باب صلاة الحبوة والتسبيح وهي صلاة جعفر بن أبي طالب (ع)

1533 روى أبوحمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر بن أبي طالب: يا جعفر ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أحبوك(2) ألا أعلمك صلاة إذا أنت صليتها لو كنت فررت من الزحف وكان عليك مثل رمل عالج(3) وزبد البحر ذنوبا غفرت لك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: تصلي أربع ركعات إذا شئت إن شئت كل ليلة، وإن شئت كل يوم، وإن شئت فمن جمعة إلى جمعة، وإن شئت فمن شهر إلى شهر، وإن شئت فمن سنة إلى سنة، تفتتح الصلاة ثم تكبر خمس عشرة مرة، تقول: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، ثم تقرأ الفاتحة وسورة وتركع فتقولهن في ركوعك عشر مرات ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولهن عشر مرات، وتخر ساجدا وتقولهن عشر مرات في سجودك، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولهن عشر مرات، ثم تخر ساجدا وتقولهن عشر مرات، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولهن عشر مرات، ثم تنهض فتقولهن خمس عشرة مرة، ثم تقرأ فاتحة الكتاب وسورة، ثم تركع فتقولهن عشر مرات، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولهن


______________
(2) أمنحك وأعطيك وأحبوك متقاربة المعانى، والمنحة: العطية. والحباء: العطاء ومنه الحبوبة باعتبار النبى صلى الله عليه وآله لجعفر عليه السلام.
(3) الرمل العالج أى المتراكم، وعوالج الرمل هو ما تراكم منه.

[553]

عشر مرات، ثم تخر ساجدا فتقولهن عشر مرات، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولهن عشر مرات، ثم تسجد فتقولهن عشر مرات، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولهن عشر مرات، ثم تتشهد وتسلم، ثم تقوم وتصلي ركعتين أخراوين تصنع فيهما مثل ذلك ثم تسلم قال أبوجعفر عليه السلام: فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة ثلاثمائة تسبيحة تكون ثلاثمائة مرة في الاربع ركعات ألف ومائتا تسبيحة يضاعفها الله عزوجل ويكتب لك بها اثنتى عشرة ألف حسنة، الحسنة منها جبل أحد و أعظم ".
1534 وقد روي " أن التسبيح في صلاة جعفر بعد القراء‌ة، وأن ترتيب التسبيح سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "(1). فبأي الحديثين أخذ المصلي فهو مصيب وجائز له.
والقنوت في كل ركعتين منهما قبل الركوع، والقراء‌ة في الركعة الاولى الحمد وإذا زلزلت، وفي الثانية الحمد والعاديات، وفي الثالثة الحمد وإذا جاء نصر الله، و في الرابعة الحمد وقل هو الله أحد(2)، وإن شئت صليتها كلها بالحمد وقل هو الله أحد.
1535 وفي رواية عبدالله بن المغيرة عن الصادق عليه السلام قال: " اقرأ في صلاة جعفر عليه السلام بقل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون ".
6 153 وروي عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: " قلت لابي الحسن يعني موسى ابن جعفر عليهما السلام أي شئ لمن صلى صلاة جعفر؟ قال: لو كان عليه مثل رمل عالج وزبد البحر ذنوبا لغفرها الله له، قال: قلت: هذه لنا؟ قال: فلمن هي إلا لكم خاصة قال: قلت: فأي شئ أقرأ فيها؟ قال: وقلت: أعترض القرآن(3)؟ قال: لا إقرأ فيها


______________
(1) وهذه الرواية أشهر وعليه معظم الاصحاب. (الذكرى)
(2) كما في الكافى ج 3 ص 466 في رواية ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى الحسن عليه السلام.
(3) أى أقع فيه واختار منه السور (الوافى) أو أعرضه على نفسى فأقرء منه ما شئت؟ ولعل المنع على سبيل الاستحسان. (مراد) (*)

[554]

إذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وقل هو الله أحد ".
1537 وسئل أبوعبدالله عليه السلام " عمن صلى صلاة جعفر هل يكتب له من الاجر مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر؟ قال: إي والله ".
1538 وروي عن علي بن الريان أنه قال: " كتبت إلى الماضي الاخير عليه السلام(1) أسأله عن رجل صلى من صلاة جعفر عليه السلام ركعتين، ثم تعجله عن الركعتين الاخيرتين(2) حاجة أو يقطع ذلك لحادث يحدث(3) أيجوز له أن يتمها إذا فرغ من حاجته وإن قام عن مجلسه أم لا يحتسب بذلك إلا أن يستأنف الصلاة ويصلي الاربع ركعات كلها في مقام واحد؟ فكتب عليه السلام: بلى إن قطعه عن ذلك أمر(4) لابد له منه فليقطع ثم ليرجع فليبن على ما بقي منها إن شاء الله ".
1539 وروى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " صل صلاة جعفر في أي وقت شئت من ليل أو نهار، وإن شئت حسبتها من نوافل الليل وإن شئت حسبتها من نوافل النهار تحسب لك من نوافلك، وتحسب لك من صلاة جعفر عليه السلام ".
1540 وروى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إذا كنت مستعجلا فصل صلاة جعفر مجردة، ثم اقض التسبيح ".
1541 وفي رواية الحسن بن محبوب قال: " تقول في آخر سجدة(5) من صلاة


______________
(1) يعنى به أبا الحسن الثالث عليه السلام.
(2) قوله " تعجله " من باب الافعال أى تزعجه وتعوقعه عن الركعتين الاخيرتين. (م ح ق).
(3) الفرق بين الحاجة والحادث يمكن أن يكون بان الحاجة ما يذكرها في الصلاة والحادث ما يحدث في أثنائها كتردى طفل. (مراد)
(4) فيه دلالة على أنه لو قطع الاختيار لابد له من الاستيناف ان قلنا بالمفهوم، وان لم نقل به ففيه اشعار بانه ينبغى حينئذ الاستيناف. (مراد)
(5) أى في السجدة الاخيرة كما يدل غيره من الاخبار والظاهر عدم اشتراط الصلاة به (المرآة) وفى بعض النسخ " في آخر ركعة ".

[555]

جعفر بن أبي طالب عليه السلام: " يا من لبس العز والوقار، يا من تعطف بالمجد(1) تكرم به، يا من لا ينبغي التسبيح إلا له، يا من أحصى كل شئ علمه، ياذا النعمة والطول ياذا المن والفضل، يا ذا القدرة والكرم، أسألك بمعاقد العز من عرشك(2) ومنتهى الرحمة من كتابك(3) وباسمك الاعظم الاعلى، وكلماتك التامات(4) أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذ ا "(5).


______________
(1) اى ارتدى برداء المجد وفى النهاية " سبحان من تعطف بالعز " أى تردى بالعز، العطاف والمعطف: الرداء، وسمى عطافا لوقوعه على عطفى الرجل وهما ناحيتا عنقه.
والمجد في كلام العرب: الشرف الواسع، ورجل ماجد: مفضال كثير الخير شريف، والمجيد فعيل للمبالغة، وقيل: هو الكريم الفعال، وقيل إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمى مجدا.
(2) معاقد العز من العرش: الخصال التى استحق بها العز، أو مواضع انعقادها منه كذا في النهاية، وقال: وحقيقة معناه بعز عرشك.
(3) اما ناظر إلى قوله تعالى: كتب على نفسه الرحمة " أو يكون " من " بيانية أى اسألك بكتابك: القرآن الذى هو نهاية رحمتك على عبادك ولا يكون لك رحمة أعظم منه عندنا أو أسألك بحق نهاية رحمتك التى أثبت في كتابك اللوح المحفوظ أو القرآن.
(4) اى صفاتك الكاملة من العلم والقدرة والارادة وغيرها مما لا يحصى، أو أنبيائك أو أوصيائك أو القرآن.
(5) تذكر مكانها الحاجات.