[ 351 ]

 

الباب الرابع عشر باب الامام المهدي المنتظر (عليه السلام)


 

[ 353 ]

قال الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان البصري، ومحمد بن احمد بن مطهر البغدادي، واحمد بن اسحاق وسهل بن زياد الآدمي، وعبد الله بن جعفر الحميري، واحمد بن ابي عبد الله البرقي، وصالح بن محمد الهمداني، وجعفر بن ابراهيم بن نوح، وداود بن عامر الاشعري القمي، واحمد بن محمد الخصيبي، وابراهيم بن الخصيب، ومحمد بن علي البشري، ومحمد بن عبد الله اليقطيني البغدادي، واحمد بن محمد النيسابوري، واحمد بن عبد الله بن مهران الانباري، واحمد بن محمد الصيرفي، وعلي بن بلال، ومحمد بن ابي الصهباني، واسحاق بن اسماعيل النيسابوري، وعلي بن عبيد الله الحسني، ومحمد بن اسماعيل الحسيني، وابو الحسين محمد بن يحيى الفارسي، واحمد بن سندولا، والعباس اللبان، وعلي بن صالح، وعبد الحميد بن محمد، ومحمد بن يحيى الخرقي، ومحمد بن علي بن عبيد الله الحسني، وابن عاصم الكوفي، واحمد بن محمد الحجال، وعسكر مولى ابي جعفر التاسع، والزيان مولى الرضى، وحمزة مولى ابي جعفر التاسع،


 

[ 354 ]

وعيسى بن مهدي الجوهري، والحسن بن ابراهيم، واحمد بن اسماعيل، ومحد بن ميمون الخراساني، ومحمد بن خلف، واحمد بن حسان، وعلي بن احمد الصائغ، والحسن بن مسعود الفراتي، واحمد بن حيان العجلي، والحسن بن مالك، واحمد بن محمد بن ابي قرنة، وجعفر بن احمد القصير البصري، وعلي بن الصابوني، وأبو الحسن علي بن بشر، والحسن البلخي، واحمد بن صالح، والحسين بن عتاب، وعبد الله بن عبد الباري، واحمد بن داود القمي، ومحمد بن عبد الله، وطالب بن حاتم بن طالب، والحسن بن محمد بن مسعود بن سعد، واحمد بن ماران، وابو بكر الصفار، ومحمد بن موسى القمي، وعتاب بن محمد الديلمي، واحمد بن مالك القمي، وابو بكر الجواري، وعبد الله جميعا وشتى كانوا باجمعهم مجاورين الامامين (عليهما السلام) عن سيدنا ابي الحسن وابي محمد (عليهما السلام) قالا: ان الله جل جلاله إذا اراد ان يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في الزمان، فتسقط على الارض فتأكلها الحجة في الزمان فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه ومضى له اربعون يوما سمع الصوت فإذا اتت اربعة اشهر وهو حمل كتب على عضده الايمن (تمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العلم) فإذا ولد قام بامر الله عز وجل رفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه الخلائق واعمالهم وينزل أمر الله في ذلك العمود ونصب عينه حيث تولى. قال أبو محمد (عليه السلام) اني ادخلت عماتي في داري فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس فنظرت إليها نظرا اطلته فقالت عمتي حكيمة: اراك يا سيدي تنظر الى هذه الجارية نظرا شديدا فقلت: يا عمة ما نظري إليها الا اتعجب مما لله فيها من ارادته وخيرته، فقالت: يا سيدي أحسبك تريدها قلت: بلى فأمرتها تستأذن لي ابي علي بن محمد (عليهم السلام) في تسليمها الي ففعلت فأمرها (عليه السلام) بذلك


 

[ 355 ]

فجاءتني بها. قال الحسين بن حمدان حدثني من زاد في اسماء من حدثني من هؤلاء الرجال الذين اسميهم وهم غيلان الكلابي، وموسى بن محمد الرازي، واحمد بن جعفر الطوسي عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا (عليه السلام)، قال: كانت تدخل على ابي محمد (عليه السلام) فتدعو له ان يرزقه الله ولدا وانها قالت دخلت عليه فقلت له كما كنت اقول، ودعوت له كما كنت ادعو فقال يا عمة، اما الذي تدعين الى الله ان يرزقنيه يولد في هذه الليلة وكانت ليلة الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة فاجعلي افطارك عندنا فقالت يا سيدي ما يكون هذا الولد العظيم قال الي نرجس يا عمة قالت يا سيدي ما في جواريك أحب الي منها فقمت ودخلت عليها ففعلت كما كانت تفعله فخاطبتني بالسندية فخاطبتها بمثلها وانكببت على يديها فقبلتها فقالت فديتك فقلت لها: بل انا فداءك وجميع العالمين فانكرت ذلك مني فقلت: تنكرين ما فعلت فان الله سيهب لك بهذه الليلة سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين فاستحيت مني فتأملتها فلم ار فيها اثر حمل فقلت لسيدي ابي محمد (عليه السلام) ما ارى لها اث حمل فتبسم وقال: انا معاشر الاوصياء لا نحمل في البطون وانما نحمل في الجيوب ولا نخرج من الارحام وانما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا لاننا نور الله الذي لا تناله الدناسات فقلت له: يا سيدي قد اخبرتني في هذه الليلة يلد ففي اي وقت منها قال طلوع الفجر يولد المولود الكريم على الله ان شاء الله تعالى قالت حكيمة: فقمت وافطرت ونمت بالقرب من نرجس وبات أبو محمد (عليه السلام) في صفة بتلك الدار التي نحن فيها فلما اتى وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة ما بها أثر حمل فاخذت في صلاتي ثم اوترت فانا في الوتر فوقع في نفسي ان الفجر قد طلع ودخل بقلبي شئ فصاح أبو محمد (عليه السلام) من


 

[ 356 ]

الصفة لم يطلع الفجر يا عمة فاسرعت في الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها ضممتها الي وسميت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشئ، قالت نعم، فوقع علي سبات لم اتمالك معه ان نمت ووقع علي حكيمة، مثل ذلك فلم انتبه الا بحس سيدي المهدي وضجة ابي محمد يقول يا عمة هاتي ابني الي فقد قبلته فكشفت عن سيدي إليه التسليم فإذا هو ساجد ملتقي الارض بمساجده وعلى ذراعه الايمن مكتوب (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) فضممته الي فوجدته متضرعا فلففته بثوب وحملته الى ابي محمد (عليه السلام) فاخذه واقعده على راحته اليسرى وجعله راحته اليمنى على ظهره وادخل لسانه في فيه ومريده على ظهره ومفاصله وسمعه ثم قال، تكلم يا بني فقال: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ولم يزل يعد الائمة (عليهم السلام) حتى بلغ الى نفسه ودعا لاولياءه على يده بالفرج ثم احجم فقال أبو محمد (عليه السلام): يا عمة اذهبي به الى امه لتسلم عليه واتيني به فمضت به إليها فسلمت عليه وردته إليه، ثم وقع بيني وبين ابي محمد كالحجاب فلم ار سيدي فقلت لابي محمد: يا سيدي اين مولاي فقال: اخذه من هو احق به منك فإذا كان في اليوم السابع فاننا فلما جاء اليوم السابع اتيت وسلمت وجلست فقال لي (عليه السلام) هلمي ابني فجئت سيدي وهو في ثياب صفر ففعل به كفعله الاول وجعل لسانه في فيه ثم قال: تكلم يا بني فقال: اشهد ان لا إله إلا الله واثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة حتى وقف على أبيه، ثم قرأ (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) ثم قال اقرأ يا بني ما انزل الله على انبيائه ورسله فابتدأ بصحف شيث، وابراهيم، قرأها بالسريانية، وصحف ادريس، ونوح، وهود، وصالح، وتوراة موسى، وانجيل عيسى، وقرآن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وعليهم اجمعين)، ثم قص قصص النبيين والمرسلين الى عهده فلما كان بعد اربعين


 

[ 357 ]

يوما دخلت الى ابي محمد إليه التسليم فإذا بمولانا صاحب الزمان القائم إليه التسليم يمشي في الدار فلم أر أحسن وجها من وجهه ولا لغة افصح من لغته فقال لي أبو محمد (عليه السلام): هذا المولود الكريم على الله عز وجل قلت له يا سيدي له اربعون يوما وانا ارى من امره ما ارى فقال (عليه السلام): وتبسم يا عمة اما علمت انا معاشر الاوصياء ننشو في اليوم ما ينشو غيرنا بالجمعة وننشو في الجمعة ما ينشو غيرنا في السنة فقمت إليه وقبلت رأسه وانصرفت فعدت تفقدته فلم اره فقلت لسيدي ابي محمد (عليه السلام) ما فعل مولانا فقال: يا عمة استودعناه للذي استودع موسى (عليه السلام). وعن موسى ابن محمد، انه قال: قرأ المولود على ابي محمد فصحح قراءته فما زاد فيه ولا نقص فيه حرفا. وعنه عن ابي محمد جعفر بن محمد بن اسماعيل الحسني عن ابي محمد (عليه السلام) قال لما وهب لي ربي مهدي هذه الامة ارسل ملكين فحملاه الى سرادق العرش حتى وقف بين يدي الله فقال له مرحبا بعبدي المختار لنصرة ديني واظهار امري ومهدي خلقي آليت اني بك آخ ذ وبك اعطي وبك اغفر وبك اغذب اردداه ايها الملكان على ابيه ردا رفيقا وبلغاه انه في ضماني وكنفي وبعيني الى ان احق به الحق وازهق الباطل ويكون الدين لي واصبا. وعنه عن غيلان الكلابي، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن علي النيسابوري الدقاق، عن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر (عليه السلام): قال: حدثني نسيم ومارية قالا: لما خرج صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن امه سقط جاثيا على ركبتيه قائما لسبابتيه ثم عطس وقال: الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وآله عبدا ذاكرا لله غير مستنكف ولا مستكبر، ثم قال: زعمت الظلم ان


 

[ 358 ]

حجة الله داحضة لو اذن لنا بالكلام لزال الشك. وعنه عن حمزة بن نصر غلام ابي الحسن منه السلام قال: لما ولد السيد المهدي (عليه السلام) تباشر اهل الدار لذلك فلما نشا خرج الامران ابتاع في كل يوم مع اللحم مخ قصب وقيل لي ان هذا لمولاي الصغير (عليه السلام). وعنه عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن البشار ابن ابراهيم بن ادريس صاحب ثقة ابي محمد (عليه السلام) قال: وجه الي مولاي أبو محمد كبشين وقال اعقرهما عن ابي الحسن (عليه السلام) وكل واطعم اخوانك ففعلت ثم لقيته بعد ذلك فقال: المولود الذي ولد لي مات ثم وجه لي باربع اكبشة وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم اعقر هذه الاربعة اكبشة عن مولاك وكل هناك الله ففعلت ولقيته بعد ذلك فقال لي: انما استر الله يا بني الحسن وموسى لولده محمد مهدي هذه الامة والفرج الاعظم. وعنه عن غيلان الكلابي قال حدثني نسيم خادم ابي محمد (عليه السلام)، قال: قال صاحب الزمان المهدي (عليه السلام) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال يرحمك الله ففرحت بكلامه لي بالطفولية ودعائه لي بالرحمة فقال لي: ابشرك ان العطاس، قلت بلى يا مولاي فقال: هو امان من الموت لثلاثة ايام. وعنه عن غيلان الكلابي قال: حدثني أبو نصر طريف خادم سيدي ابي محمد (عليه السلام) قال: دخلت على صاحب الزمان إليه التسليم، فقال يا طريف علي بالصندل الاحمر فاتيته به، فقال: اتعرفني قلت: نعم، قال: من انا قلت: مولاي وابن مولاي قال: ليس عن هذا اسالك قلت: جعلني الله فداك عما سألتني، قال: انا خاتم الاوصياء وبي يرفع الله البلاء عن اهلي وشيعتي القوام بدين الله.


 

[ 359 ]

وعنه عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن محمد بن جعفر بن عبد الله بن ابي نعيم عن ابي احمد الانصاري قال: وجه قوم من المؤمنين والمقصرة كامل بن ابراهيم المدني المعروف بصناعة ابي محمد بسامرا الى الناجية في امرهم قال: كامل بن ابراهيم فقلت في نفسي لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتي، وقال مقالتي قال فلما دخلت على سيدي ابي محمد (عليه السلام) نظرت عليه ثيابا بيضاء ناعمة فقلت في نفسي ولي الله وحجة الله يلبس الناعم من الثياب ويامر بمواساة إخواننا وينهى عن لبس مثله فقال: مبتسما يا كامل وحسر عن ذراعيه فإذا هو مسح خشن فقال هذا والله اهدى لكم فخجلت وجلست الى باب ستر مرخي فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا بفتى كانه فلقة قمر من ابناء اربعة عشر فقال: كامل ابن ابراهيم، فاقشعريت من ذلك والهمت وقلت: لبيك لبيك يا سيدي فقال: جئت الى ولي الله وحجته تريد تسأله هل يدخل الجنة الا من عرف معرفتي وقال مقالتي: فقلت اي والله فقال: إذا والله يقول داخلها ليدخلها خلق كثير قوم يقال لهم الحافية قلت سيدي: ومن هم قال قوم من حبهم الى امير المؤمنين يحلفون بحقه ولا يدرون ما فضله ثم سكت (عليه السلام) وقال: وجئت تسأله عن المفوضة كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشيئة الله فإذا شاء الله شيئا شئنا والله يقول ما تشاؤون الا ان يشاء الله ثم رجع الستر الى حاله فلم اكشفه فنظر الي أبو محمد (عليه السلام) وتبسم وقال: يا كامل بن ابراهيم، ما جلوسك وقد أنباك المهدي والحجة بعدي بما كان في نفسك وجئت تسألني عنه قال فنهضت واخذت الجواب الذي اسررته في نفسي من الامام المهدي ولم القه بعد ذلك، قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به عن آخ ره بلا زيادة ولا نقصان. وعنه عن احمد بن محمد بن عيسى بن بصير قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) ومعي صفوان بن يحيى وابو جعفر (عليه السلام)، عنده


 

[ 360 ]

وله ثلاث سنين فقلت له جعلنا فداك ان حدث لك حادث فمن بعدك فقال ابني هذا واومى إليه. وعنه عن الحسن بن محمد بن جمهور بن ابراهيم بن مهديار عن أخيه علي بن مهديار عن فضالة، عن عمر بن ابان عن حمران بن اعين، قال: سالت أبا جعفر (عليه السلام)، عن قول الله: (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح)، الآية فقال المصباح هو الامام يتكلم بصغر سنه بالوحي. وعنه عن محمد بن جمهور عن اسماعيل بن علي عن زيد بن خالد عن زرارة بن اعين قال: قلت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام)، جعلت فداك ما تقول في قول الله (لانذركم به) ومن بلغ تأويل أي شئ يعني عن بلوغ الامام قال: قلت فما بلوغه قال: أربع سنين. وعنه بهذا الاسناد عن حمران بن اعين، عن ابي حمزة الثمالي، قال: قلت لابي جعفر الباقر (عليه السلام) المهدي، بكم يبلغ قال: ان الله بعث عيسى بن مريم بنبوة ورسالة وكتاب وشريعة وله سنتان وما يضر الامام صغر سنة وقد قام عيسى بن مريم (عليه السلام) بالرسالة وله ثلاث سنين وتكلم بالمهد واوتي الكتاب والنبوة بثلاثة ايام. وعنه عن سعد بن محمد بن احمد، عن ابي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت ابا الحسن العسكري (عليه السلام) يقول الخليفة من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من الخلف، قلت: ولم جعلت فداك قال انكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم قلت فكيف نذكره، قال قولوا الحجة من آل محمد (عليه السلام). وعنه عن محمد بن علي، عن محمد بن احمد بن عيسى بن عبد الله بن ابي خدان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)، يقول: اياكم التبويه والله ليغيبن مهديكم سنين من دهركم يطول عليكم وتقولون اي وليت ولعل وكيف وتمحصه الشكوك في


 

[ 361 ]

انفسكم حتى يقال مات وهلك وياتي واين سلك ولتدمعن عليه اعين المؤمنين ولتتكفؤون كما تتكفا السفن في امواج البحر ولا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه بيوم الذرو وكتب بقلبه الايمان وايده بروج منه وليرفعن له اثنتا عشرة راية مشبهة لا يدرون امرها ما تصنع، قال المفضل: فبكيت وقلت كيف يصنع اولياؤكم فنظر الى الشمس دخلت في الصفة قال: يا مفضل ترى هذه الشمس قلت: نعم، قال والله أمرنا أنور وابين منها وليقال المهدي في غيبته مات ويقولون بالولد منه واكثرهم يجحد ولادته وكونه وظهوره اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والرسل والناس اجمعين. وعنه عن الحسن بن عيسى عن محمد بن علي، عن جعفر، عن ابي الحسن بن موسى بن جعفر (عليهم السلام) قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لا يزيلكم احد عنها فتهلكوا لا بد لصاحب الزمان من هذا الامر من غيبة حتى يرجع عنه من كان يقول فيه فرضا وانما هو محنة من الله يمتحن بها خلقه قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع، قال عقولكم تصغر عن هذا ولكن ان تعيشوا فسوف تذكرون قلت: يا سيدي فنموت بشك منه، قال انا السابع، وابني علي الرضا الثامن، وابنه محمد التاسع، وابنه علي العاشر، وابنه الحسن حادي عشر، وابنه محمد سمي جده رسول الله وكنيته المهدي الخامس بعد السابع، قلت: فرج الله عنك يا سيدي، كما فرجت عني. وعنه عن محمد بن يحيى الفارسي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن ابراهيم بن هاشم، عن فرات بن احنف، عن سعيد ابن المسيب، عن زادان، عن سلمان الفارسي، قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): فذكر المهدي القائم (عليه السلام)، والله ليغيبن حتى يقول الجهال: ما بقي لله في آل محمد من حاجة، ثم يطلع طلوع البدر في وقت تمامه والشمس في وقت اشراقها فتقر عيون وتعمى عيون.


 

[ 362 ]

وعنه عن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن عمر بن يزيد، عن الحسن بن ابي الربيع الهمداني، عن اسحاق عن اسد بن ثعلبة، قال لقيت ابا جعفر الباقر (عليه السلام)، فسألته عن هذه الآية (فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس) قال: امام يغيب سنة ستين ومائتين ثم يبدو كالشهاب الثاقب فان ادركت زمانه قرت عيناك. وعنه عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن علي بن اسماعيل، عن هارون بن مسلم بن سعدان بن مسعدة بن صدقة، عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام)، في خطبة له مع كميل بن زياد " اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة على خلقه يهديهم الى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك وليقل اتباع اوليائك وشيعتهم بعد إذ هديتهم الى امام ظاهر مشهود ليس بمطاع ومكتمن خائف مغمور يترقب أو غائب عن الناس في حال غيبته لم يغب عنهم امره ونهيه ومثوبة علمه فآياته في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون ". وعنه عن الحسن بن جمهور عن ابيه، عن محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي عن ماهان الابلي، عن جعفر بن يحيى الرهاوي، عن سعيد بن المسيب، عن الاصبغ بن نباتة، قال دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته مفكرا ينكت في الارض قلت: يا مولاي مالي اراك مفكرا قال: في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي وهو المهدي الذي يملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يكون له غيبة يضل بها اقواما، ويهدي بها آخرين اولئك خيار هذه الامة مع ابرار هذه العترة فقلت: ثم ماذا: قال: يفعل الله ما يشاء، من الرجعة البيضاء والكرة الزهراء، واحضار الانفس الشح والقصاص والاخذ بالحق والمجازاة بكل ما سلف ثم يغفر الله لمن يشاء. وعنه عن النصر ابن محمد بن سنان الزاهري، عن يونس بن ظبيان،


 

[ 363 ]

عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) وهم عنده جمع كثير قد امتلا بهم مجلسه ظاهره وباطنه وقد قام الناس إليه، فقالوا: يا ابن رسول الله ان الله جل وعلا يقول: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم) ولسنا نامن غيبتك عنا الى رضوان الله ورحمته فبين لنا اختيار الله اختيار من هذه الامة لنلزمه ولا نفارقه فقال " ان الله عز وجل اختار من الايام الجمعة ومن الليالي ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان واختار جدي رسول الله من الرسل واختار منه عليا واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين تسعة اثمة وتاسعهم قائمهم ظاهرهم وباطنهم وهو سمي جده وكنيته ". وعنه عن السن بن مسعود، ومحمد بن الجليل، قال: دخلنا على سيدنا علي العسكري (عليه السلام) بسامرا وعنده جماعة من شيعته فسألناه عن اسعد الايام وانحسها فقال: لا تعادوا الايام فتعاديكم وسالناه عن معنى هذا الحديث فقال: معناه بين ظاهر وباطن ان السبت لنا والاحد لشيعتنا والاثنين لبني امية والثلاثاء لشيعتهم والاربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم والجمعة للمؤمنين، والباطن ان السبت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والاحد امير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، والاربعاء موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وانا، والخميس ابني الحسن والجمعة ابنه الذي تجتمع فيه الكلمة وتتم به النعمة ويحق الله الحق ويزهق الباطل، فهو مهديكم المنتظر ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) ثم قال: لنا والله هو بقية الله ". وعنه عن محمد بن زيد عن عباد الاسدي عن الحسن بن حماد عن عباد بن نهيعة عن حذفة بن اليماني قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول اختبرني العباس ابني نفيله من ولدي مهديكم وقيل: ويل لبني العباس من ولدي مهديكم وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل


 

[ 364 ]

قيامه الا كافر به. وعنه عن علي بن الحسن بن فضالة، عن الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا (عليه السلام)، يقول القائم المهدي بن الحسن لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه احد بعد غيبته حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق فقلنا له: يا سيدنا وان قلنا صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي، قال هو كله جايز مطلق وانما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفى اسمه عن اعدائنا فلا يعرفوه. وعنه بهذا الاسناد عن الرضا (عليه السلام) انه قال: إذا رفع عالمكم وغاب من بين اظهركم فتوقعوا الفرج الاعظم من تحت اقدامكم. وعنه عن الحسن بن محمد بن جمهور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود عن ابي بصير قال سمعت الباقر، يقول: في مهدينا المنتظر بسبع سنين من آدم انه كان في الجنة لا يراه احد الا حواء حتى ظهر منها وبه نجا نوح في السفينة وفيه ابراهيم نجا من النار وفيه يوسف نجا من السجن الى أن ملكه الله خزائن الارض وفيه موسى خرج خائفا يترقب وقوله ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين ومن عيسى اتهم لعيسى قالوا: قتلناه وصلبناه فكذبهم الله بقوله (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) ومن محمد وظهوره بالسيف. وعنه عن جعفر بن احمد القصير، عن صالح بن ابي حماد، والحسين بن طريف جميعا، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: قال ابي لجابر بن عبد الله الانصاري ان لي اليك حاجة فمتى يخف عليك ان اخلو بك واسالك عما شئت قال جابر: في اي الاوقات احببت يا سيدي فخلا به ابي في بعض الايام فقال له: يا جابر اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما


 

[ 365 ]

اخبرتك امي اي شئ مكتوب في اللوح قال جابر: اشهد بالله اني دخلت على امك فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهناتها في ولادة الحسين (عليه السلام) ورأيت بيدها لوحا اخضر ظننت انه زمرد ورأيت كتابا ابيض شبه نور الشمس قلت لها بابي وامي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح قالت: هذا اللوح هداه الله الى رسوله (صلى الله عليه وآله) فيه اسم ابي واسم بعلي واسماء ابنائي واسماء الاوصياء من ولدي واعطانيه ابي ليسرني بذلك، قال جابر: ثم اعطتني اياه امك فاطمة فقرأته ونسخته فقال ابي فهل لك يا جابر: تعرضه علي، قال: نعم، فمشى ابي معه حتى انتهى الى منزل جابر فاخرج ابي صحيفة من ورق وقال: يا جابر انظر بكتابك لا قرأ عليك فنظر جابر بنسخته وقرأ ابي عليه فما خالف حرف لحرف فقال: جابر اشهد بالله هكذا مكتوب، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين عظم يا محمد اسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي انا الله لا إله إلا أنا من رجا غير فضلي وخاف غيري عذبته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين فاياي فاعبد وعلي فتوكل اني لم ابعث نبيا فاكملت ايامه وانقضت مدته الا جعلت له وصيا واني فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء واكرمت شبليه وسبطيه حسنا وحسينا معدني علمي بعد انقضاء مدة ابيهما وجعلت الحسين بعد اخيه الحسن روحي واكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة وهو افضل كل من استشهد واعلام درجة عندي وجعلت كلمته التامة معي وحجتي عنده بعترته اثبت وعاقبت اولهم سيد العابدين وزين اوليائي العارفين الماضين وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي المعلن بحكمي سيهلك المرتابون في جعفر الصادق والراد عليه كالراد علي حقا مني لاكرمن مثوى جعفر ولاسر به اشياعه وانصاره واولياؤه تبيح به بعده فتنة عما احدس الا ان حبل فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى واوليائي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الا من جحد واحد الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى


 

[ 366 ]

وحبلي وخيرتي ان المكذب بكل اوليائي وعلي ابنه ناصري ومن اضع اعناق النبوة عليه وامنحه الاصطلاح الى جانب مخالفي حق القول مني لا أقرن عينه سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته سبعين من اهل بيته كل منهم استوجب النار واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي واميني على وحيي واخرج منه الداعي الى سبيلي والخازن لعلمي ابنه الحسن ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه اكمال صفوة آدم ورفعة ادريس وسكينة نوح وكلم ابراهيم وشدة موسى وبهاء عيسى وصبر ايوب ستذل اوليائي في غيبته وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ويقتلون ويحرقون ويكونون خائفين وجلين تضيق بهم الارض ويفتنون الويل والرناه في لسانهم، اولئك اوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم اكشف الزلازل وارفع الآصار والاغلال، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير جدي لابي: لو لم تسمع يا بني في دهرك الا هذا الحديث لكفاك، فصنه الا عن اهله. وعنه عن محمد بن يحيى الفارسي عن ابي الحسين عن ابي محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثني احمد بن ابراهيم، قال دخلت على ابراهيم بن خديجة بنت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) في سنة اثنتين وستين ومائتين بالمدينة فكلمتها من وراء حجاب وسالتها عن ايمتها فسمت من انتم بهم ثم قالت فلان ابن الحسن بن علي فقلت لها جعلت فداك تقولين معاينة أو خبرا قالت: عن ابي محمد (عليه السلام) كتب به الى امه، فقلت لها: وأين الولد، قالت: مستور قلت الى من تفزع الشيعة قالت: الى الجدة ام الحسن (عليها السلام) قلت فمن اقتدى في وصيته الى امرأة فقالت: اقتدى بجده الحسين بن علي، اوصى لاخته زينب ابنة علي في الظاهر فكل ما يخرج من علي بن الحسين (عليه السلام) من علم ينسب الى عمته زينب سترا على علي بن الحسين (عليه السلام) ثم قالت: انكم


 

[ 367 ]

قوم اصحاب اخبار ما رويتم عن سابع سبعة ولد من الحسين بعد الخمسة من ولد امير المؤمنين يقسم ميراثه وهو حي فلما نشا صاحب الزمان (عليه السلام) نشا منشا آبائه (عليهم السلام) وقام بامر الله عز وجل سرا الا عن ثقاته وثقات آبائه. وعنه عن محمد بن اسماعيل الحسني عن ابي الحسن صاحب العسكر احتجب عن كثير من الشيعة الا عن خواصه فلما افضى الامر الى ابي الحسن (عليه السلام) كان يكلم الخواص وغيرهم من وراء الستر الا في الاوقاب التي يركب فيها الى دار السلطان وانما ذلك مقدمة الا لغيبة صاحب الزمان (عليه السلام) في تاسع عشر من الوقت توفي المعتمد وبويع لاحمد بن موفق، وهو المعتضد في رجب في سنة تسعة وسبعين ومائتين في سنة تسعة وعشرين من الوقت توفي المعتضد وبويع لابنه علي المكتفي في شهر ربيع الآخر سنة تسعة وعشرين وهي سنة تسعة وثمانين من التاريخ وفي سنة خمسة وثلاثين من الوقت، وتوفي المكتفي وبويع لجعفر المقتدر بالله بذي القعدة سنة خمسة وتسعين ومائتين وكانت كتبه ودلائله وتوقيعاته (عليه السلام) تخرج عل يد ابي شعيب محمد بن نصير بن بكر النميري البصري فلما توفي خرجت على يد جدته ام ابي محمد (عليه السلام) وعلى ابنه محمد بن عثمان. وعنه قال: حدثني محمد بن جمهور عن محمد بن ابراهيم بن مهديار قال: شككت بعد مضي ابي محمد (عليه السلام) اجتمع عند ابي مال كثير فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعا فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني فهذا الموت، وقال اتق الله في هذا المال، واوصاني ومات فقلت في نفسي لم يكن ابي اوصاني في شئ غير صحيح احمل هذا المال الى العراق واستكري دارا على الشط ولا اخبر احدا بشئ فان وضح لي شئ كوضوح ايام ابي محمد (عليه السلام) انفذته أو رجعت به وقدمت بغدد واستكريت دارا على الشط وبقيت اياما فإذا انا برسول معه رقعة فيها


 

[ 368 ]

يا ابا محمد معك كذاغ في جوف كذا حتى قص علي جميع ما علمته وما لم اعلمه فسلمته للرسول وبقيت اياما لا يراجع بي رسول فاغتممت فخرج الامر قد اقمناك في مال لنا مقام ابيك فاحمد الله واشكره. وعنه عن ابي القاسم سعد بن ابي خلف قال: كان الحسن بن النصر وابو صدام وجماعة تكلموا معي بعد مضي ابي الحسن (عليه السالم) في ما كان في يد الوكلاء وازدادوا القبط فجاء الحسن ابن النصر الى ابي صدام فقال اريد الحج، فقال: أبو صدام في آخر هذه السنة فقال له الحسن: اني افزع في المنام ولا بد من أن اخرج فأوصى الى احمد ابن حماد واوصى الى الناحية بمال وآمره ان لا يخرج شيئا الا من يده الى يده بعد ظهوره يعني صاحب الزمان (عليه السلام) قال الحسن بن النصر: وافيت الى بغداد فاكتريت دارا ونزلتها فجاءني بعض الوكلاء بكتاب ودنانير وخلفها عندي فقلت له ما هذا فقال: هو ما ترى ثم جاءني آخر بمثلها واخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني احمد بن اسحاق، بجميع ما كان معي فتعجبت وبقيت متفكرا فوردت علي رقعة ارحل إذا مضى من النهار سبع ساعات فرحلت وحملت ما كان معي وفي الطريق صعاليك ويقطعون الطريق بين بغداد وسامراء في ستين رجلا ولهم رئيس صعلوك فاجتزت به وهو يراني منه فوافيت العسكر ونزلت فوردت علي رقعة احمل ما معك فسلمني الله وعبيته في صار الحمالين فلما بلغت به الدهليز إذا فيه خادم اسود نائم فقال لي: انت الحسن بن النصر فقلت: نعم، فقال: ادخل الدار فدخلت ونزلت في بيت وفرغت صار الحمالين فإذا في زوايا البيت خبز كثير فاعطى كل واحد من الحمالين رغيفين فخرجوا فنظرت الى باب عليه ستر فنوديت منه يا حسن ابن النصر احمد الله على ما من عليك ولا تسكن الى قول الشيطان انك شككت واخرج الي ثوبين فقال: خذهما فانك تحتاج اليهما فاخذتهما وخرجت فقال أبو القاسم: انصرف الحسن بن النصر بشهر رمضان ومات وكفنته في الثوبين.


 

[ 369 ]

وعنه عن محمد بن جعفر الكوفي، عن ابي خالد البصري وكان يسمى عبد ربه قال: خرجت في طرييق مكة بعد مضي ابي محمد (عليه السلام) بثلاث سنين فوردت المدينة واتيت صاريا فجلست في ظلة كانت لابي محمد (عليه السلام) وكان سيدي أبو محمد رام ان اتعشى عنده وانا افكر في نفسي فلو كان شئ لظهر بعد ثلاث سنين فإذا بهاتف يقول لي اسمع صوته ولا ارى شخصه يا عبد ربه قل لاهل مصر هل رأيتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث آمنتم به قال: ولم اكن اعرف اسم ابي وذلك أني خرجت من مصر وانا طفل صغير فقلت ان صاحب الزمان بعد ابيه حق وان غيبته حق وانه الهاتف بي فزال عني الشك وثبت اليقين. وعنه عن محمد بن الحسن بن عبد الحميد القطاني قال: شك الحسن بن عبد الحميد في امر حجر الوشا فجمع مالا وخرج إليه الامر في سنة ستين ليس فينا شك ولا في من يقوم بامرنا فاردد ما معك الى حجر ابن يزيد. وعنه عن ابي علي وابي عبد الله المهدي عن محمد بن عبد الله وابي عبد الله بن علي المهدي (عليه السلام) عن محمد السوري عن أبي الحسن، احمد بن الحسن، وعلي بن رزق الله، عن بدر غلام احمد بن الحسن، قال: وردت الجبل وأنا أقول: بالامامة واحبهم جملة الى أن مات زيد بن عبيد الله وكان من موالي أبي محمد (عليه السلام) ومن جند ذكوتكين فاوصا في علته ان يدفع شهري كان معه وسيف ومنطقة الى مولاه صاحب الزمان (عليه السلام) قال بدر فخفت ان اقعد فيلحقني ذلك سرا من ذكوتكين فقومت الشهري والسيف والمنطقة بتسع مائة دينار وما كنت والله أعلمت به احدا فحملت من مالي مثله. وعنه عن أبي حامد المراغي ان القاسم بن المعلى الهمداني كتب يشكو قلة الولد وكان من وقت كتب الى ان رزق ولدا ذكرا تسعة اشهر ثم كتب يسال بالدعاء باطلة الحياة لولده فورد الدعاء له في نفسه ولم يجب في ولده


 

[ 370 ]

شيئا فمات الولد فمن الله فرزق ابنين. وعنه عن محمد بن يحيى الفارسي، قال: حدثني الفضل الخزاز المدني، مولى خديجة ابنة ابي جعفر (عليه السلام)، ان قوما من أهل المدينة الطاغين كانوا يقولون الحق فكانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم فلما مضى أبو محمد (عليه السلام) رجع قوم منهم عن القول بالخلف (عليه السلام) فوردت الوظائف على من ثبت على الاقرار به بعد ابيه (عليهما السلام) وقطع عن الباقين فلم يعد إليهم. وعنه عن ابي الحسن احمد بن عثمان العمري، عن اخيه ابي جعفر بن عثمان، قال حمل رجل من اهل السواد مالا كثيرا الى صاحب الزمان (عليه السلام) فرد عليه وقيل له اخرج حق اولاد عمك منه اربعمائة درهم وكان في يده قرية لولد عمه دفع إليهم بعضا وزوى عنهم بعضا فبقي باهتا متعجبا ونظر في حساب المال فإذا الذي لولد عمه ابعمائة درهم كما قال (عليه السلام). وعنه عن أبي الحسن العمري قال: كتب محمد داود الى الناحية يسال الدعاء لوالديه واخوته وخرج التوقيع غفر الله لك ولوالديك ولاخوانك المتوفاة بكل كل ولم يذكر الباقين. وعنه عن أبي الحسن العمري قال حمل رجل من القائلين مالا الى صاحب الزمان (عليه السلام) مفصلا باسماء قوم مؤمنين وجعل بين كل اسمين فصلا وحمل عشر دنانير باسم امرأة لم تكن مؤمنة فقبل مال الجميع ووقع في فصوله وردت على العشر دنانير على الامرأة ووقع تحت اسمها انما يتقبل الله من المتقين. وعنه: قال حدثني عبد الله الشيباني قال: اوصلت مالا وحليا للمرزباني كان فيه سوار ذهب فقبل الجميع ورد السوار وامرني بكسره


 

[ 371 ]

فجئت الى المرزباني فعرفته ما رد به صاحب الامر فكسرناه فوجدنا فيه مثقال حديد ونحاس وغيره فاخرجناه ورددناه إليه فقبله. وعنه قال حدثني أبو الحسن الجلتيتي، كان لي اخ على الفرح مالا فاعطاني بعضه في حياته ومات فطعمت في تمامه بعد موته في سنة احدى و سبعين واستاذنت في الخروج الى ورثته الى واسط فلم يؤذن لي فاغتممت فلما مضت لذلك مدة كتب الي مبتديا بالاذان والخروج وأنا آيس فقلت لم يؤذن لي في قرب موته واذن لي بهذا الوقت فلما وصلت الى القوم اعطيت حقي عن آخره قال: وسرت الى العسكر فمرضت مرضا شديدا حتى آيست من نفسي فظننت ان الموت بعث الي فإذا اتاني من الناحية قارورة فيها بنفسج مر بي من غير السؤال فكنت اكل منها على غير مقدار فكان يروي عند فراغي منها وفيما كان فيها. وعنه قال: حدثني عبد الله بن المرزبان، عن احمد بن الخصيب عن محمد بن ابراهيم بن مهديار، قال: انفذت مالا الى الناحية فقيل: انك غلظت على نفسك في الصروف بثمانية وعشرين دينارا فرجعت الى الحساب فوجدت الامر كما وقع به. وعنه قال: حدثني محمد بن عباس القصيري قال: كتبت في سنة ثلاثة وسبعين الى الناحية اسال الدعاء بالحج ولم يكن عندي ما يحملني وان أرزق السلامة وان اكفي امر بناتي فوقع تحت المسالة سالت بالدعاء عليها فرزقت الحج والسلامة ومات لي ثلاث بنات من السنة. وعنه قال: حدثني أبو العباس الخالدي: قال كتب رجلان من اخواننا بمصر الى الناحية يسالان صاحب الزمان (عليه السلام) في جملين فخرج الدعاء لاحدهما بالبقاء وخرج الآخر واما انت يا حمدان فاجرك الله بجملك فمات الجمل الذي له.


 

[ 372 ]

وعنه قال حدثني أبو الحسن علي بن الحسن اليماني: قال كنت بالكوفة فتهيات قافلة لليمانين فاردت الخروج معهم وكنت التمس الامر من صاحب الزمان فخرج الي الامر لا تخرج مع هذه القافلة فليس لك بالخروج معهم خير واقم بالكوفة قال فقمت كما امرني وخرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة فاباحتهم قال: وكتبت استاذن في ركوب الماء من البصرة فلم يؤذن لي وسارت المراكب فسالت عنها فخبر ان خيلا من الهند يقال لهم البوازج خرجوا فقطعوا عليهم فما سلم احد منهم فخرجت الى سامراء فدخلتها غروب الشمس ولم اكلم احدا ولم اتعرف الى احد حتى وصلت الى المسجد الذي بازاء الدار قلت اصلي فيه بعد فراغي من الزيارة فإذا انا بالخادم الذي كان يقف على رأس السيدة نرجس (عليها السلام) فجاءني وقال: قم فقلت: الى أين ومن انا، قال: انت أبو الحسن علي بن الحسن اليماني رسول جعفر بن ابراهيم حاطه الله فمر بي حتى انزلني في بيت الحسين بن حمدان ساره فلم ادر ما اقول حتى اتاني بجميع ما احتاج إليه فجلست ثلاثة أيام ثم استاذنت في الزيارة من داخل لي فزرت ليلا وورد كتاب احمد بن اسحاق، في السنة بحلوان في حاجتين فقضيت له واحدة وقيل له في الثانية إذا وافيت قم كتبنا اليك فيما سالت وكانت الحاجة انه كتب يستعفي من العمل فانه قد شاخ ولا يتهيا له القيام به فمات بحلوان. وعنه قال: حدثني أبو جعفر محمد بن موسى القمي، قال: خرجت الى سامرا مع ابن احمد الشعيباني وكتبت رقعة الى السيدة نرجس (عليها السلام) اعرفها بقدومي لزيارة مولاي (عليه السلام) وانفذتها مع بدر الخادم المعروف بابي الحر فانصرفت فإذا بالرسول يطلبني فجئت وعلي بن احمد وقد دفع الى ابي دينارين واربع رقع فقال لي: علي بن احمد لولا انه ذهب لاخذ بعضه من الخادم فقال: خذ الدينارين فقلت لا هذه قد امرت ان ينكسني بها فقال ابن احمد اكتب رقعة واسالهم الدعاء فقلت


 

[ 373 ]

حتى استاذن الخادم فان اذن لي كتبت فجئت الى بدر فعرفته علي بن احمد ومذهبه واعملته انه يريد يكتب رقعة واني أردت ان استاذن له فقال لي: تعود الي بعد هذا الوقت فانصرفت فجاءني رسول الخادم فسرت إليه وعلي بن احمد قال: اكتب بما تريد فكتبت رقعة اسال فيها الدعاء وانصرفنا فلما كان بالعشي جاءني رسول الخادم فسرنا إليه جميعا فدفعت إليه رقعة فدعا له فيها ودفع إليه ستة دراهم وقيل له رصع منها الخواتم. وعنه عن ابي محمد عيسى بن مهدي الجوهري قال خرجت في سنة ثمانيد وستين ومائتين الى الج وكان قصدي المدينة وصاريا حتى صح عندنا ان صاحب الزمان (عليه السلام) رحل من العراق الى المدينة فجلست بالقصر بصاريا في ظلة ابي محمد (عليه السلام) ودخل عليه قوم من خاصة شيعته فخرجت بعد ان حجيت ثلاثين حجة في تلك السنة حاجا مشتاقا الى لقائه (عليه السلام) بصاريا فاعتللت وقد خرجنا من فيد فتعلقت نفسي بشهوة السمك واللبن والتمر فلما وردت المدينة الملاية وافيت فيها اخواننا فبشروني بظهوره (عليه السلام) بصاريا فلما اشرفت على الوادي رأيت عنوزا عجافا تدخل القصر فوقفت ارتقب الامر الى ان صليت العشاءين وأنا ادعو واتضرع واسال وإذا ببدر الخادم يصيح بي يا عيسى بن مهدي الجوهري الجنبلاني ادخل فكبرت وهللت واكثرت من حمد الله عز وجل والثناء عليه فلما صرت في صحن دار القصر فرأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم واجلسني عليها وقال لي: مولاك يامرك ان تأكل ما اشتهيت بعلتك وانت خارج من فيد فقلت في نفسي حسبي بهذا برهانا فكيف آكل ولم ار سيدي ومولاي فصاح يا عيسى كل من طعامي فانك تراني فجلست على المائدة ونظرت فإذا عليها سمك حار يفور وتمر إلى جانبه اشبه التمر بتمرنا بجنبلا وجانب التمر لبن ولي فقلت في نفسي عليك ونفه وسمك ولبن ولي وتمر فصاح يا عيسى لا تشك في امرنا انت اعلم بما ينفعك ويضرك فبكيت واستغفرت الله واكلت من الجميع وكلما رفعت يدي لم يبن فيه


 

[ 374 ]

موضع فوجدته اطيب ما ذقته في الدنيا فاكلت منه كثيرا حتى استحييت فصاح يا عيسى لا تستحي فانه من طعام الجنة لم تصنعه يد مخلوق فاكلت فرأيت نفسي لا تشتهي من اكله فقلت يا مولاي حسبي فصاح بي اقبل الي فقلت في نفسي القى مولاي ولم اغسل يدي فصاح بي يا عيسى وهل لما اكلت غمر فشممت يدي فإذا هي اعطر من المسك والكافور فدنوت منه (عليه السلام) فبدا لي شخص اغشى بصري ورهبت حتى ظننت ان عقلي قد اختلط فقال لي يا عيسى ما كان لكم ان تروني ولولا الملا تقول اين هو كان متى يكون واين ولد ومن رآه وما الذي خرج اليكم منه وباي شئ انباكم واي معجزة اراكم أما والله لقد دفعوا امير المؤمنين عما اراده وقدموا عليه وكادوه وقتلوه وكذلك فعلوا بآبائي (عليهم السلام) ولم يصدقوهم ونسبوهم الى السحر والكهانة وخدمة الجن لما رأيتني يا عيسى اخبر اولياءنا بما رأيت وإياك ان تخبر عدوا لنا فتسلبه فقلت يا مولاي ادع لنا بالثبات فقال لي: لو لم يثبتك الله لما رأيتني فامض لحجك راشدا فخرجت من اكثر الناس حمدا وشكرا. وعنه قال: حدثني محمد بن سنان الزاهري عن الصادق (عليه السلام) عن أيبه عن جده الحسين، عن عمه الحسن، عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا تواتت اربعة اسماء من الائمة من ولدي فرابعهم القائم المؤمل المنتظر. وعنه قال حدثني علي ابن الطيب الصابوني عن علي بن مهديار عن محمد بن خلف الطاطري عن الحسن بن سماعة عن جابر المعبراني عن أبي حمزة الثمالي عن محمد الباقر عن أبيه عن جده الحسين (عليهم السلام) قال دخلت انا واخي الحسن على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاجلسني على فخذه واجلس اخي على فخذه الآخر وقبلنا وقال: بابي وأمي انتما من امامين زكيين صالحين اختاركما الله عز وجل مني ومن ابيكما وامكما


 

[ 375 ]

واختار من صلبك يا حسين تسعة ائمة تاسعهم قائمهم وكلاكم في المنزلة سواء. وعنه قال حدثني الحسن بن محمد بن جمهور عن ابيه محمد عن كثير بن عبد الله، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على جعفر الصادق (عليه السلام) فقلت يا سيدي لم لا عهدت الينا بالخلف من بعدك فقال: يا مفضل الامام بعدي ابني موسى والخلف المؤمل المنتظر محمد بن الحسن بن علي. وعنه قال حدثني علي بن الحسن المقري الكوفي، عن احمد بن زيد الدهان عن المخول بن ابراهيم عن رشده ابن عبد الله بن خالد المخزومي عن سلمان قال دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنظر الي وقال يا سلمان الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيا ولا رسولا الا جعل له اثني عشر نقيبا قال قلت له يا رسول الله قد عرفت هذا من اهل الكتابين التوراة والانجيل قال يا سلمان فهل علمت من نقبائي ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للامة من بعدي فقلت الله ورسوله اعلم فقال يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فاطعة وخلق من نوري عليا ودعاه فاطاعه وخلق من نوري ومن نور عليا فاطمة ودعاها فاطاعته وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فاطاعه وخلق مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين ودعاه فاطاعه فسمانا الخمسة الاسماء من أسمائه الله محمود وانا محمد والله العلي وهذا علي والله فاطر وهذه فاطمة والله الاحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين ثم خلق منا ومن صلب الحسين تسعة ائة ودعاهم فاطاعوه قبل ان يخلق الله سماءا مبنية وارضا مدحية وهواءا وماءا وملكا واشركنا بعلمه نورا نسبحه ونسمع له ونطيع قال سلمان قلت: يا سيدي يا رسول الله فديتك بابي انت وامي لمن عرف عني هذا فقال يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وتبرأ


 

[ 376 ]

من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن فقلت يا رسول الله فهل تكون الجنات بهم بغير معرفة باسمائهم وانسابهم فقال لا يا سلمان فقلت يا رسول الله قد عرفتهم الحسين ثم سيد العابدين علي بن الحسين وابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبرا في الله عز وجل ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ثم علي ابن محمد الهادي الى الله ثم الحسن بن علي الامين على سر الله ثم محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله قال سلمان فبكيت ثم قلت يا رسول الله فاني لسلمان بادراكهم قال يا سلمان انك مداركهم ومثلك من توالاهم لحفظ المعرفة فقال سلمان فشكرت الله كثيرا ثم قلت يا رسول الله اني مؤجل الى عهده قال يا سلمان اقرأ (فإذا جاء وعد اوليهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي قوة واولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا) قال سلمان واشتد بكائي وشوقي ثم قلت بعهد منك قال: والذي بعث محمدا انه لعهدي ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة الائمة وكل من هو منا مظلوما فينا اي والله يا سلمان ثم ليحضرن ابليس وجنوده وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا ثم يؤخذ بالقصاص والاوتار ولا يظلم ربك احدا ونحن تأويل هذ الآية: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) قال سلمان فقمت من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا ابالي متى لقيني الموت أو لقيته. وعنه عن محمد بن يحيى الفارسي، عن زيد الرهاوي عن الحسن بن مسكان عن عتبة بن سنان عن جابر الجعفي قال: دخلت على سيدي الباقر (عليه السلام) فقلت مولاي حدثني مولاك خالد بسوق العقيق،


 

[ 377 ]

قال: سمعت مولاي الحسين بن علي يقول دخلت على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما رآني ضمني إليه وقبل ما بين عيني وتنفس صعدا وانهملت عيناه بالدموع ثم قال لي فديتك يا قتيل الفجرة وابناء الفجرة إلى الله اشكو عظم مصيبتي فيك يا حسين وانهملت عيناه قال: وكان لي في ذلك الوقت ثلاث سنين فلما سمعت كلام جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرض لي البكاء فبكيت ولما سمعت منه ولبكائه فقال لا تبك يا حسين بل اضحك سنا يا حسين لا يحزنك ما سمعت من قتلك فان الله خلقك من نور لا يطفا ولن تطفا ابدا ووجه لم يهلك ولن يهلك ابدا وخلق من صلبك انوارا ائمة ابرارا وجعل فيك وفيهم حكم البدء والفناء والآخرة والاولى وزمام كل زمام قال الحسين (عليه السلام) فكان الله عز وجل جلا عني حزني وملا قلبي سرورا فما حزنت منذ سمعت كلام جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وعنه قال حدثني علي بن الحسين الكوفي قال حدثني وهب بن عبد الله عن محمد بن جبلة عن الحسين بن معمر عن خالد بن محمد عن جابر الجعفي قال سمعت الباقر (عليه السلام) يقول: عن تأويل قول الله عز وجل: (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) فتنفس صعدا ثم قال: يا جابر اما السنة جدي رسول الله وشهورها الاثنا عشر من جدي امير المؤمنين الى الخلف المهدي من ولد الحسين اثنا عشر امام واما الاربعة الحرم منا فهم اربعة ائمة باسم واحد علي امير المؤمنين وعلي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد والاقرار بهؤلاء الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وتجعلوهم بالسواء جميعا. وعنه بهذا الاسناد عن جابر الجعفي قال: قال سيدي الباقر (عليه السلام) في قول الله: (واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب


 

[ 378 ]

بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلو واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) قال لما شكى قوم موسى إليه الجدب والعطش فاستسوا موسى فسقاهم فسمعت ما قال الله له ومثل ذلك جاء المؤمنون الى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له يا رسول الله تعرفنا من الائمة من بعدك فما مضى من نبي الا وله وصي وائمة من بعده وقد علمنا ان عليا وصيك فمن الائمة بعدك فأوحى الله قد زوجت عليا بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي وجعلت جبرائيل خطيبها وميكائيل وليها واسرافيل القابل عن علي وامرت شجرة طوبى فنثرت اللؤلؤ الرطب واليواقيت والزبرجد الاخضر والاحمر والاصفر ومناشير مخطوطة بالنور فيها امان الملائكة من سخطي وعذابي ونشر على فاطمة تلك المناشير في ايدي الملائكة يفتخرون بها في يوم القيامة وفصل الخطاب وجعلت نحلتها من علي ونحلتها اعني خمس الدنيا وثلثي الجنة وجعلت لها في الارض اربعة انهار الفرات ونيل مصر وسيحان وجيحان فزوجها انت يا محمد بخمسمائة درهما تكون اسوة بها لامتك ولابنتك فإذا زوجت فاطمة من علي فعلي العصاة وفاطمة الحجر يخرج منها احدى عشر اماما من علي وتتم اثني عشر امام بعلي حياة لامتك تهدي كل امة بامامها في زمانه ويعلمون كلما علم موسى فهذا تأويل هذه الآية وكان بين تزويج فاطمة (عليها السلام) في السماء وتزويجها في الارض اربعون يوما. وعنه عن ابي الحسين محمد بن يحيى الفارسي عن هارون بن زيد الطبرستاني عن المخول بن ابراهيم عن محمد بن خالد الكناسي الكوفي عن يونس بن ظبيان عن المفضل بن عمر عن جابر الانصاري قال جابر: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى سلمان الفارسي والمقداد ابن الاسود الكندي وابي ذر جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليماني وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وابو الهيثم مالك بن التيهان


 

[ 379 ]

الاشهلي وابي الطفيل عامر بن واثله وسويد بن غفله وسهل وعثمان وعثمان ابني حنيف ويزيد السلمي فحضرنا يوم جمعة ضحى فلما اجتمعنا بين يديه وامير المؤمنين (عليه السلام) عن يمينه وامر (صلوات الله عليه) بان لا يدخل احد وكان انس في ذلك الوقت خادمه فأمره بالانصراف الى منزله ثم اقبل علينا بوجهه الكريم على الله وقال لنا ابشروا فان الله من علينا بفضله وعلم ما في انفسنا من الخلاص له والايمان به والاقرار بوحدانيته وبملائكته وكتبه ورسله وعلم وفاكم الجنة بغير حساب انتم ومن كان كما انتم عليه من مضى ومن ياتي الى يوم القيامة. قال جابر فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبشرنا ويحدثنا ودموعه تجري ودموعنا تهطل لبكائه ولفضل الله علينا ورحمته لنا ورأفته بنا فسجدنا شكرا لله واردنا الكلام فقطعتنا عنه الرقة والبكاء فقال لنا فان بكيتم قليلا لنضحككم كثيرا واني ابشركم بما اعلمه منكم انكم تحبون مسالتي عنه ولو فقدتموني وسالتم اخي عليا لاخبركم به فجهرنا بالبكاء والشكر والدعاء فقال لنا (عليه السلام) تحاولون مسالتي عن بد وكوني واعلموا رحمكم الله ان الله تقدست اسماؤه وجل ثناؤه كان ولا مكان ولا كون معه ولا سواه احد في فردانيته صمد في ازليته مشئ لا شئ معه فلما شاء ان يخلق خلقني بمشيئته واردته لي نوزا وقال لي كن فكنت نورا شعشعانيا اسمع وابصر وانطق بلا جسم ولا كيفية ثم خلق مني اخي عليا ثم خلق منا فاطمة ثم خلق مني ومن علي وفاطمة الحسن وخلق منا الحسين ومنه ابنه علي وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه جعفرا وخلق منه ابنه موسى وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه الحسن وخلق منه ابنه سميي وكنيي ومهدي امتي ومحي سنني ومعدن ملتي ومن وعدني ان يظهرني به على الدين كله ويحق به الحق ويزهق به الباطل ان الباطل كان زهوقا ويكون الدين كله واصبا فكنا انوارا بارواح واسماع وابصار ونطق وحس وعقل وكان الله الخالق ونحن امخلوقون والله المكون


 

[ 380 ]

ونحن المكونون والله البارئ ونحن البرية.. موصولون لا مفصولون فهلل نفسه فهللناه وكبر نفسه فكبرناه وسبح نفسه فسبحناه وقدس نفسه فقدسناه، وحمد نفسه فحمدناه، ولم يغيبنا وانوارنا تتناجى وتتعارف مسمين متناسبين أزليين لا موجودين، منه بدأنا وإليه نعود، نور من نور بمشيئته وقدرته لا ننسى تسبيح ولا نستكبر عن عبادته ثم شاء فمد الاظله وخلق خلقا اطوارا ملائكة وخلق الماء والجان وعرش عرشه على الاظلة وأخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى: كان يعلم ما في أنفسهم والخلق ارواح وأشباح في الاظلة يبصرون ويسمعون ويعقلون فاخذ عليهم العهد والميثاق ليؤمنن به وبملائكته وكتبه ورسله ثم تجلى لهم وجلى عليا وفاطمة والحسن والحسين والتسعة الائمة من الحسين الذين سميتهم لكم فاخذ لي العهد والميثاق على جميع النبيين وهو قوله الذي اكرمني به جل من قائل (وإذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال: أقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا: اقررنا قال: فاشهدوا وانا معكم من الشاهدي) وقد علمتم ان الميثاق أخذ لي على جميع النبيين واني انا الرسول الذي ختم الله بي الرسل وهو قوله تعالى: (رسول الله وخاتم النبيين) فكنت والله قبلهم وبعثت بعدهم واعطيت ما اعطوا وزادني ربي من فضله ما لم يعطه لاحد من خلقه غيري فمن ذلك انه اخذ لي الميثاق على سائر النبيين ولم ياخذ ميثاقي لاحد ومن ذلك ما نبا نبيا ولا ارسل رسولا الا أمره بالاقرار بي وان يبشر امته بمبعثي ورسالتي والشاهد لي بهذا قوله جل ذكره في التوراة لموسى: (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا لانور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون) ولا يعلمون نبيا ولا


 

[ 381 ]

رسولا غيري وفي الانجيل قوله عز اسمه الذي حكاه فيما انزله علي من خطابه لاخي عيسى بن مريم (عليه السلام) (ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد) ويعلم انه ما يرسل رسولا اسمه احمد غيري وان الله منحني اللوح يوم القيامة الذي يحمله اخي علي وآدم فمن دونه تحته يوم القيامة واعطاني الشفاعة والحوض تفضلا منه علي واعطاني مفاتيح الدنيا وكنوزها ونعيمها فلم اقبله زهدا فيه فعوضني بمفاتيح الجنة والنار فجعلت كل ما اعطانيه ربي لاخي علي والائمة منهم فطوبى لكم وطوبى لمن والاكم حسن مآب فقمنا على اقدامنا وقلنا يا رسول الله انا قد انعم الله بك علينا وباخيك علي وذريتك فنسال الله يقبضنا إليه الساعة لئلا ياتي احد منا ببائقة تخرجه عن هذا الخطر العظيم فقال لنا (عليه السلام): كلا لا تخافون فانكم من الذين قال الله فيهم: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب). قال جابر الجعفي: فقلت لجابر الانصاري لقد أسعدني الله بلقائك في هذا اليوم هذا ببركة الله وبركة سيدي الباقر (عليه السلام) ولقائك اياه بامر رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال جابر بن عبد الله الانصاري يا جابر خبر من لقيك من شيعة آل محمد بما سمعته مني فبهذا عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وعنه عن محمد بن عبد الحميد البزاز وابي الحسين بن مسعود الفراتي قالا جميعا وقد سألتهم في مشهد سيدنا ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) بكربلاء عن جعفر وما جرى في امره بعد غيبة سيدنا ابي الحسن علي وابي محمد الحسن الرضا (عليهم السلام) وما ادعاه له جعفر وما فعل فحدثوني بجملة اخباره ان سيدنا ابا الحسن (عليه السلام) كان يقول لهم تجنبوا ابني جعفر اما انه بني مثل حام من نوح الذي قال الله جل من قائل فيه:


 

[ 382 ]

(قال نوح رب ان ابني من اهلي) الآية فقال له الله يا نوح: (انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح) وان ابا محمد (عليه السلام) كان يقول لنا بعد ابي الحسن (عليه السلام) الله الله ان يظهر لكم اخي جعفر على سر فوالله ما مثلي ومثله الا مثل هابيل وقابيل ابني ادم حيث حسد قابيل لهابيل على ما اعطاه الله لهابيل من فضله فقتله ولو تهيا لجعفر قتلي لفعل ولكن الله غالب على امره فلقد عهدنا بجعفر وكل من في البلد وكل من في العسكر من الحاشية الرجال والنساء والخدم يشكون إذ اوردنا الدار امر جعفر يقولون انه يلبس المصنعات من ثياب النساء ويضرب له بالعيدان فيأخذون مننه ولا يكتمون عليه وان الشيعة بعد أبي محمد (عليه السلام) زادوا في هجره وتركوا رمي السلام عليه وقالوا: لا تقية بيننا وبينه نتجمل به وان نحن لقيناه وسلمنا عليه ودخلنا داره وذكرناه نحن فنضل الناس فيه وعملوا على ما يرونا نفعله فنكون بذلك من اهل النار وان جعفر لا كان في ليلة ابي محمد (عليه السلام) ختم الخزائن وكلما في الدار ومضى الى منزله فلما اصبح اتى الدار ودخلها ليحمل ما ختم عليه فلما فتح الخواتم ودخل نظرنا فلم يبق في الدار ولا في الخزائن الا قدرا يسيرا فضرب جماعة من الخدم ومن الاماء فقالوا له: لا تضربنا فوالله لقد رأينا الامتعة والرجال توقر الجمال في الشارع ونحن لا نستطيع الكلام ولا الحركة الى ان سارت الجمال وغلقت الابواب كما كانت فولول جعفر وضرب على رأسه اسفا على ما خرج من الدار وانه بقي ياكل ما كانه له ويبيع حتى ما بقي له قوت يوم وكان له في الدار اربعة وعشرون ولدا بنون وبنات ولهم امهات واولاد وحشم وخدم وغلمان فبلغ به الفقر الى ان امرت الجدة وهي جدة الى محمد (عليه السلام) ان يجري عليه من مالها الدقيق واللحم والشعير والتبن لداوبه وكسوة لاولاده وامهاتهم وحشمه وغلمانه ونفقاتهم ولقد ظهرت اشياء منه اكثر مما وصفنا نسال الله العافية من البلاء والعصمة في الدنيا والآخرة. وعنه قال حدثني علي بن الحسين بن فضال وكان ممن يقول بامامة


 

[ 383 ]

جعفر بعد ابي محمد (عليه السلام) وكان قبل ذلك مخطئا انه كتب ابن جعفر يساله عن حقيقة امره وكتب ان اخي ابا محمد (عليه السلام) كان اماما مفروض الطاعة واني وصيه من بعده وامام لا غير. وعنه قال: حدثني أبو العباس بن حيوان عن احمد بن محمد المدايني قال: لما توفي أبو محمد (عليه السلام) خرجت الى الحج واتيت المدينة فسالت بها كل من ظننت انه يعرف خبر المهدي فلم يعرفه احد الا قوم من خواص الاهل والموالي وانهم يقولون لي كم تسال عن من أنت منكر له فارجع الى ربك في جعفر فبقيت ثلاث سنين على هذا اسال بالمدينة وبالعسكر ولا يقال لي الا ما ذكرته وكان هواي في جعفر وكنت اسمع بالامام المهدي مقيم بالعسكر وان قوما شاهدوه ويخرج إليهم امره ونهيه وكتبت الى جعفر اساله عن الامام والوصي من بعده قال العباس بن حيوان وابو علي الصايغ ان جعفرا كتب الى احمد بن اسحاق القمي يطلب منه ما كان يحمله من قم الى ابي محمد (عليه السلام) واكثر من ذلك واجتمع اهل قم واحمد بن اسحاق وكتبوا له كتابا لكتابه وضمنوه مسائل يسالونه عنها وقالوا تجيبنا عن هذه المسائل كما سالوا عنها سلفنا الى آبائك (عليهم السلام) فأجابوا عنها باجوبة وهي عندنا نقتدي بها ونعمل عليها فاجبنا عنها مثل ما اجاب آباؤك المتقادمون (عليه السلام) حتى نحمل اليك حقوق التي كنا نحملها إليهم فخرج الرجل حتى قدم العسكر فاوصل إليه كتاب واقام عليه مدة يسال عن جواب المسائل فلم يجب عنها ولا عن الكتاب بشئ منه ابدا. وعنه قال حدثني علي بن احمد الواسطي انه سار الى العسكر واتى الدار ووقف ببابه مستاذنا عليه يساله عن مسائل كان يسال عنها سيدنا ابا الحسن وابا محمد (عليهما السلام) فخرج إليه الخادم فقال له: ما اسمك قال اسمي علي بن احمد الواسطي فقال انصرف انت لا اذن لك.


 

[ 384 ]

وعنه قال حدثني احمد بن مطهر صاحب عبد الصمد بن موسى انه كان بائتا عند عبد الصمد في الليلة التي توفي بها أبو محمد (عليه السلام) فانه دخل احمد بن مطهر على عبد الصمد بن موسى فاخبره بوفاة ابي محمد فركب عبد الصمد الى الوزير واخبره بذلك فركب الوزير وعبد الصمد بن موسى بن بقاء الى المعتمد واخبراه بوفاة ابي محمد (عليه السلام) فامر المعتمد اخاه بالركوب والوزير وعبد الصمد الى دار ابي محمد حتى ينظروا إليه ويكشفوا عن وجه ويغسلوه ويكفنوه ويصلوا عليه ويدفنوه مع ابيه (عليه السلام) وينظروا من خلف ويرجعوا إليه بالخبر وتقدم الى سائر الخاصة والعامة والدون ان يحضروا الصلاة عليه ففعل أبو عيسى والوزير وعبد الصمد جميع ما امروا به ونظروا الى من في الدار وانصرفوا الى المعتمد فقال المعتمد لاخيه ابي عيسى ابشر انك ستلي الخلافة لان اخانا المعتز لما توفي أبو الحسن علي ابن محمد فخرجت وصليت وصلى بصلاتنا في الدار لانه كان التكبير يصل فلما دفنا ابا الحسن (عليه السلام) ورجعت قال ابشر يا احمد فانك صليت على ابي الحسن وانت تجازى بالخلافة بصلاتك عليه وانت يا ابا عيسى قد صليت على أبي الحسن وارجو ان تجازى بالخلافة مثلي. وعنه قال حدثني أبو الحسن علي بن بلال وجماعة من اخواننا انه لما كان في اليوم الرابع من زيارة سيدنا ابي الحسن (عليه السلام) امر المعتز بان ينفذ الى ابي محمد (عليه السلام) من بشركم الى المعتز ليعزيه ويسليه فركب أبو محمد الى المعتز فلما دخل عليه رحب به وعزاه وأمر فرتب بمرتبة أبيه (عليه السلام) واثبت له رزقه وزاد فيه فكان الذي يراه لا يشك الا انه في صورة ابيه (عليه السلام) واجتمعت الشيعة كلها من المهتدين على ابي محمد بعد ابيه الا أصحاب فارس بن ماهويه فانهم قالوا بامامة جعفر بن علي العسكري (عليه السلام) قال الحسين بن حمدان لقيت ابا الحسين بن ثوابة وابا عبد الله احمد بن عبد الله الجمال شيخا


 

[ 385 ]

كان مع ابي الحسين بن ثوابة في داره ببغداد في الجانب الشرقي بعسكر المهدي، فسألتهما عن ما علماه من امر الامام بعد ابي محمد فقالا لي: ان ابا الحسن (عليه السلام) كان في حياته الى أبي جعفر محمد ابنه ومضى أبو جعفر في حياة ابي الحسن (عليه السلام) وعاش أبو الحسن بعده اربع سنين وعشرة اشهر وكان فارس بن ماهويه يدعي انه باب ابي جعفر فامر سيدنا أبو الحسن (عليه السلام) ثم وقعت الشبهة عند المقصرة والمرتابين من الشيعة وكان الامر والحق لابي محمد (عليه السلام) وادعى جعفر انه باب ابي جعفر بعد فارس بن حاتم بن ماهويه وذلك من سيدنا ابي محمد (عليه السلام) والقاه الرجلين قبلا ذلك عنه ودعيا الناس إليه فامر سيدنا بطلبهما فهربا الى الكوفة واقاما بها الى ان مضى أبو محمد (عليه السلام). قال الحسين بن حمدان: فقلت الى الحسين بن ثوابة ولابي عبد الله الشيخ النازل عليه: قد قصصتما علي هذه القصص فان قص غيركما علي قصصا فاترك قصصكم واقبل قصة ذلك ولكن عندي حجة اقولها، قالا: هات ما عندك فقلت لهم هكذا قالت الميمونة ان ابا عبد الله الصادق اوصى الى اسماعيل ابنه وقص عليه وخبر انه الامام بعده وقد علمتم وعلمنا وسائر الشيعة ان اسماعيل مضى في حياة ابيه جعفر الصادق (عليه السلام) وعاش الصادق بعده أربع سنين ومضى أبو عبد الله قالت: الشيعة ان عبد الله بن جعفر الصادق جلس بمجلس ابيه وادعا الامامة وهو مبطل وكانت الامامة في ابنه موسى (عليه السلام) وانما ادعى سمي عبد الله الافطح لانح كان افطح الرأس فهل عند كما قول وحجة تأتيان بها غير هذا الذي سمعته منكما قالا هذا عندنا في الظاهر قلت ما عندكما في الباطن فقالا جعفر هو الامام المفترض الطاعة الذي لا يسع الخلق الا معرفته فقلت لهما اليس قد رويتما ان ابا الحسن (عليه السلام) اشار الى ابي جعفر انه الامام من بعده قالا بلى فقلت لهما قد كفرتما بروايتكما على ابي الحسن انه اشار الى ابي جعفر انه الامام من بعده وقد مات أبو جعفر قبله في حياته


 

[ 386 ]

ونسيتما ابا الحسن (عليه السلام) الا انه لم يعلم ان ابا جعفر لم يمت قبله وان ابا الحسن غش الامامة وتركها في الشكوك والحيرة واعلمهم انه لا علم له بما كان وما يكون كما قالت الميمونة في الصادق (عليه السلام) واسماعيل حذو النعل بالنعل فكان أبو عبد الله الصادق وابو الحسن صاحب العسكر (عليهما السلام) اعرف بالله واعلم بعلم الله بكل ما كان وما هو كائن من اين تقولان قولا يكون غيره فهل عندكم من حجة أو دليل غير ما ذكرتماه وسمعتما الجواب عنه فلم يكن عندهما جواب الا انهما قالا لي سئل ابا الحسن (عليه السلام) من القائم بعده بالامامة فقال اكبر ولدي وكان أبو جعفر اكبر ولده فقلت لهما سبحان الله ما اضل رأيكما وأضل روايتكما أليس ابنه أبو جعفر مات قبله وإنما سئل عن الامام بعده فقال اكبر ولدي الذي بعدي وكان اكبر ولده بعده أبو محمد (عليه السلام). وقد روينا عن ابي محمد عبد الله بن سنان بن احمد وعلي بن احمد النوفلي قال كنا مع سيدنا ابي الحسن (عليه السلام) بالعسكر في داره فمر به ابنه أبو جعفر فقلنا له يا سيدنا هذا صاحبنا بعدك فقالا لا فقلنا له ومن هو فقال ابني أبو محمد الحسن لا محمد ولا جعفر فسكتا فقلت لهما ان كان عندكما شئ في صاحبكما مثلما رويتم في ابي محمد (عليه السلام) فهاتوه فما كان عندهما شئ فرددتهما. وقلت حدثني أبو علي الملكي وابو عبد الله جعفر بن محمد الرامهرمزي انهم نظروا الى سيدنا ابي محمد وهو يسير في الموكب قال: جعفر ابن محمد فكنت احب ان ارزق ولدا فقلت في نفسي يا سيدي يا ابا محمد أرزق ولدا فنظر الي وقال برأيه نعم فقلت في نفسي يكون ذكرا فقال برأسه لا فكانت انثى. وقال حدثني جعفر بن محمد الرامهرمزي قال نظرت الى سيدي ابي محمد (عليه السلام) وجماعة من اخواننا فقلت في نفسي اني ارى من فضل


 

[ 387 ]

سيدي ابي محمد برهانا تقر به عيني فرأيته قد ارتفع نحو السماء حتى سد الافق فقلت لاصحابي ترون كما ارى فقالوا وما هو فاشرت فإذا هو قد رجع كهيئته الاولى ودخل المسجد فقال أبو الحسين بن ثوابة وابو عبد الله الجمال قد سمعنا ما سمعت من هذه الروايات والدلائل والبراهين فإذا صدقنا الله فما رأينا لابي جعفر ولا سمعنا لجعفر دليل ولا برهان ولا حقيقة الا الى ابي محمد بعد ابيه (عليهم السلام) وانا لنعلم ان المهدي سمي جده وكنيه وهو ابن الحسن من نرجس ولقد عرفنا يوم مولده فقلت لهما في اي يوم وباي شهر وباي سنة فقالا ولد طلوع الفجر بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان من سنة سبع وخمسين ومائتين فقلت لهما قد قلتما الحق وعلمتما صحة المولود فمن قبله قالا لي أبو محمد أبوه وكفيله حكيمة اخت ابي الحسن وهي العمة فقلت حقا فلم حاججتماني وانتما تعلمان انه باطل فقالا والله ما هذا الا خسران مبين في الدنيا والآخرة وعرض الدنيا يفنى وعذاب الآخرة يبقى الا ان يعفو الله فقلت حسبكم الله شاهد عليكم فقالا والله لا يسمع هذا الذي سمعته منا احد بعدك. قال الحسين بن حمدان: ثم ظهرت عليهم انهم كانوا ياخذون اموال جعفر والقرويين وجعفر يخافهم ويقول فيهم الا يلعنهم عند من يثق به ويقول لهم انهم ياكلون مالي قال الحسين بن حمدان حدثني أبو القاسم ابن الصائغ البلخي قال خرجت من بغداد الى العسكر في شهر المحرم لسبع ليال خلت منه فلما كان بكرة يوم السبت فسلمت على الموالي (عليهم السلام) وصرت على باب جعفر فإذا في الدهليز دابة مسرجة فجاوزت بابه وجلست عند حائط دار موسى بن بقاء فخرج جعفر على دابة كميت وعليه ثياب بيض ورداء وعليه عدنية سوداء طويلة وبين يديه خادم وفي يده غاشية وعلى يمينه خادم آخر ثيابه سود وعلى رأسه خادم آخر وخادم على بغلته خلفه فلما رآني نظر الي نظرا شديدا فمشيت خلفه حتى بلغت


 

[ 388 ]

باب النقيب الذي على الطالبيين فنزل عنده ودخل إليه ثم خرج منصرفا الى منزله فلما بلغ قبر ابي الحسن وقبر ابي محمد (عليهما السلام) اشار بيده وسلم عليهما ودخل داره فانصرفت الى حانوت بقال واخذت منه اوقيتين فكتبت إليه كتابا وكتابا الى امرأة تكنى ام ابي سلمان امرأة محمد بن زكريا الرازي وكانت باب جعفر وكان صديقا لي كتب كتابا الى بعض اخوانه ليوصله الى جعفر وفعلت انا كتابا على لسان ابي محمد بن يعقوب بن ابي نافع المدائني وكتابا الى الامرأة ام ابي سليمان وتسميت في الذي ترون فيه احمد بن محمد المروزي وكتبت فيه جعلت فداك ان حامل كتابي رجل من خراسان وهو يقول بالسيد محمد متعلقا إليه وذهبت الى امرأة ابي سليمان فدفعت الكتاب إليها فادخلتني الى دهليز فيه درجة فقالت لي: اصعد فصعدت الى حجره فقالت: اجلس فجلست وجلست معي تحدثني وتسائلني وقامت فذهبت الى جعفر فاحتسبت به ثم جاءت ومعها رقعة بخطه مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم يا احمد رحمك الله اوصلت الي الامرأة الكتاب بما احببت ارشدك الله وثبتك الي بدواة وكاغد أبيض وطين الختم فكتبت بسم الله الرحمن الرحيم اطال الله بقاءك واعزك وايدك واتم نعمته على وزاد في فضله واحسانه اليك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم كثيرا يا سيدي جعلت فداك انا رجل من مواليك وموالي آبائك (عليهم السلام) من خراسان منذ كنا متعلقين بحبل الله المتين، كما قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا) فلما حدث بالماضي ابي الحسن (عليه السلام) ما حدث خرجت الى العراق لقيت اخواننا فسألتهم فوجدتهم كلهم مجمعين على أبي محمد (عليه السلام) غير اصحاب ابن ماهويه انهم كانوا مخالفين وقالوا بامامة جعفر أخو الحسن العسكري (عليه السلام) فانصرفت الى خراسان فوجدت اصحابي الذين خلفتهم ورائي فاخبرتهم فقلنا بابي محمد (عليه السلام) ولم نشك فيه طرفة عين فلما توفي أبو محمد (عليه السلام) ولم نشك فيه طرفة عين فلما توفي أبو محمد (عليه السلام) وجه رسولا الى اخواننا بالعراق ليسالهم فكتبوا بما كان عندهم من الاختلاف بنفسي مرة فقطع علي الطريق


 

[ 389 ]

فانصرفت الى منزلي واضطربت خراسان من الخوارج ولم يمكني ان اخرج وسيدي عالم بما اقول فخرجت العام مع الحاج فلم اترك احدا من اصحابنا بنيسابور والري وهمدان وغيرهم الا سألتهم فوجدتهم مختلفين حتى وجدت احمد بن يعقوب المدائني صاحب الكتاب فكتب لي كتابا الى السيد فدخلت بغداد منذ ثلاثة اشهر فما تركت احدا يقول بهذا القول الا لقيتهم وناظرتهم فوجدتهم مختلفين حتى لقيت ابا الحسن بن ثوابة واصحابه وابا عبد الله الجمال وابا علي الصائغ وغيرهم فقالوا: ان جعفر ابيه وصي اخيه ابي محمد ولم يكن اماما غيره ورأيت علي ابن الحسين بن فضال فقال كتبت الى جعفر فسألته عن أبي محمد من وصيه فقال: أبو محمد كان إماما مفترض الطاعة على الخلق وانا وصيه ورأيت غيرهم فقالوا ان جعفرا وصي ابيه ابي الحسن فتحيرت وقلت ليس ها هنا حيلة الا ان اخرج الى السيد واساله مشافهة فخرجت الى سيدي فهذه قصتي وحالي فان رأى سيدي ان يمن على عبده بالنظر الى وجهه وسؤاله مشافها فعل فاني خلفت ورائي قوما حيارى فلعل الله ان يهديهم سيدي سبيلا فعلا مفعولا ماجورا ان شاء تعالى وراجعت الكتاب إليه على يد ام ابي سليمان فلما كان بعد ساعة جاءت هذه الامرأة التي تكنى ام سليمان فقالت لي: يقول لك السيد اني كنت راكبا وانصرفت وانا كسلان فكن عند هذه الامرأة حتى اوجه اليك وادعوك فقالت اراك يا سيدي رجلا عاقلا وقد حملت كتاب اخينا الي وسالني هل تعرفين هذا الرجل فقلت لا اعرفه وكان عند السيد عام الاول وانا ادخلك عليه واسالك يا اخي لا تتحدث قلت نعم لك هذا فاني رجل مرتاد اليك أريد فكاك رقبتي من النار فقلت اني ادخل عليه ان شاء الله بعد الظهر ثم نزلت من عندي وصعدت بطبق فيه اربع ارغفة وقثا مفرم وبطيخ وصينية وكوز ماء فقالت كل فقلت اني اكلت وجئت فقالت: اسالك ان تأكل فان هذا من الخبز الذي يجري على السيد فاكلت منه رغيفا من القثا والبطيخ فلما صدرت جاءت وقالت: قم فقمت فادخلتني في دهليز جعفر وردت الباب فجلست مع خادمه الابيض ودخلت الامرأة إليه ثم خرجت وقالت


 

[ 390 ]

لي ادخل فدخلت بدهليز طوله عشرون ذراعا ضيق فإذا بوسطه بير ماء وإذا على يساره حجرة وقدام الدهليز باب فدخلت فإذا بدهليز آخر فدخلت فرأيت دارا كبيرة واسعة فإذا فيها اسرة عدة وفيها قبة مكتسية من خشب من يسار الدار وقدام الدار بيت وعن يمينه بيوت غيره عده فرفع الستر من البيت الاول فدخلت فإذا جعفر جالس على سرير قصير في البيت فسلمت فناولني يده فقبلتها وجثوت بين يديه فقال لي: كيف طريقك وكيف انت وكيف اصحابك فقلت في عافية وسلامة ثم قلت له جعلت فداك اني رجل من مواليك وموالي آبائك (عليهم السلام) وقد حدث هذا الحديث فاختلف اصحابنا فخرجت قاصدا مع الحاج وانا مقيم ببغداد منذ ثلاثة اشهر فلقيت خلقا تدعي هذا الامر فوجدتهم مختلفين حتى لقيت ابا الحسن ابن ثوابة وابا عبد الله الجمال وابا علي الصايغ فقالوا انك وصي ابي جعفر اعني اباك الذي مضى في ايام الحسن اخيك (عليه السلام) وقال غيرهم بل هو وصي الحسن اخيه جئت اليك لاسمع منك مشافها وآخذ بقولك وما تأمرني به فقال لعن الله ابا الحسين بن ثوابة واصحابه فانهم يكذبون علي ويقولون ما لم اقل ويخدعون الناس وياكلون اموالهم وقد قطعوا مالا كان لي من ناحية فصار بايديهم وهاهنا من هو اشد من ابن ثوابة فقلت من جعلت فداك قال القزويني علي بن احمد فقلت سمعت باسمه واردت ان اذهب إليه فقال اياك فانه كافر واخاف ان يفتنك ويفسد عليك ما انت عليه من دينك علي بن احمد القزويني واصحابه لعنهم الله والملائكة والناس اجمعون فقلت: نعم، لعنهم الله بلغتك المنتظرة ثم قال لي هل تشك في ابي الحسن قلت اعوذ بالله قال مضى أبو محمد اخي ولم يخلف احدا لا ذكرا ولا انثى وانا وصيه فقلت وصي ابي محمد اخي قلت: أبو محمد كان اماما مفروض الطاعة عليك وعلى الخلق اجمعين قال نعم قلت وانت وصيه وانت الامام المفروض الطاعة على الخلق اجمعين قال نعم فارتميت الى يده اقبلها فناولني اياها فقبلتها فقلت يا سيدي روينا عن آبائك (عليهم السلام) ان الامامة


 

[ 391 ]

لا تكون في اخوين بعد الحسن والحسين قال صدقت بهذا ولكن اتقر بالبداء قلت: نعم قال: فان الله بدا له في ذلك فقلت له يا سيدي فوقك امام قال لا ثم قال يا احمد لولا اني عرفت من نيتك الصدق لما اذنت لك فقلت جعلت فداك معي شئ حملت من خراسان ولم احمله معي وهو في بغداد معد فان كان لك ثم وليا تثق به حتى ادفعه إليه بامرك فقال ليس لي احد ببغداد ولكن احمله بنفسك انت حتى يكون لك الاجر والثواب قلت نعم جعلت فداك فاسالك ان تدعو لي بالعافية والسلامة وأن يردني الله الى اهلي وبيتي في عافية ويخرجني من الدنيا على ولايتك وولاية آبائك (عليهم السلام) فقال ثبتك الله على ولايتي وولاية آبائي وردك الى اهلك وولدك في عافية وسلامة فقمت وخرجت من عنده ورجعت الى منزلي والى ابي سليمان فسالت ابا سليمان عن عياله وخدمه وجواره وحاله وكيف عيشه فقال له: عشرون ولدا واربع عشرة بنتا وعليه من العيال ستين نفسا من الجوار والخدم والبنين والبنات وغيرهم، وهو اليوم ياكل بالربا وقد رهن ثيابه وقدم ابن بشار وحمل عطايا الهاشميين والطالبين وقال: اعرضوا علي بنيكم وبناتكم فقال جعفر: والله فلو صرت للصدق بابا ما كشف وجه بناتي بين يديه وركب جعفر ومعه ثمانية من شيعته إلى ابن بشار فعرضهم عليه واخذ عطاه وعطاء بنيه وبناته وانصرف فلم ار فيه شيئا من دلائل آبائه (عليهم السلام) ومن آثار الامامة فقلت لابي الحسين بن ثوابة وابي عبد الله الجمال وابي علي الصائغ والقزويني كلما قال لي وقصصت عليهم قصتي معه فضحكوا وقالوا والله هو احق باللعنة منا التي لعننا بها لانه يقول اننا اخذنا ماله بل اخذنا مال الله وليس ماله وقد ادعى الوصية والامامة والله برأه منها فقلت لهم تأخذون مال الله بغير حق فقالوا اننا محتاجون إليه وليس له طالب في هذا الوقت فقلت لهم ويحكم اليس أبو عمر عثمان بن سعد العمري السمان ياخذ بامر ابي محمد (عليه السلام) اموال الله هو وابنه أبو جعفر محمد وينفذها حيث شاء بامر الخلف من أبي محمد


 

[ 392 ]

(عليه السلام) وهو المهدي سمي جدي رسول الله وكنيه فضحكوا وقالوا ان المهدي إليه التسليم بدا بكل دين على المؤمنين فقضاه عنهم فكيف لا يهب لنا ماله فقلت اف عليكم ان تكونوا مؤمنين فقالوا والله ما عندنا شك في الامام بعد ابي الحسن (عليه السلام) الا ابي محمد (عليه السلام) وما لابي جعفر محمد بن علي ولا لجعفر هذا الكذاب في الوصية حظ ولا نصيب وان المهدي أبو القاسم محمد بن الحسن لا شك فيه وانما ناخذ هذه الاموال ليرى الناس انا مخالفون فيها على جعفر فانقلبت الى اهلي بخراسان وسائر الجبل فقصصت عليهم قصتي من جعفر وسائر ما لقيت فقمنا على الخلف من ابي محمد (عليه السلام) ومن قال في ابي جعفر ومن قال بجعفر وكان هذا فضل من الله. وعنه قال الحسين بن حمدان الخصيبي حدثني محمد بن اسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن ابي شعيب محمد بن نصير عن ابن الفرات عن محمد بن المفضل قال سالت سيدي ابا عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: حاش لله ان يوقت له وقت أو توقت شيعتنا، قال: قلت يا مولاي ولم ذلك قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالى فيها: (يسالونك عن الساعة أيان مرسيها) وقوله: (قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة يسالونك كانك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون) وقوله: (عنده علم الساعة) ولم يقل احد دونه وقوله: (هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها فاني لهم إذا جاءتهم ذكراهم) وقوله: (اقتربت الساعة وانشق القمر) وقوله: (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) قلت: يا مولاي ما معنى: (يمارون) قال: يقولون: متى ولد ؟ ومن رآه ؟ وأين هو ؟ وأين يكون ؟ ومتى يظهر ؟ كل


 

[ 393 ]

ذلك استعجالا لامر الله وشكا في قضائه وقدرته: (اولئك الذين خسروا انفسهم في الدنيا والآخرة وان للكافر لشر مآب). قال المفضل: يا مولاي فلا يوقت له وقت ؟ قال: يا مفضل لا توقت فمن وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله في علمه وادعى انه يظهره على امره وما لله سر الا وقد وقع الى هذا الخلق المنكوس الضال عن الله الراغب عن اولياء الله وما لله خزانة هي احصن سرا عندهم اكبر من جهلهم به وانما القى قوله إليهم لتكون لله الحجة عليهم. قال المفضل: يا سيدي فكيف بد وظهور المهدي إليه التسليم ؟ قال: يا مفضل يظهر في سنة يكشف لستر امره ويعلو ذكره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك في افواه المحققين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة لمعرفتهم به على اننا نصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه سمي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته، لئلا يقول الناس ما عرفنا اسمه ولا كناه ولا نسبه والله ليحقن الافصاح به وباسمه وكنيته على السنتهم حتى يكون كتسمية بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهر الله كما وعد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عز من قائل: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). قال المفضل: قلت: وما تأويل قوله: (ليظهره على الدين كله) قال: هو قول الله تعالى: (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) كما قال الله عز وجل: (ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ


 

[ 394 ]

غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). قال المفضل: فقلت يا سيدي والدين الذي اتى به آدم ونوح، وابراهيم، وموسى، وعيسى ومحمد هو الاسلام، قال: ونعم، يا مفضل هو الاسلام لا غير قلت فنجده في كتاب الله قال: نعم من اوله الى آخره وهذه الآية منه: (ان الدين عند الله الاسلام) وقوله عز وجل: (ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) وفي قصة ابراهيم واسماعيل: (واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك) وقوله في قصة فرعون: (حتى إذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين) وفي قصة سليمان وبلقيس قالت: (واسلمت مع سليمان لله رب العالمين) وقول عيسى للحواريين: (من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون) وقوله تعالى: (وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون) وقوله في قصة لوط: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ولوط قبل ابراهيم، وقوله: (قولوا آمنا بالله وما انزل الينا والى قوله لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون) وقوله: (ام كنتم شهداء إذ حضر يقوب الموت الى قوله الها واحدا ونحن له مسلمون). قال المفضل: يا مولاي كم الملل ؟ قال: يا مفضل الملل اربعة، وهي الشرائع. قال المفضل: يا سيدي المجوس لم سموا مجوسا ؟ قال لانهم تمجسوا في السريانية، وادعوا على آدم وابنه شيث هبة الله انه اطلق لهم نكاح الامهات والاخوات والعمات والخالات والبنات والمحرمات من النساء وانه امرهم ان يصلوا للشمس حيث وقفت من السماء ولم يجعلوا لصلاتهم وقتا


 

[ 395 ]

وانما هو افتراء على الله الكذب وعلي آدم وشيث. قال المفضل: يا سيدي فلم سموا قوم موسى اليهود، قال: لقول الله عنهم هدنا اليك أي اهديتنا اليك، قال والنصارى لم سموا نصارى، قال: لقول عيسى يا بني اسرائيل من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله فتسموا نصارى لنصرة دين الله. قال المفضل: ولم سموا الصابئون قال لانهم صبوا الى تعطيل الانبياء والرسل والملل والشرائع وقالوا كل ما جاء به هؤلاء باطل وجحدوا توحيد الله ونبوة الانبياء والرسل والاوصياء فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول وهم معطلة العالم. قال المفضل: يا سيدي ففي اي بقعة يظهر المهدي، قال الصادق (عليه السلام) لا تراه عين بوقت ظهوره ولا رأته كل عين فمن قال لكم غير هذا فكذبوه. قال المفضل: يا سيدي وفي اي وقت ولادته قال بلى وبل والله لا يرى من ساعة ولادته الى ساعة وفاته ابيه سنتين وسبعة اشهر اولها وقت الفجر من ليلة يوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان الثمان ليال خلت من شهر ربيع الاول من سنة ستين ومائتين ثم يرى بالمدينة التي تبنى بشاطئ الدجلة بناها المتكبر الجبار المسمى باسم جعفر العيار المتلقب المتوكل وهو المتاكل لعنه الله يدعو مدينة سامرا ستة سنين يرى شخصه المؤمن المحق ولا يرى شخصه المشك المرتاب وينفذ فيها امره ونهيه ويغيب عنها ويظهر بالقصر بصاريا بجانب حرم مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيلقاه هناك المؤمن بالقصر وبعده لا تراه كل عين. قال المفضل: يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب قال الصادق محمد بن


 

[ 396 ]

نصير في يوم غيبته بصاريا ثم يظهر بمكة والله يا مفضل كاني انظر إليه وهو داخل مكة وعليه بردة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجله نعل رسول الله المخصوفة وفي يده هراوة يسوق بين يديه عنوز عجاف حتى يقبل بها نحو البيت وليس احد يوقته ويظهر وهو شاب غرنوق فقال له المفضل: يا سيدي يعود شابا ويظهر في شيعته قال سبحان الله وهل يغرب عليك يظهر كيف شاء وباي صورة إذا جاءه الامر من الله جل ذكره قال المفضل: يا سيدي فيمن يظهر وكيف يظهر قال يا مفضل: يظهر وحده وياتي البيت وحده فإذا نامت العيون ووسق الليل نزل جبرائيل وميكائيل والملائكة صفوفا فيقول له جبريل يا سيدي قولك مقبول وامرك جائز ويمسح يده على وجهه ويقول الحمد لله الذي صدقنا وعده، واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ثم يقف بين الركن والمقام ويصرخ صرخة ويقول معاشر نقبائي واهل خاصتي ومن ذخرهم الله لظهوري على وجه الارض أتوني طائعين فتورد صيحته عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم وهم في شرق الارض وغربها فيسمعوا صيحة واحدة في اذن رجل واحد فيجيئوا نحوه ولا يمضي لهم الا كلمح البصر حتى يكونوا بين يديه بين الركن والمقام فيأمر الله النور ان يصير عمودا من الارض الى السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الارض ويدخل عليه نوره في بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور وهم لا يعلمون بظهور قائمنا القائم (عليه السلام) ثم تصبح نقباؤه بين يديه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نفرا بعدد اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيوم بدر. قال المفضل: قلت يا سيدي والاثنان وسبعون رجلا اصحاب ابي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) يظهرون معهم قال يظهر معهم الحسين ابن علي باثني عشر الف صديق من شيعته وعليه عمامة سوداء.


 

[ 397 ]

فقال المفضل: يا سيدي فنقباء القائم إليه التسليم بايعوه قبل قيامه قال: يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم فهي كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها بل يا مفضل يسند القائم ظهره الى كعبة البيت الحرام ويمد يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء فيقول هذه يد الله وعن الله وبامر الله ثم يتلو هذه الآية: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما) واول من يقبل يده جبريل (عليه السلام) ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونقباء الحق ثم النجباء ويصبح الناس بمكة فيقولون من هذا الذي بجانب الكعبة وما هذا الخلق الذي معه وما هذه الآية التي رأيناها بهذه الليلة ولم نر مثلها فيقول بعضهم لبعض انظروا هل تعرفون احدا ممن معه فيقولون لا نعرف منهم الا اربعة من اهل مكة واربعة من اهل المدينة وهم فلان وفلان يعدونهم باسمائهم ويكون ذلك اليوم اول طلوع الشمس بيضاء نقية فإذا طلعت وابيضت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمعه من في السماوات والارض يا معاشر الخلائق هذا مهدي آل محمد ويسميه باسم جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويكنيه بكنيته وينسبه الى أبيه الحسن الحادي عشر فاتبعوه تهتدوا ولا تخالفوه فتضلوا فاول من يلبي نداءه الملائكة ثم الجن ثم النقباء ويقولون سمعنا واطعنا ولم يبق ذو اذن الا سمع ذلك النداء وتقبل الخلق من البدو والحضر والبر والبحر يحدث بعضهم بعضا ويفهم بعضهم بعضا ما سمعوه في نهارهم بذلك اليوم فإذا زالت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغاربها يا معاشر الخلائق لقد ظهر ربكم من الوادي اليابس من ارض فلسطين وهو عثمان ابن عنبسة الاموي من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فاتبعوه تهتدوا ولا تخالفوه فتضلوا فترد عليه الجن والنقباء قوله ويكذبونه ويقولون سمعنا وعصينا ولا يبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الاصل في النداء الثاني ويسند القائم ظهره الى الكعبة ويقول معاشر الخلائق الا من اراد ان ينظر الى ابراهيم واسماعيل فها انا ابراهيم ومن اراد ان ينظر الى موسى


 

[ 398 ]

ويوشع فها انا موسى ومن اراد ان ينظر الى عيسى وشمعون فها انا عيسى ومن اراد أن ينظر الى محمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين اليا فها انا محمد ومن اراد ان ينظر الى الائمة من ولد الحسين فها انا هم واحدا بعد واحد فها انا هم فلينظر إلي ويسالني فاني نبي بما نبؤوا به وما لم ينبؤوا الا من كان يقرأ الصحف والكتب فليسمع الي ثم يبتدئ بالصحف التي انزلها الله على آدم وشيث فيقرأها فتقول امة آدم هذه والله الصحف حقا ولقد قرأ ما لم نكن نعلمه منها وما اخفي عنا وما كان اسقط وبدل وحرف ويقرأ صحف نوح وصحف ابراهيم والتوراة والانجيل والزبور فتقول امتهم هذه والله كما نزلت والتوراة الجامعة والزبور التام والانجيل الكامل وانها اضعاف ما قرأناه ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون هذا والله القرآن حقا الذي انزله الله على محمد فما اسقط ولا بدل ولا حرف ولعن الله من اسقطه وبدله وحرفه ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن وفي وجه الكافر كافر ثم يقبل على القائم رجل وجهه الى قفاه وقفاه الى صدره ويقف بين يديه فيقول انا واخي بشير امرني ملك من الملائكة ان الحق بك وابشرك بهلاك السفياني بالبيداء فيقول له القائم بين قصتك وقصة اخيك نذير فيقول الرجل كنت واخي نذيرا في جيش السفياني فخربنا الدنيا من دمشق الى الزوراء وتركناهم حمما وخربنا الكوفة وخربنا المدينة وروثت ابغالنا في مسجد رسول الله وخرجنا منها نريد مكة وعددنا ثلاثمائة الف رجل نريد مكة والمدينة وخراب البيت العتيق وقتل اهله فلما صرنا بالبيداء عرسنا بها فصاح صائح يا بيداء بيدي بالقوم الكافرين فانفجرت الارض وابتلعت ذلك الجيش فوالله ما بقي على الارض عقال ناقة ولا سواه غيري واخي نذير فإذا بملك قد ضرب وجوهنا الى وراء كما ترانا وقال لاخي ويلك يا نذير النذر الملعون بدمشق بظهور مهدي آل محمد وان الله قد اهلك جيشه بالبيداء وقال لي يا بشير الحق بالمهدي بمكة فبشره بهلاك السفياني وتب على يده فانه يقبل توبتك فيمر القائم يده على وجهه فيرده سويا كما كان ويبايعه


 

[ 399 ]

ويسير معه. قال المفضل: يا سيدي وتظهر الملائكة والجن للناس قال اي والله يا مفضل ويخالطونهم كما يكون الرجل مع جماعته واهله قلت يا سيدي ويسيرون معه قال اي والله ولنزلن ارض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد اصحابه ستة واربعون الفا من الملائكة وستة الآف من الجن بهم ينصره الله ويفتح على يده. قال المفضل: يا سيدي فما يصنع باهل مكة قال: يدعوهم بالحكم والموعظة الحسنة فيطيعونه ويستخلف فيهم من اهل بيته ويخرج يريد المدينة قال المفضل: يا سيدي فما يصنع بالبيت قال ينقضه ولا يدع منه الا القواعد التي هي اول بيت وضع للناس ببكة في عهد آدم والذي رفعه ابراهيم واسماعيل وان الذي بني بعدهم لا بناه نبي ولا وصي ثم يبنيه كما يشاء ويغير اثار الظلمة بمكة والمدينة والعراق وسائر الاقاليم وليهدمن مسجد الكوفة ويبنيه على بنائه الاول وليهدمن القصر العتيق ملعون من بناه. قال المفضل: يا سيدي يقيم بمكة قال لا بل يستخلف فيها رجلا من اهله فإذا سار منها وثبوا عليه وقتلوه فيرجع إليهم فيأتوا مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون و ؟ ؟ ؟ ؟ ويقولون يا مهدي آل محمد التوبة فيعظهم وينذرهم ويحذرهم ثم يستخلف فيهم خليفة ويسير عنهم فيثبون عليه بعده ويقتلونه فيرجع إليهم فيخرجون إليه مجززين النواصي ويضجون يبكون ويقولون يا مهدي آل محمد غلبت علينا شقوتنا فاقبل منا توبتنا يا اهل بيت الرحمة فيعظهم ويحذرهم ويستخلف فيهم خليفة ويسير فيثبون عليه بعده ويقتلونه فيرد إليهم انصاره من الجن والنقباء فيقول ارجعوا إليهم لا تبقوا


 

[ 400 ]

منهم احدا الا من وسم وجهه بالايمان فلولا رحمة الله وسعت كل شئ وانا تلك الرحمة، لرجعت إليهم معكم فقد قطعوا الاعذار والانذار بين الله وبيني وبينهم فيرجعون إليهم فوالله لا يسلم من المائة منهم واحد والله ولا من الالف واحد. قال المفضل: قلت يا سيدي فاين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين قال يكون ملكه بالكوفة ومجلس حكمه جامعها وبيت ماله مقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين. قال المفضل: وتكون المؤمنون بالكوفة قال اي والله يا مفضل لا يبقى مؤمن الا كان فيها وجرى إليها وليبلغن مربط مجال فرس الف درهم والله ومربط شاة الف درهم والله وليودن كثيرا من الناس انهم يشترون شبرا من ارض السبيع بواحد ذهب والسبيع خطة من خطط همدان ولتصيرن الكوفة اربعة وخمسين ميلا ولتخافن قصورها كربلا ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما تعكف فيه الملائكة والمنون وليكونن شان عظيم ويكون فيها البركات ما لو وق فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة لا عطاه مثل ملك الدنيا الف مرة ثم تنفس أبو عبد الله وقال: يا مفضل ان بقاع الارض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها فانها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة وانها الربوة التي اوت إليها مريم والمسيح وانها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين وفيها غسلت مريم لعيسى واغتسلت من ولادتها وانها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا. قال المفضل: يا سيدي الى اين يسير المهدي قال الي مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر سرور المؤمنين وحزن الكافرين.


 

[ 401 ]

قال المفضل: يا سيدي ما هو ذلك قال يرد قبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول يا معاشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول من معه في القبر فيقولون ضجيعاه وصاحباه أبو بكر وعمر فيقول وهو اعلم بهم من الخلق جميعا ومن أبو بكر وعمر وكيف دفنا من دون كل الخلق مع جدي رسول الله فعسى المدفون غيرهما فيقولون يا مهدي آل محمد ما ها هنا غيرهما وانما دفنا لانهما خليفتاه وابوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاثة ايام اخرجواهما فيخرجا غضين طريين لم تتغير خلقتهما ولم تشحب الوانهما فيقول هل فيكم رجل يعرفهما فيقولون نعرفهما بالصفة ونشبههم لان ليس هنا غيرهم فيقول هل فيكم احد يقول غير هذا ويشك فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجها ثلاثة ايام ثم ينشر الخبر في الناس فيفتتن من والاهما بذلك الحديث ويجتمع الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدار عن القبرين ويقول للنقباء ابحثوا عنهما وانبشوهما فيبحثون بايديهم الى ان يصلوا اليهما فيخرجاهما قال كهيئتهما في الدنيا فتكشف عنهما اكفانهما ويامر برفعهما على دوحة يابسة ناخرة ويصلبان عليها فتحيى الشجرة وتنبع وتورق ويطول فرعها فيقول المرتابون من اهل شيعتهما هذا والله الشرف العظيم الباذخ حقا ولقد فزنا بمحبتهما ويخسر من اخفى في نفسه مقياس حبة من محبتهما فيضرونهما ويرونهما ويفتتنون بهما وينادي منادي المهدي كل من احب صاحبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضجيعيه فلينفرد فيجتاز الخلق حزبين موال لهما ومتبرئ منهما فيعرض المهدي عليهم البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل محمد نحن لا نتبرأ منهما ولم نعلم ان لهما عند الله وعندك هذه المنزلة وهذا الذي قد بدا لنا من فضلهما نتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من طراوتها وغضاضتهما وحياة هذه الشجرة بهما بلى والله نتبرأ منك لنبشك لهما وصلبك اياهما فيأمر ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يامر بانزالهما فينزلان إليه فيحييان ويامر الخلائق بالاجتماء ثم يقص عليهم قصص افعالهما في كل كور ودور حتى يقص


 

[ 402 ]

عليهم قتل هابيل بن آدم وجمع النار لابراهيم وطرح يوسف في الجب وحبس يونس ببطن الحوت وقتل يحيى وصلب عيسى وحرق جرجيس ودانيال وضرب سلمان الفارسي واشعال النار على باب امير المؤمنين وسم الحسن وضرب الصديقة فاطمة بسوط قنفذ ورفسه في بطنها واسقاطها محسنا وقتل الحسين وذبح اطفاله وبني عمه وانصاره وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله) واهراق دماء آل الرسول ودم كل مؤمن ومؤمنة ونكاح كل فرج حرام واكل كل سحت وفاحشة واثم وظلم وجور من عهد آدم الى وقت قائمنا كله يعده عليهم ويلزمهم اياه فيعترفان به ثم يامر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما على الشجرة ويامر نارا تخرج من الارض تحرقهما ثم يامر ريحا تنسفهما في اليم نسفا. قال المفضل: يا سيدي وذلك هو آخر عذابهم قال هيهات يا مفضل والله ليردان ويحضر السيد محمد الاكبر رسول الله والصديق الاعظم امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة امام بعد امام وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا وليقتصن منهم بجميع المظالم حتى انهما ليقتلان كل يوم الف قتلة ويردان الى ما شاء الله من عذابهما ثم يسير المهدي الى الكوفة وينزل ما بينها وبين النجف وعدد اصحابه في ذلك اليوم ستة واربعون الفا من الملائكة وستة آلاف من الجن والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا. قال المفضل: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين الزوراء في ذلك اليوم والوقت قال: في لعنة الله وسخطه وبطشه تحرقهم الفتن وتتركهم حمما الويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ومن رايات الغرب ومن كلب الجزيرة ومن الراية التي تسير إليها من كل قريب وبعيد والله لينزلن فيها من صنوف العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان اهلها الا السيف الويل عند ذك كل الويل لمن اتخذها مسكنا فان المقيم بها لشقائه والخارج منها يرحمه الله والله يا مفضل ليتنافس امرها في الدنيا


 

[ 403 ]

يعني الكوفة حتى يقال انها هي الدنيا وان دورها وقصورها هي الجنة وان نساءها هي الحور العين وان ولدانها الولدان وليظن الناس ان الله لم يقسم رزق للعباد الا بها ولتظهر بغداد الزور والافتراء على الله ورسوله والحكم بغير كتاب وشهادة الزور وشرب الخمر وركو الفسق والفجور واكل السحت وسفك الدماء ما لم يكن في الدنيا الا دونه ثم يخربها الله بتلك الفتن والرايات حتى ليمر عليها المار فيقول ها هنا كانت الزوراء. قال المفضل: ثم ماذا يا سيدي قال: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح يا آل احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطاقات كنوزا واي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب بل هي رجال كزبر الحديد كاني انظر إليهم على البراذين الشهب في ايديهم الحراب يتعاوون شوقا للحرب كما تتعاوى الذئاب اميرهم رجل من تميم يقال له شعيب به صالح فيقبل الحسني إليهم وجهه كدارة البدر يريع الناس جمالا انيقا فيعفي على اثر الظلمة فيأخذ بسيفه الكبير والصغير والعظيم والرضيع ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض فيجعلها معقلا ويتصل به وباصحابه خبر المهدي (عليه السلام) فيقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول اخرجوا بنا إليه حتى ننظره من هو وما يريد والله ويعلم انه المهدي وانه يعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا له فيخرج الحسني في امر عظيم بين يديه اربعة آلاف رجل وفي اعناقهم المصاحف وعلى ظهورهم المسوح الشعر يقال لهم الزيدية فيقبل الحسني حتى ينزل بالقرب من المهدي ثم يقول الرجل لاصحابه اسالوا عن هذا الرجل من هو وما يريد فيخرج بعض اصحاب الحسني الى عسكر المهدي ويقول يا ايها العسكر الجميل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وما تريدون فيقول له اصحاب المهدي هذا ولي الله مهدي آل محمد ونحن انصاره من الملائكة والانس والجن فيقول اصحاب الحسني يا سيدنا ما تسمع ما يقول هؤلاء في صاحبهم


 

[ 404 ]

فيقول الحسني خلوا بيني وبين القوم فانا هل اتيت على هذا حتى انظر وينظروا فيخرج الحسني من عسكره ويخرج المهدي (عليه السلام) ويقفان بين العسكرين فيقول له الحسني ان كنت مهدي آل محمد فاين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتمه وبردته ودرعيه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه البرقوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق وتاجه السني والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين (عليه السلام) بغير تبديل ولا تغيير. قال المفضل: يا سيدي فهذا كله في السفط قال: يا مفضل وتركات جميع النبيين حتى عصاة آدم وآلة نوح وتركة هود وصالح ومجمع ابراهيم وصاع يوسف وميكائيل وشعيب وميراثه وعصاته موسى وتابوت الذي فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ودرع داود وعصاته وخاتم سليمان وتاجه وانجيل عيسى وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط فيقول الحسني هذا بعض ما قد رأيت وانا أسالك ان تغرس هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الحجر الصفا وتسال الله ان ينبتها فيها وهو لا يريد بذلك الا ان يرى اصحابه فضل المهدي إليه التسليم حتى يطيعوه ويبايعوه فيأخذ المهدي الهراوة بيده ويغرسها في الحجر فتنبت فيه وتعلو وتفرغ وتورق حتى تظل عسكر المهدي والحسني فيقول الحسني الله اكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى ابايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر عسكر الحسني الا الاربعة آلاف اصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفين بالزيدية فيقولون ما هذا الا سحر عظيم فتختلط العسكران ويقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعيهم ثلاثة ايام فلم يزدادوا الا طغيانا وكفرا فيأمر بقتلهم كاني انظر إليهم وقد ذبحوا على مصاحفهم وتمرغوا بدمائهم فيقبل بعض اصحاب المهدي لاخذ تلك المصاحف فيقول لهم المهدي دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها ولم يعملوا بما فيها.


 

[ 405 ]

قال المفضل ثم ماذا يا سيدي قال: ثم تثور رجاله الى سرايا السفياني بدمشق فيأخذوه ويذبحونه على الصخرة ثم يظهر الحسين (عليه السلام) في اثني عشر الف صديق واثنين وسبعين رجاله بكربلاء فيا لك عندها من كرة زهراء ورجعة بيضاء ثم يخرج الصديق الاكبر امير المؤمنين إليه التسليم وتنصب له القبة على النجف وتقام اركانها ركن بهجر وركن بصنعاء اليمن وركن بطيبة وهي مدينة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكاني انظر إليها ومصابيحها تشرق بالسماء والارض اضوى من الشمس والقمر فعندها تبلى السرائر وتذهل كل مرضعة عما ارضعت الى آخر الآية ثم يظهر الصديق الاكبر الاجل السيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في انصاره إليه ومن آمن به وصدق واستشهد معه ويحضر مكذبوه والشاكون فيه انه ساحر وكاهن ومجنون ومعلم وشاعر وناعق عن هذا ومن حاربه وقاتله حتى يقتص منهم بالحق ويجاوزوا بافعالهم من وقت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى ظهور المهدي مع امام امام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية: (ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان) قال ضلال ووبال لعنهما الله فينشبا ويحيا. قال المفضل قلت يا سيدي فرسول الله اين يكون ؟ وامير المؤمنين ؟ قال: ان رسول الله وامير المؤمنين لا بد ان يطئا الارض والله حتى يورثاها اي والله ما في الظلمات ولا في قعر البحار حتى لا يبقى موضع قدم الا وطئاه واقاما فيه الدين الواصب والله فكاني انظر الينا يا مفضل معاشر الائمة ونحن بين يدي جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نشكوا إليه ما نزل بنا من الامة بعده وما نالنا من التكذيب والرد علينا وسبنا ولعننا وتخويفنا بالقتل وقصد طواغيتهم الولاة لامورهم أيانا من دون الامة وترحيلنا عن حرمه الى ديار ملكهم وقتلهم ايانا بالحبس وبالسم وبالكيد العظيم فيبكي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول يا بني ما نزل بكم الا ما نزل بجدكم قبلكم ولو علمت طواغيتهم وولاتهم ان الحق والهدى والايمان


 

[ 406 ]

والوصية والامامة في غيركم لطلبوه. ثم تبتدئ فاطمة (عليها السلام) بشكوى ما نالها من ابي بكر وعمر من اخذ فدك منها ومشيها إليهم في مجمع الانصار والمهاجرين وخطابها الى ابي بكر في امر فدك وما رد عليها من قوله ان الانبياء لا وارث لهم واحتجاجها عليه بقول الله عز وجل بقصة زكريا ويحيى: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) وقوله بقصة داود وسليمان: (وورث سليمان داود) وقول عمر لها هاتي صحيفتك التي ذكرت ان اباك كتبها لك على فدك واخراجها الصحيفة واخذ عمر اياها منها ونشره لها على رؤوس الاشهاد من قريش والمهاجرين والانصار وسائر العرب وتفله فيها وعركه لها وتمزيقه اياها وبكاءها ورجوعها الى قبر ابيها (صلى الله عليه وآله) باكية تمشي على رمضاء وقد اقلقتها واستغاثتها بابيها وتمثلها بقول رقية بنت صفية: قد كان بعدك انباء وهينمة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب انا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل اهلك واختلت بها الريب ابدى رجال لنا ما في صدورهم * لما نايت وحالت دونك الحجب لكل قوم لهم قوبى ومنزلة * عند الاله عن الادنين مقترب يا ليت بعدك كان الموت حل بنا * املوا اناس ففازوا بالذي طلبوا وتقص عليه قصة ابي بكر وانفاذ خالد بن الوليد وقنفذ وعمر جميعا لاخراج امير المؤمنين (عليه السلام) من بيته الى البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال امير المؤمنين وضم ازواج رسول الله وتعزيتهن وجمع القرآن وتاليفه وانجاز عداته وهي ثمانون الف درهم باع فيها تالده وطارفه وقضاها عنه وقول عمر له اخرج يا علي الى ما اجمع عليه المسلمون من البيعة لامر ابي بكر فما لك ان تخرج عما اجتمعنا عليه فان لم تفعل قتلناك وقول فضة جارية فاطمة (عليها السلام) ان امير المؤمنين عنكم مشغول والحق له لو


 

[ 407 ]

انصفتموه واتقيتم الله ورسوله وسب عمر لها وجمع الحطب الجزل على النار لاحراق امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزنب ورقية وام كلثوم وفضة واضرامهم النار على الباب وخروج فاطمة (عليها السلام) وخطابها لهم من وراء الباب وقولها ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله ورسوله تريد ان تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله والله متم متم نوره وانتهاره لها وقوله كفي يا فاطمة فلو ان محمدا حاضر والملائكة تأتيه بالامر والنهي والوحي من الله وما علي الا كاحد المسلمين فاختاري ان شئت خروجه الى بيعة ابي بكر والا احرقكم بالنار جميعا وقولها له يا شقي عدي هذا رسول الله لم يبل له جبين في قبره ولامس الثرى اكفانه ثم قالت وهي باكية اللهم اليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد امته ومنعهم ايانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك بلسانه وانتهار عمر لها وخالد بن الوليد وقولهم دعي فنك يا فاطمة حماقة النساء فكم يجمع الله لكم النبوة والرسالة واخذ النار في خشب الباب وادخل قنفذ لعنه الله يده يروم فتح الباب وضرب عمر لها بسوط ابي بكر على عضدها حتى صار كالدملج الاسود المحترق وانينها من ذلك وبكاها وركل عمر الباب برجله حتى اصاب بطنها وهي حاملة بمحسن لستة اشهر واسقاطها وصرختها عند رجوع الباب وهجوم عمر وقنفذ وخالد وصفقة عمر على خدها حتى ابرى قرطها تحت خمارها فانتثر وهي تجهر بالبكاء تقول يا ابتاه يا رسول الله ابنتك فاطمة تضرب ويقتل جنين في بطنها وتصفق يا ابتاه ويسقف خد لما لها كنت تصونه من ضيم الهوان يصل إليه من فوق الخمار وضربها بيدها على الخمار لتكشفه ورفعها ناصيتها الى السماء تدعو الى الله وخروج امير المؤمنين من داخل البيت محمر العينين داير الحدقتين حاسر حتى القى ملاءته عليها وضمها لصدره وقال يا ابنة رسول الله قد علمتي ان الله بعث اباكي رحمة للعالمين فالله الله ان تكشفي أو ترفعي ناصيتك فوالله يا فاطمة لئن فعلتي ذلك لا يبقي الله على الارض من يشهد ان محمد رسول الله ولا موسى ولا عيسى ولا ابراهيم ولا نوح ولا آدم ولا دابة تمشي على وجه الارض ولا


 

[ 408 ]

طائر يطير في السماء الا هلك ثم قال الى ابن الخطاب لك الويل كل الويل بالكيل من يومك هذا وما بعده وما يليه اخرج قبل ان اخرج سيفي ذا الفقار فافني غابر الامة فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بن ابي بكر وصاروا من خارج الدار فصاح امير المؤمنين بفضة اليكي مولاتك فاقبلي منها ما يقبل النساء وقد جاءها المخاض من الرفسة ورده الباب فسقطت محسنا عليه قتيلا وعرفت امير المؤمنين إليه التسليم فقال لها: يا فضة لقد عرفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرفني وعرف فاطمة وعرف الحسن وعرف الحسين اليوم بهذا الفعل ونحن في نور الاظلة انوار عن يمين العرش فاوايه بقعر البيت فانه لاحق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتشكو حمل امير المؤمنين لها في سواد الليل والحسن والحسين رزينب وام كلثوم الى دور المهاجرين والانصار يذكره بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله عليه في اربع مواطن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتسليمهم عليه بامرة المؤمنين جميعهم فكل يعده النصرة ليومه المقبل فلما اصبح قعد جمعهم عنده ثم يشكو إليه امير المؤمنين المحن السبعة التي امتحن بها بعده ونقض المهاجرين والانصار قولهم لما تنازعت قريش في الامامة والخلافة قد منع لصاحب هذا الامر حقه فإذا منع فنحن اولى به من قريش الذين قتلوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكبسوه في فراشه حتى خرج منهم هاربا الى الغار الى المدينة فاويناه ونصرناه وهاجرنا إليه فقالت الانصار حتى قال من الحزبين منا امير ومنكم امير فقام عمر اربعين شاهدا قسامة شهدوا على رسول الله زورا وبهتانا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الائمة من قريش فاطيعوهم ما اطاعوا الله فان عصوا فالحوهم لحي هذا القضيب ورمي القضيب من يده فكانت اول قسامة زور شهدت في الاسلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان رقبوا الامر الى ابي بكر وجاءوا يدعوني الى بيعته فامتنعت إذ لا ناصر لي وقد علم الله ورسوله ان لو نصرني سبعة من سائر المسلمين لما وسعني القعود فوثبوا علي وفعلوا


 

[ 409 ]

بابنتك يا رسول الله ما شكيته اليك وانت اعلم به ثم جاؤوا بي فاخرجوني من داري مكرها وثلبوني وكان من قصتي فيهم مثل قصة هارون مع بني اسرائيل وقولي كقوله لموسى (يا ابن ام ان الوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين) وقوله (يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي) فصبرت محتسبا راضيا وكانت الحجة عليهم في خلافي ونقض عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله واحتملت ما لم يحتمل وصي من نبي من سائر الانبياء والاوصياء في الامم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي وخروج طلحة والزبير بعائشة الى مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها ناقضين لبيعتي الى البصرة وخروجي إليهم وتخويفي اياهم بما جئت به يا رسول الله من كتاب الله ومقامهم على حربي وقتالي وصبري عليهم واعذاري وانذاري وهم يابون الا السيف فحاكمتهم الى الله بعد ان الزمتهم الحجة فنصرني الله عليهم بعد ان قتل اكابر المهاجرين والانصار والتابعين بالاحسان وهرقت دماء عشرين الف من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمل من سبعين رئيسا كلما قطعت كف قبض عليه آخر ثم لقيت من ابن هند معاوية بن صخر أدهى وأمر مما لقيت في غزواتك يا رسول الله بعدك من اصحاب الجمل على ان حرب الجمل كان اشنع الحرب التي لقيتها واهولها واعظمها فسرت من دار هجرتي الكوفة الى حرب معاوية ومعي سبعمائة من انصارك يا رسول الله واربعة من دونه في ديوانك ولها ستين الف رجل من اهل العراقين الكوفة والبصرة والخلاط الناس فكان بعون الله وعلمك يا رسول الله جهادي بهم وصبري عليهم حتى إذا وهنوا وتنازعوا وتفاشلوا مكر باصحابي ابن هند وشانئك الابتر عمرو ورفع المصاحب على الاسنة ونادى يا اخواننا من الاسلام ندعوكم إلى كتاب الله وإلى الحكومة ونصون دماءنا ودماءكم واصغى اهل الشبهات والشكوك والظنون ومن في قلبه مرض من أصحابي إلى ذلك وقالوا باجمعهم لا يحل لنا قتال من دعانا


 

[ 410 ]

الى كتاب الله وقلت لهم ما قد علمته وانت يا رسول الله علمتني اياه من علم الله ان القوم لم يرفعوا المصاحف الا عند رهبهم وظهورنا عليهم فابى المنافقون من أصحابي الا الكف عنهم وترك قتالهم فوعظتهم وحرضتهم وحفظتهم وبينت لهم أمرهم وإنها حيلة عليهم فرموا اسلحتهم واجتمعوا اصحاب معاوية في زهاء عشرين ألفا وقالوا لي كلمة رجل واحد: دعنا نحاكم القوم الى كتاب الله فقلت لهم على انني احكم به منكم ومن معاوية فقال معاوية: لا يحكم علي ولا احكم به فانه لا يرضى ولا ارضى ولا يسلم الي ولا اسلم إليه فقلت الى ابني الحسن الصر لا شككت في نفسي وفضلت ابني علي فقالوا لي: ابنك انت وانت ابنك فقلت عبد الله بن العباس فقالوا: لا يحكم بيننا مضري واختاروا علي ولي الاختيار عليهم وتحكموا وانا الحاكم وقالوا ان لم ترض نحكم من نشاء اخذنا الذي فيه عيناك ثم اختاروا ان يحكموا يكتبوا الى عبد الله بن قيس الاشعري وهو منعزل عنا فسيروه وقدموه وتركوا معاوية قد حكم عمرا ورضوا هم بعبد الله بن قيس الاشعري وحكموا بما ارادوا ووصفوا عبد الله بن قيس بالفضل والجبلة عباء عن مكر عمر وما كانت الا مواطاة وخدعة اظهرها عمر وعبد الله فزعموا ان عبد الله عزلني وان عمرا اثبت معاوية والزموني عند قعود جمعهم عني واجتماعهم واهل الشام وان كتبت بيني وبين معاوية الى اجل معلوم وانكفات معصيا غير مطاع الى الكوفة اظهر لعني معاوية على منابر الشام وسائر اعماله ولعنت انا وابناك يا رسول الله الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وعمار بن ياسر ومالك الاشتر شهد ايام بني امية كلهم على المنابر وفي جوامع الصلاة ومساجدها وفي الاسواق وعلى الطرق والمسالك جهرا لا سرا وخرج علي المارقون من أصحابي المطالبون لي بالتحكيم يوم المصاحف فقالوا: قد غيرت وكفرت وبدلت وخالفت الله في تركنا ورأينا واجابتك لنا الى ان حكمنا عليك الرجال فكان لي ولهم بحروراء موقف دفعت لهم فيه عن قتالهم وانظرتهم حولا كاملا ثم خرجت بعد انقضاء الهدنة اريد معاوية بمن اطاعني من المسلمين فخرج اصحابي


 

[ 411 ]

المارقون علي بالنهروان فلقوا رجلا من صلحاء المسلمين وعبادهم ومن قاتل معي يوم الجمل وصفين يقال له عبد الله بن خباب وذبحوه وزوجته وطفلا له على دم خنزير وقالوا ما ذبحنا هؤلاء وهذا الخنزير الا واحد وهذا فعلنا بعلي وسائر اصحابه حتى يقر انه قد كفر وغير وبدل ثم يتوب ونقبل توبته فعدلت إليهم وخاطبتهم بالنهروان فاحتجوا علي واحتججت عليهم فكان احتجاجهم باطلا وكان احتجاجي حقا. قال الحسين بن حمدان ويعيد امير المؤمنين احتجاجهم عليه واحتجاجه عليهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم اعده لان شرحه قد تقدم. ورجع الحديث الى قول الصادق (عليه السلام) للمفضل، قال: يقول امير المؤمنين (عليه السلام) والله يا رسول الله ما رضوا بتكذيبي ونقض بيعتي والخلاف علي وقتالي واستحلال دمي ولعني قروا فاني امرت الامة بما أمرتني به من تربيع الاظافير ونهيتهم عن تدويرها فذكروا اني انما ربعتها لاني اتسلق على مشارب ازواجك يا رسول الله فاتي منهن الفاحشة وكنت ابيع الخمر بعهدك وبعدك وكنت اغل الفئ في جيمع غزواتك واستبد به دونك ودون المسلمين ولم يبقوا عضيهة ولا شبهة ولا فاحشة الا نسبوها الي وزعموا اني لو استحقيت الخلافة لما قدمت علي في حياتك ابا بكر في الصلاة ولقد علمت يا رسول الله ان عائشة أمرت بلالا وانت في وعلك مرضك وقد نادى بلال في الصلاة فاسرعت كاذبة عليك يا رسول الله فقالت ان رسول الله يامرك ان تقدم ابا بكر فراجع بذلك بلال وكل يقول له مثل قولها فرجع بلال الى المسجد فقال ان مخبرا اخبرني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه امر بتقديمك يا ابا بكر في الصلاة ورجعت عائشة من اباب نكرت وقلت لها يا رسول الله ويلك يا حميراء ما الذي جنيت امرت عني بتقديم ابيك في الصلاة فقالت قد كان بعض ذلك يا


 

[ 412 ]

رسول الله فقمت ويدك اليمنى علي واليسرى على الفضل بن العباس معجلا لا تستقر قدماك على الارض حتى دخلت المسجد ولحقت ابا بكر قد قام مقامك في الصلاة فاخرجته وصليت بالناس فوالله لقد تكلم المنافقون بفضل ابي بكر حتى تقدم للصلاة بعهدك يا رسول الله فاحتججت عليهم لما اظهروا ذلك بعد وفاتك فلم ادع لهم فيها اعتلالا ولا مذهبا ولا حجة ينقلون بها وثنيت وقلت: ان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تقديم ابي بكر في الصلاة لانه افضل الامة عنده فلما خرجه عن فضل ندبه إليه وان زعمتم ان رسول الله امر بذلك وهو مثقل عن النهضة فلما وجد الحق فسارع فلم يسعه القعود فالحجة عليك في اسقاط ابي بكر وان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اوقفه عن يمينه دون الصفوف فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابو بكر امام المسلمين في تلك الصلاة فهذا لا يكون وان زعمتم انه اوقفه عن شماله فقد كان أبو بكر امام رسول الله لان الامام إذا صلى برجل واحد فمقامه عن يمينه لا عن شماله وان زعمتم انه اوقفه بينه وبين الصف الاول فقد كان رسول الله امام ابي بكر وابو بكر امام المسلمين وهذا الامر لا يكون ولا يقوم رجل واحد في الصلاة الا امام الصلاة وان زعمتم انه اقامه في الصف الاول فما فضله على جميع الصف الاول وان زعمتم ان رسول الله اقامه في الصف الاول مسمع فيه التكبير في الصلاة لانه كان في حال ضيقه من العلة لا يسمع ساير من في المسجد فقد كفرتم ابا بكر وحبطتم عمله لان الله عز وجل يقول يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون والله ما ذاك يا رسول الله الا انني لم اجد ناصرا من المسلمين على نصرة دين الله ولقد دعوتهم كما اخبرتكم الموفقة فاطمة انني حملتها وذريتها الى دور المهاجرين والانصار اذكرهم بايام الله وما اخذته عليهم يا رسول الله بامر الله من العهد والميثاق لي في اربعة مواطن وتسليمهم علي بامرة المؤمنين بعهدك فيعدوني النصرة ليلا ويقعدون عني نهارا حتى إذا جاءني ثقات


 

[ 413 ]

اصحابك باكين استنهضوني ويقولون على انهم انصاري على اظهار دين الله امتحنتهم بحلق رؤوسهم واشهار سيوفهم على عواتقهم ومسيرهم إلى باب داري فتأخر جمعهم عني فما صح لي منهم إلا ثلاث نفر وآخر لم يتم حلق رأسه ولا اشهر سيفه وهم والله أحبابك وانجابك واصحابك وهم سلمان والمقداد وابو ذر وعمار الذي لم يتم حلق رأسه ولا أشهر سيفه ولا خرجت مكرها إلى سقيفة بني ساعدة أقاد إليها كما تقاد صعبة الابل فلم أر لي ولا ناصرا إلا الزبير بن العوام فانه شهر سيفه في أوساطهم وعض على نواجذه وقال والله لاغمدته أو تقطع يدي اما ترضون ان غصبتم عليا حقه ونقضتم عهده وعهد الله ومبايعتكم له حتى جئتم به يبايعكم فوثب عمر وخالد وتمام اربعين رجلا كلا يجتهد في اخذ السيف من يده وطرحوه الى الارض صريعا واخذوا السيف من يده فلما انتهوا بي الى عتيق وردت على مورد لم يسعني معه السكوت بعد ان كظمت غيظي وحفظت نفسي وربطت جاشئ وقلت للناس جميعا انما نا فريضة فرضها الله طاعتي ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الامة فإذا نقضوا عهد الله ورسوله وخالفتني الامة لم يكن علي ان ادعوهم الى طاعتي ثانية ومالي فيهم ناصر ولا معين وصبرت كما ادبني الله بما ادبك يا رسول الله في قوله جل من قائل (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل) الآية وقوله: (واصبر وما صبرك الا بالله) وحق يا رسول الله تأويل هذه الآية التي انزلها في الامة من بعدك في قوله عز من قائل: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين). قال المفضل: يا سيدي فما تأويل هذه الآية: (أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم) فان كثيرا من الناس يقولون ان الله لا يعلم بموت عبد ولا بقتل وبعضهم يقول: (افان مات محمدا أو قتل) بما يموت به العالم على ثبت.


 

[ 414 ]

قال الصادق (عليه السلام): لو ردوا ما لا يعلمونه الينا ولم يفتروا فيه الكذب ولم يتاولوه من عند انفسهم لبينا لهم الحق فيه يا مفضل ان الله عالم لا بعلم وانما تأويل الآية ان مات أو قتل بما يموت به العالم فانهما ميتتان لا ثالثة لهما الموت بلا قتل والقتل بالسيف وبما يقتل به من سائر الاشياء اما ترى ان الامة ارتدت ونقضت وغيرت وبدلت بين موت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقتل امير المؤمنين (عليه السلام) ثم جرى الآخرون كما جرى الاولون. قال الحسين بن حمدان: وقص امير المؤمنين على رسول الله قصصا طويلة لم اعدها لئلا يطول شرح الكتاب. وعاد الحديث الى الحسن (عليه السلام). روى المفضل عن الصادق: قال ويقوم الحسن الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول يا جداه كنت مع امير المؤمنين بالكوفة في دار هجرته حتى استشهد بضربة عبد الرحمن بن ملجم فوصاني بما وصيته به يا جداه وبلغ معاوية قتل ابي فانفذ الدعي عبيد الله بن زياد الى الكوفة في مائة وخمسين الف مقاتل وامره بالقبض علي وعلى اخي الحسين وسائر اخوتي واهل بيتي وشيعتي وموالينا وان ياخذ علينا جميعا البيعة لمعاوية فمن تابى منا ضرب عنقه ويسير الى معاوية رأسه فلما علمت ذلك من فعل معاوية خرجت من داري ودخلت جامع الصلاة ورقيت المنبر واجتمع الناس حتى لم يبق موضع قدم في المسجد وتكاتفوا حتى ركب بعضهم بعضا فحمدت الله واثنيت عليه، وقلت معاشر الناس عفت الديار ومحيت الآثار وقل الاصطبار فلا اقرار على همزات الشياطين والخائنين الساعة وضحت البراهين وتفصلت الآيات وبانت المشكلات ولقد كنا نتوقع اتمام هذه الآية بتأويلها (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم) الى


 

[ 415 ]

آخر الآية فقد مات والله جدي رسول الله وابي (عليهما السلام) وصاح الوسواس الخناس ودخل الشك في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة وخالفتهم السنة فيها لها من فتنة صماء بكماء عمياء لا يسمع لداعيها ولا يجاب مناديها ولا يخالف واليها ظهرت ظلمة النفاق وسيرت آيات اهل الشقاق وتكاملت جيوش اهل العراق المراق بين الشام والعراق هلموا رحمكم الله الى الاصباح والنور الوضاح والعالم الجحجاح الى النور الذي لا يطفى والحق الذي لا يخفى يا ايها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة ومن برهة الوسنة وتكاثف الظلمة ومن نقصان الهمة فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة لئن قام لي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة لا يكون فيها شوب ولا نفاق ولا نية فراق لجاهدنا بالسيف قدما قدما ولاصفن من السيف جوانبها ومن الرماح اطرافها ومن الخيل سنابكها فتكلموا رحمكم الله فكانما الجموا بلجام الضمت ابن الصرد وبنو الجارود ثلاثة وعمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي الكندي والطرماح ابن عطارد السعدي وهاني بن عروة السدوسي والمختار بن ابي عبيد الثقفي وشداد بن عباد الكاهلي، ومحمد بن عطارد الباهلي، وتمام العشرين من همدان، فقالوا لي: يا ابن رسول الله ما نملك غير انفسنا وسيوفنا وها نحن بين يديك لامرك طائعين وعن رأيك صادرين مرنا بما شئت فنطرت يمنة ويسرة فلم ار احدا غيرهم فقلت لهم لي اسوة بجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين عبد الله سرا وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا فلما اكمل الله له اربعين صاروا في عدة فاظهر امر الله فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت رأسي نحو السماء وقلت: اللهم اني قد دعوت وانذرت وصوبت ونبهت فكانوا عن اجابة الداعي غافلين وعن نصرته قاعدين وعن طاعته مقصرين ولاعدائه ناصرين اللهم فانزل عليهم رجزك وباسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت عن المنبر وأمرت أوليائي واهل بيتي فشدوا رواحلكم وخرجت من الكوفة راحلا الى المدينة


 

[ 416 ]

هذا يا جداه بعد ان دعوت سائر الامة وخاطبتهم بعد قتل أمير المؤمنين الى ما دعاهم إليه هو وخاطبهم بعدك يا رسول الله جاريا على سنتك ومنهاجك وسنن امير المؤمنين ومنهاجه في الموعظة الحسنة والترفق والخطاب الجميل والتخويف بالله والتحذير من سخطه وعذابه والترغيب في رحمته ورضوانه وصفحه وغفرانه لمن وفى بما عاهد عليه الله ورغبتهم في نصرة الدين وموافقد الحق والوقوف بين امر الله ونهيه فرأيت انفسهم مريضة وقلوبهم نائبة فاسدة قد غلب الران عليها فجاؤوني يقولون ان معاية قد سير سراياه الى نحو الانبار والكوفة وشنت غاراته على المسلمين وقتل منهم من لم يقاتله وقتل النساء والاطفال فاعلمتهم انه لا وفاء لهم ولا نصر فيهم وانهم قد اسروا الدعوة واخلدوا الرفاهة واحبوا الدنيا وتناسوا الآخرة فقالوا معاذ الله يا ابن رسول الله ان نكون كما ذكرت فادع لنا الله بالسداد والرشاد فانفذت معهم رجالا وجيوشا وعرفتهم انهم يجيبون الى معاوية وينقضون عهدي وبيعتي ويبيعوني بالخطر اليسير ويقبلون منهم الرشى والتقليدات فزعموا انهم لا يفعلون فما مضى منهم احد الا فعل ما اخبرتهم به من اخذ رشى معاوية وتقليده ونفذ إليه عاديا فاقضى مخالفا فلما كثرت غارات معاوية في أطراف العراق جاؤوني فعاهدوني عهدا مجددا وبيعة مجددة وسرت معهم من الكوفة الى المدائن بشاطئ الدجلة فدس معاوية الى زيد بن سنان اخي جرير بن عبد الله مالا ورشاه اياه على قتلي فخرج الي ليلا وانا في فسطاط لي اصلي والناس نيام فرماني بحربة فاثبتها بجسدي فنبهت العسكر ورأوا الحربة تهتز في اعضائي وامرت بطلب زيد لعنه الله فخرج الى الشام هاربا الى معاوية فرجعت جريحا وخرجت عند قعود الامة عني الى المدينة الى حرمك يا جداه فلقيت من معاوية وسائر بني امية وعراتهم فاسال الله ان لا يضيع لي اجره ولا يحرمني ثوابه ثم دس معاوية الى جعدة ابنة محمد بن الاشعث بن قيس الكندي لعنهم الله فبذل لها مائة الف درهم وضمن لها اقطاع عشر قرى وانفذ إليها سما سمتني


 

[ 417 ]

به فمن. ثم يقول الحسين (عليه السلام) مخضبا بدمائه فيقبل في اثني عشر الف صديق كلهم شهداء وقتلوا في سيل الله من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن شيعتهم ومواليهم وانصارهم وكلهم مضرجون بدمائهم فإذا رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبكت اهل السماوات والارض ومن عليها ويقف امير المؤمنين والحسن عن يمينه وفاطمة عن شماله ويقبل الحسين ويضمه رسول الله الى صدره ويقول يا حسين فديتك قرت عيناك وعيناي فيك وعن يمين الحسين حمزة بن عبد المطلب وعن شماله جعفر بن ابي طالب وامامه أبو عبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب وياتي محسن مخضبا بدمه تحمله خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة اسد وهما جدتاه وجمانة عمته ابنة ابي طالب واسماء ابنة عميس صارخات وايديهن على خدودهن ونواصيهن منشرة والملائكة تسترهن باجنحتها وامه فاطمة تصيح وتقول (هذا يومكم الذي كنتم به توعدون) وجبرائيل يصيح ويقول: (مظلوم فانتصر) فيأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسن على يده ويرفعه الى السماء وهو يقول الهي صبرنا في الدنيا احتسابا وهذا اليوم: (تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا). قال: ثم بكى الصادق وقال: يا مفضل لو قلت عينا بكت ما في الدموع من ثواب وانما نرجو ان بكينا الدماء ان ثاب به فبكى المفضل طويلا، ثم قال يا ابن رسول الله ان يومكم في القصاص لاعظم من يوم محتنكم فقال له الصادق: ولا كيوم محنتنا بكربلا وان كان كيوم السقيفة واحراق الباب على امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وام كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة لاعظم وامر لانه اصل يوم الفراش. قال المفضل: يا مولاي اسال قال: إسال قال: يا مولاي (وإذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت) قال: يا مفضل تقول العامة انها في كل


 

[ 418 ]

جنين من اولاد الناس يقتل مظلوما قال المفضل: نعم، يا مولاي هكذا يقول اكثرهم قال: ويلهم من أين لهم هذه الآية هي لنا خاصة في الكتاب وهي محسن (عليه السلام) لانه منا وقال الله تعالى: (قل لا أسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وانما هي من اسماء المودة فمن أين الى كل جنين من اولاد الناس وهل في المودة والقربى غيرنا يا مفضل قال صدقت يا مولاي ثم ماذا قال فتضرب سيدة نساء العالمين فاطمة يدها الى ناصيتها وتقول اللهم انجز وعدك وموعدك فيمن ظلمني وضربني وجرعني ثكل اولادي ثم تلبيها ملائكة السماء السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا وبين اطباق الثرى صائحين صارخين بيصيحتها وصراخها الى الله فلا يبقى احد ممن قاتلنا ولا احب قتالنا وظلمنا ورضي بغضبنا وبهضمنا ومنعنا حقنا الذي جعله الله لنا الا قتل في ذلك اليوم كل واحد الف قتلة ويذوق في كل قتلة من العذاب ما ذاقه من ألم القتل سائر من قتل من اهل الدنيا من دون من قتل في سبيل الله فانه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون). قال المفضل يا سيدي فان من يستبشرون شيعتكم من لا يقر بالرجعة وانكم لا تكرون بعد الموت ولا يكر اعداؤكم حتى تقتصوا منهم بالحق فقال ويلهم ما سمعوا قول جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجميع الائمة (عليهم السلام) ونحن نقول من لم يثبت امامتنا ويحل متعتنا ويقول برجعتنا فليس منا وما سمعوا قول الله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون)، قال المفضل: يا مولاي ما العذاب الادنى وما العذاب الاكبر قال (عليه السلام) العذاب الادنى عذاب الرجعة والعذاب الاكبر عذاب يوم القيامة الذي يبدل فيه الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار قال المفضل يا مولاي


 

[ 419 ]

فامامتكم ثابتة عند شيعتكم ونحن نعلم انكم اختيار الله في قوله (نرفع درجات من نشاء) وقوله (الله اعلم حيث يجعل رسالته) ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) قال: يا مفضل فاين نحن من هذه الآية قال يا مفضل قول الله تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) وقوله: (ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) وقول ابراهيم: (رب اجنبني وبني ان نعبد الاصنام) وقد علمنا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) ما عبدا صنما ولا وثنا ولا اشركا بالله طرفة عين وقوله: (إذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) والعهد هو الامامة. قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني ولا تختبرني ولا تبتليني فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم اخذت قال صدقت يا مفضل لولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت باب الهدى فاين يا مفضل الآيات من القرآن فيه ان الكافر ظالم قال: نعم، يا مولاي قوله: (الكافرون هم الظالمون) وقوله: (الكافرون هم الفاسقون) ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس اماما. قال: احسنت يا مفضل فمن اين قلت برجعتنا ومقصرة شيعتنا ان معنى الرجعة ان يرد الله الينا ملك الدنيا فيجعله للمهدي ويحهم متى سلبنا الملك حتى يرد الينا. قال المفضل لا والله يا مولاي ما سلبتموه ولا سلبونه لانه ملك النبوة والرسالة والوصية والامامة. قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا اما سمعوا قول الله جل من قائل: (واذ قال ابراهيم رب ارني


 

[ 420 ]

كيف تحيي الموتى، قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سيعا واعلم ان الله عزيز حكيم) فاخذ ابراهيم اربعة اطيار فذبحها وقطعها واخلط لحومها وريشها حتى صارت قبضة واحدة ثم قسمها اربعة اجزاء وجعلها على أربعة اجبال ودعاها فأجابته واقرت وايقنت بوحدانية وبرسالة ابراهيم بصورها الاولية ومثل قوله في كتابه العزيز (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال اني يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شئ قدير) وقوله في طوائف من بني اسرائيل: (الذين خرجوا من ديارهم) هاربين (حذر الموت) الى البراري والمغاور فحظروا على انفسهم حظائر وقالوا قد حرزنا انفسنا من الموت وهم زهاء ثلاثين الف رجل وامرأة وطفل: (فقال لهم الله موتوا) فماتوا كهيئة نفس واحدة وصاروا رفاتا فمر عليهم حزقيل ابن العجوز قتامل امرهم وناجى ربه في امرهم وقص عليه قصتهم وقال الهي وسيدي قد أريتهم قدرتك انك امتهم وجعلتهم رفاتا فارهم قدرتك وان تحييهم حتى ادعوهم اليك ووفقهم للايمان بك وتصديقي فأوحى الله إليه يا حزقيل هذا يوم شريف عظيم القدر وقد آليت به ان لا يسالني مؤمن حاجة الا قضيتها له وهو يو نوروز فخذ الماء ورشه عليهم فانهم يحيون باذني فرش عليهم الماء فاحياهم الله باسرهم فاقبلوا الى حزقيل مؤمنين بالله مصدقين وهم الذين قال الله فيهم: (الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت قال لهم الله موتوا ثم احياهم) وقوله في قصة عيسى: (اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص وأحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما


 

[ 421 ]

تأكلون وما تدخرون في بيوتكم). هذا يا مفضل ما اقمنا به الشاهد من كتاب الله لشيعتنا مما يعرفونه في الكتاب ولا يجهلونه ولئلا يقولوا الا ان الله لا يحيي الموتى في الدنيا ويردهم الينا ولزمهم الحجة من الله إذا اعطى انبياءه ورسله الصالحين من عباده فنحن بفضله علينا اولى فاعطانا ما اعطوا وبزاد عليه وما سمعوا ويحهم قول الله تعالى: (فإذا جاء وعد اوليهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا). قال المفضل: يا مولاي فما تأويل: (فإذا جاء وعد اوليهما) قال والله الرجعة الاولى ويوم القيامة العظمى يا مفضل وما سمعوا قوله تعالى: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) الآية والله يا مفضل ان تأويل هذه الآية فينا: (إن فرعون وهامان وجنودهما))القصص 8) هم أبو بكر وعمر وشيعتهم. قال المفضل: يا مولاي فالمتعة حلال مطلق والشاهد بها قوله تعالى في النساء المزوجات بالولادة والشهود: (فلا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو اكنتتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرو نهن ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا) اي مشهودا والمعروف هو المستشهد بالولاء والشهود وانما احتاج الى الولي والشهود في النكاح ليثبت النسل ويصح النسب ويستحق الميراث، وقوله: (واتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) وجعل الطلاق لا للرجال في المتعة للنساء المزوجات لعلة النساء على غير جائز الا بشاهدين عادلين ذوي عدل من المسلمين وقال في سائر الشهادات على الدماء والفروج والاموال والاملاك: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامر أتان ممن ترضون من الشهداء) وبين الطلاق عز ذكره


 

[ 422 ]

فقال تعالى: (يا ايها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم (ولو كانت المطلقة تبين بثلاث تطليقات يجمعها كلمة واحدة واكثر منها واقل كما قال الله تعالى: (واحصوا العدة واتقوا الله ربكم) إلى قوله (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فإذا بلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف واشهدوا ذوي عدل منكم واقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) وقوله عز وجل: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا) هو نكر يقع بين الزوج والزوجة فتطلق التطليقة الاولى بشهادة ذوي عدل وحرر وقت التطليق وهو آخر القروء والقروء هو الحيض والطلاق يجب عند آخر النطفة تنزل بيضاء بعد الحمرة والصفرة اول التطليقة الثانية والثالثة وما يحدث الله بينهما عطفا وذلك ما كرهاه وقوله: (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله وباليوم الآخر وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم) هذا يقوله تعالى ان المبعولة مراجعة النساء من تطليقة الى تطليقة ان ارادوا إصلاحا والنساء مراجعة للرجال في مثل ذلك ثم بين تبارك وتعالى فقال: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) في الثالثة فان طلق الثالثة وبانت فهو قوله (فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) ثم يكون كسائر الخطاب والمتعة التي حللها الله في كتابه واطلقها الرسول عن الله لسائر المسلمين فهي قوله: (والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما) والفرق بين المزوجة الممتعة ان


 

[ 423 ]

للمزوجة صداقا وللممتعة اجرة فتمتع سائر المسلمين في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحج وغيره وايام ابي بكر واربع سنين من ايام عمر حتى دخل على اخته عفراء فوجد في حجرها طفلا ترضعه من ثديها فقال يا اختي ما هذا فقالت له ابني من احشائي ولم تكن متبعلة فقال لها من أين ذلك فقالت: تمتعت فكشفت عن ثديها فنظر الى درة اللبن في في الطفل فاغتضب فكشف عن ثديها وارعد واربد لونه واخذ الطفل على يده مغضبا وخرج ومشى حتى اتى المسجد فرقي المنبر وقال نادوا في الناس في غير وقت الصلاة فعلم المسلمون ان ذلك لامر يريده عمر فحضروا فقال معاشر الناس من المهاجرين والانصار واولاد قحطان من منكم يحب ان يرى المحرمات من النساء كهذا الطفل قد خرج من بطن امه وسقته لبنها وهي غير متبعلة فقال بعض القوم ما يحب هذا يا امير المؤمنين، فقال: ألستم تعلمون ان اختي عفراء من حنتمة امي وابي الخطاب انها غير متبعلة قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال: فاني دخلت الساعة فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها من اين لك هذا قالت ابني من احشائي ورأيت در اللبن من ثديها فقتل: من أين لك هذا فقالت تمتعت فاعلموا معاشر الناس ان هذه المتعة كانت حلالا في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعده وقد رأيت تحريمها فمن اتاها ضربت جنبيه بالسوط ولم يكن في القوم منكر لقوله ولا راد عليه ولا قائل أي رسول بعد رسول الله وأي كتاب بعد كتاب الله عز وجل ولا يقبل خلافك على الله ورسوله وكتابه بل سلموا ورضوا. قال المفضل: يا مولاي فما شرائطها ؟ قال: يا مفضل سبعون سرطا من خالف منها شرطا واحدا اظلم نفسه قال: فقلت يا سيدي فاعرض عليك ما علمته منكم فيها. قال الصادق (عليه السلام) قل يا مفضل على انك قد علمت الفرق


 

[ 424 ]

بين المزوجة والمتعة بها مما تلوته عليك قال المزوجة لها صداق ونحلة والمتمتعة اجرة فهذا فرق بينهما. قال المفضل نعم يا مولاي قد علمت ذلك فقال: قل يا مفضل قال يا مولاي قد امرتمونا لا نتمتع بباغية ولا مشهورة بالفساد ولا مجنونة ان تدعو المتعة الى الفاحشة فان اجابت قد حرم الاستمتاع بها تسال افارغة هي ام مشغولة ببعل ام بحمل ام بعدة، فان شغلت بواحدة من هذه الثلاثة فلا تحل وان حلت فتقول لها متعيني نفسك على كتاب الله وسنة نبيه نكاحا غير مسافح اجلا معلوم باجرة معلومة وهي ساعة أو يوم أو يومان أو شهر أو سنة أو ما دون ذلك أو ما اكثر والاجرة ما تراضيا عليه من حلقة خاتم أو شسع نعال أو شق ثمرة أو الى ما فوق ذلك من الدراهم والدنانير أو غرض ترضى به فان وهبت حلت له كالصداق الموهوب من النساء المزوجات التي قال الله فيهن: (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا). رجع الحديث الى تمام الخطبة بالقول على ان لا ترثني ولا ارثك وعلى ان الماء مائي اضعه حيث شئت وعليك الاستبراء اربعون يوما أو محيض أو اجد ما كان من عدد الايام فإذا قالت: نعم، أعدت القول ثانية وعقد النكاح به فانما احببت وهي أحبت الاستزادة في الاجل وفيه ما رويناه عنكم قولكم لاخراجنا فرج من حرام الى حرام حلال احب الينا من تركه على الحرام ومن قولكم إذا كانت تعقل قولها فعليها ما تولت من الاخيار عن نفسها ولا جناح عليك وقول امير المؤمنين لعن الله ابن الخطاب فولاه ما زنى الا شقي أو شقية لانه كان يكون للمسلمين غنى في عمل المتعة عن الزنى وروينا عنكم انكم قلتم ان الفرق بين الزوجة والممتع بها ان للمتمتع ان يعتزل عن المتعة وليس للمزوج ان يعزل عن الزوجة ان الله قال (ومن الناس من يعجبك قوله في الحاية الدنيا ويشهد الله ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله


 

[ 425 ]

لا يجب الفساد) ان في كتاب الله لكفارة عنكم ان من عزل نطفة من رحم مزوجه فدية النطفة عشر دنانير كفارة، وان في شرط المتعة، ان المال يضعه حيث يشاء من المتمتع بها فان وضعت في الرحم فخلق منه ولد كان لاحقا بابيه. قال الصادق (عليه السلام) يا مفضل حدثني ابي عن ابيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ان الله اخذ الميثاق على ماء اوليائه المؤمنون لا يعلق منه فرج من متعة وانه احد محن المؤمن الذي تبين ايمانه من كفره إذا علق منه فرج من متعة. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد المتعة حرام وان الاحرى للمؤمن لا يضيع النطفة في فرج المتعة. قال المفضل يا مولاي فان عبد الله بن الزبير سب عبد الله بن العباس سبا كان فيه قوله اما ترون رجلا قد اعمى الله قلبه كما اعمى عينه ويفتي في المتعة ويقول انها حلال فسمعه عبد الله بن العباس قال لقائده قف بي على الجماعة التي فيها عبد الله بن الزبير فاوقفه وقال له: يا ابن الزبير سل اسماء بنت ابي بكر فانها تنبئك ان أباك عوسجة الاسدي استمتع بها ببردتين يمانيتين فحملت بك فانت اول مولود في الاسلام من المتعة وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لا ولد المتعة حرام. فقال صادق (عليه السلام): والله يا مفضل لقد صدق عبد الله بن العباس في قوله لعبد الله بن الزبير. قال المفضل قد روى بعض شيعتكم انكم قلتم ان حدود المتعة اشهر من راية البيطار وانكم قلتم لاهل المدينة هبوا لنا التمتع بالمدينة. قال الصادق: يا مفضل انما قلنا هبوا لنا التمتع بالمدينة وتمتعوا حيث شئتم من الارض لا خوفا عليكم من شيعة ابن الخطاب ان يضربوا جنوبهم بالسياط فحرزناها باستيائها بها منهم بالمدينة.


 

[ 426 ]

قال المفضل: وروت شيعتكم عنكم ان محمد بن سنان الاسدي تمتع بامرأة فلما تمطاها وجد في احشائها تركلا فرفع نفسه عنها وقام قلقا ودخل على جدك علي بن الحسين (عليه السلام) وقال له: يا مولاي تمتعت بامرأة وكان من قصتي وقصتها كيت وكيت قلت ما هذا التركل فجعلت رجلها بصدري وقالت لي قم، فما انت باديب ولا بعالم اما سمعت قول الله تعالى: (لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم). قال الصادق (عليه السلام): هذا سرف من شيعتنا علينا ومن يكذب علينا فليس منا والله ما ارسل رسوله الا بالحق ولا جاء الا بالصدق ولا يحكي الا عن الله ومن عند الله وبكتاب الله فلا تتبعوا اهواءكم ولا ترخصوا لانفسكم فيحرم عليكم ما احل لكم والله يا مفضل ما هو الا دين الحق وما شرائط المتعة الا ما قدمت ذكره لك فذر الغاوين وازجر نفسك عن هواها. قال المفضل: ثم ماذا يا مولاي قال ثم يقوم زين العابدين علي بن الحسين ومحمد الباقر (عليهما السلام) فيشكوان الى جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نالهما من بني امية وما روعا به من القتل ثم اقوم انا فاشكو الى جدي رسول الله ما جرى علي من طاغية الامة الملقب بالمنصور حيث افضت الخلافة إليه فانه عرضني على الموت والقتل ولقد دخلت عليه وقد رحلني عن المدينة الى دار ملكه بالكوفة مغسلا مكفنا مرارا فاراه من قدرته ما ردعه عني ومنعه من قتلي. قال الحسين بن حمدان (رضي الله عنه) وقد تقدم في هذا الكتاب شرح ما فعل المنصور لعنه الله بالصادق (عليه السلام)، ورجع الحديث الى الصادق. قال ثم يقوم ابني موسى يشكو الى جده رسول الله ما لقيه من الضليل هارون الرشيد وتسييره من المدينة الى طريق البصرة متجنبا طريق الكوفة


 

[ 427 ]

لانه قال اهل الكوفة شيعة آل محمد واهل البصرة اعداهم وقد صدق لعنه الله. وحدثني الباقر عن ابيه علي بن الحسين، يرفعه الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال طينة امتي من مدينتي وطينة شيعتنا من الكوفة وطينة اعدائنا من البصرة ويقص فعله وحبسه اياه في دار السندي بن شاهك صاحب شرطته بالزوراء وما يعرض عليه من القتل، وقد تقدم ذكره، وما فعل الرشيد به الى ان مات. ورجع الحديث الى الصادق (عليه السلام) قال: ويقوم علي بن موسى (عليه السلام) فيشكو الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نزل به وتسيير المأمون اياه من المدينة الى طوس بخراسان من طريق البصرة من الاهواز ويقص عليه قصته الى ان قتله بالسم وقد تقدم ذكره وما فعل به. وعاد الحديث الى الصادق (عليه السلام) قال: ويقوم محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) ويشكو الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نزل به من المأمون الى ان قتله بالغلمان، كما جاء ذكره وعاد الحديث الى الصادق (عليه السلام) قال: ويقوم علي بن محمد فيشكو الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسيير جعفر المتوكل اياه وابنه الحسن من المدينة الى مدينة بناها على الدجلة تدعى بسامرا وما جرى عليه منه الى ان قتل المتوكل ومات علي بن محمد.، قال: ويقوم الحسن بن علي الحادي عشر من الائمة (عليهم السلام) ويشكو الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما لقيه من المعتز وهو الزبير بن جعفر المتوكل ومن احمد بن فتيان وهو المعتمد الى ان مات الحسن. ويقوم الخامس بعد السابع وهو المهدي يشكو الى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن


 

[ 428 ]

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) وعليه قميص رسول الله بدم رسول الله يوم كسر رباعيته والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول له: يا جداه نصصت علي ودللت ونسبتني وسميتني فجحدتني الامة امة الكفر وتمارت في وقالوا ما ولد ولا كان واين هو ومتى كان واين يكون وقد مات وهلك ولم يعقب ابوه واستعجلوا ما اخره الله الى هذا الوقت المعلوم فصبرت محتسبا وقد اذن الله لي يا جداه فيما امر فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ويقول قد جاء نصر الله والفتح وحق قوله تعالى: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ويقرأ: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فقال الصادق (عليه السلام): ان الله تعالى علم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا آدم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات ولارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) وكذلك يا مفضل لما اخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربكم عرضوا تلك الذرية على جدنا رسول الله وعلينا امام بعد امام الى مهدينا الثاني عشر من أمير المؤمنين سمي سمي جده وكنية محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابني وعرض علينا اعمالهم فرأينا لهم ذنوبا وخطايا فبكى جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكينا رحمة لشيعتنا ان يدعوا لنا بنا ولهم ذنوب مشهورة بين الخلائق الى يوم القيامة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم اغفر ذنوب شيعة اخي واولاده الاوصياء منه وما تقدم منها وما تأخر ليوم القيامة ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين في شيعتنا فحمله الله اياها وغفرها جميعا وهذا تأويل: (انا فتحنا لك) الآية.


 

[ 429 ]

قال المفضل: فبكيت بكاءا طويلا وقلت يا سيدي هذا بفضل الله وفضلكم قال الصادق (عليه السلام) هذا بفضل الله علينا فيكم يا مفضل وهل علمت من شيعتنا قال المفضل من تقول فقال والله ما هم الا انت وامثالك ولا تحدث بهذا الحديث اصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلموا على هذا الفضل ويتركوا العمل به فلا يغني عنهم من الله شيئا لاننا كما قال الله تعالى: (لا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون). قال المفضل: يا مولاي بقي لي (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ما كان رسول الله يظهر على الدين كله قال: يا مفضل ظهر عليه علما ولم يظهر علمه عليه ولو كان ظهر عليه ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا جاهلية ولا عبدت الاصنام والاوثان ولا صابئة ولا نصرانية ولا فرقة ولا خلافة ولا شك ولا شرك ولا اولوا العزة ولا عبد الشمس والقمر والنجوم ولا النار ولا الحجارة وانما قوله: (ليظهره على الدين كله) في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة وقوله: (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله). قال المفضل: ثم ماذا ؟ قال الصادق (عليه السلام) يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لامير المؤمنين فديتك يا ابا الحسن انت ضربتهم بسيف الله عن هذا الدين فاضربهم الآن عليه عودا ويسير في هذه الدنيا يسير جبالها واقدار ارضها ويطاها قدما قدما حتى يصفي الارض من القوم الطالمين ويقول للمهدي سر بالملائكة وخلصاء الجن والانس ونقبائك المختارين ومن سمع واطاع الله لنا فاحمل خيلك في الهواء فانها تركض كما تركض على الارض واحملها على وجه الماء في البحار والامصار فانها تركض بحوافرها عليه فلا يبل لها حافر وانها تسير مع الطير وتسبق كل شئ فخذ بثارك وثارنا واقتص بمظالمنا منهم واظهر حقنا وازهق الباطل فانها دولة لا ليل فيه ولا ظلمة ولا قتام ومن


 

[ 430 ]

تضعه اهل الجنة في الجنة يقول لفاطمة والحسن والحسين وسائر الائمة فينا انظروا الى ما فضلكم الله به وجعل لكم عقبى الدار فاكثروا من شكره واشفعوا لشيعتكم فانكم لا تزالون ترون هذه الارض في هذه الرجعة منكرة مقشعرة الى ان لا يبقى عليها شاك ولا مرتاب ولا مشرك ولا راد ولا مخالف ولا متكبر ولا جاحد الا طاهر مطهر ويقعد الملك والشرائع ويصير الدين لله واصبا فإذا صفت جرت انهارها بالماء واللبن والعسل والخمر بغير بلاء ولا غائلة وتفتح ابواب السماء بالبر وتمطر السماء خيرها وتخرج الارض كنوزها وتعظم البرة حتى تصير حمل بعير ويجتمع الانسان والسبع والطير والحية وسائر من يدب في بقعة واحدة فلا يوحش بعضهم بعضا بل يؤنسه ونحادثه ويشرب الذئب والشاة من مورد واحد ويصدران كما يصدر الرجلان المتواخيان في الله من وردهم وتخرج الفتاة العاتق والعجوز العاقر وعلى رأسها مكيال من دقيق أو بر أو سويق وتبلغ حيث شاءت من الارض ولا يمسها نصب ولا لغوب وترتفع الامراض والاسقام ويستغني المؤمن عن قص شعره وتقليم اظافره وغسل اثوابه وعن حمام وحجام وعن طب وطبيب ويفصح عن كل ذي نطق من البشر والدواب والطير والهوام والدبيب وتفقد جميع اللغات ولم يبق الا اللغة العربية بافصاح لسان واحد ولا يخرج المؤمن من الدنيا حتى يرى من صلبه الف ولد ذكر مؤمن موحد تقي. قال المفضل: يا مولاي فماذا يصنع امير المؤمنين بدوا قال يصنع والله ما قاله بخطبته وايام لا تكون الدنيا الى شاب غرنوق ولا قفن في كل موقف كان لي وعلي ولا تركن ظالمي وناصبني شقي تيم وعدي للمهدي من ولدي حتى يتولى نبشهما وعذابهما واحراقهما ونسفهما في اليم نسفا ولا ركضن برجلي في رحبة جامع الكوفة فاخرج منها اثني عشر الف صديق من شيعتي مكتوب على تلك البيض اسماؤهم وانسابهم وقبائلهم وعشائرهم ولاسيرن من دار هجرتي الكوفة حتى افني العالم قدما


 

[ 431 ]

قدما بسيفي ذي الفقار حتى آتي جبل الديلم فاصعده واستهل طريقه واقطع خبره ولاتين بلقاء الهند وبيضاء الصين التي كلتا جواريها حور العين ولآتين مصر واعقد على نيلها جسرا ولانصبن على مجراها منبرا ولاخطبن عليه خطبة طوبى لمن عرفني فيها ولم يشك في والويل والعويل والنار والثبور لمن جهل أو تجاهل أو نسي أو تناسى أو انكر أو تناكر ولآتين جابلقا وجابر صا ولا نصبن رحى الحرب واطحن بها العالم طحن الرحى لباب البر ولآتين كورا ولا سبكن الخلق فيها سبك خالص التبر، وحرق اللجين ولاقطنهم على وجه الارض وشواهق الجبال وبطون الاودية والمغارات واطباق الثرى التقاط الديك سمين الحب من يابسه وعجفه ولا قتلن الروم والصقالب والقبط والحبش والعران والكرد والارمن والقلف والهمج والغلف والاعابد والبزغز والزغزغ والقردة والخنازير وعبدة الطاغوت فهم الشراة والناصبة والمرجية والبترية والجهمية والمقصرة والمرتفعة. قال المفضل قلت للصادق (عليه السلام) يا مولاي من المقصرة والمرتفعة قال: يا مفضل المقصرة هم الذين هداهم الله الى فضل علمنا وافضى إليهم سرنا فشكوا فينا وانكروا فضلنا وقالوا: لم يكن الله ليعطيهم سلطانه ومعرفته. واما المرتفعة: هم الذين يرتفعون بمحبتنا وولايتنا اهل البيت واظهروه يغير حقيقة وليس هم منا ولا نحن منهم ولا أئمتهم اولئك يعذبون بعذاب الامم الطاغية حتى لا يبقى نوع من العذاب الا وعذبوا به. قال المفضل: يا مولاي أليس قد روينا عنكم انكم قلتم الغالي نرده الينا والتالي نلحقه بنا قال: يا مفضل ظننت ان التالي هم المقصرة، قال: كذا ظننت يا سيدي، قال: كلا، التالي هم من خيار شيعتنا القائلين بفضلنا المستمسكين بحبل الله وحبلنا الذين يزدادون بفضلنا علما وإذا ورد على احدهم خبر قبله وعمل به ولم يشك فيه فان لم يطقه رده الينا ولم يرد علينا فذلك هو التالي واما الغالي فليس فقد اتخذنا اربابا من دون الله وانما


 

[ 432 ]

اقتدى بقولنا إذ جعلونا عبيدا مربوبين مرزوقين فقولوا بفضلنا ما شئتم فلن ندركوه. قال المفضل يا مولاي ان الغالي من ذكرانكم اربابا عند الشيعة من دون الله قال ويحك يا مفضل: ما قال: احد فينا الا عبد الله بن سبا واصحابه العشرة الذين حرقهم امير المؤمنين في النار بالكوفة وموضع احراقهم يعرف بصحراء الاخدود وكذا عذبهم امير المؤمنين بعذاب الله وهو النار عاجلا وهي لهم اجلا ويحك يا مفضل ان الغالي في محبتنا نرده الينا ويثبت ويستجيب ولا يرجع والمقصرة تدعه الى الالحاق بنا والاقرار بما فضلنا الله به فلا يثبت ولا يستجيب ولا يلحق بنا لانهم لما رأونا نفعل افعال النبيين قبلنا مما ذكرهم الله في كتابه وقص قصصهم وما فرض إليهم من قدرته وسلطانه حتى خلقوا واحيوا ورزقوا وابروا الاكمه والابرص ونبؤوا الناس بما ياكلون ويشربون ويدخرون في بيوتهم ويعلمون ما كان وما يكون الى يوم القيامة باذن الله وسلموا الى النبيين افعالهم وما وصفهم الله واقروا لهم بذلك وجحدوا بغيا علينا وحسدا لنا على ما جعله الله لنا وفينا وما اعطاه الله لسائر النبيين والمرسلين والصالحين وازدادنا من فضله ما لم يعطهم اياه وقالوا ما اعطى النبيون هذه القدرة التي اظهرها انما صدقناها وانزل بها لان الله انزلها بكتابه ولو علموا ويحهم ان الله ما اعطاه من فضله شيئا الا انزله بسائر كتبه وصفنا به ولكن اعداؤنا لا يعلموه وإذا سمعوا فضلنا انكروه وصدوا عنه واستكبروا وهم لا يشكون في آدم (عليه السلام) لما رأوا اسماءنا مكتوبة على سرداق العرش قال الهي وسيدي خلقت خلقا قبلي وهو احب اليك مني، قال الله يا آدم نعم، لولا هؤلاء الاسماء المكتوبة على سرداق العرش ما خلقت سماء مبنية ولا ارضا مدحية ولا ملكا مقرب ولا نبيا مرسل ولا خلقتك يا آدم قال الهي ما هؤلاء قال هؤلاء ذريتك يا آدم فاستبشر واكثر من حمد الله وشكره وقال بحقهم يا رب اغفر خطيئتي فكنا والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فاجتباه وتاب عليه وهداه وانهم


 

[ 433 ]

ليروون ان الله خلقنا نورا واحدا قبل ان يخلق خلقا ودنيا وآخرة وجنة ونارا باربعة الآف عام نسبح الله ونقدسه ونهلله ونكبره. قال المفضل: يا سيدي هل بذلك شاهد من كتاب الله قال: نعم، هو قوله تعالى: (له ما في السماوات وما في الارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون له بالليل والنهار الى قوله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك يجزيه جنهم كذلك نجزي الظالمين) ويحك يا مفضل، الستم تعلمون ان من في السماوات هم الملائكة ومن في الارض هم الجان والبشر وكل ذي حركة فمن الذين فيهم ومن عنده الذين قد خرجوا من جملة الملائكة. قال المفضل: من تقول: يا مولاي قال: يا مفضل ومن نحن الذين كنا عنده ولا كون قبلنا ولا حدوث سماء ولا ارض ولا ملك ولا نبي ولا رسول قال المفضل: فبكيت وقلت: يا ابن رسول الله هذا والله الحق المبين وهل نجد في كلامكم والاخبار المروية عنكم شاهدا بما وجدتني في كتاب الله قال: نعم في خطبة امير المؤمنين (عليه السلام) يوم ضرب سلمان بالمدينة وخروجه الى الجبانة وخروج امير المؤمنين إليه التسليم إليه وقوله اسال يا سلسل سبيلك لا تجهل اسالني يا سلمان انبئك البيان اوضحك البرهان، فقال سلمان، يا امير المؤمنين اودعني الحياة واهلي الخطوة ان للرشاد إذا بلغ نزح بغزيته وهذا اليوم مواضي ختم المقادير ثم تنفس امير المؤمنين صعا وقال: الحمد لله مدهر الدهور وقاضي الامور ومالك يوم النشور الذي كنا بكينونيته قبل الحلول في التمكين وقبل مواقع صفات التمكين في التكوين كائنين غير مكونين ناسبين غير متناسبين ازليين لا موجودين ولا محدودين منه بدونا واليه نعود لان الدهر فينا قسمت حدوده ولنا اخذت عهوده والينا ترد شهوده فإذا استدارت الوف الادوار وتطاول


 

[ 434 ]

الليل والنهار وقامت العلامة الوفرة والسامة والقامة الاسمر الاضخم والعالم غير معلم والخبير ايضا يعلم قد ساقتهم الفسقات واستوغلت بهم الحيرات ولبتهم الضلالات وتشتتت بهم الطرقات فلا يجير مناص الا الى حرم الله سيؤخذ لنا بالقصاص من عرف غيبتنا ثم شهدنا نحن القدرة ونحن الجانب ونحن العروة الوثقى محمد العرش عرش الله على الخلائق ونحن الكرسي واصول العلم الا لعن الله السالف والتالف وفسقة الجزيرة ومن اواها ينبوعا انا باب المقام وحجة الخصام ودابة الارض وفصل القضا وصاحب العصا وسدرة المنتهى وسفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها ضل وهوى الم يقيم الدعائهم في تخوم اقطار الاكناف ولا من اغمد فساطيط اصحاب الاعلى كواهل انوارنا نحن العمل ومحبتنا الثواب وولايتنا فصل الخطاب ونحن حجبة الحجاب فإذا استدار الفلك قلتم باي واد سلك قلتم مات أو هلك أو في اي واد سلك فنادى الى الله تتخذ الروم النجاة ومنجدة لان المطيع هو السامع والسامع العامل والعامل هو العالم والعالم هو الساتر والساتر هو الكاتم والمولى هو الحاسد فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون من طرفي الحبل المتين الى قرار ذات المعين الى سبطة التمكين الى وراء بيضاء الصين الى مصارع مطارح قبور الطالقانيين الى قرن ياسر واصحاب سنين الاعلين العالمين الاعظمين الى كتمة اسرار طواسين الى البيداء الغبرة التي حدها الثرى التي قواعدها جوانبها الى ثرى الارض السابعة السفلى كذا الخالق لما يشاء سبحانه وتعالى عما يشركون. قال المفضل: ان هذا الكلام عظيم يا سيدي تحار فيه العقول فثبتني ثبتك الله وعرفني ما معنى قول امير المؤمنين الذي كنا بكينونيته في التمكين قال الصادق: نعم، يا مفضل الذي كنا بكينونيته في القدم والازل هو المكون ونحن المكان وهو المنشئ ونحن الشئ وهو الخالق ونحن المخلوقون


 

[ 435 ]

وهو الرب ونحن المربوبون وهو المعنى ونحن اسماؤه المعاني وهو المحتجب ونحن حجبه قبل الحلول في التمكين ممكنين لا نحول ولا نزول وقبل مواضع صفات تمكين التكوين قبل ان نوصف بالبشرية والصور والاجسام والاشخاص ممكن مكون كائنين لا مكونين كائنين عنده انوارا لا مكونين اجسام وصور ناسلين لا متناسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الى آدم والحسن والحسين من امير المؤمنين وفاطمة من محمد، وعلي من الحسين ومحمد من علي وجعفر من محمد وموسى من جعفر وعلي من موسى ومحمد من علي وعلي من محمد والحسن من علي ومحمد من الحسن بهذا النسب لا متناسلين ذوات اجسام ولا صور ولامثال الا انوار نسمع الله ربنا ونطيع يسبح نفسه فنسبحه ويهللها فنهلله ويكبرها فنكبره ويقدسها فنقدسه ويمجدها فنمجده في ستة اكوان منها ما شاء من المدة وقوله ازليين لا موجودين وكنا ازليين قبل الخلق لا موجودين اجسام ولا صور. قال المفضل: يا سيدي ومتى هذه الاكوان قال: يا مفضل اما الكون الاول نوراني لا غير ونحن فيه والكون الثاني جوهري لا غير ونحن فيه، والكون الثالث هوائي لا غير ونحن فيه، والكون الرابع مائي لا غير ونحن فيه، والكون الخامس ناري لا غير ونحن فيه، والكون السادس ترابي لا غير فاظله ودور ثم سماء مبنية وارض مدحية فيها الجان الذي خلقه الله من مارج من نار الى ان خلق الله آدم من التراب. قال المفضل يا سيدي: فهل كان في هذه الاكوان خلقا منها في كل كون قال نعم، يا مفضل. قال المفضل: يا سيدي فهل نجد الخلق الذي كان فيها ونعرفهم قال نعم ما من كون الا وفيه نوري وجوهري وهوائي ومائي وناري وترابي يا مفضل، تحب ان اقرب عليك واريك ان فيك من هذه الستة اكوان اعلم


 

[ 436 ]

انه خلقك وخلق هذه البشر وكل ذي حركة من لحم ودم، قال: يا سيدي اين ذلك قال: يا مفضل الذي من الكون النوراني نورا في ناظريك وناظرك بمقدار حبة عدس ثم ترى بها ما دركاه من السماء والهوام والارض ومن عليها وفيك من الكون الجوهري يحسن ويعقل وينظر وهو ملك الجسد وفيك من الكون الهوائي الهواء الذي منه نفسك وحركاتك وانفاسك المترددة في جسدك وفيك من الكون المائي رطوبة ريقك ودموع عينيك وما يخرج من انفك والسبيلين اللذين هما منك وفيك من الكون الناري النار التي في تراكيب جسدك وهو المنضج المنفذ ماكلك ومشاربك وما يرد الى معدتك وهو الذي إذا حكت بعض ببعض كدت ان تقدح نارا وبتلك الحرارة تمت حركاتك ولولا الحرارة لكنت جمادا وفيك من الكون الترابي عظمك ولحمك ودمك وجلدك وعروقك ومفاصلك وعصبك وتمام كميته جسمك. قال المفضل: يا مولاي اني لا حسب ان شيعتك لو غلت كل الغلو فيكم تهتدي الى وصف يسير مما فضلكم الله به من هذا العلم الجليل. قال الصادق (عليه السلام): ما لك يا مفضل لا تسال عن تفصيل الاكوان الستة قلت يا مولاي بهرني والله عظيم ما سمعته من السؤال. قال الصادق: نحن كنا في الكون النوراني لا غير، وفي الجوهري لا غير، وفي الهوائي خلق وهم جيل من الملائكة اما سمعت قول جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا يوقعن احدكم بوله من عالي جبل ولا من سطح بيت ولا من رأس رابية ولا في ماء فان للهواء سكانا واللماء سكانا. قال المفضل: نعم يا مولاي مما خلق اهل الماء قال: خلقهم بصور واجسام نطقوا بثلاث وعشرين لغة وقامت فيهم النذر والرسل والامر والنهي وصارت فيهم ولادات ونسل وكونهم الذي يقول وكان عرشه على الماء. قال المفضل نعم يا مولاي: فالجان قال الصادق (عليه السلام): لما


 

[ 437 ]

خلق الله السموات والارض سكن خلق الماء في البحار والانهار والينابيع ومناقع الماء حيث كانت من الارض واسكن الجان الذي خلقه من مارج من نار فقامت فيهم النذر والرسل ونطقوا باربعة وعشرين لغة وامر ابليس بالسجود لادم والسجود هو الطاعة لا الصلاة فابى واستكبر وقال لا اسجد قال المفضل نعم يا مولاي: فالجان قال الصادق (عليه السلام): لما


 

[ 437 ]

خلق الله السموات والارض سكن خلق الماء في البحار والانهار والينابيع ومناقع الماء حيث كانت من الارض واسكن الجان الذي خلقه من مارج من نار فقامت فيهم النذر والرسل ونطقوا باربعة وعشرين لغة وامر ابليس بالسجود لادم والسجود هو الطاعة لا الصلاة فابى واستكبر وقال لا اسجد لبشر خلقتني من نار وخلقته من طين فافتخر على آدم وعصى الله وقاس ويله النار بالنور وظن ان النار افضل ولو علم ان النور الذي في آدم وهو الروح التي نفخها الله فيه كان افضل من النار التي خلق منها ابليس لفسد قياسه. قال المفضل يا مولاي: اوليس يقال ان ابليس من الملائكة، قال بلى يا مفضل هو من الملائكة، لا الروحانية ولا النورانية، ولا سكان السماوات، ومعنى ملائكة هو اسم واحد فيصرف فهو ملك ومالك ومملوك هذا كله اسم واحد وكان املاك الارض اما سمعت قول الله تعالى: (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه) وقوله تعالى: (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) وقال: (يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان) وقوله: (قل اوحي الي انه استمع نفرا من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا). الى هذا الموضع تمت النسخة الكاملة التي عثرنا عليها من كتاب (الهداية الكبرى) والحمد لله أولا وآخرا.