باب النوادر

559 قال الصادق عليه السلام: " ما من أحد يموت أحب إلى إبليس من موت فقيه ".
560 وسئل عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " أو لم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها " فقال: فقد العلماء".
561 وسئل عليه السلام عن قول الله عزوجل: " أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر "(3) فقال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة "(4).
562 وسئل عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها " قال: هو الفناء بالموت "(5).


______________
_ (3) لفظة " ما " على هذا التفسير يراد به العمر والمعنى أو لم نعمركم عمرا يتذكر فيه من تذكر.
(4) ظاهر الاية توبيخ المعمرين الذين لم يتذكروا ولم يتنبهوا أن الدنيا فانية والاخرة باقية حتى يسعوا في موجبات الثواب الابدى. وفسر المعمر بمن كان له من العمر ثمانية عشر سنة، يعنى هذا المقدار من العمر كاف للتذكر والتنبه وملوم بالتقصير فيه، وكلما زاد فملامته أشد وأكثر. (م ت)
(5) مرجع الضمير هو الاهلاك المفهوم من قوله: " مهلكوها ".

[187]

563 وقال الصادق عليه السلام: " ليس لكم أن تعزونا ولنا أن نعزيكم، إنما لكم أن تهنئونا لانكم تشاركوننا في المصيبة "(1).
564 وسئل أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام " عن الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبي أنت وأمي أو بأبوي أنت، أترى بذلك بأسا؟ فقال: إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وإن كان قد ماتا فلا بأس ".
565 وقال الصادق عليه السلام: " الصبر صبران فالصبر عند المصيبة حسن جميل وأفضل من ذلك الصبر عند ما حرم الله عزوجل عليك فيكون لك حاجزا ".
566 وقال عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى تطول على عباده بثلاث: ألقى عليهم الريح بعد الروح(2) ولولا ذلك ما دفن حميم حميما، وألقى عليهم السلوة بعد المصيبة(3) ولولا ذلك لانقطع النسل، وألقى على هذه الحبة(4) الدابة ولولا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة ".
567 وقال عليه السلام: " إنا أهل بيت نجزع قبل المصيبة فإذا نزل أمر الله عزوجل رضينا بقضائه وسلمنا لامره وليس لنا أن نكره ما أحب الله لنا ".
568 وقال عليه السلام: " من خاف على نفسه من وجد بمصيبة(5) فليفض من دموعه فإنه يسكن عنه ".


______________
_____ (1) ذلك لان شركاء المصيبة لا يعزى بعضهم بعضا بخلاف شركاء النعمة فانه يهنئ بعضهم بعضا، ويمكن حمله على أن ليس لكم أن تعزونا في مصيبتنا بل لنا أن نعزيكم فيها لانكم تشاركوننا فيها والتعزية أى الحمل على الصبر ينبغى أن يقع من الشريك الذى هو أصبر بالنسبة إلى الذى هو أقل صبرا. (مراد)
(2) أى النتن بعد ذهاب الروح.
(3) الحميم: القريب، والسلوة التلسى اسم من سلوت عنه سلوا من باب قعد، قال أبوزيد: السلو طيب نفس الالف عن الفه. (المصباح)
(4) المراد بها الحنطة والشعير وأمثالهما.
(5) الوجد - بفتح الواو - هنا: الحزن.

[188]

569 وقال ابن أبي ليلى(1) للصادق عليه السلام: " أي شئ أحلى مما خلق الله عز وجل فقال: الولد الشاب، فقال: أي شئ أمر مما خلق الله عزوجل؟ قال: فقده، فقال: أشهد أنكم حجج الله على خلقه ".
570 وقال عليه السلام: " ما من عبد يمسح يده على راس يتيم ترحما له إلا أعطاه الله عزوجل بكل شعرة نورا يوم القيامة ".
571 وروي " أنه يكتب الله عزوجل له بعدد كل شعرة مرت عليها يده حسنة ".
572 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أنكر منكم قساوة قلبه فليدن يتيما فيلاطفه وليمسح رأسه يلين قلبه بإذن الله عزوجل فإن لليتيم حقا ".
وروي أنه قال: " يقعده على خوانه ويمسح رأسه يلين قلبه ".
573 وقال الصادق عليه السلام: " إذا بكى اليتيم اهتز له العرش، فيقول الله تبارك وتعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره؟ فوعزتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا يسكته عبد مؤمن إلا أوجبت له الجنة ".
574 وقال الصادق عليه السلام: " من قدم أولادا يحتسبهم عند الله(2) حجبوه من النار بإذن الله عزوجل ".
575 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة(3) والرفث في


______________
(1) هو قاض من قضاة العامة.
(2) في الصحاح: واحتسبت بكذا أجرا عند الله والاسم الحسبة - بالكسر - وهى الاجر، واحستب فلان ابنا له أو بنتا، إذا ما مات وهو كبير فان مات صغيرا قيل افترطه. انتهى ولعل معنى الاحتساب هنا موت الولد مطلقا.
(3) " العبث في الصلاة " لعل المراد ما يؤتى به في الصلاة من غير أفعالها مما لا يبطلها ولا يتعلق به غرض يعتد به، والرفث: الجماع والفحش من القول، والعل المراد مقدمات الجماع مثل التقبيل وغيره.

[189]

الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور ".
576 وقال الصادق عليه السلام: " كلما جعل على القبر من غير تراب القبر فهو ثقل على الميت ".
577 وروي أن السندي بن شاهك قال لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: " أحب أن تدعني على أن أكفنك، فقال: إنا أهل بيت حج صرورتنا(1) ومهورنسائنا وأكفاننا من طهورأموالنا ".
578 وقال الصادق عليه السلام: " إن أعداء‌نا يموتون بالطاعون وأنتم تموتون بعلة البطون، ألا إنها علامة فيكم يا معشر الشيعة ".
579 وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " من جدد قبرا أو مثل مثالا فقد خرج من الاسلام ".
واختلف مشائخنا في معنى هذا الخبر فقال محمد بن الحسن الصفار رحمه الله: هو جدد بالجيم لا غير، وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه يحكي عنه(2) أنه قال: لا يجوز تجديد القبر ولا تطيين جميعه بعد مرور الايام عليه و بعد ما طين في الاول ولكن إذا مات ميتو طين قبره فجائز أن يرم سائر القبور من غير أن يجدد.
وذكر(3) عن سعد بن عبدالله رحمه الله أنه كان يقول: إنما هو من حدد قبرا بالحاء غير المعجمة يعني به من سنم قبرا.
وذكر(4) عن أحمد بن أبي عبدا لله البرقي أنه قال: إنما هو من جدث قبرا، و تفسير الجدث(5) القبر فلا ند ري ما عنى به، والذي أذهب إليه أنه جدد بالجيم


______________
(1) المراد بحج الصرورة حجة الاسلام.
(2) يعنى عن الصفار - رحمه الله -.
(3) و(4) المستتر راجع إلى ابن الوليد ظاهرا.
(5) تتمة كلام ابن الوليد.

[190]

ومعناه نبش قبرا لان من نبش قبرا فقد جدده وأحوج إلى تجديده وقد جعله جد ثا محفورا.
وأقول: إن التجديد على المعنى الذي ذهب إليه محمد بن الحسن الصفار، و التحديد بالحاء غير المعجمة الذي ذهب إليه سعد بن عبدالله، والذي قاله البرقي من أنه جدث كله داخل في معنى الحديث(1)، وأن من خالف الامام عليه السلام في التجديد والتسنيم والنبش واستحل شيئا من ذلك فقد خرج من الاسلام(2).


______________
(1) مراده بهذه الكلام غير معلوم فأنه ان أراد ورود الخبر بكل ما قال فليس كذلك، وان أراد أن لاحدها معنى عاما شاملا للجميع فليثبته. ثم اعلم أن مافى المتن أقرب الجميع و " جدث " أبعدها لانه لم يسمع بفعل من " جدث " سوى " جتدث " بمعنى اتخذ قبرا فلذا قال ابن الوليد بعد نقل كلام البرقى " لا ندرى ما عنى به " ولكن الشيخ قال في التهذيب ج 1 ص 130 يمكن أن يكون المعنى بهذه الرواية النهى أن يجعل القبر دفعه اخرى قبرا لانسان آخر لان الجدث هو القبر فيجوز أن يكون الفعل مأخوذا منه - انتهى، ولكن لم يستعمل فعل من جدث مجردا. ثم أعلم أن الشيخ - رحمه الله - نسب قول ابن الوليد إلى الصدوق وهذا وهم منه كما عرفت وتبعه العلامة - رحمه الله -. وقد حكى عن المفيد أنه رواه " خدد " بالخاء المعجمة والدال مأخوذا من قوله تعالى: " قتل اصحاب الاخدود " والخد الشق.
(راجع الاخبار الدخيلة ص 50).
(2) قال بعض الشراح: المعانى المذكورة ليست من ضروريات الدين حتى يخرج مستحلوها بسبب استحلالها عن الاسلام مع أن الاستحلال ليس في الرواية والذى يدور في خلدى أن معنى الرواية على التمثيل والاستعارة حيث شبه بدن الجاهل بالقبر، وروحه بالميت لان حياة الروح بالعلم وترويج أفعاله وأقواله فقد خرج عن الدين وقوله عليه السلام " مثل مثالا " يعنى أبدع في الدين بدعة كما فسره الصدوق - رحمه الله - انتهى، أقول: أخذه المؤلف مما رواه هو في كتابه معانى الاخبار عن الصادق عليه السلام أنه قال " من مثل مثالا واقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام فقيل له: هلك إذا كثير من الناس فقال: ليس حيث ذهبتم، انما عنيت بقولى " من مثل مثالا " من نصب دينا غير دين الله ودعا الناس اليه وبقولى " من اقتنى كلبا " مبغضا لنا أهل البيت اقتناه وأطعمه وسقاه، من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام ".

[191]

والذى أقوله في قوله عليه السلام: من مثل مثالا يعني به أنه من أبدع بد ودعا إليها، أو وضع دينا فقد خرج من الاسلام، وقولي في ذلك قول أئمتي عليهم السلام، فإن اصبت فمن الله على ألسنتهم وإن أخطأت فمن عند نفسي.
580 وروي عن عمار الساباطي أنه قال: " سئل أبوعبدالله عليه السلام عن الميت هل يبلى جسده؟ فقال: نعم حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقى في القبر مستديرة(1) حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ".
581 وقال الصادق عليه السلام: " إن الله عزوجل حرم عظامنا على الارض، و حرم لحومنا على الدود أن تطعم منها شيئا ".
582 وقال النبي صلى الله عليه وآله: " حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، قالوا: يا رسول الله وكيف ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله: أما حياتي فإن الله عزوجل يقول: " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض علي كل يوم فما كان من حسن استزدت الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم، قالوا: وقد رممت يا رسول الله يعنون صرت رميما فقال: كلا إن الله تبارك وتعالى حرم لحومنا على الارض أن تطعم منها شيئا "(2).
583 وروي " أن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الائمة عليهم السلام كل يوم أبرارها وفجارها فاحذروا، وذلك قول الله عزوجل: وقل اعملوا فسيرى الله


______________
(1) لعله مأخوذ من دار يدور دورا بمعنى منتقلة من حال إلى حال ومن شأن إلى شأن، و الحاصل ما سوى النطفة لا يبقى انما تبقى الطينة مستديمة مستمرة، ويؤيده ما في بعض النسخ من لفظ " مستديمة " بدل مستديرة فالنطفة مستديمة في جميع مراتب التغيير دايرة منتقلة من حال إلى حال مع بقائها في ذاتها حتى يخلق منها كما خلق اول مرة. (سلطان)
(2) هنا كلام وهو أن المعروض عليه هو الروح وصيرورة البدن رميما لا ينافى ذلك ولعل جوابه صلى الله عليه وآله مبنى على رفع توهم القائل لا على توقف العرض على وجود البدن. (مراد) (*)

[192]

عملكم ورسوله والمؤمنون ".
584 وسئل الصادق عليه السلام " عن المصلوب يصيبه عذاب القبر؟ فقال: إن رب الارض هو رب الهواء فيوحي الله عزوجل إلى الهواء فيضغطه أشد من ضغطة القبر ".
585 وروى عمار الساباطي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إن غسلت رأس الميت ولحيته بالخطمي فلا بأس " وذكر هذا في حديث طويل يصف فيه غسل الميت.(1)
586 وقال أبوجعفر الباقر عليه السلام: " غسل الميت مثل غسل الجنب، فإن كان كثير الشعر فرد الماء عليه ثلاث مرات ".
587 وقال الصادق عليه السلام: " لا بأس أن تجعل الميت بين رجليك، وأن تقوم فوقه فتغسله إذا قلبته يمينا وشمالا تضبطه برجليك كي لا يسقط لوجهه "(2).
588 و " إن رسول الله صلى الله عليه وآله مشى خلف جنازة رجل من الانصار فقيل له: ألا تركب يا رسول الله؟ فقال إني لاكره ان اركب والملائكه يمشون "
589 - وقال الصادق عليه السلام في آخر حديث يذكر فيه غسل الميت: " إياك أن تحشو مسامعه شيئا، فان خفت أن يظهر من المنخرين شئ فلا عليك أن تصير عليه قطنا(3)، وإن لم تخف فلا تجعل فيه شيئا "(4).
590 وقال عليه السلام في آخر حديث طويل يصف فيه غسل الميت: " لاتخلل أظافيره "(5).


______________
(1) مروى بتمامه في التهذيب ج 1 ص 87
(2) هذا لا ينافى كراهة ذلك على ما صرح به الفقهاء لجواز أن يحمل نفى البأس على نفى الحرمة وجواز تخصيصه بما إذا لم يكن هنالك من يعين الغاسل في حفظ الميت لئلا يسقط على وجهه. (مراد)
(3) في بعض النسخ " ثمة قطعا ".
(4) رواه الكلينى بتمامه في الكافى ج 3 ص 140 في حديث طويل.
(5) هذا أيضا جزء من الخبر السابق.

[193]

591 وقال عليه السلام: " إذا مات لاحدكم ميت فسجوه تجاه القبلة، وكذلك إذا غسل يحفرله موضع المغتسل تجاه القبلة ".
592 وقال الصادق عليه السلام: " إذا قبضت الروح فهي مظلة فوق الجسد،(1) روح المؤمن وغيره ينظر إلى كل شئ يصنع به، فإذا كفن ووضع على السرير وحمل على أعناق الرجال عادت الروح إليه ودخلت فيه فيمد له في بصره فينظر إلى موضعه من الجنة أو من النار، فينادي بأعلى صوته إن كان من أهل الجنة: عجلوني عجلوني، وإن كان من أهل النار: ردوني ردوني، وهو يعلم كل شئ يصنع به، ويسمع الكلام ".
593 وقال الصادق عليه السلام: " إن الارواح في صفة الاجساد في شجرة من الجنة تتسأل وتتعارف فإذا قدمت الروح على الارواح تقول: دعوها فقد أفلتت من هول عظيم(2)، ثم يسألونها ما فعل فلان؟ وما فعل فلان؟ فإن قالت لهم: تركته حيا ارتجوه، وإن قالت لهم: قد هلك، قالوا: هوى هوى "(3).
594 وقال الصادق عليه السلام(4): " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام أن أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر(5) ووعده طلوع القمر فأبطأ طلوع


______________
(1) في بعض النسخ " مطلقة " بضم الميم واهمال الطاء المكسورة من أطل عليه كذا أى أشرف.
وفى النهاية " أظلكم " أى أقبل عليكم ودنا منكم لانه القى عليكم ظله.
(2) أى نجت وتخلصت. وفى الصحاح أفلت الشئ وتفلت وانفلت بمعنى وأفلته غيره. وفى بعض النسخ " أقلبت ".
(3) أى سقط إلى دركات الجحيم اذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا. (المرآة)
(4) أخرجه في العلل والعيون بتمامه مسندا وفيهما " احتبس القمر عن بنى اسرائيل فأوحى الله تعالى إلى موسى (ع) أن أخرج عظام يوسف (ع) من مصر ووعده طلوع القمر إذا خرج عظامه - الحديث ".
(5) وذلك كما في بعض الكتب أن يوسف عليه السلام لما مات تنازع بنو اسرائيل وأهل نواحى مصر في موضع قبره فكل يريد أن يدفن في محلته ليكون لهم افتخار ذلك أو بركته فأجمع أمرهم على أن يضعوه في تابوت مرمر واستثقلوه ونبذوه في ناحية من النيل وماء النيل جار في الانهار وحيث يجرى ينتفع جميع الطوائف به، يتطهرون بمائه ويشربون منه وتكون البركة لجميعهم على سواء. (*)

[194]

القمر عليه(1) فسأل عمن يعلم موضعه، فقيل له: ههنا عجوز تعلم علمه، فبعث إليها فاتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال: تعرفين قبر يوسف عليه السلام؟ قالت: نعم، قال: فأخبريني بموضعه، قالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا: تطلق رجلي، وتعيد إلي بصري، وترد إلي شبابي، وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسى، فأوحى الله عزوجل إليه: إنما تعطي علي فأعطها ما سألت، ففعل فدلته على قبر يوسف عليه السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر، فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام.
فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام "(2).
وهو يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وما ذكر الله عزوجل يوسف في القرآن غيره(3).
595 وقال الصادق عليه السلام: " أكبر ما يكون الانسان يوم يولد، وأصغر ما يكون يوم يموت "(4).
596 وقال عليه السلام: " ما خلق الله عزوجل يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت "(5).
597 وقال عليه السلام: " أول من جعل له النعش(6) فاطمة بنت محمد صلوات الله عليها ".


______________
(1) اى علق طلوع القمر على اخراج العظام فلما أبطأ اخراج العظام لجهالة موضعها أبطأ طلوع القمر. (سلطان)
(2) الشاطئ: الجانب، والغرض جواز نقل الجنائز إلى الاماكن المقدمة، بل استحابه.
(3) بخلاف اسماعيل حيث قيل: ما ذكر في القرآن من سماعيل رجلان.
(4) يعنى أن الانسان يكون في يوم الولادة عزيزا العز والكبر وفى يوم يموت ذليلا غاية الذل والصغر. ويمكن الاكبرية والاصغرية باعتبار الاستعداد للكمالات وعدمه أو باعتبار المعصية وعدمها.
(5) أى الموت يقين لا شك فيه وهو يشبه شكا لا يقين فيه حيث تغفل عنه الناس ولا يعملون على مقتضاه فكأنهم شاكون فيه وليس شئ في هذه الصفة مثل الموت. (مراد)
(6) يعنى أول من جعل السرير لجنازته في الاسلام.