صلاة أخرى للحاجة

1545 " كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا حزنه أمر(3) لبس ثوبين من أغلظ ثيابه وأخشنها، ثم ركع في آخر الليل ركعتين حتى إذا كان في آخر سجدة من سجوده سبح الله مائة تسبيحة، وحمد الله مائة مرة، وهلل الله مائة مرة، وكبر الله مائة مرة، ثم يعترف بذنوبه كلها(4) ما عرف منها أقر له تبارك وتعالى به في سجوده وما لم يذكر منها اعترف به جملة ثم يدعو الله عزوجل ويفضي بركبتيه إلى الارض ".


______________
(3) في جميع النسخ جعل " حزبه " - بالزاى والباء الموحدة من تحت - نسخة، وحزبه أمر أى نابه واشتد عليه أو ضغطه، أو نزلت به مهمة واصابه غم.
(4) أى يعترف بالتقصير في العبادة أو القصور فيها في بعض الاحيان، وهو مقتضى مقام العبودية والا فهو معصوم عصمه الله تعالى من الخطأ والنسيان فضلا عن الذنب وقد تقدم الكلام في أمثاله.

[559]

صلاة أخرى للحاجة
1546 روي عن يونس بن عمار قال: " شكوت إلى أبي عبدالله عليه السلام رجلا كان يؤذيني، فقال: أدع عليه فقلت: قد دعوت عليه، فقال: ليس هكذا ولكن اقلع عن الذنوب وصم وصل وتصدق فإذا كان آخر الليل فأسبغ الوضوء، ثم قم فصل ركعتين ثم قل: وأنت ساجد: " اللهم إن فلان بن فلان قد آذاني اللهم أسقم بدنه، واقطع أثره وانقص أجله واجعل له ذلك في عامه هذا " قال: ففعلت، فما لبث أن هلك "(1). صلاة أخرى للحاجة
1547 روى عمر بن أذينة عن شيخ من آل سعد قال: " كانت بينى وبين رجل من أهل المدينة خصوصة ذات خطر عظيم، فدخلت على أبى عبدالله عليه السلام فذكرت له ذلك، وقلت: علمنى شيئا لعل الله يرد على مظلمتى(2) فقال: إذا أردت العدو فصل بين القبر والمنبر ركعتين أو أربع ركعات وإن شئت ففى بيتك، وأسال الله أن يعينك وخذ شيئا مما تيسر فتصدق به على أول مسكين تلقاه، قال: ففعلت ما أمرنى فقضى لى ورد الله على أرضى ". صلاة اخرى للحاجة
1548 - روى زياد القندي، عن عبدالرحيم القصير قال: " دخلت على أبى -


______________
(1) في بعض النسخ " فما لبثت أن هلك " والظاهر أن الرجل كان من المخالفين و أراد قتله ولهذا جوز له الدعاء بالهلاك الا أن يقصد بقطع الاثر الظلم، ويحتمل جواز الدعاء على الظالم مطلقا بالهلاك لعدم الاستفصال، والاولى الدعاء برفع ظلمه وهدايته فهو أسرع اجابة فيما جربناه. (م ت)
(2) المظلمة: ما يظلم الرجل وما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما اخذ منك. (م ت) (*)

[560]

عبدالله عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني اخترعأت دعاء، فقال: دعني من اختراعك(1) إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قلت: كيف أصنع؟ قال: تغتسل وتصلي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة وتتشهد تشهد الفريضة(2) فإذا فرغت من التشهد وسلمت قلت: " اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام(3) اللهم صلى على محمد وآل محمد، وبلغ روح محمد وآل محمد عني السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى رسولك صلى الله عليه وآله فأثبني عليهما(4) ما أملت ورجوت منك وفي رسولك(5) يا ولي المؤمنين " ثم تخر ساجدا وتقول: " يا حي ياقيوم، يا حيا لا يموت، لا حي لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والاكرام، يا أرحم الراحمين " أربعين مرة، ثم تضع خدك الايمن على الارض فتقولها أربعين مرة، ثم تضع خدك الايسر فتقول ذلك أربعين مرة، ثم ترفع رأسك وتمد يديك وتقول ذلك أربعين مرة ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ


______________
(1) يدل ظاهرا على النهى عن اختراع الدعاء وحمل على الكراهة لعموم الامر بالدعاء الا فيمن لا يعرف الله وصفاته العليا، فربما يتكلم بما لا يجوز له، ولا ريب أن الدعاء بالمنقول أولى، ويمكن أن يكون مراده الدعاء بقضاء الحاجة ويكون النهى لاشتراطه بشرائط كثيرة من الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه وآله وصلاة الهدية والغسل وغيرها (م ت) أقول: زياد القندى هو زياد بن مروان واقفى بل من أركان الوقف ولم يوثق، و عبدالرحيم القصير مجهول الحال.
(2) " افتتاح الفريضة " أى بالتكبيرات السبع أو بتكبيرة الاحرام وكذا التشهد باشتماله على المندوب والواجبات. (م ت)
(3) " أنت السلام " أى السالم من العيوب وصفات النقص أو مما يلحق غيره تعالى من الفناء والافات. " ومنك السلام " أى السلامة. " واليك يعود السلام " أى لو وقع من المخلوقين سلامة العيوب فاليك ترجع لانها بتأييدك وتوفيقك. (م ت)
(4) من الاثابة بمعنى الجزاء، وفى بعض النسخ " فأتنى " من الايتاء بمعنى الاعطاء.
(5) أى في الاستشفاع برسولك أو في بلاغ السلام والصلاة. (م ت) (*)

[561]

بسبابتك(1) أربعين مرة، ثم خذ لحيتك بيدك اليسرى فابك أو تباك وقل: " يا محمد يارسول الله أشكو إلى الله وإليك حاجتي وأشكو إلى أهل بيتك الراشدين حاجتي و بكم أتوجه إلى الله في حاجتي " ثم تسجد وتقول: " يا الله يا الله حتى ينقطع نفسك صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا " قال أبوعبدالله عليه السلام: أنا الضامن على الله عزوجل أن لا يبرح حتى تقضى حاجته ".
(صلاة أخرى للحاجة) قال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي: إذا كانت لك يا بني إلى الله عزوجل حاجة فصم ثلاثة أيام الاربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة فابرز إلى الله تعالى(2) قبل الزوال وأنت على غسل وصل ركعتين تقرأ في كل ركعة منهما الحمد وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد فإذا ركعت قرأتها عشرا، فإذا رفعت رأسك من الركوع قرأتها عشرا، فإذا سجدت قرأتها عشرا، فإذا رفعت رأسك من السجود قرأتها عشرا، فإذا سجدت ثانية قرأتها عشرا، فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية قرأتها عشرا ثم نهضت إلى الثانية بغير تكبير وصليتها مثل ما وصفت لك، واقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراء‌ة.
فإذا تفضل الله عليك بقضاء حاجتك فصل ركعتي الشكر تقرأ في الاولى الحمد وقل هو الله أحد، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون، وتقول في الركعة الاولى في ركوعك الحمد لله شكرا وفي سجودك شكرا لله وحمدا وتقول في الركعة الثانية في الركوع والسجود " الحمد لله الذي قضى حاجتي وأعطاني مسألتي "(3).


______________
(1) لاذ يلوذ لواذ أولياذا: لجأ اليه، ولاذ به التجأ اليه وانضم واستغاث به أى تتحرك تضرعأ وابتهالا اصبعك التى بين الوسطى والابهام يمينا وشمالا.
(2) أى اخرج إلى الفضاء من الصحراء أو السطح أو غيرهما. (م ت)
(3) كما في الكافى ج 3 س 481 باب صلاة الشكر.