باب الايام والاوقات التى يستحب فيها السفر، والايام والاوقات التى يكره فيها السفر

2389 - روى حفص بن غياث النخغي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من أراد سفرا فليسافر يوم السبت، فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله عزوجل إلى مكانه، ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله عزوجل فيه الحديد لداود عليه السلام(1) ".
2390 - وروى إبراهيم بن أبي بحيى المديني عنه عليه السلام أنه قال: " لا بأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة ".
2391 - وروى عبدالله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسافر يوم الخميس ".
2392 - وقال عليه السلام: " يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته ".
2393 - وكتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني عليه السلام " يسأله عن الخروج يوم الاربعاء لا يدور(2) فكتب عليه السلام: من خرج يوم الاربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة، وعوفي من كل عاهة، وقضى الله عزوجل له حاجته ".
2394 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " عليكم بالسير بالليل، فإن الارض تطوى بالليل ".
2395 - وفي رواية جميل بن دراج: وحماد بن عثمان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " الارض تطوى من آخر الليل ".


______________
(1) رواه المصنف إلى هنا في الخصال عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد الاصبهانى، عن المنقرى، عن حفص بن غياث وكان عاميا.
ورواه الكلينى في الروضة ص 143 مسندا عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن حفص.
(2) الاربعاء لا يدور آخر أربعاء من الشهر والجملة صفة ليوم الاربعاء.
وقيل: هو أربعاء آخر الصفر.

[267]

2396 - وروى محمد بن يحيى الخثعمي عنه عليه السلام: " لا تخرج يوم الجمعة في حاجة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك ".
2397 - وسأل أبوأيوب الخزاز: وعبدالله بن سنان أبا عبدالله عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله " فقال عليه السلام: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت(1) ".
2398 - وقال عليه السلام: " السبت لنا والاحد لبني امية ".
2399 - وقال عليه السلام: " لا تسافر يوم الاثنين ولا تطلب فيه حاجة ".
2400 - وروي عن أبي أيوب الخزاز أنه قال: " أردنا أن نخرج فجئنا نسلم على أبي عبدالله عليه السلام فقال: كأنكم طلبتم بركة الاثنين؟ قلنا: نعم، قال: فأي يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين فقدنا فيه نبينا صلى الله عليه وآله وارتفع الوحي عنا، لا تخرجوا يوم الاثنين واخرجوا يوم الثلاثاء ".
2401 - وروى محمد بن حمران، عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى ".
2402 - وروى [عن] عبدالملك بن أعين قال: " قلت لابي عبدالله عليه السلام: إني قد ابتليت بهذا العلم فاريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي: تقضي(2)؟ قلت: نعم: قال: أحرق كتبك(3) ".


______________
(1) تقدم الحديث ج 1 تحت رقم 1253.
(2) أى تحكم بأن للنجوم تأثيرا تعلمه أو لذلك الطالع أثرا، أو صنعت في ذلك كتبا.
(3) أى لا تعتقد بما تظن من ذلك وان كان للنجوم تأثيرا ما لكن لا تعلمه أنت ولا أقر انك لانكم لا تحيطون بذلك علما " وما اوتيتم من العلم الا قليلا " قال المولى المجلسى رحمه الله اعلم أنه ورد في الاخبار الكثيرة في الكافى وغيره بأن للنجوم تأثيرا وروى في أخبار كثيرة تهديدات شديدة في تعليمها وتعلمها ولا أعلم خلافا بين أصحابنا في حرمتها، والذى يظهر من الاخبار أن النهى اما لسد باب الاعتقاد فانه يفضى بانها مستبدة في التأثير وهى المؤثرة كما قاله كفرة المنجمين وهم طائفتان فطائفة لا يقولون بالواجب بالذات بل يقولون انها الواجب، وطائفة يقولون بهما وهم مشركون، فلما كان هذا العلم يفضى إلى هذه الاعتقادات الفاسدة نهى الشارع عن تعلمها وتعليمها لئلا يفضى اليها، واما بالنظر إلى الموحدين الذين يقولون بحدوثها وأن لها تأثير السقمونيا والفلفل ولا شعور لها أو قيل بشعورها وتأثيرها لكنها مسخرات بتسخير الواجب بالذات، فالظاهر أن هذا الاعتقاد على سبيل الاجمال لا يضر، واما بالتفضيل الذى يقوله المنجمون فانه وهم محض وقول بما لا يعلم لانه لا يمكن الاحاطة به الا من علمه الله تعالى من الانبياء والائمة صلوات الله عليهم أجمعين ولهذا ورد عن الصادق عليه السلام قال: " انكم تنظرون في شئ كثيره لا يدرك وقليله لا ينفع".

[268]

2403 - وروى سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: " الشؤم للمسافر في طريقه في ستة(1) الغراب الناعق عن يمينه، والكلب الناشر لذنبه(2) والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل وهو موقع على ذنبه يعوي ثم يرتفع(3) ثم ينخفض ثلاثا، والظبي السانح من يمين إلى شمال(4) والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء(5) تلقى فرجها، والاتان العضباء يعني الجدعاء(6) فمن أوجس في


______________
(1) كذا مع أن المعدود سبعة وفى الخصال والمحاسن خمسة.
(2) أى الرافع لذنبه.
(3) أى نفسه أو ذنبه أو صوته " ثم ينخفض ثلاثا " أى إذا فعل الفعلات ثلاث مرات فهو شوم.
(4) سنح لى الظبى يسنح سنوحا إذا مر من مياسرك إلى ميامنك، والعرب تتيمن بالسانح وتتشأم بالبارح. (الصحاح)
(5) الشمطاء هى التى اختلط شيبها بالشباب، أو بياض شعرها بالسواد وذهب خيرها.
وقوله " تلقى فرجها " في الكافى ج 8 ص 315 " تلقاء فرجها " وهو في الجميع تصحيف والصواب " تلقاء وجهها " أى شعر ناصيتها بياض مخلوط بالسواد.
وقيل في معنى لفظ المتن أقوال لا يخلو جميعها من الركاكة.
(6) الجدعاء أى المقطوعة الاذن وفسرها بالجدعاء لئلا يتوهم أن المراد المشوقة الاذن.

[269]

نفسه منهن شيئا فليقل: " اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك " قال: فيعصم من ذلك "