باب تشييع المسافر وتوديعه والدعاء له

2428 - " لما شيع أمير المؤمنين عليه السلام أبا ذر - رحمة الله عليه - شيعه الحسن والحسين عليهما السلام، وعقيل بن أبي طالب، وعبدالله بن جعفر، وعمار بن ياسر، قال أمير المؤمنين عليه السلام: ودعوا أخاكم فإنه لابد للشاخص(3) أن يمضي وللمشيع من أن يرجع، فتكلم كل رجل منهم على حياله(4) فقال الحسين بن علي عليهما السلام: رحمك الله يا أبا ذر إن القوم إنما امتهونك بالبلاء(5) لانك منعتهم دينك فمنعوك دنياهم، فما أحوجك غدا إلى ما منعتهم وأغناك عما منعوك، فقال أبوذر: رحمكم الله من أهل بيت فمالي شجن(6) في الدنيل غيركم، إني إذا ذكرتكم ذكرت بكم جدكم رسول الله صلى الله عليه وآله(7) ".


______________
(2) رواه البرقى في المحاسن ص 353 مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام.
(3) الشاخص: المسافر.
(4) أى منفردا أو تلقاء وجهه.
(5) كذا في النسخ وفى المحاسن ص 354، أيضا والامتهان الابتذال للخدمة.
وفى الكافى ج 8 ص 207 تحت رقم 251 نحوه بتفصيل وفيه " امتحنوك بالبلاء ".
(6) في الكافى " ومالى بالمدينة شجن ولا سكن " والشجن بالتحريك: الحاجة، والسكن بالتحريك ما يسكن اليه.
(7) في الكافى نقل كلام أمير المؤمنين عليه السلام أولا، ثم كلام عقيل، ثم الحسن، ثم الحسين عليهما السلام وفى آخره كلام عمار فبعد ذلك كلام أبى ذر جوابا لهم.

[276]

2429 - و " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ودع المؤمنين قال: زودكم الله التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم سالمين إلى سالمين(1)".
2430 - وفي خبر آخر(2) عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ودع مسافرا أخذ بيده، ثم قال: أحسن الله لك الصحابة، وأكمل لك المعونة، وسهل لك الحزونة(3) وقرب لك البعيد، وكفاك المهم، وحفظ لك دينك وأمانتك و خواتيم عملك، ووجهك لكل خير، عليك بتقوى الله، إستودع الله نفسك، سر على بركة الله عزوجل ".


______________
(1) رواه البرقى في المحاسن ص 354 باسناده عن ابن مسكان عن أبى عبدالله (ع)، وقوله " سالمين إلى سالمين " أى ردكم بالسلامة إلى عيالاتكم وهم سالمون أو الينا ونحن سالمون.
(2) رواه البرقى ص 354 أيضا باسناده عن عبدالرحيم عن أبى جعفر عليه السلام.
(3) الحزونة بضم المهملة غلاظة الارض.