الافاضة من المشعر الحرام

فإذا طلعت الشمس على جبل ثبير ورأت الابل مواضع أخفافها فأفض، و إياك أن تفيض منها قبل طلوع الشمس فيلزمك دم شاة(2) وأفض وعليك السكينة والوقار، واقصد في مشيك ان كنت راجلا، وفي مسيرك ان كنت راكبا، وعليك بالاستغفار فإن الله عزوجل يقول: " ثم أيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا


______________
(2) تقدم، وتقدم أيضا استحباب الافاضة قبله بقليل ولكن لا يجاوز وادى محسر حتى تطلع الشمس، وتقدم لزوم الدم وغيره (م ت) أقول: ثبير جبل بين مكة ومنى على يمين الداخل منها إلى مكة. (المصباح المنير).

[547]

الله إن الله غفور رحيم "، ويكره المقام عند المشعر بعد الافاضة(1).
فإذا انتهيت إلى وادي محسر - وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو الذي إلى منى أقرب - فاسع فيه مقدار مائة خطوة وإن كنت راكبا فحرك راحلتك قليلا وقل: " رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الاعز الاكرم " كما قلت في المسعى بمكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحرك ناقتة فيه ويقول: " اللهم سلم عهدي، واقبل توبتي، وأجب دعوتي، واخلفني فيمن تركت بعدي(2) ".
ومن ترك السعي في وادي محسر فعليه أن يرجع حتى يسعى فيه، فمن لم يعرف موضعه سأل الناس عنه(3)، ثم امض إلى منى.


______________
(1) أى بعد افاضة الناس. (مراد)
(2) روى الكلينى ج 4 ص 1 47 في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " إذا مررت بوادى محسر وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو إلى منى أقرب فاسع فيه حتى تجاوزه فان رسول الله صلى الله عليه وآله حرك ناقته وقال: " اللهم سلم لى عهدى واقبل توبتى وأجب دعوتى واخلفنى فيمن ترك بعدى ".
(3) روى الكلينى ج 4 ص 470 في الحسن كالصحيح عن ابن أبى عمير، عن حفص بن البخترى وغيره عن أبى عبدالله عليه السلام " أنه قال لبعض ولده: هل سعيت في وادى محسر، فقال: لا، قال: فأمره أن يرجع حتى يسعى، قال: فقال له ابنه: لا أعرفه، فقال له: سل الناس ".