دخول الكعبة

وإن أحببت أن تدخل الكعبة فادخلها وإن شئت لم تدخلها(2) إلا أن تكون صرورة فلا بد لك من دخولها(3) واغتسل قبل أن تدخلها وقل إذا دخلتها " اللهم إنك قلت في كتابك: " ومن دخله كان آمنا " فآمنى من عذابك عذاب النار " ثم صل بين الاسطوانتين على البلاطة الحمراء ركعتين، تقرأ في الاولى الحمد وحم السجدة وفي الثانية الحمد وعدد آيها من القرآن، وتصلي في زواياه وتقول: " اللهم من تهيا أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وجوائزه فاليك يا سيدي(4)


______________
(2) روى الكلينى ج 4 ص 527 في الموثق كالصحيح عن عبدالله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: " سألته عن دخول الكعبة، قال: الدخول فيها دخول في رحمة الله، والخروج منها من الذنوب، معصوم فيما بقى من عمره، مغفور له ما سلف من ذنوبه ".
(3) المراد تأكد الاستحباب له، روى الكلينى ج 4 ص 469 عن أبان بن عثمان، عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " يستحب للصرورة أن يطأ المشعر الحرام، وأن يدخل البيت ".
(4) روى الكلينى في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها ولا تدخلها بحذاء وتقول إذا دخلت " اللهم انك قلت " ومن دخله كان آمنا " فآمنى من عذاب النار، ثم تصلى ركعتين بين الاسطوانتين على الرخامة الحمراء تقرأ في الركعة الاولى حم السجدة وفى الثانية عدد آياتها من القرآن وتصلى في زواياه وتقول: " اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وفواضله فاليك يا سيدى إلى آخر ما في المتن ".

[557]

تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ونوافلك وجائزتك فلا تخيب اليوم رجائي، يامن لا يخيب عليه سائل، ولا ينقصه نائل، ولا يبلغ مدحته قائل، فإني لم آتك بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوتها، لكني أتيتك مقرا بالظلم و الاساء‌ة على نفسي، اتيتك بلا حجة ولا عذر، فاسالك يا من هو كذلك ان تعطيني منيتى وتقلبني برحمتك ولا تردني محروما ولا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم " ولا تدخلها بحذاء ولا خف ولا تبزق فيها ولا تمتخط.
* (وداع البيت) * فإذا أردت وداع البيت فطف به اسبوعا، وصل ركعتين حيث أحببت من الحرم وائت الحطيم - والحطيم ما بين باب الكعبة والحجر الاسود - فتعلق بأستار الكعبة وأنت قائم واحمد الله عزوجل واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله ثم قل " اللهم إني عبدك وابن عبدك، ابن أمتك، حملته على داوبك وسيرته في بلادك وأقدمته المسجد الحرام، اللهم وقد كان في أملي ورجائي أن تغفر لي فان كنت يا رب قد فعلت ذلك فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى، وإن لم تكن فعلت يا رب ذلك فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه ولا مستبدل به، هذا أو ان انصرافي إن كنت قد أذنت لي، اللهم فاحفظني من بين يدي ومن خلفي ومن تحتي ومن فوقي و عن يميني وعن شمالي حتى تقدمني أهلي صالحا، فإذا اقدمتني أهلي فلا تتخل مني وأكفني مؤونة عيالي ومؤونة خلقك "(1).


______________
(1) راجع الكافى ج 4 ص 530 في باب وداع البيت صحيحة معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام.

[558]

فإذا بلغت باب الحناطين(1) فاستقبل الكعبة بوجهك وخر ساجدا واسأل الله عزوجل أن يتقبله منك ولا يجعله آخر العهد منك ثم تقول وأنت مار: " آئبون تائبون حامدون لربنا شاكرون، إلى الله راغبون، وإلى الله راجعون، صلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل "(2).


______________
(1) ذكر الشهيد في الدروس أن هذا الباب بازاء الركن الشامى وأنه باب بنى جمع قبيلة من قريش سمى بذلك لبيع الحنطة عنده وقيل لبيع الحنوط (المدارك) وقال الفاضل التفرشى: ولا يكاد يوجد من يعرف موضع هذا الباب لان المسجد زيد فيه.
(2) في الكافى في ذيل صحيحة ابن عمار التى اشرنا اليه " ثم ائت زمزم فاشرب من مائها ثم اخرج وقل: " أئبون تائبون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا، راغبون إلى الله، راجعون ان شاء الله ": وقوله: " آئبون " خبر مبتدأ محذوف أى نحن آئبون.