الغدو إلى عرفات(2)

ثم امض إلى عرفات وقل أنت متوجه إليها: " اللهم إليك صمدت، وإياك اعتمدت، ووجهك أردت، وقولك صدقت، وأمرك اتبعت، اسألك أن تبارك لي في أجلي(3)، وأن تقضي لي حاجتي وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو أفضل مني " ثم تلب وأنت مار إلى عرفات، ولا تخرج من منى قبل طلوع الفجر بوجه(4).
فاذا اتيت إلى عرفات فاضرب خباء‌ك بنمرة قريبا من المسجد فإن ثم ضرب النبي صلى الله عليه وآله خبأه وقبته، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية(5) واغتسل وصل به الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، وإنما تتعجل في الصلاة وتجمع بينهما


______________
(2) يعنى المضى في الغداة اليها.
(3) كذا هو الصواب.
(4) تقدم أن المستحب أن لا تخرج الا بعد طلوع الشمس ويجوز التقديم للمشاة والخائف من الزحام وغيرهما من أصحاب الاعذار. (م ت)
(5) روى الكلينى ج 4 ص 462 في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام أنه قال: " الحاج يقطع التلبية يوم عرفة زوال الشمس " وفى الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام: " قطع رسول الله صلى الله عليه وآله التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة، وكان على بن الحسين عليهما السلام يقطع التلبية إذا زاغت الشمس يوم عرفة، قال أبوعبدالله عليه السلام: فاذا قطعت التلبية فعليك بالتهليل والتحميد والتمجيد والثناء على الله عزوجل ".

[541]

لتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة(1).
ثم ائت الموقف وعليك السكينة والوقار، فقف بسفح الجبل(2) في ميسرته وادع بدعاء الموقف(3) وادع لابويك كثيرا واستوهبهما من ربك عزوجل، ولا تقف إلا وأنت على طهر وقد اغتسلت ولا نفض منها حتى تغيب الشمس، فإنك إن أفضت قبل غروبها لزمك دم شاة(4).


______________
(1) في الكافى ج 4 ص 461 في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " إذا غدوت إلى عرفة فقل وأنت متوجه اليها: " اللهم اليك صمدت، واياك اعتمدت، ووجهك أردت، فأسألك أن تبارك لى في رحلتى، وأن تقضى لى حاجتى، وأن تجعلنى اليوم ممن تباهى به من هو أفضل منى " ثم تلب وأنت غاد إلى عرفات، فاذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خبأك بنمرة ونمرة هى بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة فاذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصل الظهر والعصر بأذان واحد واقامتين، وانما تعجل العصر ويجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فانه يوم دعاء ومسألة ".
(2) أى المواضع السوية تحته ولا تقف فوقه ولا على التلال كما تقدم (م ت) وفى رواية مسمع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " عرفات كلها موقف وأفضل الموقف سفح الجبل "، وفى الكافى ج 4 ص 463 في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " قف في ميسرة الجبل فان رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات في ميسرة الجبل الخبر ".
(3) راجع الكافى ج 4 ص 464 وفيه دعاء غير ما يأتى عن زرعة عن أبى بصير.
(4) تقدم أخبار في أن عليه بدنة وهو أحوط راجع ص 467 الهامش الرابع.