باب فضل المعروف

1680 قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أول من يدخل الجنة المعروف وأهله و

[55]

أول من يرد علي الحوض ".(1)
1681 وقال عليه السلام: " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة "(2).
وتفسيره أنه إذا كان يوم القيامة قيل لهم: هبوا حسناتكم لمن شئتم وادخلوا الجنة.(3)
1682 وقال عليه السلام: " كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان".(4)
1683 وقال الصادق عليه السلام: " اصنع المعروف إلى كل أحد، فإن كان أهله وإلا فأنت أهله".
1684 وقال عليه السلام: " أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ".
1685 وقال عليه السلام: " المعروف شئ سوى الزكاة فتقربوا إلى الله عزوجل بالبر وصلة الرحم".
1686 وقال عليه السلام: " رأيت المعروف كاسمه، وليس شئ أفضل من المعروف إلا ثوابه، وذلك يراد منه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه


______________
(1) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 28 وفى النهاية " المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب اليه والاحسان إلى الناس، وكل ما ندب اليه الشرع ".
وقد يخص بما يتعدى إلى الغير وهو المراد هنا ظاهرا، وقوله: " أول من يدخل الجنة المعروف " اما على تجسم الاعمال واما على أنه سبب لدخولها.
(2) رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 29 وزاد في آخره " يقال لهم: ان ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم ".
(3) الظاهر أن المؤلف رحمه الله أخذ هذا التفسير من ذيل الحديث الذى نقلناه عن الكافى.
(4) اللهفان: المتحسر والمكروب، والملهوف: المظلوم، واللهيف: المضطر.

[56]

وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهناك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه ".
1687 وقال أبوجعفر عليه السلام: " صنايع المعروف تقي مصارع السوء ".(1)
1688 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أفضل صدقة صدقة عن ظهر غنى(2) وابدأ بمن تعول، واليد العلياء خير من اليد السفلى، ولا يلوم الله عزوجل على الكفاف ".(3)
1689 وقال صلى الله عليه وآله: " إن البركة أسرع إلى البيت الذى يمتار منه المعروف من الشفرة في سنام البعير، أو السيل إلى منتهاه "(4).


______________
(1) أى تحفظ الانسان عن المهالك ومساقط السوء.
(2) أى ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم فاذا أعطيتها غيرك مما فضل عن قوت عيالك كانت عن استغناء منك ومنهم.
وقال الطريحى في المجمع في مادة " ظهر ": لا بعد أن يراد بالغنى ما هو الاعم من غنى النفس والمال، فان الشخص إذا رغب في ثواب الاخرة أغنى نفسه عن أعراض الدنيا وزهد فيما يعطيه وساوى من كان غنيا بماله فيقال: انه تصدق عن ظهر غنى فلا منافاة بينه وبين قوله عليه السلام " أفضل الصدقة جهد المقل ".
والظهر قد يرد في مثل هذا اشباعا للكلام وتمكينا كان صدقته مستندة إلى ظهر قوى من المال، ويقال ما كان ظهر غنى المراد نفس الغنى ولكنه أضيف للايضاح والبيان كما قيل: ظهر الغيب والمراد نفس الغيب ومنه نفس القلب ونسيم الصبا وهى نفس الصبا انتهى.
وفى بعض النسخ " على ظهر غنى ".
(3) أى لا يلوم على الادخار للعيال لان الانفاق على العيال اعطاء.
يعنى إذا كان المال بقدر ما يكفى العيال فلا يلام على عدم الاعطاء، وقيل: إذا لم يكن عنده كفاف لايلام على المنع، والكفاف: الرزق.
(4) يمتار أى يجلب وأكثر استعماله في جلب الطعام، والشفرة السكين العريض، و السنام: حدبة في ظهر البعير يقال له بالفارسية " كوهان ".
وفى الخبر دلالة على أن اصطناع المعروف سبب للزيادة في الدنيا والآخرة، والخبر في الكافى ج 4 ص 29 عن النبى صلى الله عليه وآله.

[57]

1690 وقال أبوجعفر عليه السلام: " لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله "(1)
1691 وقال الصادق عليه السلام: " رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال تصغيره وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا سترته تممته وإذا عجلته هنأته، وإن كان غير ذلك محقته ونكدته "(2).
1692 وقال عليه السلام للمفضل بن عمر: " يا مفضل إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد فانظر إلى معروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى خير، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله تعالى خير "(3).
1693 وقال عليه السلام: " إنما أعطاكم الله هذه الفضول من الاموال لتوجهوها حيث وجهها الله عزوجل ولم يعطكموها لتكنزوها ".
1694 وقال عليه السلام: " لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله به فأنفقوه فيما نهاهم عنه ما قبله منهم، ولو أخذوا ما نهاهم الله عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم حتى يأخذوه من حق وينفقوه في حق ".
1695 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أتى إليه المعروف فليكاف به وإن عجز فليثن، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة "(4).
1696 وقال الصادق عليه السلام: " لعن الله قاطعي سبيل المعروف، قيل: وما


______________
(1) أى ان الثمرة مطلوبة من كل شئ وثمرة المعروف والمطلوب الاهم منه تعجيله وفى الكافى ج 4 ص 30 " تعجيل السراح " والسراح بالمهملات: الارسال والخروج من الامر بسرعة وسهولة وفى المثل " السراح من النجاح " يعنى إذا لم تقدر على قضاء حاجة أحد فآيسته فان ذلك من الاسعاف.
(2) " محقته " أى أبطلت ثوابه. و " نكدته " أى ضيعته وقللته.
(3) محمول على ما إذا علم أنه ليس من أهله فلا ينافى ما تقدم. والخبر يدل على وجوب رعاية وجه المصرف ومورد الاعطاء أفى حق أم باطل، وعلى حرمة تضييع المال.
(4) يدل على رجحان شكر النعمة ولو بالثناء على المنعم.

[58]

قاطعي(1) سبيل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره "(2).


______________
(1) في بعض النسخ " قاطعوا " كما في الكافى.
(2) اخبار هذا الباب كلها مروية في الكافى مسندة.