[كراهة نهك العظام](3)

4230 - وروي عن علي بن أسباط، عن أبيه قال: صنع لنا أبوحمزة طعاما ونحن جماعة فلما حضروا رأى أبوحمزة رجلا ينهك عظما فصاح به(4) وقال: لا تفعل فإني سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: (لا تنهكوا العظام فإن للجن فيها نصيبا، فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير لكم من ذلك)(5).
4231 - وقيل للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: (بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم(6) واللحم السمين، فقال عليه السلام: إنا لنأكل اللحم ونحبه وإنما عنى عليه السلام البيت الذي تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وعنى باللحم السمين المتبختر المختال في مشيته).
4332 - وروى حريز، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام (أن رسول الله صلى الله عليه وآله


______________
(3) العنوان زيادة منا.
(4) نهكت من الطعام بالغت في أكله، ونهكت الضرع استوفيت جميع ما فيه.
(5) أى ان نهكتم ولم يبقوا شيئا مما في العظام فهم يأخذون من البيت من أصل الطعام وهو خير مما فضل. (مراد)
(6) بكسر الحاء وجاء بمعنى البيت الذى يؤكل فيه اللحم كثيرا.

[351]

نهى أن يؤكل اللحم غريضا يعني نيئا وقال: إنما تأكله السباع، قال: حريز: يعني حتى تغيره الشمس أو النار)(1).
4233 - وقال الصادق عليه السلام: (لايؤكل من الغربان زاغ ولا غيره، ولا يؤكل من الحيات شئ).(2)
4234 - وسأل الحلبي أبا عبدالله عليه السلام (عن قتل الحيات، فقال: اقتل كل شئ تجده في البرية إلا الجان، ونهى عن قتل عوامر البيوت(3)، وقال: لا تدعوهن مخافة تبعاتهن فإن اليهود على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: من قتل عامر بيت أصابه كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تركهن مخافة تبعاتهن فليس مني، وإنما تتركها لانها لا تريدك، وقال: ربما قتلتهن في بيوتهن).
4235 - وروى موسى بن بكر الواسطي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: (اللحم ينبت اللحم، والسمك يديب الجسد، والدباء يزيد في الدماغ(4)، وكثرة أكل البيض يزيد في الولد، وما استشفي مريض بمثل العسل، ومن


______________
(1) رواه الكلينى ج 6 ص 313 وفيه " انما تأكله السباع ولكن حتى تغيره الشمس أو النار " وفى الدروس: يكره أكل اللحم غريضا يعنى نيئا أى غير نضيج. وهو بكسر النون والهمز وفى الصحاح الغريض: الطرى.
(2) الغربان جمع الغراب، والزاع: أغرب أسود صغير قد يكون محمر المنفار والرجلين وهو لطيف الشكل، حسن المنظر. وذهب الشيخ في الخلاف إلى تحريم الجميع وتبعه العلامة في المختلف وكرهه الشيخ في النهاية مطلقا، وفصل آخرون منهم ابن ادريس والعلامة في أحد قوليه فحرموا الاسود الكبير والابقع وأحلوا الزاغ وهو الاغبر الرمادى، و هذا الاختلاف بسبب اختلاف الروايات فيه.
(3) في النهاية الاثيرية في الحديث " انه نهى عن قتل الجنان " بكسر الجيم وتشديد النون - وهى الحيات التى تكون في البيوت واحدها جان. وفى الصحاح الجان حية بيضاء. وقال في النهاية أيضا في حديث قتل الحيات " ان لهذه البيوت عوامر فاذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليه ثلاثا " العوامر الحيات التى تكون في البيوت، واحدها عامر وعامرة، وقيل سميت عوامر لطول أعمارها - انتهى، وقيل: سميت الحية حية لطول حياتها وكذا الحيتان.
(4) الدباء - بضم الدال وتشديد الباء ممدودا -: القرع واحدها دباء‌ة، وقد يقرء بفتح الدال وتخفيف الباء مقصورا وهو الجراد قبل أن يطير، ولكن القراء‌ة الاولى قراء‌ة المشايخ حيث ذكروا الخبر في باب القرع.

[352]

أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء).