باب ما يستحب من الدعاء في كل صباح ومساء

980 روى عبدالكريم بن عتبة عن الصادق عليه السلام قال: " من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شئ قدير " كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم ".
981 وروى عنه حفص بن البختري أنه قال: " كان نوح عليه السلام يقول إذا أصبح وأمسى: " اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وأمسى بي من نعمة وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا " يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول بعد صلاة الفجر: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين، وغلبة الرجال، وبوار الايم والغفلة والذلة والقسوة والعيلة والمسكنة(1)، وأعوذ بك من نفس لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن دعاء لا يسمع، ومن صلاة لا تنفع، وأعوذ بك


______________
(1) الضلع - محركة -: الاعوجاج، وبسكون اللام: الميل عن الحق فينبغى أن يقرء الدين بكسر الدال، وقد جاء الضلع - بفتحتين - بمعنى الثقل فحينذ الدين بفتح الدال، والظاهر أن المراد بغلبة الرجال غالبية الاعادى منهم أو مغلوبية الرجال من النساء وهو اما باعتبار افتتانهم بهن لحسنهن أو لسحرهن، وبوار الايم - ككيس - يعنى كسادها والايم من لا زوج لها بكرا كان أو ثيبا وهى مع لا يرغب فيها أحد، والعيلة: الفقر والفاقة كالمسكنة.
(*) [336]

من امرأة تشيبني قبل أوان مشيبي(1) وأعوذ بك من ولد يكون علي رباء(2) وأعوذ بك من مال يكون علي عذابا، وأعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أفشاها، اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا منة "(3).
982 وروى عدة من أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " كان أبي عليه السلام يقول إذا صلى الغداة: " يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، يا أجود من سئل، ويا أوسع من أعطى، ويا خير مدعو، ويا أفضل مرجو(4)، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا خير الناصرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صل على محمد وآل محمد، وأوسع علي في رزقي، وامدد لي في عمري، وانشر علي من رحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري، اللهم إنك تكفلت برزقي كل دابة فأوسع علي وعلى عيالي من رزقك الواسع الحلال، واكفنا من الفقر " ثم يقول: مرحبا بالحافظين، وحياكما الله من كاتبين اكتبا رحمكما الله أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الدين كما شرع(5) وأن الاسلام كما وصف وأن الكتاب كما أنزل، وأن القول كما حدث، وأن الله هو الحق المبين، اللهم بلغ محمدا وآل محمد أفضل التحية، وأفضل السلام، أصبحت وربي محمود، أصبحت لا أشرك


______________
(1) بأن تكون سليطة أو غير موافقة.
(2) بفتح الراء قبل الموحدة المخففة وبالمد - كسماء - بمعنى الطول والمنة، و الرباء: الفضل والمنة يقال لفلان على رباء أى منة وذلك بأن يكون الوالد فقير محتاجا إلى الولد ويبغى الولد على والده، أو يكون عاقا مسلطا عليه.
(3) قوله: " يدا " أى نعمة يجب عليه مكافاتها.
(4) في جملة من النسخ " ويا أفضل مرتجى ".
(5) " كما شرع " يجوز رجوع الضمير إلى الله عزوجل والى محمد صلى الله عليه وآله لكن بقرينة " وأن الكتاب كما أنزل " راجع اليه تعالى.

[337]

بالله شيئا، ولا أدعو مع الله أحدا، ولا أتخذ من دونه وليا، أصبحت عبدا مملوكا لا أملك إلا ملكني ربي، اصبحت لا استطيع ان اسوق إلى نفسى خير ما ارجو ولا أصرف عنها شر ما احذر، أصبحت مرتهنا بعملي، وأصبحت فقيرا لا أجد أفقر مني، بالله أصبح وبالله أمسي وبالله أحيا وبالله أموت وإلى الله النشور ".
982 وروى عمار بن موسى عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " تقول إذا أصبحت وأمسيت: " أصبحنا والملك والحمد والعظمة والكبرياء والجبروت، والحلم و العلم والجلال والجمال والكمال والبهاء [والقدرة]، والتقديس والتعظيم والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد(1) والسماح والجود والكرم، والمجد والمن، و الخير والفضل والسعه، الحول والسلطان والقوة والعزة والقدرة، والفتق و الرتق، والليل والنهار، والظلمات والنور، والدنيا والآخرة والخلق جميعا و الامر كله وما سميت وما لم أسم، وما علمت وما لم أعلم، وما كان وما هو كائن لله رب العالمين، الحمد لله الذي أذهب بالليل وجاء بالنهار وأنا في نعمة منه وعافية وفضل عظيم، الحمد لله الذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم [و] الحمد لله الذي يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، ويخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي وهو عليم بذات الصدور، اللهم بك نمسي وبك نصبح وبك نحيا وبك نموت وإليك نصير، وأعوذ بك من أن أذل أو أذل، أو أضل أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك وطاعة رسولك، اللهم لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " ثم تقول: " اللهم إن الليل والنهار خلقان من خلقك(2) فلا تبتليني فيهما بجرأة على معاصيك، ولا ركوب لمحارمك، وارزقني فيهما عملا متقبلا وسعيا مشكورا، وتجارة لن تبور "(3).


______________
(1) في بعض النسخ والتمجيد ".
(2) في بعض النسخ " خلفان " وقال السيد الداماد - رحمه الله -: بكسر الخاء المعجمة واسكان اللام قبل الفاء اى متعاقبان مترددان على التعاقب يذهب أحدهما ويجيئ الاخر.
و حينئذ يكون معنى " من خلقك " من تقديرك.
(3) البور: الهلاك وكساد السوق.

[338]

983 وروي عن مسمع كردين أنه قال: صليت مع أبي عبدالله عليه السلام أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يديه إلى السماء وقال: " أصبحنا وأصبح الملك لله، اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك، اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ، اللهم احرسنا من حيث نحترس ومن حيث لا نحترس، اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث لا نستتر، اللهم استرنا بالغنى والعافية، اللهم ارزقنا العافية ودوام العافية و ارزقنا الشكر على العافية ".