باب النوادر

2039 روى الحسين بن سعيد، عن ابن فضال قال: " كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن قوم عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان وربما احتجت إليهم يحصدون لي فإذا دعوتهم للحصاد لم يجيبوني حتى أطعمهم وهم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليهم ويدعوني وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان؟ فكتب عليه السلام بخطه أعرفه: أطعمهم "(2).
2040 وفي رواية محمد بن سنان(3) عن حذيفة بن منصور عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا ".
2041 وفي رواية حذيفة بن منصور عن معاذ بن كثير ويقال له: معاذ بن مسلم الهراء(4) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله


______________
(2) محمول على مجرد اعطائهم الخبز.
(3) ضعيف لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به. (جش)
(4) ذكر الرجاليون معاذ بن كثير تحت عنوان، قالوا: معاذ بن كثير الكسائى من أصحاب الصادق عليه السلام وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين. ومعاذ بن مسلم الهراء تحت

[170]

أبدا "(1).
2042 وفي رواية محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يعقوب، عن شعيب عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: " إن الناس يروون أن النبي صلى الله عليه وآله ما صام من شهر رمضان تسعة وعشرين يوما أكثر مما صام ثلاثين قال: كذبوا ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله إلا تاما، ولا تكون الفرائض ناقصة إن الله تبارك وتعالى خلق السنة ثلاثمائة وستين يوما وخلق السماوات والارض في ستة أيام فحجزها(2) من ثلاثمأة وستين يوما فالسنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وشهر رمضان ثلاثون يوما لقول الله عزوجل " ولتكملوا العدة " والكامل تام وشوال تسعة وعشرون يوما، وذو القعدة ثلاثون يوما لقول الله عزوجل: " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة "(3) فالشهر هكذا ثم هكذا


______________
(1) عمل المصنف رحمه الله بهذه الاخبار ومعظم الاصحاب على خلافه وردوا تلك الاخبار اما بضعف السند أو بالشذوذ ومخالفة المحسوس والاخبار المستفيضة، أو حملوها على معان صحيحة وصنف في خصوص هذه المسألة غير واحد من الاكابر رسائل نفيا واثباتا وحاصل مقالهم منقول في مرآة العقول ج 3 ص 218، والوافى باب عدد أيام شهر رمضان، واقبال الاعمال لسيد بن طاووس رحمه الله فليراجع. والسند فيه محمد بن سنان كما في الكافى وتقدم الكلام فيه.
(2) كذا في بعض النسخ وفى بعضها " فحجرها " بالراء وكل واحد منهما بمعنى المنع اى منع السنة من الدخول في ذلك العدد. وفى الكافى " اختزلها " والاختزال بمعنى الانقطاع.
(3) لا يخفى ما في التعليل من الوهن لان اتفاق تمامية ذى القعدة في أيام موسى عليه السلام لا يوجب تماميته في مستقبل الاوقات وهذا مما يكشف عن عدم كونه من كلام المعصوم عليه السلام.

[171]

أي شهر تام وشهر ناقص، وشهر رمضان لا ينقص أبدا وشعبان لا يتم أبدا "(1).
2043 وسأل أبوبصير أبا عبدالله عليه السلام " عن قول الله عزوجل " ولتكملوا العدة " قال: ثلاثين يوما ".
2044 وروي عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: " هل يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوما؟ فقال: إن شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين يوما أبدا ".
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: من خالف هذه الاخبار وذهب إلى الاخبار الموافقة للعامة في ضدها اتقي كما يتقي العامة ولا يكلم إلا بالتقية كائنا من كان إلا أن يكون مسترشدا فيرشد ويبين له فإن البدعة إنما تماث وتبطل بترك ذكرها ولا قوة إلا بالله.
2045 وروي عن معاوية بن عمار قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن صيام أيام التشريق، قال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن صيامها بمنى، فأما بغيرها فلا بأس "(2).


______________
(1) قال استادنا الشعرانى مد ظله العالى في هامش الوافى: عادة المنجمين أن يحاسبوا الشهور الهلالية أولا على الامر الاوسط ويرتبون الايام ويستخرجون مواضع الكواكب في تلك الايام ثم يرجعون ويستخرجون رؤية الاهلة ويرتبون الشهور ويعينون غرة كل شهر على حسب الرؤية فاذا بنوا على الامر الاوسط حاسبوا شهر محرم تاما وصفر ناقصا وهكذا فيكون شعبان ناقصا ورمضان تاما وهذا بحسب الامر الاوسط وهو عادتهم من قديم الدهر الا أن هذا عمل يبتدؤون به في الحساب قبل أن يستخرج الاهلة، فاذا استخرج الهلال بنوا على الرؤية وكان بعض الرواة سمع ذلك من عمل المنجمين فاستحسنه لان نسبة النقصان إلى شهر رمضان وهو شهر الله الاعظم يوجب التنفير واساء‌ة الادب فنسبه إلى بعض الائمة عليهم السلام سهوا وزاد فيه، والعجب أن الصدوق قدس الله سره روى الاحاديث في الصوم للرؤية والافطار لها وروى أحاديث الشهادة على الهلال وروى أحكام يوم الشك، ولو كان شعبان ناقصا أبدا وشهر رمضان تاما أبدا لانتفى جميع هذه الاحكام وبطلت جميع تلك الروايات ولا يبقى يوم الشك ولم يحتج إلى الرؤية.
انتهى كلامه لاضحى ظله.
(2) لا خلاف بين الاصحاب في صوم أيام التشريق لمن كان بمنى ناسكا وأكثر الاصحاب لم يقيدوا بالناسك كما هو ظاهر الخبر، وانما يظهر من كلام بعض الاصحاب القول بعموم التحريم وهو شاذ لكن الظاهر من الاخبار الكراهة في سائر الامصار كما ذكره بعض المتأخرين. (م ت)

[172]

2046 ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله " عن الوصال في الصيام، وكان يواصل فقيل له في ذلك فقال عليه السلام: إني لست كأحدكم إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني ".
2047 وقال الصادق عليه السلام: " الوصال الذي نهى عنه هو أن يجعل الرجل عشاء‌ه سحوره"(1).
2048 وسأل زرارة أبا عبدالله عليه السلام " عن صوم الدهر، فقال: لم يزل مكروها ".
2049 وقال عليه السلام: " لا وصال في صيام ولا صمت يوما إلى الليل ".
2050 وروي عن البزنطي، عن هشام بن سالم، عن سعد الخفاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال: لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان(2) فإن رمضان اسم من أسماء الله عزوجل، لا يجئ ولا يذهب إنما يجئ ويذهب الزائل ولكن قولوا: شهر رمضان، الشهر مضاف إلى الاسم والاسم اسم الله عزوجل وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله الله عزوجل مثلا وعيدا "(3).
2051 وروى غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام، عن أبيه، عن جده عليهما السلام قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: " لا تقولوا: رمضان ولكن قولوا


______________
(1) العشاء بالفتح: طعام العشى، والسحور كصبور: ما يتسحر به (الوافى)
(2) لعله على الفضل والاولوية، فان الذى يقول رمضان ظاهرا أنه يريد شهر رمضان اما بحذف المضاف أو بأنه صار بكثرة الاستعمال اسما للشهر وان لم يكن في الاصل كذلك ويؤيده أنه ورد في كثير من الاخبار رمضان بدون ذكر الشهر وان أمكن ان يكون الاسقاط من الرواة والاحوط العمل بهذا الخبر. (المرآة)
(3) أى الشهر أو القرآن مثلا أى حجة وعيدا أى محل سرور لاوليائه، والمثل بالثانى أنسب كما أن العيد بالاول أنسب. وقال الفيروز آبادى: " العيد ما اعتادك من هم أو مرض أو حزن ونحوه ".
وعلى الاخير يحتمل كون الواو جزء‌ا للكلمة. (المرآة)

[173]

شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان "(1).
2052 وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " يستحب للرجل أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقول الله عزوجل: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم "(2).
2053 وروى محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: " يا فلان تقبل الله منك ومنا، قال: ثم أقام حتى كان يوم الاضحى فقال له: يا فلان تقبل الله منا ومنك، قال.
فقلت له: يا ابن رسول الله قلت في الفطر شيئا وتقول في الاضحى شيئا غيره، فقال: نعم إني قلت له في الفطر تقبل الله منك ومنا لانه فعل مثل فعلي واستويت أنا وهو في الفعل(3)، وقلت له في الاضحى: تقبل الله منا ومنك لانا يمكننا أن نضحي ولا يمكنه أن يضحي فقد فعلنا غير فعله ".
2054 وروى جراح المدائني عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " اطعم يوم الفطر


______________
(1) في المدارك ص 263: " اختلف الاصحاب في رمضان، فقيل: انه اسم من أسماء الله تعالى وعلى هذا فمعنى شهر رمضان شهر الله، وقد ورد ذلك في عدة أخبار، وقيل: انه علم للشهر كرجب وشعبان ومنع الصرف للعلمية والالف والنون، واختلف في اشتقاقه فعن الخليل أنه من الرمض بتسكين الميم وهو مطر يأتى في وقت الخريف يطهر وجه الارض من الغبار، سمى الشهر بذلك لانه يطهر الابدان عن الاوضار والاوزار، وقيل: من الرمض بمعنى شدة الحر من وقع الشمس، وقال الزمخشرى في الكشاف: الرمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء سمى بذلك اما لارتماضهم فيه من حر الجوع كما سموه نابقا لانه كان ينبقهم أى يزعجهم بشدته عليهم، أو لان الذنوب ترمض فيه أى تحترق، وقيل انما سمى بذلك لان أهل الجاهلية كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ليقضوا منها أو طارهم في شوال قبل دخول الاشهر الحرم، وقيل: انهم لما نقلوا اسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالازمنة التى وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسميت بذلك.
(2) لعل التعليل انما يتم بانضمام أن الله يحب المبادرة إلى رخصة كما يحب المبادرة إلى عزائمه. (المرآة)
(3) في الكافى ج 4 ص 181 " فعل مثل فعلى وتأسيت أنا وهو ".

[174]

قبل أن تصلي ولا تطعم(1) يوم الاضحى حتى ينصرف الامام "(2).
2055 و " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أتي بطيب يوم الفطر بدأ بلسانه "(3).
2056 وقال علي بن محمد النوفلي لابي الحسن عليه السلام " إني أفطرت يوم الفطر على طين القبر وتمر، فقال له: جمعت [بين] بركة وسنة "(4).
2057 ونظر الحسن بن علي عليهما السلام(5) إلى الناس في يوم فطر يلعبون و يضحكون فقال لاصحابه والتفت إليهم: إن الله عزوجل خلق شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون، وأيم الله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسئ بإساء‌ته "(6).
2058 وروى حنان بن سدير، عن عبدالله بن دينار(7) عن أبي جعفر عليه السلام


______________
(1) في الكافى ج 4 ص 168 " ليطعم يوم الفطر قبل أن يصلى ولا يطعم الخ ".
(2) أى حتى فرغ من الصلاة وانصرف.
(3) أى كان يفطر أولا من الطيب ثم يتطيب، وفى بعض النسخ " بدء بنسائه " كما في الكافى يعنى يعطيهن أولا ثم يعطى من أراد من أهله وأصحابه.
(4) يعنى تربة الحسين عليه السلام ويدل على استحباب الافطار يوم الفطر بالتربة والتمر ولعل الاحوط أن ينوى في أكل الطين استشفاء داء ولو كان من الادواء الباطنة. (المرآة)
(5) في بعض النسخ " نظر الحسين بن على عليهما السلام " وتقدم في صلاة العيدين تحت رقم 1479 كما في المتن. وفى الكافى ج 4 ص 181 باسناده عن أحمد بن عبدالرحيم رفعه إلى أبى الحسن صلوات الله عليه قال: " نظر إلى الناس الخ ".
(6) أى لشغل كل محسن بالسعى في زيادة احسانه وكل مسئ بالسعى في تدارك اساء‌ته عن ضروريات بدنه فكيف عن اللهو واللعب كما روى السيد بن طاووس في الاقبال من كتاب محمد ابن عمران المرزبانى باسناده عن الحسن عليه السلام مثل هذا الحديث وفى آخره هكذا " ومسئ باساء‌ته عن ترجيل شعره وتصقيل ثوبه " وقيل: أى شغل المحسن بالتأسف لقلة احسانه والمسئ بالتأسف لاساء‌ته. (المرآة)
(7) في بعض النسخ " عبدالله بن سنان ". وفى الكافى مثل ما في المتن وقد تقدم تحت رقم 1480 في المجلد الاول مرسلا.

[175]

أنه قال: " يا عبدالله ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلا وهو يجدد لآل محمد فيه حزن، قال: قلت: ولم؟ قال: لانهم يرون حقهم في يد غيرهم ".
2059 وروى عبدالله بن لطيف التفليسي، عن رزين قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: " لما ضرب الحسين بن علي عليهما السلام بالسيف وسقط ثم ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من بطنان العرش ألا أيتها الامة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لاضحى ولا فطر "(1).
وفي خبر آخر " لصوم ولا فطر " قال: ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتى يثور ثائر الحسين بن علي عليهما السلام "(2).
2060 وروي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه قال: " إذا كان أول يوم من شوال نادى مناد أيها المؤمنون اغدوا إلى جوائزكم، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر جوائز الله عزوجل ليست كجوائز هؤلاء الملوك ثم قال: هو يوم الجوائز ".


______________
(1) تقدم تحت رقم 1812 نحوه.
(2) أى من ينتقم من قتلته وهو صاحب الامر عليه السلام.
والثائر الطالب بالثأر وهو طلب الدم، يقال: ثأرت القتيل فأنا ثائر أى قتلت قاتلة.