[ 325 ]

 

الباب الثالث عشر باب الامام الحسن العسكري (عليه السلام)


 

[ 327 ]

مضى أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) وله سبع وعشرون سنة يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين من الهجرة. وكان مولده في مدينة الرسول في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وكان مقامه مع جده وابيه احدى وعشرين سنة وثمانية اشهر وثلاثة عشر يوما، وبعد ابيه خمس سنين وثلاثة اشهر وسبعة عشر يوما. وولد له الخلف الامام الثاني عشر صاحب الزمان (عليه السلام) يوم الجمعة طلوع الفجر لثمان ليال خلت من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة قبل مضي ابيه بسنتين وسبعة اشهر. وكان اسمه الحسن، وكنيته أبو محمد لا غير. ولقبه: الصامت، والشفيع، والموفي، والزكي، والتقي، والنقي، والسخي، والمستودع. واسم امه حديث، وقيل: غزالة المغربية، وليس غزالة اسما مثبوتا.


 

[ 328 ]

ومشهده بداره الى جانب مشهد ابيه (عليهما السلام)، وله من البنات: فاطمة ودلالة، واسم الخلف المهدي الثاني عشر محمد بن الحسن، والحمد، والحامد، والحميد، والمحمود. وكناه أبو القاسم وابو جعفر. وروي ان له كني الاحد عشر اماما من آبائه الى عمه الحسن ابن علي (عليه السلام). ومن لقبه: المنتقم، وصاحب الرجعة البيضاء، والكرة الزهراء، والقابض، والباسط، والساعة، والقيامة، والوارث، والكاسر، والجابر، وسدرة المنتهى، والغاية القصوى، وغاية الطالبين، وفرج المؤمنين، ومنية الصابرين، والمحيط بما لم يعلن، وكاشف الغطاء والمجازي بالاعمال ومن لم يجعل الله له من قبل سميا (اي شبيها)، ودابة الارض، واللواء الاعظم، واليوم الموعود، والداعي الى شئ نكر، ومظهر الفضائح، ومبلي السرائر، ومبدي الآيات، وطالب الثارات، والفرج الاعظم، والصبح المسفر، وعاقبة الدار، والعدل، والقسط، والامل، والمحسن، والمنعم، والمفضل، والسناء، والضياء، والهناء، والحجاب، والحق، والصدق، والصراط، والسبيل، والعين الناظرة، والاذن السامعة، واليد الباطشة، والجنب، والجانب، والوجه، والعين، والنفس، واليمين، والايد، والتاييد، والنصر، والفتح، والقوة، والعزة، والقدرة، والكمال، والتمام. وامه: صقيل، وقيل: نرجس. ويقال: سوسن، ويقال: مريم ابنة زيد اخت حسن، ومحمد بن زيد الحسيني الداعي بطبرستان وان التشبيه وقع على الجواري أمهات الاولاد، والمشهور والصحيح: نرجس فهذا من دلائله (عليه السلام). قال الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني الحسن بن محمد بن يحيى


 

[ 329 ]

الخرقي ببغداد في الجانب الشرقي في الخطابين في قطيعة مالك قال: كان ابي بزازا من اهل الكرخ، وكان يحمل المتاع الى سامرا، ويبيع بها ويعود الى بغداد فلما نشات وصرت رجلا جهز لي ابي متاعا وامرني بحمله إلى سامرا وضم الي غلاما كان لنا وكتب الى صديق له كان بزازا من اهل سامرا وقال انظر الى من هو منهم صاحب طاعة كطاعتك لي وقف عند امره ولا تخالفه واعمل بما يرسمه لك واكد علي بذلك وخرجت الى سامرا فلما وصلت إليها صرت الى البزاز واوصلت كتاب ابي إليه فدعا لي حانوتا وامرني الرجل الذي امرني ابي بطاعته أن أحمل المتاع من السقيفة الى الحانوت ففعلت ذلك ولم اكن دخلت سامراء قبل ذلك اليوم انا وغلماني امير المتاع واعاينه حتى جاءني خادم فقال يا ابا الحسن محمد بن يحيى الخرقي اجب مولاي ورأيته خادما جليلا فرهبته وقلت: ما أعلمك بكنيتي واسمي ونسبي وما دخلت هذه المدينة الا في يومي هذا وما يريد مولاي مني فقال: قم عافاك لا تخف ما ها هنا شئ تخافه ولا تحذره فذكرت قول ابي وما امرني به من مشاورة ذلك الرجل والعمل بما جاءني رسمه وكان جاري وبجانب حانوتي فقمت إليه وقلت يا سيدي جاءني خادم جليل فسماني وكناني وقال لي اجب مولاي فوجب الرجل من حانوته وقال لي: يا بني اطرح عليك ثوبك واسرع معه ولا تخالف ما تؤمر به ولا تراجع فيه واقبل كلما يقال لك فقلت في نفسي: هذا من خدم السلطان أو امير أو وزير قلت للرجل انا ابتعت السعر ومتاعي مختلط ولا ادري ما يراد مني فقال: الست يا بني وامض مع الخادم وكلما يقال لك، قل نعم، فمضيت مع الخادم وانا خائف حتى انتهى بي الى باب عظيم ودخل من دهليز الى دهليز ومن دار الى دار حتى تخيل لي انها الجنة ثم انتهيت الى شخص جالس على بساط اخضر فلما رأيته انتفضت وداخلني منه هيبة ورهبة والخادم يقول ادن مني حتى قربت منه فاشار الي بالجلوس فجلست وما املك عقلي فامهلني حتى سكنت وقال: احمل الينا الحبرتين اللتين في متاعك رحمك الله ولم اكن والله اعلم ان معي حبرا ولافقت عليهما فكرهت


 

[ 330 ]

ان اقول ليس معي حبرا فاخالف ما وصاني به الرجل وخفت ان اقول نعم فاكذب فتحيرت وانا ساكت فقال قم يا محمد الى حاديك وعد ستة اسفاط من متاعك وافتح السفط السابع واعزل الثوب الاول الذي تلقاه باوله وخذ الثوب الثاني فافتح وخذ الحبرة التي في طيه وفيها رقعة في ثمن الحبرة وما رسم لك فيها من الربح وهو في العشرة اثنان والثمن اثنان وعشرون دينارا واحد عشر قيراطا وحبة وانشر الرزمة العظمى في متاعك فعد منها ثلاثة أثواب وافتح الثوب الرابع فانك تجد في طيه حبرة في طيها رقعة الثمن تسعة عشر دينارا، وتسع قراريط وحبتان الربح العشرة اثنان فقلت: نعم، ولا علم لي بذلك فوقفت عند قيامي بين يديه فمشيت القهقري ولم اول ظهري اجلالا واعظاما وانا لا اعرفه فقال لي الخادم، ونحن في الطريق طوبى لك لقد اسعدك الله بقدومك فلم اغير قولي نعم وصرت الى حانوتي ودعوت الرجل وقصصت عليه قصتي وما قال لي فوضع خده للارض وبكى وقال قولك يا مولاي حق فعلمه من علم الله وقام الى الاسفاط والرزم واستخرج الحبرتين واخرج الرقعتين فوجدنا رأس المال والربح موضوحا في طي الحبرتين كما قال (عليه السلام) فقلت يا عم اي شئ هذا الانسان كاهن أو حاسب أو مخدوم فبكا وقال يا بني لم تخاطب بما خوطبت به الا لان لك عند الله منزلة وسيعلم من لا يعلم فقلت يا عم ما لي قلب ارجع إليه قال ارجع فرجعت فسكن ما في قلبي وقوي مشيي وانا معجب من نفسي الى ان قربت من الدار فقال: انا منتظرك الى ان تخرج فقلت يا عم اعتذر إليه، واقول: اني لم اعلم بالحبرتين قال: لا بل تقعد كما قيل لك فدخلت ووضعت الحبرتين بين يديه فقال لي: اجلس فجلست وانا لا اطيق انظر إليه اجلالا واعظاما له، فقال للخادم، خذ الحبرتين منه فاخذهما ودخل فضرب بيده الى البساط وقبض قبضة وقال هذا ثمن حبرتيك وربحهما امض راشدا وانا لم ار شيئا على البساط وإذا اتاك رسولنا فلا تتأخر عنا فاخذته في طرف ملاءتي وإذا هي دنانير وخرجت فإذا بالرجل فقال هات حدثني فاخذت بيده وقلت يا عم الله الله فما اطيق احدثك بما


 

[ 331 ]

رأيت فقبض قبضة دنانير واعطاني اياها وقال هذا ثمن حبرتيك وربحهما فوزناه وحسبناه فكان كما قال لا زاد حبة ولا نقص حبة قال يا بني تعرفه قلت لا يا عم فقال: هذا مولانا أبو محمد الحسن بن علي حجة الله على خلقه فهذه اول دلالة رأيتها منه (عليه السلام). وعنه عن ابي الفضل محمد بن علي بن عبد الله الحسيني المعروف بباعر قال خرجت من الكوفة الى زيارة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين وقد عرفت ولادة المهدي (عليه السلام) وان الشيعة تتضرع الى الله في المشاهدة وبحمده وشكره على ولادته فقالت لي امي: وكانت مؤمنة يا بني اسال الله عند قبر سيدنا ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ان يرزقك خدمة مولانا ابي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهم السلام) كما رزق اباك علي بن عبد الله قال أبو الفضل: فلم ازل اسال الله واتوسل بابي عبد الله الحسين الى أن رزقني منزلة ابي من سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) قال فلما كان في وقت السحر بليلة النصف من شعبان جاءني خادم وقد طرحت نفسي على شاطئ الحير من شدة التعب والقيام فجلس الخادم عند رأسي وقال لي يا ابا الفضل محمد بن علي مولاي أبو محمد الحسن قد سمع دعاءك فصر الينا مخلصا بما تنطقه وبما سالت فقلت له ما اسمك قال سرور فقلت يا سرور وما انا على هيئة وما معي ما ينهض الى العسكر حتى ارجع الى الكوفة واصلح شاني واحصل فقال قد بلغتك الرسالة فافعل ما ترى فرجعت على الزيارة الى الكوفة وعرفت امي بما من الله علي بما قاله الخادم وشكرت الله وحمدته فقالت: يا بني قد اجاب الله دعاءك ودعائي لك فقم ولا تقعد فاصلحت شاني وخرجت ومعي علي الذهبي من سوق الصاغة بالكوفة ووصته بي خيرا وامرته قبل يدي لاني كنت حدثا فخرجنا من الكوفة الى بغداد ووقف اني نزلت على عم لي حبيس وكانت ليلة الشعانين فدعوني الى ان خرجت معهم الى الشعانين وصاروا بي الى دار الروميين


 

[ 332 ]

ودخلوا الى دار الخمار وهو من بعض النصارى واحضروا طعاما فاكلت معهم وابتاعوا خمرا وسالوني ان اشرب معهم فلم افعل وغلبوا على رأيي وسقوني فشربت وجاؤوا بغلمان حسان فحملوني ان افعل كما فعلوا فزين لي الشيطان سوء عملي ففعلت واقمت اياما ببغداد وخرجت الى العسكر فوردتها وافضت علي الماء من الدجلة ولبست ثيابا طاهرة وصرت الى المسجد الذي على باب سيدي ابي محمد الحسن (عليه السلام) وفيه قوم يصلون فصليت معهم ودخلت فإذا انا بسرور الخادم قد دخل المسجد فقمت مسرورا إليه فوضع يده بصدري ودفعني عنه ثم قال لي هاك وطرح بيدي دنانيرا وقال لي: مولاي يقول لك ويامرك ان لا تصير إليه فتقدم من وصولك ببغداد وأرجع من حيث جئت وهذه نفقتك من دارك بالكوفة وإليها راجعا إلى ما نفقته في دار الروميين فرجعت باكيا إلى بغداد ومنها الى الكوفة واخبرت والدتي بما كان مني وكلما نالني ولم أخف منه شيئا والذهبي حسبما اتفقنا فوجدنا الذي اعطانا اياه الخادم لا يزيد حبة ولا ينقصن حبة الا دينارين وزنتها في دار الروميين فلبست الشعر وقيدت رجلي وغللت يدي وحبست نفسي الى ان توفي أبو محمد الحسن (عليه السلام) بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من ربيع الاول سنة ستين ومائتين ثم اطلقت نفسي بعد ذلك فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن أحمد بن سند ولا والعباس التبان الشيبين قال: تشاجرنا ونحن سائرون الى سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) بسامرا في الصلاة وفي الخبر المروي عن السجود على سبع اعضاء اليدين والركبتين والقدمين والوجه دون الانف فصرنا نلتمس الاذن فصادفنا ركوبه الى دار ابي بحير، وقفنا في الشارع فلما طلع علينا بوجهه الكريم نظر إلينا فعلمنا ما يريدنا به ثم وضع سبابته اليمنى على جبهته دون انفه وقال هو على هذه دون هذا وانفذ اصبعه من جبهته الى انفه قال وتشاجرنا في اكل اللحم فلم نستنم كلامنا حتى دخل علينا لؤلؤ الخادم فاخذ لحم غنم واكتنفنا وقال


 

[ 333 ]

مولاي يقول لكم لحم المقرن اقرب مرعى وابعد من الداء ولحم الفخذ منعا نصحا منه فعلمنا ان سيدنا (عليه السلام) علم بتشاجرنا فاطلق لنا أكله وهذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن جعفر بن محمد بن اسماعيل الحسيني، قال: دخلت على سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) انا وعلي بن عبيد الله، وبين يديه محمد بن ميمون الخراساني، ومحمد بن يحى الخرقي وعبد الحميد بن محمد، وعقيل بن يحيى، وبين يديه نخلة فيها ثمر بغير اوانه فقال: اغسلوا ايديكم وسموا على طعامكم ومن يسمى رسول الله (صلى الله عليه وآله) والائمة (عليهم السلام) إذا حضروا الطعام فلا يمد الناس ايديهم إليه حتى يمد صاحب الوقت يده ويضعها في الطعام، فإذا فعل ذلك مد الناس أيديهم فترفعنا وقلت: في نفسي فما بال سيدي لم يمد يده حتى نمد ايدينا بعده وناكل من هذا الثمر فانا نشك انه من تمر الجنة، فعلم ما في نفسي فقال لي: يا ابا جعفر كل طعام المؤمنين حلال ولم امسك يدي لا لحضور قوم من اخوانكم من الجن باعدادكم قد جلسوا معكم وقد امرتكم به وها انا امد يدي فمدوا ايديكم فمددنا ايدينا واكلنا ونحن ننظر الى مواضع ايدي اخواننا من الجن فنرى يؤخذ من الثمر مثلما ناخذ بالسوية ولا نرى ايديهم فقلت في نفسي لو شاء مولاي لكشف لنا عنهم حتى نراهم كما يروننا، فقال: حيوا بغمي وقرة عيني ابي جعفر ثم مد يده ومر على اعيننا فكان بيننا وبينهم سدا ثم كشف عن اعيننا وتجلت فاردنا ان نعتنقهم فقال لنا حرمة الطعام اوجب فقد بدأتم به فإذا قضيتم أريك منه فافعلوا باخوانكم ما تشاؤون فلبثنا ننظر إليهم شحب الالوان نحل الابدان غاضين اعينهم يتكلمون خفاتا واعينهم ترغرغ بالدمع فقلنا يا سيدنا الجن بهذه الصورة كلهم فقال: لا فيهم ما فيكم واما هؤلاء فاسألوهم فانهم لا يطعمون طعاما ولا يشربون شرابا الا في وقت قيام نبي أو وصي فيأمرهم فيأكلون طاعة له لا رغبة في الطعام والشراب وقد صرفوا انفسهم لله


 

[ 334 ]

واشغلتهم الرهبة والخوف من الله عن الطعام والشراب فصارت صورهم كما ترون فقلنا يا سيدنا لقد اقررت اعيننا بالنظر الى اخواننا هؤلاء من الجن فقال الآن قد قبلت اعمالكم عندنا وعلمنا ان لله عبادا مكرمون فوقنا في درجات الله في طاعته، قال: لمواليكم من اخوان الجن كالخرس لا ينطقون نطقة ولا برمقة عيوننا حتى اذن لهم فكان الستر بيننا وبينهم قد اسبل على اعيننا فقمنا ونحن نشكر الله ونحمده على ما فضلنا به فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن موسى بن مهدي الجوهري، قال: دخلت على مولاي ابي محمد الحسن (عليه السلام) بالعسكر فقلت له يا مولاي هذه سنة خمس وخمسين وقد اخبرتنا بولادة مهدينا فهل يوقت لها، وقت نعلمه قال: السنا قد قلنا لكم لا تسألونا عن علم الغيب فنخرج ما علمنا منه إليكم فيسمعه من لا يطيق استماعه فيكفر فقلت: يا مولاي ارجو ان اكون ممن لا يكفر قال: يولد قبل طلوع الفجر بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان سنة سبعة وخسين ومائتين وامه نرجس وانا اقبله وحكيمة عمتي تحضنه فقلت لك: الحمد، والشكر، يا مولاي إذ جعلتني اهلا لعلم ذلك فلم ازل وجماعة علمت منه نرقب الوقت ونعد الايام حتى ولد كما قال لا زود ولا نقص وامه نرجس وقبله في ولادته وعمته حكيمة ابنة محمد بن علي (عليهما السلام) حضنته فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن جعفر بن محمد القصير البصري، قال: حضرنا عند سدنا أبي محمد (عليه السلام) المكنى بالعسكري فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر، فقال له امير المؤمنين: يقرئك السلام ويقول لك: كاتبنا انوش النصراني وقيل: اليهودي يطهر ابنين له وقد سالنا ان نركب الى داره وندعو لابنيه بالسلامة والبقاء فوجب ان نركب ونفعل ذلك فانا لم نحمل هذا الفئ الا ان قال: لنتبارك ببقايا النبوة والرسالة، فقال مولانا: الحمد لله الذي جعل اليهود والنصارى اعرف بحقنا من المسلمين


 

[ 335 ]

ثم اسرجوا الناقة فركب وورد الى دار انوش فخرج مكشوف الرأس حافي القدم وحوله القسيسون والشمامسة والرهبان وعلى صدره الانجيل وتلقاه على باب داره وقال: يا سيدنا اتوسل إليك بهذا الكتاب الذي انت أعلم به مني ام عرفت ديني فهو غناك والمسيح عيسى بن مريم وما جاء به هذا الانجيل من عند الله الا ما سالت أمير المؤمنين مسالتك هذه فما وجدناكم في هذا الانجيل الا مثل عيسى المسيح عند الله فقال مولانا (عليه السلام): الحمد لله ودخل على فراشه والغلمان على منصبه وقد قام الناس على اقدامهم فقال اما ابنك هذا فباق عليك والآخر ماخوذ منك بعد ثلاثة ايام وهذا الباقي عليك يسلم ويحسن اسلامه ويتولانا أهل البيت فقال انوش: والله يا سيدي قولك حق ولقد سهل علي موت ابني هذا لما عرفتني ان ابني هذا يسلم ويتوالى أهل البيت، فقال له القسيس: وانت مالك لا تسلم فقال له انوش: انا مسلم ومولاي يعلم هذا فقال مولانا صدق انوش ولولا يقول الناس، انا ما اخبر لما اخبرتك بموت ابنك ولو لم يمت كما اخبرتك لسالت الله يبقيه عليك فقال انوش لا اريد يا مولاي الا كما تريد، قال جعفر بن احمد القصير مات والله ذلك الابن لثلاثة ايام واسلم الاخر بعد ستة أيام ولزم الباب ولزم الباب معنا الى وفاة سيدنا الحسن (عليه السلام). وعنه عن أبي الحسن عاصم الكوفي وكان محجوبا قال: دخلت على أبي محمد الحسن (عليه السلام) بالعسكر فطرقت شيئا ناعما فقلت مولاي: ما هذا فقال يا عاصم انت على بساط قد جلس عليه ووطئه كثير من المرسلين والنبيين والائمة الراشدين فقلت: يا مولاي لا تخففت بخف ولا تنعلت بنعل ما دمت في الدنيا اعظاما لهذا البساط فقال: يا علي ان هذا الذي منه الخف جلد ملعون نجس رجس لم يقر بامامتنا ولا اجاب دعوتنا ولا قبل ولايتنا فقلت وحقك يا مولاي لا لبست خفا ولا نعلا ابدا وقلت في نفسي كنت اشتهي ان ارى هذا البساط فوجدته ملء الدار ولم يبق لون


 

[ 336 ]

حسن الا وجدته فيه واطلت النظر إليه، قال: يا علي تحب ان ترى آثار ارجل النبيين والمرسلين والائمة الراشدين الذين وطئوا هذا البساط ومجالسهم عليه قلت: نعم، يا مولاي فرأيت مواضع اقدامهم وجلوسهم على البساط مصورة فقال: هذا أثر قدم آدم وموضع جلوسه، وهذا موضع قدم قابيل إلا أنه لعن حيث قتل أخاه هابيل، وهذا أثر شيث، وهذا أثر انوش، وهذا اثر قينان، وهذا أثر مهلائيل، وهذا اثر يازد، وهذا اثر اخنوخ وهو ادريس، وهذا اثر المتوشلخ، وهذا اثر لمك، وهذا اثر نوح، وهذا اثر سام، وهذا اثر ارفخشد، وهذا أثر يعرب، وهذا اثر هود، وهذا اثر صالح، وهذا اثر لقمان، وهذا اثر لوط، وهذا اثر ابراهيم، وهذا اثر اسماعيل، وهذا أثر الياس، وهذا اثر قصي، وهذا اثر اسحاق، وهذا اثر يعقوب وهو اسرائيل، وهذا أثر يوسف، وهذا اثر شعيب، وهذا اثر موسى، وهذا أثر هارون، وهذا أثر يوشع، وهذا أثر كولب، وهذا أثر حزقيل، وهذا أثر شمويلا، وهذا أثر طالوت، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر آصف، وهذا أثر ايوب، وهذا أثر يونس، وهذا أثر اشعياء، وهذا أثر السيع، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر زكريا، وهذا أثر يحيى، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر زكريا، وهذا أثر يحيى، وهذا أثر عيسى، وهذا أثر شمعون، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر الاسكندر، وهذا أثر اردشير، وهذا أثر سابور، وهذا أثر لؤي، وهذا أثر مرة، وهذا أثر كلاب، وهذا أثر قصي، وهذا أثر عبد مناف، وهذا أثر هاشم، وهذا أثر عبد المطلب، وهذا أثر عبد الله، وهذا أثر السيد محمد، وهذا أثر أمير المؤمنين، وهذا أثر الحسن، وهذا أثر الحسين، وهذا أثر علي، وهذا أثر محمد، وهذا أثر جعفر، وهذا أثر موسى، وهذا أثر علي، وهذا أثر محمد، وهذا أثر علي، وهذا أثري، وهذا أثر المهدي، لانه وطئه وجلس عليه فقال لي علي بن عاصم يخيل لي والله من رد بصري ونظري الى البساط وهذه الآثار كلها وانا نائم وإني أحلم ما رأيت فقال أبو محمد الحسن (عليه السلام): يا علي بن عاصم فما أنت نائم ولم تحلم وترى الى تلك الآثار واعلم انهم


 

[ 337 ]

اذنين، فمن زاد فيهم كفر ومن نقص كفر والشاك في واحد منهم كالشاك الجاحد لله وبهم يعذبه الله يوم القيامة، عذابا شديدا لا يعذب به احدا من العالمين غض طرفك يا علي فغضضت طرفي فرجعت محجوبا فقلت يا سيدي من يقول انهم مائة الف نبي واربعة وعشرون الف نبي هو آثم وان علم ما قال لم ياثم، فقلت يا سيدي اعلمني علمهم حتى لا ازيد فيهم ولا انقص منهم قال الانبياء والرسل والاوصياء والائمة هم الذين رايتهم وآثارهم في البساط والمائة الف نبي واربعة وعشرون ألف الذين حسبوا من الانبياء لله ورسله وحجبه فامنوا بالله وبما جاءتهم رسلهم به من الكتب والشرائع فمنهم الصديقون والشهداء والصالحون وهم المؤمنون وهذا عددهم منذ اهبط آدم من الجنة الى ان بعث الله جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت لله الحمد والشكر ولك يا مولاي الذي هديتني لهداكم وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن احمد بن ميمون الخراساني، قال: قدمت من خراسان اريد سامرا القى مولاي الحسن (عليه السلام) فصادفت بغلته وكانت عندنا الاخبار الصحيحة ان الحجة والامام من بعد ابيه علي بن محمد سيدنا أبو محمد الحسن (عليه السلام) فصرت الى اخواننا المجاورين له فقلت اريد سيدنا ابا محمد الحسن، فقالوا هذا يوم ركوبه الى دار المعتز فقلت أقف له في الطريق فلست اخلو من آية في مشيئة الله وعونه فاتى وهو ماض فوقفت على ظهر دابتي وكان يوما شديد الحر يوم لقيته فاشار إلي بطرفه فتأخرت وسرت من ورائه وقلت في نفسي: اللهم انك تعلم اني اشهد واقر بانك الحجة على خلقك وان مهدينا الثاني عشر، فسهل لي دلائله آية منه تقر عيني وينشرح صدري بها فاشار إلي وقال يا محمد بن ميمون، قد اجيبت دعوتك والله فقلت لا اله الا الله والله قد علم سيدي ما ناجيت ربي في نفسي ثم قلت طمعا في الزيادة ان كان يعلم ما في نفسي فيأخذ العمة عن


 

[ 338 ]

رأسه، قال: فمد يده فاخذها فوسوست في نفسي، وقلت: لعله ان حميت عليه فيأخذها ثانية فيضعها على قربوس السوج فاخذها ووضعها على سرجه، فقلت: يردها على رأسه، فردها على رأسه فقلت: لا اله الا الله يكون هذا فاق مرتين اللهم ان كان هذا هو الحق فليأخذها ثالثا من رأسه، فيضعها على قربوس سرج فرسه، ويردها مسرعا فاخذها من رأسه ووضعها على قربوس فرسه وردها مسرعا إلى رأسه وصاح يا محمد بن ميمون الى كم هذا فقلت حسبي يا مولاي فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن أبي الحسن محمد بن يحيى وابي داود الطوسي قالا: دخلنا على أبي شعيب، محمد بن نصير بن بكر النميري البصري، وبين يديه أبو عباد بن عبادة البصري، واسحاق بن محمد بن ابان النخعي البصري، المعروف بالاحمر والحسن بن منذر القيسي وقوف في المجلس وعلي بن ام الرقاد وفاذويه الكردي، ومحمد بن جندب، ومحمد بن عمر الكناسي واحمد بن محمد بن فرات الكاتب، فأمرنا بالجلوس فجلسنا دون القوم وكان الوقت في غير اوان حمل النخل والشجر فانثنى أبو شعيب الى علي بن ام الرقاد وقال: قم يا علي الى هذه النخلة واجتني منها رطبا وأئتنا فقام علي الى النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها فلم يصل إليها حتى رأيناها قد تهدلت اثمارها فلم يزل يلقط منها ونحن ننظر إليه حتى لقط ملء طبق معه ثم أتى به ووضعه بين ايدينا، وقال لنا كلوا واعلموا يسيرا في فضل الله على سيدكم ابي محمد الحسن (عليه السلام) على من كان متصلا به، قال: فاكلنا منه واقبل يظهر لنا فيه الوانا من الرطب من كل نوع غريب وإذا نحن بخادم قد أتى من دار سيدنا الحسن (عليه السلام) وفي يده اناء مملوء لبنا وزبدا، وقال: يا ابا شعيب ما قنع النخعي بما طلبه في نفسه من الرطب بغير اوانه فاطعمته اياه الى ان تحير في نفسه، ان كان هذا من عند ابي محمد الحسن، فليبعث الينا لبنا وزبدا فوضع الخادم الاناء وانصرف


 

[ 339 ]

فامسنا عن الاكل، فقال أبو شعيب: يا اسحاق ويحك تجد هذا وتتحير بغيره، فقال: لا يا سيدي، فقالت الجماعة الحمد لله الذي عرفنا من طلب الرطب واللبن والزبد، فقال: لنا كلوا لا تثريب عليكم، فاكلنا والله فما رأينا رطبا ولا زبدا أطيب من ذلك فرجع الخادم وقال: مولاك يقول لك يا ابا شعيب اغرس هذا النوى في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك وعبرة في حياتك وبعد وفاتك فامر بجمع النوى وغرسه في البستان بحفرة واحدة، قال أبو الحسين محمد بن يحيى الفارسي: فعدت من قابل فجاء في نفسي من امر النخلة فلما وصلت الى ابي شعيب قال: يا أبا الحسين جئت ترى النخلة قلت نعم يا سيدي وكان عنده جماعة من اولياء سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) فقال: قوموا فقمنا فدخل البستان ودخلنا معه فرأينا نخلة ظننا انها من نبات سنين كثيرة فلم نعرفها فقال: هذه هي فدنونا منها واسعافها تحركها الرياح فسمعنا في تخشخشها السنا تنطق وتقول لا اله الا الله محمد رسول الله وعلي امير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن بن علي حجج الله على خلقه والحجة المهدي سمي جده رسول الله وكنيته ابن الحسن حقا حقا علم من علم وشهد من شهد والله على ما نقول من الشاهدين فقلنا يا سيدنا ابا شعيب ان هذا شئ عجيب هذه السن الملائكة تنطق بهذه النخلة ام السن المؤمنين من الجن فقال: هذه السن من النخلة فقلنا جعلنا فداك وهذا مثله ما كان في الزمان، فقال: نعم، واعجب من ذلك قلنا: له خبرنا به فقال سال جابر بن يزيد الجعفي، لمولانا ابي جعفر الباقر (عليه السلام) بستين الف خبر وقال له: ذلك استودعه علما وفضلا في هذه الدلالة فحدثه الباقر (عليه السلام) الستين الف خبر، فقال له: يا مولاي كيف أكون فيها، فقال: تحدث منها بعشرين الف خبر، وعشرين ألف خبر، اخفيها ولا تظهرها، فقال: يا مولاي ضعف صبري عن اخفائها فقال: احفر لها حفيرة في الجبانة وتحدث بها فإذا اخرجت رأسك منها ادفنها ففعل جابر ذلك كله فلما ان حدث


 

[ 340 ]

الحفيرة ودفنها انبتت الحفيرة قصبا فكانوا ياخذون القصبة من قصبها ويلعبون فيها تنطق بما حدث به جابر للحفيرة فقصد إليها الكهول والشيوخ فاخذوا من ذلك القصب ونفخوا فيه فنطق بالعشرين الف خبر عن جابر عن محمد الباقر (عليه السلام) فسمعوه وكتبوه فخاف جابر على نفسه من بني أمية فقشر القصب وركبه وركض في طرقات المدينة فنظر إليه الناس، وقالوا له: ما شأنك أيها الحكيم، فقال لهم: جن جابر، فصاح الناس جن جابر، بما قال عن أبي جعفر، فرفع بعض الاخبار الى بني امية فانفذوا ليريدوا قتله فصادفوه في طرقات المدينة راكب القصب يطوف ويصيح جن جابر فكتبوا يخبرون السلطان من بني امية بجنونه فبعث إليهم اردنا قتله لما فعل فإذا كان قد جن اتركوه فقال: اهل المدينة الجنون لجابر خير من القتل فقلنا: سبحان الله سمعنا بهذا الخبر لكن نسيناه واما هذا بفضل موالينا اهل البيت (عليهم السلام) وهذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن الحسن بن ابراهيم والحسن بن مسعود قالا دخلنا على سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) في سنة ست وخمسين ومائتين وقد ورد عليه كتاب من السواد من اخواننا يسالون مسالة لسيدنا أبي محمد (عليه السلام) ان يسال الله ان يكفيهم مؤونة رجل كان يتقلد الحرب يسمى السرجي وهو سفاك للدماء ومسالة يصرفه عنهم فدخلنا والكتاب معنا ومجلسه حافل بالناس قال السلطان مبتدئا قد قرأت الكتاب الذي معكم وبما بعث يريد اخوانكم من اهل السواد وما التمسوا فحمدنا الله وشكرناه وقمنا والكتاب معنا ففككنا ختمه في غرفة كنا نسكنها الا انا قرأناه وختمناه لنوصله فوصلنا الى غرفتنا فاخرجنا الكتاب الذي كان معنا فوجدناه في خاتمه ففضضناه وقرأناه فوجدناه بخطه (عليه السلام) هذا سؤالنا والله الذي إليه الامر كله ولم نساله من ليس له من الامر شئ كفيتهم شره وهو سيموت بالطاعون قبل وصول هذا الكتاب بثلاثة ايام فطبق السرجي بالطاعون ومات وحمل في اثاثه الى سامرا فكان هذا من دلائله (عليه السلام).


 

[ 341 ]

وعنه عبد الحميد بن محمد، ومحمد بن يحيى الخرقي، قالا دخلنا على أبي الحسن، علي بن بشر، وهو عليل قلق، فلما رآنا استغاث بنا وقال: ادعوا الله لي بالاقالة وانفذوا كتابا خطيته بيدي الى مولاي ابي محمد الحسن (عليه السلام) مع من تتقون به فقلنا يا علي اين الكتاب فقال جنبي فادخلنا ايدينا تحت مصلاه فاخذناه وفضضناه لنقرأه فإذا نحن في رأس الكتاب توقيعا ونحبا وإذا فيه قد قرأنا كتابك وسالنا الله عافيتك واقالتك، فان الله مد بعمرك تسعا واربعين سنة من بعد ما مضى عمرك فاحمد الله واشكره واعمل بما فيه وبما تبقيه ولا تأمن ان اسات ان يبتر عمرك فان الله يفعل ما يريد، فقلنا: يا علي قد قرأ سيدنا كتابك وهذا خطه بكلما اصابك فقام في الوقت ارضى جايته وتصدق بها فلما كان بعد ثلاثة أيام، وردت سفتجة من أبي عمر عثمان بن سعد العمري السمان من سامرا على بعض تجار الكرخ يحمل مالا الى علي بن بشر فحمله الى فحسب ما تصدق به من ماله فوجد المال المحمول إليه ثلاثة اضعاف فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن احمد بن صالح، قال: خرجت من الكوفة الى سامرا فدخلت على مولاي ابي محمد الحسن (عليه السلام) في سنة تسع وخمسين ومائتين وكان لي اربع بنات، فقال لي: يا احمد أي شئ كان من بناتك فقلت: بخير يا مولاي، فقال: اما الواحدة آمنة فقد ماتت بهذا اليوم، واما سكينة تموت في غد، وخديجة وفاطمة، فتموتان باول يوم من الهلال المستهل فبكيت فقال: رقة عليهن ام اهتماما بتجهيزهن فقلت يا مولاي ما خلفت ما يستر الواحدة منهن فقال: قم ولا تهتم فقد امرنا عثمان بن سعيد العمري بانفاذ ورق بتجهيزهن ويفضل لك بعد تجهيزهن بالاكياس ثلاثة آلاف درهم وهي ما ان سالت قال: قد كان قصدي يا مولاي ان اسالك ثلاثة آلاف درهم وهي ما ان سالت قال: قد كان قصدي يا مولاي ان اسالك ثلاثة آلاف درهم حتى ازوجهن واخرجهن الى ازواجهن فجهزتهن الى الآخرة وذخرت الثلاثة الاف درهم علي واقمت الى اول يوم


 

[ 342 ]

من الهلال ودخلت عليه فقال اخرج يا احمد بن صالح الى الكوفة فقد عظم الله اجرك في بناتك فخرجت حتى وردت الكوفة الثلاثة آلاف درهم فلم يزل اخواني من اهل الكوفة وسائر السواد يستمدون من تلك الدراهم وفرقتها عليهم وما أنفقت منها علي نفسي ثلاثين درهما، ورجعت من قابل ودخلت على مولاي الحسن (عليه السلام) يوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين، وكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن احمد بن داود القمي، ومحمد بن عبد الله الطلحي، قالا: حملنا ما جمعنا من خمس ونذور وبر من غير ورق وحلي وجوهر وثياب من بلاد قم وما يليها وخرجنا نريد سيدنا ابا محمد الحسن (عليه السلام) فلما وصلنا الى دسكرة الملك تلقانا رجل راكب على جمل، ونحن في قافلة عظيمة فقصد إلينا وقال: يا أحمد الطلحي معي رسالة اليكم، فقلنا من أين يرحمك الله، فقال: من سيدكم ابي محمد الحسن (عليه السلام) يقول لكم انا راحل الى الله مولاي في هذه الليلة فاقيموا مكانكم حتى ياتيكم امر ابني محمد فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وقرحت اجفاننا لذلك ولم نظهره وتركنا المسير واستاجرنا بدسكرة الملك منزلا وأخذنا ما حملنا إليه، واصبحنا والخبر شائع بالدسكرة بوفاة مولانا ابي محمد الحسن (عليه السلام) فقلنا لا اله الا الله ترى الرسول الذي اتانا بالرسالة اشاع الخبر في الناس فلما تعالى النهار رأينا قوما من الشيعة على اشد قلق لما نحن فيه، فاخفينا امر الرسالة، ولم نظهره فلما جن علينا الليل جلسنا بلا ضوء حزنا على سيدنا الحسن (عليه السلام) نبكي ونشكي الى فقده، فإذا نحن بيده قد دخلت علينا من الباب فضاءت كما يضئ المصباح وهي تقول: يا احمد هذا التوقيع اعمل به وبما فيه، فقمنا على اقدامنا واخذنا التوقيع فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: من الحسن المسكين (لله رب العالمين) الى شيعته المساكين: اما بعد فالحمد لله على ما نزل منه ونشكره إليكم جميل


 

[ 343 ]

الصبر عليه وهو حسبنا في انفسنا وفيكم، ونعم الوكيل، ردوا ما معكم ليس هذا أوان وصوله إلينا، فان هذا الطاغي قد دنت غشيته إلينا، ولو شئنا ما ضركم، وأمرنا يرد عليكم ومعكم صرة فيها سبعة عشر دينارا في خرقة حمراء الى ايوب بن سليمان، الآن فردوها فانه حملها ممتحنا لنا بها وبمن بعله وهو ممن وقف عند جدي موسى بن جعفر (عليه السلام) فردوا صرته عليه، ولا تخبروه فرجعنا الى قم، فاقمنا بها سبع ليال ثم جاءنا امر ابنه قد بعثنا إليكم ابلا غير ابلكم احملا ما قبلكما عليها واخليا لها السبيل، فانها واصلة الي وكانت الابل بغير قائد ولا سائق على وجه الاول منها، بهذا الشرح وهو مثل الخط الذي بالتوقيع التي اوصلته الى الدسكرة فحملنا ما عندنا واستودعناه واطلقناهم فلما كان من قابل خرجنا نريده (عليه السلام) فلما وصلنا الى سامرا دخلنا عليه فقال لنا: يا احمد ومحمد ادخلا من الباب الذي بجانب الدار وانظرا ما حملتماه على الابل فلا نفقد منه شيئا فدخلنا من الباب فإذا نحن بالمتاع كما وعيناه وشددناه لم يتغير فحللناه كما امرنا وعرضنا جمعه فما فقدنا منه شيئا، فوجدنا الصرة الحمراء والدنانير فيها بختمها، وكنا قد رددناها على أيوب، فقلنا: إنا لله وإنا إليه راجعون فقلنا: انها من سيدنا، فصاح بنا من مجلسه: فما لكما بدت لكما سؤاتكما فسمعنا الصوت فاتينا إليه فقال: من ايوب وقت وردت الصرة عليه فقبل الله ايمانه وقبل هديته فحمدنا الله وشكرناه على ذلك فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن احمد بن منذر قال تقلدت ديار ربيعة وغيرها، وكان مقامي بنصيبين وتقلدت اعمال النواحي وقدمت الى كل واحد منهم ان يحمل الى كل من علمه ممن له مذهب فكان يرد على الحما مما دخل الي كتاب من عاملي بكفرتوثي يذكر انه انفذ الي رجلا كفرتوثيا، يقال له ادريس بن زياد فدعوت به فرأيته رجلا وسيما فقبلته نفسي فناجيته فوجدته منتظرا ممن يقف على امامة أبي الحسن موسى بن جعفر ولا يقر بالرضا علي بن موسى


 

[ 344 ]

(عليه السلام) ومن بعده من الائمة ورأيت به من الفقه والمعرفة ما اعجبني فدعوته الى مذهبنا الامامة فانكر ذلك وخاصمني فسالت أن يهب لي زادا الى سامرا وينصرف الى ابي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)، فقال لي: اقضي حقك وامضي بمسالتك وشخص بعدما حملته وانهضته وزودته فابطا وتاخر الكتاب ثم آليت ان قدم فدخل علي فاول ما رآني أسبل عينيه بالبكاء، فلما رأيته باكيا، لم اتمالك ان بكيت فدنا مني وقبل يدي ورجلي ثم قال: يا عظيم الناس على أبي محمد الحسن (عليه السلام) نجيتني من النار وادخلتني الجنة، ثم قال: خرجت من عندك وعزمت على لقاء ابي محمد الحسن (عليه السلام) لابتليه من مسائل فكان فيما اضمرت من مسالته عن من عرف الجنابة هل تجوز صلاته في ثوب ياخذ ذلك العرق ام لا فصرت الى سامرا فسمعت يتحدثون ببابه انه يركب فبادرت وركبت اريد السلطان فجلست في الشارع لا ابرح أو ينصرف فاشتد الحر علي فعدلت الى باب دار فيه واسع الظن فجلست فيه فحملني النوم فلم انتبه الا بقرعة قد وضعت في كتفي ففتحت عيني فإذا انا بابي محمد (عليه السلام) واقف فوثب على قدميه وقال: يا ادريس بن زياد امان لك فقلت بلى، يا سيدي فقال: إن كان من حلال فحلال وان كان من حرام فحرام، من غير ان أساله فلما علم ما اضمرته من مسالتي في عرق الجنابة ولم يعلم به فقلت لا اله الا الله سبحانه وتعالى فوالله لقد علمت انه الامام والحجة فلما جرى ذلك آمنت به واسلمت فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن عيسى بن مهدي الجوهري قال: خرجت انا والحسن بن مسعود والحسين بن ابراهيم وعتاب وطالب ابنا حاتم ومحمد بن سعيد، واحمد بن الخصيب، واحمد بن جنان من جنبلا إلى سامرا في سنة سبع وخمسين ومائتين فعدلنا من المدائن إلى كربلاء فرأينا اثر سيدنا ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان فلقينا اخواننا المجاورين


 

[ 345 ]

بسامرا لمولانا محمد ابي الحسن (عليه السلام) لنهنئه بمولد مولانا المهدي (عليه السلام) فبشرنا اخواننا ان المولود كان طلوع الفجر من يوم الجمعة لثمان ليلا خلت من شعبان وهو ذلك الشهر فقضينا زيارتنا ببغداد فزرنا ابا الحسن موسى بن جعفر وابا محمد جعفر، ومحمد بن علي (عليهم السلام) وصعدنا الى سامرا فلما دخلنا على سيدنا ابي محمد الحسن (عليه السلام) بدأنا بالبكاء بل التهنئة فجهرنا بالبكاء بين يديه ونحن ما ينيف عن سبعين رجلا من اهل السواد فقال: ان البكاء من السرور بنعم الله مثل الشكر لها فطيبوا نفسا وقروا عينا فوالله انكم على دين الله الذي جاءت به ملائكته وكتبه ورسله وانكم كما قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال اياكم ان تزهدوا في الشيعة فان فقيرهم الممتحن المتقي عند الله يوم القيامة له شفاعة عند الله يدخل فيها مثل ربيعة ومضر فإذا كان هذا لكم من فضل الله عليكم وعلينا فيكم، فاي شئ بقي لكم، فقلنا باجمعنا، الحمد لله، والشكر له، ولكم يا ساداتنا، فبكم بلغنا هذه المنزلة، فقال: بلغتموها بالله وبطاعتكم اياه، واجتهادكم بطاعته وعبادته وموالاتكم لاوليائه ومعاداتكم لاعدائه، قال عيسى بن مهدي الجوهري: فاردنا الكلام والمسألة فاجابنا قبل السؤال اما فيكم من أظهر مسالتي عن ولدي المهدي فقلنا وأين هو فقال: قد استودعته لله كما استودعت ام موسى ابنها حيث ألقته في اليم الى أن رده الله إليها، فقالت طائفة منا: اي والله لقد كانت هذه المسالة في انفسنا قال: ومنكم من سال عن اختلاف بينكم وبين اعداء الله واعدائنا من أهل القبلة والاسلام، وانا انبئكم بذلك، فافهموا، فقالت طائفة اخرى: اي والله يا سيدنا لقد اضمرنا، فقال أن الله عز وجل، اوحى الى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) اني قد خصصتك وعليا وحججي منه ليوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال: صلاة الخميس، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والاذان والاقامة مثنى، وحي على خير العمل. والجهر في بسم الله الرحمن الرحيم، والآيتين، والقنوت، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقية، وصلاة الفجر مغلسة


 

[ 346 ]

واختضاب الرأس واللحية، والوشمة، فخالفنا من اخذ حقنا وحزبه في الصلاة فجعل اصل التراويح في ليالي شهر رمضان عوضا من صلاة الخميس، كل يوم وليلة وكتف ايديهم على صدورهم عوضا عن تعفير الجبين، والتختم باليسرى عوضا عن التختم باليمين، والفاتحة فرادى خلاف مثنى، والصلاة خير من النوم خلاف حي عى خير العمل، والاخفاء عن القنوت، وصلاة العصر إذا اصفرت الشمس خلافا على بيضاء نقية، وصلاة الفجر عند تلاحف بزوغ الشمس خلافا على صلاتها مغلسة، وهجر الخضاب والنهي خلاف على الامر به واستعماله، فقال اكثرنا: فرحت عنا يا سيدنا قال: نعم، في انفسكم ما تسألون عنه وانا انبئكم به. والتكبير على الميت خمسا وكبر غيرنا اربعا، فقلنا: يا سيدنا هو مما ردنا ان نساله عنه، فقال (عليه السلام): اول من صلى عليه من المسلمين خمسا عمنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فانه لما قتل قلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلقا شديدا وحزن عليه حتى عدم صبره وعزاؤه فقال رسول الله والله لاقتلن عوضا كل شعرة سبعين رجلا من مشركي قريش فأوحى الله سبحانه وتعالى: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. اصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) وانما احب الله جلثناؤه يجعل ذلك في المسلمين لانه لو قتل بكل شعرة من حمزة (عليه السلام) ألف رجل من المشركين ما كان يكون عليهم في قتالهم حرج وارادوا دفنه بلا غسل، فاحب ان يدفن مضرجا بدمائه، وكان قد ار بتغسيل الموتى فدفن بثيابه فصارت سنة في المسلمين لا يغسل شهداؤهم وأمره الله ان يكبر عليه خمسا وسبعين تكبيرة ويستغفر له بين كل تكبيرتين منها فأوحى الله سبحانه إليه اني قد فضلت حمزة بسبعين تكبيرة لعظم منزلته عندي وكرامته علي ولك يا محمد فضل على


 

[ 347 ]

المسلمين وكبر على كل مؤمن ومؤمنة فاني افرض عليك وعلى امتك خمس صلوات في كل يوم وليلة والخمس تكبيرات عن خمس صلوات في كل يوم وليلة وثوابها واكتب له اجرها. فقام رجل منا فقال: يا سيدنا من صلى الاربعة فقال ما كبرها تيميا ولا عدويا ولا ثالثهما من بني امية، ولا من بني هند، فمن كبرها طريد جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان طريده مروان بن الحكم لان معاوية وصى يزيد باشياء منها وقال: خائف عليك يا يزيد من أربعة: من عبد الله بن عمر، ومن مروان بن الحكم، وعبيد الله بن زياد، والحسين بن علي، ويلك يا يزيد منه. فاما مروان بن الحكم، فإذا انا مت وجهزتموني ووضعتموني على نعشي للصلاة فسيقولون تقدم صل على أبيك قل قد كنت اعصي امره فقد امرني ان لا يصلي عليه الا شيخ بني امية مروان فقدمه وتقدم على ثقات موالينا فكبر اربع تكبيرات، واستدعى بالخامسة فقال الا يسلم فاقتلوه فانك تراح منه وهو اعظمهم عليك فسمي الخبر الى مروان فاسرها في نفسه وتوفي معاوية وحمل على نعشه وجعل الصلاة عليه، فقالوا الى يزيد يقدم فقال: ما وصاه ابوه فقدموا مروان وخرج يزيد عن الصلاة فكبر اربعا وتاخر عن الخامسة قبل الدعاء فاشتغل الناس وقالوا الآن ما كبر الخامسة وقلق مروان بن الحكم، وقام مروان وآل مروان الاخبار الكاذبة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ان التكبير على الميت أربع لئلا يكون مروان مبدعا، فقال قائل منا: يا سيدنا يجوز ان يكون اربعة تقية فقال: هي خمسة لا تقية فيها التكبيرات على الميت خمس والتعفير في ادبار كل صلاة وترفع القيود وترك المسح على الخفين وشرب المسكر السني، فقال سيدنا ان الصلوات الخمس واوقاتها سنة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا الخمس منزلة في كتاب الله فقال قائل منا: رحمك الله ما استسن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا ما امره الله به فقال: اما صلوات الخمس فهي


 

[ 348 ]

عند اهل البيت كما فرض الله سبحانه وتعالى على رسوله وهي احدى وخمسين ركعة في ستة اوقات ابينها لكم من كتاب الله تقدست أسماؤه وهو قوله في وقت الظهر: (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسمعوا الى ذكر الله وذروا البيع) فاجمع المسلمون ان السعي صلاة الظهر وابان واوضح في حقها في كتاب الله كثيرا وصلاة العصر بينها في قوله: (اقم الصلاة طر في النهار وزلقا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات) الطرف صلاة العصر ومختلفون باتيان هذه الآية وتبيانها في حق صلاة العصر وصلاة الصبح وصلاة المغرب فاساخ تبيانها في كتابه العزيز قوله: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وفي المغرب في ايقاع كتابه المنزل واما صلاة العشاء فقد بينها الله في كتابه العزيز: (اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل) وان هذه في حق صلاة العشاء لانه قال الى غسق الليل ما بين الليل ودلوك الشمس حكم وقضى ما بين العشاء وبين صلاة الليل وقد جاء بيان ذلك في قوله ومن بعد صلاة العشاء فذكرها الله في كتابه وسماها ومن بعدها صلاة الليل حكى في قوله: (يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) وبين النصف والزيادة وقوله عز وجل: (انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار) الى آخر السورة، وصلاة الفجر فقد حكى في كتابه العزيز: (والذين هم على صلاتهم يحافظون) وحكى في حقها: (والذين هم على صلاتهم دائمون) من صباحهم لمساهم وهاتين الآيتين وما دونهما في حق صلاة الفجر لانها جامعة للصلاة فمنها الى وقت ثان الى الانتهاء في كمية عدد الصلاة وانها الصلاة تشعبت منها مبدأ الضياء وهي السبب والواسطة ما بين العبد ومولاه والشاهد من كتاب الله على انها جامعة قوله: (الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) لان القرآن من بعد فراغ العبد من الصلاة فان القرآن كان مشهودا اي في معنى الاجابة واستماع الدعاء من الله عز وجل فهذه الخمس اوقات التي ذكرها الله عز


 

[ 349 ]

وجل وامر بها. الوقت السادس صلاة الليل وهي فرض مثل الاوقات الخمس ولولا صلاة ثمان ركعات لما تمت واحد وخمسون ركعة فضججنا بين يديه (عليه السلام) بالحمد والشكر على ما هدانا إليه. قال الحسين بن حمدان، لقيت هؤلاء المذكورين وهم سبعون رجلا وسالتهم عما حدثني عيسى بن مهدي الجوهري فحدثوني به جميعا وشتى وكان لينيف عن السبعين الذين لقيتهم ممن اجتمع بذلك المجلس فلقي ابا الحسن (عليه السلام) ولقيت عسكر مولى ابي جعفر التاسع (عليه السلام) ولقيت الريان مولى الرضا (عليه السلام) ولقيت ابن عجائز الدارين داري سيدنا ابي الحسن وابي محمد (عليهما السلام) فمن يجوز تسميتهن ومن حفظهن وروين عن ابي الحسن وابي محمد (عليهما السلام)، مثل ما يروون الرجال فكان من دلائله (عليه السلام). تم الباب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وبه الهداية والتوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونعم المولى، ونعم النصير، اللهم ثبتنا على ما إليه هديتنا من علم هذا الكتاب، وهب لنا منه توفيقا قائدا الى الرشد، وقلبا منقلبا مع الحق، ولسانا متجليا بالصدق، وعزيمة الى مناهج الرشد، قاهرة الى النفس، وبصيرة ندرك بها عرفان القدر، وان تسعدنا بالهداية الى الدارية، وان تعضدنا بالاعانة على الابانة، وان تعصمنا من الغواية في الرواية، وان تصرف عنا السفاهة بالكفاية، وان تتقبل منا قبولا حسنا، يا ارحم الراحمين، (وصلى الله على سيدنا محمد وآله).