باب وقت صلاة الليل

1375 روى عبيد بن زرارة(1) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى العشاء أوى إلى فراشه فلم يصل شيئا حتى ينتصف الليل ".(2)
1376 وقال أبوجعفر عليه السلام: " وقت صلاة الليل ما بين نصف الليل إلى آخره ".
1377 وقال عمر بن حنظلة(3) لابي عبدالله عليه السلام: " إني مكثت ثمانية عشر ليلة أنوي القيام فلا أقوم أفأصلي أول الليل؟ قال: لا اقض بالنهار فإني أكره أن يتخذ ذلك خلقا ".(4)
1378 - وروى عن معاوية بن وهب(5) أنه قال: قلت له: " إن رجلا من موالك من صلحائهم شكا إلى ما يلقى من النوم وقال لي: إني اريد القيام لصلاة الليل فيغلبني النوم حتى اصبح، فربما قضيت صلاتي الشهر المتتابع أو الشهرين أصبر على


______________
(1) في الطريق المؤلف اليه حكم بن مسكين ولم يؤثق ورواه الشيخ باسناده عن الحسين ابن سعيد عن صفوان عن ابن بكير، عن عبدالحميد الطائى، عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام وهذا السند موثق كالصحيح.
(2) يمكن أن يكون المراد بالعشاء: الصلاة الموظفة في وقت العشاء، فيشمل الوتيرة. (مراد)
(3) الطريق قوى بداود بن الحصين لكن فيه محمد بن عيسى والحسين بن أحمد بن ادريس ولم يوثقا صريحا.
(4) أى عادة وسجية. يعنى إذا صليت أول الليل تصير عادة لك لسهولتها.
(5) الطريق صحيح على ما في الخلاصة وفيه محمد بن على ماجيلويه.
ومعاوية بن وهب البجلى ثقة روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام.

[478]

ثقله، فقال: قرة عين والله قرة عين والله، ولم يرخص في الوتر أول الليل فقال: القضاء بالنهار أفضل ".(1)
1379 وروى عبدالله بن مسكان، عن ليث المرادي قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصلاة في الصيف في الليالي القصار صلاة الليل في أول الليل؟ فقال: نعم نعم ما رأيت ونعم ما صنعت " يعني في السفر.(2)
1380 وقال: " سألته عن الرجل يخاف الجنابة في السفر أو في البرد فيعجل صلاة الليل والوتر في أول الليل، فقال: نعم ".
1381 وروى أبوجرير بن إدريس(3) عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: قال: " صل صلاة الليل في السفر من أول الليل في المحمل، والوتر، وركعتي الفجر ".
وكلما روي من الاطلاق في صلاة الليل من أول الليل فإنما هو في السفر لان المفسر من الاخبار يحكم على المجمل.
1382 وروى العلاء، عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: " ليس من عبد


______________
(1) فيه رخصة ما وان لم يرخص صريحا والخبر له ذيل في الكافى ج 3 ص 447 والتهذيب ج 1 ص 168 يؤمى إلى أن التقديم مجوز لمن علم أنه لا يقضيها، وهذا وجه جمع بين الاخبار، قال في المدارك ص 123 عدم جواز تقديمها على انتصاف الليل الا في السفر أو الخوف من غلبة النوم مذهب أكثر الاصحاب، ونقل عن زرارة بن أعين المنع من تقديمها على انتصاف مطلقا واختاره ابن ادريس على ما نقل عنه والعلامة في المختلف، والمعتمد الاول وربما ظهر من بعض الاخبار جواز تقديمها على الانتصاف مطلقا، وقد نص الاصحاب على أن قضاء النافلة من الغد أفضل من التقديم، ثم استدل - رحمه الله - بخبر ليث المرادى وغيره من الاخبار المروية في الكافى والتهذيب. وفى بعض النسخ " ولم يرخص في النوافل ".
(2) قوله " يعنى في السفر " ليس في التهذيبين وهو كلام المؤلف حمل أخبار المنع من تقديم صلاة الليل قبل انتصاف الليل على الحضر، وأخبار الحث عليه على السفر.
(3) الطريق اليه حسن بابراهيم بن هاشم.
(4) رواه في التهذيب ج 1 ص 231 باسناده عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام (*)

[479]

إلا وهو يوقظ في ليلته مرة أو مرتين فان قام كان ذلك، وإلا جاء الشيطان(1) فبال في أذنه، أو لا يرى أحدكم أنه إذا قام ولم يكن ذلك منه قام وهو متخثر(2) ثقيل كسلان ".
1383 وروى الحسن الصيقل عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إني لامقت الرجل يأتيني فيسألني عن عمل رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: أزيد؟ كأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قصر في شئ، وإني لامقت الرجل قد قرأ القرآن(3) ثم يستيقظ من الليل فلا يقوم حتى إذا كان عند الصبح قام يبادره بصلاته ".
1384 وروى أبوحمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " ما نوى عبد أن يقوم أية ساعة نوى فعلم الله تبارك وتعالى ذلك منه إلا وكل به ملكين يحركانه تلك الساعة ".
1385 وروى عيص بن القاسم(4) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إذا غلب الرجل النوم وهو في الصلاة فليضع رأسه فلينم فإني أتخوف عليه إن أراد أن يقول: اللهم أدخلني الجنة أن يقول: اللهم ادخلني النار ".
1386 وورى زكريا النقاض(5) عن أبي جعفر عليه السلام " في قول الله عزوجل


______________
(1) في التهذيب " والا فجج الشيطان فبال " وهو تباعد ما بين الرجلين ولكنه يشبه ان يكون تصحيفا لعدم معهودية فك الادغام في مثله.
(2) قوله " لم يكن ذلك منه " أى لم يقع منه القيام بالليل. والمتخثر - بالخاء المعجمة والثاء المثلثة - المتثقل والكسلان ومن هو غير نشيط، ويمكن أن يقرء بالتاء المثناة وفى القاموس: تختر: تقتر واسترخى. وقال الفيض - رحمه الله -، لعل بول الشيطان في أذنه كناية عن غاية تمكنه منه وتسلطه عليه واستهزائه به من جهة عدم سماعه لداعى ربه وسماعه من الشيطان وطاعته له.
(3) لعل المراد أنه اطلع على الحث على التهجد في الكتاب العزيز مثل قوله تعالى " ان ناشئة الليل هى أشد وطأ وأقوم قيلا ". (مراد)
(4) الطريق اليه صحيح وهو ثقة عين. (صه)
(5) زكريا هو ابن مالك ولم يوثق والطريق اليه فيه على بن اسماعيل السندى وقد يوثق، ورواه الكلينى في الكافى بسند موثق عن زيد الشحام عنه عليه السلام.

[480]

" لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " قال: منه سكر النوم ".