باب صفة وضوء أمير المؤمنين عليه السلام

84 قال الصادق عليه السلام: " بينا أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع محمد بن الحنفية إذ قال [له]: يا محمد ائتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة فأتاه محمد بالماء

[42]

فأكفا(1) بيده اليمنى على يده اليسرى(2) ثم قال: " بسم الله وبالله والحمد لله(3) الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا " قال: ثم استنجى، فقال: " اللهم حصن فرجي واعفه، واستر عورتي وحرمني على النار "(4).
قال: ثم تمضمض فقال: " اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك وشكرك "(5).
ثم استنشق فقال: " اللهم لا تحرم علي ريح الجنة، واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها "(6).
قال: ثم غسل وجهه فقال: " اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه "(7).
ثم غسل يده اليمنى فقال: " اللهم أعطني كتابي بيميني، والخلد في الجنان بيساري(8) وحاسبني حسابا يسيرا ".
ثم غسل يده اليسرى فقال: " اللهم لا تعطني كتابي بيساري، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك [ربي] من مقطعات النيران ".
(9) ثم مسح رأسه فقال:


______________
(1) في بعض النسخ " فأكفاه " كما في التهذيب.
(2) كذا في الكافى ولكن في التهذيب " بيده اليسرى على يده اليمنى ".
(3) في التهذيب " بسم الله والحمد لله " وفى الكافى ابتدأ بالحمد دون ذكر البسملة.
(4) المراد بتحصين الفرج ستره وصونه عن الحرام، وعطف الاعفاف عليه تفسيرى، وعطف ستر العورة عليه من قبيل عطف العام على الخاص فان العورة في اللغة كلما يستحيى منه.
(شرح الاربعين للشيخ البهائى)
(5) قدم في الكافى الاستنشاق عليه المضمضة وقال في دعائه " اللهم أنطق لسانى بذكرك واجعلنى ممن ترضى نه " وفى بعض نسخ الكتاب " لسانى بذكراك ".
(6) في الكافى " ريحها وطيبها وريحانها ".
(7) بياض الوجه وسواده اما على حقيقتهما أو كنايتان عن بهجة السرور كآبة الحزن. و اضافة " ال‍ " بالوجوه الظاهر كونها سهوا من الراوى ولا يلائم الآية " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ".
(8) يعنى براة الخلد في الجنان فحذف المضاف والباء للظرفية. وقيل فيه وجوها اخر راجع شرح الاربعين للبهائى رحمه الله ذيل الحديث الخامس.
(9) المقطعات أثواب قطعت كالقميص دون مثل الردا، ولما كان الاول أشمل للبدن كان العذاب به أكثر، وهو مأخوذ من قوله تعالى: " قطعت لهم ثياب من نار ". (مراد) والمحكى عن بعض اللغويين المقطعات جمع لا واحد له من لفظه وواحدها ثوب.

[43]

" اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك "(1) ثم مسح رجليه فقال: " اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، واجعل سعيي فيما يرضيك عني [يا ذا الجلال والاكرام](2).
ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال: يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله تبارك وتعالى من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره، فيكتب الله عز وجل ثواب ذلك له إلى يوم القيامة "(3).
85 و " كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء فقيل له: أمير المؤمنين لم لا تدعهم يصبون عليك الماء؟ فقال: لا أحب أن أشرك في صلاتي أحدا "(4).
وقال الله تبارك وتعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ".
86 وقال أبوجعفر عليه السلام: " مسح أمير المؤمنين عليه السلام على النعلين ولم يستبطن الشراكين "(5).
87 وكان أمير المؤمنين عليه السلام: إذا توضأ قال: " بسم الله وبالله وخير الاسماء لله، وأكبر الاسماء لله، وقاهر لمن في السماء، وقاهر لمن في الارض(6)، الحمد لله


______________
(1) " غشنى " بالمعجمات وتشديد الشين أى أعطنى بها اجعلها شاملة لى.
(2) ما بين القوسين ليس في بغض النسخ ولا في الكافى والتهذيب.
(3) قوله " إلى يوم القيامة " ليس في الكافى، ويمكن أن يكون متعلقا بيكتب أو بخلق أو بهما وبالافعال الخمسة على سبيل التنازع وهو الاظهر. (م ت)
(4) إلى هنا روه الشيخ (ره) في التهذيب ج 1 ص 101 والظاهر أن ما بعده ليس من الحديث وان قال به بعض.
(5) النعل العربى شراكه في طول، والذى شراكه في العرض يسمى بالبصرى. (م ت) وقوله: " لم يستبطن الشراكين " أى لم يدخل يده تحتهما وهو لا يستلزم أن يبقى من طول ظهر القدم شئ لم يمسح لجواز أن يكون الشراك على الطول دون العرض (مراد)
(6) القاهر في أسمائه تعالى هو الغالب على جميع الخلائق.

[44]

الذي جعل من الماء كل شئ حي، وأحيا قلبى بالايمان، اللهم تب علي وطهرني واقض لي بالحسنى، وأرني كل الذي أحب، وافتح لي بالخيرات من عندك يا سميع الدعاء ".