[الطيب للمحرم](2)

2660 - و " كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا تجهز إلى مكة قال لاهله: إياكم أن تجعلوا في زادنا شيئا من الطيب ولا الزعفران نأكله(3) أو نطعمه(4) ".
2661 - وقال الصادق عليه السلام: " يكره من الطيب أربعة أشياء للمحرم: المسك والعنبر والزعفران والورس، وكان يكره من الادهان الطيبة الريح(5) ".
2662 - وروي عن الحسن بن هارون قال: " قلت لابي عبدالله عليه السلام: أكلت خبيصا فيه زعفران(6) حتى شبعت منه وأنا محرم، فقال: إذا فرغت من مناسكك وأردت الخروج من مكة فابتع بدرهم تمرا وتصدق به(7) فيكون كفارة لذلك ولما دخل عليك في إحرامك مما لا تعلم ".
2663 - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أكل زعفرانا متعمدا أو طعاما فيه طيب فعليه دم، وإن كان ناسيا فلا شئ عليه ويستغفر الله ويتوب إليه ".
2664 - وروي عن الحسين بن زياد(8) قال: " قلت لابي عبدالله عليه السلام: وضأني


______________
(2) العنوان زائد منا.
(3) في بعض النسخ " بآكله ".
(4) أى لئلا نأكله نسيانا أو نطعمه غيرنا، وذلك بالنظر إلى أعوانه وأنصاره وأصحابه والا فهو عليه السلام في عصمة عن النسيان والخطأ من جانب الله.
(5) رواه الشيخ بسند موثق عن معاوية بن عمار عنه عليه السلام
(6) الخبيص: طعام يعمل من التمر والسمن وقد تقدم.
(7) محمول على الاستحباب للاخبار الكثيرة المتضمنة لسقوط الكفارة عن الناسى والجاهل الا في الصيد.
(8) في طريقه من لم يوثق صريحا.

[351]

الغلام وأنا لا أعلم بدستشان(1) فيه طيب فغسلت يدي وأنا محرم، فقال: تصدق بشئ لذلك "(2).
2665 - وكتب إبراهيم بن سفيان إلى أبي الحسن عليه السلام: " المحرم يغسل يده باشنان فيه الاذخر؟ فكتب: لا أحبه لك "(3).
2666 - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " سألته عن رجل مس الطيب ناسيا وهو محرم، قال: يغسل يديه ويلبي عليه شئ ".
وفي خبر آخر: " ويستغفر ربه "(4).
2667 - وروى حمران عن أبي جعفر عليه السلام " في قول الله عزوجل: " ثم ليقضوا تفثهم [وليوفوا نذورهم] " قال: التفث حفوف الرجل من الطيب(5) فإذا قضى نسكه حل له الطيب ".
2668 - وسأل عبدالله بن سنان أبا عبدالله عليه السلام " عن الحناء، فقال: إن المحرم ليمسه ويداوي به بعيره وما هو بطيب وما به بأس ".
2669 - وقال عليه السلام: " لا بأس أن يغسل الرجل الخلوق عن ثوبه وهو محرم ".
وإذا اضطر المحرم إلى سعوط فيه مسك من ريح يعرض له في وجهه وعلة تصيبه فلا بأس بأن يستعط به فقد سأل إسماعيل بن جابر أبا عبدالله عليه السلام عن ذلك فقال: استعط به(6).


______________
_____ (1) معرب دستشو، ويمكن أن يكون مصحف " باشنان " كما في نسخة ويظهر من الكافى.
(2) محمول على الاستحباب للتصريح بعدم العلم.
(3) الاذخر بكسر الهمزة والخاء: نبات معروف، ذكى الرائحة وإذا جف ابيض، ويدل الخبر على استحباب الاجتناب من غسل اليد بالاذخر.
(4) يمكن أن يكون المراد بهذا الخبر ما رواه الكلينى في الكافى ج 4 ص 354 عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام.
(5) حف رأسه يحف حفوفا بالمهملة والفاء بعد عهده بالدهن. (القاموس)
(6) رواه الشيخ في الصحيح في الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن اسماعيل ابن جابر وكانت عرضت له ريح في وجهه من علة أصابته وهو محرم " قال: فقلت لابى عبدالله عليه السلام: ان الطبيب الذى يعالجنى وصف لى سعوطا فيه مسك فقال: استعط به ".

[352]

2670 - وروى الحلبي: ومحمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " المحرم يمسك على أنفه من الريح الطيبة، ولا يمسك على أنفه من الريح الخبيثة ".
2671 - وروى هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " لا بأس بالريح الطيبة فيما بين الصفا والمروة من ريح العطارين ولا يمسك على أنفه "(1).
2672 - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " لا بأس أن تشم الاذخر والقيصوم والخزامى والشيح(2) وأشباهه وأنت محرم ".
وروى على بن مهزيار قال: " سألت ابن أبي عمير عن التفاح والاترج والنبق وما طاب من ريحه، فقال: تمسك عن شمه وأكمله "(3) ولم يرو فيه شيئا.


______________
(1) " لا يمسك " أى لا يجب، أو يجب أن لا يمسك وهو أظهر. (م ت)
(2) قد مر معنى الاذخر آنفا، والقيصوم فيعول من نبات البادية معروف، والخزامى بألف التأنيث من نبات البادية، قال الفارانى هو خيرى البرى، وقال الازهرى: بقلة طيبة الرائحة لها نور كنور البنفسج (المصباح) وقال الجوهرى: الشيح بكسر المعجمة: نبت.
وقال في بحر الجواهر: هو ضرب من الحشايش وهو تركى وأرمنى حار يابس.
(3) كذا وهكذا في الكافى ج 4 ص 356 ولكن رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 534 والاستبصار ج 2 ص 183 عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبى عمير، عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام.
وقال العلامة المجلسى رحمه الله: ولعله من اشتباه الشيخ.
ويؤيده قول المصنف رحمه الله: " ولم يرو فيه شيئا ".
ويمكن أن يكون مرويا لابن أبى عمير لكن أفتى بالمروى وهو الاظهر لما هو المعهود من دأبهم، والاترج بضم الهمزة وتشديد الجيم فاكهة معروفة، الواحدة أترجة، وفى لغة ضعيفة " ترنج "، وقال الازهرى الاولى هى التى تكلم بها الفصحاء وارتضاها النحويون (المصباح) والنبق بفتح النون وكسر الباء الموحدة وقد يسكن: ثمر السدر.
وفيه دلالة على عدم البأس بأكل ما لم يتخذ لطيب وان كان له رائحة طيبة.