باب معرفة الكبائر التي اوعد الله عزوجل عليها النار

4931 - روى علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبدالرحمن بن كثير عن(2)


______________
(2) طريق المصنف إلى على بن حسان الواسطى صحيح لكن الذى يروى عن عمه (عبدالرحمن بن كثير) هو على بن حسان الهاشمى لا الواسطى، وليسا بمتحدين لما روى الكشى عن محمد بن مسعود قال: سألت على بن الحسن بن فضال عن على بن حسان، قال: عن أيهما سألت أما الواسطى فهو ثقة، وأما الذى عندنا - أشار إلى على بن حسان الهاشمى يروى عن عمه عبدالرحمن بن كثير فهو كذاب.
ونقل عن ابن الغضائرى أنه قال: ومن أصحابنا على بن حسان الواسطى ثقة ثقة وذكر ابن بابويه في اسناده إلى عبدالرحمن بن كثير الهاشمى علي بن حسان الواسطى وهو يعطى أن الواسطى هو ان أخى عبدالرحمن، وأظنه سهوا من قلم الشيخ ابن بابويه (ره) أو الناسخ، أقول: الظاهر أن المصنف (ره) اعتقد اتحادهما كما يظهر من المشيخة حيث ذكر في طريقه إلى عبدالرحمن بن كثير الهاشمى على بن حسان الواسطى وقال: روى عن عمه عبدالرحمن بن كثير الهاشمى.

[562]

أبي عبدالله عليه السلام قال: " إن الكبائر سبع فينا انزلت ومنا استحلت(1) فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله عزوجل، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وإنكار حقنا، فأما الشرك بالله عظيم فقد أنزل الله فينا ما أنزل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله فينا ما قال، فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا بالله، وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه، وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله عزوجل لنا فأعطوه غيرنا، وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله تبارك وتعالى ذلك في كتابه فقال عزوجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم(2)) فعقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته وعقوا امهم خديجة في ذريتها، وأما قذف المحصنة: فقد قذفوا فاطمة عليها السلام على منابرهم(3)، وأما الفرار من الزحف(4) فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه، وأما إنكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه)(5).


______________
(1) أى جعلت بالنسبة الينا كأنها حلال.
(2) الاحزاب: 6.
(3) لعل المراد بالقذف تكذيبها في قصة فدك فان التكذيب نوع قذف.
أو المراد نفيهم السبطين عليهما السلام عن أن يكونا بمنزلة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(4) كما خذلوه عليه السلام في وقعة صفين وألجأوه إلى تعيين الحكمين.
(5) رواه المصنف في الخصال ص 363 بسند عامى عن على بن حسان عن عبدالرحمن ابن كثير.

[563]

4932 - وروى عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن أبيه عليه السلام قال: (سمعت أبي موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبدالله عليه السلام فلما سلم وجلس تلا هذه الآية (الذين يجتنبون كبائر الاثم)(1) ثم أمسك فقال أبوعبدالله عليه السلام: ما أسكتك؟ قال: احب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزوجل فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به))(2) ويقول الله عزوجل: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)(3) وبعده اليأس من روح الله لان الله عزوجل يقول: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) ثم الامن من مكر الله لان الله تعالى يقول: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومنها عقوق الوالدين لان الله عزوجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى: (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا)(6) وقتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق لان الله عزوجل يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها إلى آخر الآية(7)) وقذف المحصنات لان الله عزوجل يقول: " ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم))(8) وأكل مال اليتيم ظلما لقول الله عزوجل: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)(9) والفرار من الزحف لان الله عزوجل يقول:(10) (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم


______________
(1) الشورى: 37 *
(2) النساء: 47 و 115.
(3) المائدة: 72.
(4) يوسف: 87.
(5) الاعراف: 98.
(6) مريم: 32.
(7) النساء: 92.
(8) النور: 23.
(9) النساء: 9.
(10) الانفال: 19.

[564]

وبئس المصير) وأكل الربا لان الله تعالى يقول: (الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)(1) ويقول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين.
وإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)(2) والسحر لان الله عزوجل يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق)(3) والزنا لان الله عزوجل يقول: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما.
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا.
إلا من تاب وآمن الآية)(4) واليمين الغموس لان الله عزوجل يقول: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لاخلاق لهم في الآخرة الآية)(5) والغلول قال الله تعالى: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة)(6) ومنع الزكاة المفروضة لات الله عزوجل يقول (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)(7) وشهادة الزور(8) وكتمان الشهادة لان الله عزوجل يقول: (ومن يكتمها فانه آثم قلبه)(9) وشرب الخمر لان الله عزوجل عدل بها عبادة الاوثان، وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عزوجل لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله عزوجل وذمة رسوله صلى الله عليه وآله ونقض العهد، وقطيعة الرحم لان الله عزوجل يقول: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (0 1) قال: فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم).


______________
(1) البقرة: 275.
(2) البقرة: 279.
(3) البقرة: 102 *
(4) الفرقان: 68.
(5) آل عمران: 77.
(6) آل عمران: 161.
(7) التوبة، 36.
(8) لم يذكر عقوبته اما لانه أيضا كاتم للشهادة، واما بالطريق الاولى أو الظهور وتقدمت الاخبار في عقابه.
(9) البقرة: 283.
(10) الرعد: 25.

[565]

4933 - وروي في خبر آخر: (أن الحيف في الوصية من الكبائر)(1).
4934 - وكتب علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله (حرم الله قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل، وفنائهم وفساد التدبير، وحرم الله تبارك وتعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوقير لله عزوجل والتوقير للوالدين وكفران النعمة وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الارحام والزهد من الوالدين في الولد وترك التربية لعلة ترك الولد برهما، وحرم الله تعالى الزنا لما فيه من الفساد من قتل الانفس وذهاب الانساب وترك التربية للاطفال وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد، وحرم الله عزوجل قذف المحصنات لما فيه من فساد الانساب ونفي الولد وإبطال المواريث وترك التربية وذهاب المعارف وما فيه من الكبائر والعلل التي تؤدي إلى فساد الخلق، وحرم أكل مال اليتيم ظلما لعلل كثيرة من وجوه الفساد، أول ذلك: إذا أكل الانسان مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله إذا ليتيم غير مستغن ولا يتحمل لنفسه ولا قائم بشأنه ولا له من يقوم عليه ويكفيه كقيام والديه، فإذا أكل ماله فكأنه قد قتله وصيره إلى الفقر والفاقة مع ما حرم الله عليه وجعل له من العقوبة في قوله عزوجل: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) ولقول أبي جعفر عليه السلام: (إن الله أوعد في أكل مال اليتيم عقوبتين عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم واستقلاله لنفسه والسلامة للعقب أن يصيبهم ما أصابه لما أوعد الله عزوجل فيه من العقوبة مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك ووقوع الشحناء والعداوة والبغضاء حتى يتفانوا، وحرم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين والاستخفاف بالرسل والائمة العادلة عليهم السلام وترك نصرتهم على الاعداء والعقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الاقرار


______________
(1) الحيف الظلم، ويحمل على من أقر عند الموت بمال لاخر كذبا للظلم على الورثة.
وتقدم في كتاب الوصية.

[566]

بالربوبية وإظهار العدل وترك الجور وإماتته والفساد ولما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين وما يكون في ذلك من السبي والقتل وإبطال حق دين الله عزوجل وغيره من الفساد، وحرم الله عزوجل التعرب بعد الهجرة للرجوع عن الدين وترك المؤازرة للانبياء والحجج عليهم السلام وما في ذلك من الفساد وإبطال حق كل ذي حق [لا] لعلة سكنى البدو ولذلك لو عرف الرجل الدين كاملا لم يجز له مساكنة أهل الجهل، والخوف عليه لانه لا يؤمن أن يقع منه ترك العلم والدخول مع أهل الجهل والتمادي في ذلك، وعلة تحريم الربا لما نهى الله عزوجل عنه ولما فيه من فساد الاموال لان الانسان إذا اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما وثمن الآخر باطلا فبيع الربا وشراؤه وكس على كل حال على المشتري وعلى البائع(1)، فحرم الله عزوجل على العباد الربا لعلة فساد الاموال كما حظر على السفيه أن يدفع إليه ماله لما يتخوف عليه من إفساده حتى يؤنس منه رشده فلهذه العلة حرم الله عزوجل الربا، وبيع الربا بيع الدرهم بالدرهمين، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله عزوجل لها لم يكن ذلك منه إلا استخفافا بالمحرم الحرام(2) والاستخفاف بذلك دخول في الكفر، وعلة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف وتلف الاموال ورغبة الناس في الربح وتركهم للقرض صنايع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الاموال).
4935 - وروى هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: ((إنما حرم الله عزوجل الربا كيلا يمتنعوا من صنايع المعروف(3)).
4936 - وفي رواية محمد بن عطية، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (إنما حرم الله عزوجل الربا لئلا يذهب المعروف).


______________
(1) الوكس - كالوعد -: النقص.
(2) أى المبين حرمته عقلا ونقلا، أو تأكيدا.
(3) في بعض النسخ " اصطناع المعروف ".

[567]

4937 - وسأل هشام بن الحكم أبا عبدالله عليه السلام ((عن علة تحريم الربا فقال: إنه لو كان الربا حلالا لترك الناس التجارات وما يحتاجون إليه فحرم الله الربا ليفر الناس من الحرام إلى الحلال وإلى التجارات وإلى البيع والشراء فيبقى ذلك بينهم في القرض).
4938 - وفي رواية السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ساحر المسلمين يقتل، وساحرا الكفار لا يقتل، قيل: يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار؟ قال: لان الشرك أعظم من السحر، ولان السحر والشرك مقرونان).
4939 - وقال أبوجعفر عليه السلام: (حرم الله عزوجل الخمر لفعلها وفسادها)(1).
4940 - وروي عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد، عن جابر، عن زينب بنت علي عليهما السلام قالت: (قالت فاطمة عليها السلام في خطبتها في معنى فدك(2): لله فيكم عهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم(3): كتاب الله بينة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، مؤديا إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنورة، ومحارمه المحدودة وفضائله المندوبة(4)، وجمله الكافية، ورخصة الموهوبة(5)، وشرايعة المكتوبة،


______________
(1) رواه الكلينى ج 6 ص 412 في الضعيف عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام.
(2) رواه الكلينى ج 6 ص 2 41 في الضعيف عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام.
(2) رواها المصنف في العلل والكشى في الرجال والطبرسى في الاحتجاج وهى في نهاية الفصاحة والبلاغة والمصنف أخذ منها هنا موضع الحاجة، وقوله في معنى فدك أى في شأنه، وفى بعض النسخ " لله بينكم ".
(3) لعل المراد بالعهد الكتاب وبالبقية العترة كما في حديث الثقلين.
(4) المراد بالمحارم المحرمات والمنهيات، وبالفضائل المندوبة الامور الواجبة والمستحبة، وبالجمل الكافية الجملات التى يستخرج منها جميع الاحكام كافيا شافيا.
(5) الرخص في مقابل العزائم والموهوبة كما في قوله صلى الله عليه وآله " في القصر صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ". وفى بعض النسخ " المرهوبة " أى رخص ورهب في الزيادة عن قدر الضرورة. (م ت) (*)

[568]

وبيناته الخالية(1)، ففرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق، والصيام تبيينا للاخلاص، الحج تسنية للدين(2)، والعدل تسكينا للقلوب، الطاعة نظاما للملة، والامامة لما من الفرقة(3)، والجهاد عزا للاسلام، والصبر معونة على الاستيجاب(4)، والامر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية عن السخط، وصلة الارحام منماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين تعييرا للبخسة(5)، وقذف المحصنات حجبا عن اللعنة(6)، وترك السرقة إيجابا للعفة(7)، وأكل أموال اليتامى إجارة من الظلم(8)، والعدل في الاحكام إيناسا للرعية، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته فيما أمركم الله به وانتهوا عما نهاكم عنه). والخطبة طويلة اخذنا منها موضع الحاجة.
4941 - وفي رواية أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال عن أبي عبدالله


______________
(1) المكتوبة: الواجبة أو الاعم منها ومن الاحكام التى يجب العمل عليها من لديات والمواريث والحدود (م ت) والبينات المعجزات والخالية الماضية، وفى بعض النسخ " الجالية " أى الجليلة الواضحة، ولعل المراد بالخالية أو الخالية من الاشتباره والريب كما قيل.
(2) " تسنية " أى توضيحا أو رفعة، والنساء بالمد الرفعة، وفى بعض النسخ " للتثبيت الدين " وفى الاحتجاج " تشييدا للدين " وهو الاوضح. وفى نسخه " تلبيه للدينأ.
(3) اللم: الجمع أى جمعا للفرقة.
(4) أى استيجاب المطلوب والظفر به، وعون الصبر على استيجاب المطلوب أمر مشهور.
وفى الاحتجاج " على استجلاب الاجر ".
(5) كما في قوله تعالى " ولا تبخسوا الناس أشياء‌هم ولا تعثوا في الارض مفسدين ". فعيرهم بالافساد. وفى بعض النسخ " تغييرا " بالغين المعجمة، وفى بعضها " للحنيفية " لعل الصواب ان كان بالمعجمة " تغييرا للحنيفية " وما في المتن أظهر وأصوب.
(6) كأنه اشارة إلى قوله تعالى " ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم ".
(7) أى لعفة النفس فانها قبيحة عقلا وشرعا.
(8) أى انقاذا واعاذة منه، أجاره أنقذه وأعاذه.

[569]

عليه السلام قال: (الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الاوصياء عليهم السلام من الكبائر).
4942 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من قال علي مالم أقل فليتبوا مقعده من النار)(1).
4943 - وروى يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: (من آمن رجلا على دمه ثم قتله جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر).
4944 - وروى أحمد بن النضر، عن عباد عن كثير النواء قال: (سألت أباجعفر عليه السلام عن الكبائر فقال: كل ما أوعد الله عزوجل عليه النار).
4945 - وروى زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة بن مهران قال: سمعته يقول: (إن الله تبارك وتعالى أوعد في أكل مال اليتيم عقوبتين، أما إحداهما فعقوبة الآخرة بالنار، وأما عقوبة الدنيا فهو قوله عزوجل: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقو الله وليقولوا قولا سديدا) يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى).
4946 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله: (سباب المؤمن فسق، وقتله كفر، وأكل


______________
(1) رواه العامة بطرق كثيرة، بعبارات متقاربة حتى ادعى بعضهم تواتره المعنوى. وقوله " يتبوأ " أى يتخذ " وتبوأ بيتا أى اتخذه مسكنا.
(2) لعله عباد بن بكير، وفى بعض النسخ " عن عباد بن كثير النواء ".
(3) أى ما أوعد عليه النار بخصوصه في القرآن.
(4) كما في قوله تعالى " ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ".
(5) أى لو تركوا ذرية ضعافا فأكل جماعة أموالهم كما أكل هو أموال اليتامى ويستلزم أن يموت عن أولاد صغار قبل أو ان أجله. (م ت) (*)

[570]

لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه).
4947 - وقال الصادق عليه السلام: (من اكتحل بميل من مسكر كحله الله بميل من نار).
4948 - وروى ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (سأله رجل فقال: أصلحك الله شرب الخمر شر أم ترك الصلاة؟ قال: شرب الخمر، ثم قال: أو تدري لم ذلك؟ قال: لا، قال: لانه يصير في حال لا يعرف فيها ربه عزوجل).
4949 - وقال عليه السلام: (إن أهل الري في الدنيا من المسكر يموتون عطاشا، ويحشرون عطاشا، ويدخلون النار عطاشا).
4950 - وروى أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: (من شرب الخمر فسكر منها لم تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن ترك الصلاة في هذه الايام ضوعف عليه العذاب لتركه الصلاة).


______________
(1) مروى في الكافى ج 2 ص 359 بسند موثق كالصحيح، والسباب هنا مصدر باب المفاعلة كقتال.
(2) مروى في الكافى ج 6 ص 414 بسند مرسل ويدل على عدم جواز الاكتحال بالخمر لغير التداوى وجوزوا التداوى بها للعين إذا لم يكن عنها مندوحة ".
(3) في الكافى ج 6 ص 402 " عن اسماعيل بن بشار " وفى عقاب الاعمال " عن اسماعيل بن سالم " كما هنا.
(4) يدل على أن شرب الخمر شر من ترك الصلاة مع أن تركها كفر كما جاء‌ت به الروايات.
(5) في المصباح روى من الماء يروى ريا والاسم الرى - بالكسر - وهو خلاف العطش.
(6) مروى في الكافى والتهذيب عن أبى عبدالله عليه السلام.
(7) رواه المصنف في الصحيح في عقاب الاعمال ص 290 وظاهره أن القبول غير الاجزاء فأحد العذابين لعدم اتيانه بالصلاة المقبولة حيث قدر عليها ولم يفعل، بل فعل مالا يقبل معه الصلاة، والاخر لتركه الصلاة المجزية كما قال الفاضل التفرشى. وروى المصنف في عقاب الاعمال مسندا عن أبى الصحارى - داود بن الحصين الكوفى - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " سألته عن شارب الخمر قال: لا تقبل منه صلاة مادام في عروقه منها شئ ".

[571]

4951 - وفي خبر آخر: (إن صلاته توقف بين السماء والارض فإذا تاب ردت عليه وقبلت منه).
4952 - وروى إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن أحمد بن إسماعيل الكاتب عن أبيه قال: (أقبل محمد بن علي عليهما السلام في المسجد الحرام فقال بعضهم: لو بعثتم إليه بعضكم يسأله، فأتاه شاب منهم فقال له: ياعم ما أكبر الكبائر؟ قال: شرب الخمر فأتاهم فأخبرهم فقالوا له: عد إليه فلم يزالوا به حتى عاد إليه فسأله فقال له: ألم أقل لك يا ابن أخي: شرب الخمر إن شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التي حرم الله وفي الشرك بالله، وأفاعيل الخمر تعلو على كل ذنب كما تعلو شجرتها على كل شجرة).
4953 - وقال الصادق عليه السلام: ((من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها).
قال الله تبارك وتعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا).


______________
(1) في الكافى والتهذيب أخبار بأنه إذا تاب تاب الله عليه.
(2) أعلم أن المصنف لم يذكر حكم الخمر في أبواب الاطعمة والاشربة ولم يذكر هنا الا هذه الاخبار وروى في الحدود نيذة منها وفى ثواب الاعمال وعقاب الاعمال جملة منها فان أردت الاحاطة بجميع أخبارها فراجع الوسائل أو التهذيب كتاب الاشربة أو الكافى أبواب الانبذة من ص 392 إلى 415.
(3) رواه المصنف فيما يأتى في الحدود في الصحيح عن أبى ولاد الحناط عنه عليه السلام، وكذا في عقاب الاعمال ص 325 طبع مكتبة الصدوق.
(4) الظاهر أنه من كلام المصنف نقل الاية تأييدا وليس من تتمة الخبر كما توهمه بعض.

[572]

4954 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار).
4955 - وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض).
4956 - وروى الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قلت: لابي جعفر عليه السلام: (ما أدنى النصب؟ قال: أن يبتدع الرجل شيئا فيحب عليه ويبغض عليه).
4957 - وقال علي عليه السلام: (من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد سعى في هدم الاسلام).
4958 - وروى هشام بن الحكم،.
وأبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له: يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، فطلبتها من حرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شئ تكثر به دنياك وتكثر به تبعك؟ فقال: بلى قال: تبتدع دينا وتدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه فأصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال: ما صنعت، ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه وما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون:


______________
(1) رواه الكلينى ج 1 ص 57 في الصحيح عن عبدالرحيم القصير وفيه " كل ضلالة في النار " والمراد به التشريع في الدين والافتراء على الله سبحانه ورسوله والائمة عليهم السلام.
(2) روى الكلينى ج 2 ص 397 نحوه في الصحيح.
(3) النصب العداوة لاولياء الحق عليهم السلام وأدناه أن يفترى الرجل عليهم شيئا ليس لهم ويحب من يدين به ويقبله ويبغض من لا يقبله. وقيل المراد بالنصب ما عيد من دون الله من الاصنام والتماثيل.
(4) رواه الكلينى ج 1 ص 54 مرفوعا مع اختلاف في اللفظ.
(*) [573]

كذبت هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه وقال: لا احلها حتى يتوب الله علي، فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء قل لفلان: وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أو صالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه).
4959 - وروى بكر بن محمد الازدي عن أبي عبدالله عليه السلام (أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إن صاحب الشك والمعصية في النار ليسا منا ولا إلينا).
4960 - وفى رواية عبدالله بن ميمون عن أبي عبدالله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: (للزاني ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا: فإنه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأما التي في الآخرة: فسخط الرب، وسوء الحساب، والخلود في النار).
4961 - وروى محمد بن أبي عمير، عن إسحاق بن هلال عن أبي عبدالله عليه السلام (أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: ألا اخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا: بلى، قال: هي


______________
(1) أى جعل رأس السلسلة في وتد واستحكمه في الجدار أو الارض لئلا يذهب إلى مكان آخر زجرا لنفسه كما فعله بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله حيث ربط نفسه باسطوانة المسجد.
(2) ظاهره عدم قبول توبة من يضل الناس ولعله في الشرايع الماضية وروى عن النبى صلى الله عليه وآله قال " أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: انه أشرب قلبه حبها ولا يوفق للتوبة " أقول: هذا هو المشاهد في عصرنا الاصحاب البدع والضلالات.
(3) رواه الكلينى ج 2 ص 400 عن بكر بن محمد عن أبى عبدالله عليه السلام هكذا قال: " ان الشك - الخ " وقوله " ولا الينا " أى ليس مرجعه الينا.
(4) مروى في الكافى ج 5 ض 541 في الضعيف على المشهور.
(5) في الكافى " اسحاق بن أبى الهلال " وهما غير مذكوران لكن لا يضر لمكان ابن أبى عمير.
(6) في الكافى (بكير الزنا).

[574]

امرأة توطى فراش زوجها فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة، ولا يزكيها ولها عذاب أليم).
4962 - وروى ابن أبي عمير، عن سعيد الازرق عن أبي عبدالله عليه السلام (في رجل قتل رجلا مؤمنا قال: يقال له مت أي ميتة شئت يهوديا وأن شئت نصراينا وإن شئت مجوسيا).
4963 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله: (إنما شفاعتي لاهل الكبائر من امتي).
4964 - وقال الصادق عليه السلام: (شفاعتنا لاهل الكبائر من شيعتنا، وأما التائبون فإن الله عزوجل يقول: (ما على المحسنين من سبيل).
4965 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: (لا شفيع أنجح من التوبة).
4966 - وسئل الصادق عليه السلام (عن قول الله عزوجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) هل تدخل الكبائر في مشيئة الله؟ قال: نعم ذاك إليه عزوجل إن شاء عذب عليها وإن شاء عفا).


______________
(1) رواه الكلينى ج 7 ص 273 في الحسن كالصحيح، وقال العلامة المجلسى: أى قتل مؤمنا لايمانه أو يموت كموتهم وان كانت ينجو بعد من العذاب - انتهى، أقول: ستجبئ الاخبار في باب القتل ان شاء الله تعالى.
(2) كأنه رد لقول المعتزلة حيث انهم قالوا ان شفاعة النبى صلى الله عليه وآله في - القيامة تكون لاهل الجنة ليزيد في درجاتهم، وخالفهم في ذلك غيرهم من الفرق.
(3) رواه الكلينى في الموثق كالصحيح عن سليمان بن خالد وفى الموثق كالصحيح عن اسحاق بن عمار عنه عليه السلام. إلى هنا تمت تعاليقنا على هذا الجزء والحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يوفقنا لاتمام العمل وبلوغ الامل وأن يصوننا عن الخطأ والخطل.

[575]

4967 - وقال الصادق عليه السلام: (من اجتنب الكبائر كفر الله عنه جميع ذنوبه وذلك قوله عزوجل: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
تم الجزء الثالث من كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ السعيد الفقيه محمد بن علي بن بابويه القمي رضي الله عنه وأرضاه.
ويتلوه في الجزء الرابع ذكر جمل من مناهي النبي صلى الله عليه واله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين