باب ما يقول الرجل إذا استيقظ من النوم

1387 كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أوى إلى فراشه قال: " باسمك اللهم أحيا وباسمك أموت " فإذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور ".
8 138 وروى جراح المدائني عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إذا قام أحدكم(1) فليقل: " سبحان الله رب النبيين، وإله المرسلين، ورب المستضعفين، والحمد لله الذي يحيي الموت وهو على كل شئ قدير " فإنه إذا قال ذلك يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي وشكر ".
1389 وروى عبدالرحمن بن الحجاج عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان: " إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار [و] يقول: اللهم أعني على هول المطلع، ووسع علي المضجع(2)، وارزقني خير ما قبل الموت، وارزقني خير ما بعد الموت ".
1390 وفي خبر آخر(3) عن أبي جعفر عليه السلام قال: " إذا قمت من فراشك فانظر في أفق السماء وقل: " الحمد لله الذي رد علي روحي أعبده وأحمده، اللهم إنه لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد(4) لا ظلمات


______________
(1) يعنى من الليل كما نص عليه في الكافى وفى نسخة جعله جزء المتن.
(2) في بعض النسخ " المضطجع ".
(3) الظاهر أنه حديث زرارة الذى رواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 538 وج 3 ص 445 لكن بينهما اختلاف كثير.
(4) " ليل ساج " أى ساكن وهو وصف بحال المتعلق أى ساكن ما فيه. وفى بعض النسخ جعل " ليل داج " نسخة. وأبراج جمع برج، والمهاد الفراش، (*)

[481]

بعضها فوق بعض، ولا بحر لجي يدلج بين يدي المدلج من خلقك(1) تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور(2) غارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، سبحان الله رب العالمين وإله المرسلين وخالق النبيين، والحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم " ثم اقرأ خمس آيات من آخر آل عمران " إن في خلق السموات والارض إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد "(3).
وعليك بالسواك فإن السواك في السحر قبل الوضوء من السنة، ثم توضأ(4).
1391 وروى أبوعبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " تتجافى جنوبهم عن المضاجع "(5) فقال: لعلك ترى أن القوم لم يكونوا ينامون؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: لابد لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه، فإذا خرج النفس استراح البدن ورجعت الروح فيه وفيه قوة على العمل، فإنما


______________
(1) لجة الماء معظمه، وأدلج القوم إذا ساروا من أول الليل وان ساروا في آخره فقد ادلجوا بتشديد الدال، والمراد بادلاج البحر بين يدى المدلج - بسكون الدال فيهما أو بتشديدها فيهما -: تحركه عند حركة السفينة. (مراد)
(2) وحاصل الدعاء أن هذه الاشياء الساترة والمظلمة لا يستر ولا يظلم عليك شيئا بل كل الاشياء عندك ظاهر وعلمك بها محيط، فكيف يخفى عليك حالى وعبادتى في هذه الليلة المظلمة. (م ت)
(3) إلى هنا مروى في التهذيب ج 1 ص 175 وفى الكافى بسند حسن كالصحيح مع اختلاف وبعده فيهما " ثم استك وتوضأ فاذا وضعت يدك في الماء فقل " بسم الله وبالله اللهم اجعنلى من التوابين واجعلنى من المتطهرين " فاذا فرغت فقل: " الحمد لله رب العالمين " فاذا قمت إلى صلاتك فقل: " بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، اللهم اجعلنى من زوار بيتك وعمار مساجدك، وافتح لى باب توبتك، وأغلق عنى باب معصيتك وكل معصية، الحمد لله الذى جعلنى ممن يناجيه، اللهم أقبل على بوجهك، جل ثناؤك " ثم افتتح الصلاة بالتكبير ".
(4) من كلام المؤلف - رحمه الله - أخذه من ذيل حديث زرارة وغيره.
(5) أى لم يلزم مكانه وقام جنوبهم عن فراشهم. (م ت) (*)

[482]

ذكرهم فقال: " تتجافى جنوبهم على المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا " أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا ينامون في أول الليل فإذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم، راغبين راهبين طامعين فيما عنده، فذكرهم الله عز وجل في كتابه لنبيه عليه السلام وأخبرهم بما أعطاهم وأنه أسكنهم في جواره وأدخلهم جنته، وآمن خوفهم وآمن روعتهم، قلت: جعلت فداك إن أنا قمت في آخر الليل أي شئ أقول إذا قمت؟ فقال: قل " الحمد لله رب العالمين وإله المرسلين والحمد لله الذي يحيي الموتى ويبعث من في القبور " فإنك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه إن شاء الله تعالى ".