باب صلاة الحاجة

1542 روى مرازم عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام قال: " إذا فدحك أمر عظيم (6) فتصدق في نهارك على ستين مسكينا، على كل مسكين [نصف] صاع بصاع النبي صلى الله عليه وآله(7) من تمر أو بر أو شعير، فإذا كان بالليل اغتسلت في ثلث


______________
(6) فدحه الدين: أثقله، وفوادح الدهر: خطوبه، والفادحة: النازلة.
(7) وهو خمسة أمداد والصاع المعروف أربعة أمداد. (م ت) (*)

[556]

الليل الاخير ثم لبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب(1) إلا أن عليك في تلك الثياب إزار، ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما بالتوحيد وقيل أيها الكافرون، فإذا وضعت جبينك في الركعة الاخيرة للسجود هللت الله وقدسته وعظمته ومجدته(2)، ثم ذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها تسمي، وما لم تعرف أقررت به جملة، ثم رفعت رأسك فإذا وضعت جبينك في السجدة الثانية استخرت الله مائة مرة تقول: " اللهم إني أستخيرك بعلمك(3) " ثم تدعو الله بما شئت من أسمائه وتقول " يا كائنا قبل كل شئ ويا مكون كل شئ ويا كائنا بعد كل شئ افعل بي كذا وكذا " وكلما سجدت فأفض بركبتيك إلى الارض(4) وترفع الازار حتى تكشف عنهما واجعل الازار من خلفك بين أليتيك وباطن ساقيك، فإني أرجو أن تقضى حاجتك إن شاء الله تعالى، وأبدأ بالصلاة على النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ". صلاة أخرى للحاجة
1543 روى موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان بن يحيى، ومحمد بن سهل عن أشياخهما عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إذا حضرت لك حاجة مهمة إلى الله عز و جل فصم ثلاثة أيام متوالية: الاربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة إن شاء الله تعالى فاغتسل والبس ثوبا جديدا ثم اصعد إلى أعلى بيت في دارك وصل فيه ركعتين، وارفع يديك إلى السماء ثم قل: " اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي


______________
(1) أى أخشن الثياب التى تلبسها عيالك.
(2) يعنى قلت " لا اله الا الله " سبحان الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة الا بالله " وأمثالها.
(3) أى أطلب منك أن تجعل خيرى في قضاء حاجتى، أو تجعل قضاء حاجتى خيرا لى، أو تقضى حاجتى ان كان خيرا في علمك وقدرتك عليها وعلى جعلها خيرا. (م ت)
(4) أفضى بيده على الارض إذا مسها بباطن راحته في سجوده.

[557]

بوحدانيتك وصمدانيتك(1) وإنه لا قادر على حاجتي غيرك، وقد علمت يارب أنه كلما تظاهرت نعمتك علي اشتدت فاقتي إليك، وقد طرقني هم كذا وكذا(2) وأنت بكشفه عالم غير معلم، واسع غير متكلف(3)، فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت(4) ووضعته على السماء فانشقت، وعلى النجوم فانتثرت، وعلى الارض فسطحت، وأسألك بالحق الذي جعلته عند محمد والائمة عليهم السلام وتسمهم إلى آخرهم أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تقضي حاجتي وأن تيسر لي عسيرها، و تكفيني مهمها، فإن فعلت فلك الحمد، وإن لم تفعل فلك الحمد، غير جائر في حكمك ولا متهم في قضائك ولا حائف في عدلك(5) وتلصق خدك بالارض وتقول: " اللهم إن يونس بن متي عبدك دعاك في بطن الحوت وهو عبدك فاستجبت له (6) وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي " ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لربما كانت الحاجة لي فأدعو بهذا الدعاء فأرجع وقد قضيت ".


______________
(1) " حللت بساحتك " أى نزلت ووقفت ببابك، والساحة: فناء الدار وفضاء الدار والصمد: الرفيع والدائم والسند ومن يقصد اليه في الحوائج اى كونك مصمودا اليه في الحوائج مقصودا فيها.
(2) اى نزل بى هم كذا، وتذكر مكان " كذا وكذا " مهمك.
(3) " عالم " أى لا يحتاج إلى ذكر أسباب الكشف عندك. " واسع " أى واسع القدرة أو واسع الكرم أو الاعم. " غير متكلف " أى غير شاق عليك.
(4) نسفت البناء نسفا: قلعته، والتعبير بلفظ الماضى لتحقق الوقع أو المراد في الدنيا أى بأن جعلته رملا.
(5) الحيف: الجور والظلم
(6) يعنى أن العبودية والتذلل والانكسار سبب القضاء الحوائج وهو مشترك، فلا يرد أن بينهما بون بعيد. (م ت) (*)