت متوجة اليها: (اللهم اليك صمدت واياك اعتمدت ووجهك اردت، اسألك ان تبارك لي في رحلتي وان تقضي لي حاجتي وان تجعلني تباهي به اليوم من هو افضل مني) ثم تلبي وانت غاد إلى عرفات فاذا انتهيت إلى عرفات ضرب خباء‌ك بنمرة (1) وهي بطن عرنة (2) دون الموقف ودون عرفة، فاذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصل الظهر والعصر باذان واحد واقامتين فانما تعجل العصر وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فانه يوم دعاء ومسألة قال: وحد عرفة من بطن عرنة وثوية (3) ونمرة إلى ذي المجاز (4) وخلف الجبل موقف.

(601) 5 وروى الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن عبدالله

________________________

(1) نمرة: الجبل الذي عليه انصاب الحرام من حدود عرفة.

(2) عرفة: كهمزة أو بضمين موضع بين منى وعرفات وهو إلى عرفات اقرب وليس هو من الموفق.

(3) ثوبة: من حدود عرفة وليس منها.

(4) ذي المجاز: موضع عند عرفات ويقال بمنى كان بفام به سوق العرب في الجاهلية.

- 599 - 600 - 601 - الكافى ج 1 ص 292 واخراج الاخير الصدوق في الفقيه ج 2 ص 280 ضمن حديث

[180]

ابن مسكان عن ابي بصير قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: حد عرفات من المأزمين (1) إلى اقصى الموقف.

(602) 6 وروى موسى بن القاسم عن ابن جبلة ع اسحاق بن عمار عن ابي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارتفعوا عن وادي عرنة بعرفات.

(603) 7 وعنه عن صفوان عن اسحاق بن عمار قال: سألت ابا ابراهيم عليه السلام عن الوقوف بعرفات فوق الجبل أحب اليك ام على الارض؟ فقال: على الارض.فاما عند الضرورة فلا بأس بالارتفاع إلى الجبل روى ذلك:

(604) 8 سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن محمد بن سماعة الصيرفي عن سماعة بن مهران قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إذا كثر الناس بمنى وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ فقال: يرتفعون إلى وادي محسر، قلت: فاذا كثروا بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ فقال: يرتفعون إلى المأزمين، قلت: فاذا كانوا بالموقف وكثروا وضاق عليهم كيف يصنعون؟ فقال: يرتفعون إلى الجبل، وقف في ميسرة الجبل فان رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات فجعل الناس يبتدرون اخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها رسول الله صلى الله عليه وآله ففعلوا مثل ذلك فقال: أيها الناس انه ليس موضع اخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله موقف واشار بيده إلى الموقف وقال: هذا كله موقف فتفرق الناس وفعل ذلك بالمزدلفة وإذا رأيت خللا فتقدم

________________________

(1) المأزمين: موضع بين عرفة والمشعر.

- 602 - الكافى ج 1 ص 293 بسند آخر وزياة فيه

- 604 - الفقيه ج 2 ص 281 مقطوعا بتفاوت

[181]

فسده بنفسك وراحلتك فان الله يحب ان تسد تلك الخلال واسهل عن الهضبات واتق الاراك ونمرة عرنة وثوية وذا المجاز فانه فليس من عرفة فلا تقف فيه.ولا بأس بالنزول تحت الاراك إلا انه لا ينبغي ان تقف هناك بل تجئ إلى الموقف فتقف به، وروى ذلك:

(605) 9 سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن الحسين عن علي ابن الصلت عن زرعة عن سماعة بن مهران عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لا ينبغي الوقوف تحت الاراك، فاما النزول تحته حتى تزول الشمس وتنهض إلى الموقف فلا بأس.

(606) 10 وروى الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن عبدالله ابن مسكان عن ابى بصر قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ان أصحاب الاراك الذين ينزلون تحت الاراك لا حج لهم.يعنى من وقف تحته فاما اذا نزل تحته ووقف بالموقف فلا بأس به، والدليل عليه الخبر الاول.والغسل يوم عرفة بعد الزوال وينبغى ان يجمع الانسان بين الصلاتين ليتفرغ للدعاء، روى:

(607) 11 محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن الحلبى قال: قال قال ابوعبدالله عليه السلام ك الغسل يوم عرفه إذا زالت الشمس ويجمع بين الظهر والعصر باذان واقامتين.ويقطع التلبية عنند زوال الشمس، روى:

(608) 12 موسى بن القاسم عن ابراهيم عن معاوية بن عمار عن

________________________

- 606 - الفقيه ج 2 ص 281 مرسلا - 607 - الكافى ج 1 ص 292

[182]

ابى عبدالله عليه السلام قال: إذا زالت الشمس يوم عرفه فاقطع التلبية عند زوال الشمس.

(609) 13 وعنه عن عبد الرحمن عن عبدالله بن مسكان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن تلبية المتمتع متى يقطعها؟ قال: إذا رأيت بيوت مكة ويقطع التلبية للحج عند زوال الشمس يوم عرفة.

ويقطع تلبية العمرة المبتولة حين تقع اخفاف الابل في الحرم، وقد بينا ذلك في أول كتاب الحج واستوفينا ما فيه فلا وجه للاعادة في ذلك.

(610) 14 موسى بن القاسم عن محمد بن عمر عن ابن عذافر عن ابن يزيد عن ابى عبدالله عليه السلام قال: إذا زاغت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية واغتسل وعليك بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والثناء على الله وصل الظهر والعصر باذان واحد واقامتين.

(611) 15 وعنه عن ابراهيم عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: وانما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك الدعاء فانه يوم دعاء ومسألة ثم تاتى الموقف وعليك السكينة والوقار فاحمد الله وهلله ومجده واثن عليه وكبره مائة مرة واحمده مائة مرة وسبحه مائة مرة واقرأ قل هو الله احد مائة مرة، وتخير لنفسك من الدعاء ما احببت واجتهد فانه يوم دعاء ومسألة، وتعود بالله من الشيطان الرجيمم، فان الشيطان لن يذهلك في موطن قط احب اليه من ان يذهلك في ذلك الموط،، واياك ان تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك وليكن فيما تقوله: { اللهم انى عبدك فلا تجعلنى من أخيب وفدك وارحم مسيرى اليك من الفج العميق } وليكن فيما تقول: { اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتى من النار واوصع على من رزقك الحلال وادرأ عنى شر فسقة الجن والانس } وتقول ! { اللهم لا تمكر بى ولا تخدعنى ولا تستدرجنى } وتقول: { اللم اني اسألك بحولك وجودك وكرمك

[183]

ومنك وفضلك يا اسمع السامعين ويا ابصر الناظرين ويا اسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين ان تصلي على محمد وال محمد وان تقفعل بي كذا وكذا } وليكن فيما تقول وانت رافع رأسك إلى السماء { اللهم جاجتى اليك التي ان اعطيتنيها لم يضرني ما منعتني والتي ان منعتنيها لم ينفعني ما اعطيتني، اسألك خلاص رقبتي من النار } وليكن فبما تقول: { الله اني عبدك وملك يدك ناصيتي بيدك واجلي بعلمك اسألك ان توفقني لما يرضيك عني وان تسلم منننى مناسكي التي اريتها خليلك ابراهيم صلوات الله عليه ودللت عليك نبيك محمد صل الله عليه واله } وليكن فيما تقول: { اللهم اجعلني ممن رضيت عمله واطلت عمره واحييته بعد الموت حياة طيبة } ويستحب ان تطلب عشية عرفة بالعتق والصدقة.

(612) 16 وعنه عن محمد بن عبى الله الحلبي عن عبدالله بن سنان عن بعض اصحابنا عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ألا اعلمك دعاء يوم عرفه وهو دعاء من كان قبلي من الانبياء عليهم السلام قال: تقول { لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لك الحمد كالذي تقول وخيرا مما نقول وفوق ما يقو لا لقائلون، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ولك براء‌تي وبك حولي ومنك قوتي، اللهم اني اعوذ بك من الفقر ومن وساوس الصدور ومن شتات الامر ومن عذاب القبر، اللهم انى اسألك خير الرياح واعوذ بك من شر ما تجيئ به الرياح واسألك خير الليل وخير النهار، اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي وبصري نورا ولحمي ودمي وعظامي وعروقي ومقعدي ومقامي ومدخلى ومخرجي نورا واعظم لي نورا يا رب يوم القاك انك على كل شئ قدير }.

________________________

- 612 - الفقيه ج 2 ص 324 بتفاوت

[184]

وهذه الادعية وما اشبهها مستحبة والدعاء بها مرغب فيه ومندوب اليه، وليس تارك ذلك بعاض ويجزيه وقوفه بالموقف وقد تم حجه إلا ان الافضل ما ذكرناه روى:

(613) 17 سعد بن عبدالله عن محمد بن عيسى عن اخيه جعفر ابن عيسى ويونس بن عبدالرحمن جميعا عن جعفر بن عامر بن عبدالله بن جذاعة الازدي عن ابيه قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: رجل وقف بالموقف فاصابته دهشة الناس فبقي ينظر إلى الناس ولا يدعو حتى أفاض الناس قال: يجزيه وقوفه، ثم قال: أليس قد صلى بعرفات الظهر والعصر وقت ودعا؟ قلت: بلى قال: فعرفات كلها موقف وما قرب من الجبل فهو افضل.

(614) 18 وعنه عن مح مد بن خالد الطيالسي عن ابى يحييى زكريا الموصلي قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن رجل وقف بالموقف فاتاه نعي ابيه أو نعي بعض ولده قبل ان يذكر الله بشئ او يدعو فاشتغل بالجزع والبكاء عن الدعاء ثم أفاض الناس فقال: لا ارى عليه شيئا وقد اساء فليستغفر الله أما لو صبر واحتسب لافاض من الموقف بحسنات أهل الموقف جميعا من غير ان ينقص من حسناتهم شئ.ويستحب ان يكثر الانسان الدعاء لاخوانه المؤمنين ويؤثرهم على نفسه بذلك روى:

(615) 19 محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه قال: رايت عبدالله بن جندب بالموقف فلم ار موقفا كان احسن م موقفه ما زال مادا يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الارض فلما صرف الناس قلت: يا ابا محمد ما رأيت موقفا قط احسن من موقفك قال: والله ما دعوت فيه إلا لاخواني، وذلك لان ابا الحسن موسى عليه السلام اخبرني انه من دعا لاخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة الف ضعف مثله، وكرهت ان ادع مائة الف ضعف مضمونة لواحدة

________________________

- 615 - الكافى ج 1 ص 293

[185]

لاأدري تستجاب أم لا.

(616) 20 وعنه عن عده من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد ابن عيسى بن عبيد عن ابن ابي عمير قال: كان عيسى بن اعين إذا حج فصار إلى الموقف اقبل على الدعاء لاخوانه حتى يفيض الناس قال: فقيل له: تنفق مالك وتتعب بدنك حتى اذا صرتالى الموضع الذي تبث فيه الحوائال الله عزوجل اقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك؟ ! فقال: اني على ثقة من دعوة الملك لي وفي شك من الدعاء لنفسي.

(617) 21 وعنه عن احمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسن التيملي عن علي بن اسباط عن ابراهيم بن ابي البلاد ان عبدالله بن جندب قال: كنت في الموقف فلما افضت اتيت ابراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا باحى عينيه وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له: قد اصبت باحدى عينيك وانا والله مشفق على الاخرى فلو قصرت من البكاء قليلا قال: لا والله ياابا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، فقلت: فلمن دعوت؟ قال: دعوت لاخوانى لاني سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: م دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله به عزوجل ملكا يقول ولك مثلاه، فاردت ان اكون انا أدعو لاخوانى ويكون الملك يدعولي، لاني في شك من دعائي لنفغسي ولست في شك من دعاء الملك لي.

________________________

- 616 - 617 - الكافى ج 1 ص 293 (- 24 - التهذيب ج 5)

[186]