زيارة قبور الائمة الحسن بن علي بن أبي طالب، وعلى بن الحسين، ومحمد بن على الباقر...
وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام بالبقيع

فاذا أتيت قبور الائمة عليهم السلام بالبقيع فاجعلها بين يديك(2)، ثم قل: " السلام عليكم يا أئمة الهدى، السلام عليكم يا أهل التقوى، السلام عليكم يا حجج الله على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط، السلام عليكم يا أهل الصفوة، السلام عليكم يا أهل النجوى، أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في


______________
(2) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 559 موقوفا مرسلا والظاهر كونه من تتمة خبر معاوية بن عمار الذي تقدم ذكره سابقا في الصوم بالمدينة والاعتكاف عند الاساطين كما يظهر من سياق الكلام في الكافى، ورواه ابن قولويه في الكامل ص 54 عن حكيم بن - بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبدالله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هاشم [أو هشام] عن بعض أصحابنا عن أحدهم [أو أحدهما] عليهما السلام، نقله العلامة المجلسى في مزار البحار وشرحه مجملا.

[576]

ذات الله عزوجل وكذبتم، واسئ إليكم فغفرتم، وأشهد أنكم الائمة الراشدون(1) وأن طاعتكم مفروضة، وأن قولكم الصدق، وأنكم دعوتم فلم تجابوا، وأمرتم فلم تطاعوا، وأنكم دعائم الدين، وأركان الارض، لم تزالوا بعين الله، ينسخكم في أصلاب المطهرين(2)، وينقلكم في أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ولم تشرك فيكم فتن الاهواء(3)، طبتم وطابت منبتكم، أنتم الذين من بكم علينا ديان الدين(4) فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا إذا اختاركم لنا، وطيب خلقنا بما من علينا من ولايتكم، وكنا عنده بفضلكم معترفين، وبتصديقنا إياكم مقرين(5) وهذا مقام من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جنى، ورجا بمقامه الخلاص، وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من النار(6) فكونوا لي شفعاء، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا، واتخذوا آيات الله هزوا، واستكبروا عنها، يامن هو قائم لا يسهو ودائم لا يلهو ومحيط بكل شئ، لك المن بما وفقتني وعرفتني بما ائتمنتني عليه إذ صد عنه عبادك، وجهلوا، معرفتهم، واستخفوا بحقهم، ومالوا إلى سواهم، فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مكتوبا، فلا تحرمني ما رجوت، ولا تخيبني فيما دعوت " وادع لنفسك بما أحببت(7).


______________
(1) زاد في الكافى والكامل " المهديون " وفى نسخة في الكامل " المهتدون ".
(2) النسخ في الاصل النقل، ونسخت الريح آثار الدار أى غيرتها.
(3) دنس ثوبه: وسخه، ووصف الجاهلية بالجهلاء من قبيل ليل أليل تأكيد.
والفتن جمع فتنة - بالكسر -: الحيرة والضلالة.
(4) الديان: القهار والقاضى والحاكم والسايس الحاسب والمجازى الذى لا يضيع عملا بل يجزى بالخير والشر. (القاموس)
(5) في الكافى " وكنا عنده مسمين بفضلكم معترفين بتصديقنا اياكم ".
(6) الهلكى - بفتح الهاء وسكون اللام - جمع هالك.
(7) إلى هنا تمام الخبر الذى في الكافى وقد أشرنا اليه.

[577]

ثم صل ثمان ركعتان(1) في المسجد الذي هناك وتقرا فيها ما أحببت وتسلم في كل ركعتين.
ويقال: إنه مكان صلت فيه فاطمة عليها السلام.


______________
(1) انما يصلى ثمان ركعات لان الائمة عليهم السلام هناك أربعة: المجتبى والسجاد والباقر والصادق عليهم السلام فيصلى لكل منهم ركعتين.