باب القول عند رؤية هلال شهر رمضان

1845 قال أمير المؤمنين عليه السلام(2): " إذا رأيت الهلال فلا تبرح وقل: اللهم إني أسألك خير هذا الشهر، وفتحه ونوره ونصره وبركته وطهوره ورزقه، وأسألك خير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، اللهم أدخله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام، والبركة والتقوى، والتوفيق لما تحب وترضى ".
1846 و " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة و رفع يديه، وقال: " اللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام، والعافية المجللة، والرزق الواسع، ودفع الاسقام، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه، وسلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه "(3).
وقال أبي رحمه الله في رسالته إلي: إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى الله عزوجل وخاطب الهلال وتقول: " ربي وربك الله رب العالمين، اللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام


______________
(2) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 76 بسند مرفوع.
(3) " سلمه لنا " أى لا يغيم الهلال في أوله أو آخره فيلتبس علينا الصوم والفطر وقد مر معنى الجملات ص 96 والخبر مروى في الكافى بسند ضعيف ج 4 ص 70.

[101]

والمسارعة إلى ما تحب وترضى، اللهم بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا عونه وخيره واصرف عنا ضره وشره وبلاء‌ه وفتنته ".
1847 وكان من قول أمير المؤمنين عليه السلام عند رؤية الهلال: " أيها الخلق المطيع الدائب السريع(1) المتردد في فلك التدبير، المتصرف في منازل التقدير(2)، آمنت بمن نور بك الظلم، وأضاء بك البهم(3)، وجعلك آية من آيات سلطانه(4) و امتهنك بالزيادة والنقصان(5) والطلوع والافول، والانارة والكسوف، في كل ذلك أنت له مطيع، وإلى إرادته سريع(6) سبحانه ما أحسن ما دبر وأتقن ما صنع في ملكه وجعلك الله هلال شهر حادث لامر حادث، جعلك الله هلال أمن وإيمان(7) وسلامة وإسلام، هلال أمنة(8) من العاهات، وسلامة من السيئات اللهم اجعلنا أهدى من


______________
(1) الخلق بمعنى المخلوق كاللفظ بمعنى الملفوظ، ودأب في عمله من باب منع: جد وتعب، والدؤوب دوام العمل واستمراره على حالة أخذا من الدأب وهو العادة المستمرة كما في كريمة " سخر لكم الشمس والقمر دائبين " أى مستمرين.
(2) ترددت إلى فلان أى رجعت اليه مرة بعد اخرى. ولعل المراد بالفلك هنا السماء الدنيا.
وفى الصحيفة السجادية " المتردد في منازل التقدير، المتصرف في فلك التدبير " وهو الاوفق بالاية حيث قال: " والقمر قدرناه منازل " ولعله من تصرف النساخ أو الرواة.
(3) الظلم جمع ظلمة. والبهم جمع بهمة بالضم وهى ما يصعب ادركه على الحاسة ان كان محسوسا وعلى الفهم ان كان معقولا.
(4) الآية العلامة الظاهرة، والمراد بسلطانه تعالى استيلاؤه وقدرته على التصرف بالامر والنهى وغلبته التامة.
(5) الامتهان افتعال من المهن، يقال. مهن مهنا من بابى قتل ونفع: خدم غيره وامتهنه امتهانا: استخدمه أو ابتذله واستعمله في الخدمة. والمراد بالزيادة والنقصان زيادة نور القمر ونقصانه في شكل الهلال والبدر بحسب ما يظهر للحس.
(6) قوله " في كل ذلك ط الخ " تقرير لانقياده وطاعته للمشيئة والارادة الالهية، وايثار الجملة الاسمية للاشعار بدوام الطاعة واستمرار سرعة الانقياد، وتقديم الظرف في الفقرتين للاهتمام ورعاية التقفية كما قاله السيد المدنى رحمه الله في رياض السالكين.
(7) جملة دعائية أى أسأل الله أن يجعلك هلال أمن وايمان الخ.
(8) في بعض النسخ " هلال أمن ".

[102]

طلع عليه وأزكى من نظر إليه، وصلى الله على محمد [النبي] وآله، اللهم افعل بي كذا وكذا يا أرحم الراحمين ".