باب الابتداء بمكة والختم بالمدينة

3138 - روى هشام بن المثنى(3)، عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال له: " ابدأوا بمكة واختموا بنا "(4).
3139 وروى عمر بن اذينة(5)، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: " إنما امر الناس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم "(6).
3140 - وسأل بعض أصحابنا أبا جعفر عليه السلام(7) فقال له: " أبدأ بمكة أو


______________
(3) وكذا في الكافى، وفى الرجال هاشم بن المثنى الحناط وهو ثقة والسدير ممدوح والطريق في الكافى حسن كالصحيح.
(4) يدل على استحباب تأخير الزيارة عن الحج ولعله مخصوص بمن لا ينتهى طريقهم إلى المدينة كاهل العراق، كما يأتى في حديث صفوان.
(5) الطريق اليه صحيح وهو ثقة من أصحاب أبى الحسن موسى عليه السلام.
(6) ظاهره لقاؤهم حيا ويحتمل شموله للزيارة بعد الموت أيضا. (المرآ ة)
(7) المراد أبوجعفر الثانى لما رواه الكلينى ج 4 ص 550 عن على بن محمد، عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عنه عليه السلام فالسائل هو البرقى.

[559]

بالمدينة؟ فقال [له]: ابدأ بمكة واختم بالمدينة فإنه أفضل ".
قال مصنف هذا الكتاب - رحمه الله -: هذه الاخبار إنما وردت فيمن يملك الاختيار ويقدر على أن يبدأ بأيهما شاء من مكة أو المدينة، فأما من يؤخذ به على أحد الطريقين فاحتاج إلى الاخذ فيه شاء أو أبي فلا خيار له في ذلك، فإن اخذ به على طريق المدينة بدأ بها وكان ذلك أفضل له لانه لا يجوز له أن يدع دخول المدينة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام بها وإتيان المشاهد انتظار لرجوعه، فربما لم يرجع أو اخترم دون ذلك(1)، والافضل له أن يبدأ بالمدينة، وهذا معنى حديث
3141 - صفوان، عن العيص بن القاسم قال: " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحجاج من الكوفة يبدؤون بالمدينة أفضل أو بمكة؟ فقال: بالمدينة ".


______________
(1) أى مات قبل ذلك، وفى القاموس واخترم فلان عنا مبنيا للمفعول: مات، واخترمته المنية أخذته.