باب ما يقول الرجل إذا أوى إلى فراشه

1350 قال الصادق عليه السلام: " من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده، فإن ذكر أنه ليس على وضوء فليتيمم من دثاره [و] كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر الله عزوجل(2) ".
1351 وروى العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: " إذا توسد الرجل يمينه فليقل: " بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت


______________
(2) رواه الشيخ في التهذيب مرسلا وكذا الاخبار الآتية موافقا لما في الفقيه وقال صاحب المنتقى: يظهر من توافق ترتيب هذه الاخبار في الفقيه والتهذيب أن الشيخ أخذها من كتاب الفقيه، ولا غرو.
وفى الوافى: الدثار - بالكسر -: ما فوق الشعار من الثياب، وانما كان لم يزل في الصلاة مادام يذكر الله تعالى لانه أتى بما تيسر له في مثل تلك الحال من أفعال الصلاة أعنى الطهارة والذكر.
انتهى وقال الفاضل التفرشى: لعل الدثار هنا يشمل اللحاف وغيره، وقوله عليه السلام:" كائناما كان " أى من الوضوء والتيمم، ويمكن أن يراد به التعميم فيما يتيمم به.

[470]

وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وتوكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت " ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام.
ومن أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي ".
1352 وروى العلاء، عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: " لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: " أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "(1) فذلك الذي عوذ به جبرئيل عليه السلام الحسن والحسين عليهما السلام ".
1353 وروى عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال له: " اقرأ قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براء‌ة من الشرك(2) وقل هو الله أحد نسبة الرب عزوجل ".
1354 وروى بكر بن محمد(3) عنه عليه السلام أنه قال: " من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات: " الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهو على كل شئ قدير " خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".
1355 وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من قرأ هذه الآية عند منامه: " قل إنما أنا


______________
(1) في النهاية: الهامة - بشد الميم - كل ذات سم يقتل والجمع هوام، وفى الصحاح لا يقع هذا الاسم الا على المخوف من الاحناش. جمع الحنش أى الهامة. واللامة - بشد الميم - أيضا، والعين اللامة هى التى تصيب بسوء، يقال: " أعيذه من كل هامة ولامة ". وفى الوافى اللامة: ذات الممم وهو ضرب من الجنون يعترى الانسان.
(2) الظاهر أن الضمير المؤنث يرجع إلى سورة " قل ياأيها الكافرون ".
(3) رواه الكلينى عن على بن ابراهيم عن أبيه، والحسين بن محمد، عن أحمد بن اسحاق جميعا عن بكر بن محمد.

[471]

بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد إلى آخرها " سطع له نور إلى المسجد الحرام(1) حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح "(2).
1356 وروى عامر بن عبدالله بن جذاعة(3) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلا استيقظ من منامه في الساعة التي يريد ".
1357 وروى سعد الاسكاف عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ، ومن شر ما برأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم ".
1358 وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إذا خفت الجنابة فقل في فراشك: اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الاحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام ".
1359 وورى العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليهما السلام قال: " لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام: " إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا(4) [إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا] " فسقط عليه البيت ".


______________
(1) في الصحاح: سطع الغبار والرائحة والصبح سطوعا إذا ارتفع. وقال الفاضل التفرشى: لعل: سطع هنا بمعنى انبسط.
(2) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 185 مرسلا كما في الفقيه.
(3) رواه في الكافى ج 2 ص 540 عن أحمد بن محمد الكوفى، عن حمدان القلانسى، عن محمد بن الوليد، عن أبان عن عامر بن عبدالله بن جذاعة.
(4) في بعض النسخ " إلى الآية ".