باب علل الحج

قال الشيخ مصنف هذا الكتاب رحمه الله: قد أخرجت أسانيد العلل التي أنا ذاكرها عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام في كتابي جامع علل الحج.
2109 قال النبي صلى الله عليه وآله: " سميت الكعبة كعبة لانها وسط الدنيا "(2).
2110 وقد روي(3) أنه إنما سميت كعبة لانها مربعة، وصارت مربعة


______________
(2) رواه في الامالى والعلل هكذا " جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه أن قال له أحدهم: لاى شئ سميت الكعبة كعبة؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله لانها وسط الدنيا ".
ولعل المراد أنها مرتفعة شرفا وصورة في وسطها بالنظر إلى المشرقى والمغربى (م ت) وفى النهاية الاثيرية: كل ما علا وارتفع فهو كعب ومنه سميت الكعبة للبيت الحرام وقيل: سميت لتكعيبها أى لتربيعها.

[191]

لانها بحذار البيت المعمور وهو مربع وصار البيت المعمور مربعا لانه بحذاء العرش وهو مربع، وصار العرش مربعا لان الكلمات التي بني عليها الاسلام أربع وهي: " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ".
2111 وسمي بيت الله الحرام لانه حرم على المشركين أن يدخلوه "(1).
2112 - و " سمي البيت العتيق لانه أعتق من الغرق "(2).
2113 وروي " أنه سمي العتيق لانه بيت عتيق من الناس ولم يملكه أحد "(3).
2114 و " وضع البيت في وسط الارض لانه الموضع الذي من تحته دحيت الارض، وليكون الفرض لاهل المشرق والمغرب في ذلك سواء "(4).
وإنما يقبل الحجر(5) ويستلم ليؤدي إلى الله عزوجل العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق.
وإنما وضع الله عزوجل الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يضعه في غيره لانه تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق أخذه في ذلك المكان.


______________
(1) رواه المصنف في علل الشرايع طبع النجف الاشرف ص 398 عن الصادق عليه السلام بسند فيه ارسال.
(2) رواه في العلل ص 398 مسندا عن حنان عن أبى عبدالله عليه السلام.
(3) رواه في العلل مسندا عن أبى خديجة عن أبى عبدالله عليه السلام في ذيل حديث، وعن ذريح المحاربى في حديث آخر.
(3) رواه في العلل مسندا عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أبى جعفر (ع).
(4) رواه في العلل ص 396 مسندا عن محمد بن سنان عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في جواب مسائله.
(5) من هنا إلى قوله " يوطأ قبرها " مضمون عدة أخبار أوردها المصنف في العلل و الامالى والعيون، والكلينى في الكافى وجلها عن الصادقين عليهما السلام في علل الشرايع ولم نتعرض لتخريجها لقلة الجدوى ولما لم تكن بالفظ الصادر عن المعصوم عليه السلام لم نرقمها انما نرقم ما كان منها بلفظ الخبر دون ما تصرف فيه.

[192]

وجرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، لانه لما نظر آدم عليه السلام من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله عزوجل وهلله ومجده.
وإنما جعل الميثاق في الحجر لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرائص الملائكة وأول من أسرع إلى الاقرار بذلك الحجر فلذلك اختاره الله عزوجل وألقمه الميثاق وهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق. وإنما أخرج الحجر من الجنة ليذكر آدم عليه السلام ما نسي من العهد والميثاق. وصار الحرم مقدار ما هو لم يكن أقل ولا أكثر لان الله تبارك وتعالى أهبط على آدم عليه السلام ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوؤها يبلغ موضع الاعلام فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله عزوجل حرما. وإنما يستلم الحجر لان مواثيق الخلائق فيه، وكان أشد بياضا من اللبن فاسود من خطايا بني آدم، ولولا ما مسه من أرجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برء.
2115 و " سمي الحطيم حطيما لان الناس يحطم بعضهم بعضا هنالك "(1) وصار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الآخرين لان الحجر الاسود والركن اليماني عن يمين العرش، وإنما أمر الله عزوجل أن يستلم ما عن يمين عرشه.
2116 - و " إنما صار مقام إبراهيم عليه السلام عن يساره لان لابراهيم عليه السلام مقاما في القيامة ولمحمد صلى الله عليه وآله مقاما فمقام محمد صلى الله عليه وآله عن يمين عرش ربنا عزوجل ومقام إبراهيم عليه السلام عن شمال عرشه(2)، فمقام إبراهيم عليه السلام في مقامه يوم القيامة،


______________
(1) رواه المصنف في العلل ص 400 من حديث معاوية بن عمار عن الصادق (ع).
(2) في بعض النسخ " يسار عرشه ".

[193]

وعرش ربنا تبارك وتعالى مقبل غير مدبر "(1).
وصار الركن الشامي متحركا في الشتاء والصيف والليل والنهار لان الريح مسجونة تحته(2).
وإنما صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج لانه لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما أرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس البناء فأتي الحجاج فأخبر فسأل الحجاج علي بن الحسين عليهما السلام عن ذلك فقال له: مر الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده فلما ارتفعت حيطانه أمر بالتراب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج.
وصار الناس يطوفون حول الحجر ولا يطوفون فيه لان أم إسماعيل دفنت في الحجر ففيه قبرها فطيف كذلك كيلا يوطأ قبرها.
2117 وروي " أن فيه قبور الانبياء عليهم السلام "(3).
وما في الحجر شئ من البيت ولا قلامة ظفر(4).
2118 و " سميت بكة لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالايدي "(5).
2119 وروي " أنها سميت بكة لبكاء الناس حولها وفيها "(6).
وبكة هو موضع البيت والقرية مكة(7).
وإنما لا يستحب الهدي(8) إلى الكعبة لانه يصير إلى الحجبة دون المساكين


______________
(1) رواه في العلل ص 428 من حديث بريد العجلى عن أبى عبدالله عليه السلام.
(2) راجع العلل ص 448 رواية العرزمى عن أبى عبدالله عليه السلام.
(3) رواه الكلينى ج 4 ص 210 في ذيل حديث عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (ع).
(4) جزء من خبر معاوية بن عمار ونقله بالمعنى.
(5) رواه بلفظه المصنف في العلل ص 398 من حديث الحلبى عن أبى عبدالله (ع).
(6) رواه في العلل ص 397 مسندا عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله (ع).
(7) كما روى المصنف في العلل من حديث سعيد بن عبدالله الاعرج عن أبى عبدالله (ع).
(8) في بعض النسخ بدون " لا " أى يستحب الهدى بشرط أن يصرف في الزوار، ولا يستحب بان يصرف إلى الكعبة (م ت) والمراد هنا من الهدى كل ما يهدى إلى الكعبة كما يظهر من قوله " وما جعل هديا لها فهو لزوارها "

[194]

والكعبة لا تأكل ولا تشرب وما جعل هديا لها فهو لزوارها وروي أنه ينادى على الحجر: ألا من انقطعت به النفقة فليحضر فيدفع إليه(1).
2120 و " إنما هدمت قريش الكعبة لان السيل كان يأتيهم من أعلى مكة فيدخلها فانصدعت "(2).
2121 وسئل الصادق عليه السلام: عن قول الله عزوجل: " سواء العاكف فيه والباد " فقال: لم يكن ينبغي أن يصنع على دور مكة أبواب لان للحاج أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم، فإن أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية ".
ويكره المقام بمكة لان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرج عنها، والمقيم بها يقسو قلبه حتى يأتي فيها ما يأتي في غيرها(3).


______________
(1) روى الكلينى في الكافى ج 4 ص 242 باسناده عن على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: " سألته عن رجل جعل جاريته هديا للكعبة كيف يصنع؟ قال: ان أبى أتاه رجل قد جعل جاريته هديا للكعبة فقال له: قوم الجارية أو بعها، ثم مر مناديا يقوم على الحجر فينادى: ألا من قصرت به نفقته أو قطع به طريقه أو نفذ طعامه فليأت فلان بن فلان، ومره أن يعطى أولا فأولا حتى ينفد ثمن الجارية ".
ونحوه في العلل وقرب الاسناد وبمضمونه أخبار أخر رواه في الكافى ج 4 باب ما يهدى إلى الكعبة وفى العلل عن ابن الوليد عن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن المغيرة عن السكونى عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن على (ع): قال: " لو كان لى واديان يسيلان ذهبا وفضة ما أهديت إلى الكعبة شيئا لانه يصير إلى الحجبة دون المساكين ".
(2) روى المؤلف باسناده عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن الصادق (ع) عن العلل قال: " انما هدمت الخ " والغرض أن قريش لم يتعمدوا خرابها بل انصدعت وانشقت بسب السيل فهدموها وبنوها من رأس.
(3) راجع الكافى ج 4 ص 230.

[195]

ولم يعذب ماء زمزم لانها بغت على المياه فأجرى الله عزوجل إليها عينا من صبر(1).
وإنما صار ماء زمزم يعذب في وقت دون وقت لانه يجر إليها عين من تحت الحجر فإذا غلبت ماء العين عذب ماء زمزم(2).
وإنما سمي الصفا صفا لان المصطفى آدم عليه السلام هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه السلام لقول الله عزوجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا " وهبطت حوا على المروة فسميت المروة لان المرأة هبطت عليه فقطع للجبل اسم من اسم المرأة(3).
2122 و " حرم المسجد لعلة الكعبة، وحرم الحرم لعلة المسجد، ووجب الاحرام لعلة الحرم "(4).
2123 و " إن الله تبارك وتعالى جعل الكعبة قبلة لاهل المسجد، وجعل المسجد قبلة لاهل الحرم، وجعل الحرم قبلة لاهل الدنيا "(5). وإنما جعلت التلبية لان الله عزوجل لما قال لابراهيم عليه السلام: " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا " فنادى فأجيب من كل فج يلبون(6).


______________
(1) روى البرقى في المحاسن ص 573 باسناده عن أبى عبدالله (ع) قال: " كانت زمزم أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد، وكانت سائحة فبغت على المياه فأغارها الله وأجرت عليها عينا من صبر " ورواه المصنف في العلل ص 415.
(2) في العلل ص 415 والمحاسن باسنادهما عن على بن عقبة عن بعض أصحابنا، عن أبى عبدالله (ع) قال: " ذكر ماء زمزم فقال: يجرى اليها عن تحت الحجر، فاذا غلب ماء العين عذب ماء زمزم ".
(3) لما رواه الكلينى ج 4 ص 192 في حديث ضعيف والمؤلف في العلل ص 432.
(4) هذا الكلام بلفظه خبر مسند رواه في العلل ص 415.
() هذا الكلام أيضا خبر بلفظه مروى مسندا في العلل وتقدم في المسجد الاول تحت رقم 844 مرسلا عن الصادق (ع) ورواه الشيخ بسند فيه ارسال.
(6) كما في رواية الحلبى المروية في الكافى ج 4 ص 335 باب التلبية، ورواه المصنف في العلل. والفج هو الطريق الواسع بين الجبلين.

[196]

2124 وفي رواية أبي الحسين الاسدي رضي الله عنه عن سهل بن زياد، عن جعفر بن عثمان الدارمي، عن سليمان بن جعفر قال: " سألت أبا الحسن عليه السلام عن التلبية وعلتها، فقال: إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله عزوجل فقال: " عبادي وإمائي لاحرمنكم على النار كما أحرمتم لي " فقولهم: " لبيك اللهم لبيك " إجابة لله عزوجل على ندائه لهم ". وإنما جعل السعي بين الصفا والمروة لان الشيطان تراء‌ى لابراهيم عليه السلام في الوادي فسعى وهو منازل الشياطين(1).
وإنما صار المسعى أحب البقاع إلى الله عزوجل لانه يذل فيه كل جبار(2).
2125 وإنما سمي يوم التروية " لانه لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكة من الماء لريهم وكان يقول بعضهم لبعض: ترويتم ترويتم، فسمي يوم التروية لذلك "(3).
وسميت عرفة عرفة لان جبرئيل عليه السلام قال لابراهيم عليه السلام هناك: اعترف بذنبك واعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة(4).
وسمي المشعر مزدلفة لان جبرئيل (ع) قال لابراهيم (ع) بعرفات: يا


______________
(1) روى المصنف باسناده عن الحلبى في العلل ص 433 قال: " سألت أبا عبدالله (ع) لم جعل السعى بين الصفا والمروة؟ قال: لان الشيطان تراء‌ى لابراهيم (ع) في الوادى فسعى وهو منازل الشياطين ".
(2) روى الكلينى في الكافى ج 4 ص 434 باسناده عن أبى بصير قال: " سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: " ما من بقعة أحب إلى الله من المسعى لانه يذل فيها كل جبار ".
(3) رواه المؤلف في العلل ص 435 باسناده عن الحلبى عن أبى عبدالله (ع).
(4) رواه في العلل باسناده عن معاوية بن عمار قال: " سألت أبا عبدالله (ع) عن عرفات لم سميت عرفات؟ فقال: ان جبرئيل (ع) خرج بابرهيم (ع) يوم عرفة فلما زالت الشمس قال له جبرئيل: يا ابراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليه السلام اعترف فاعترف".

[197]

إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة لذلك(1).
وسميت المزدلفة جمعا لانه يجمع فيها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين(2).
2126 و " سميت منى منى لان جبرئيل (ع) أتى إبراهيم عليه السلام فقال له، تمن يا إبراهيم وكانت تسمى منى فسماها الناس منى "(3).
2127 وروي أنها " سميت منى لان إبراهيم عليه السلام تمنى هناك أن يجعل الله مكان ابنه كبشا يأمره بذبحه فدية له"(4).
2128 و " سمي الخيف خيفا لانه مرتفع عن الوادي، وكل ما ارتفع عن الوادي سمي خيف "(5).
2129 وإنما صير الموقف بالمشعر ولم يصير بالحرم " لان الكعبة بيت الله والحرم حجابه والمشعر بابه، فلما قصده الزائرون أوقفهم بالباب يتضرعون حتى أذن لهم بالدخول، ثم أوقفهم بالحجاب الثاني وهو مزدلفة، فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقرب قربانهم، فلما قربوا وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة "(6).
وإنما كره الصيام في أيام التشريق " لان القوم زوار الله عزوجل فهم في


______________
(1) روى في العلل من حديث معاوية بن عمار عن الصادق (ع) في حديث ابراهيم (ع) " ان جبرئيل انتهى به إلى الموقف فأقام به حتى غربت الشمس ثم أفاض به، فقال: يا ابراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت مزدلفة ".
(2) رواه في العلل من رسالة أبيه، وجاء في فقه الرضا عليه السلام مثله.
(3) رواه في العلل من حديث معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام.
(4) رواه في العلل مسندا عن محمد بن سنان عن أبى الحسن الرضا (ع) وكذا في العيون ج 2 ص 90 قاله في جواب مسائل ابن سنان.
(5) رواه في العلل من حديث معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام.
(6) رواه في العلل من حديث محمد بن الحسن الهمدانى عن ذى النون المصرى، وفى الكافى ج 4 ص 224 نحوه مرفوعا عن أمير المؤمنين عليه السلام.

[198]

ضيافته ولا ينبغي لضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه "(1).
2130 وروي " أنها أيام أكل وشرب وبعال "(2).
ومثل التعلق بأستار الكعبة مثل الرجل يكون بينه وبين الرجل جناية فيتعلق بثوبه، ويستخذي له رجاء أن يهب له جرمه(3).
وإنما صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه لان الله عزوجل أباح للمشركين الاشهر الحرم أربعة أشهر إذ يقول: " فسيحوا في الارض أربعة أشهر " فمن ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت مسك الذنوب أربعة أشهر(4).
2131 وإنما " يكره الاحتباء في المسجد الحرام تعظيما للكعبة "(5).
2132 وإنما " سمي الحج الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون


______________
(1) هذا ذيل خبر ذى النون ومضمون خبر الكافى المتقدم ذكره.
(2) روى المؤلف في معانى الاخبار ص 3000 باسناده عن عمرو بن جميع عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بديل بن ورقاء على جمل فأمره أن ينادى في الناس أيام منى أن لا تصوم هذه الايام فانها أيام أكل وشرب وبعال " والبعال: النكاح و ملاعبة الرجل أهله.
(3) ذيل خبر ذى النون المتقدم ذكره.
(4) مضمون رواية رواها الكلينى في الكافى ج 4 ص 255 . المسك محركة: الارتكاب.
(5) في العلل باسناد صحيح عن حماد بن عثمان قال: " رأيت أبا عبدالله (ع) يكره الاحتباء في المسجد الحرام اعظاما للكعبة " وفى الكافى ج 4 ص 546 باسناده عن عبدالله ابن سنان عن أبى عبدالله (ع) قال: " لا ينبغى لاحد أن يحتبى قبالة الكعبة ".
وفى بعض نسخ الفقيه " انما يكره الاحتذاء في المسجد " والمراد به لبس النعل ولا ريب في منافاته للتعظيم وفى النهاية: الاحتباء هو أن يضم الانسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب وانما نهى عنه لانه إذا لم يكن عليه الاثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب فتبدؤ عورته انتهى، وقيل ان كراهته لاستقبال العورة بالكعبة لاسيما إذا لم يكن له سراويل.

[199]

والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة "(1).
2133 وإنما " صار التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة وبالامصار في دبر عشرة صلوات لانه إذا نفر الناس في النفر الاول أمسك أهل الامصار عن التكبير وكبر أهل منى ما داموا بمنى إلى النفر الاخير "(2).
وإنما صار في الناس من يحج حجة وفيهم من يحج أكثر، وفيهم من لا يحج لان إبراهيم (ع) لما نادى هلم إلى الحج أسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة، فلبى الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك داعي الله لبيك داعي الله، فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا ومن لبى أكثر فبعدد ذلك، ومن لبى واحدا حج واحدا، ومن لم يلب لم يحج(3).
2134 و " سمي الابطح أبطحا لان آدم (ع) أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح(4). وإنما امر آدم (ع) بالاعتراف ليكون سنة في ولده(5). وأذن رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقاية الحاج.(6)


______________
(1) رواه المصنف في المعانى ص 296 من حديث فضيل بن عياض وفى العلل من حديث حفص بن غياث عن الصادق (ع) في ذيل حديث.
(2) رواه الكلينى بأدنى اختلاف في الكافى ج 4 ص 516 عن زرارة عن أبى جعفر (ع).
(3) كما في رواية عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام المروية في الكافى ج 4 ص 206.
(4) رواه المؤلف في العلل ص 444 من حديث عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله (ع).
(5) مضمون مأخوذ من جزء حديث طويل رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 191 باسناده عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله (ع).
(6) كما في العلل ص 452 في الصحيح عن مالك بن أعين عن أبى جعفر (ع).
وذلك لان المبيت في ليالى التشريق بمنى واجب الا للضرورة، وسيأتى الكلام فيه.

[200]

وإنما أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله من الشجرة لانه لما اسري به إلى السماء فكان بالموضع الذي بحذاء الشجرة نودي يا محمد، قال: لبيك قال: ألم أجدك يتيما فآويت ووجدتك ضالا فهديت؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك، فلذلك أحرم من الشجرة دون المواضع كلها(1).
وأما تقليد البدن فليعرف أنها بدنة ويعرفها صاحبها بنعله الذي يقلدها به(2) والاشعار إنما أمر به ليحرم ظهرها على صاحبها من حيث أشعرها ولا يستطيع الشيطان أن يتسنمها(3)
2135 وإنما أمر برمي الجمار " لان إبليس اللعين كان يتراء‌ى لابراهيم عليه السلام في موضع الجمار فيرجمه إبراهيم عليه السلام فجرت بذلك السنة "(4)
وروي أن أول من رمى الجمار آدم عليه السلام ثم إبراهيم عليه السلام.(5)
2136 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إنما جعل الله هذا الاضحى لتشبع مساكينكم من اللحم، فأطعموهم".(6) والعلة التي من أجلها تجزي البقرة عن خمسة نفر لان الذين أمرهم السامري


______________
(1) كما في رواية الحسين بن الوليد عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام المروية في العلل ص 433.
(2) و(3) كما في رواية السكونى في العلل ص 434 عن أبى عبدالله (ع) وقوله: " يتسنمها " أى يركب على سنامها حقيقة أو مجازا بوسوسة ابدالها وركوبها والانتفاع بها أو ذبحها (م ت) وفى بعض النسخ " يمسها ".
(4) مروى في العلل ص 437 بسند صحيح عن على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام.
(5) روى في العلل مسندا عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله قال " أول من رمى الجمار آدم(ع) وقال: أتى جبرئيل (ع) ابراهيم فقال ارم يا ابراهيم، فرمى جمرة العقبة، و ذلك أن الشيطان تمثل له عندها ".
(6) رواه في العلل ص 437 مسندا عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله وفيه " لتتسع مساكينكم الخ ". وفى بعض النسخ " هدى الاضحى ".

[201]

بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك وتعالى بذبحها وهم أذينونة وأخوه ميذونة وابن أخيه وابنته وامرأته.(1) وإنما يجزي الجذع من الضأن في الاضحية ولا يجزي الجذع من المعز لان الجذع من الضأن يلقح والجذع من المعز لا يلقح(2).
وإنما يجوز للرجل أن يدفع الضحية إلى من يسلخها بجلدها لان الله عزوجل قال: " فكلوا منها وأطعموا " والجلد لا يؤكل ولا يطعم ولا يجوز ذلك في الهدي(3).
ولم يبت أمير المؤمنين عليه السلام بمكة بعد أن هاجر منها حتى قبض لانه كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها(4) [رسول الله صلى الله عليه وآله].


______________
(1) راجع الخصال ص 292 رواية الحسين بن خالد عن أبى الحسن عليه السلام وفيه " الذين أمروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة " وهو خلاف ما رواه هنا.
ثم الكل خلاف ما في الكتاب.
راجع لتفصيله الاخبار الداخلية ج 2 ص 251.
(2) راجع الكافى ج 4 ص 489 روى ما يدل عليه بسند ضعيف عن حماد بن عثمان عن الصادق (ع) وأورده المصنف في العلل بسند صحيح.
(3) روى المصنف في العلل ص 439 باسناد حسن عن صفوان بن يحيى عن أبى ابراهيم عليه السلام ما يدل على ذلك، والضحية على فعلية والاضحية بمعنى واحد.
(4) روى ما يدل عليه في العلل ص 452 باسناده عن جعفر بن عقبة عن أبى الحسن عليه السلام وزاد " فكان يصلى العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها ".