الخروج إلى الصفا

ثم اخرج إلى الصفا وقم عليه حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي فيه الحج واحمد الله عزوجل واثن عليه واذكر من آلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت عليه ثم قل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير " ثلاث مرات وتقول: " اللهم إني أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة " ثلاث مرات، وتقول: " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ثلاث مرات، وتقول: الحمد لله - مائة مرة - والله أكبر - مائة مرة - وسبحان الله - مائة مرة - ولا إله إلا الله - مائة مرة - وأستغفر الله وأتوب إليه - مائة مرة -.
وصل على محمد وآل محمد - مائة مرة -(1)، وتقول: " يا من لا يخيب سائله ولا ينفد نائله صل على محمد وآل محمد، وأعذني من النار برحمتك " وادع لنفسك ما أحببت، وليكن وقوفك على الصفا أول مرة أطول من غيرها.


______________
(1) في الكافى ج 4 ص 431 في الصحيح عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام " ثم اخرج إلى الصفا من الباب الذى خرج منه رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الباب الذى يقابل الحجر الاسود حتى تقطع الوادى وعليك السكينة والوقار فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذى فيه الحجر الاسود واحمد الله واثن عليه ثم اذكر من آلائه وبلائه وحسن ما صنع اليك ما قدرت على ذكره، ثم كبر الله سبعا واحمده سبعا وهلله سبعا، وقل: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حى لا يموت وهو على كل شئ قدير ثلاث مرات " ثم صل على النبى صلى الله عليه وآله وقل " الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا، والحمد لله الحى القيوم، والحمد لله الحى الدائم ثلاث مرات وقل " أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون ثلاث مرات اللهم انى اسألك إلى قوله وقنا عذاب النار ثلاث مرات، ثم كبر الله مائة مرة وهلل مائة مرة واحمد مائة مرة وسبح مائة مرة، وتقول: " لا اله الا الله وحده، انجز وعده ونصر عبده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد وحده وحده، اللهم بارك لى في الموت وفى ما بعد الموت اللهم انى أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته اللهم أظلنى في ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك ".

[536]

ثم انحدر وقف على المرقاة الرابعة حيال الكعبة وقل: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وفتنته وغربته ووحشته وظلمته وضيقه وضنكه، اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ".
ثم انحدر عن المرقاة وأنت كاشف عن ظهرك وقل: " يا رب العفو، يا من أمر بالعفو، يا من هو أولى بالعفو، يا من يثيب على العفو، العفو العفو العفو، يا جواد يا كريم يا قريب يا بعيد اردد علي نعمتك، واستعملني بطاعتك ومرضاتك " ثم امش وعليك السكينة والوقار حتى تصير إلى المنارة وهي طرف المسعى فاسع مل‌ء فروجك(1) وقل: " بسم الله والله أكبر، اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، انك انت الاعز الاكرم(2) واهدني للتي هي أقوم اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، وتقبل مني، اللهم لك سعيي وبك حولي وقوتي، فتقبل عملي يا من يقبل عمل المتقين " فإذا جزت زقاق العطارين فاقطع الهرولة وامش على سكون ووقار وقل: " ياذا المن والطول والكرم والنعماء والجود صل على محمد وآل محمد واغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا كريم ".
فإذا أتيت المروة فاصعد عليها وقم حتى يبدو لك البيت وادع كما دعوت على الصفا واسأل الله عزوجل حوائجك وقل في دعائك: " يامن أمر بالعفو، يامن يجزي على العفو، يامن دل على العفو، يامن زين العفو، يامن يثيب على العفو يامن يحب العفو، يامن يعطي على العفو، يامن يعفو على العفو، يا رب العفو العفو العفو العفو " وتضرع إلى الله عزوجل وابك، فإن لم تقدر على البكاء فتباك واجهد أن تخرج من عينيك الدموع ولو مثل رأس الذباب، واجتهد في الدعاء، ثم انحدر عن المروة إلى الصفا وأنت تمشي، فإذا بلغت زقاق العطارين فاسع مل‌ء فروجك إلى المنارة الاولى التي تلي الصفا، فإذا بلغتها فاقطع الهرولة وامش حتى


______________
(1) يعنى اسرع في مسيرك، جمع فرج وهو ما بين الرجلين، يقال للفرس ملا فرجه و فروجه إذا عدى وأسرع وبه سمى فرج الرجل والمرأة لانه ما بين الرجلين. (الوافى)
(2) راجع الكافى ج 4 ص 434 حسنة معاوية بن عمار.

[537]

تأتي الصفا وقم عليه(1)، واستقبل البيت بوجهك وقل مثل ما قلته في الدفعة الاولى، [ثم انحدر إلى المروة فافعل ما كنت فعلته، وقل مثل ما كنت قلته في الدفعة الاولى] حتى تأتي المروة، فطف بين الصفا والمروة سبعة أشواط يكون وقوفك على الصفا أربعا وعلى المروة أربعا والسعي بينهما سبعا تبدأ بالصفا وتختم بالمروة.
ومن ترك الهرولة في السعي حتى صار في بعض المكان لم يحول وجهه ورجع القهقرى حتى يبلغ الموضع الذي ترك معه الهرولة، ثم يهرول منه إلى الموضع الذي ينبغي له أن يقطها فيه إن شاء الله تعالى.


______________
(1) روى الكلينى عن سماعة في الموثق قال: " سألته عن السعى بين الصفا والمروة، قال: إذا انتهيت إلى الدار التى على يمينك عند أول الوادى فاسع حتى تنتهى إلى أول زقاق عن يمينك بعد ما تجاوز الوادى إلى المروة فاذا انتهيت اليه فكف عن السعى وامش مشيا، وإذا جئت من عند المروة فابدء من عند الزقاق الذى وصفت لك، فاذا انتهيت إلى الباب الذى من قبل الصفا بعد ما تجاوز الوادى فاكفف عن السعى وامش مشيا، فانما السعى على الرجال وليس على النساء سعى "، يعنى بالسعى السرعة دون العدو.