باب كراهية النوم بعد الغداة

1439 - روي العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: " سألته عن النوم بعد الغداة فقال: إن الرزق يبسط تلك الساعة فأنا أكره أن ينام الرجل تلك الساعة ".
1440 - وروي جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: " إن إبليس إنما يبث جنود -

[502]

الليل من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق، ويبث جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس، وذكر أن نبى الله عليه السلام كان يقول: أكثروا ذكر الله عز وجل في هاتين الساعتين، وتعوذوا بالله عزوجل من شر إبليس وجنوده، وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين فإنهما ساعتا غفلة ".
1441 - وقال الصادق عليه السلام: " نومة الغداة مشومة، تطرد الرزق، وتصفر اللون وتقبحه وتغيره، وهو نوم كل مشؤوم إن الله تبارك وتعالى يقسم الارزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإياكم وتلك النومة ".
1442 - وقال الباقر عليه السلام: " النوم أول النهار خرق والقايلة نعمة(1)، والنوم بعد العصر حمق، والنوم بين العشائين يحرم الزرق ".
والنوم على أربعة أوجه(2) نوم الانبياء عليهم السلم على أقفيتهم لمناجات الوحى، ونوم المؤمنين على أيمانهم ونوم الكفار على يسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم.


______________
(1) الخرق - بضم الخاء -: الحمق، وضعف العقل، والجهل، والفقر، وفى القاموس المخروق: المحروم لا يقع في كفه شئ. والقايلة: الظهيرة يقال: أتانا عند القايلة، وقد يكون أيضا بمعنى القيلولة وهى النوم في الظهيرة. وقال الفاضل التفرشى: قوله " القايلة نعمة " اما منصوب عطفا على النهار فيكون القايلة بمعنى الوقت أى النوم القايلة نعمة، واما مرفوع مبتداء والجملة معطوفة على السابقة بمعنى النوم في ذلك الوقت وهو الظهيرة.
(2) قوله: " والنوم على أربعة أوجه " يحتمل قويا كونه من كلام المؤلف أخذه من حديثين أحدهما رواه في العيون والخصال ص 262 عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " النوم على أربعة أوجه - الخ " في جواب رجل شامى سأله، والاخر ما رواه الكلينى في الكافى ج 1 ص 513 في حديث عن احمد بن اسحاق عن أبى محمد العسكرى عليه السلام قال: " فقلت: ياسيدى روى لنا عن آبائك أن نوم الانبياء على أقفيتهم ونوم المؤمنين على أيمانهم، ونوم المنافقين على شمائلهم، ونوم الشياطين على وجوههم؟ قال: كذلك هو ".

[503]

1443 - وقال الصادق عليه السلام: " من رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ".
1444 - وقال عليه السلام: " ثلاثة فيهن المقت من الله عزوجل نوم من غير سهر وضحك من غير عجب، وأكل على الشبع "(1).
1445 - و " أتى أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إنى كنت ذكورا وإنى صرت نسيا، فقال: أكنت تقيل؟ قال: نعم، قال: وتركت ذاك؟ قال: نعم، قال: عد، فعاد فرجع إليه ذهنه "(2).
1446 - وروي أبوبصير عن أبى عبدالله عليه السلام أنه قال: " خمسة لا ينامون: الهام بدم يسفكه، وذو المال الكثير لا أمين له، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، والمأخوذ بالمال الكثير ولا مال له، والمحب حبيبا يتوقع فراقة "(3).
1447 - وروي " قيلوا(4) فإن الله يطعم الصائم في منامه ويسقيه ".
1448 - وروي " قيلوا فإن الشيطان لا يقيل ".
1449 - وقال عليه السلام: " نوم الغداة شؤم يحرم الرزق ويصفر اللون، وكان المن والسلوي ينزل على بنى إسرائيل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه، فكان إذا انتبه فلا يري نصيبه احتاج إلى السؤال والطلب "(5).


______________
(1) رواه المؤلف في الخصال بسند فيه جهالة وارسال.
(2) رواه الحميرى في قرب الاسناد ص 34 مسندا عن الصادق عليه عن أبيه عليهما السلام بلفظ آخر.
(3) رواه المصنف في الخصال بسند حسن ولا مناسبة له بالباب ويمكن أن يقال: إذا كان هؤلاء الجماعة لا ينامون لاجل امور سهلة باطلة فلا ينبغى لاناس لهم غرض صحيح أن يناموا.
(4) بالتخفيف صيغة الامر للجمع من قال يقيل قيلا وقيلولة أى نام نصف النهار.
(5) رواه الشيخ - رحمه الله - في التهذيب مسندا ج 1 ص 174 بزيادة فيه واختلاف.

[504]

1450 - وقال الرضا عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " فالمقسمات أمرا " قال: الملائكة تقسم أرزاق بنى آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن ينام فينام بينهما ينام عن رزقه ".
1451 - وروي معمر بن خلاد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: " كان - وهو بخراسان - إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس(1) ثم يؤتى بخريطة(2) فيها مساويك فيستاك بها واحدا بعد واحد، ثم يؤتى بكندر فيمضغه ثم يدع ذلك فيؤتى بالمصحف فيقرأ فيه "(3).
1452 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من جلس في مصلاه من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستره الله من النار ".


______________
(1) روى الشيخ - رحمه الله - في التهذيب ج 1 ص 227 والاستبصار ج 1 ص 350 بسند حسن عن معمر بن خلاد أيضا قال: " أرسل أبوالحسن الرضا عليه السلام في حاجة فدخلت عليه فقال: انصرف فاذا كان غدا فتعال ولا تجئ الا بعد طلوع الشمس فانى أنام إذا صليت الفجر ". قال الشيخ - رحمه الله -: يجوز ان يكون عليه السلام انما نام لعذر كان به. وقال المولى المجلسى في بيان خبر المتن: أما ما روى من حواز النوم فمحمول على الضرورة أو الجواز مع الكراهة الشديدة جمعا.
(2) الخريطة وعاء من أدم وغيره، يشرج على ما فيه. (القاموس)
(3) يدل على استحباب الجلوس في المصلى للتعقيب وعلى استحباب اكثار السواك بعده لقراء‌ة القرآن أو مطلقا وكذا مضغ الكندر واستحباب قراء‌ة القرآن في المصحف وان كان حافظا له وقادرا عليه قراء‌ته عن ظهر القلب كما تدل عليه أخبار. (م ت) (*)