باب وداع شهر رمضان

2033 روى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " تقول في وداع شهر رمضان " اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل وقولك الحق(6) " شهر


______________
(6) ليس في الكافى من قوله " على نبيك " إلى هنا.

[165]

رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "(1) وهذا شهر رمضان قد انصرم(2) فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامات إن كان بقي علي ذنب لم تغفره لي وتريد أن تحاسبني به(3) أو تعذبني عليه أو تقايسني به أن يطلع(4) فجر هذه الليلة أو ينصرم هذا الشهر(5) إلا وقد غفرته لي يا أرحم الراحمين، اللهم لك الحمد بمحامدك كلها، على نعمائك كلها، أولها وآخرها، ما قلت لنفسك منها وما قاله الخلائق الحامدون المجتهدون في ذكرك والشكر لك(6) الذين أعنتهم على أداء حقك من أصناف خلقك من الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وأصناف الناطقين [و] المسبحين لك من جميع العالمين على أنك بلغتنا شهر رمضان وعلينا من نعمك و عندنا من قسمك وإحسانك وتظاهر أمتنانك ما لا نحصيه، فلك الحمد الخالد الدائم الزائد(7) المخلد السرمد الذي لا ينفد طول الابد، جل ثناؤك أعنتنا عليه حتى قضيت عنا صيامه وقيامه من صلاة، فما كان منافيه من بر أو شكر أو ذكر، اللهم فتقبله منا بأحسن قبولك وتجاوزك وعفوك وصفحك وغفرانك وحقيقة رضوانك حتى تظفرنا فيه بكل خير مطلوب، وجزيل عطاء موهوب، تؤمننا فيه من كل مرهوب، أو بلاء مجلوب، أو ذنب مكسوب(8)، اللهم إني أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك من كريم أسمائك وجميل ثنائك وخاصة دعائك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل


______________
(1) ليس في الكافى " هدى للناس إلى قوله والفرقان ".
(2) أى انقطع ومضى وفى الكافى. وقد تصرم ".
(3) ليس في الكافى " وتريد أن تحاسبنى به ".
(4) في المصباح " أن لا يطلع " وهو الظاهر.
(5) في الكافى " أو يتصرم هذا الشهر ".
(6) في الكافى " المجتهدون المعدون الموقرون ذكرك والشكر لك ".
وفى بعض نسخه " المعدودون " أى الذين عددتهم في أوليائك.
(7) في بعض النسخ " الزاكى " وفى الكافى " الراكد ".
(8) قوله " من كل مرهوب " كذا في الكافى " وفى التهذيب " كل أمر مرهوب " وقوله: " مجلوب " أى جلبته المعاصى.

[166]

شهرنا هذا أعظم شهر مر علينا منذ أنزلتنا إلى الدنيا بركة في عصمة ديني(1) وخلاص نفسي، وقضاء حاجتي، وتشفيعي في مسائلي(2) وتمام النعمة علي، وصرف السوء عني، ولباس العافية لي، وأن تجعلني برحمتك ممن ادخرت له ليلة القدر(3) وجعلتها له خيرا من ألف شهر في أعظم الاجر وأكرم الذخر، وأحسن الشكر، وأطول العمر، وأدوم اليسر(4).
اللهم وأسألك برحمتك وعزتك وطولك وعفوك ونعمائك وجلالك وقديم إحسانك وامتنانك أن لا تجعله آخر العهد منا لشهر رمضان حتى تبلغناه من قابل على أحسن حال وتعرفنا هلاله مع الناظرين إليه والمتعرفين له، في أعفى عافيتك وأتم نعمتك وأوسع رحمتك، وأجزل قسمك.
اللهم يا ربي الذي ليس لي رب غيره لا تجعل هذا الوداع مني له وداع فناء، ولا آخر العهد مني للقاء حتى ترينيه من قابل في أسبغ النعم، وأفضل الرجاء، و أنالك على أحسن الوفاء، إنك سميع الدعاء.
اللهم اسمع دعائي وارحم تضرعي وتذللي لك، واستكانتي وتوكلي عليك، فأنالك مسلم، لا أرجو نجاحا ولا معافاة إلا بك ومنك، فامنن علي جل ثناؤك وتقدست أسمائك، وبلغني شهر رمضان وأنا معافى من كل مكروه ومحذور، وجنبني من جميع البوائق، الحمد الله الذي أعاننا على صيام هذا الشهر حتى بلغنا آخر ليلة منه "(5).


______________
(1) " بركة " منصوب على التميز عن قوله " أعظم ".
(2) كذا في التهذيب وفى الكافى " وتشفعنى " وما في المتن أظهر.
وربما يقرء " وتشفعتى " بصيغة المصدر على وزن تفعلة.
(3) في الكافى " ممن خرت له ليلة القدر ".
وفى بعض نسخه " حزت " بالحاء المهملة والزاى من حاز الشى يحوزه إذا قبضه وأحرزه.
(4) في الكافى " وحسن الشكر وطول العمر ودوام اليسر ".
(5) راجع شرح هذه الادعية كلها مرآة العقول ج 3 ص 240.