باب فضائل الحج

قال الله تبارك وتعالى: " ففروا إلى الله " يعني حجوا إلى الله(5).
2137 و " من اتخذ محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله


______________
(5) كما في الكافى ج 4 ص 256 عن الباقر عليه السلام.

[202]

عزوجل "(1).
ويقال: حج فلان أي أفلج(2)، والحج القصد إلى بيت الله عزوجل لخدمته على ما أمر به من قضاء المناسك.
2138 وروى الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس قال: " سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث الناس بمكة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وآله: قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني وإن شئتما فاسألاني قالا: بل تخبرنا أنت يا رسول الله، فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان، فقال النبي صلى الله عليه وآله (: أما أنت يا أخا الانصار فإنك من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة؟ قال: نعم، قال: أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك ومالك فيهما فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء وقلت: بسم الله الرحمن الرحيم تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك، فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك بلفظه، فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك، فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك، فهذا لك في وضوئك(3).
فإذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت ام الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت غفر لك كل ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك.


______________
(1) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 281 مسندا عن اسحاق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام.
(2) في بعض النسخ " أى فلج " أى فاز.
وهذا الكلام مضمون خبر رواه المصنف في العلل ص 411 عن أبى جعفر عليه السلام.
(3) إلى هنا رواه الكلينى في الكافى ج 3 ص 71.

[203]

وأما أنت يا أخا الانصار فإنك جئت تسألني عن حجك وعمرتك ومالك فيهما من الثواب فاعلم أنك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك وقلت: بسم الله ومضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله عزوجل لك حسنة، ومحا عنك سيئة، فإذا أحرمت ولبيت كتب الله تعالى لك في كل تلبية عشر حسنات، ومحا عنك عشر سيئات، فإذا طفت بالبيت اسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذكر يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده، فإذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة، وإذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله عزوجل مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة، وإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك، فإذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات فيما تستقبل من عمرك، فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك، فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك، فإذا طفت بالبيت اسبوعا للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك فقال: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين عشرين ومائة يوم)).
2139 وروي " أن بني إسرائيل كانت إذا قربت القربان تخرج نار فتأكل قربان من قبل منه، وإن الله تبارك وتعالى جعل الاحرام مكان القربان "(1).
2140 وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " ما من مهل يهل في التلبية إلا أهل من عن يمينه من شئ إلى مقطع التراب، وعن يساره إلى مقطع التراب، وقال له الملكان: أبشر يا عبدالله، وما يبشر الله عبدا إلا بالجنة "(2).


______________
(1) رواه في العلل ص 415 مسندا عن أبى المغرا عن الصادق (ع).
(2) روى نحوه الترمذى وابن ماجة والبيهقى والحاكم كلهم من رواية سهل بن سعد عن النبى صلى الله عليه وآله.

[204]

2141 و " من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراء‌ة من النار، وبراء‌ة من النفاق"(1).
ومن انتهى إلى الحرم فنزل واغتسل وأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا تواضعا لله عزوجل محا الله عنه مائة ألف سيئة، وكتب الله له مائة ألف حسنة، وبنى [الله] له مائة ألف درجة، وقضى له مائة ألف حاجة(2).
ومن دخل مكة بسكينة [ووقار] غفر الله له ذنبه، وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر(3).
ومن دخل المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع غفر الله له(4).
ومن نظر إلى الكعبة عارفا بحقها غفر الله له ذنوبه وكفى ما أهمه(5).
2142 وقال الصادق عليه السلام: " من نظر إلى الكعبة عارفا(6) فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه كلها وكفاه هم الدنيا والآخرة ".


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 337 مسندا عن أبى جعفر عليه السلام رفعه عن النبى صلى الله عليه وآله وفيه " ألف ألفى ملك ".
(2) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 398 باسناده عن أبان بن تغلب قال: " كنت مع أبى عبدالله (ع) مزامله فيما بين مكة والمدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه ثم دخل الحرم حافيا فصنعت مثل ما صنع فقال: يا أبان من صنع مثل ما رأيتنى صنعت تواضعا لله محا الله عنه الخ ".
(3) في الكافى ج 4 ص 401 مسندا عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (ع) أنه قال: " من دخلها بسكينة غفر له ذنبه قلت كيف يدخلها بسكينة؟ قال: يدخل غير متكبر ولا متجبر ".
(4) رواه الكلينى ج 4 ص 401 في حديثين عن اسحاق ومعاوية ابنى عمار عن أبى عبدالله (ع).
(5) راجع الكافى ج 4 ص 239 باب فضل النظر إلى الكعبة.
(6) مروى في الكافى ج 4 ص 241 وفيه " من نظر إلى الكعبة بمعرفة الخ ".

[205]

2143 وروي " أن من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة وتمحى عنه سيئة حتى يصرف ببصره عنها "(1).
2144 وروي " أن النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة، والنظر في المصحف من غير قراء‌ة عبادة(2) والنظر إلى وجه العالم عبادة، والنظر إلى آل محمد صلى الله عليه وآله عبادة".
2145 وقال النبى صلى الله عليه وآله: " النظر إلى علي عليه السلام عبادة ".
2146 وفي خبر آخر قال صلى الله عليه وآله: " ذكر علي عليه السلام عبادة ".
2147 وقال الصادق عليه السلام: " من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرء‌ا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه، والكبر هو أن يجهل الحق ويطعن على أهله، ومن فعل ذلك فقد نازع الله رداء‌ه "(3).
2148 وقال الصادق عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " ومن دخله كان آمنا " قال: من أم هذا البيت(4) وهو يعلم أنه البيت الذي أمر الله به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدينا والآخرة ".
وروي: أن من جنى جناية ثم لجأ إلى الحرم لم يقم عليه الحد، ولا يطعم ولا يشرب ولا يسقى ولا يؤوى(5) حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد، فإن


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 240 عن أبى عبدالله عليه السلام.
(2) راجع الكافى ج 4 ص 240 وفيه " والنظر إلى الامام عبادة ".
(3) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 453 والكلينى في الكافى ج 4 ص 252، و فيهما بعد قوله " ولدته أمه " ثم قرأ " فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى " قلت ما الكبر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق " قلت: ما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله الخ ".
(4) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 545 باسناده عن عبدالخالق الصيقل.
وقوله " من أم هذا البيت " أى قصده حاجا أو معتمرا مع الايمان.
ولعل ذلك تأويل الاية وما ورد من أن المراد دخول الحرم والبيت فتفسيرها.
(5) في أكثر النسخ " ولا يؤذى ".

[206]

أتى ما يوجب الحد في الحرم اخذ به في الحرم لانه لم ير للحرم حرمة(1).
2149 وقال عليه السلام: " دخول الكعبة(2) دخول في رحمة الله، والخروج منها خروج من الذنوب، معصوم فيما بقي من عمره، مغفور له ما سلف من ذنوبه ".
2150 وقال عليه السلام: " من دخل الكعبة بسكينة وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر غفر له ".
2151 و " من قدم حاجا فطاف بالبيت وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، وشفعه في سبعين ألف حاجة، وكتب له عتق سبعين ألف رقبة، قيمة كل رقبتة عشرة آلاف درهم "(3).
2152 وفي خبر آخر(4) هذا الثواب " لمن طاف بالبيت حتى تزول الشمس


______________
(1) روى الكلينى في الصحيح عن معاوية بن عمار قال: " سألت أبا عبدالله (ع) عن رجل قتل رجلا في الحل ثم دخل الحرم؟ فقال: لا يقتل ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع ولا يؤوى حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد، قلت: فما تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق؟ قال: يقام عليه الحد في الحرم صاغرا انه لم ير للحرم حرمة الحديث "،(2) في الكافى ج 4 ص 527 والتهذيب ج 1 ص 533 مسندا عن عبدالله القداح عن أبيه قال: " سألته عن دخول الكعبة؟ قال: الدخول فيها دخول في رحمة الله الخبر ".
(3) رواه الكلينى ج 4 ص 411 عن العدة عن البرقى باسناده عن على بن ميمون الصائغ " قال: قدم رجل على على بن الحسين عليهما السلام فقال: قدمت حاجا؟ فقال: نعم، فقال: أتدرى ما للحاج؟ قال: لا، قال من قدم حاجا الحديث ".
ولعل على بن الحسين تصحيف و الصواب أبى الحسن (ع) لكونه في المحاسن عنه (ع) وأيضا رواه المصنف في ثواب الاعمال مسندا عن محمد بن مسلم عن أبى الحسن (ع).
(4) رواه الكلينى ج 4 ص 412 عن أبى الحسن (ع) في حديث قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من طائف يطوف بهذا البيت حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه، حافيا يقارب بين خطاه ويغض بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذى أحدا ولا يقطع ذكر الله عزوجلعن لسانه الا كتب الله له بكل خطوة سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة وأعتق عنه سبعين ألف رقبة ثمن كل رقبة عشرة آلافى درهم، وشفع في سبعين من أهل بيته، وقضيت له سبعون ألف حاجة ان شاء فعالجه وان شاء فآجله ".

[207]

حاسرا عن رأسه حافيا، يقارب بين خطاه ويغض بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحدا، ولا يقطع ذكر الله عزوجل عن لسانه ".
2153 وقال الصادق عليه السلام: " إن لله عزوجل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة، منها ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين "(1).
2154 وروي " أن من طاف بالبيت خرج من ذنوبه "(2).
2155 وقال أبوجعفر عليه السلام: " من صلى عند المقام ركعتين عدلتا عتق ست نسمات ".
2156 " وطواف قبل الحج أفضل من سبعين طوافا بعد الحج "(3).
2157 و " من أقام بمكة سنة فالطواف أفضل له من الصلاة، ومن أقام سنتين خلط من ذا وذا، ومن أقام ثلاث سنين كانت الصلاة أفضل له "(4).
2158 وروي أن " الطواف لغير أهل مكة أفضل من الصلاة، والصلاة لاهل مكة أفضل "(5).


______________
_____ (1) رواه في ثواب الاعمال مسندا ورواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 240.
(2) روى المؤلف رحمه الله في ثواب الاعمال ص 71 باسناده عن جميل عن أبى عبدالله (ع) قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه لا كتب الله له عشر حسنات إلى أن قال وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه، وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، فعد رسول الله صلى الله عليه وآله كذا كذا موطنا كلها يخرجه من ذنوبه ثم قال: فأنى لك ان تبلغ ما بلغ الحاج ".
(3) رواه الكلينى ج 4 ص 412 بهذا اللفظ مسندا عن ابن القداح عن أبى عبدالله (ع).
(4) رواه الكلينى ج 4 ص 412 في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله (ع).
(5) رواه الكلينى ج 4 ص 412 بسند حسن كالصحيح عن حريز بن عبدالله عن أبى عبدالله عليه السلام.

[208]

ومن كان مع قوم وحفظ عليهم رحلهم حتى يطوفوا أو يسعوا كان أعظمهم أجرا(1).
2159 وقال الصادق عليه السلام: " قضاء حاجة المؤمن أفضل من الطواف وطواف وطواف - حتى عد عشرا -"(2).
2160 وقال الصادق عليه السلام: " الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة "(3).
2161 وقال عليه السلام: " فيه باب من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح.(4)
2162 و " فيه نهر من الجنة يلقى فيه أعمال العباد "(5).
2163 وروي أنه " يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه "(6).
2164 وقال الصادق عليه السلام: " ماء زمزم شفاء لما شرب له ".
2165 وروي " أنه من روي من ماء زمزم أحدث له به شفاء، وصرف عنه داء ".
2166 و " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة "(7).
2167 وروي " أن الحاج إذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ".
2168 وقال علي بن الحسين عليه السلام: " الساعي بين الصفا والمروة تشفع له


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 545 في الحسن كالصحيح عن ابن أبى عمير عن اسماعيل الخثعمى قال.
" قلت لابى عبدالله (ع): انا إذا قدمنا مكة ذهب أصحابنا يطوفون ويتركونى احفظ متاعهم قال: أنت أعظمهم أجرا ".
(2) رواه الكلينى ج 2 ص 194 ذيل حديث مسند عن اسحاق بن عمار، وفى حديث آخر عن أبان بن تغلب عنه عليه السلام.
(3) مروى مسندا في الكافى ج 4 ص 409.
(4) رواه الكلينى ج 4 ص 409.
(5) رواه المصنف في العلل ص 424.
(6) رواه المصنف في العلل ص 424 في حديث.
(7) استهدى الشئ أى طلب أن يهدى اليه.

[209]

الملائكة فتشفع فيه بالايجاب ".
2169 وروي أن " من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا و المروة "(1).
2170 وقال الصادق عليه السلام: " إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم فافعل فإنه أفضل بقعة على وجه الارض ".
والحطيم ما بين باب البيت والحجر الاسود وهو الموضع الذي فيه تاب الله عزوجل على آدم عليه السلام، وبعده الصلاة في الحجر أفضل، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل(2) إلا أنه لا يجوز لك أن تصلي ركعتي طواف النساء وغيره إلا خلف المقام حيث هو الساعة.
2171 و " من صلى في المسجد الحرام صلاة واحدة قبل الله عزوجل منه كل صلاة صلاها وكل صلاة يصليها إلى أن يموت "(3).
2172 و " الصلاه فيه بمائة ألف صلاة ".(4)
2173 و " إذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل الله عزوجل إن أرادتم أن أرضى فقد رضيت ".(5)
2174 وروي أنه " إذا أخذ الناس منازلهم بمنى ناداهم مناد: لو تعلمون بفناء من حللتم لا يقنتم بالخلف بعد المغفرة".(6)


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 433 بسند مرفوع عن أبى عبدالله (ع).
(2) راجع الكافى ج 4 ص 525 باب الصلاة في المسجد الحرام وأفضل بقعة فيه.
(3) تقدم تحت رقم 681 في خبر أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (ع).
(4) تقدم تحت رقم 680 في خبر خالد بن ماد عن الصادق (ع).
(5) رواه الكلينى بلفظه باسناده عن داود بن أبى يزيد عن أبى عبدالله عليه السلام ج 4 ص 262.
(6) في الكافى ج 4 ص 263 في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام، والخلف محركة: العوض يعنى عوض ما أنفقتم وهو ناظر إلى قوله تعالى " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه".

[210]

2175 وروي " أن الجبار جل جلاله يقول: إن عبدا أحسنت إليه وأجملت اليه فلم يزرني في هذا المكان في كل خمس سنين لمحروم ".(1)
2176 وقد " صلى في مسجد الخيف بمنى سبعمائة نبي."(2)
2177 و " كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد وفوقها إلى القبلة نحو ثلاثين ذراعا، [و] عن يمينها وعن يسارها وخلفها نحو ذلك ".(3)
2178 و " من صلى في مسجد منى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما، ومن سبح الله في مسجد منى مائة تسبيحة كتب الله عزوجل له أجر عتق رقبة، ومن هلل الله فيه مائة مرة عدلت إحياء نسمة، ومن حمد الله عزوجل فيه مائة مرة عدلت أجر خراج العراقين في سبيل الله عزوجل "(4).
2179 و " الحاج إذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه "(5).
2180 وقال أبوجعفر عليه السلام: " ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له، فأما البر فيستحاب له في آخرته ودنياه، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه ".


______________
(1) في الكافى ج 4 ص 278 عن ذريح المحاربى عن الصادق (ع) قال: " من مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربه وهو موسر انه لمحروم "، ورواية حمران عن الباقر (ع) قال: " ان لله مناديا ينادى أى عبد أحسن الله اليه وأوسع عليه في رزقه فلم يفد اليه في كل خمسة أعوام مرة ليطلب نوافله ان ذلك لمحروم " والمراد بالنوافل زوائد رحمته وعطاياه سبحانه.
(2) تقدم بلفظه تحت رقم 688 في حديث جابر عن أبى جعفر (ع).
(3) تقدم تحت رقم 690، ورواه الكلينى ج 4 ص 519 باسناده عن معاوية بن عمار عن الصادق(ع).
(4) تقدم نحوه تحت رقم 689 عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام.
(5) رواه جميل عن الصادق عليه السلام وتقدم جزء منه تحت رقم 2154 وسيأتى بعضه.

[211]

2181 وقال الصادق عليه السلام: " ما من رجل من أهل كورة وقف بعرفة من المؤمنين إلا غفر الله لاهل تلك الكورة من المؤمنين(1) وما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين إلا غفر الله لاهل ذلك البيت من المؤمنين ".
2182 و " سمع علي بن الحسين عليه السلام يوم عرفة سائلا يسأل الناس فقال له: ويحك أغير الله تسأل في هذا اليوم؟ إنه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا "(2).
2183 و " كان أبوجعفر عليه السلام إذا كان يوم عرفة لم يرد سائلا ".(3) ومن أعتق عبدا له عشية يوم عرفة فإنه يجزي عن العبد حجة الاسلام(4)، ويكتب للسيد أجران ثواب العتق وثواب الحج.
وروي في العبد إذا اعتق يوم عرفة أنه إذا أدرك أحد الموقفين فقد أدرك الحج.(5)
وأعظم الناس جرما من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له(6) يعني الذي يقنط من رحمة الله عزوجل.


______________
(1) الكورة بالضم المدينة والناحية.
(2) أى يرجى من فضل الله لمن يكون حملا في هذا اليوم في هذا الموضع أن يجعل سعيدا وان كتب عليه شقاوته كما سيجئ أنه يكتب عليه في بطن أمه سعيد أو شقى فكيف تسأل من الناس شيئا ولك لسان يمكنك الطلب من الله تعالى.
(3) وان كان الاولى بالنظر إلى السائل أن لا يسأل فالاولى بالنظر إلى المسئول ان لا يرده لكراهة الرد مطلقا لاسيما في ذلك اليوم.(م ت)
(4) مضمون ما رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 276 باسناده عن السراد عن شهاب عن أبى عبدالله عليه السلام " في رجل أعتق عشية عرفه عبدا له أيجزى عن العبد حجة الاسلام قال: نعم الحديث " وسيجيئ إن شاء الله.
(5) سيجيئ خبره على وجهه ان شاء الله تعالى.
(6) روى الكلينى في الكافى ج 4 ص 541 في الحسن كالصحيح عن بعض الاصحاب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " سأله رجل في المسجد الحرام من أعظم الناس وزرا فقال من يقف بهذين الموقفين عرفة والمزدلفة وسعى بين هذين الجبلين ثم طاف بهذا البيت وصلى خلف مقام ابراهيم (ع) ثم قال في نفسه أو ظن ان الله لا يغفر له فهو من أعظم الناس وزرا ".
وقوله " يعنى " تفسير الصدوق رحمه الله لا مضمون الرواية.

[212]

2184 وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان عشية عرفة بعث الله عزوجل ملكين يتصفحان وجوه الناس فإذا فقدا رجلا قد عود نفسه الحج، قال أحدهما لصاحبه: يا فلان ما فعل فلان؟ قال: فيقول: الله أعلم، قال: فيقول أحدهما: اللهم إن كان حبسه عن الحج فقر فأغنه، وإن كان حبسه دين فاقض عنه دينه، وإن كان حبسه مرض فاشفه، وإن كان حبسه موت فاغفر له وارحمه ".
2185 وقال عليه السلام: " أذا دعا الرجل لاخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف مثله. وإذا دعا لنفسه كانت له واحدة، فمائة ألف مضمونة خير من واحدة لا يدرى يستجاب له أم لا "(1).
2186 و " من دعا لاربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه ".(2)
2187 و " من مر بين مأزمي منى غير مستكبر غفر الله له ذنوبه ".(3)
2188 و " إن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لاصوات المؤمنين، لهم دوي كدوي النحل يقول الله عزوجل: أنا ربكم وأنتم عبادي أديتم حقي وحق علي أن أستجيب لكم فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه ويغفر لمن أراد


______________
(1) روى الكلينى ج 2 ص 508 نحوه عن عبدالله بن جندب عن موسى بن جعفر عليها السلام في حديث.
(2) روى المؤلف في الصحيح أيضا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " من قدم أربعين رجلا من اخوانه فدعا لهم ثم دعا لنفسه استجيب له فيهم وفى نفسه ".
(3) الظاهر أن المراد بهما مضيق مكة إلى منى ومضيق منى إلى عرفات وهو المزدلفة ويحتمل أن يكون المراد به المشعر فقط كما فهمه الاصحاب ويطلقون عليه في كتبهم، والاول أوفق بكلام أهل اللغة (م ت) أقول: في القاموس المأزم ويقال له: المأزمان: مضيق بين جمع وعرفة، وآخر بين مكة ومنى.

[213]

أن يعفر له "(1).
فاذا ازدحم الناس فلم يقدروا على أن يتقدموا ولا يتأخروا كبروا فإن التكبير يذهب بالضغاط(2).
2189 و " الحاج إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه "(3).
والوقوف بعرفة سنة، وبالمشعر فريضة.(4)
وما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك، أو مشي في بر الوالدين أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلام، أو رجل أطعم من صالح نسكه ثم دعا إلى بقيته جيرانه من اليتامى وأهل المسكنة والمملوك وتعاهد الاسراء.(5)
2190 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط".(6)
2191 وجاء‌ت ام سلمة رضى الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت: " يا رسول الله يحضر الاضحى وليس عندي ثمن الاضحية فأستقرض وأضحي؟ فقال: استقرضي [وضحي] فإنه دين مقضي ".(7)


______________
(1) روى الكلينى في باب ليلة المزدلفة والوقوف بالمشعر في الحسن كالصحيح عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث أنه قال: " ان استطعت أن تحيى تلك الليلة فافعل فانه بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لاصوات المؤمنين، لهم دوى كدوى النحل يقول الله تعالى أنا ربكم إلى قوله. يغفر له ".
(2) سيأتى الكلام فيه.
(3) جزء من خبر جميل بن دراج الذى تقدم في الهامش.
(4) الوقوف بعرفة ظهر وجوبه من السنة، وبالمشعر من الكتاب قوله تعالى " فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ".
(5) هذه الاعمال مطلوبة يوم النحر مطلقا وان لم يكن بمنى. (م ت)
(6) أى اختاروا الفارهة الجيدة منها غير المعيوبة، ورواه المؤلف في العلل ص 8 43 بسند قوى عن موسى بن جعفر عليه السلام رفعه عن النبى صلى الله عليه وآله.
(7) رواه في العلل ص 440 بالسند الذى تقدم للخبر السابق.

[214]

2192 و " يغفر لصاحب الاضحية عند أول قطرة تقطر من دمها ".(1)
2193 وقال أبوجعفر عليه السلام: " إنما استحسنوا إشعار البدن لان أول قطرة تقطر من دمها يغفر الله له على ذلك".(2)
2194 و " من كف بصره ولسانه ويده أيام التشريق كتب الله عزوجل له مثل حج [من] قابل".(3)
2195 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " رمي الجمار ذخر يوم القيامة ".(4)
2196 وقال صلى الله عليه وآله: " الحاج إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ".
2197 وقال الصادق عليه السلام: " من رمى الجمار يحط عنه بكل حصاة كبيرة موبقة، وإذا رماها المؤمن التقفها الملك(5)، وإذا رماها الكافر قال الشيطان: بإستك ما رميت ".(6)
2198 وقال الصادق عليه السلام: " إن المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثم دفنه جاء يوم القيامة وكل شعرة لها لسان طلق تلبي باسم صاحبها ".
2199 و " استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة ".(7)


______________
(1) رواه في العلل ص 440 مسندا عن شريح بن هانى، عن أمير المؤمنين (ع).
(2) رواه باسناده عن جابر الجعفى عنه عليه السلام في العلل ص 434.
(3) يشبه أن يكون خبرا مأثورا بلفظه ولم أجده، نعم روى ابن حبان في الثواب و البيهقى في شعب الايمان عن الفضل بن العباس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: من " حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة " كما في الجامع الصغير.
(4) كما في رواية معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في الكافى ج 4 ص 261.
(5) في المحاسن ص 67 مسندا والتقف الشئ: تناولها بسرعة. والموبقة: المهلكة.
(6) أى أنت من حزبى ومع ذلك ترمانى بالجمرة. والخبر رواه الكلينى ج 4 ص 480 مسندا عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام إلى قوله " موبقة".
(7) روى الشيخ رحمه الله في التهذيب ج 1 ص 516 في الصحيح عن حريز عن الصادق عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الحديبية: اللهم اغفر للمحلقين مرتين، قيل: وللمقصرين؟ قال: للمقصرين، وفى الصحيح عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله للمحلقين ثلاث مرات".
وروى مثله مسلم في صحيحه.

[215]

2200 وروي " أن من حلق رأسه بمنى كان له بكل شعرة نور يوم القيامة ".(1)
ولا يجوز للصرورة أن يقصر، وعليه الحلق.(2)
2201وسئل الصادق عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه " قال: يرجع مغفورا لا ذنب له ".
2202 وروي " يخرج من ذنوبه كنحو ما ولدته امه ".(3)
2203 وقال عليه السلام: " لا يزال العبد في حد الطائف بالكعبة ما دام شعر الحلق عليه ".(4)
2204 وروي " أن الحاج من حين يخرج من منزله حتى يرجع بمنزلة الطائف بالكعبة ".(5)


______________
(1) في الكافى ج 4 ص 261 مسندا عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله " وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة ".
(2) سيجيئ أخباره وحكمه ان شاء الله تعالى.
(3) روى الكلينى ج 4 ص 252 في الصحيح عن عبدالاعلى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: " كان أبى يقول: من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرء‌ا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ثم قرأ " فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى " قلت ما الكبر الحديث ".
(4) أى عليه الشعر الذى نبت بعد الحلق بمنى، وروى الكلينى في الحسن كالصحيح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " لا يزال العبد في حد الطواف بالكعبة ما دام حلق الرأس عليه " أى إذا حلق رأسه بمنى فان له ثواب الطائف بالكعبة إلى حلق أخر:.
(5) يمكن أن يكون مأخوذا مما رواه الكلينى ج 4 ص 428 في الحسن كالصحيح عن زياد القندى قال: " قلت لابى الحسن عليه السلام جعلت فداك انى أكون في المسجد الحرام وأنظر إلى الناس يطوفون بالبيت وأنا قاعد فأغتم لذلك، فقال: يا زياد لا عليك، فان المؤمن إذا خرج من بيته يؤم الحج لا يزال في طواف وسعى حتى يرجع ".

[216]

2205 وقال الصادق عليه السلام: " من حج حجة الاسلام فقد حل عقدة من النار من عنقه، ومن حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت، ومن حج ثلاث حجج متوالية، ثم حج أو لم يحج فهو بمنزلة مدمن الحج "(1).
2206 وروى " أن من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبدا "(2).
2207 و " أيما بعير حج عليه ثلاث سنين جعل من نعم الجنة ". وروي " سبع سنين ".(3)
2208 وقال الرضا عليه السلام: " من حج بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عزوجل بالثمن، ولم يسأله من أين اكتسب ماله من حلال أو حرام "(4).


______________
(1) مدمن الحج هو الذى إذا وجد سبيلا إلى الحج حج كما أن مدمن الخمر هو الذى إذا وجد الخمر شربه، رواه الكلينى باسناده عن فضيل بن يسار عن أحدهما عليهما السلام في ج 4 ص 542، ومن قوله " ومن حج حجتين إلى قوله " مدمن الحج " رواه المصنف مسندا في الخصال ص 60 وص 117 من حديث صفوان بن مهران وحريز بن عبدالله.
(2) رواه المصنف في الخصال ص 117 باسناده عن صفوان بن مهران عن الصادق عليه السلام.
(3) روى المؤلف في ثواب الاعمال ص 74 في حديث عن يونس بن يعقوب عن على ابن الحسين عليهما السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله " ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج الا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله ".
(4) نقله المؤلف مسندا في العيون وقال: يعنى بذلك أنه لم يسأله عما وقع في ماله من الشبهة، ويرضى عنه خصماء‌ه بالعوض، ونقل الفيض رحمه الله هذا الكلام في الوافى وقال: لعل ذلك بشرط التوبة وعدم معرفة أصحاب المال بأعيانهم ليرده عليهم انتهى.
أقول: في طريق الرواية سلمة بن الخطاب وهو ضعيف، وأحمد بن على وهو مجهول والديلمى أعنى الحسن بن على وهو مهمل ولقد روى المؤلف رحمه الله في الفقيه كما سيجيئ وقال: روى عن الائمة عليهم السلام انهم قالوا: " من حج بمال حرام نودى عند التلبية: لالبيك عبدى ولا سعديك ".
وروى الطبرانى في الاوسط عن أبى هريرة والاصبهانى في الترغيب عن أسلم العدوى عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور ; وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوصع رجله في الغرز فنادى لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، وحجك مأزور غير مبرور ".

[217]

2209 - و " من حج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا، وإذا مات صور الله عزوجل الحجج التى حج في صورة حسنة أحسن ما يكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبره حتى يبعثه الله عزوجل من قبره ويكون ثواب تلك الصلاة له واعلم أن الركعة من تلك الصلاة تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميين "(1).
2210 - و " من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا، ومن حج عشر حجج لم يحاسبه الله أبدا، ومن حج عشرين حجة لم ير جهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها "(2).
2211 - ومن حج أربعين حجة قيل له: اشفع فيمن أحببت ويفتح له باب من أبواب الجنة يدخل منه هو ومن يشفع له".(3)
2212 - و " من حج خمسين حجة بنى له مدينة في جنة عدن فيها ألف قصر، في كل قصر ألف حوراء من حور العين، وألف زوجة، ويجعل من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله في الجنة ".(4)
2213 - و " من حج أكثر من خمسين حجة كان كمن حج خمسين حجة مع محمد والاوصياء صلوات الله عليهم، وكان ممن يزوره الله عزوجل كل جمعة


______________
(1) رواه في الخصال ص 215 من حديث منصور بن حازم عن أبى عبدالله (ع).
(2) رواه أيضا في الخصال ص 283 و 445 و 516 من حديث أبى بكر الحضرمى عن الصادق عليه السلام.
(3) رواه في الخصال ص 548 من حديث أبى يحيى زكريا الموصلى كوكب الدم عن موسى بن جعفر عليهما السلام.
(4) رواه في الخصال ص 571 من حديث هارون بن خارجة عن أبى عبدالله (ع).

[218]

وهو من يدخل جنة عدن التي خلقها الله عزوجل بيده ولم ترها عين، ولم يطلع عليها مخلوق، وما من أحد يكثر الحج إلا بنى الله عزوجل له بكل حجة مدينة في الجنة فيها غرف، في كل غرفة منها حوراء من حور العين، مع كل حوراء ثلاثمائة جارية، لم ينظر الناس إلى مثلهن حسنا وجمالا "(1).
2214 - وقال الصادق عليه السلام: " من حج سنة وسنة لا فهو ممن أدمن الحج ".
2215 - وقال إسحاق بن عمار قلت لابي عبدالله عليه السلام: " إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي فقال: وقد عزمت على ذلك؟ قلت: نعم [قد عزمت على ذلك] فقال: إن فعلت ذلك فأيقن بكثرة المال - أو أبشر بكثرة المال - ".
2216 - وروي أنه " ما تقرب عبد إلى الله عزوجل بشئ أحب إليه من المشي إلى بيته الحرام على القدمين، وإن الحجة الواحدة تعدل سبعين حجة، و من مشى عن جمله كتب الله له ثواب ما بين مشيه وركوبه، والحاج إذا انقطع شسع نعله كتب الله له ثواب ما بين مشيه حافيا إلى متنعل "(2).
2217 - " والحج راكبا أفضل منه ماشيا، لان رسول الله صلى الله عليه وآله حج راكبا "(3).


______________
(1) لم أجده في مظانه والظاهر أنه خبر مأثور بلفظه مثل ما تقدم.
(2) الظاهر إلى هنا خبر واحد كما في الوسائل ولم أجده مسنده في المصادر التى عندى.
(3) روى الشيخ في التهذيب ج 1 ص 583 في الموثق عن رفاعة وابن بكير جميعا عن أبى عبدالله عليه السلام أنه " سئل عن الحج ماشيا أفضل أو راكبا، فقال: بل راكبا، فان رسول الله صلى الله عليه وآله حج راكبا " ورواه الكلينى ج 4 ص 456.
ويمكن الجمع بوجوه الاول أن يحمل أخبار المشى من مكة لافعال الحج كما يظهر من صحيحة رفاعة قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن مشى الحسن عليه السلام من مكة أو المدينة قال: من مكة، وسألته إذا زرت البيت أركب أو أمشى فقال: كان الحسن عليه السلام يزور راكبا " (الكافى ج 4 ص 456).
الثانى أن يحمل أخبار المشى على من لم يضعفه عن الدعاء والعبادة والركوب على غيره كما يظهر من صحيحة سيف التمار قال: " قلت لابى عبدالله عليه السلام: انا كنا نحج مشاة فبلغنا عنك شئ فما ترى؟ قال: ان الناس ليحجون مشاة ويركبون، قلت: ليس عن ذلك أسألك، قال: فعن أى شئ سألت؟ قلت: أيهما أحب اليك أن نصنع؟ قال: تركبون أحب إلى، فان ذلك أقوى لكم على الدعاء والعبادة " الكافى ج 4 ص 456.
الثالث أن يحمل أخبار الركوب على ما إذا أخذ معه مركبا يتخذه لحاجته وضرورته والمشى على المشى معه كما يظهر من قوله عليه السلام فيما يأتى رقم 2219.

[219]

والجمع ما بين الخبرين في هذا المعنى:
2018 - ما رواه أبوبصير عن الصادق عليه السلام أنه سأله " عن المشي أفضل أو الركوب؟ فقال: إذا كان الرجل موسرا فمشى ليكون أقل لنفقته فالركوب أفضل ".
2219 - و " كان الحسين بن علي عليهما السلام يمشي وتساق معه المحامل و الرحال ".
2220 - و " جاء رجل(1) إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: قد آثرت الحج على الجهاد، وقد قال الله عزوجل: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة - إلى آخرها " فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: فاقرأ ما بعدها فقال: " التائبون العابدون الحامدون - إلى أن بلغ آخر الآية " فقال: إذا رأيت هولاء فالجهاد معهم يؤمئذ أفضل من الحج ".
وروي أنه عليه السلام: قرأ " التائبين العابدين - إلى آخر الآية ".
2221 - و " من حج يريد به وجه الله عزوجل لا يريد به رياء ولا سمعة غفر الله له البتة ".(2)
2222 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أراد دنيا وآخرة فليؤم هذا البيت ".


______________
(1) الرجل هو عباد البصرى الصوفى والخبر رواه الكلينى والشيخ رحمهما الله.
(2) رواه المصنف في ثواب الاعمال ص 74 من حديث سيف التمار عن أبى عبدالله عليه السلام.

[220]

2223 - و " من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره "(1).
2224 - و " من خرج من مكة وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله ودنا عذابه ".(2)
2225 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: " ترون هذا الجبل - ثافلا - إن يزيد ابن معاوية لما رجع من حجه مرتحلا إلى الشام أنشأ يقول: إذا تركنا ثافلا يمينا * فلن نعود بعده سنينا للحج والعمرة ما بقينا فأماته الله عزوجل قبل اجله "(3).
2226 - وقال أبوجعفر عليه السلام: " ما من عبد يؤثر على الحج حاجة من حوائج الدنيا إلا نظر إلى المحلقين قد انصرفوا قبل أن تقضى له تلك الحاجة ".(4)
2227 - وقال الصادق عليه السلام: " ما تخلف رجل من الحج إلا بذنب(5) وما يعفو الله عزوجل أكثر ".
2228 - و " سئل " عن قول الله عزوجل: فأصدق وأكن من الصالحين " قال: أصدق من الصدقة، وأكن من الصالحين أي أحج ".
2229 - قال الرضا عليه السلام: العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما ".
2230 - وروي عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " الحجة ثوابها الجنة، والعمرة كفارة كل ذنب " وأفضل العمرة رجب(6).


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 281 باسناده عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام.
(2) رواه الكلينى أيضا ج 4 ص 270 باسناده عن الحسين الاحمسى عن أبى عبدالله عليه السلام وفيه " لا يريد العود".
(3) ذكر هذا الخبر لبيان الشاهد على تعجيل عذاب من لا ينوى العود.
(4) " على الحج " أى حجة الاسلام. وهذا مجرب.
(5) أى ذلك التخلف بسبب ذنب اكتسبه.
(6) ستجيئ الاخبار في ذلك ان شاء الله.

[221]

2231 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " كل نعيم مسؤول عنه صاحبه إلا ما كان في غزو أو حج ".
2232 - وقال أبوجعفر الباقر عليه السلام: " الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة اللازم لهما من أضياف الله عزوجل إن أبقاه أبقاه ولا ذنب له وإن أماته أدخله الجنة ".
2233 - وسئل الصادق عليه السلام " عن رجل ذي دين يستدين ويحج؟ فقال: نعم هو أقضى للدين"(1).
2234 - وروي عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: " إن رجلا استشارني في الحج وكان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحج، فقال: ما أخلقك أن تمرض سنة، فقال: فمرضت سنة ".
2235 - وقال الصادق عليه السلام: " ليحذر أحدكم أن يعوق أخاه من الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخر له في الآخرة ".
2236 - وقد روي " أن الحج أفضل من الصلاة والصيام لان المصلي إنما يشتغل عن أهله ساعة.
وأن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وأن الحاج يشخص بدنه ويضحى نفسه(2) وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة ".
2237 - وروي " أن صلاة فريضة خير من عشرين حجة وحجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق به حتى ينفى ".
قال مصنف هذا الكتاب - رضى الله عنه - هذان الحديثان متفقان، غير مختلفين وذلك أن الحج فيه صلاة والصلاة ليس فيها حج فالحج بهذا الوجه أفضل من الصلاة


______________
(1) رواه الشيخ في الاستبصار ج 2 ص 329 مسندا.
(2) من الضحية يعنى يجعلها بارزة للشمس بالسير والسلوك في ضاحية النهار.

[222]

وصلاة فريضة أفضل من عشرين حجة متجردة عن الصلاة(1).
2238 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما من حاج يضحى ملبيا(2) حتى تزول الشمس إلا غابت ذنوبه معها، والحج والعمرة ينفيان الفقر كما ينفي الكير(3) خبث الحديد ".
2239 - و " سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يحج عن آخر أله من الاجر والثواب شئ؟ فقال: للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج ويغفر له ولابيه ولامه ولابنه ولابنته ولاخيه ولاخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته، إن الله واسع كريم ".
2240 - وقال الصادق عليه السلام: " من حج عن إنسان اشتركا حتى إذا قضى طواف الفريضة انقطعت الشركة، فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاج ".
2241 - وسأل علي بن يقطين أبا الحسن عليه السلام " عن رجل دفع إلى خمسة نفر حجة واحدة، فقال: يحج بها بعضهم، وكلهم شركاء في الاجر(4) فقال له: لمن الحج؟


______________
(1) قال الشهيد في قواعده: لعل المعارضة بين الصلاة الواجبة والحج المندوب، وبين المتفضل في الصلاة والمستحق في الحج مع قطع النظر عن المتفضل في الحج، أو يراد به أن لو حج في ملة غير هذه الملة، وأما الصلاة المندوبة فيمكن أن لا يراد الواحدة أفضل من الحج اذ ليس في الحديث الا الفريضة، وأما حديث " خير أعمالكم الصلاة الخ " فيمكن حمله على المعوهدة وهى الفرائض ويؤيده الاذان والاقامة لاختصاصهما بها أو نقول لو صرف زمان الحج والعمرة في الصلاة المندوبة كان أفضل منها، أو يختلف بحسب الاحوال والاشخاص كما نقل أنه صلى الله عليه وآله " سئل أى الاعمال أفضل، فقال: الصلاة لاول وقتها، وسئل أيضا أى الاعمال أفضل، فقال: بر الوالدين، وسئل أى الاعمال أفضل فقال: حج مبرور " فتخص بما يليق بالسائل من الاعمال فيكون لذلك السائل والدان محتاجان إلى بره، والمجاب بالصلاة يكون عاجزا عن الحج والجهاد، والمجاب بالجهاد في الخبر السابق يكون قادرا عليه كذا ذكره بعض العلماء رفعا للتناقض.
(2) أى يبرز في حر الشمس ويلبى.
(3) هو الزق الذى ينفخ فيه الحديد.
(4) أى أعطاهم جميعا ليذهب واحد منهم ويكون سائرهم شركاء في الثواب الحج

[223]

فقال: لمن صلي في الحر والبرد ".
فإن أخذ رجل من رجل مالا يحجعنه ومات ولم يخلف شيئا فإن كان الاجير قد حج اخذت حجته ودفعت إلى صاحب المال، وإن لم يكن حج كتب لصاحب المال ثواب الحج(1).
2242 - وقال الصادق عليه السلام: " لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حج من غير أن ينقص من حجتك شئ ".
2243 - وروي " أن الله عزوجل جاعل له ولهم حجا وله أجر لصلته إياهم "(2).
ومن أراد أن يطوف عن غيره فليقل حين يفتتح الطواف: " اللهم تقبل من فلان " ويسمي الذي يطوف عنه(3).
2244 - ومن حج عن غيره فليقل " اللهم ما أصابني من نصب أو تعب أو شعث فآجر فيه فلانا وآجرني في قضائي عنه "(4).


______________
فالثواب الكامل لمن حج منهم ولكل واحد منهم حظ من الثواب، وفى الصحاح صلى بالامر إذا قاسى شدة حره.(المرآة)
(1) لما رواه على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن أبى عبدالله عليه السلام كما في الكافى ج 4 ص 311 وقوله " اخذت حجته " لعل هذا ينافى وجوب استيجار الحج ثانيا واستعادة الاجر مع الامكان كما هو المشهور.(المرآة)
(2) روى الكلينى ج 4 ص 315 باسناده الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " قلت له: أشرك أبوى في حجتى؟ قال: نعم، قلت: أشرك اخوتى في حجتى؟ قال: نعم ان الله عزوجل جاعل لك حجا ولهم حجا ولك أجر لصلتك اياهم، قلت: فأطوف عن الرجل والمرأة وهم بالكوفة؟ فقال: نعم تقول حين تفتتح الطواف: " اللهم تقبل من فلان " الذى تطوف عنه " أى تسميه باسمه.
(3) كما في ذيل خبر ابن عمار.
(4) رواه الكلينى ج 4 ص 311 في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام هكذا " اللهم ما أصابنى من نصب أو شعث أو شدة فأجر فلانا فيه وآجرنى في قضائى عنه ".
والشعث تفرق البال ونحوه.
وفى آخر عن الحلبى " اللهم ما أصابنى في سفرى هذا من تعب أو شدة أو بلاء أو شعث فأجر فلانا فيه وآجرنى في قضائى عنه ".

[224]

وقد روي أنه يذكره إذا ذبح(1)، وإن لم يقل شيئا فليس عليه شئ لان الله عزوجل عالم بالخفيات. ومن وصل قريبا بحجة أو عمرة كتب الله عزوجل له حجتين وعمرتين(2) وكذلك من حمل عن حميم يضاعف له الاجر ضعفين(3).
2245 - وروي " أن حجة واحدة أفضل من عتق سبعين رقبة "(4).
2246 - و " ولما صد رسول الله صلى الله عليه وآله(5) أتاه رجل فقال يا رسول الله إني رجل ميل - يعني كثير المال - وإني في بلد ليس يصلح مالي غيري(6) فأخبرني يا رسول الله بشئ إن أنا صنعته كان لي مثل أجر الحاج، فقال له: انظر إلى الجبل - يعني أبا قبيس - لو أنفقت مثل هذا ذهبا تتصدق به في سبيل الله عزوجل ما أدركت أجر الحاج "(7).


______________
(1) روى الشيخ في التهذيب ج 1 ص 566 والاستبصار ج 2 ص 326 بسند حسن عن أبى عبدالله عليه السلام " في الرجل يحج عن الانسان يذكره في جميع المواطن كلها؟ قال: ان شاء فعل وان شاء لم يفعل، الله يعلم أنه قد حج عنه، ولكنه يذكره عند الاضحية إذا ذبحها ".
(2) روى الكلينى ج 4 ص 316 في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام " في الرجل يشرك أباه وأخاه وقرابته في حجه؟ فقال: إذا يكتب لك حجا مثل حجهم وتزداد أجرا بما وصلت ".
(3) " حمل عن حميم " بان قضى له دينا أو أدى دية كانت عليه والاخبار في ذلك مستفيضة.
(4) رواه الشيخ في التهذيب ج 2 ص 452 عن عمر بن يزيد عن الصادق عليه السلام.
وروى المصنف في ثواب الاعمال ص 72 باسناده عن عمر بن يزيد قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الحج أفضل من عتق عشر رقبات حتى عد سبعين رقبة، والطواف وركعتاه أفضل من عتق رقبة ".
(5) أى منعه المشركون من دخول مكة في الحديبية من العمرة، والظاهر أن لفظة " صد " تصحيف وقع من الناسخ والصواب " أفاض " كما في الكافى والتهذيب وثواب الاعمال أو الصواب " صدر رسول الله صلى الله عليه وآله " بمعنى أفاض وسقط حرف الراء من قلم الناسخ في الاوائل.
(6) أن أنا ضابط مالى وليس أحد يقوم بأمرى، وفى بعض النسخ " ليس يصلح لى غيرى "
(7) زاد في التهذيب " ثم قال: ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، فاذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك، فاذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فاذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فاذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فاذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فاذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، قال: فعد رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه، ثم قال: أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج ".

[225]

2247 - وقال الصادق عليه السلام: " من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حق ".
2248 - وروي " درهما في الحج خير من ألف ألف درهم في غيره، ودرهم يصل إلى الامام مثل ألف ألف درهم في الحج ".
2249 - وروي " أن درهما في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه في سبيل الله عزوجل".(1)
2250 - و " الحاج عليه نور الحج ما لم يلم بذنب "(2).
وهدية الحاج من نفقة الحج(3).
ولا تماكس في أربعة أشياء في ثمن الكفن وفي ثمن النسمة وفي شراء الاضحية وفي الكراء إلى مكة.(4)


______________
(1) روى البرقى عن المحاسن ص 64 مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام في حديث " ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفى ألف درهم في سبيل الله ".
(2) روى الكلينى ج 4 ص 255 باسناده عن داود بن أبى يزيد عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب " وقال الجوهرى: ألم الرجل من اللمم وهى صغار الذنوب، ويقال: هو مقاربة المعصية.
(3) روى الكلينى ج 4 ص 280 باسناده عن اسحاق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال: " هدية الحج من الحج " وفى مرفوعة " الهدية من نفقد الحج " ولعل المعنى أن ما يهدى إلى أهله واخوانه بعد الرجوع من الحج له ثواب نفقة الحج، أو أنه ينبغى أن يحسب أولا عند نفقة الحج الهدية أيضا، أو لا يزيد في شراء الهدية على ما معه من النفقة. (المرآة)
(4) هذا مضمون الحديث لا لفظه ورواه المصنف على وجهه في الخصال ص 245 في مرفوع عن أبى جعفر عليه السلام وفى خبر آخر مسند عن على عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله والنهى محمول

[226]

2251 - وقال الصادق عليه السلام: " ود من في القبور لو أن له حجة بالدنيا و ما فيها "(1).
2252 - وروي " أن الحاج والمعتمر يرجعان كمولودين مات أحدهما طفلا لا ذنب له، وعاش الآخر ما عاش معصوما ".(2)
2253 - و " الحاج على ثلاثة أصناف فأفضلهم نصيبا رجل يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووقاه الله عذاب القبر، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه فرجل يحفظ في أهله وماله "(3) وروي " أنه هو الذي لا يقبل منه الحج "(4).
2254 - وقال الصادق عليه السلام: " الحج جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ".(5)
2255 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش: دعوة الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر ".
2256 - و " من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل أو أكثر كتب الله عزوجل له من الاجر والحسنات من أول جمعة في الدنيا إلى آخر جمعة


______________
(1) الظاهر أنه يتمنى أنه ليت له كل الدنيا ويصرفه في حجة واحدة، أوليت له الدنيا بما فيها ويعطيها ويأخذ ثواب حجة في الاخرة. (م ت)
(2) يمكن أن يكون على اللف والنشر المرتب، أو كل واحد لكل واحد ويكون الاختلاف باختلاف الاشخاص كما سيذكر. (م ت)
(3) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 262 بهذا اللفظ مسندا عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله ومعناه أنه لا يغفر له لكن يحفظ في أهله وماله فقط.
(4) لم أجده.
(5) مروى في الكافى ج 4 ص 259 مسندا عن جندب عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله قال " الحج جهاد الضعيف، ثم وضع أبوعبدالله عليه السلام يده على صدر نفسه وقال: نحن الضعفاء ونحن الضعفاء " يعنى استضعفنا أهل الجور وأخذوا حقنا ولا يمكننا الجهاد فأبدلناه بالحج.

[227]

تكون، وكذلك إن ختمه في سائر الايام "(1).
2257 - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى منزله من الجنة "(2).
2258 - و " تسبيحة بمكة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله عزوجل "(3).
2259 و " من صلى بمكة سبعين ركعة فقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية السخرة وآية الكرسي لم يمت إلا شهيدا، والطاعم بمكة كالصائم فيما سواها، وصيام يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها، والماشي بمكة في عبادة الله عزوجل "(4).
2260 - وقال الباقر أبوجعفر عليه السلام: " من جاور بمكة غفر الله له ذنبه ولاهل بيته ولكل من استغفر له ولعشيرته ولجيرانه ذنوب تسع سنين وقد مضت و عصموا من كل سوء أربعين ومائة سنة". والانصراف والرجوع أفضل من المجاورة(5).


______________
(1) رواه المصنف في ثواب الاعمال ص 125 والكلينى في الكافى ج 2 ص 612 مسندا عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام.
(2) رواه البرقى في المحاسن ص 69 بسند مرسل عن أبى جعفر عليه السلام.
(3) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 581 مسندا عن خالد بن ماد القلانسى عن أبى عبدالله عليه السلام رواه عن جده على بن الحسين عليهما السلام في صدر الحديث المتقدم وفيه " تسبيحة بمكة أفضل من خراج العراقيين " ورواه البرقى في المحاسن ص 68 مسندا عن أبى عبدالله عليه السلام كما في المتن.
(4) الظاهر أن من قوله " ومن صلى بمكة " إلى ههنا تتمة رواية خالد بن ماد عن على ابن الحسين عليهما السلام.
والمراد بآية السخرة " ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض إلى قوله: تبارك الله رب العالمين " وقيل: إلى قوله " ان رحمة الله قريب من المحسنين ".
(5) روى الكلينى في الكافى ج 4 ص 230 في الصحيح كالشيخ في التهذيب عن محمد ابن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: " لا ينبغى للرجل أن يقيم بمكة سنة، قلت: كيف يصنع؟ قال: يتحول عنها " واعلم أن الفيض وسلطان العلماء رحمهما الله جعلا هذه الجملة تتمة لحديث الباقر عليه السلام وليس ببعيد.

[228]

2261 - و " النائم بمكة كالمتجهد في البلدان ".(1)
2262 - و " الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عزوجل "(2).
2263 - و " من خلف حاجا في أهله بخير كان له كأجره حتى كأنه يستلم الاحجار ".(3)
2264 - وقال علي بن الحسين عليه السلام: " يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج إذا قدموا فصافحوهم وعظموهم فإن ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الاجر "(4).
2265 - وقال عليه السلام: " بادروا بالسلام على الحاج والمعتمرين ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذنوب "(5).
2266 - وقال أبوجعفر عليه السلام: " وقروا الحاج والمعتمرين فإن ذلك واجب عليكم ".
2267 - و " من أماط أذى عن طريق مكة(6) كتب الله عزوجل له حسنة ".


______________
(1) مروى في المحاسن ص 68 من حديث خالد بن ماد عن أبى عبدالله عليه السلام عن على بن الحسين عليهما السلام وفيه " كالمتشحط في البلدان ".
(2) مروى في المحاسن ص 68 بسند فيه ارسال عن أبى جعفر الباقر عليه السلام.
(3) مروى في المحاسن ص 70 من حديث خالد بن ماد عن على بن الحسين عليهما السلام بادنى اختلاف في اللفظ، ورواه المصنف في عقاب الاعمال ص 345 عن النبى صلى الله عليه وآله قاله في خطبة طويلة له.
(4) مروى في المحاسن ص 71 والكافى ج 4 ص 264 مسندا عن أبى عبدالله عن على بن الحسين عليهما السلام، والخبر يدل على استحباب الاستبشار والتبسم وطلاقة الوجه والمصافحة والتعظيم لهم عند مجيئهم، ويحتمل إلى انقضاء أربعة أشهر والاعم منه ومن الاستقبال والمعانقة والمبادرة بالسلام.(م ت)
(5) رواه الكلينى ج 4 ص 256 بسند مرسل عن على بن الحسين عليهما السلام.
(6) أى كل ما يؤذى الناس من حجر أو شجر أو ضيق طريق وأمثال ذلك.

[229]

وفي خبر آخر " من قبل الله منه حسنة لم يعذبه ".(1)
2268 - و " من مات محرما بعث يوم القيامة ملبيا بالحج مغفورا له "(2).
2269 - و " من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة ".(3)
2270 - و " من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين "(4).
2271 - و " من مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان "(5).
2272 - و " من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر من بر الناس وفاجرهم "(6).
2273 - و " ما من سفر أبلغ في لحم ولادم ولا جلد ولا شعر من سفر مكة، وما من أحد يبلغه حتى تلحقه المشقة"(7) وإن ثوابه على قدر مشقته.


______________
(1) رواه الكلينى ج 4 ص 547 مع الخبر السابق كليهما في حديث عن الصادق عليه السلام.
(2) كأنه مضمون رواية أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام المروية في الكافى ج 4 ص 256 حيث قال: " الحاج والمعتمر في ضمان الله، فان مات متوجها غفر الله له ذنوبه، وان مات محرما بعثه الله ملبيا الخ " وروى الخطيب في تاريخه مسندا عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " من مات محرما حشر ملبيا ".
(3) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 263 مسندا عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام.
(4) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 256 في ذيل خبر أبى بصير المتقدم.
(5) لم أجده، وفى المحاسن ص 70 عن أبى عبدالله عليه السلام " من مات بين الحرمين بعثه الله في الامنين ".
(6) رواه البرقى في المحاسن ص 72 باسناده عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام بأدنى اختلاف وكذا الكلينى في الكافى ج 4 ص 258.
(7) رواه الكلينى ج 4 ص 262 في الصحيح في هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام والظاهر أن الباقى من كلام المؤلف.