بحار الأنوار

العلامة المجلسي ج 106


[1]

بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الله سره " الجزء السادس بعد المائة مؤسسة الوفاء بيروت لبنان

[2]

الطبعة الثانية المصححة 1403 ه‍ - 1983 م

[3]

بسم الله الرحمن الرحيم 63. صورة اجازة (1) الشيخ حسن (2) ابن الشهيد الثاني للسيد نجم الدين بن السيد محمد الحسيني بالاجازة الكبيرة المعروفة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين، وصلواته على سيد الاولين والآخرين، محمد المصطفى وعترته الطيبين الطاهرين. وبعد: فيقول العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حسن بن زين الدين العاملي عامله الله بلطفه وإحسانه، وحقق حسن رجائه لعفوه وغفرانه: إن إعطاء الحديث حقه


(1) الذريعة ج 1 ص 172 في رقم 864. (2) هو أبو منصور جمال الدين شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة الواضع للطريق والسنن والموضح للفروض والسنن يم العلم الذى يفيد ويفيض وجم الفضل الذى لا ينضب ولا يغيض المحقق الذى لا يراع له يراع والمدفق الذى راق فضله وراع المتفنن في جميع الفنون والمفتخر به الآباء والبنون قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرايع وشرح الصدور بتصنيفه الرايق وتأليفه الرايع فمما برز من قلمه الشريف كتاب منتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان ومعالم الدين وملاذ المجتهدين خرج منه مقدمة في الاصول و بعض كتاب الطهارة ولم يتمه. والنحرير الطاوسى في تهذيب رجال السيد أحمد بن طاوس قدس سره ومناسك الحج وشرح الفية الشهيد ورسالة في عدم جواز تقليد الميت ومشكوة

[4]

من الرواية والدراية أمر مهم لمن أراد التفقه في الدين إذ مدار أكثر الاحكام الشرعية عليه، وقد كان للسلف الصالح رضوان الله عليهم مزيد اعتناء بشأنه، وشدة اهتمام بروايته وعرفاته، فقام بوظيفته منهم في كل عصر من تلك الاعصار أقوام بذلوا في رعايته جهدهم، وأكثروا في ملاحظته كدهم ووكدهم فلله درهم إذ عرفوا من قدره ما عرفوا، وصرفوا إليه من وجوه الهمم ما صرفوا. ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقه وجهلوا قدره، فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها وألقوا حبل درايته على غاربها، واستمرت الحال كذلك زمانا


القول السديد في مسألة الاجتهاد والتقليد، وديوان شعر وتعليقات على كتب الاخبار الاربعة وعلى المختلف وعلى شرح اللمعة واجازة طويلة مشتملة على فوائد جزيله اجاز بها السيد نجما العاملي وغير ذلك. وكان نقش خاتمه هذا البيت: (بمحمد والآل معتصم حسن بن زين الدين عبدهم) ومن اشعاره في المواعظ: ولقد عجبت وما عجبت * * لكل ذى عين قريرة وامامه يوم عظيم * * فيه ينكشف السريرة هذا ولو ذكر ابن آدم * * غمض اجفان الحفيرة لبكى دما من هول ذلك * * مدة العمر القصيرة فاجهد لنفسك في الخلاص * * فدونه سبل عسيرة تلمذ هو وخاله العلامة السيد محمد صاحب المدارك عند المولى أحمد الاردبيلى رحمه الله وكانا رحمهما الله كفرسي رهان ورضيعي لبان توفى - ره - في قرية جبع في غرة محرم سنة 1011 في قرب قبره صاحب المدارك وقبرهما مزاران مشهوران إلى الآن. وفى نخبة المقال: وابن الشهيد صاحب المعالم * * وبعد حمد قبض ذى مكارم امل الامل ج 1 ص سلافة العصر ص 304 خلاصة الاثر ج 2 ص 21 تكملة ص فوائد الرضوية ص 99 - لؤلؤة البحرين ص 49.

[5]

عطلت فيه مجالسه ودروسه، وأشفى من طول هجره دروسه. ثم أتاح الله سبحانه بمقتضى حكمته من عرف قدره، وبذل في خدمته وسعه، فعمر منه الدارسة وجدد معالمه الطامسة، وأيقظ من مراقد الغفلة رجالا فهمهم أسراره، وأراهم بعين البصيرة أنواره، فرغبوا في سلوك سبيله، وجهدوا على إحرازه وتحصيله، لكنهم حيث انقطعت عليهم بتك الفترة طريق الرواية من غير جهة الاجازة قلت حظوظهم من الدراية لاحتياجها والحال هذه إلى طول الممارسة، وإكثار المطالعة والمراجعة والمتحملون لهذه الكلفة أقل قليل، والاكثرون إنما يمرون في معاهده عابري سبيل. هذا وإن السيد الاجل الفاضل الاوحد الطاهر الورع الناسك خلاصة العلماء الابرار، وسلالة النجباء الاطهار، السيد نجم (1) بن السيد المرحوم المبرور السيد محمد الحسيني أدام الله فضله، وأطال بقاءه، وأسبغ عليه نعماءه ممن ولى شطر هذا المقصد وجه همته، وظفر من مطالبه الجليلة ببغيته. وقد التمس من هذا الضعيف الاجازة له ولولديه السعيدين الموفقين إن شاء الله تعالى السيد أبي عبد الله محمد والسيد أبي الصلاح على أمد الله لهما في العمر، و جعلهما من أهل العمل والعلم فأديت واجب إجابته، وأجزت له ولهما رواية جميع ما يجوز لي روايته بالطرق المتصلة إلى علمائنا السابقين مصنفي كتب الحديث رضي الله عنهم وإلى غيرهم من علماء الاصحاب، بل وإلى كثير من علماء من عداهم من الفرق الاسلامية، على ما اقتضاه رأيهم في الرواية عنهم، وسنذكر أكثر هذه الطرق مفصلة إنشاء الله تعالى. وينبغي أن يعلم أن الطرق المذكورة على كثرتها وانتشارها، قد انحصر المهم منها في ثلاثة مواضع، فصارت ثلاث مراتب: الاولى: مرتبة المتقدمين على الشيخ أبي جعفر الطوسي - ره - فان الرواية


(1) هو السيد العالم الفاضل الصالح معاصر شيخنا الحر العاملي له تحفة الملوك في أحكام الشكوك وشرح ارجوزة الشيخ حسين العاملي في النحو ورسالة في الكلام وغير ذلك فوائد الرضوية ص 692.

[6]

عنهم بعد انتشارها بسبب تكثرهم عادت إلى الانحصار من حيث أن أكثر الطرق المتصلة بهم تجتمع في الرواية عن الشيخ ثم تأخذ في التفرق عليهم. والثانية: مرتبة من تأخر عن الشيخ رحمه الله وتقدم على الشهيد الاول، فان الحال في انتشارها واجتماعها كالاولى. الثالثة: مرتبة من تأخر عن الشهيد الاول إلى زمن شيخنا المبرور المقدس الشهيد الثاني والدي زين الملة والدين، قدس الله نفسه فحالها كحال الاولين، و نحن نذكر طرق الرواية في كل واحدة من هذه المراتب بانفرادها، زيادة في التفصيل، ورغبة في التسهيل، فنقول: أما الطريق إلى الرواية عن رجال المرتبة الاولى فهي أنا نروي بالاجازة عن عدة من أجلاء الاصحاب منهم شيخنا السيد الجليل الفاضل نور الدين علي ابن السيد الزاهد العابد السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي والشيخ الجليل عز الدين حسين بن عبد الصمد الجباعى الحارثي والسيد الاجل الناسك نور الدين علي ابن السيد فخر الدين الهاشمي والشيخ الصالح أحمد بن سليمان العاملي رضي الله عنهم بحق رواية الجميع إجازة عن والدي السعيد الشهيد رفع الله درجته كما شرف خاتمته، عن شيخه الفاضل نور الدين علي بن عبدالعالي العاملي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي ابن الشيخ الجليل السعيد الشهيد شمس الملة والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد العاملي عن والده المذكور، قدس الله نفسه، عن الشيخ فخر الدين أبي طالب محمد بن الشيخ العلامة جمال الملة والدين أبي منصور الحسن بن المطهر، عن والده رضي الله عنه، عن شيخه الامام الجليل المحقق نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد، عن السيد السعيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ العماد أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن والده قدس الله روحه جميع مروياته ومصنفاته التي من جملتها كتاب

[7]

تهذيب الاحكام وكتاب الاستبصار. وقد علم أن روايات من تقدم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين وساير رواة الحديث من سلفنا الصالحين وعلمائنا المجتهدين، تنتهي بأجمعها إلى هذا الشيخ رضي الله عنه، فهي كلها داخلة في عموم مروياته، وقد ذكر طرقه إليهم في الفهرست مفصلة، ونحن نذكر من ذلك المهم، ونحيل معرفة الباقي على المراجعة عند الحاجة. فيروي الشيخ - ره - كتاب الكافي للامام الجليل أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد قدس الله نفسه عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن الشيخ أبي جعفر الكليني وكذا ساير روايات الكليني ومصنفاته، فان الشيخ يرويها بهذا الطريق عنه ويروي كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الامام الصدوق الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي الله عنه وكذا جميع رواياته وكتبه التي من جملتها كتاب مدينة العلم والامالي وعلل الشرايع والاحكام عن الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه. ويروي عن الشيخ المفيد والشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضايري والسيد الاجل المرتضى علم الهدى ذي المجدين علي بن الحسين الموسوي قدس الله نفسه وأخيه السيد الرضي جميع مصنفاتهم ورواياتهم بلا واسطة. ويروي عن الشيخ أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي - ره - بواسطة جماعة منهم الشيخ المفيد عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبرى، عن الكشي. ويروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه والد الشيخ الصدوق بطريقه السابق، عن ولده عنه جميع رواياته وعنه عن الشيخ أبي القاسم سعد بن عبد الله القمي والشيخ أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري جميع رواياتهما وعن سعد ابن عبد الله، عن الشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي جميع كتبه ورواياته، وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد الاهوازي والحسن بن

[8]

محبوب الكوفي جميع كتبهما ورواياتهما. وبالاسناد عن الصدوق، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد القمي جميع رواياته، وعن ابن الوليد، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي جميع كتبه ورواياته. وأما طريق الرواية عن رجال المرتبة الثانية، فنروي بالاسناد عن شيخنا الشهيد الاول، عن الشيخ الامام المحقق فخر الملة والدين أبي طالب محمد ابن الشيخ الامام جمال الملة والدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر والسيد الجليل الطاهر عميد الدين عبد المطلب بن السيد مجد الدين أبي الفوارس محمد بن علي بن الاعرج الحسيني والسيد الاجل العلامة النسابة النقيب تاج الدين أبي عبد الله محمد بن القاسم ابن معية الحسني الديباجي والسيد الجليل العريق الاصيل أبي طالب أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن الحسن بن زهرة الحلبي والسيد الكبير الفاضل نجم الدين مهنا ابن سنان المدني والشيخ الامام العلامة ملك العلماء المحققين قطب الملة والدين محمد بن محمد الرازي صاحب شرحي المطالع والشمسية، والشيخ الفاضل العالم الاديب رضي الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ جمال الدين أحمد بن يحيى المعروف بالمزيدي والشيخ الفاضل أبى الحسن علي بن طراد المطاربادي جميع كتبهم ورواياتهم. وعنهم جميعا، عن الشيخ الامام العلامة جمال الاسلام والمسلمين الحسن بن مطهر جميع مصنفاته ورواياته. ح: وعن السيد تاج الدين بن معية، عن جم غفير من علمائنا الذين كانوا في عصره وأسماؤهم مسطورة بخطه في إجازته لشيخنا الشهيد الاول وهي عندي فأنا أورد كلامه فيها بعينه وهذه صورته: فمن مشايخي الذين يروي عني عنهم مولانا الشيخ الامام الرباني السعيد جمال الدين أبو منصور الحسن بن المطهر قدس الله روحه والشيخ السعيد صفي الدين محمد بن سعيد والشيخ السعيد المرحوم نجم الدين أبو القاسم عبد الله بن حملات والسيد

[9]

الجليل السعيد جمال الدين يوسف بن ناصر بن حماد الحسيني والسيد الجليل السعيد جلال الدين جعفر بن علي بن صاحب دار الصخر الحسيني وشيخي السعيد المرحوم علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي والسيد الجليل السعيد المرحوم رضي الدين أبو القاسم علي ابن السيد السعيد غياث الدين عبد الكريم ابن طاوس الحسني ووالدي السيد السعيد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن معية الحسني والقاضي السعيد المرحوم تاج الدين أبو علي محمد بن محفوظ بن وشاح والسيد السعيد المرحوم صفي الدين محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي والسيد السعيد المرحوم صفي الدين محمد بن محمد بن أبي الحسن الموسوي والعدل الامين المرحوم جلال الدين محمد بن السعيد المرحوم شمس الدين محمد بن أحمد بن الكوفي الهاشمي والسيد السعيد المرحوم كمال الدين (1) الرضى الحسن بن محمد بن محمد الاوي الحسيني والشيخ الامين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلي والشيخ السعيد مهذب الدين محمود بن يحيى بن محمود بن سالم الشيباني الحلي والسيد السعيد المرحوم ناصر الدين عبد المطلب بن بادشاه الحسيني الخزري صاحب التصانيف السايرة والشيخ الزاهد السعيد المرحوم كمال الدين علي بن الحسين بن حماد الواسطي والسيد السعيد المرحوم فخر الدين أحمد بن علي بن عرفة الحسيني والسيد الامام السعيد المرحوم مجد الدين أبو الفوارس محمد ابن شيخنا السعيد المرحوم فخر الدين علي بن محمد بن الاعرج الحسيني والسيد الامام السعيد المرحوم ضياء الدين عبد الله ابن السيد السعيد مجد الدين أبي الفوارس محمد بن الاعرج الحسيني والشيخ العالم شمس الدين محمد بن الغزال المضري الكوفي. قال: ومن مشايخي الذين استفدت منهم من أراش جناحي وأذكى مصباحي و حباني نفائس العلوم وأبرء داء نفسي من الكلوم، وهو درة الفخر وفريدة الدهر،


(1) في هامش الاصل: بخط شيخنا الشهيد الاول على هذا الموضع حاشية صورتها: " يروى هذا كمال الدين عن جده رضي الدين الاوى الزاهد وعن الشيخ نجم الدين بن سعيد وعن خواجه نصير الدين ". منه قدس سره.

[10]

مولانا الامام الرباني عميد الملة والحق والدين أبو عبد الله عبد المطلب بن الاعرج أدام الله شرفه، وخص بالصلاة والسلام سلفه، فهو الذي خرجني ودرجني وإلى ما يسر الله تعالى من العلوم أرشدني، فالله يجازيه أحسن الجزاء بمنه وكرمه. ومنهم مولانا الشيخ الامام بقية الفضلاء، انموذج العلماء، فخر الملة والحق والدين محمد بن المطهر حرس الله نفسه، وأنمى غرسه، ومنهم الشيخ الامام العلامة أوحد عصره نصير الملة والحق والدين علي بن محمد بن علي القاشى والشيخ العالم الفقيه الفاضل الكامل رضي الدين علي بن أحمد بن المزيدي حرسهم الله. وممن صاحبته واستفدت منه فرويت عنه وروى عني السيد الجليل الفقيه العالم عز الدين الحسن بن أبي الفتح بن الدهان الحسني والشيخ السعيد المرحوم جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد والشيخ العالم الفاضل شمس الدين محمد بن علي ابن غني والفقيه السعيد المرحوم قوام الدين محمد ابن الفقيه رضي الدين علي بن مطهر. وممن رويت عنه من المشايخ ايضا الفقيه السعيد المرحوم ظهير الدين (1) محمد بن محمد بن مطهر. ح: وعن الشيخين رضي الدين علي بن المزيدي وأبي الحسن علي بن طراد عن الشيخ الفقيه الاديب النحوي العروضي تقي الدين الحسن بن علي بن طراد الحلي صاحب كتاب الرجال جميع كتبه ورواياته، وعنهما عن الشيخ صفي الدين محمد ابن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد جميع رواياته، وقد مر في عداد مشايخ السيد تاج الدين أيضا. وعن الشيخ علي بن طراد، عن الشيخ نجم الدين بن حملات وقد مر أيضا وعن الشيخ رضي الدين، عن الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي


(1) وفي الهامش: هو ولد الشيخ فخر الدين ابن المطهر رحمهما الله في حياة والده، وفى الكلام اشعار بذلك أيضا، منه سلمه الله.

[11]

القسيني (1) جميع رواياته وهذا الشيخ يروي عن جماعة من أجلاء الاصحاب و سنوضح ذلك إنشاء الله. ويروي شيخنا الشهيد الاول أيضا عن السيد الاجل شمس الدين محمد بن أحمد ابن أبي المعالي العلوي الموسوي عن الشيخ الامام العلامة الزاهد الورع الحافظ كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد الواسطي جميع رواياته وكذا عن السيد السعيد العلامة أبي عبد الله محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي وقد ذكرا في عداد مشايخ السيد تاج الدين بن معية. ح: وعن العلامة جمال الملة والدين، عن والده الشيخ سديد الدين يوسف والشيخ المحقق إمام الطائفة وفقيهها نجم الملة والحق والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي وابن عمه الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد والسيدين الامامين السعيدين البدلين رضي الدين أبي القاسم علي وجمال الدين أبي الفضائل أحمد ابني موسى بن جعفر بن محمد الطاوس الحسني، والوزير السعيد سلطان العلماء المحققين خواجه نصير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي والشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم الاسدي رضي الله عنهم أجمعين جميع كتبهم ورواياتهم. وقد ذكر العلامة في بعض إجازاته نبذا من أحوال الجماعة المذكورين أحببنا إيرادها هنا فقال عند ذكره للمحقق أبي القاسم بن سعيد قدس الله نفسه: وهذا الشيخ كان أفضل زمانه في الفقه. قلت: لو ترك التقييد بأهل زمانه لكان أصوب إذ لا أرى في فقهائنا مثله على الاطلاق رضي الدين عنه. وقال عند ذكره للشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه: كان زاهدا ورعا و ذكر في شأن السيدين رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابني طاوس ماهذا لفظه: وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، وكان رضي الدين علي - ره - صاحب كرامات


(1) كذه بخطه " بخط الشهيد الاول: قسين بلدة ". هكذا جاء في هامش الاصل.

[12]

حكى لي بعضها وروى لي والدي - رحمة الله عليه - البعض الآخر. وذكر في موضع آخر أن السيد رضي الدين - ره - كان أزهد أهل زمانه. وقال: عند ذكره للمحقق نصير الدين الطوسي: كان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية، وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والاحكام الشرعية على مذهب الامامية، وكان أشرف من شاهدناه في الاخلاق، نور الله ضريحه قرأت عليه إلهيات الشفا لابي علي بن سينا وبعض التذكرة في الهيئة تصنيفه ره ثم أدركه الموت المحتوم قدس الله روحه. وذكر في شأن الشيخ مفيد الدين بن جهيم أنه كان فقيها عارفا بالاصولين. قال: وكان الشيخ الاعظم خواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه وزيرا للسلطان هولاكو فأنفذه إلى العراق، فحضر إلى الحلة فاجتمع عنده فقهاؤها فأشار إلى الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وقال: من أعلم هؤلاء الجماعة فقال: كلهم فاضلون علماء إن كان واحدا منهم مبرزا في فن كان الآخر مبرزا في فن آخر، فقال: من أعلمهم بالاصولين ؟ فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر وإلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهيم، فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام واصول الفقه، فتكدر الشيخ يحيى بن سعيد وكتب إلى ابن عمه أبي القاسم يعتب عليه و أورده في مكتوبه أبياتا وهى: لاتهن من عظيم قدر وإن * * كنت مشارا إليه في التعظم فاللبيب الكريم ينقص قدرا * * بالتعدي على اللبيب الكريم ولع الخمر بالعقول رمى * * الخمر بتنجيسها وبالتحريم كيف ذكرت ابن المطهر وابن جهيم، ولم تذكرني، فكتب إليه يعتذر إليه ويقول: لو سألك خواجه مسألة في الاصولين، ربما وقفت، وحصل لنا الحياء. وعن الشيخ الفاضل تقى الدين بن داود، عن المحقق نجم الدين أبي القاسم بن سعيد والسيد جمال الدين أحمد بن طاوس وولده السيد السعيد غياث الدين

[13]

عبد الكريم جميع كتبهم ورواياتهم. وعن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد الواسطي، عن السيد غياث الدين أيضا وعن السيد غياث الدين عن الامام السعيد خواجه نصير الدين وعن الشيخ فخر الدين ابن المطهر، عن عمه الامام رضي الدين أبي الفوارس وخاله الشيخ رضي الدين علي بن المطهر، وعن الشيخ رضي الدين بن المطهر عن والده الشيخ سديد الدين يوسف والشيخ نجم الدين جعفر بن سعيد. وعن الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن صالح القسيني عن المحقق نجم الدين بن سعيد وعن الشيخ كمال الدين بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد والشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما والشيخ العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني والشيخ السعيد شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد والشيخ الفقيه شمس الدين محمد ابن صالح القسيني وقد مرت رواية الشيخ كمال الدين هذا عن السيد غياث الدين بن طاوس أيضا. وعندي بخط شيخنا الشهيد إجازة السيد غياث الدين لهذا الرجل، وكذا إجازتا الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد والشيخ نجم الدين جعفر بن نماله وهاتان الاجازتان فيهما استيفاء زايد لطرق الرواية وسننقل منهما المهم في مواضعه. وأما إجازة السيد غياث الدين فذكر في أولها ما هذا نصه: استخرت الله سبحانه وأجزت للاخ في الله تعالى العالم الفاضل الصالح الاوحد الحافظ المتقن الفقيه المحقق البارع المرتضى كمال الدين فخر الطائفة علي ابن الشيخ الامام الزاهد بقية المشيخة شرف الدين الحسين بن حماد بن أبي الخير الليثي نسبا الواسطي مولدا ومنشئا أن يروي عني ما صح من مقرواتي ومسموعاتي ومروياتي ومستجازاتي ومناولاتي ومجموعاتي ومصنفاتي وشعري، وكل ماله مدخل

[14]

في الرواية مما مضى أو يتجدد، بشرطه عند أربابه، فهو موضع ذلك ومظنته ثم قال فيها: ومن مشايخي الوزير السعيد نصير الدين الطوسي وكمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني. وقال أيضا: وليرو عني أدام الله فوائده ما أجازه لي والدي وعمي رضي الدين علي بن موسى بن طاوس رضي الله عنهما من مروياتهما ومصنفاتهما وخطبهما ونظمهما و نثرهما وكل ما يصح روايتهم له من جميع العلوم على اختلاف أنواعها فان مصنفاتهما كثيرة جدا. وديوان شعر والدي فليرو ذلك عني محتاطا في الرواية لي وله إنشاء الله. وقد مر أن شيخنا الشهيد الاول يروي عن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي الموسوي، عن الشيخ كمال الدين المذكور وعندنا بخط الشهيد - ره - إجازة الشيخ كمال الدين للسيد المذكور، مشيرا فيهت إلى الاجازات الثلاث المذكورة، وأذن له في رواية ما تضمنته عن المشايخ الثلاثة الذين رواها عنهم وأضاف إلى ذلك الرواية عن المشايخ الثلاثة الاخر المذكورين آنفا، ولم يتعرض لتفصيل ما رواه عنهم. ولكن عندنا أيضا إجازة السيد شمس الدين لشيخنا الشهيد بخط السيد وفيها تفصيل بعض ما أجمل في كلام الشيخ كمال الدين، فذكر أن الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني أجاز للشيخ كمال الدين بن حماد المذكور جميع مصنفاته، وأن الشيخ شمس الدين محمد بن صالح روى له جميع ما قرأه وسمعه واجيزت له روايته، وبقي الاجمال في روايته عن الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح، ولم أقف على طريق للرواية عنه سوى هذه. وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره، ورأيت بخط الشهيد الاول في بعض مجاميعه حكاية امور تتعلق بهذا الشيخ، وفيها تنبيه على ما قلناه.

[15]

فمنها أنه كتب إلى الشيخ المحقق نجم الدين بن سعيد أبياتا من جملتها: أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * * إلى لقائك جذب المغرم العاني إلى لقاء حبيب شبه بدر دجى * * وقد رماه بإعراض وهجران ومنها: قلبي وشخصك مقرونان في قرن * * عند انتباهي وعند النوم يغشاني حللت مني محل الروح في جسدي * * فأنت ذكري في سري وإعلاني لولا المخافة من كره ومن ملل * * لطال نحوك تردادي وإتياني يا جعفر بن سعيد يا إمام هدى يا أوحد الدهر يا من ما له ثاني إني بحبك مغرى غير مكترث * * بمن يلوم وفي حبيك يلحاني فأنت سيد أهل الفضل كلهم * * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان ومنها: في قلبك العلم مخزون بأجمعه * * تهدي به من ضلال كل حيران وفوك فيه لسان حشوه حكم * * تروي به من زلال كل ظمآن وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * * رضوى فزاد على رضوى وثهلان وحسن أخلاقك اللاتى فضلت بها * * كل البرية من قاص ومن دان تغني عن المأثرات الباقيات ومن * * يحصى جواهر أجبال وكثبان يا من على درج العلياء مرتقيا * * أنت الكبير العظيم القدر والشان فاجابه المحقق - ره - بهذه الابيات: لقد وافت فضائلك العوالي * * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختامهن فخلت أني * * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها في رياض * * كسين بناظر الزهر الانيق فكم أبصرت من لفظ بديع * * يدل به على المعنى الدقيق وكم شاهدت من علم خفي * * يقرب مطلب الفضل السحيق شربت بها كئوسا من معاني * * غنيت بشربهن عن الرحيق

[16]

ولكني حملت بها حقوقا * * أخاف لثقلهن من العقوق فسر يا باالفضائل بي رويدا * * فلست اطيق كفران الحقوق وحمل ما اطيق به نهوضا * * فان الرفق أنسب بالصديق فقد صيرتني لعلاك رقا * * ببرك بل أرق من الرقيق وكتب بعدها نثرا من جملته: ولست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه على إخوانه، وشفقته على أوليائه وخلانه إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله، بل تضعف الجبال أن تقله، حتى صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا، ووقفني في ميدان محاوراته حسيرا، فما اقابل ذلك البر الوافر، ولا اجازي ذلك الفضل الغامر، وإني لاظن كرم عنصره، وشرف جوهره، على إفاضة فضله، وإن أصاب به غير أهله. أو كأنه مع هذه السجية الغراء، والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرته و سليم فطرته الولاء من صفحات وجهي، وفلتات لساني، وقرأ المحبة من لحظات طرفي، ولمحات شاني، فلم ترض همته العلية عن ذلك الايماء بدون البيان، ولم يقتنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان، فحرك ذلك منه بحرا لا يسمح إلا بالدرر، وحجرا لا يترشح بغير الفقر، وإنما أستمد من إنعامه الاقتصار على ما يطوع به من البر حتى أقوم بما وجب علي من الشكر إنشاء الله. ويروي شيخنا الشهيد الاول ره عن الشيخين الجليلين نجم الدين جعفر و نجيب الدين يحيى ابني سعيد من طريقين أعلى مما سبق: أما عن المحقق فذكر والدي قدس سره أن الشهيد - ره - يروي عن الشيخ الامام البليغ جلال الدين محمد ابن الشيخ الامام ملك الادباء شمس الدين محمد بن الكوفي الهاشمي الحايري عن المحقق - ره - بغير واسطة، وأما عن الشيخ يحيى فوجدت بخط الشيخ جلال الدين أبي محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ الامام نجيب الدين محمد بن نما الحلي أنه أجاز لشيخنا الشهيد جميع ما أجاز له روايته الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، فهو يروي عنه بغير واسطة.

[17]

ويروي العلامة - ره - عن والده والشيخ السعيد نجم الدين أبي القاسم بن سعيد والسيد الجليل جمال الدين أحمد بن طاوس عن السيد السعيد المرتضى إمام الادباء والنسابة والفقهاء شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي جميع تصانيفه (1) وعن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي جميع مصنفاته ورواياته. ولشيخنا الشهيد الاول طريق إلى السيد فخار (2) اعلى من الطريق المذكور برواية العلامة، وهو عن الشيخ رضي الدين علي بن المزيدي عن الشيخ شمس الدين محمد بن صالح القسيني، عن السيد فخار، وعن الشيخ شمس الدين، وعن الشيخ الامام الفقيه الجليل نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نماء الحلي جميع رواياته. وعندي بخط الشيخ شمس الدين محمد بن صالح إجازة للشيخ الفاضل نجم الدين طومان (3) بن أحمد العاملي وذكر فيها أنه يروي عن السيد فخار والشيخ نجيب الدين


(1) لم يتعرض العلامة في اجازته لبنى زهرة - على ما رأيت - لذكر ما يرويه عن السيد فخار مع أنه أكثر من الرواية عنه في طرقه إلى من تقدم عليه، ولكنه ذكر في اجازته للسيد مهنا بن سنان المدنى بعد أن أورد اسنادا من جملته الجماعة المذكورون عن السيد فخار أنه يروى جميع تصانيف من تضمنه الاسناد بذلك الطريق، فتدخل مصنفات السيد فخار في ذلك العموم. وأما ما يوجد في بعض الاجازات من أن العلامة يروى عن الجماعة المذكورين عن السيد فخار جميع كتبه ورواياته، فلم تضح لى وجهه، منه سلمه الله، كذا في هامش الاصل. (2) بخط الشهيد رحمه الله نقلا من خط السيد عبد الحميد بن علم الدين المرتضوى: فخار توفى السيد فخار يوم الخميس سابع عشر شهر رمضان سنة ثلاثين وستمائة كذا في الهامش. (3) وجدت بخط الشهيد - ره - في غير موضع طومان وبخط الشيخ شمس الدين المذكور طمان مكررا وكذا في خط جماعة من العلماء، ثم رأيت على ظهر كتاب ما هذه - >

[18]

ابن نما وجماعة آخرين، وقال عند ذكره للرواية عن السيد فخار أنه قرأ عليه في سنة ثلاثين وستمائة بداره بالحلة، وأنه روى له عن الفقيه محمد بن إدريس وعن غيره من مشايخه قال: وهي السنة التي توفي فيها رحمة الله عليه. وقال عند ذكره للرواية عن الشيخ نجيب الدين بن نما أنه أجاز له جميع ما قرأه وسمعه واجيز له وأذن له في روايته في تواريخ آخرها جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين وستمائة. ومما ذكره في هذه الاجازة أنه قرأ على السيد الفقيه القاضي المعظم الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوى العلوى الحسيني وأنه أجاز له في سنة اثنتين وثلاثين و ستمائة بمشهد السعدي بالحلة وذكر أيضا أن الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت ابن عصيدة السوراوي روى له ولجماعة في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. قال: وقرأت على السيد المولى العالم الفقيه النقيب الطاهر سيد الطالبيين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد بن طاوس قدس الله روحه كتابه المسمى بكتاب الاسرار في ساعات الليل والنهار، وكتاب محاسبة الملائكه الكرام أواخر كل نهار، من الذنوب والاصار، وسمع بقرائتي جماعة منهم ولدي إبراهيم والفقيه يوسف بن حاتم الشامي والفقيه أحمد بن محمد العلوي النسابة والنقيب نجم الدين محمد ابن الموسوي وصفي الدين محمد بن بشير العلوي الحسيني وسألته الاجازة لي ولاولادي جعفر وإبراهيم وعلي والجماعة السامعين لجميع ما رواه وصنفه وألفه وقرأه وسمعه وما اجيز له، فأذن في ذلك وكتب بخطه في جمادى الاولى سنة أربع وستين وستمائة، قال: وهي السنة التي انتقل فيها إلى الله رضوان الله عليه. وذكر أيضا أن والده أحمد بن صالح روى له في سنة خمس وثلاثين وستمائة عن الفقيهين راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني، وقوام الدين محمد بن محمد البحراني والشيخ الفقيه علي بن فرج السوراوي بطرقهم إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي و


صورته: " يثق بالله الصمد طومان ابن أحمد " وهو يقتضى ترجيح ما كتبه الشهيد رحمه الله، ما رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[19]

سنذكرها عند بيان انتهاء رواية أهل هذه المرتبة عن رجال المرتبة السابقة إلى الشيخ. وذكر أن الفقيه راشد بن إبراهيم روى لوالده في سنة خمس وستمائة قبل وفاته بشهور قليلة، وأن قوام الدين روى له في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. قال: ورويت عن الفقيه المعظم السعيد شيخ الطائفة نجم الدين جعفر بن سعيد جميع ما صنفه وألفه ورواه وكنت في زمن قرائتي على شيخنا الفقيه نجيب الدين محمد بن نما أتردد إليه أواخر كل نهار، وحفظت عليه كتابه المسمى نهج الوصول إلى معرفة الاصول في اصول الفقه، وشرحه لي، وقرأت كتاب الجامع في الشرايع تصنيف الفقيه السعيد المعظم شيخ الشيعة في زمانه نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن أحمد بن سعيد عليه أجمع، وسمع بقرائتي جماعة منهم النقيب الطاهر العالم الزاهد جلال الدين محمد بن علي بن طاوس والفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي والوزير شرف الدين أبو القاسم على بن الوزير المعظم مؤيد الدين محمد بن العلقمي. قال: وروى لي محمد بن أبي البركات الصنعاني في سنة ست وثلاثين وستمائة بمعاملة ميسان (1) من بلاد البصرة عن عربي بن مسافر الفقيه وذكر بقية اسناده إلى الشيخ وسنورده في محله. ورأيت لهذا الشيخ إجازة اخرى بخط شيخنا الشهيد الاول، وفيها نحو ما في هذه، وزيادة الرواية عن السيد الجليل جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه فذكر ما هذا لفظه: ومن ذلك كتب السيد الفقيه القدوة، أوحد زمانه أبي الفضائل جمال الدين أحمد بن طاوس رضي الله عنه فانني سمعت أكثرها عليه ورويتها


(1) كذا وفى القاموس: مشان كسحاب بالبصرة، وذكر أن مسينان بقهستان، قال في القاموس في باب السين المهملة في فصل الميم بعد أن ذكر ميسان بالمثناة من تحت والنون آخرا بعد الالف: وكورة معروفة بين البصرة وواسط، وقال أيضا في باب النون في فصل الميم في م س ن: ومسينان قرية بقهستان فارتفع الشك عما في الاجازة، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[20]

عنه رحمه الله. وقال في هذه الاجازة أيضا: أذن لي السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي في الرواية عنه سنة ثلاثين وست مائة لانه جاء إلى بلادنا وخدمناه وكنت أنا صبي أتولى خدمته، قال: ولما أجاز لي قال لي: ستعلم فيما بعد حلاوة ما خصصتك به. ووجدت بخط شيخنا الشهيد في آخر الاجازة السابقة تحت خط الشيخ محمد ابن صالح (1) كاتبها ماهذا لفظه: أروي جميع هذه عن الشيخ العلامة الاديب رضي الحق والدين أبي الحسن علي بن المرحوم المغفور العالم الشيخ السعيد جمال الدين أحمد الحلي المعروف بابن المزيدى عن المجيز المرحوم بلا واسطة قال: وقد أجزت روايتها ورواية جميع ما صنفته وألفته ورويته لاولادي الثلاثة رضي الدين أبي طالب محمد، وضياء الدين أبي القاسم علي، وجمال الدين أبي منصور الحسن، أسأل الله جل جلاله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يبلغني فيهم أملى من كل خير، وأن يجعلهم أولياء لله مطيعين له، وأن يجعل لهم ذرية صالحة عالمين عاملين إنه أرحم الراحمين. ثم قال: وقد كان والدي جمال الدين أبو محمد مكي - ره - من تلامذة المجاز له الشيخ العلامة الفاضل نجم الدين طومان والمترددين إليه إلى حين سفره إلى الحجاز الشريف ووفاته بطيبة في نحو سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أو ما قاربها رحمة الله عليهم أجمعين. ووجدت بخطه أيضا أن السيد الجليل أبا طالب أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن زهرة الحسيني المتقدم ذكره في جملة مشايخه الذين يروى عنهم أخبره أن عمه


(1) في لفظ الشهيد رحمه الله عن المجيز المرحوم جمال الدين محمد بن صالح، والموجود في كلام غيره شمس الدين محمد وهو بخطه أيضا في اجازة الشيخ كمال الدين بن حماد للسيد شمس الدين بن أبى المعالى، فلذلك تركنا كتابة ما ذكره من الاسم هنا. منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[21]

السيد علاء الدين يروي عن الشيخ الامام نجم الدين طومان بن أحمد العاملي رواية عامة، وقرء عليه كتاب الارشاد في الفقه. ولشيخنا الشهيد من السيد أبي طالب المذكور أجازة عامة، وهي عندي أيضا بخط السيد وروايته فيها عن العلامة جمال الدين بن المطهر وعن عمه السيد الاجل الامام الطاهر المعظم علاء الملة والدين أبي الحسن علي بن محمد بن زهرة وذكر أنهما أجازا له إجازة عامة، فيكون لشيخنا الشهيد طريق إلى الشيخ نجم الدين طومان عن السيد أبي طالب عن عمه، ولكن من حيث أن له إلى المجيز المذكور أعني الشيخ محمد بن صالح طريقا أعلى من رواية الشيخ طمان عنه لم يتعرض لرواية مضمون الاجازة المذكورة عن الشيخ طمان. وفي كلام الشيخ محمد بن صالح دلالة على جلالة قدر الشيخ طمان وصورة لفظه في صدر الاجازة له هكذا: قرء على الشيخ الاجل العالم الفاضل الفقيه المجتهد نجم الدين طمان بن أحمد الشامي العاملي كتاب النهاية في الفقه تصنيف شيخنا الفقيه السعيد المعظم أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قراءة حسنة، تدل على فضله ومعرفته، ثم قال: وقرء على بعد ذلك كتاب الاستبصار فيما اختلف من الاخبار، وشرحته له و عرفته ما وصل جهدي إليه من صحيح الاخبار وغيرها، ثم قرء علي بعد ذلك الجزء الاول من المبسوط والثاني منه وفصولا من الثالث قراءة محقق لما يورده. ووجدت في عدة مواضع غير هذه الاجازة ثناء على هذا الرجل ومدحا له - ره -. ويروى شيخنا الشهيد عن السيد الاجل شمس الدين محمد بن أبي المعالي عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجم الدين جعفر بن نما عن والده الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما جميع رواياته. وبالاسناد عن الشيخ نجيب الدين محمد، عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي الحايري جميع كتبه ورواياته. وعن الشيخين العالمين أبي الفرج علي ابن الشيخ الامام قطب الدين أبي الحسين الراوندي وأبي الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط جميع رواياتهما وعن الشيخ

[22]

أبي الحسن على بن الخياط (1) عن الشيخ الاجل الفقيه العالم أبي جعفر محمد بن إدريس العجلي والشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الاسدي والشيخ العالم المقري أبي عبد الله محمد بن هارون المعروف والده بالكال والشيخ الفقيه العالم عبد الله بن حمزة (2) بن الحسن بن علي بن النصير الطوسي والشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل محمد بن محمد بن شعرة الجامعي جميع رواياتهم ومصنفاتهم. وعن الشيخ أبي الفرج علي بن الشيخ قطب الدين الراوندي عن والده والسيد الامام ضياء الدين فضل الله بن على الراوندي الحسني والشيخ الامام السعيد جمال الدين أبي الفتوح الخزاعي الرازي المفسر والشيخ الامام السعيد سديد الدين محمود بن علي الحمصي والشيخ الامام العلامة أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي جميع كتبهم. وعن الشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ الزاهد أبي الحسين ورام بن أبي فراس كتابه المجموع وهو كبير ويعرف بتنبيه الخاطر ونزهة الناظر، وعن ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق جميع رواياته ومصنفاته التي من جملتها كتاب العمدة وكتاب اتفاق صحاح الاثر في إمامة الاثنى عشر، وكتاب الرد على من أهمل النظر في تصفح أدلة القضاء والقدر، وكتاب نهج العلوم إلى نفي المعدوم، المعروف بسؤال أهل الحلب وكتاب تصفح الصحيحين في تحليل


(1) هذا يعطى كون رواية الشيخ نجيب الدين بن نما عن ابن ادريس بواسطة الشيخ على بن يحيى الخياط، ولكن في جملة الطرق التى ضمها الشيخ نجم الدين بن نما اجازته للشيخ كمال الدين حماد رواية والده عن نجيب الدين عن ابن ادريس بغير واسطة لكتاب الجمل والعقود، ولم أقف على رواية له عنه عامة في هذه الاجازة، منه رحمه الله، كذا في الهامش. (2) في اجازة الشيخ نجم الدين بن نما أن حمزة هذا أخو الشيخ أبى جعفر الطوسى رحمه الله، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[23]

المتعتين، وله كتب اخرى غير هذه، وحكى الشيخ نجم الدين بن نما عن والده أن الشيخ محمد بن جعفر قرء هذه الكتب المعدودة وكتبا اخرى من تصانيف الشيخ أبي الحسين بن البطريق عليه وأجاز له جميع رواياته ومؤلفاته. وبالاسناد أيضا عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ المقري أبي عبد الله محمد بن هارون المعروف والده بالكال جميع كتبه ورواياته وعد من جملة كتبه مختصر كتاب التبيان في تفسير القرآن وكتاب متشابه القرآن وكتاب اللحن الجلي واللحن الخفي. وعن ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني جميع رواياته وعن ابن جعفر أيضا عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن ردة جميع رواياته، وعن ابن جعفر عن الشريف الاجل شرفشاه بن محمد بن زيارة والشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل، عن الشريف محمد المعروف بابن الشريف الجمل الهجري، عن البصروي كتاب المفيد في التكليف له، وكانت رواية ابن جعفر للكتاب عن السيد شرفشاه وأبي الفضل شاذان قراءة عليهما في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. ويروى شيخنا الشهيد أيضا عن السيد شمس الدين بن أبي المعالي، عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن السيد السعيد الفقيه محيى الدين أبي حامد محمد بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي جميع رواياته. وعن السيد محيى الدين، عن الشيخ محمد بن إدريس والشيخ الامام العالم أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى الله عليه واله والشيخ السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني جميع مروياتهم ومصنفاتهم. وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى في إجازته للشيخ كمال الدين بن حماد أن السيد محيى الدين بن زهرة المذكور قال: إن الشيخ محمد بن إدريس ناوله من

[24]

مصنفاته كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى، وأنه أجاز له روايته ورواية جميع ما ألفه ورواه، وذكر فيها أيضا أن السيد محيى الدين أخبره أن الشيخ شاذان بن جبرئيل أجاز له رواية جميع مصنفاته بعد أن قرأ عليه منها بدمشق سنة ثلاث و ثمانين وخمسمائة كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة قال: وقرأت عليه أيضا بدمشق في سنة أربع وثمانين وخمسمائة كتاب تحفة المؤلف الناظم وعمدة المكلف الصائم. وذكر الشيخ نجم الدين بن نما في الاجازة المذكورة سابقا أن والده أجاز له أن يروي عنه عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة من ساير الاقاليم تصنيف الشيخ الفقيه أبي الفضل شاذان بن جبرئيل رحمه الله عن مصنفه - ره - وبالاسناد عن السيد محيى الدين عن عمه السيد الاجل الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن على بن زهرة الحسيني جميع مصنفاته بعضها بغير واسطة وبعضها بواسطة والده الشريف أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة. قال الشيخ نجيب الدين بن سعيد: أخبرني السيد محيى الدين أنه قرء على عمه من مصنفاته مسألة في الرد على المنجمين، ومسألة في أن نظر الكامل العقل على انفراده كاف في تحصيل المعارف العقلية في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة قال: ثم قرأتهما عليه رحمه الله في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ومسألة في نفي الرؤية و اعتقاد الامامية ومخالفيهم ممن ينسب إلى السنة والجماعة، ومسألة في كونه تعالى حيا والمسألة الشافية في الرد على من زعم أن النظر على انفراده غير كاف في تحصيل المعرفة به تعالى والجواب عن الكلام الوارد من ناحية الجبل، ومسألة في أن نية الوضوء عند المضمضة والاستنشاق، والاعتراض على الكلام الوارد من حمص، وكتاب النكت في النحو قرأت جميع ذلك عليه - ره - في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، و مسألة في تحريم الفقاع، قرأتها عليه، وكتاب غنية النزوع إلى علمي الاصول و الفروع قرأته جميعه على والدي الشريف أبي القاسم عبد الله - ره - ونقض شبه الفلاسفة ومسألة في الرد على من ذهب إلى أن الوجوب والقبح لا يعلمان إلا سمعا، ومسألة

[25]

في الرد على من قال في الشريعة بالقياس، وجواب المسائل الواردة من بغداد، ومسألة في إباحة نكاح المتعة، والجواب عما ذكره مطران نصيبين، وجواب الكتاب الوارد من حمص قرأت جميع ذلك على والدي - ره - في سنة سبع وتسعين وخمسمائة. قال الشيخ نجيب الدين: وذكر السيد محيى الدين أن والده أخبره أنه قرأ جميع ذلك على أخيه المصنف رحمهما الله تعالى. وعن السيد محيى الدين أيضا عن والده جميع تصانيفه. قال الشيخ نجيب الدين: ذكر السيد محيى الدين أنه قرء على والده من مصنفاته كتاب التجريد لفقه الغنية عن الحجج والادلة في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقرء عليه أيضا جواب المسائل القاهرة، وجواب سؤال ورد من مصر في النبوة ومسألة في نفي التحابط، وكتاب التبيين لمسئلتي الشفاعة وعصاة المسلمين، وجواب المسائل البغدادية، وجواب سؤال ورد من بعض الناس، وجواب سائل سئل عن العقل، و جواب سؤال ورد من الاسماعيلية، وكتاب تبيين الحجة في كون إجماع الامامية حجة ومختصرا في واجبات المتمتع بالعمرة إلى الحج، ومختصرا في سياق عمل المتمتع بالعمرة إلى الحج، كل ذلك قرأته عليه مرارا كثيرة، وسمعته يقرء عليه - ره -. ويروى العلامة رحمه الله عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل جميع مصنفاته ورواياته. وعن الشيخ شاذان والشيخ محمد بن إدريس، عن السيد أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني جميع مصنفاته. ويروى عن والده، عن الشيخ السعيد سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة السوراوي جميع مصنفاته، وعن والده عن الشيخ مهذب الدين محمد بن يحيى بن كرم جميع مصنفاته ورواياته. وعن والده أيضا عن الشيخ علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي جميع ما رواه عن مشايخه، قال العلامة وهم نجيب الدين بن مذكي الاسترابادي والفقيه إلياس بن هشام الحائري والعماد الطبري ومحمد بن طحال المقدادي الحائري.

[26]

وعن والده أيضا عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن رده جميع مصنفاته ورواياته وعن الشيخ مهذب الدين بن رده، عن الشيخ السعيد العلامة نصير الدين عبد الله بن حمزة بن الحسن الطوسي جميع مصنفاته ومسموعاته ورواياته. ويروى العلامة أيضا عن الشيخ الجليل جمال الدين علي بن سليمان البحراني قدس الله روحه (1) جميع ما صنفه وقرأه ورواه واجيز له روايته بواسطة ولده الحسين لا غير، وذكر العلامة في بعض إجازاته عند ذكر هذا الرجل ما هذا لفظه: و هذا الشيخ كان عالما بالعلوم العقلية عارفا بقواعد الحكماء، له مصنفات حسنة انتهى، وأنا رأيت من مصنفات هذا الشيخ كتاب مفتاح الخير في شرح ديباجة رسالة الطير للشيخ أبي علي بن سينا وشرح قصيدة ابن سينا في النفس، وفيهما دلالة واضحة على ما وصفه به العلامة وزيادة. ويروى عن والده عن السيد السعيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي قدس الله روحه جميع ما صنفه ورواه وأنشأه وأملاه. وذكر والدي في بعض إجازاته أنه يروي باسناده عن السيدين الجليلين رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابني طاوس والشيخ سديد الدين بن مطهر، عن السيد صفي الدين محمد بن معد جميع مصنفاته ورواياته، وعن السيد صفي الدين عن الشيخ الفقيه السعيد برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني نزيل الري جميع كتبه وروايته، وعن الشيخ برهان الدين، عن الشيخ الامام الحافظ منتجب الدين (2) أبي الحسن علي بن عبيدالله بن الحسن المدعو حسكا بن الحسين بن الحسن ابن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه جميع رواياته وما اشتمل عليه فهرسته المتضمن


(1) لفظ العلامة في اجازته لبنى زهرة عند ذكر الشيخ جمال الدين المذكور: " قدس الله روحه ونور ضريحه ". منه، كذا في الهامش. (2) اجازة العلامة لبنى زهرة خالية عن ذكر الرواية عن الشيخ منتجب الدين رأسا ويوجد على ظهر فهرسته حكاية خط للشيخ برهان الدين يقتضى روايته للكتاب عنه لا عموم الرواية، فينبغي تحقيق المأخذ في العموم، منه سلمه الله كذا في هامش الاصل.

[27]

لاسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي والمعاصرين له. وذكر أيضا أنه يروي بطريقه عن الشيخ السعيد شمس الدين أبي عبد الله الشهيد عن السيد تاج الدين بن معية عن السيد رضي الدين علي بن السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس، عن والده، عن الوزير السعيد خواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ برهان الدين الحمداني، عن الشيخ منتجب الدين جميع مصنفاته ومروياته. وأنه يرويها أيضا باسناده عن العلامة، عن والده، عن السيد أحمد بن يوسف العريضي العلوي، عن الشيخ برهان الدين عن الشيخ منتجب الدين، ويروى بالاسناد عن الشيخ برهان الدين، عن الشيخ الامام العلامة أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي والشيخ سديد الدين الحمصي والسيد الجليل فضل الله بن علي الراوندي الحسني جميع مصنفاتهم. ويروى العلامة بطريقه إلى السيد صفي الدين عنه عن الشيخ نصير الدين راشد ابن إبراهيم بن إسحاق البحراني، عن السيد فضل الله، عن الشيخ أبي علي الطبرسي كتابه مجمع البيان لعلوم القرآن. ويروى عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الحسين يحيى بن البطريق والشيخ الامام الضابط البارع عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب (1) جميع كتبهما ورواياتهما، وعن والده عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن رده، عن القاضي أحمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين قطب الدين الراوندي جميع مصنفاته ورواياته وإجازاته، وعن مهذب الدين بن رده أيضا عن الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي عن والده جميع مصنفاته. ويروى أيضا عن السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس، عن الشيخ السعيد


(1) ووجدت بخط شيخنا الشهيد الاول ما هذه صورته: أروى مرويات عميد الرؤساء عن شيخنا رضى الدين على بن المزيدى عن الشيخ جمال الدين محمد بن صالح عن السيد فخار عن عميد الرؤساء. منه، كذا في الهامش.

[28]

سديد الدين أبي على الحسين بن خشرم جميع كتب أصحابنا (1) السالفين ورواياتهم و إجازاتهم ومصنفاتهم. ويروى عن والده، عن السيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي، عن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ محمد بن إدريس الحلي والشيخ شمس الدين يحيى بن البطريق والشيخ نصير الدين عبد الله بن حمزة بن الحسن الطوسي جميع مصنفاتهم، وعن أبي الحسن بن الخياط أيضا عن الشيخ المقري محمد بن هارون بن الكال جميع ما يرويه، قال العلامة: وكان هذا المقرى واسع الرواية عن العامة والخاصة. ويروي بطريقه السابق إلى السيد فخار عنه عن أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الفقيه عبد الله بن عمر العمري الطرابلسي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل عن الشيخ أبي الصلاح تقي بن نجم الحلي والشيخ أبي الفتح محمد بن عثمان بن على الكراجكي جميع مصنفاتهما. وبالاسناد عن السيد فخار، عن الشيخ شاذان، عن الفقيه عبد الله بن عبد الواحد عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل، عن القاضي سعد الدين عبد العزيز بن نحرير بن البراج جميع كتبه. وعن الشيخ شاذان، عن القاضي أبى الفتح علي بن عبد الجبار الطوسي، عن السيد أبي تراب بن الداعي (2)، عن الشيخ أبي يعلي سلار بن عبد العزيز الديلمي جميع مصنفاته ورواياته. ويروي الشيخ محمد بن صالح القسيني عن السيد الفقيه القاضي المعظم الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوي الحسيني، عن والده محمد، عن


(1) هكذا وقعت عبارة العلامة رحمه الله في اجازته لبنى زهرة، منه، في الهامش. (2) بخط الشهيد في اجازة العلامة لبنى زهرة: " عن السيد أبى تراب الداعي وأرى أن ذلك غلط، وأن الصواب ما كتبناه، وهو كذلك في نسخة اخرى لهذه الاجازة بخط غيره: منه سلمه الله. كذا في الهامش.

[29]

جده زيد، عن جد أبيه الفقيه الداعي، عن الشيخ أبي الصلاح والقاضي عبد العزيز بن البراج والشيخ سلار (1). ويروى شيخنا الشهيد الاول عن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي، عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن السيد محيى الدين محمد بن عبد الله بن زهرة، عن الشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل بالاسناد السابق عن أبي الصلاح جميع تصانيفه. وبالاسناد عن السيد محيى الدين بن زهرة، عن الشريف الفقيه عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن العلوي البغدادي، عن الشيخ الفقيه قطب الدين أبي الحسين الراوندي عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، عن القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير ابن البراج جميع تصانيفه. وبالاسناد عن السيد محيى الدين أيضا عن الشيخ سديد الدين شاذان، عن الشيخين أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد وأبي محمد عبد الله بن عمر الطرابلسي عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ الفقيه أبى الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي جميع تصانيفه. قال الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد: وأخبرني السيد محيى الدين بن زهرة أنه قرء منها كتاب الكر والفر في الامامة بدمشق في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة على الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي وأخبرني به عن الشيخ الفقيه أبي محمد ريحان بن عبد الله الحبشي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن المصنف. وبالاسناد عن السيد محيى الدين، عن الشيخ فخر الدين محمد بن إدريس العجلي عن شيخه عربي بن مسافر العبادي، عن الشيخ إلياس بن هشام الحايري، عن الشيخ


(1) هكذا وقعت عبارة الشيخ محمد بن صالح فلم يبين فيها حال الرواية عن الجماعة هل هي عامة أو خاصة. ولعل في الاجمال قرينة على العموم، منه سلمه الله، كذا في هامش الاصل.

[30]

أبي على الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ أبي يعلى سلار بن عبد العزيز كتابه المعروف بالرسالة. وبالاسناد السابق عن الشيخ كمال الدين على بن حماد، عن الشيخ نجم الدين جعفر بن نما، عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن الشيخ قطب الدين الراوندي عن الشيخ أبي جعفر الحلبي، عن القاضي عبد العزيز بن البراج جميع كتبه. وعن أبي الفرج عن والده، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ سلاربن عبد العزيز جميع كتبه. ويروى الشهيد عن السيد تاج الدين بن معية، عن السيد علم الدين المرتضى علي بن السيد جلال الدين عبد الحميد بن السيد العلامة شمس الدين أبي علي فخار الموسوي، عن أبيه، عن جده فخار، عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي، عن الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي جميع مصنفاته، وعنه عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي جميع مصنفاته ومروياته. ويروي العلامة عن والده عن السيد أحمد بن يوسف بن أحمد بن العريضى العلوي الحسيني، عن البرهان محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني، عن السيد فضل الله بن على الحسني الراوندي، عن عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي كتابه في الرجال. هذا ما تيسر لنا إيراده من طرق الرواية عن رجال هذه المرتبة، وبقى علينا بيان انتهاء أكثرها في الرواية عن رجال المرتبة الاولى إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه فنقول: ذكر والدي - ره - أن الشهيد يروي عن شيخه الجليل الفقيه الصالح جلال الدين الحسن بن أحمد بن الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن الشيخ أبى عبد الله الحسين بن طحال المقدادي، عن

[31]

الشيخ أبي علي، عن والده الشيخ أبي جعفر (1). ويروى عن السيد تاج الدين بن معية، عن السيد المرتضى على بن السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي، عن أبيه، عن جده فخار، عن شاذان ابن جبرئيل، عن العماد الطبري، عن الشيخ أبي علي، عن والده. ويروي عن الشيخين رضي الدين علي بن أحمد المزيدي وزين الدين علي بن طراد المطارباذي عن الشيخ العلامة تقي الدين الحسن بن داود، عن الشيخ المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن أبيه يحيى الاكبر، عن الشيخ عربي بن مسافر العبادي، عن الشيخ إلياس بن هشام الحايري، عن الشيخ أبي علي، عن والده. يروي العلامة عن والده، عن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوى، عن الفقيه الحسين (2) بن هبة الله بن رطبة، عن أبي علي، عن والده جميع رواياته ومصنفاته وإجازاته. ويرويها العلامة أيضا عن والده، عن السيد أحمد بن يوسف العريضي العلوي عن الشيخ برهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني، عن السيد فضل الله بن علي الراوندي عن السيد عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ أبي جعفر. ويروى أيضا عن السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس الحسني، عن السيد الجليل نجم الاسلام أبي حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني، عن الشيخ


(1) هكذا أطلق والدى عبارته في هذا المقام، والظاهر أن غرضه عموم الرواية عن الشيخ، وقد كان الاولى التصريح بالتعميم أو بغيره. منه، كذا في الهامش. (2) قد تقدم في رواية الشهيد: " جمال الدين الحسن بن رطبة " وذكره كذلك الشيخ منتجب الدين في فهرسته والمذكور في طرق الرواية عن الشيخ رحمه الله " الحسين " واحتمال التعدد بعيد، ومما يشهد لانتفائه أن الشيخ منتجب الدين لم يذكر في فهرسته إلا واحدا. منه رحمه الله، كذا في الهامش.

[32]

أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق الاسدي، عن الفقيه عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي، عن والده جميع ما اشتمل عليه كتاب الفهرست له وكذا جميع مصنفاته. ويروى جميع ذلك أيضا عن والده، عن السيد فخار الموسوي، عن الشيخ شاذان القمي، عن العماد الطبري، عن أبي علي، عن والده. ويروى الشيخ محمد بن صالح السيبي القسيني (1)، عن والده أحمد بن صالح عن الفقيه قوام الدين محمد بن محمد البحراني، عن السيد فضل الله الراوندي، عن مشايخه (2)، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. ويروى أيضا عن والده، عن الفقيه الاديب المتكلم اللغوي راشد بن إبراهيم البحراني، عن القاضي جمال الدين علي بن عبد الجبار الطوسي عن والده عن الشيخ أبي جعفر. ويروى أيضا عن والده، عن الفقيه علي بن فرج السوراوي، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي، عن والده. ويروى أيضا عن الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي عن الفقيه عربي بن مسافر، عن الحسين بن رطبة (3)، عن أبي على، عن والده، وعن محمد بن أبي البركات الصنعاني، عن عربي بن مسافر، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي عن أبيه.


(1) أطلق الشيخ محمد بن صالح كلامه في هذا المقام، والظاهر أن غرضه التعميم كما قلناه في اطلاق الوالد رحمه الله منه. كذا في الهامش. (2) هذا لفظ الشيخ محمد بن صالح وقد مر في طرق العلامة رواية السيد فضل الله عن السيد عماد الدين ذى الفقار، فهو أحد مشايخه، منه، كذا في الهامش. (3) سيأتي في رواية الشيخ نجم الدين بن نما أنه يروى عن ابن عصيدة عن ابن رطبة بغير واسطة وقد كان في خط الشيخ محمد بن صالح كذلك، ثم ألحق الواسطة المذكورة. منه، كذا في الهامش.

[33]

ويروي أيضا عن السيد الفقيه الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوي الحسيني عن والده، عن جده زيد، عن جد أبيه الداعي، عن الشيخ أبي جعفر. ويروى السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس جميع كتب الشيخ عن والده جمال الدين أحمد وعمه رضي الدين علي ابني موسى الطاوس، كليهما عن السيد محيى الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني، عن الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب، عن جده شهر آشوب، عن الشيخ أبي جعفر. ويرويها أيضا، عن الوزير العلامة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي عن والده، عن الامام فضل الله الراوندي الحسيني، عن السيد ذي الفقار بن معبد، عن الشيخ أبي جعفر. وذكر والدي أن السيد رضي الدين علي بن طاوس يروى عن الشيخ حسين ابن أحمد السوراوي، عن محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده (1) وأنه يروى أيضا عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ عربي بن مسافر، عن محمد ابن أبي القاسم، عن أبي على، عن والده، وأنه يروي أيضا، عن أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني، عن أبي الفرج علي بن أبي الحسين الراوندي، عن أبي جعفر محمد بن على بن المحسن الحلبي، عن الشيخ أبي جعفر، وعن السيد محيى الدين بن زهرة، عن الشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق، عن العماد محمد بن أبي القاسم، عن أبي علي عن والده.


(1) ووجدت بخط الشهيد - ره - أن الشيخ كمال الدين بن حماد يروى عن السيد غياث الدين بن طاوس والشيخ جمال الدين محمد بن صالح السيبى كليهما عن السيد رضى الدين بن طاوس عن الشيخ عز الدين حسين بن أحمد السوراوى عن الشيخ عماد الدين محمد بن أبى القاسم الطبري عن الشيخ أبى على عن والده. وذكر الشهيد أنه نقل هذا الطريق في جملة طرق اخرى من خط السيد شمس الدين بن أبى المعالى، ورأيت بخطه في موضع آخر ذكر رواية السيد رضى الدين عن الشيخ عز الدين حسين بسنده إلى الشيخ من غير أن يحكيه عن أحد. منه سلمه الله. كذا في هامش الاصل.

[34]

ويروى الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد حسب ما تضمنته إجازته التي أشرنا إليها سابقا عن السيد محيى الدين بن زهرة، عن الشيخ رشيد الدين بن شهر آشوب، عن السيد أبي الفضل الداعي بن علي الحسيني والسيد أبي الرضا فضل الله ابن على الحسني وعبد الجليل بن عيسى وأبى الفتوح أحمد بن علي الرازي (1) ومحمد وعلي ابني على بن عبد الصمد النيسابوري ومحمد بن الحسن السوهاني (2) وأبي علي محمد بن الفضل الطبرسي وجماعة غيرهم كلهم عن الشيخين أبي علي الحسن وعبد الجبار المقري، عن الشيخ أبي جعفر جميع كتبه. ويرويها أيضا عن السيد محيى الدين، عن الشريف الفقيه عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن بن علي الحسيني، عن الشيخ الفقيه قطب الدين أبي الحسين الراوندي عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، عن الشيخ أبي جعفر. ويرويها أيضا عن السيد محيى الدين، عن الفقيه سديد الدين أبي الفضل شاذان القمي، عن الفقيهين عماد الدين الطبري وأبي غالب عبد القاهر بن حمويه القمى والعماد يرويها عن أبى على عن والده، وابن حمويه عن الفقيه حسكة (3) بن بابويه


(1) هكذا في النسخة التى عندي للاجازة المذكورة وهى بخط شيخنا الشهيد الاول رحمه الله، وليس بواضح فان أبا الفتوح كنية الشيخ جمال الدين الحسين بن على الخزاعى الرازي واما أحمد بن على فغير معروف، وذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته أحمد بن محمد ابن على الخزاعى ابن أخى الشيخ جمال الدين المذكور، فيحتمل أن يكون هو المراد، الا ان المعهود رواية جمال الدين الحسين عن الشيخ عبد الجبار ومن في طبقته لا ابن أخيه، منه سلمه الله، كذا في هامش الاصل. (2) هكذا بخط الشهيد وفى فهرست الشيخ منتجب الدين الشيخ العفيف أبو جعفر محمد ابن الحسين السوهاني نزيل مشهد الرضا عليه وعلى آبائه السلام، فقيه صالح ثقة، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل. (3) هكذا بخط الشهيد في اجازة الشيخ يحيى بن سعيد للشيخ كمال الدين بن حماد في عدة مواضع وعليه في موضع منها بخط الشهيد أن المنقول عن يحيى حسنكا وهو

[35]

القمى، عن الشيخ أبى جعفر. وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التى مرت الاشارة إليها أنه يروي جميع كتب الشيخ بالاجازة عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخين الجليلين أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة (1) وأبى البقاء هبة الله بن نما، فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبى علي، عن والده، وأبو البقاء يرويها عن الحسين بن طحال، عن أبى علي عن والده. ويرويها أيضا بالاجازة عن والده، عن الشيخ أبى الفرج على بن الامام قطب الدين الراوندي، عن والده، عن الشيخ أبى جعفر بن المحسن الحلبي، عن الشيخ أبى جعفر، وعن أبى الفرج، عن السيد الامام ضياء الدين فضل الله بن علي الحسنى، عن السيد ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ أبى جعفر. وعن أبى الفرج، عن الشيخ جمال الدين أبى الفتوح الخزاعى الرازي، عن الشيخ عبد الجبار بن علي المقري، عن الشيخ أبى جعفر، وعن أبى الفرج، عن العماد الطبري، عن أبى علي، عن والده. فهذه جملة ما وصل إلينا من طرق الرواية عن الشيخ بطريق التعميم لكتبه أو رواياته، وبقيت طرق اخرى للرواية عنه لكنها خاصة ببعض كتبه على ما يفيده كلام الذاكرين لها. فمنها ما ذكره الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التى أشرنا إليها سابقا، فقال أروى كتاب الجمل والعقود بالاجازة عن والدي تغمده الله برحمته، عن شيخه الفقيه محمد بن إدريس العجلى والشيخ الصالح علي بن ثابت المعروف بابن عصيدة كليهما عن الشيخ أبى عبد الله الحسين بن رطبة، عن أبى علي، عن والده. وعن والدي، عن أبيه جعفر، عن أبيه هبة الله، عن إلياس بن هشام الحايري، عن أبى علي، عن والده.


كذلك في فهرست ابن ابنه الشيخ منتجب الدين، منه قدس سره. كذا في الهامش. (1) كذا بخط الشهيد، على ما في هامش الاصل.

[36]

ومنها ما وجدته بخط شيخنا الشهيد الاول - ره - وهو أن الشيخ المحقق السعيد نجم الملة والدين أبا القاسم بن سعيد يروى النهاية عن أبيه وعن ابن نما، عن ابن إدريس وعن الحسن بن الدربى جميعا عن عربي، عن إلياس، وعن السيد مجد الدين بن العريضى وسديد الدين سالم بن محفوظ، عن ابن المولى، عن ابن رطبة جميعا، عن أبى علي، عن والده. ووجدت بخطه في موضع آخر ما هذا نصه: يروي الشيخ جمال الدين أبو جعفر محمد بن على القاشى والد شيخنا نصير الحق والدين علي بن محمد القاشى قدس الله روحيهما النهاية والجمل قراءة على الشيخ العلامة نجم الدين أبى القاسم بن سعيد سنة تسع و ستين وسبعمائة عنه عن السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسن بن عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن على العريضى ابن جعفر الصادق عليه السلام عن الحسين بن رطبة، عن أبى على، عن والده المصنف. ثم إن الشهيد - ره - ذكر أنه نقل هذا الطريق من خط المحقق - ره - وأشار إلى مخالفته لما كتبه في ذلك الموضع الآخر من توسط ابن المولى بين السيد مجد الدين وابن رطبة ولم يتعرض لترجيح شئ من الامرين، والظاهر ترجيح عدم الواسطة أما أولا فلان ترك الواسطة مأخوذ من خط المحقق كما ذكره ولم نعلم مأخذ إثباتها. وأما ثانيا فلان الواسطة هناك مذكورة بين الشيخ سديد الدين محفوظ وبين ابن رطبة أيضا، وسنذكر ما ينافي ذلك نقلا عن خط المحقق. وأما ثالثا فلان الشهيد - ره - ذكر بعد حكاية الطريق المذكور أن السيد مجد الدين بن العريضي يروي عن أبي طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن عن أبي علي، عن والده، وفي هذا قرينة على تقدم روايته، فان ابن شهريار هذا من طبقة ابن رطبة فيعبد وجود الواسطة حينئذ. ومنها ما ذكره الشيخ محمد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين طمان وقد مرت الاشارة إليها فقال بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ

[37]

أبي جعفر: وقد أذنت له في روايته عني عن شيخي الفقيه السعيد المعظم شيخ الطائفة ورئيسها غير مدافع نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن الفقيه أبي البقاء هبة الله ابن نما عن شيخه الفقيه المعظم فخر الدين محمد بن أحمد بن إدريس قدس الله روحه عن الفقيه الحسين بن رطبة، عن أبي علي الحسن بن أبي جعفر الطوسي، عن والده المصنف. وقد اشتهر في إجازات المتأخرين (1) الرواية في مقام التعميم عن الشيخ نجيب الدين بن نما، عن الشيخ محمد بن إدريس باسناده إلى الشيخ والحال أنا لم نقف في شئ من كلام من تقدم على رواية عامة لابن نما عن ابن إدريس، بل جملة ما رأيناه هذه الطرق الثلاث، وهي مخصوصة بالجمل والعقود والنهاية. ورأيت في إجازة اخرى للشيخ محمد بن صالح هي عندي بخط الشهيد - ره - أنه يروى عن الشيخ نجيب الدين بن نما، عن ابن إدريس، عن إلياس بن هشام (2)، عن الحسين بن رطبة، عن الشيخ أبي علي بن الشيخ أبي جعفر، عن الشيخ سلار كتاب الرسالة وهذه الرواية الواقعة في هذا الطريق عن ابن نما، عن ابن إدريس خاصة أيضا كما لا يخفى وليس بالبعيد أن يكون إثبات الرواية المذكورة على جهة العموم توهما نشأ من الاخذ بظاهر الاسناد من دون ملاحظة لكون متعلقه خاصا أو عاما.


(1) وذكر السيد شمس الدين بن أبى المعالى في اجازته للشهيد أنه يروى الجمل والعقود للشيخ أبى جعفر عن الشيخ زين الدين بن على بن أبى العز الحلى عن المحقق نجم الدين أبى القاسم بن سعيد عن شيخه نجيب الدين بن نما عن محمد بن ادريس عن ابن رطبه عن أبى على عن والده. وذكر أيضا أنه يروى عن ابن أبى العز المذكور عن المحقق بن سعيد كتابي الشرايع والمختصر ومختصري كتاب الجمل والعقود وكتاب رسالة سلار للمحقق نجم الدين منه - ره - كذا في الهامش. (2) هكذا بخط الشهيد رحمه الله، وفيه نظر لان المعهود رواية ابن ادريس عن عربي ابن مسافر عن الياس، وقد سلف في كلام ابن صالح وغيره رواية ابن ادريس عن ابن رطبة بغير واسطة، منه - ره - كذا في الهامش.

[38]

ومنها ما وجدته بخط الشيخ المحقق السعيد نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد في جملة إجازة ذكر فيها أن المجاز له قرء عليه جزء من كتاب المبسوط للشيخ أبي جعفر ثم قال: وأجزت له رواية ذلك عني عن الفقيه سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة عن أبي علي بن رطبة، عن أبي على الحسن بن محمد، عن والده محمد بن الحسن الطوسي. ومنها ما ذكره الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته التي أشرنا إليها فيما سلف فقال ذكر السيد محيى الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحلبي أنه قرء من كتب الشيخ أبي جعفر الطوسي الجزء الاول من كتاب النهاية في الفقه وبعض الثاني على والده جمال الدين أبي القاسم عبد الله في سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأخبره بجميعه عن أخيه الشريف الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن على بن زهرة الحسيني، و قرأه أبو المكارم على الشيخ العفيف الزاهد القارى أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بابن الحاجب الحلبي وأخبره أنه قرأه على الشيخ الجليل أبي عبد الله الحسين بن علي ابن أبي سهل الزينواباذي بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام وأخبره أنه سمعه على الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي والسيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد الحسيني وأخبراه أنهما سمعاه على المفيد عبد الجبار بن عبد الله القارى الرازي وأخبرهما أنه سمعه على مصنفه. قال: وذكر لي السيد محيى الدين أن عمه الشريف السيد الطاهر سمعه أيضا على الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصعيري وأخبره أنه قرأه على الشيخ المفيد العالم أبي الفتوح وأخبره أنه قرأه على مصنفه. وأخبره (1) به إجازة الفقيه محمد بن إدريس الحلي العجلي وأنه قرأه على شيخه


(1) هكذا وقعت عبارة الشيخ نجيب الدين يحيى، وربما يظن منها عود الضمير إلى عمه السيد محيى الدين، بناء على كونه معطوفا على قوله " سمعه "، وقد سبق أن السيد محيى الدين يروى عن الشيخ محمد بن ادريس بغير واسطة، فالظاهر أن الضمير عايد إليه، لا إلى عمه، فيكون معطوفا على قوله " ذكر لى " أو على قوله في أول الكلام " أنه قرأ "

[39]

الفقيه عربي بن مسافر العبادي وأخبره به عن الفقيهين إلياس بن هشام الحايري والعماد محمد بن أبي القاسم الطبري عن الشيخ أبي علي الحسن، عن والده المصنف. وأخبره به إجازة الفقيه محمد بن إدريس وقرأه على الفقيه أبي عبد الله الحسين ابن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ورواه له عن شيخه أبي علي الحسن، عن والده وأخبره به إجازة الفقيه رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب، عن جده شهر آشوب، عن المصنف. قال: وذكر لي السيد محيى الدين أنه قرء منها أيضا جميع كتاب هداية المسترشد وبصيرة المتعبد على والده الشريف جمال الدين أبي القاسم في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وأخبره به عن أخيه السيد أبي المكارم وأخبره أنه قرأه على السيد الكبير أبي منصور محمد بن الحسن النقاش وأخبره أنه سمعه على الشيخ أبي علي الحسن بن محمد وأخبر، أنه سمعه على والده المصنف. وأخبره به إجازة الفقيه محمد بن إدريس الحلي عن الفقيه عربي عن الفقيهين إلياس الحايري والعماد الطبري، عن أبي علي، عن والده وأخبرني به أيضا السيد محيى الدين، عن الفقيه رشيد الدين بن شهر آشوب، عن أبي الفضل الداعي بن علي الحسيني، عن عبد الجبار المقرى، عن المصنف. قال: وأخبرني السيد محيى الدين أنه قرء منها كتاب الجمل والعقود على الشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب، وأخبره أنه قرأه على السيد أبي الفضل الداعي وأخبره به عن أبي علي الحسن بن المصنف وعبد الجبار المقرى، عن المصنف. وأخبرني به السيد محيى الدين المذكور عن الفقيه فخر الدين محمد بن إدريس، عن شيخه الفقيه عربي بن مسافر، عن الفقيهين إلياس الحايري والعماد الطبري عن أبي علي، عن والده. وقرأه محمد بن إدريس على أبي عبد الله الحسين بن رطبة ورواه عن شيخه أبي علي، عن والده.


ويرجح هذا الاحتمال ما يأتي من قوله " وأخبره به الفقيه رشيد الدين بن شهر آشوب " فقد مر أن السيد محيى الدين يروى عنه أيضا بغير واسطة، منه رحمه الله، كذا في الهامش.

[40]

قال: وذكر لي السيد محيي الدين أنه قرء من مسائل الخلاف المجلد الاول وأكثر الثاني على الفقيه رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب وأجاز له رواية جميع الكتاب عنه عن أبي الفضل الداعي الحسيني، عن المفيد عبد الجبار المقري عن المصنف. وأخبرني السيد محيى الدين المذكور أنه قرء جميع كتاب مصباح المتهجد على الشيخ يحيى بن الحسن (1) في سنة خمس وتسعين وخمسمائة وأخبره به عن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري والفقيه أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة عن أبي علي عن والده، وأخبرني به إجازة السيد محيى الدين، عن ابن شهر آشوب، عن جده شهر آشوب، عن المصنف. قال: وأخبرني السيد محيى الدين بكتاب التمهيد في اصول الدين والايجاز في الفرائض عن ابن شهر آشوب، عن جده المذكور، عن مصنفهما. ومنها ما ذكره والدي - ره - من أن الشهيد يروى الصحيفة الكاملة عن السيد السعيد تاج الدين بن معية، عن والده أبي جعفر القاسم، عن خاله تاج الدين أبي عبد الله جعفر ابن محمد بن معية، عن والده السيد مجد الدين محمد بن الحسن بن معية، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن شهر آشوب المازندراني، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بسنده المذكور في أولها. وعن السيد تاج الدين محمد بن معية أيضا عن السيد كمال الدين الرضي محمد بن محمد بن السيد رضي الدين الاوي الحسيني (2) عن الامام الوزير نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد أبي الرضا فضل الله الحسني، عن السيد أبي -


(1) الظاهر أنه ابن البطريق، منه رحمه الله، كذا في الهامش. (2) هكذا بخط والدى رحمه الله، وقد تقدم في روايات السيد تاج الدين بن معية نقلا من خطه: " السيد السعيد كمال الدين الرضى الحسن بن محمد بن محمد الاوى " ولا ريب أن كلامه في ذلك أولى بالاعتماد، منه رحمه الله - كذا في الهامش بخط المؤلف رضوان الله عليه.

[41]

الصمصام، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. ولبعض رجال هذه المرتبة رواية عن رجال المرتبة الاولى من غير جهة الشيخ أبى جعفر رضي الله عنه: فمن ذلك ما ذكره العلامة من أنه يروى عن والده والسيد جمال الدين أحمد ابن طاوس والشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي الموسوي، عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستى، عن الشيخ المفيد رضي الله عنه جميع كتبه ورواياته. وذكر أيضا أنه يروى جميع مصنفات الشيخ السعيد علي بن بابويه القمي قدس الله روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن أبيه المصنف. قلت: وعندي في هذا الطريق نظر يتوقف بيان وجهه على إيراد نبذ في معناه من كلام المتقدمين على العلامة إذ المتأخرون عنه اقتفوا أثره. فأقول: حكى الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في الاجازة التى قد تكرر الحديث عنها عن السيد محيى الدين بن زهرة أنه قال: " أخبرني بكتاب الرسالة المقنعة للشيخ المفيد إجازة الفقيه فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلى العجلى وهو جدي لامى عن الفقيه عبد الله بن جعفر الدوريستى، عن جده أبى جعفر محمد بن موسى بن جعفر، عن جده أبى عبد الله جعفر بن محمد الدوريستى، عن المصنف ". وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بعد هذا أن السيد محيى الدين ذكر أيضا أنه " أخبره بكتاب أحكام النساء وكتاب المزار للمفيد - ره - محمد - بن إدريس عن الفقيه عبد الله بن جعفر الدوريستى " وساق بقية الطريق بعينها. وقد تبين مما سبق أن الشيخ محمد بن إدريس في طبقة الشيخ شاذان بن جبرئيل والسيد محيى الدين يروي عنهما، وكذا السيد فخار، فكيف تكون رواية ابن إدريس، عن الشيخ أبى عبد الله جعفر بن محمد الدوريستى بواسطتين وهما ابن ابنه أبو جعفر محمد بن موسى وابن ابنه عبد الله بن جعفر، وتكون رواية شاذان عن الشيخ

[42]

أبى عبد الله بغير واسطة. ومما يشهد ببعد ذلك جدا أن الشيخ منتجب الدين بن الشيخ موفق الدين ابن بابويه من طبقة ابن إدريس وشاذان وذكر في فهرسته الشيخ أبا عبد الله جعفر بن محمد الدوريستى وقال إنه ثقة عين عدل قرء على المفيد والمرتضى وله تصانيف، ثم قال: أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن الشيخ المفيد عبد الجبار المقرى الرازي عنه، فانظر كيف وافقت رواية هذا الشيخ رواية ابن إدريس في إثبات الواسطتين. وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التى تكررت الحكاية عنها أيضا أن والده يروي كتاب تنزيه الانبياء للسيد المرتضى عن الشيخ أبى الحسن علي ابن يحيى الخياط، عن عربي بن مسافر، عن عبد الله بن جعفر بن محمد، عن جده أبى جعفر محمد بن موسى، عن جده أبى عبد الله جعفر بن محمد، عن السيد المرتضى. وفي هذا الطريق شهادة اخرى بما قلنا، فان عربي بن مسافر عاصر الشيخ منتجب الدين على ما يظهر من كلامه في الفهرست، وهو أعلى طبقة من ابن إدريس لانه يروى عنه، فشاذان إما في طبقته أو دونها، بل ربما يرجح الثاني بأن الشيخ منتجب الدين لم يذكره في فهرسته، وقد علم أنه ذكر عربي بن مسافر، ورواية عربي في هذا الطريق عن الشيخ أبى عبد الله بالواسطتين اللتين روى بهما ابن إدريس كما قد رأيت. وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أيضا أن والده أجاز له أن يروي عنه أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ شاذان ابن جبرئيل، عن الشيخ الفقيه أبي محمد الحسن بن حسولة بن صالحان القمي الخطيب بالجامع العتيق بها عن الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي عن أبيه محمد بن أحمد، عن المصنف، وذكر بعد هذا بعدة طرق أن والده أجاز له أيضا رواية كتاب إكمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه عن الشيخ علي بن يحيى الخياط عن شاذان بن جبرئيل، عن مشايخه ومنهم أبو محمد الحسن بن حسولة، عن

[43]

الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي، عن أبيه، عن المصنف. وفي هذا الطريق مع تكرره قرينة اخرى حيث أثبت فيه الواسطة بين الشيخ شاذان وبين الشيخ أبي عبد الله الدوريستي. ثم أقول بعد تمهيد هذه القرائن على عدم اتصال ذلك الطريق، وأن في البين واسطة متروكة توهما: إن الظاهر كون المتروك أحد الدوريستيين إذ من المستبعد أن يحصل التوهم في الواسطة من غيرهم، وقد ذكر الشيخ نجم الدين بن نما أن والده أجاز له رواية جميع كتب الشيخ المفيد عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخين الجليلين أبي محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي وأبي الفضل شاذان بن جبرئيل عنهما، عن جده عبد الله، عن جده، عن الشيخ المفيد. وهذا صريح في الواسطة مبين لها على وفق ما قلناه، فتكون رواية شاذان عن أبي جعفر محمد بن موسى بن جعفر بن محمد الدوريستي، عن جده الشيخ أبى عبد الله جعفر ابن محمد، عن الشيخ المفيد، فوقع التوهم من أبى جعفر إلى جعفر ولم يتفق لهذا التوهم متدبر يكشفه، وقد بان بحمد الله وجه الصواب فيه والله الموفق. وذكر الشيخ نجم الدين أيضا أنه يروى جميع كتب الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن الامام قطب الدين الراوندي، عن السيد السعيد صفى الدين المرتضى بن الداعي الحسنى، عن الشيخ أبى عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستى، عن أبيه عنه رضى الله عنهم. ويرويها أيضا عن والده، عن أبى الفرج، عن الاستادين السيدين الكبيرين ناصح الدين أبى جعفر محمد والسعيد أمين الدين أبى القاسم المرزبان ابن الحسين بن محمد عن الدوريستى عن أبيه عنه رحمه الله. وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أن السيد محيى الدين بن زهرة أخبره بكتاب المقنعة للمفيد عن الشيخ محمد بن إدريس، عن شيخه الفقيه عربي بن

[44]

مسافر، عن الفقيه إلياس بن هشام الحايري، عن السيد الموفق أبي طالب بن مهدي السيلقي العلوي، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي والسيد أبي يعلى الجعفري والشيخ أبي جعفر الدوريستي (1) عن المصنف. وحكى الشيخ نجيب الدين عن السيد محيى الدين أنه قال: قرأت المجلد الاول من كتاب الرسالة المقنعة ومعظم الثاني في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ولم أكن بلغت عشرين سنة على عمي الشريف السيد الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني وقد نيف على السبعين. وأخبرني أنه قرأه جميعه ولم يبلغ العشرين على الشيخ المكين أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي وهو طاعن في السن وأخبره أنه قرأه على الشريف النقيب أبي الوفاء المحمدي الموصلي في أول عمره والنقيب طاعن في السن وأخبره أنه قرأه في أول عمره على المؤلف رضي الله عنهم أجمعين. وحكى عن السيد محيى الدين أيضا أنه ذكر له أن الشيخ محمد بن إدريس أخبره إجازة بكتاب الارشاد في معرفة حجج الله على العباد للشيخ المفيد عن الشيخ عربي بن مسافر، عن الرئيس عميد الرؤسا بن جيا، عن القاضي أحمد بن علي بن قدامة عن المصنف. قال: وأخبرني السيد محيى الدين بجميع مصنفات الشيخ المفيد عن الشريف عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن الحسيني، عن الفقيه قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني عن المصنف. وذكر الشيخ نجم الدين ابن نما أنه يروي المقنعة للمفيد بالاجازة عن والده، عن محمد بن جعفر المشهدي وحكى عن محمد بن جعفر أنه قرأها ولم يبلغ العشرين على الشيخ المكين أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي وهو طاعن في السن


(1) الصواب الشيخ أبى عبد الله جعفر، منه - ره - كذا في الهامش

[45]

وأخبره أنه قرأها في أول عمره على الشريف النقيب المحمدي بالموصل وهو يومئذ طاعن في السن وأخبره أنه قرأها في أول عمره على المصنف. ويروي كتاب الارشاد عن والده عن علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ عربي ابن مسافر، عن الاجل عميد الرؤسا يحيى بن علي بن جيا، عن القاضي أحمد بن قدامة، عن الشيخ المفيد. ومن ذلك ما ذكره العلامة أيضا من أنه يروى بالطريق السابق عن الشيخ شاذان القمي، عن أحمد بن محمد الموسوي، عن ابن قدامة، عن السيدين الاجلين المرتضى والرضي جميع مصنفاتهما ورواياتهما وديوان شعر السيد الرضي ونهج البلاغة من جمعه. وذكر السيد غياث الدين بن طاوس في إجازته التي أشرنا إليها سابقا أنه يروي جميع كتب السيد المرتضى عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد فضل الله الراوندي الحسني، عن مكي بن أحمد المخلطي، عن أبى علي بن أبي غانم العصمي عنه. وأنه يروي نهج البلاعة بحق سماعه (1) على القاضي عبد الله بن محمود بن بلدجي (2) سنة سبعين وست مائة ببغداد بدرب


(1) وجدت بخط شيخنا الشهيد الاول رحمه الله ما صورته: " أخبرني شيخنا عميد الدين قدس الله سره أنه يروى عن الشيخ العالم مجد الدين أبى الفضل عبد الله ابن أبى الثنا محمود ابن مودود بن محمود بن بلدجى أو بعض آل بلدجى - شاك في ذلك - بسبب اجازة استجازها له من جده فخر الدين بعد أن استجاز لنفسه منه، ويروى هذا القاضى النهج عن كمال الدين حيدر بن زيد بن محمد بن زيد العلوى الحسينى عن رشيد الدين ابن شهر آشوب عن السيد المنتهى بن أبى زيد بن كيابكى الحسنى الجرجاني عن أبيه أبى زيد، منه. كذا في الهامش. (2) بخط الشهيد رحمه الله نقلا من خط السيد غياث الدين في طريق روايته لنهج البلاغة عند ذكر القاضى عبد الله بن بلدجى قال: " انه مدرس أبى حنيفة " فكأنه عامى، منه - كذا في الهامش.

[46]

السلسلة بقراءة العلامة شمس الدين الكيشي قال: وأجاز لي روايته عن السيد كمال الدين حيدر بن زيد الحسيني عن محمد بن علي بن شهر آشوب، عن المنتهى ابن أبي زيد، عن أبيه، عن السيد الرضي. وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه يروي عن السيد محيى الدين ابن زهرة، عن الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني وأبي عبد الله محمد بن على الحلواني، عن السيد المرتضى جميع تصانيفه. ويروي عن السيد محيى الدين، عن ابن شهر آشوب، عن أبي الصمصام، عن الحلواني (1)، عن السيد الرضي جميع تصانيفه ويرويها أيضا عن السيد محيى الدين قال: أخبرني بها إجازة الشريف الفقيه عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن بن علي الحسيني البغدادي عن الفقيه قطب الدين ابي الحسين الراوندي، عن السيدين المرتضى والمجتبى ابني الداعي، عن ابي جعفر الدوريستي (2) عن السيد الرضي. وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما أنه يروي جميع كتب السيدين عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب،


(1) ذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته أن السيد ذا الفقار، روى عن السيد المرتضى والشيخ أبى جعفر قال: وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة، وقد ذكر معه الشيخ محمد بن على الحلواني في الرواية عن المرتضى وجعل روايا عنه في الرواية عن الرضى كما ترى، وليس ذلك ببعيد لان المرتضى رضى الله عنه عمر بعد موت أخيه زمانا طويلا، فكأن الحلواني كان أكبر في السن من السيد أبى الصمصام فأدرك الرضى وروى عنه ثم روى عنه أبو الصمصام واشتركا في الرواية عن المرتضى. منه، كذا في الهامش. (2) اضطرب كلام الجماعة في رواية السيدين عن الدوريستى، فتارة يقال عن جعفر واخرى عن أبى جعفر، وما أكثر وقوع هذا الاشتباه في الدوريستيين كما مرت الاشارة إلى شئ منه، والذى يترجح في هذا الموضع أن يكون المروى عنه جعفرا لا أبا جعفر، منه، كذا في الهامش.

[47]

عن السيد المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسني الكجبي الجرجاني، عن أبيه أبي زيد، عن السيد المرتضى وأخيه الرضي. وذكر أنه يروي كتاب غرر الفوائد ودرر القلائد للسيد المرتضى عن والده عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن جعفر الدوريستى، عن جده، عن جده، عن المصنف ويروي أيضا الجزء الاول منه، عن والده، عن الشيخ أبى الحسن علي بن يحيى الخياط، عن السيد الاجل الشريف شرفشاه بن محمد بن الحسين بن زيارة الافطسي عن شيخه الفقيه جمال الدين أبى الفتوح الحسين بن علي الخزاعى، عن القاضى الفاضل حسن الاسترآبادي، عن ابن قدامة، عن السيد المرتضى. ويروي جميع كتب المرتضى أيضا عن والده، عن الشيخ علي بن قطب الدين الراوندي، عن شيخه واستاذه الامام أبى الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة البغدادي، عن الشيخ أبى غانم العصمى الهروي الشيعي الامامي عنه. ويروى نهج البلاغة عن والده، عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ علي بن نصر بن هارون المعروف جده بالكال (1) الخلى، عن شيخه الحسن بن علي بن عبيدة، عن أبى السعادات أحمد بن الماصوري العطاردي، عن القاضى أبى المعالى بن قدامة، عن السيد الرضى. وذكر الشيخ محمد بن صلاح السيبي أنه يروي عن السيد الفقيه القاضي المعظم الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوى الحسيني إجازة في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بمشهد السعدى بالحلة عن والده محمد، عن جده زيد، عن جد أبيه الفقيه الداعي الحسيني، عن السيد المرتضى علم الهدى، قال: وذكر السيد [أن] ظ جده الداعي عمر عمرا طويلا. ومن ذلك ما ذكره الشيخ نجم الدين جعفر بن نما من أنه يروي الصحيفة الكاملة بالاجازة عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي بسماعه بقراءة الشريف الاجل


(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد الاول - ره - في غير موضع منه رحمه الله، كذا في الهامش. (*)

[48]

نظام الشرف (1) أبي الحسن بن العريضي العلوي الحسيني في شوال سنة ست وخمسين وخمسمائة وقرأته أيضا عن والده جعفر بن علي المشهدي وعلى الشيخ الفقيه هبة الله بن نما والشيخ المقرى جعفر بن أبي الفضل بن شعره والشريف أبي القاسم بن الزكي العلوي والشريف أبي الفتح بن الجعفرية والشيخ سالم بن قبارويه جميعا، عن السيد بهاء الشرف بسنده المذكور هناك. ويرويها أيضا نجم الدين بالاجازة، عن والده، عن الشيخ أبي الحسن على بن الخياط، عن الشيخ عربي بن مسافر، عن السيد بهاء الشرف باسناده المعلوم. فصل وأما طريق الرواية عن رجال المرتبة الثالثة فنروي عن الجماعة الذين ذكرنا أسماءهم في أول الكلام عن والدي جميع رواياته وكتبه، ويروي والدي عن شيخه الشيخ علي بن عبدالعالي العاملي الميسي جميع رواياته وعن شيخه السيد الاجل الفاضل الطاهر السيد حسن بن السيد جعفر بن السيد فخر الدين بن السيد حسن بن نجم الدين بن الاعرج الحسيني قدس الله روحه جميع كتبه ورواياته. ويروي الشيخ على بن عبدالعالي، عن شيخه الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن جميع رواياته ويروي الشيخ محمد بن المؤذن عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشيخ السعيد أبي عبد الله الشهيد جميع رواياته، وهو يروي عن والده جميع رواياته وكتبه. ويروي الشيخ محمد بن المؤذن أيضا عن الشيخ عز الدين حسن المعروف بابن العشرة جميع رواياته، ويروي الشيخ عز الدين المذكور، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد جميع رواياته. ويروي ابن المؤذن أيضا عن السيد علي بن دقماق، عن الشيخ شمس الدين محمد


(1) هكذا اتفقت عبارة الشيخ نجم الدين المذكور، والظاهر أن المراد بنظام الشرف بهاء الشرف فيكون رواية ابن جعفر لها من وجهين: السماع والقراءة، فالاول عن السيد بهاء الشرف بغير واسطة والثانى بواسطة الجماعة المذكورين منه. كذا في الهامش.

[49]

ابن شجاع القطان، عن الشيخ أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي جميع كتبه ورواياته. وذكر والدي أنه يروي باسناده السابق عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن عن الشيخ أبي القاسم علي بن طي، عن الشيخ شمس الدين العريضي، عن السيد حسن ابن أيوب الشهير بابن نجم الدين بن الاعرج الحسيني، عن الشهيد جميع كتبه ورواياته. وأنه يرويها أيضا بالاسناد عن الشيخ شمس الدين بن المؤذن، عن الشيخ عز الدين حسن بن العشرة، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد، عن الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحايري، عن الشهيد ره. وبالاسناد عن ابن العشرة، عن الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة الشهير بابن عبدالعالي، عن الشهيد. ويرويها أيضا بالاسناد عن ابن المؤذن، عن السيد علي بن دقماق الحسني عن الشيخ شمس الدين محمد بن شجاع القطان، عن الشيخ أبي عبد الله المقداد، عن الشهيد. ويرويها أيضا عن جماعة من الاصحاب الاخيار (1)، عن الشيخ الامام الفاضل نور الدين علي بن عبدالعالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ أحمد بن فهد، عن الشيخ على بن الخازن، عن الشهيد. ولاهل هذه المرتبة رواية عن رجال المرتبة التي قبلها من دون توسط الشهيد كما تقدم في رواية أهل تلك المرتبة عن التي قبلها، وذلك من عدة طرق ذكرها والدي فمنها: أنه يروي عن الشيخ علي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الصهيوني، عن الشيخ جمال الدين أحمد المعروف بابن الحاج علي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد حسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين بن


(1) ذكر في بعض ما ينسب إليه من الحواشى أن من الجماعة المذكورين السيد حسين بن أبى الحسن والشيخ زين الدين الفقعانى، منه رحمه الله، كذا في الهامش.

[50]

الاعرج الحسيني، عن السيدين الفقيهين الامامين ضياء الدين عبد الله وعميد الدين عبد المطلب ابني الاعرج وعن الشيخ الامام فخر الملة والدين أبي طالب محمد ابن الشيخ العلامة جمال الدين بن المطهر بطرقهم. ومنها أنه يروي بالاسناد عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد، وبالاسناد عن الشيخ عز الدين بن العشرة، عن الشيخ أبي طالب محمد بن الشهيد جميعا عن السيد المرتضى النقيب العلامة تاج الدين أبي عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني بطرقه المعلومة مما سلف. وذكر والدي - ره - أنه رأى خط السيد تاج الدين بالاجازة للشهيد - ره - ولولديه محمد وعلي ولاختهما ام الحسن فاطمة ولجميع المسلمين ممن أدرك جزء من حياته، والذي وقفت عليه أنا من خط هذا السيد الاجازة للشهيد ولولده محمد. ومنها أنه يروي بالاسناد عن ابن المؤذن، عن الشيخ عز الدين حسن بن العشرة، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد، عن الشيخ عبد الحميد النيلي، عن السيدين ضياء الدين وعميد الدين ابني الاعرج والشيخ فخر الدين بن المطهر جميعا عن العلامة جمال الملة والدين بطرقه. وبالاسناد عن الشيخ شمس الدين محمد الصهيوني، عن الشيخ عز الدين بن العشرة عن الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي، عن الشيخ فخر الدين بن المطهر، عن والده بطرقه. وبالاسناد عن ابن المؤذن، عن الشيخ زين الدين أبي القاسم علي بن طي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله العريضي، عن السيد بدر الدين حسن بن نجم الدين، عن السيدين ضياء الدين وعميد الدين والشيخ فخر الدين جميعا، عن العلامة بطرقه.

[51]

فصل وبقي الكلام في طرق الرواية عن أهل الخلاف وبعض من تقدم من علماء أصحابنا الذين لم نقف على طريق الرواية عنهم إلا برجال العامة كابن السكيت فنقول: يروي العلامة صحيح البخاري عن والده، عن السيد السعيد صفي الدين محمد ابن معد الموسوي، عن الشيخ نصير الدين (1) راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني عن السيد فضل الله بن علي بن عبيدالله الحسني الرواندي قال: أخبرني بقراءتي عليه الشيخ أبو المظفر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن رشيدة السكري باصفهان في داره بمحلة شمينكان قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد العيار الاشكابي قال: حدثنا محمد ابن عمر بن شبويه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري (2) قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبراهيم الجعفي البخاري سنة ثلاث وخمسين ومأتين. وعن والده، عن الشيخ علي بن محمد بن أحمد المندائي الواسطي، عن القاضي أبي بكر محمد بن علي بن أحمد الكتابي المحتسب بواسط عن نور الهدى الزينبي، عن العالمة الكريمة بنت أحمد بن محمد المروزي، عن أبي الهيثم محمد بن المسكي، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، عن البخاري. وعن والده، عن القاضي هبة الله بن سلمان، عن محمد بن أحمد بن خلف القطيعي عن أبي الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي، عن أبي الحسن الداودي، عن أبي محمد السرخسي، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، عن محمد بن إسماعيل البخاري. ويروي صحيح مسلم عن السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس الحسني


(1) هكذا في اجازة العلامة لبنى زهرة والمعروف في غيرها ناصر الدين وسيأتى مكررا بلفظ نصير، ومرجع الكل إلى هذا الطريق إلى العلامة، روى به كتبا كثيرة، فهو يتكرر بهذا الاعتبار، منه رحمه الله، كذا في الهامش. (2) كذا ضبطه الشهيد رحمه الله، منه في الهامش.

[52]

قدس الله روحه، عن الشيخ السعيد تاج الدين الحسن بن الدربي، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن شهر آشوب، عن أبي عبد الله محمد الفراوي عن أبي الحسين عبد الغفار الفارسي النيسابوري، عن أبي أحمد الجلودي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه عن أبي الحسين مسلم. ويرويه أيضا عن والده، عن السيد صفي الدين بن معد، عن الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني، عن السيد فضل الله الراوندي، عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، عن عبد الغفار (1) بن محمد الفارسي، عن أبي أحمد الجلودي، عن إبراهيم ابن سفيان عنه. ويروي مسند أحمد بن حنبل عن والده، عن الشيخ علي بن محمد المندائي الواسطي، عن والده، عن أمين الحضرة هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، عن أبي على بن المذهب، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، عن أبي عبد الرحمن بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. ويروي سنن أبي داود بن الاشعث عن والده، عن على بن المندائي، عن القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، عن أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب، عن أبي عثمان القاسم بن جعفر الهاشمي، عن أبي علي اللؤلؤي، عن أبي داود. ويروي موطأ مالك بن أنس رواية محمد بن الحسن فقيه الكوفة، عن والده، عن علي بن المندائي، عن القاضي أبي طالب محمد بن علي بن أحمد الكتابي، عن أبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبي الحسن علي بن الحسين بن أيوب الرزاز إجازة، كلاهما عن أبي طاهر عبد الغفار محمد بن جعفر المؤدب، عن أبي علي محمد بن أحمد الصواف، عن أبي علي بشر بن موسى الاسدي، عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن مهران النسائي، عن محمد بن الحسن الشيباني، عن مالك بن أنس الاصبحي. ويروي الجمع بين صحيحي مسلم والبخاري لابي عبد الله محمد بن أبي نصر


(1) الغافر، خ ل. كذا بخطه. هكذا في الهامش.

[53]

الحميدى باسناده السابق (1) إلى الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي بن البطريق عنه عن الامير الاجل أبي الحسن محمد بن الحسن بن علي الوزير أبي العلاء عن الشريف الخطيب أبي يعلى حيدرة بن بدر الرشيدي الهاشمي الواسطي، عن الحميدي. وعن أبي زكريا يحيى بن البطريق، عن الشيخ الامام المقري أبي بكر عبد الله ابن منصور الباقلاني، عن الشيخ الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي البغدادي، عن الحميدى. ويروي الجمع بين الصحاح الستة وهي موطأ مالك وصحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي وصحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن وصحيح النسائي الكبير تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الاندلسي بالاسناد عن ابن البطريق، عن أبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني والشيخ أبى جعفر المبارك بن رزيق الحداد الواسطي عن أبي الحسن رزين بن معاوية الاندلسي. ويروي كتاب الشهاب في الحكم والآداب (2) من كلام رسول الله صلى الله عليه واله تأليف القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المغربي وساير مصنفاته ورواياته عن والده


(1) في الرواية عن ابن البطريق في جملة روايات الاصحاب، منه رحمه الله. كذا في هامش الاصل. (2) هذا الكتاب شرحه جماعة من علمائنا منهم الشيخ قطب الدين الراوندي ومنهم السيد فضل الله الراوندي وشرحه عندي، وهو كتاب جيد، ومنهم الشيخ افضل الدين الحسن ابن على الماهابادى ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته وقال في ترجمة الشيخ الامام افضل الدين الحسن بن على الماهابادى: " علم في الادب فقيه صالح ثقة متبحر، له تصانيف وعد منها شرح الشهاب. ومنهم الشيخ الامام أبو الفتوح الحسين بن على الخزاعى الرازي، فذكر في جملة تصانيفه كتاب روح الاحباب وروح الالباب في شرح الشهاب، ومنهم الشيخ برهان الدين محمد بن أبى الخير الحمداني. منه قدس سره. كذا في هامش الاصل.

[54]

رحمه الله، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد المندائي، عن أبي القاسم بن الحصين، عن القاضي أبي عبد الله القضاعي. وفي إجازة الشيخ نجم الدين جعفر بن نما: أجاز لي رواية صحيح البخاري العلامة القاضي عماد الدين أبي عمرو زكريا بن محمد القزويني، عن أبي بكر عبد الله بن إبراهيم الشحاذي، عن محمد الفراوي، عن الحفصي، عن الكشمهني، عن الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري. قال: وكذلك صحيح مسلم سمعت نصفه على القاضي عماد الدين المذكور و أجاز لي جميعه فرواه لى عن أبى بكر الشحاذي، عن أبيه، عن أبي عبد الله الطبري، عن عبد الغافر الفارسي، عن أبي أحمد الجلودي، عن أبي إسحاق، عن مسلم. وذكر لرواية كتاب الشهاب عدة طرق. منها عن والده، عن محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ الفقيه نجم الدين بن عبد الله الدوريستي، عن الامير شميلة بن محمد أمير مكة، عن القاضي حسن الاسترابادي عن ابن قدامة، عن القضاعي. وفي إجازة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه يروي كتاب الشهاب عن السيد محيى الدين بن زهرة قال: وأخبرني أنه قرأه على عمه السيد الشريف حمزة ابن علي الحسينى وأخبره أنه قرأه على الشيخ أبى الحسن علي بن جرادة وأخبره أنه سمعه من الشريف الفقيه أبى عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى الديباجي وأخبره به عن القاضى أبى عبد الله الحسين بن مفرج عن مؤلفه، وسمعه من لفظ الشريف النسابة أبى على محمد بن أسعد الجوانى في مجلسين وأخبره عن الشريف شميلة بن أبى هاشم الحسنى المكى وجماعة آخرين عن المؤلف. وذكر والدي أنه يروي كتاب التيسير في القراآت السبع للشيخ أبى عمرو الدانى بطرقه السالفة عن الشهيد الاول، عن السيد تاج الدين بن معية، عن الشيخ جمال الدين يوسف بن حماد عن السيد رضى الدين بن قتادة، عن الشيخ أبى حفص عمر بن معن الزبرى الضرير امام مسجد رسول الله صلى الله عليه واله عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن عمر بن يوسف

[55]

القرطبى، عن الشيخ أبى الحسن علي بن محمد بن أحمد الجذامي الضرير المالقى، عن الشيخ أبى محمد عبد الله بن سهل، عن الشيخ أبى عمرو الدانى. ويرويه أيضا بالاسناد عن الشهيد، عن الشيخ عز الدين أبي البركات خليل بن يوسف الانصاري، عن عبد الله بن سليمان الانصاري الغرناطي، عن أحمد بن على ابن الظباع الرعيني، عن عبد الله بن محمد بن مجاهد العبدي، عن أبي خالد يزيد بن محمد بن رفاعة اللخمي، عن علي بن أحمد بن خلف الانصاري، عن على بن الحسين المرسي، عن أبي عمرو الداني. ويروي كتاب حرز الاماني المشهور بالشاطبية بالاسناد عن الشهيد، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن الحسين بن محمد بن المؤمن الكوفي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن الغزال المضري، عن الشيخ زين الدين علي بن يحيى المربعي، عن السيد عز الدين حسين بن قتادة المديني، عن الشيخ مكين الدين يوسف بن عبد الرزاق الانصاري، عن ناظمها. وعن الشهيد، عن الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي، عن الشيخ محمد ابن يعقوب المعروف بابن الجرائدي، عن ولد الناظم، عن والده. ورأيت أنا بخط الشهيد على ظهر نسخة للشاطبية إجازة لولديه محمد وعلي ذكر فيها أنه رواها لهما عن عدة من المشايخ قراءة وإجازة: منهم الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد البغدادي، عن ابن الجرائدي قراءة عليه في مجلس واحد عن الشيخ كمال الدين العباسي، عن الناظم. ومنهم الشيخ القاري غرس الدين خليل الناقوسي المصدر ببيت المقدس شرفه الله قراءة مني عليه بحق روايته عن الشيخ تقي الدين محمد بن الصائغ، عن الشيخ كمال الدين، عن الناظم. ومنهم قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة بحق قرائتي عليه ببيت المقدس عن جده بدر الدين، عن ابن قاري مصحف الذهب، عن الناظم. قال: والولدان وفقهما الله تعالى توفيق العارفين، يشاركاني في هذه الرواية

[56]

عن قاضي القضاة إجازة لهما ولاخيهما أبي منصور الحسن. وذكر والدي أنه يروي أيضا كتاب الموجز في القراءات والرعاية في التجويد وباقي كتب مكي بن أبي طالب المقري وكتاب الوقف والابتداء للشيخ شمس الدين محمد ابن بشار الانباري وباقي كتبه، وذلك باسناده السابق عن السيد رضي الدين بن قتادة عن أبي حفص الزبري، عن القاضي بهاء الدين بن رافع بن تميم، عن ضياء الدين يحيى بن سعدون القرطبي، عن الشيخ أبي محمد عبد الرحمان بن عتاب، عن الامام أبي محمد مكي بن أبي طالب المقري. وبهذا الاسناد عن ابن رافع، عن ضياء الدين، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلم، عن أبي القاسم إسماعيل ابن سعيد (1)، عن محمد بن القاسم بن بشار الانباري. ويروي كتاب الشيخ جمال الدين أحمد بن موسى بن مجاهد في القراآت السبع بطريقه إلى العلامة جمال الدين بن المطهر عنه عن والده سديد الدين، عن السيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي، عن الشيخ نصير الدين راشد بن إبراهيم البحراني عن السيد فضل الله الراوندي الحسني، عن أبي الفتح بن أبي الفضل الاخشيدى، عن أبي الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم الخياط، عن أبى حفص عمر بن إبراهيم الكناني عن مصنفه. وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته أنه يروي عن السيد محيى الدين بن زهرة جميع كتب الشيخ مكي بن محمد بن مختار القيسي القيرواني وقال: أخبرني السيد محيى الدين أنه قرء منها كتاب مشكل إعراب القرآن على الشيخ أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد بن الزقاق الاندلسي في مدة آخرها السابع عشر من ذى القعدة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.


(1) هكذا بخط والدى رحمه الله، وسيأتى في الرواية عن ابن السكيت " اسماعيل بن أسعد " وهو كذلك هناك بخطه أيضا وبخط الشهيد رحمه الله، فلعله الصواب، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[57]

قال: وقرأت على السيد محيى الدين منها كتاب الناسخ والمنسوخ وأخبرني به وبجميع تصانيف مصنفه، عن أبي الحسن على بن الزقاق، عن أبيه أبي محمد قاسم ابن محمد، عن جماعة منهم الفقيه الخطيب أبو الحسن شريح والفقيه المقرى أبو علي الحافظ كلاهما عن أبي عبد الله محمد بن شريح، عن الشيخ مكي. ومنهم الفقيه المقرى شعيب الاشجعي، عن خاله أبي القاسم خلف بن سعيد القيسي، عن مكي. ومنهم الفقيه الوزير اللغوى أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكى، عن أبيه، عن جده مكى. ومنهم الفقيه أبو الحسن بن الصفار عن ابن شعيب المقرى، عن مكى. ومنهم المقرى أبو داود سليمان بن يحيى، عن ابن التبان، عن مكى. وذكر طرقا اخرى ثم قال: وقرء منها أيضا كتاب التبصرة فيما اختلف فيه القراء السبعة على الشيخ أبى الحسن بن الزقاق هذا في مدة آخرها الرابع عشر من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وأخبره أنه قرأه على أبيه قاسم وقد تقدم ذكر جملة من طرقه وأنه قرأه أيضا على الشيخ الحافظ المقري الحسن بن سهل الختني في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة وأخبره به عن الشيخ الفقيه أبي محمد عبد الرحمان بن عتاب، عن مكي. قال: وقرء منها كتاب الرعاية في تجويد القرائة على الشيخ أبي الحسن الزقاق في سنة تسع وتسعين وخمسائة وهو يرويه بطرقه المذكورة، وسمعه أيضا في سنة أربع وستمائة على القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع وأخبره أنه قرأه على القرطبي وسمعه القرطبي عن الفقيه أبي محمد ابن عتاب وأخبره به عن مكي. ويروي جميع تصانيف أبي عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان القرطبي الداني التي من جملتها كتاب التيسير عن السيد محيى الدين بطرقه إلى المصنف. فأما طريق كتاب التيسير فحكي عن السيد محيى الدين أنه قرأه على الشيخ الامام المقري أبي الفتح محمد بن يوسف بن محمد بن العليمي في مدة آخرها النصف من

[58]

شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وأخبره به عن الشيخ المقري أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن اقبال، عن الشيخ الفقيه المقري أبي عمرو الخضر بن عبد الرحمان ابن سعيد القيسي عن الشيخ المقري أبي داود سليمان بن نجاح عن أبي عمرو الداني المصنف. وأخبره به أيضا أبو الفتوح بن العليمي عن الفقيه المقري أبي الحسن علي ابن فاضل بن سعيد بن حمدون، عن القاضي الفقيه أبي الفضل عبد الرحمان بن يحيى بن إسماعيل العثماني الديباجي، عن أبي الوليد بن اللقاط عن أبي داود المقري، عن المصنف. ويرويه أبو الفضل الديباجي أيضا عن الشيخ أبي البهاء عبد الكريم الصيقلي، عن أحمد بن محمد بن عباد عن المصنف. وأما طريق رواية ساير كتبه فذكر أن السيد محيي الدين يرويها عن الشيخ أبي الفتح بن العليمي، عن ابن حمدون عن الامام أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، عن المصنف. وذكر أنه يروي التيسير أيضا بهذا الطريق وأنه قرءه أيضا وقرأ به القرآن العظيم على الشيخ المقري أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد الزقاق وأخبره أنه قرأه و قرأ به القرآن على أبيه قاسم وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على شعيب بن علي بن جابر الاشجعي وأخبره به عن المقرى أبي بكر محمد بن المفرج بن محمد بن الربوتكة البطليوسي، عن مؤلفه. وأخبره به أبوه قاسم أيضا عن الشيخ أبي الحسن شريح القاضي بإشبيلية عن أبيه أبي عبد الله محمد بن شريح الرعينى، عن مؤلفه أبي عمرو. وأخبره أبوه أيضا عن أبي عبد الله محمد بن فاتر بن عبد الرحمان العسكي بجامع مالقة عن المقري محمد بن حبيب الضرير، عن المغافي، عن المؤلف. قال: وأجاز له أيضا الشيخ أبو الحسن بن الزقاق أنه يروي عنه جميع تصانيف أبي عمرو الداني، عن أبيه، عن الشيخ أبي الحسن على بن محمد بن لب القيسي، عن

[59]

أبي عبد الله محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس المقري المغافي، عن أبي عمرو الداني. وذكر أنه يروي عن السيد محيى الدين أيضا كتاب التهذيب في القراآت السبع تأليف الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الواحد القنسريني وحكى عن السيد أنه قرأه على عمه الشريف الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة وأخبره أنه قرأه على الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن جرادة وأخبره أنه قرأه على والده الشيخ أبي المجد عبد الله وأخبره أنه قرأه على شيخه الشيخ أبي عبد الله المصنف. ويروي كتاب التذكار في قراءة أئمة الامصار السبعة المشهورين ويعقوب تأليف الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المقري المعروف بابن البناء عن السيد محيى الدين أيضا وهو قرأه في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة على الشيخ المقرى علم الدين أبي الفتح بن العليمي وقرء عليه بما تضمنه من رواية حفص عن عاصم ختمتين كاملتين، وبقراءة عاصم من طريقيه المذكورين فيه ختمة كاملة، وبقراءة ابن كثير من جميع طرقه المذكورة فيه ختمة كاملة، وبقراءة نافع من جميع طرقه المذكورة فيه ختمة كاملة، وبقراءة حمزة من جميع طرقه المعينة فيه من أول الختمة إلى رأس الجزء، في سورة يس. وأخبره أنه قرأه وقرء به القرآن على الشيخ أبي الحسن علي بن بركات بن خليفة الحداد وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على الشيخ الخطيب أبي الفضل عبد الواحد بن علي بن أبي السرايا وأخبره أنه قرأه وقرء به على مؤلفه. ويروي كتاب التذكير في قراءا السبعة تأليف الشيخ أبي عبد الله محمد بن شريح، عن السيد محيى الدين وحكى عنه أنه قرأه على الشيخ أبي الحسن علي بن الزقاق في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وأخبره به عن والده، عن أبي الحسن شريح، عن أبيه المصنف. ويروي كتاب التلخيص في القراآت الثمان تأليف أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد المقري الطبري، عن السيد محيى الدين أيضا وهو قرأه على أبي الفتح بن العليمي

[60]

وأخبره أنه قرأه بدمياط على الشيخ جلال الدولة عبد الرحمن بن محمد بن خيار المالكي وأخبره أنه قرأه على الشيخ الامام أبي علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني وأخبره أنه قرأه على والده وقرأه والده على المصنف. وحكى عن السيد محيى الدين أنه أخبره به أيضا إجازة القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم عن الشيخ أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي و قرأه القرطبي وقرء به بثغر الاسكندرية على أبي علي الحسن بن خلف بن عبد الله المقري القيرواني، وأخبره به عن المصنف. وأخبره به إجازة أيضا أبو الحسن بن الزقاق عن أبيه، عن أبي علي الحافظ عن مصنفه أبي معشر. ويروي كتاب المنهج في القراآت السبع المكملة بقراءة ابن محيصن والاعمش وخلف ويعقوب تأليف الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقري البغدادي عن السيد محيى الدين أيضا وهو قرأه على الشيخ أبي الحرم مكي بن ريان بن شبه المالسي بحلب وأخبره أنه سمعه على الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن علي البغدادي المعروف بابن سقف الاتون وقرء به القرآن وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على مؤلفه. قال: وأخبرني به إجازة السيد محيى الدين المذكور، عن الشيخ الامام تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، عن مؤلفه الشيخ أبي محمد. وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أنه يروي كتاب التيسير، عن والده إجازة، عن الشيخ أبي الحسن على بن يحيى الخياط، عن الشيخ العالم المقري محمد بن عبد الله ابن عبد الودود الاندلسي قال قرأته على أبي عبد الله محمد بن أحمد الاشبيلي وأخبرني به عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، عن أبي عمرو الداني مصنف الكتاب. ويروى أيضا كتاب الوقف والابتداء لابي عمرو بالاسناد عن الشيخ محمد بن عبد الودود قال قرأته على المقرى أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن بعيش الغساني وأخبرني به عن أبي الحسن على بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، عن أبي داود سليمان بن أبي القاسم

[61]

عن أبي عمرو. ويروي أيضا كتاب طبقات القراء والمقرين ومن تصدر للاقراء من عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة لابي عمرو أيضا بالاسناد عن ابن عبد الودود قال: قرأته على المقرى أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن بعيش الغساني قال: سمعته على المقرى النحوي أبي القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي قال: سمعته على أبي داود سليمان بن أبي القاسم قال: سمعته على مصنفه. ويروى العلامة كتاب الصحاح في اللغة لابي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري عن والده، عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن ردة، عن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الصمد التميمي، عن أبيه، عن جد أبيه، عن الاديب أبي منصور بن أبي القاسم البيشكى، عن الجوهري. ويروي كتاب الجمهرة في اللغة لابي بكر بن دريد وساير مصنفاته ورواياته وإجازاته عن والده، عن السيد فخار، عن أبى الفتح محمد بن المندائى (1)، عن أبى منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقى، عن الخطيب أبى زكريا التبريزي عن أبى محمد الحسن بن علي الجوهري، عن أبى بكر بن الجراح، عن ابن دريد. ويروى كتاب إصلاح المنطق لابي يوسف يعقوب بن السكيت وساير مصنفاته ورواياته وإجازاته بالاسناد المتقدم عن أبى الفتح بن المندائى، عن الرئيس أبى عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب المعروف بالبارع عن محمد بن أحمد بن المسلم العدل، عن أبى القاسم إسماعيل بن أسعد بن إسماعيل بن سويد، عن أبى بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري، عن أبيه القاسم، عن عبد الله بن محمد الرستمى، عن يعقوب.


(1) هكذا وجدت ضبطه في خط الشهيد رحمه الله لكنه في موضعين آخرين ضبطه " الميداني " أحدهما في رواية كتاب الشهاب في الحكم والاداب، وقد سبق، والثانى في رواية كتاب غريب القرآن للعزيزي، وسيجئ عن قريب، وحينئذ فأحد الضبطين وهم، وسيأتى في رواية العزيزي وصفه بالواسطى، وقد تقدم مكررا " المندائى الواسطي " بضبط الشهيد رحمه الله فلا يبعد ترجيحه، وكون الوهم في خلافه، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[62]

ويروي كتاب الفصيح لابي العباس أحمد بن يحيى المشهور بثعلب وساير مصنفاته عن والده، عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء أبى منصور هبة الله بن أيوب، عن ابن العصار (1) عن أبى الحسن سعد الخير بن محمد الاندلسي، عن أبى سعيد محمد بن محمد المطري، عن أحمد بن عبد الله الاصفهانى، عن أبى الحسن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، عن أبى العباس ثعلب. ويروي كتاب مجمل اللغة لابي الحسين أحمد بن فارس وساير مصنفاته، عن والده عن الشيخ مهذب الدين محمد بن يحيى بن كرم، عن أبى الفرج بن الجوزى، عن ابن الجواليقى، عن الخطيب التبريزي، عن الفقيه أبى الفتح سليمان بن أيوب الرازي الشافعي، عن أحمد بن فارس. ويروي كتاب الغريبين لابي عبيد أحمد بن محمد الهروي ساير مصنفاته عن والده عن السيد فخار، عن أبى الفرج بن الجوزي، عن ابن الجواليقى، عن الخطيب التبريزي، عن الوزير أبى القاسم المغربي، عن الهروي. ويروى كتاب غريب القرآن المعروف بالعزيزي لابي بكر محمد بن عزيز السجستاني وساير مصنفاته، عن والده عن السيد فخار، عن أبى الفتح المندائى الواسطي، عن أبى القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، عن أبى الحسن عبد الباقي بن فارس المقري، عن أبى أحمد عبد الباقي بن الحسين بن حسنون (2) عن أبى بكر محمد بن عزيز السجستاني.


(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد رحمه الله في موضعين، ويوجد في بعض المواضع القصار، ولعله تصحيف، وعلى كل حال فلم أقف على ذكر لاسمه، ولا بيان لنسبه بأكثر من هذا القدر مع التتبع بقدر الوسع، منه رحمه الله. كذا في هامش الاصل. أقول: راجع في ذلك ج 107 ص 81. (2) سيأتي في حكاية رواية عميد الرؤساء " عبد الله بن الحسين بن حسنون " وقد نبه على هذا الاختلاف أيضا الشهيد الاول رحمه الله، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[63]

ويروى جميع مصنفات أبى سعيد عبد الملك بن قريب الاصمعي عن والده، عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء، عن ابن العصار، عن أبى منصور محمد بن محمد بن دلال الشيباني، عن أبى الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، عن أبى الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس، عن أبى على الحسن بن عبد الغفار النحوي، عن أبى بكر محمد بن السرى، عن أبى سعيد الحسن بن الحسين السكري، عن أبى إسحاق الزيادي، عن الاصمعي، وكذلك جميع رواياته من اللغة والشعر والنحو والفقه و ساير العلوم. ويروى جميع كتب ابن قتيبة ورواياته، عن والده عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء عن ابن العصار، عن أبى الحسن سعد الخير، عن أبى الحسن المبارك بن عبد الجبار، عن أبى طاهر محمد بن علي بن عبد الله السماك، عن أبى عبد الله الحسين بن المظفر، عن أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، عن أبى محمد عبد الله بن قتيبة. ويروي جميع مصنفات الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي اللغوي المقري وجميع رواياته ومقرواته من كتب الادب والتفاسير والاحاديث وغيرها عن السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس الحسني، عن الشيخ السعيد تاج الدين الحسن بن الدربي، عن الموفق أبي عبد الله أحمد بن شهريار الخازن، عن ابن الخشاب. ويروي جميع كتب أبي العلاء بن سليمان المعرى ورواياته وما ينسب إليه عن والده، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن ابن المندائي (1) عن ابن الجواليقى عن الخطيب التبريزي عن المعرى. ويروى عن والده عن الشيخ مهذب الدين بن كرم، عن أبى الفرج بن الجوزى، عن أبي منصور بن الجواليقي، عن الخطيب أبي زكريا التبريزي، عن أبي العلاء المعرى وأبي القاسم عمر بن ثابت الثمانيني وأبي الحسن بن عبد الوارث جميع كتبهم. وبالاسناد عن الثمانيني، عن أبي الفتح ابن جني، جميع مصنفاته وعن


(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد، كذا في الهامش.

[64]

ابن جنى بهذا الاسناد عن أبى علي الفارسى جميع كتبه، وعن أبى علي الفارسى بهذا الاسناد عن أبى بكر بن السراج جميع كتبه، وعن ابن السراج بهذا الاسناد عن الزجاج جميع كتبه، وعن الزجاج، عن أبي العباس المبرد جميع كتبه، وعن المبرد عن أبى عثمان المازنى جميع كتبه، وعن المازني، عن الجرمي جميع كتبه وكذا عن أبى الحسن الاخفش وعن الاخفش، عن سيبويه جميع كتبه وعن سيبويه، عن الخليل بن أحمد رحمه الله جميع كتبه. ويروى كتاب الكشاف للزمخشري، عن الشيخ عبد الله بن جعفر بن الصباغ الكوفى، عن نور الدين محمد بن محمود بن محمد، عن علاء الدين أبى الفضائل محمد بن محمود الترجماني وأبى محمد حسين بن سعد بن حسين البارع، عن برهان الدين أبي المكارم ناصر بن أبي المكارم المطرزي، عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي، عن أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري. ويروى مصنفات ابن الحاجب، عن الشيخ جمال الدين حسين بن أياز النحوي عن شيخه سعد الدين أحمد بن أحمد المغربي البيانى، عن المصنف. ويروى كتب الحسن بن بابشاذ النحوي، عن والده، عن مهذب الدين بن كرم عن أبى الفرج بن الجوزى، عن العلا بن المحتسب،، عن أبى الحسن بن بابشاذ. ويروى عن جماعة من معاصريه جميع مصنفاتهم ورواياتهم: فمنهم الشيخ نجم الدين علي عمر الكاتبى القزويني ويعرف بدبيران ذكر أنه يروى عنه جميع ما صنفه وقرأه ورواه واجيز له روايته، قال: وكان هذا الشيخ من فضلاء العصر وأعلمهم بالمنطق، وله تصانيف كثيرة قرأت عليه شرح الكشف إلا ما شذ وكان ذا خلق حسن، ومناظرات جيدة. ومنهم الشيخ برهان الدين النسفى فذكر أنه يروى عنه جميع ما صنفه ورواه واجيز له روايته، قال: وكان هذا الشيخ عظيم الشأن ذا مصنفات في الجدل، استخرج مسائل مشكلة، قرأت عليه بعض مصنفاته في الجدل، وله في غير ذلك مصنفات متعددة.

[65]

ومنهم الشيخ عز الدين الفاروقي الواسطي ذكر أنه يروى عنه جميع ما رواه وقرأه واجيز له قال: وهذا الشيخ كان رجلا صالحا من فقهاء المخالفين وعلمائهم. ومنهم الشيخ تقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي بن الصباغ الكوفي ذكر أنه يروي عنه جميع رواياته ومقرواته ومسموعاته وما اجيز له روايته، قال: وهذا الشيخ كان صالحا من فقهاء الحنفية بالكوفة. ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي فذكر أنه يروي عنه جميع ما صنفه في العلوم العقلية والنقلية، وما قرأه ورواه واجيز له روايته، قال: و هذا الشيخ كان من أفضل علماء الشافعية، وكان من أنصف الناس في البحث، كنت أقرء عليه واورد عليه اعتراضات في بعض الاوقات فيفكر ثم يجيب تارة وتارة اخرى يقول حتى نفكر في هذا عاودني هذا السؤال، فاعاوده يوما ويومين وثلاثة فتارة يجيب وتارة يقول: هذا قد عجزت عن جوابه. وذكر أنه يروي عن نجم الدين الكاتبي عن أثير الدين الفضل بن عمر الابهري جميع مصنفاته وكذا عن أفضل الدين الخونجي. ويروي بالاسناد عن أثير الدين وأفضل الدين كليهما، عن الشيخ فخر الدين محمد بن الخطيب الرازي جميع مصنفاته. وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما أنه يروي صحاح الجوهري إجازة عن والده تغمده الله برحمته عن الشيخ عميد الرؤساء هبة الله بن أيوب، عن الشيخ علي بن عبد الرحيم بن عبد الملك بن الحسن السليمي، عن الشيخ الموفق أبي الحجاج يوسف ابن محمد بن الحسين بن الخلال صاحب ديوان الانشاء بمصر في سنة سبع وخمسين وخمسمائة وأخبر أنه سمع الكتاب أجمع بقراءته وقراءة غيره على أبي القاسم علي بن جعفر بن القطاع اللغوي بمصر عن الشيخ أبي بكر محمد بن علي بن البراء الغوثي بصقلية وأخبره أنه سمعه من أبي محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري بقراءته وقراءة غيره على مصنفه أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري. ويرويه أيضا عن والده، عن عميد الروساء، عن الشيخ العالم ناصر الدين أبي -

[66]

إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمد البحراني، عن السيد أبي الرضا فضل الله ابن علي الحسني، عن الشيخ أبي الفضل عبد الرحيم بن الاخوة البغدادي، عن أبي الفضل محمد بن يحيى الناتكي قال: أخبرنا به أبو نصر عبد الكريم بن محمد الاطروش سبط بشر، عن أبي علي الحسين بن محمد الاروني، عن الشيخ أبي نصر إسماعيل بن حماد الفارابي الجوهري المصنف. ويرويه أيضا عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن قطب الدين الراوندي، عن عبد الرحيم بن الاخوة ببقية الطريق السالف، عن مصنفه. ويروي كتاب الجمهرة بالاجازة عن والده، عن عميد الرؤساء، عن الشيخ راشد، عن السيد أبي الرضا، عن أبي القاسم علي بن طلحة (1) بن كردان النحوي الملقب بالسحنائي، عن علي بن عيسى الرماني، عن ابن دريد. ويروي كتاب إصلاح المنطق عن والده إجازة عن عميد الرؤساء، عن الشيخ علي ابن عبد الرحيم السلمي بحق روايته عن الشيخين أبي منصور الجواليقي وأبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري وروياه عن شيخهما أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي، عن أبي الحسن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي الكاتب، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الجراح، عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري، عن أبيه عن أبي محمد عبد الله بن رستم، عن يعقوب بن إسحاق السكيت اللغوي. ويرويه أيضا مع ساير كتب مصنفه بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار، عن ابن مقسم، عن أبي الحسن العبدي عن يعقوب. ويروي كتاب الفصيح بالاجازة عن والده، عن أبي الفرج بن الراوندي، عن عبد الرحيم بن الاخوة، عن عبد الله بن محمد الآبنوسي، عن أبي محمد الجوهري، عن ابن كيسان، عن ثعلب.


(1) في طريق آخر بخط الشهيد رحمه الله: (على بن أبى طلحة) منه رحمه الله كذا بخطه قدس سره في الهامش.

[67]

ويروي كتاب مجمل اللغة بالطريق عن أبي الفرج بن الراوندي، عن أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الاخشيد السراج، عن أبي الفتح علي بن محمد ابن عبد الصمد بن محمد الدكيكي، عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب القزويني مصنف الكتاب. ويرويه أيضا بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا، عن أبي الفتح بساير الطريق. ويروي كتاب الغريبين بالاسناد عن أبي الرضا، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحام النيسابوري، عن أبي عمرو المليحي، عن مصنفه أبي عبيد الهروي. ويرويه أيضا بالطريق السالف عن أبي الفرج بن الراوندي، عن أبي القاسم زاهر ببقية الطريق. ويروى كتاب غريب القرآن لابن عزيز بالاجازة عن والده، عن الشيخ علي ابن يحيى الخياط، عن الشيخ على بن نصر بن هارون المعروف جده بالكال الخلي (1) عن الشيخ العالم كمال الدين عبد الرحمان بن محمد بن سعيد الانباري، عن الشيخ سعد الخير بن محمد بن سهل الانصاري، عن أبي عبد الله الحميدي، عن عبد الباقي بن فارس المقري، عن ابن حسنون، عن ابن عزيز. وبالاسناد عن الشيخ علي بن نصر، عن الحسن بن علي بن عبيدة، عن شيخه أبي الفضل محمد بن الحسن بن محمد الاسكاف، عن أبي بكر الخياط، عن ابن سمعان الرزاز، عن مصنفه. ويروي جميع كتب الاصمعي بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا، عن أبي الحسين علي بن محمد بن دينار، عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، عن ابن دريد، عن أبي حاتم، عن الاصمعي.


(1) ضبطه بالخاء المعجمة، وجدته مكررا في خط الشهيد الاول رحمه الله، فيبقى (فينتفى) النظر فيه، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[68]

قلت: هذا الطريق وجدته بالصورة التي أثبتها مكررا في كلام الشيخ نجم الدين وعندي فيه نظر وفي معناه الطريق السابق لرواية كتب ابن السكيت، وغير مستبعد أن يكون في أثنائهما وسائط غفل عنها عند إيرادهما، ولم يتيسر لي مراجعتهما في المظان فليكن الحال معلوما وقد رأيت في تضاعيف الطرق التى أوردها هذا الشيخ أغلاطا كثيرة عدلت عن بعضها وتركت ما لم أجد عنه بدلا. ويروي كتاب تهذيب اللغة لابي منصور الازهري الهروي عن والده إجازة عن الشيخ أبى الفرج بن الراوندي، عن أبى عبد الله محمد بن أحمد الارغيانى، عن أبى الحسن علي بن أحمد الواحدي، عن أبى الفضل أحمد بن عبد ربه الصفار، عن الازهري. ويرويه أيضا عن والده، عن عميد الرؤساء، عن الشيخ راشد البحراني، عن السيد أبى الرضا فضل الله الحسنى قال: أخبرني به محمد بن عبد الله بن أحمد الارغيانى قال: أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، عن الشيخ أبى الفضل أحمد بن محمد بن عبد ربه الصفار، عن أبى منصور محمد بن أحمد بن الازهر الهروي المصنف. قلت: أرى أن في الطريق الاول خللا فان والده يروي فيه عن ابن الارغيانى بواسطة أبى الفرج فقط، وفي الثاني بثلاث وسائط وهو أمر مستبعد. ويروي جميع كتب أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بالاسناد عن أبى الفرج الراوندي، عن أبى القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندى، عن أبى غالب أحمد بن سهل، عن ابن دينار، عن أبى طالب الانباري، عن يموت بن المزرع، عن خاله أبى عثمان الجاحظ. ويروي كتب الزمخشري بالاسناد عن الشيخ أبي الفرج الراوندي، عن الزمخشري. ويروي جميع كتب الشيخ أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي بالاسناد عن أبي الفرج، عن أبي الفتح الخشاب المروزي، عن أبيه، عن الثعالبي.

[69]

ووجدت بخط شيخنا الشهيد الاول في بعض مجاميعه ما هذه صورته: قرأ سديد الدين ابن المطهر على محمد بن يحيى بن كرم الجزء الاول من غريبي الهروي إلى حرف الصاد مع الواو في جمادى الاولى سنة تسع عشرة وستمائة، ورواه له عن عبد الرحمان ابن الجوزي، عن ابن الجواليقي، عن أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي، عن الوزير أبي القاسم المغربي، عن الهروي. وبخطه أيضا ما هذا نصه: وجدت بخط عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب على كتاب العزيزي بخط الشيخ الفقية محمد بن إدريس ما حكايته: قرء علي كتاب تفسير غريب القرآن لابي بكر محمد بن عزيز السجستاني النحوي أجمع الرئيس الاجل الفقيه العالم أبو عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس وفقه الله لطاعته قراءة صحيحة مرضية أخبرني به قاضي القضاة أبو جعفر عبد الواحد بن أحمد بن محمد الثقفي الكوفي قراءة عليه من أصله الذي قرأه، وذلك في منزله بمدينة السلام في شهر ربيع الاول من سنة أربع وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرني به الشيخ العدل أبو سعيد عبد الجليل بن محمد الساوي سادس ذي القعدة من سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة بالكوفة في المسجد الجامع بها. وأخبرني أيضا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي البغدادي قراءة عليه في سنة إحدى وستين وخمسمائة قال: أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة قالا جميعا: أخبرنا أبو الحسن عبد الباقي بن فارس المقري المعروف بابن أبي الفتح قراءة عليه بالفسطاط في جامع عمر (1) قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون المقري البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني المصنف النحوي. وكتب هبة الله بن حامد بن (2) أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب في شهر رمضان المبارك


(1) كذا بخطه على ما في الهامش. (2) ذكر شيخنا الشهيد رحمه الله أن كلمة " ابن " من قوله " ابن أحمد " وقعت في أول السطر بخط عميد الرؤساء ولم يكتب لها ألفا، منه رحمه الله، كذا في هامش الاصل.

[70]

من سنة سبعين وخمسمائة وصلى الله على سيد الانبياء وخاتمهم محمد وعلى آله الطاهرين. ووجدت بخط الشهيد أيضا حكاية صورة استدعاء الاجازة بخط السيد الجليل جمال الملة والدين أحمد بن طاوس له ولولده السعيد غياث الدين عبد الكريم من الشيخ الفاضل العلامة رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد الصنعاني وبعدها صورة الاجازة لهما من خط الصنعانى وهي هذه. قد أجزت لمفخر السادة، ولولده جوهر السيادة، جميع مسموعاتي ومؤلفاتي و منشأتي، وكتب الصنعاني. وذكر السيد غياث الدين في إجازته التي أسلفنا الحديث عنها أن رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي بن إسماعيل الصنعاني الحنفي اللغوي أجاز له رواية مسموعاته ومؤلفاته ومنشآته. ووجدت بخط الشهيد أيضا ما حكايته: يروي شيخنا جمال الدين بن المطهر عن رضي الدين الحسن بن علي الصنعاني اللغوى جميع ما يجوز روايته عنه. وبخطه أيضا أروى الكشاف عاليا عن القاضي ابن جماعة، عن أحمد بن عساكر، عن ام المؤيد زينب بنت الشعرى، عن الزمخشري وأرويه، عن الشيخ رضي الدين يعني المزيدي، عن ابن صالح، عن ابن نما، عن أبي الفرج، عن ابن - الراوندي، عن الزمخشري. ووجدت بخطه أيضا ما صورته: قال العبد الفقير إلى الله محمد بن مكي أعانه الله على طاعته: أنه قد أجاز لى في يوم السبت الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة أربع و خمسين وسبعمائة بطيبة مدينة الرسول على ساكنها أفضل الصلاة والسلام إجازة عامة بجميع معقوله ومنقوله، تلفظ بها مولانا الاعظم قاضى قضاة الديار المصرية عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة بمصر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي ابن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الشافعي وهو يروي عن جماعة كثيرة. منهم الشيخان العالمان مسندا وقتهما أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن

[71]

محمد بن عساكر وام محمد زينب ابنة كندى ابن عمر بن كندي الدمشقيان وممن أجاز لهما ام المؤيد زينب وتدعى حرة ابنة أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد (1) بن عبدوس الجرجاني الاصل النيسابوري الدار الصوفي المعروف بالشعري وممن أجاز لها الامام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري. وممن كتب إلى القاضي عز الدين المذكور من بغداد الشيخ المعمر الفاضل عماد الدين أبو البركات إسماعيل بن على بن أحمد بن إسماعيل الارجي المعروف بابن الطبال سمع من عمر بن كرم جميع جامع أبي عيسى الترمذي باجازته من الكروخي بسنده. وكذلك في التاريخ المذكور بالمدينة المشرفة أجاز لي المولى المسند العلامة المورخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس (2) بن يوسف بن بدر بن علي من ولد قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي المدني المعروف بالمطري نسبة إلى المطرية من ظاهر قاهرة الديار المصرية، وهي متنزه أهلها ومحل فواكهها، جميع ما ألفه ورواه إجازة تلفظ بها. فممن روى عنه سماعا مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن عساكر، وشمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن جميل الدمشقيان وهما يرويان عن الشيخ صاحب العوارف شهاب الدين السهروردي. وممن أجاز له الحافظ الناقد النسابة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي وشهاب الدين أحمد بن إسحاق الاترفوهي وشيوخه تنيف على مائتي شيخ، كذا ذكره كل ذلك كتابة في التاريخ المذكور. وأجازا في ذلك التاريخ لمولانا السيد العلامة الحسيب النسيب تاج الدين أبي عبد الله بن معية ولمولانا السيد الفقيه العلامة جمال الدين بن أبي طالب محمد ابن


(1) كذا بخطه، راجع هامش الاصل. (2) بخط الشهيد رحمه الله على قوله (عساس) ينظر، راجع هامش الاصل.

[72]

شيخنا عميد الدين ولثمانية أنفس آخرين. ووجدت بخط السيد تاج الدين بن معية تحت خط شيخنا الشهيد ما هذه صورته (ما ذكره مولانا المولى الشيخ الامام العالم الفاضل الكامل المحقق العلامة شمس الملة والحق والدين صحيح وورد علينا خط هذين الشيخين العالمين المذكورين بتاريخ المحرم سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقد كتبا بذلك من المدينة شرفها الله تعالى بالتاريخ المذكور، وذكر القاضي الاعظم عز الدين بن جماعة في خطه أن مولده في المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة. وذكر شيخنا الشهيد الاول في بعض الاجازات المنسوبة إليه أنه يروي مصنفات العامة ومروياتهم عن نحو من أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل، ومن جملة من يروى عنه منهم الشيخ الجليل العالم الكبير جمال الدين أبو أحمد عبد الصمد بن الخليل البغدادي شيخ دار الحديث بها، وقد رأيت إجازته له بخط المجيز، وهو من الجودة والحسن في الغاية، وكان هذا الشيخ جليل القدر، واسع الرواية، فأحببت إيراد نبذة من كلامه فيها قال بعد الحمد والصلاة: يقول العبد الفقير المحتاج إلى الرحمة، عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل بن إبراهيم بن الخليل قاري الحديث النبوي ببغداد قد أجزت للشيخ الامام العلامة الفقيه البارع الورع الفاضل الناسك الزاهد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي بن محمد كاتب الاستدعاء بخطه الشريف زاده الله تعالى توفيقا ونهج له إلى محجة الفوز طريقا أن يروي عني جميع ما يجوز لي وعني روايته مما قرأته أو سمعته يقرأه أو نوولته أو اجيزت لي روايته أو كتب به إلى أو وجدته أو صنفته من كتاب أو نظمته من شعر أو أنشائة من خطبة أو رسالة أو فصل وعظي أو مقامة، وكلما صح ويصح عنده أنه مما يجوز روايته عني فله روايته عنى وقد تلفظت له بذلك. ومما صنفته الاكسير في التفسير وهو مختصر رموز الكنوز وعيون العين في الاربعين وكمال الامال في بيان حال المآل وزين القصص في تفسير أحسن القصص فسرت فيه سورة يوسف باستقصاء، وأخفياء الاصفياء، والرعاية بحال الرواية في

[73]

علوم الحديث - وعد جملة من تصانيفة ثم قال: ونظمت في مدح النبي صلى الله عليه واله وسلم نحوا من سبعين قصيدة منها ما يزيد على مائة بيت وأخذ في ذكر طرقه إلى أن قال: وأجاز لي جمع كثير من أهل بلدنا وأهل دمشق وأهل الكوفة وغيرهم، ومن أجل مشايخي الشيخ العلامة نادرة الزمان سيبويه العصر أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان الاندلسي نزيل مصر لقيته بمنى الشريفة، وسمعت من لفظه شيئا من مصنفاته، وسمعت شيئا منها يقرأ عليه، وقرأت أنا عليه شيئا من مصنفاته، وقصيدا من نظمه في مديح النبي صلى الله عليه واله وسلم وجزء ابن عرفة بسماعه على أصحاب ابن كليب، وأجاز لي أن أروي عنه ما يجوز عنه روايته بلفظه، وكتب لي بذلك خطه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ثم قال: ولو ذكرت كل من أجاز لي بنسبته مستوفى وما سمعته بطرقه لطال الخطب. ووجدت بخط والدي قدس الله سره في بعض مجاميعه حكاية صورة هذه الاجازة، وحكى في أثرها عن الشيخ أبي حيان أنه ذكر في إجازته لهذا الشيخ أنه أجاز له جميع ما رواه بجزيرة الاندلس وبلاد افريقية وديار مصر والحجاز والشام والعراق وأن من مصنفاته البحر المحيط أخذ فيه عن الزمخشري وفخر الدين الرازي وابن عطية في كتابه المسمى بالوجيز، وعن أبي البقاء في إعرابه وغيرهم، وكتاب ارتشاف الضرب من لسان العرب وعد جملة من كتبه إلى أن قال: ومن غريب ما صنفته كتاب الادراك للسان الاتراك، وكتاب منطق الخرس للسان الفرس، وزهو الملك في نحو الترك. ثم قال: ومما تفردت بروايته في هذه البلاد كتاب سيبويه قرأته على الامام شهاب الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الحلبي عرف بابن النحاس قرأته عليه جميعه قال: قرأته على الامام أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق قال: قرأته على تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي بسنده. قال: وقد قرأت بلفظي الجزء الذي خرجته عن جماعة من شيوخي بالمغرب وغيره وقصيدي الذي في مديح رسول الله صلى الله عليه واله المسمى بالمورد العذب في عروض قصيد كعب،

[74]

فسمع ذلك الشيخ الامام العالم جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم بن خليل وسمع على جميع جزء ابن عرفة، وقرء الشيخ جمال الدين عبد الصمد علي وعلى معتقتي ام حيان زمرد جميع الجزء الذي خرجته لها عن شيوخها، وجميع ما تضمنه الجزء سماع لي عن شيوخها وكان هذا الفراغ والقراءة بمنى في أرض الحجاز يوم السبت الثالث لذى حجة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. ويروى والدي قدس الله نفسه عن جمع من العامة أيضا قراءة وسماعا وإجازة، وقد رأيت بعض أجازاتهم له، وكان أكثرها مجموعا في كتاب مفرد ذكره في فهرست كتب خزائنه، وكأنه أخذ في جملة الكتب التي انتهبها بعض الاعداء في حياته ره ولم أره، ولكني وجدت بخطه ذكر من روى عنه منهم إجمالا، ورأيت في بعض مجاميعه تفصيلا لروايته عن بعضهم، فأنا اورد من ذلك ما وجدته مقتصرا فيما فصله على المهم. فمن جملتهم الشيخ محمد بن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي ذكر أنه قرء عليه جملة من الصحيحين وأجاز له روايتهما مع ما يجوز به روايته في شهر ربيع الاول سنة اثنين وأربعين وتسعمائة، وإجازة هذا الشيخ موجودة عندنا بخطه وقد عني فيها بذكر الطرق إلى رواية الصحيحين، وأورد في هذا المعنى فنونا غريبة يشهد باتساعه في الرواية وحسن ضبطه وفي التعرض لذكرها تحمل لكلفة التطويل من غير طائل، نعم لا بأس بايراد طريق منها يؤنس بروايتهم المتأخرة. فمما ذكره في طرق رواية صحيح البخاري أنه يرويه عن شيخه أبي عمر يوسف ابن حسن العمري سماعا قال: أخبرنا به عاليا أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطيب في كتابه إلى من القاهرة وام عبد الرزاق خديجة بنت عبد الكريم الارنوي بقرائتي عليها لثلاثياتة وجملة اخرى منه، ومشافهة لسايره، قالا أخبرتنا ام محمد بنت عبد الهادي قالت: أخبرنا أبو العباس الحجار الحنفي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الزبيدي الحنبلي قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن الداودي قال، أخبرنا أبو محمد السرخسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الفربري قال: أخبرنا

[75]

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. ومما ذكره في طرق رواية صحيح مسلم أنه يرويه عن أبي بكر محمد بن أبي بكر ابن أبي عمر سماعا قال: أخبرنا أبو الحسن بن عروة بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو زكريا الرحبي قال: أخبرنا الحافظ أبو الحجاج المزي قال: أخبرنا المشايخ الخمسة أبو حامد الصابوني وأبو محمد بن غنيمة وأبو بكر بن يونس والرشيد العامري سماعا عليهم والتاج بن أبي عصرون بقرائتي عليه، قال الصابوني وابن غنيمة وابن أبى عصرون قال: أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي قال: ابن غنيمة قراءة عليه وأنا أسمع وقال الآخران: في كتابه إلينا منها، وقال ابن يونس والعامري وأبو حامد أيضا أخبرنا أبو القاسم الحرستاني قراءة عليه ونحن نسمع قال الطوسي والحرستاني: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أما الطوسي فقراءة عليه وهو يسمع وأما الآخر ففي كتابه إليه من نيسابور، قال الفراوي: أخبرنا أبو الحسين الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد الجلودي قال: أخبرنا أبو إسحاق الفقيه قال: حدثنا الحافظ أبو الحجاج مسلم بكتابه. ووجدت بخط والدي على أثر إجازة هذا الشيخ ذكر جملة من طرق روايته لكثير من كتب السلف فأحببت إيراد شئ منها بصورة ما وجدته وهي هكذا: يروى الشيخ شمس الدين بن طولون التيسير عن جماعة منهم أبو الفتح محمد بن محمد المزى، عن أبي العباس أحمد بن علي بن حجر، عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن أبي عبد الله محمد بن جابر الواداشي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الغماز عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن سلمون. ح: قال ابن حجر: وأنبأنا به عاليا أبو العباس أحمد بن أبي بكر الحنبلي عن الفخر عثمان بن محمد البوذري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن رشيق، عن أبي عبد الله محمد بن زرقون المغربي، عن أبي العباس أحمد بن محمد الخولاني، عن المولف. وذكر طريقا آخر إلى رواية هذا الكتاب ثم قال: وأعلى منه عن الشيخ أبي الفتح محمد بن محمد المزي، عن أبي الخير محمد بن محمد الجزري، عن أبي العباس

[76]

أحمد بن أبي عبد الله الحسين بن سليمان بن فزاره الحنفي، عن والده به. ثم قال: قال الشيخ شمس الدين وهذه الطريق أعلى إسناد يوجد اليوم في الدنيا متصلا بهذا الكتاب. ويروي الشاطبية عن جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن عبد الله الصالحي، عن أبي حفص عمر بن يعقوب الصالحي، عن الزين عمر بن أبي المعالي محمد بن محمد اللبان عن والده وأبي محمد عبد الوهاب بن يوسف بن السلار وأبي عبد الله محمد بن أحمد العسقلاني إمام جامع طولون والبرهان إبراهيم بن أحمد الشامي. قال ابن يعقوب: وأنبأنا بها عاليا أبو العباس أحمد بن أبي بكر السرمساحي، عن الشيخ غرس الدين أبي الصفا خليل أن الشيخ شمس الدين محمد بن الناظم أنبأه ومنهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان القبيباتي الضرير، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن النجار، عن المعمر زين الدين طاهر، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الشهير بالصائغ. ومنهم أبو البقاء محمد بن أبي بكر بن أبي عمر عن أحمد بن حجر، عن البرهان إبراهيم بن أحمد الشامي. ومنهم وهو أعلى من الجميع عن العلامة فتح الدين محمد بن محمد الآفاقي، عن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد الدمشقي، عن التقي أبي محمد عبد الرحمان بن أحمد البغدادي عن التقي محمد بن أحمد الصائغ وقرأ بها على أبي الحسن علي بن شجاع العباسي الضرير صهر الشاطبي وقرأ بها هو والسخاوي على ناظمها. قال الشيخ شمس الدين: وهذه الطريق لا يوجد اليوم لهذا الكتاب في الدنيا أعلى منه، هكذا مسلسل إلى الناظم لمشايخ الاقراء قرء الناظم بكتاب التيسير على أبى الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرء به على أبي داود سليمان بن نجاح المقرى و قرء به هو وابن البيان على مؤلف التيسير أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني. ويروي صحاح الجوهري، عن أبي بكر محمد بن أبي بكر بن أبى عمر بقراءته عليه لبعضه وشفاها لبقيته عن أبى الفضل أحمد بن علي بن حجر، عن أبى الخير أحمد

[77]

ابن أبى سعيد العلائى، عن الرضى إبراهيم بن محمد الطبري، عن أبى الحسن علي بن هبة الله بن سلامة، عن أبى محمد عبد الله بن برى النحوي، عن أبى يعلى محمد بن حمزة ابن الغزى، عن أبى القاسم علي بن جعفر بن القطاع، عن أبى بكر محمد بن عبد البر التميمي، عن أبى عبد الله محمد بن إسماعيل النيسابوري، عن أبى نصر إسماعيل بن حماد الجوهرى. ويروى كتاب مجمل اللغة لابن فارس عن أبى الفتح محمد بن محمد المزى، عن الشهاب أحمد بن علي الكنانى، عن أبى يعلى الحسن بن أحمد الفاضلى، عن الشرف يونس بن إبراهيم الدبوسي، عن أبى الحسن علي بن الحسين بن المقير، عن أبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ، عن أبى القاسم عبد الوهاب بن محمد بن منده عن مؤلفه، وكذا جميع تصانيفه. ويرويه أيضا عاليا عن شيخه يحيى بن محمد الحنفي، عن عائشة ابنة محمد الصالحي عن الشرف يونس بن إبراهيم ببقية الاسناد. ويروي كتاب فقه اللغة وسر العربية لابي منصور الثعالبي، عن أبي بكر محمد ابن أبي بكر بن أبي عمر، عن الشهاب أحمد بن على الكناني، عن أبي علي الحسن بن أحمد الفاضلي. ح: وعاليا عن يحيى بن محمد الحنفي، عن عن ام عبد الله عائشة ابنة محمد العمري كليهما، عن الشرف يونس بن أبي إسحاق الدبوسي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، عن جده أبي طاهر أحمد بن محمد بن سلفه، عن أبي عبد الله محمد بن بركات الزاهد، عن أبي عمر الحسين بن محمد النيسابوري، عن مؤلفه. ويروي كتاب الغريبين للهروي، عن الفتحي محمد بن الشمس العاتكي، عن أبي العباس أحمد بن عثمان المصري، عن العز عبد العزيز بن محمد بن جماعة، عن أبي الفرج عبد الرحمان بن عبد اللطيف الحراني، عن أبي محمد عبد الوهاب بن سكينة الزاهد، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، عن أبي عثمان إسماعيل ابن عبد الرحمان الصابوني وأبي عمر عبد الواحد بن أحمد المليحى، عن مؤلفه.

[78]

ويروي كتاب مغني اللبيب عن كتب الاعاريب للجمال عبد الله بن يوسف بن هشام النحوي، عن أبي المحاسن يوسف بن حسن المقدسي، عن أبي العباس أحمد بن هلال الازدي، عن أبي بكر بن الحسين المدني، عن مؤلفه. ومن جملة من يروى الوالد - ره - عنه، الشيخ محيى الدين عبد القادر بن أبي الخير الغزي ذكر أنه اجتمع به بغزة وأجاز له إجازة عامة. ومنهم الشيخ شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي ذكر أنه قرأ عليه وسمع كتبا كثيرة وأجاز له إجازة عامة بما يجوز له روايته في سنة ثلاث وأربعين و تسعمائة بمصر. ومنهم الشيخ شهاب الدين بن النجار الحنبلي ذكر أنه قرء عليه جملة من الكتب وسمع عليه كثيرا أيضا ومما سمعه الصحيحان وأنه أجاز له جميع ما قرأه وسمعه وما يجوز له روايته في السنة المذكورة، وهذه الاجازة عندنا أيضا بخط المجيز. ومنهم الشيخ الفاضل الكامل عبد الحميد السمهوري ذكر أنه قرء عليه جملة صالحة من مغني اللبيب لابن هشام وسمع عليه جملة من الفنون وأجاز له إجازة عامة. ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرضي الشافعي ذكر أنه قرء عليه كتبا كثيرة في الحساب والفرايض وأجاز له إجازة عامة. ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن أبي النجا النحاس ذكر أنه قرأ عليه الشاطبية في القراءات والقرآن العزيز للائمة السبعة وأنه شرع ثانيا يقرء للعشرة ولم يكمل الختم بها. ومنهم الشيخ المحقق ناصر الدين اللقاني المالكي ذكر أنه سمع عليه جملة من الفنون وقال: أنه محقق ذلك الوقت وفاضل تلك البلد، وأنه لم ير بالديار المصرية أفضل منه.

[79]

وعد جماعة آخرين قرء عليهم وسمع ولم يذكر أن له منهم إجازة، فلم نر في ذكرهم هنا كثير فائدة، وكل هؤلاء المذكورين بعد الرملي مصريون أيضا. ومن جملة من يروي عنه من أهل الخلاف السيد الجليل الفاضل عبد الرحيم العباسي وجدت بخطه في بعض مجاميعه ما صورته: أروي القاموس عن السيد عبد الرحيم العباسي القاطن بمدينة قسطنطينية سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة عن العلامة شيخ الاسلام محب الدين الشحنة الحنفي إجازة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة سماعه له من الحافظ البرهان المحدث بحق سماعه له من المؤلف، وذكر له عنه رواية اخرى لغير هذا الكتاب ليست بمهمة فلم أذكرها ولم أقف له على رواية عامة عنه. وكان هذا السيد من أجلاء أهل عصره، وله في الادب قدم راسخ، رأيت من تصانيفه قطعة من شرحه لابيات تلخيص المفتاح في المعاني والبيان، وهي شاهدة بما ذكرناه، وله نظم رائق رأيت منه جملة بخط الوالد وجملة بخطه هو كانت عند الوالد قدس سره وكان اجتماعه به في قسطنطينية ورأيت له كتابة إلى الوالد تدل على كثرة مودته له، ومزيد اعتنائه بشأنه، وعلى هذا القدر يقطع الكلام، وإن كان للزيادة بعد مجال فان فيه كفاية إنشاء الله، والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد المصطفى وعترته الطاهرين. وكتب بخطه العبد الضعيف الفقير إلى رحمة الله سبحانه وعفوه حسن بن زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن شرف العاملي عامله الله بفضله ورأفته وأوزعه شكر نعمته حامدا لله على آلائه مصليا على أشرف الانبياء وآله، مسلما مستغفرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. أقول: وجدت هذه الاجازة بخط مؤلفها قدس الله روحه وعرضتها عليها مرارا فصحت حسب الجهد والطاقة.

[80]

64. صورة اجازة (1) الشيخ علي بن هلال الكركي (2) ثم الاصفهاني للمولى المحقق مولانا ملك محمد (3) بن سلطان حسين الاصفهاني قدس الله روحهما. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتعالى عن صفات المخلوقين، المنزه عن نعوت الناعتين، المبرء مما لا يليق بوحدانيته، المرتفع عن الزوال والفناء بوجوب إلهيته، والصلاة والسلام على أشرف خليقته، وأفضل بريته، محمد سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين وأطائب عترته صلاة تتعاقب عليهم تعاقب الازمان وتترادف كل حين وأوان. وبعد فان أعز الاخوان على وأجلهم لدي الفاضل الوحيد الكامل الفريد النادر في الفنون العلمية من فقهية وحكمية، الارشد الاسعد مولانا معز الدنيا والدين، ملك شمس الدين محمد الاصفهاني المحتد والمولد زاد الله في ارتقاه، وبلغه مآربه في اولاه واخراه، قد تردد إلى عند هذا الفقير الكاتب الحقير مدة من الزمان وبرهة من الاوان، بعد أن استفاد من العلماء الاعلام من الفنون العلمية وجملة من


(1) الذريعة ج 1 ص 223 في رقم 1168 (2) هو الشيخ الجليل والعالم النبيل والفقيه النبيه الشيخ على بن هلال الكركي الاصفهانى المتوفى بعد سنة 984 قال صاحب الروضات: هو الشيخ العالم الامين والحبر العامل الرزين زين الملة والحق والدين أبو الحسن على بن هلال الجزايرى مولدا والعراقي اصلا ومحتدا هو من جملة مشايخ اجازتنا المعروفين واعاظم علمائنا المحمودين المسعودين واساتيد قرائة المحقق الشيخ على ويروى عنه جماعة مثل الشيخ محمد بن أبى جمهور الاحسائي ومن في طبقته. الروضات ص 401 - فوائد الرضوية ص 340. (3) هو المولى المحقق معز الدين ملك محمد بن سلطان حسين الاصفهانى كما ذكره صاحب الروضات في ضمن ترجمة على بن هلال الجزايرى المذكور.

[81]

الاحكام، مكتسبا للفوائد مقتنصا للفرائد مكبا على تحصيل ذلك، وتحقيق ما أشكل من المسائل هنالك. فلعمري لقد وجدته حريا بتنقيح كل ما يلقى عليه، بصيرا بدراية ما يتلى عليه ففي خلال ذلك قرأ ويسمع بقراءة غيره جملة من بعض الكتب الاصولية والفروعية كالكتاب المعتبر النبيه المسمى بمن لا يحضره الفقيه فانه قد قرأه من أوله مع الاجلاء من القوم إلى مباحث الصوم قراءة بحث وإتقان، وتدقيق وتبيان، يشهد بجزيل فضله وكمال إدراكه، وغزاره علمه ونبله، وكتاب قواعد الاحكام وشرحها لشيخنا العلامة الفهامة أعلى الله درجته في دار الجنان، وجملة من حواشيه المدونة على غير الكتاب. وقد طلب من هذا الفقير الاباحة له فيما قراه، والاجازة فيما حققه ودراه جريا على منوال القوم، ولم أزل مسوفا ذلك من يوم إلى يوم حتى جد في الطلب، ولم يسعني التقاعد عن ذلك في ولاء المجتنب، فأجبته إلى ما سأل وبلغة ما أمل، وكتبت هذه السطور المنهية عند شمسة من طرق المأمول المذكور، حيث كنت مرخصا في ذلك من مشايخي رضوان الله عليهم وأرضاهم، وأسكنهم في جنانه من منازلها العالية منيتهم ومناهم. أولهم السيد الايد الفائق على أقرانه، والمتبحر في العلوم بين أهل زمانه، الورع الزاهد الدائب العابد الحسيب الافخر السيد تاج الدين حسن بن السيد جعفر الاطراوي العاملي برد الله مضجعه، ورفع في الجنان مقامه وموضعه فاني أنقل عنه بلا واسطة. وثانيهم وثالثهم الشيخان الامجدان الافضلان الاعلمان الاكملان الاورعان: الشيخ أحمد البيضاوي النباطي والشيخ أحمد بن خاتون العيناثي العاملي، جمع الله لهما بين كرامتي الدنيا والآخرة، بمحمد وآله والعترة الطاهرة، فاني أنقل عنهما أيضا بدون واسطة. والرابع الشيخ الفاضل الورع البهي النقي الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي فان اتصالي إليه بالاجازة الصادرة منه لهذا الفقير في جميع مؤلفاته ومجازاته بطرقه

[82]

إلى مشايخه المضبوطة في أماكنها المثبتة في مظانها. وخامسهم أصلهم وأنسبهم وأنفسهم وأكسبهم وأجلهم وأكملهم وأعلمهم وأعملهم بل شيخ المشايخ على الاطلاق، والرحلة في جميع الآفاق، مرجع الافاضل بالاستحقاق الذي يقصر عن بيان قليل كمالاته لساني، ويعجز عن نشر شرذمة من مدائحه بياني العلي العالي زين الملة والدنيا والدين على بن عبدالعالي تغمده الله بغفرانه، وأسكنه بحابح جنانه، مع النبي المختار والائمة الاطهار والهداة الابرار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فانما أنقل عنه مشافهة دون واسطة بها. وها أنا قد أجزت جميع ما اجيز لي عنهم خصوصا عن شيخي المتأخر الاكمل المتبحر، وهذه عبارته في إجازته لي، وبها يستفاد الطريق إلى المشايخ المؤلفين بالتحقيق، بعد أن شرح وبين المقرو من مؤلفات العلامة المحقق الفهامة، والسعيد السديد الشيخ الشهيد رحمهم الله تعالى. قال: وقد أجزت له رواية ذلك كله عني ورواية ما يجوز لي وعني روايته بالاسانيد الثابتة إلى المشايخ، فأما الالفية فاني أرويها مع ساير مصنفات مصنفها عن الشيخ الاجل المعمر الرحلة شيخ الاسلام، ملحق الاحفاد بالاجداد، علامة المتأخرين، زين الدين أبي الحسن علي بن هلال نور الله مضجعه وطهر مرقده، عن شيخه الشيخ الاجل الزاهد العابد الفقيه الاوحد أبي العباس جمال الدين أحمد بن فهد الحلي قدس الله لطيفه عن الشيخ السعيد الفقيه الاجل أبي الحسن زين الدين علي بن الخازن الحائري رفع الله في محل القدس مكانه عن الشيخ السعيد الشهيد تغمده الله برضوانه. وبهذا الاسناد جميع مصنفات الشيخ الامام الاوحد الحبر البحر جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر برواية شيخنا السعيد الشهيد لها من شيخيه الامامين السعيدين الاجلين الفقيهين فخر الدين أبي طالب محمد بن المطهر وعميد الدين أبي عبد الله عبد المطلب بن الاعرج الحسيني عن الامام المصنف قدس الله أرواحهم الطاهرة أجمعين.

[83]

وبهذا الاسناد جميع مصنفات الشيخ الامام السعيد المحقق شيخ الاسلام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي قدس الله روحه ونور ضريحه، بحق رواية الامام جمال الدين لها عنه بلا واسطة. وأجزت له رواية ما صنفته وألفته والعمل بما وضح وصحت نسبته إلى من الفتاوي، خصوصا ما استقر عليه رأيي مما تضمنته المختصرات التي جرى بها قلمي، وشرح القواعد وغيرها، فليروها كما شاء وأحب محتاطا وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى. وكتب ذلك بيده الفانية الفقير الضعيف المستغفر من ذنوبه علي بن عبدالعالي بالمشهد المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام والتحية والاكرام لاثني عشرة إن بقيت من شهر شعبان المبارك سنة أربع وثلاثين وتسع مائة. وكتب الفقير الحقير الدايب التقصير علي بن هلال الكركي، عامله الله بلطفه الخفي بمحمد وعلى صلوات الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين في العشر الثاني من صفر ختم بالخير والظفر من سنة أربع وثمانين وتسعمائة في بلدة إصفهان.

[84]

65. صورة اجازة (1) من الشيخ عبدالعالي (2) بن الشيخ علي الكركي للسيد الامير محمد باقر الداماد رضي الله عنه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله ومستحقه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين. وبعد فان الولد الاعز الحسيب النسيب، سلالة السادات الاطهار، جامع


(1) الذريعة ج 1 ص 202 في رقم 11055. (2) هو الشيخ عبد العالي بن نور الدين بن على بن عبد العالي الكركي كان فاضلا فقيها محدثا متكلما عابدا من المشايخ الاجلاء يروى عن والده وغيره من معاصريه له رسالة في القبلة عموما وفى قبلة خراسان خصوصا. وذكره السيد مصطفى في كتابه (نقد الرجال) جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن نقى الكلام كثير الحفظ كان من تلاميذ أبيه قدس الله سره ورفع في الجنان قدره قد تشرفت بخدمته رضى الله عنه. وفى رياض العلماء: هو العالم الفاضل الجليل وقد كان ظهر الشيعة وظهيرها بعد أبيه ورأس الامامية اثر والده قال وكان معاصرا لاميرزا مخدوم الشريفي السنى صاحب كتاب نواقض الروافض وبينهما مناظرات ومباحثات في الامامة وغيرها. وفى تاريخ عالم آراء ما معناه: ان الشيخ عبد العالي المجتهد كان من علماء دولة السلطان شاه طهماسب وبقى بعده أيضا وكان في العلوم العقلية والعقلية رئيس أهل عصره وكان حسن النظر جيد المحاورة وصاحب الاخلاق الحسنة وجلس على مسند الاجتهاد بالاستقلال وكان اغلب اقامته بكاشان ويشتغل فيها بالتدريس وافادة العلوم ويعين جماعة لفصل القضايا الشرعية والاصلاح بين الناس ويتوجه بنفسه احيانا لذلك وإذا جاء إلى معسكر الشاه طهماسب يبالغ في تعظيمه وتكريمه وكان بابه قدس سره مرجعا للفضلاء والعلماء وأكثر علماء عصره - >

[85]

الفضائل والكمالات، صاحب الفهم الثاقب، والحدس الصائب السيد محمد باقر (1) ولد المرحوم المبرور المغفور السيد محمد الاسترآبادي قد اطلعت على حاله وأنه مع حداثة سنه قد اطلع على كثير من المباحث، وله فيها تحقيقات حسنة، وتصرفات قوية،


< - اذعن لاجتهاده ويعمل على قوله في الفروع والاصول وهو في الحقيقة زينة لبلاد ايران توفى - ره - في سنة 993 في اصفهان وانتقل منه إلى المشهد المقدس ودفن في دار السيادة. فوائد الرضوية ص 232 - لؤلؤة البحرين ص 134 - نقد الرجال ص 188. (1) هو السيد العلامة الامير محمد باقر بن محمد الحسينى الاستر آبادي الشهير بالداماد والعالم النقاد ذو الطبع الوقاد الذى حلى بعقود نظمه وجواهر نثره عواطل الاجياد وسبق بجواد فهمه الصافنات الجياد بلغه الله اقصى المراد يوم التناد. ذكره أكثر ارباب المعاجم واطروه واثنوا عليه وممن ترجم له ترجمة مفصلة السيد الخوانسارى في روضات الجنات وشيخنا الحر العاملي والمحدث النوري وصاحب سلافة العصر (السيد علي خان) ومما قال في اطرائه والله ان الزمان بمثله لعقيم وان مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم وانا برئ من المبالغة في هذا المقال وبرقمي يشهد به كل وامق وقال: وإذا خفيت على الغبى فعاذر * * ان لا تراني مقلة عمياء ان عدت الفنون فهو منارها الذى يهتدى به، أو الاداب فهو مؤملها الذى يتعلق بأهدابه إلى ان قال: أو السياسة فهو أميرها الذى تجم منه الاسود في الاجم، أو الرياسة فهو كبيرها الذى تسلطه سلطان العجم وكان الشاه عباس الصفوى اضمر له السوء مرارا وامر له حبل غيلته امرارا خوفا من خروجه عليه وفرقا من توجه قلوب الناس إليه فحال دونه ذو القوة والحول وأبى الا ان يتم عليه المنة والطول ولم يزل موفور العز والجاه مالكا سبل الفوز والنجاة. توفى - ره - في سنة 1041 في ذى الكفل وحمل إلى النجف الاشرف ودفن في جوار جده أمير المؤمنين عليه السلام وقال صاحب نخبة المقال في رثائه وتاريخ وفاته: - >

[86]

وإني أجزته أن ينقل ما وصل إليه وظهر لديه أنه من أقوالي وأن يعمل به وأن يروي مصنفات والدي المرحوم المغفور على بن عبدالعالي وأن يروى جميع مالي رواية عن مشايخي الاعلام مراعيا لي وله طريق الاحتياط مواظبا على محافظة الشرائط بين أهل العلم، وكتب عبدالعالي بن علي بن عبدالعالي حامدا مصليا مسلما والحمد لله وحده. [موضع مهر]


< - والسيد الداماد سبط الكركي * * مقبضه الراضي (1042) عجيب المسلك وقال ملا عبد الله كرماني: فغان از جور اين دهر جفا كيش * * كز أو گردد دل هر شاد ناشاد ز أولاد نبى داناى عصرى * * كه مثلش مادر أيام كم زاد محمد باقر داماد كز وى * * عروس فضل ودانش بود دلشاد خرد از ما تمش گريان شد وگفت * * عروس علم ودين را مرده داماد له تصنيفات رشيقة وتاليفات دقيقة منها قبسات، صراط المستقيم، حبل المتين، شارع النجاة، عيون المسائل، نبراس الضياء، خلسة الملوك، تقويم الايمان، الافق المبين الراوشح السماوية، السبع الشداد، ضوابط الرضاع، سدرة المنتهى وغيرها وله اشعار رشيقة بفارسية وعربية ومنها في مدح على عليه السلام: كالدر ولدت بايما الشرف * * في الكعبة واتخذتها كالصدف فاستقبلت الوجوه شطر الكعبة * * والكعبة وجهها تجاه النجف ومنه در كعبه قل تعالوا از مام كه زاد * * از بازوى باب حطه خيبر كه گشاد بر ناقه (لا يؤدى الا) كه نشست * * بر دوش شرف پاى كراسي كه نهاد وله أيضا: أي ختم رسل دو كون پيرايه تست * * افلاك يكى منبر نه پايه تست گر شخص تو را سايه نيفتد چه عجب * * تو نوري وآفتاب خود سايه تست امل الامل ص 65 روضات الجنات ص 114 - 116 سلافة العصر ص 485 - فوائد الرضوية ص 418 مستدرك الوسائل ج 3 ص 418 - لؤة لؤة البحرين ص 132.

[87]

66. صورة اجازة (1) من الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي للامير محمد باقر الداماد قدس سره أيضا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كثيرا على نعمه وإفضاله، وصلوته وسلامه على سيدنا محمد النبي الامي وآله. وبعد فان الولد الاعز الامجد الاكمل الارشد السيد السند الاوحد السيد محمد باقر ابن السيد الجليل النبيل الاصيل شمس الدين محمد الاسترآبادي نور الله تربته ممن قد صرف جملة من عمره على تحصيل فنون العلم، وفاق على أقرانه بجميل الفهم وتميز في سلوكه في شعب العلم وفنونه مع صغر سنه وغضاضة غصونه، وقد التمس مني الاجازة لما أرويه من الاحاديث مع ضيق المجال، وتشتت الحال وأجبت ملتمسه تقربا إلى آبائه الطاهرين، وجعلت ذلك ذخرا لي يوم الدين وأجزت له رواية ما يجوز لي روايته من أحاديث أئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين بطرقي المقررة إذا صحت لديه، أفاض الله تعالى عليه فليرو ذلك كما شاء لمن شاء وأحب محتاطا. قال ذلك بلسانه ورقمه ببنانه، مفتقر رحمة ربه الاوحد حسين بن عبد الصمد في شهر رجب الفرد سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.


(1) الذريعة ج 1 ص 185 - في رقم 960.

[88]

67. صورة اجازة (1) الشيخ أحمد (2) بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي للمولى عبد الله (3) بن حسين التسترى - ره -. بسم الله الرحمن الرحيم قال إني عبد الله آتاني الكتاب. الحمد لله مبين طريق الحق وموضح دليله، وموفق من اختار من العباد لمعرفة


(1) الذريعة ج 1 ص 146 في رقم 684 (2) هو الشيخ العالم الزاهد الفاضل العابد الشاعر الاديب صاحب قيود وحواشي ومؤلفات منها مقتل الحسين عليه السلام قرأ عليه مولانا الارديبلى واستجاز منه فاجازه. وفى الامل: الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي يروى عنه الشهيد الثاني كان عالما فاضلا صالحا له كتاب مقتل الحسين: امل الامل ص 7 - فوائد الرضوية ص 41. (3) هو الشيخ عبد الله بن الحسين التسترى عز الدين الشيخ الاجل مروج الملة والدين ومربى الفقهاء والمحدثين وتاج الزهاد والناسكين جامع المعقول والمنقول مجتهد في الفروع والاصول اعلى الله مقامه وضاعف اكرامه. وفى الامل، مولانا عبد الله بن الحسين التسترى كان من اعيان العلماء والفضلاء و الثقات روى عن الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي عن الشيخ على بن عبد العالي الكركي مات سنة 1002. وذكره السيد مصطفى التفريشى في رجاله وقال: عبد الله بن الحسين التسترى مد ظله العالي شيخنا واستاذنا الامام العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم المنزلة دقيق الفطنة كثير الحفظ وحيد عصره وفريد دهره واورع أهل زمانه ما رأيت أحدا أوثق منه لا يحصى مناقبه وفضائله قائم الليل صائم النهار وأكثر هذا الكتاب من تحقيقاته جزاه الله تعالى عنى أفضل جزاء المحسنين له كتب منها شرح قواعد الحلى. - >

[89]

جمله وتفاصيله، والصلاة والسلام على المبعوث بالدين الحسن الصحيح في فروعه و اصوله، المنعوت بالخلق العظيم من ربه عزوجل في تنزيله، وعلى آله الموثوق بهم في تحرير قواعد شرعه وبيان سبيله، الحافظين له من درس دروسه وضعف فصوله، ما دار فلك وأخلص ملك في تكبيره وتهليله. وبعد فان العلوم سيما الشرعية، وما يتوقف عليه، من أكمل الرغايب، و أفضل المطالب، وأشرف المناقب، وأنفس ما أنفقت فيه الايام وتوجهت إليه همم الانام، ولما كان الاخ الاعز الاجل الاوحد المحقق المدقق، إنسان عين الاصحاب المتقين، وعين إنسان الاحباب على اليقين مولانا الملا عبد الله بن حسين التستري رفع الله قدره، وأجزل ذكره ممن حصل منها أوفر سهم وأولاه، وحصل على أكبر قسم وأعلاه. بعد أن ذاق مرارة الاغتراب عن وطنه، وخاض غمرات الاهوال في سفره حزنه وسهله، ومن الله عليه بحج بيته الحرام، وزيارة قبر رسوله، عليه وآله الصلاة والسلام والحلول ببلدتنا عيناثا حرسها الله من قرى الشام، التمس من أخيه ومحبه الفقير الحقير، المعترف بالقصور والتقصير، أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي


< - وذكره المولى محمد تقى المجلسي في شرح الفقيه واثنى عليه وقال في وصفه: الشيخ الجليل والامام النبيل ذو الاخلاق الطاهرة الزكية والنفس الزاهرة الملكية. توفى رحمه الله في 26 محرم الحرام سنة 1021 في اصفهان وانتقل جسده الشريف بعد سنة صحيحا طريا طيبا إلى كربلا ودفن في جوار مولانا المظلوم الامام أبى عبد الله الحسين الشهيد (ع) وشيعه أكثر من مائة ألف نفر من المسلمين وصلى عليه العلامة الامير محمد باقر الداماد الحسينى - ره -. امل الامل ص 49 - روضات الجنات ص 365 - الذريعة ج 5 ص 65 تحت عنوان جامع الفوائد في شرح القواعد وج 14 ص 19 تحت عنوان شرح قواعد الاحكام - فوائد الرضوية - ص 245 لؤة لؤة البحرين ص 141 نقد الرجال ص 197.

[90]

أن اجيز له ما اجيز لي روايته. فامتثلت أمره طاعة وبرا، وإن كان أدام الله ظلاله أرفع رتبة وأجل قدرا، وأجزت له أن يروى عني جميع ما يجوز لي عني روايته من اصول وفروع، ومعقول مشروع، مما صنفه علماؤنا السابقون، وسلفنا الصالحون رحمهم الله على اختلاف أنواعها، وتعدد أنحائها. فمن ذلك كتب الشيخ الاجل الامام شيخ الاسلام مقتدى الانام، الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه الطاهرة، ورفع قدره في الدنيا والآخرة بحق روايتي لها عن جمع من الاخيار أجلهم الشيخ الاجل الفرد العلم الوالد الشيخ نعمة الله خرق الله العادة بطول عمره عن والده الشيخ الامام الرحلة القدوة عمدة المخلصين وزبدة المحصلين الشيخ شهاب الدين أحمد عن والده الامام البحر القمقام علامة أبناء عصره في البيان والمعاني، فهامة رؤساء دهره في الالفاظ والمعاني، شمس - الدين محمد قدس الله روحهما ونور ضريحهما عن الشيخ الاجل جمال الدين أحمد بن الحاجي علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن الامام العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي، عن شيخيه الامامين الاعلمين الشيخ محيى الدين والسيد عميد الدين، عن شيخهما بل شيخ الاسلام وعميد الفقهاء الاعلام الشيخ الاعرف الاشهر جمال الدين الحسن بن المطهر، عن والده الامام سديد الدين يوسف، عن شيخه الامام نجيب الدين ابن نما الحلي، عن الشيخ الاجل الاوحد المحقق المنقب شمس الدين محمد بن إدريس عن عربي بن مسافر العبادي، عن إلياس بن هشام الحايري، عن أبي على المفيد، عن والده أبي جعفر المصنف رحمهم الله تعالى. وأعلى من ذلك عن ابن إدريس، عن الامام جمال الدين هبة الله بن رطبة السوراوي عن المفيد أبي علي، عن والده. ويرويها الامام الشهيد أيضا عن الامام السعيد جلال الدين أبي محمد الحسن بن نما، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن السيد الامام المرتضى محيى الدين

[91]

أبي حامد محمد بن زهرة الحسيني الحلبي الاسحاقي طاب ثراه، عن الامام رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، عن أبي الفضل الداعي والسيد ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني والشيخ أبي الفتوح أحمد بن علي الرازي والشيخ الامام أبي عبد الله محمد وأخيه أبي الحسن علي ابني علي بن عبد الصمد النيسابوري و أبي علي محمد بن الفضل الطبرسي جميعا، عن الشيخين أبي علي الحسن المفيد وأبي الوفاء عبد الجبار كليهما، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. وبهذه الاسانيد جميع مصنفات الشيخ العلم الاوحد المفيد محمد بن محمد بن النعمان أحدر الله إليه مياه الرضوان، عن الشيخ أبي جعفر عنه رضي الله عنهما. وبها جميع مصنفات السيدين السندين علم الهدى ذي المجدين المرتضى وأخيه السعيد ملك الادباء علامة الفضلاء الرضي جامع نهج البلاغة من كلام العالم الرباني وارث علم رسول الله صلى الله عليه واله وخليفته أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و على ابن عمه وعترته الطاهرين عن الشيخ أبي جعفر عنهما رضي الله عنهم. وبالاسناد إلى ابن شهرآشوب المتقدم عن السيد الامام أبي الصمصام ذي الفقار ابن معبد الحسني المروزي، عن السيدين رحمهما الله تعالى بواسطة أبي عبد الله محمد ابن علي الحلواني رحمه الله. ومن ذلك كتب الشيخ الاجل المحدث الرحلة أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه بالاسانيد السابقة إلى المفيد عنه - ره - وجميع مصنفات والده علي المذكور عن الولد المذكور عنه - ره - وبالاسناد إلى علي بن بابويه جميع مصنفات الشيخ الاجل الاوحد محمد بن يعقوب الكليني التي من جملتها الكافي في الحديث عن ابن قولويه، عن المصنف المذكور، وبه جميع مرويات الكليني، عن الائمة عليهم الصلاة والسلام بواسطة من روى عنه. ومن ذلك مصنفات الامام الحبر المدقق القاضي عز الدين عبد العزيز بن البراج خليفة الشيخ أبي جعفر - ره - في البلاد الشامية بالطريق المذكور إلى السيد محيى الدين بن زهرة، عن الشريف عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن الطبري

[92]

البغدادي، عن الشيخ الامام السعيد قطب الدين أبي الحسن الراوندي، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي، عن القاضي ابن البراج - ره -. ومن ذلك مصنفات الشيخ الامام السعيد خليفة المرتضى في علومه أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي عن الشيخ أبي الفضل شاذان بواسطة محيى الدين بن زهرة والسيد فخار بحق رواية شاذان عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عمر الطرابلسي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ أبي الصلاح. ومن ذلك مصنفات الامام الحبر العلامة عماد المذهب أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي نزيل الرملة البيضاء - ره - عن شاذان - ره -، عن الشيخ الفقيه أبي محمد ريحان ابن عبد الله الحبشي، عن القاضي عبد العزيز، عن الكراجكي المذكور. ومن ذلك مصنفات الامامين الاعلمين فقيه أهل البيت في زمانه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وابن عمه نجيب الدين يحيى، ومصنفات السيدين السندين رضي الدين أبي القاسم علي وجمال الدين أبي الفضائل أحمد ابني طاوس الحسنيين سقى الله ضريحيهما صوب الغمام ونفعنا ببركاتهما وبركات أسلافهما الكرام، عن الامام جمال الدين الحسن بن المطهر عنهم رحمهم الله. وعن الامام الشهيد محمد بن مكي عن الشيخ الامام ملك الادباء والعلماء رضي الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ السعيد جمال الدين أحمد المزيدي، عن شيخه الامام جمال الدين محمد بن صالح عنهم. ومن ذلك مصنفات الامام جمال الدين أحمد بن فهد عن الجد المذكور سابقا عن شيخنا الامام العلامة الشيخ على بن عبد العالي، عن شيخه أبي الحسن علي بن هلال الجزايري، عن الامام المصنف المذكور. ومصنفات الشيخ الجليل المقداد بن عبد الله السيوري نور الله ضريحه عن الجد عن شيخه الحسين بن الحسام، عن أخيه ظهير الدين، عن المصنف وعن شيخنا علي ابن عبدالعالي، عن شيخه ابن هلال، عن المصنف، وعن الجد عن والده الشمس عن ابن الحاج على، عن الشيخ زين علي التولبي، عن المصنف.

[93]

وأما مصنفات الشيخ السعيد محمد بن إدريس وشيخ المذهب مفتي الفرق جمال الدين حسن ووالده سديد الدين يوسف وولده فخر المحققين محمد والسعيد الشهيد محمد بن مكي رحمهم الله فليروها الملا عبد الله - حرسه الله - عني عنهم بالطريق المذكور إلى الشيخ أبي جعفر - ره - وغيرها من الطرق التي لي إليهم وكذا كتب غيرهم من أصحابنا رضي الله عنهم وهي كثيرة مدونة فمتى عثر الاخ على شئ منها فهو مسلط على روايته. وكذا أجزت له أدام الله توفيقه رواية ما أملاه قلمي القاصر وذهني الفاتر من القيود والحواشي والمؤلفات على نزارتها، فليرو ذلك كله كما شاء وأحب متى شاء وأحب لمن شاء وأحب، بشرايط الرواية عند أهل الدراية، مأخوذا ما أخذه الله على من ملازمة التقوى والاحتياط في الفتوى، ومراقبته على الوجه الذي يرجى، وأن يكون من المفلحين، وأن يذكرني في خلواته عقيب صلواته خصوصا في المشاهد الشريفة والاماكن المنيعة، صلوات الله على ساكنيها ومشرفيها، وأن يقبل عذري في التقصير فان ذلك قليل من كثير، وافراد من جم غفير، وشواهد الحال من اختلال الاحوال وعموم الفتن والاهوال، وتشويش البال، يولد المسامحة وقبول الاعتذار إن شاء الله تعالى، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، وكتب ذلك بيده الفانية الجانية أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون تجاوز الله عن سيئاتهم وحشرهم في زمرة مواليهم وساداتهم يوم الجمعة المبارك سابع عشر شهر محرم الحرام فاتحة سنة ثمان و ثمانين وتسعمائة من الهجرة الطاهرة والنقلة الفاخرة، صلوات الله على مشرفها حامدا لله تعالى على آلائه، شاكرا له على نعمائه، مصليا على نبيه صلى الله عليه واله مستغفرا من ذنوبه، سائلا ستر عيوبه انشاء الله تعالى.

[94]

68. صورة اجازة (1) الشيخ نعمة الله بن خاتون (2) والد الشيخ أحمد المذكور للملا عبد الله الشوشتري المزبور أيضا: بسم الله الرحمن الرحيم إن أول حديث قديم أو حديث جرى به لسان الاقلام في ميدان العرفان، وأسنى دراية درت به الالبان من امهات الايقان، حمد موجود علم الانسان علمه البيان وهداه النجدين، ونصب أعلام الهداية يختص طرق الغواية بالدلائل الصحاح والحسان، والصلاة والسلام على من خص بعموم الارشاد إلى الانس والجان، المؤيد ببقاء شريعته وحقيقته بآياته ومعجزاته التي من جملتها السنة والقرآن، المنقولان بطريق التواتر وبابواب مدينة علمه وراقمي علمه الحافظين لها من خلط حلاله بحرامه، الائمة الابرار والمصطفين الاخبار عليه وعليهم من الله مزيد الصلاة والرضوان. وبعد فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي، نعمة الله على بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي، عامله الله بالصفح عن زلله، والعفو عن خطائه، إن أنفس


(1) الذريعة ج 1 ص 259 تحت رقم 1361. (2) هو الشيخ نعمة الله بن أحمد بن البحر القمقام شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثى العالم الفاضل الجليل الاديب الشاعر الفقيه من تلامذة المحقق الكركي ومن اجلة العلماء الامامية وهو أحد من الفقهاء المعروفين بابن خاتون وهو وأبوه وجده وولده أحمد وغيرهم من سلسلته من أهل بيت العلم والفقاهة. وفى الامل: الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثى كان عالما فاضلا جليلا اديبا شاعرا من تلامذة الشيخ على بن عبد العالي الكركي. امل الامل ص 312 فوائد الرضوية ص 602.

[95]

الرغايب وأعلى المطالب، هو الوصول إلى معرفة شريعة الحي القيوم، وهو مما يتعذر بدون الرواية كما هو مقرر عند أهل الدراية. وكان من جملة من هاجر إلى الله في تحصيل هذا المعنى، وتاجر الله حتى جل لدينا في المعنى، المولى الفاضل والاولى الكامل، ذو المناقب والفواضل الجامع بحسن أخلاقه الخليقة بين الشريعة والحقيقة، مولانا ملا عبد الله بن عز الدين حسين التستري أصلح الله أحواله وكثر في العلماء أمثاله، فشرف الاسماع برايق لفظه، وشرق الاصقاع بحلو القول ووعظه. وطلب من هذا العبد الضعيف والجرم النحيف أن يجيزه بما وصل إليه، وعول في الرواية عليه، من كتب العلماء الاعلام وروايات البررة الكرام، فقدمت قدما وأخرت اخرى بيد أن جانب إجابته أحرى، فأقول: إني أروى عن شيخي إمام الامة وأكمل الائمة، وسراج الملة، الامام ذي المآثر والمفاخر والفضائل والفواضل والمعالي، أبي الحسن علي بن عبدالعالي، والفقيه النبيه البدل الصالح الدين أبي العباس أحمد بن خاتون قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما بمحمد وآله، وهما يرويان عن الجد الاسعد الاكمل الافضل المحقق المدقق شمس الدين محمد بن خواتون روض الله مرقده، وينفرد كل منهما بطرق اخرى مدونة بخطوطهما، وهي كثيرة منتشرة بعضها مما رزقناه بحمد الله أعلى و بعضها سافل. وقد ضبط الولد البر الصالح الكامل، ذو الاخلاق السنية والاعراق القدسية رفع الله في العالمين قدره، ونشر في العالمين ذكره، وطول عمره وبشر أجره بحق محمد وآله الطاهرين، قبل هذه الكتابة (1) نبذة هي غرة جبهة الرواية، ودرة طريق الدراية والهداية، فلهذا أعرضنا عن ذكرها لانه كالتكرار المذموم، عند ذوي الاعتبار.


(1) يعنى ما مر في الاجازة السابقة تحت الرقم 67، فان هذه الاجازة كانت مسطورة ذيلها. (*)

[96]

فالمولى المومى إليه سهل الله مطالبه، وحصل مآربه، مسلط على روايتها عني عن الشيخين الكبيرين المذكورين عاليا عمن اسندا إليه إلى آخر ما عد آنفا في خط الولد سلمه الله تعالى إلى أن ينتهي إلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونقلها إلى من شاء وأحب موفقا مسددا مراعيا شرايط الرواية عند أهل الدراية، وعليه أن يذكرني والمشايخ قدست أرواحهم في خلواته وجلواته. وكتب العبد نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون في أواسط شهر محرم الحرام افتتاح سنة ثمان وثمانين وتسعمائة هجرية نبوية على مشرفها الصلاة والسلام والتحية حامدا مصليا مسلما عودا على بدء.

[97]

69. صورة اجازة الشيخ محمد الشافعي للشيخ بهاء الدين محمد وللشيخ برهان الدين ولدى الشيخ عز الدين أبي المحامد وهؤلاء كلهم من علماء العامة وهما قد كانا من أولاد أبي - حامد الغزالي. بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لمن أعلى أعلام المصطفين الاخيار، وجعل منهم الربانيين والعلماء والاحبار، ونصب لهم على الوصول إلى مقاصد السنة والكتاب أشرف منار، وحللهم بحلية البيان والبديع فانجلت بهم المعاني وتجلت لهم الاسرار ألمع لهم من برهان بهاء الدين المحمدي لوامع الانوار، وأطلع بهم في برهان التحقيق سوابق السبق بذلك المضمار، كشف لمن اتخذه سندا منهم عن كل معنى غريب، فصار عزيزا مشهورا بالاقطار، وجعل من انقطع عما سواه واتصل بمن سواه موضوعا على الرؤس مرفوعا له المقدار. وشهادة لله سبحانه بأنه الواحد الماجد العزيز الغفار، ولرسوله الفرد الجامع الوتر الشافع بأنه المرسل بجليل الآثار وجميل الابشار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من المهاجرين والانصار. أما بعد فان الله سبحانه إذا أراد بعبد خيرا نقش في ديباجة نسخة وجوده نقوش العلم والحكمة، وسطر في صفاح صحاف برودة من سور سير العرفان ما يقرأ الاكمه، وبلغ به إلى شاو المعالي ورتب الاعالي وأتم عليه النعمة، فنظمه في سلك سلسلة الاسناد التي هي من خصايص هذه الامة - وإن ممن سبق في مضمار اولئك ويسبق طلع فضله فوضعت له أجنحتها الملائك، الامامين العالمين الاوحدين، والهمامين النحريرين الامجدين، جليلي الفضلاء الاعلام وسليلي علماء الاسلام، مولانا أبا الفضائل بهاء الدين محمدا ومولانا أبا الحق برهان الدين ولدي الامام الفاضل العليم مولانا عز الملة والدين أبي المحامد

[98]

المنتسب إلى حجة الاسلام أبي حامد لا زال طلع إفضالهما نضيدا، وبحر كمالهما بسيطا مديدا. ولما وفدا لزيارة البيت المقدس، ووردا مناهل ذلك المقام الاقدس، وفاز الفقير بشهادة ذاتهما والاقتباس من أنوار بركاتهما، التمسا مني أن يرويا عني فأبرزت ما سبكته يد البيان من إبريز الاجازة، سلكت من عموم الاذن لهما في حقيقة الرواية مجازه، فأجزتهما بجميع ما يجوز لي وعني روايته ما صحت نسبته إلى ودرايته من مقروء ومسموع، ومعقول ومشروع، واصول وفروع، ومنظوم و منثور، وحديث مأثور، بشرطه المضبوط وصيغه المشروط، وذلك بعد أن قرأ الاول منهما بمسمع من الثاني حديثا أو حديثين من أول كل من الصحيحين. وقد رويت صحيح البخاري عن أئمة أعلام منهم والدي شيخ المشايخ أعلى الله نزله في دار السلام، وهو يرويه عن طرق عديدة منها روايته بالطريق المحمدي، عن شيخه شيخ الاسلام علم حفاظ الانام أبي المعالي كمال الدين محمد بن أبى شريف المقدسي، عن العلامة أبي الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي، عن العلامة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل القزويني، عن البدر أبي عبد الله محمد بن سيف الدين فليح ابن كيكلدي العلالي، عن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن المسلم بن محمد بن مالك الحنبلي أنا الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد، أنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي أنا محمد بن محمد بن أبي القاسم القطان أنا محمد بن محمد بن الجنيد أنا محمد بن طاهر المقدسي أنا الحافظ أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البزاز أنا محمد ابن أحمد بن حمدان أنا محمد بن الهيثم أنا محمد بن يوسف الفربوري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري. ورويت صحيح مسلم عن والدي، عن والده، عن جده لامه شيخ الاسلام تقي الدين القرشندي، عن خال والده العلامة المسند شهاب الدين أحمد ابن الامام الكبير والحافظ الشهير أبي سعيد العلائي قال: أخبرنا به العلامة شيخ الاسلام الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمان الشافعي أنا به أبو العباس أحمد بن

[99]

عبد الدائم بن نعمة المقدسي أنا محمد بن علي بن صدقة الحراني أنا أبو عبد الله محمد بن الفضيل بن أحمد الصاعدي الفراوي أخبرنا أبو الحسن عبدالفاخر بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مسلم. وقد أجزتهما أن يرويا عني تفسيري الامامين الكبيرين قاضي القضاة ناصر - الدين عبد الله بن عمر البيضاوي والاستاد أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري وقد رويت تفسير البيضاوي عن أئمة من أهل التفسير منهم الامام الهمام شيخ مشايخ الاسلام والدي قراءة عليه وسماعا بل رويت ساير مصنفات القاضي عنه عن شيخيه شيخي الاسلام زكريا بن محمد الانصاري المصري والكمال محمد بن أبي شريف المقدسي قالا: أخبرنا حافظ العصر الاستاد أبو الفضل بن حجر العسقلاني عن المسند أبي هريرة ابن الحافظ الذهبي، عن عمر بن إلياس المراغي، عن المؤلف. ورويت الكشاف عن جماعة منهم والدي، عن شيخيه المذكورين زكريا وابن أبي شريف، عن الحافظ ابن حجر المذكور أنا إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن أبي حيان محمد بن يوسف الجياني أنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن زبير، عن أبي الخطاب محمد ابن أحمد السكوني، عن أبي البركات الخشوعي، عن المؤلف. وأجزت أيضا بالحديث المسلسل بالمحمدين ورويت عن شيخي الاسلام علمي الاعلام والدي أبي البركات البدر بن محمد بن الرضي المقري ثم الدمشقي تغمدهم الله برضوانه قال الوالد: أخبرني به والدي عن الحافظ محمد بن أبي الخير السخاوي المصري، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن محمد بن الهاشمي المكي وقال البدر بن الرضي أخبرني به والدي أبو الفضل رضي الدين محمد عن والده أبي البركات رضي الدين محمد، عن قاضي القضاة الشمس محمد القابائي قال أبو الفضل الهاشمي والحسن القابائي: أخبرنا به العلامة المجد أبو الطاهر محمد بن يعقوب الرازي يعني صاحب القاموس ثنا محمد بن محمد الاندلسي، ثنا محمد بن محمد اللساني، ثنا قاضي الجماعة أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحسني، ثنا محمد بن محمد الخضار، ثنا محمد بن يوسف

[100]

الدمشقي، ثنا محمد بن أبي الحسين الصوفي، ثنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي، ثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، ثنا محمد بن علي الكراني الثرابي، ثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي، ثنا أبو منصور محمد بن سعيد الباوردي، ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، ثنا محمد بن بشير، ثنا محمد بن عمرو، ثنا محمد ابن شيرين عن أبي كثير مولى محمد بن جحش ويقال: إن اسمه محمد أيضا عن محمد بن جحش، عن محمد رسول الله صلى الله عليه واله أنه مر في السوق على رجل وفخذاه مكشوفتان فقال له: عط فخذيك إن الفخذين عورة. هذا وإن عد مروياتي على اختلاف أنواعها وتشعب طرقها واتساعها يضيق عن ذكرها هذا المقام ويقف على نشر عشرها ألسن الاقلام، والمرجو من مديد مزيد كرمهما، ووافر وافي نعمهما أن يعظماني في مسلك دعواتهما، ومسمط تورداتهما، فاني فقير إلى ذلك سلك الله بي وبهما أقوم المسالك، وختم لنا بالحسنى، وجمعنا في قصر رحمته الاسنى آمين. قال ذلك وكتب: الفقير محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطيف بن على بن منصور ابن زين العرب القرشي المقدسي الشافعي الاشعري حفيد ابن الحنفية وسبط أبي الحسن أصلح الله منه ما ظهر وبطن في جمادى الاولى سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

[101]

70. صورة اجازة (1) الشيخ الجليل محمد (2) بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد السند العلامة ظهير الدين ميرزا إبراهيم (3) بن الحسين الحسني الهمداني. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لوليه ومستحقه، والصلاة على أشرف أنبيائه وخلقه، وآله الائمة البررة، سالكي مناهجه وطرقه. وبعد فلما كان تكميل النفوس البشرية ومحضية خيرية الوجود في حاق


(1) الذريعة ج 1 ص 231. (2) هو الشيخ محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن نعمت الله بن خاتون العاملي أحد من بنى خاتون الذين هم من بيت العلم والفقهاء وهى بيت جليل نجيب في جبل عامل وقل ما يوجد من امثالهم بعد بيت أو بيتين من تلك الديار وان خاتون الذى هو أبو هذه القبيلة الجليلة كانه من معاصري طبقة العلامة والمحقق كما لا يخفى واحتمال التعدد أيضا في مثله من أهل قرية واحدة من ناحية واحدة بعيد في الغاية عند البصير.. الروضات ص 22. (3) هو السيد ابراهيم بن الحسين الحسينى الهمداني كان سيدا عالما نحريرا مدققا خبيرا مبرزا في فنون العلم والحكمة والفضل له حواشى على الهيات الشفا وغيره. وفى الروضات: السيد السند الفاضل النبيل ظهير الدين الميرزا ابراهيم بن الا ميرزا حسن الحسينى الهمداني كما في السلافه والامل أو الحسني كما في مناقب الفضلاء كان من النحارير الفحول واساتيد المعقول والمنقول وقد رأيت له اجازة الشيخ محمد بن أحمد بن نعمت الله بن خاتون العاملي من ابلغ ما يكون في وصفه وثنائه وتفخيمه واجلاله إلى آخر ما اثنى عليه. توفى ره سنة 1026 - امل الامل ص 32 - الروضات ص 10 فوائد الرضوية ص 5.

[102]

حقيقة الحق وسريرة القضية الخفية، ليس إلا بما يختصها من قرينيها العلمية والعملية وناهيك أيها الطالب لرقي أوج الكمالين ببلوغ مراتبها الثمان، ويا لها نعمة ربانية. ثم لما من الله سبحانه وله الحمد بلطفه وكرمه على عبده الجاني، معترفا بقصوره وتقصيره على أداء شكر قطرة من قمقام بحر جوده ونعمه في أشرف الاماكن والبقاع وأفضل الارضين والاصقاع مكة المشرفة، أنعم الله بنيل بركاتها وعامل مجاوريها والعالمين باستجابة دعواتها بطائل نعمة الاجتماع على أجمل الاحوال وأحمد الاوضاع، بالجناب الا رفع الجليل العالي، واللباب الانفع النبيل الغالي مبرز حكم الاحكام من لغز الاحكام بواضح البرهان، مغرز مطالب الحكماء والعلماء الاعلام بما يوشك أن لا تنال الافهام أذكياء الاذهان، فاشكال تقريرات معارفه في الحقيقة بديهية الانتاج، ونفحات بركات دواء معالمه لداء الجهل في الطريقة أنفع علاج، مخرج الحقايق بوقاد فكره من كنوز الدقايق، مهذب معاني قوالب المباني بنظره الثاقب على أنهج أبهج الطرائق سابق مسابق السباق، في حلية الكمال بالاطلاق مستحق سبقها وقصب سبقها بالالتزام والاتفاق. سيدنا ومولانا وعزيزنا العلامة الفهامة الاثيل، سمي خليل الملك الجليل ميرزا إبراهيم ذي الحسب المنيف، والنسب الباذخ الشريف، أدام الله ظله العالي محروسا بعين الصمدية عن صروف الليالي، ولا زالت بركات شرف محض خيرية وجوده في العالمين باقية، وأيادي فضله وجوده في طالبي مراتب الكمالين سارية، و نفع بيمن آثاره ونتايج أفكاره الطلاب، ونور بضياء معالمه وعوارفه حلل أفئدة الجاهلين من كل باب. فلعمري لقد تشنف سمعي بمونق عباراته وتقريراته واس اساس نفعي بغرائب نفايس توجيهاته وتحقيقاته، وما كنت إخال أن مثل هذا الزمان يسمح قرونته بمثل كمال هذا الانسان. فلقد رأيته وإن كنت معترفا بقصوري عن إدراك لطيفة فضائله جامعا من العلوم

[103]

الادبية والحكميه والعقلية والسمعية ما تفخر به أواخر الزمان على أوائله، فلله دره ما أفضله، بل ولله در أبيه، وهيهات أن يسع مسطور طروس الكمال ما جمع فيه، ولقد آنس محبه عبد الفقراء ومخلصه بلامراء، تمام عام سبعة بعد ألف فيا لله ما أسعد أيام رؤيته، وألذ القول في خدمته، وناهيك به من إلف. ورأيته دام ظله - وخرقت له العادة بطول البقاء - قطب فلك العليا ولب أهلية المحبة والاصطفاء للاخاء، مركز دائرة الفضلاء والعلماء، وخريدة عقد ذوي الهمم العالية بلامراء، أحببت أن أكون أيام مهلتي بل ودوام نقلتي داخلا في ربقة إخاه واختصاصه، وأن أتشرف بمحبته وإرادته ومودته وإخلاصه، راجيا أن تهب على نفحه من نفحات زاكيات دعواته، وأن لا ينسى المملوك المقصر في خدمته من عطف لطفه وشفقاته. وأن اجيزه معترفا بأني لم أعد في طبقاته أن يعمل بما لعله يجده بحدسه الصائب وذوقه الثاقب على نهج الصواب، مما ألفه الخاطر الفاتر من قيد أو حاشية أو كتاب، وكذلك بما ألفه الفضلاء والفقهاء الاماميون، بل كل ما جمع وصنفه علماء الاسلام المؤالفون والمخالفون، عملا ورواية كما شاء وأحب متى شاء وأحب لمن شاء وأحب بالطرق التي لي إليهم بحق القراءة أو السماع، أو المناولة والاجازة وهي عديدة، وربما يتوسل باليسير منها إلى الكثير، فمتى علم صحة المصنف وطريق مصنفه إليه تسلط عليهما نقلا ورواية وعملا. ثم لا يخفى مشاهير علمائنا المنتفع بمصنفاتهم والطرق إليها واستخراج شعبها بعد الوقوف على ما تتشعب عنه، ولنذكر الطريق إلى شيخ الطائفة الفاضل العلامة العمدة الرحلة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره لايصالها إلى أسانيد من تأخر عنه، وأسانيد من تقدمه، كشيخ الطائفة ومفيدها، وعمدتها وعميدها، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد، والامامين الفاضلين الكاملين الصدوقين القميين أبي جعفر محمد ووالده علي بن الحسين بن بابويه والسيدين الاجلين الاوحدين الاعظمين الشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين أبي القاسم علي وأخيه السيد

[104]

الرضي المرضي أبي الحسن محمد، والامام العمدة الحافظ الرحلة الناقد الجهبذ محمد بن يعقوب الكليني ومن جرى مجرى هؤلاء يحصل حينئذ بملاحظة ما اودع في كتبه كالتهذيب والاستبصار والفهرست وكتاب الرجال وينتهى إلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى عليهم صلوات رب السموات العلى. يقول: قد روينا جميع مصنفات ومقروات ومسموعات ومجازات ومرويات شيخ الطائفة وعميدها الفاضل الرحلة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسى قدس سره بعضها بحق القراءة، وبعضها بغيرها من سماع وإجازة ومناولة، على والدي المحقق المدقق الزاهد العابد شهاب الدين أحمد وجدي الفاضل العلامة الفهامة فقيه أهل البيت عليهم السلام الشيخ نعمة الله بن علي بن خاتون عن الامام الاجل الافضل خلاصة المجتهدين وعمدة الفقهاء المحدثين الشيخ نور الدين علي بن عبدالعالي عن شيخه الفاضل الكامل الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن هلال الجزائري، عن جماعة من أجلاء الاصحاب. منهم الشيخ الفاضل الزاهد العابد شهاب الدين أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ الجليل المعظم علي بن عبد الحميد النيلي، عن المولى الاجل الاكمل الاعلم الاعمل فقيه أهل البيت عليهم السلام في زمانه، شمس الدين محمد بن مكي السعيد الشهيد، عن جمع من الفضلاء الاجلاء منه شيخاه الفاضلان الكاملان الفخران المعتمدان أبو طالب محمد بن المطهر الشهير بفخر الدين والسيد عميد الدين بن الاعرج الحسيني، عن الشيخ الفاضل الكامل العلامة أبي منصور الحسن بن المطهر، عن والده الفاضل المحقق سديد الدين يوسف بن المطهر والشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد والسيد جمال الدين أحمد بن طاوس جميعا، عن السيد فخار الموسوي، عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستي، عن المصنف أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره ويرويها الشيخ سديد الدين بن المطهر، عن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي الفرج السوراوي، عن الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة، عن المفيد الشيخ أبي علي عن والده المصنف.

[105]

ويروي كتاب ورام بن عيسى بن أبي النجم بن ورام بن جملات بن خولان بن إبراهيم قاتل عبيدالله بن زياد ابن مالك الاشتر باسنادنا إلى شيخنا الشهيد محمد بن مكي عن السيد تاج الدين الحسن بن معية، عن السيد علي بن السيد غياث الدين عبد الكريم ابن طاوس، عن محمد بن محمد الحمداني القزويني، عن الشيخ الامام الحافظ علي بن عبيد الله بن الحسن المدعو بحسكا عن الشيخ الامام الجليل ورام بن أبي الفراس المالكي الاشتري قدس الله أرواحهم. وبهذا الاسناد إلى ورام بن أبي فراس يروي الصحيفة الكاملة من كلام الامام المعصوم ذي الثفنات سيد الاوتاد زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بحق قرائتي لها على الامام الاجل عبد الله بن جعفر بن محمد الدوريستي، عن السيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي، عن مكي بن أحمد المخاطي، عن أبي نصر محمد بن علي بن الحسين بن شجيل بن الصفار، عن أبى الحسن مهلهل بن عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الله الخوارزمي، عن أبيه، عن أبي جعفر أحمد بن الفياض بن منصور بن زياد البابي، عن علي بن حماد بن العلاء، عن عمر ابن المتوكل البلخي، عن أبيه المتوكل بن مروان، عن الامام المعصوم الصادق جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ولنذكر حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه واله تيمنا وتبركا فنقول: روينا بالاسناد إلى الامام جمال الدين الحسن بن المطهر عن والده سديد الدين عن ابن نما، عن محمد بن إدريس، عن عربي بن مسافر العبادي، عن إلياس بن هشام الحايري، عن أبي علي المفيد، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي جعفر محمد بن بابويه الصدوق، عن الشيخ أبي عبد الله الحسن بن محمد الرازي قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان القاري، عن الامام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه الامام الكاظم، عن أبيه الامام الصادق، عن أبيه الامام الباقر، عن أبيه الامام زين العابدين

[106]

عن أبيه الامام الشهيد أبي عبد الله الحسين، عن أبيه سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها زج في النار. وأما مصنفات العامة فانا نرويها بالاسناد إلى الشيخ السعيد أبي عبد الله الشهيد محمد بن مكي وله إليها طرق عدة خصوصا إلى صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند أبي داود وجامع الترمذي ومسند أحمد وموطأ مالك ومسند الدار القطني ومسند ابن ماجه والمستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله النيسابوري لانطيل بذكرها. ويروى الشاطبية بحق القراءة على قاضي القضاة بمصر برهان الدين بن جماعة عن جده بدر الدين، عن ابن قاري مصحف الذهب، عن الشاطبي الناظم وبحق قرائته لها على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي، وهو يرويها عن الجزائري، عن الشيخ كمال الدين العباسي، عن الناظم. ويروي كتاب نهج البلاغة الذي هو من معجزات الامام المفترض الطاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالاسناد إلى الشيخ الشهيد عن جماعة منهم الشيخ رضي الدين المزيدي، عن شيخه الامام فخر الدين بن البوقي بسنده المشهور. وبالاسناد عن الامام الشهيد السعيد محمد بن مكي كتاب الكشاف لجار الله العلامة أبي القاسم محمود الزمخشري، عن جماعة منهم الشيخ عز الدين بن عبد العزيز بن جماعة، عن ابن عساكر الدمشقي، عن أبيه المؤيد عن الزمخشري. ونروى مجمع البيان في تفسير القرآن للامام الافضل الاكمل أمين الدين أبي الفضل الطبرسي وهو كتاب لم يعمل مثله في التفسير بالاسناد إلى الشيخ الشهيد، عن الشيخ فخر الدين والسيد عميد الدين بن الاعرج الحسيني، عن الشيخ جمال الدين ابن المطهر بسنده إليه. ولقد أبرزت في هذه الكتابة ما لعلة كان كافيا وافيا باستخراج المفصل، وهو

[107]

حفظه الله تعالى أورع وأكمل أن أشترط عليه ما اشترط على أشياخي الذين عاصرتهم، وحضرت دروسهم، واستفدت من أنفاسهم، واقتبست من نور علومهم، رضوان الله عليهم أجمعين ما قرره علماء دراية الرواية، والحمد لله رب العالمين، صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين. وكتب الفقير إلى عفو الله تعالى محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي بمكة المشرفة سنة 1008 في يوم الجمعة رابع عشر محرم الحرام حامدا مصليا مسلما مستغفرا.

[108]

26. فائدة في ذكر أسامي جماعة من العلماء ملتقطة من كتاب سلافة العصر لمحاسن أعيان علماء العصر، تأليف السيد علي خان بن ميرزا أحمد بن امراء الهند وهو إلى الان في الحياة ومقيم ببلاد الهند. الشيخ (1) العلامة بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني علم الائمة الاعلام وسيد علماء الاسلام وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه، وطود المعارف الراسخ، وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ، وجوادها الذي لا يؤمل له لحاق، وبدرها الذي لا يعتريه محاق الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الابل، والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل. فهو علامة البشر ومجدد دين الامة على رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت رياسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والادلة، جمع فنون العلم فانعقد عليه الاجماع، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والاسماع، فما من فن إلا وله فيه القدح المعلى، والمورد العذب المحلى، إن قال لم يدع قولا لقائل، أو طال لم يأت غيره بطائل، وما مثله ومن تقدمه من الافاضل والاعيان، إلا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والاديان: جاءت آخرا ففاقت مفاخر، وكل وصف قلت في غيره فانه تجربة الخاطر. مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الاربعاء لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسع مائة، وانتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية فنشأ في حجرة بتلك الاقطار المحمية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ. فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله، ولي بها شيخ الاسلام، وفوضت


(1) سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر ص 289 لؤلؤه البحرين ص 16.

[109]

إليه امور الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام. ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب، ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي و أهل بيته الكرام، عليهم أفضل الصلاة والتحية والسلام. ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة، واوتي في الدنيا حسنة وفي الآخره حسنة واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفضل والحال، ونال من فيض صحبتهم ما تعذر على غيره واستحال. ثم عاد وقطن بأرض العجم، وهناك همي غيث فضله وانسجم، فألف وصنف وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء الامصار، واتفقت على فضله الاسماع والابصار، وغالت تلك الدولة في قيمته، واستمطرت غيث الفضل من ديمته، فوضعته في مفرقها تاجا، وأطلعته في مشرقها سراجا وهاجا، وتبسمت به دولة سلطانها الشاه عباس، واستنارت بشموس آرائه عند اعتكار حنادس الباس، فكان لا يفارقه سفرا و حضرا، ولا يعدل عنه سماعا ونظرا، إلى أخلاق لو مزج بها البحر لعذب طمعا، وآراء لو كحلت به الجفون لم يلف أعمى، وشيم هي في المكارم غرر وأوضاح، وكرم بارق جوده لشائمه لامع وضاح، تتفجر ينابيع السماح من نواله، ويضحك ربيع الافضال من بكاء عيون أمواله. وكانت له دار مشيدة البناء، رحيبة الفناء، يلجأ إليها الايتام والارامل، و يفد عليها الراجي والآمل، فكم مهد بها وضع، وكم طفل بها رضع، وهو يقم بنفقتهم بكرة وعشيا، ويوسعهم من جاهه جنابا مغشيا، مع تمسكه من التقى بالعروة الوثقى، وايثار الآخرة على الدنيا، والآخرة خير وأبقى. ولم يزل آنفا من الانحياش إلى السلطان، راغبا في الغربة عازفا عن الاوطان يؤمل العود إلى السياحة، ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة، فلم يقدر له حتى وافاه حمامه، وترنم عل أفنان الجنان حمامه. وأخبرني بعض ثقات الاصحاب أن الشيخ - ره - قصد قبيل وفاته زيارة

[110]

المقابر، في جميع من الاجلاء الاكابر، فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه: إني سمعت شيئا فهل منكم من سمعه ؟ فأنكروا سؤاله، واستغربوا مقاله، وسألوه عما سمعه فأوهم، وعمي في جوابه وأبهم، ثم رجع إلى داره فأغلق بابه ولم يلبث أن اهاب به داعي الردي فأجابه. وكانت وفاته لاثنتي عشرة خلون من شوال المبارك سنة إحدى وثلاثين وألف بإصبهان، ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريبا من الحضرة الرضوية على صاحبها إفضل الصلاة والسلام والتحية. ومن مصنفاته التفسير المسمى بالعروة الوثقى، والتفسير المسمى بعين الحياة، والحبل المتين، ومشرق الشمسين، وشرح الاربعين، والجامع العباسي فارسي ومفتاح الفلاح، والزبدة في الاصول، والرسالة الهلالية، والاثنى عشريات الخمس، وخلاصة الحساب، والمخلاة، والكشكول، وتشريح الافلاك، والرسالة الاصطرلابية، وحواشي الكشاف، وحاشية على البيضاوي، وحاشية على خلاصة الرجال، ودراية الحديث، والفوائد الصمدية في علم العربية، والتهذيب في النحو وحاشية الفقيه وغير ذلك من الرسائل المختصرة والفوائد المحررة. واما أدبه فالروض المتارج أنفاسه، المتضوع بنثره ونظمه ورده وآسه، المستعذب قطافه وجناه، والمستظرف لفظه ومعناه، وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق " خلق الانسان علمه البيان " ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد العقيان، فمن نثره هذه الرسالة الغريبة لفظا ومعنى، البديعة ربعا ومغنى وهي: المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني، إلى قرية الاقليم اللساني، فتلبس هناك ملابس الحروف، وتتوجه تلقاء مدين الاعلام من الطريق المعروف، وسيرها على نوعين إما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين و لهوات المترنمين إلى أمصار صماخ السامعين، وإما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد، لا بسة للسواد، فتسير في مراحل أنامل الكاتبين إلى مداد عين الناظرين، وإذا وصلت بالسير الاول إلى سباء بلقيس السامعة، وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصرة، عطفت

[111]

عنان التوجه من عوالم الظهور والانجلاء، بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء، حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين، وحلت في مأنوسات مشاعر الناظرين، نزعت ملابسها الحرفية، فتجردت عن ملابسها الهيولانية، وسكنت في مواطنها القلبية ورجعت بعد قطع تلك المسالك إلى ما كانت عليه قبل ذلك، " كما بدأكم تعودون " وإلى ما كنتم عليه تؤوبون: انزل مقامك فهو أول موطن * * سافرت منه إلى جهات العالم ومنه قوله سانحة قد تهب من عالم القدس، نفحة من نفحات الانس، على قلوب أصحاب العلائق الدنية، والعوائق الدنيوية، فتقطر بذلك مشام أرواحهم، وتجري روح الحقيقة في رميم أشباحهم، فيدركون قبح الانغماس في الادناس الجسمانية، ويذعنون بخساسة الانتكاس في مهاوي القيود الهيولانية، فيميلون إلى سلوك مسالك الرشاد، ويتنبهون من نوم الغفلة عن المبدء والمعاد. لكن هذا التنبه سريع الزوال، وحي الاضمحلال، فياليته يبقى إلى حصول جذبة إلهية تميط عنهم أدناس عالم الزور، وتطهرهم من أرجاس دار الغرور. ثم إنهم عند زوال تلك النفحة القدسية، وانقضاء هاتيك النسمة الانسية، يعودون إلى الانتكاس في تلك الادناس، فيتأسفون على ذلك الحال الرفيع المنال، و ينادي لسان حالهم بهذا المقال، إن كانوا من أصحاب الكمال: تيرى زدى وزخم دل آسوده شد ازآن * * هان أي طبيب خسته دلان مرهم دگر وقوله سانحة قد جرى ذكرى يوما من الايام في بعض المجالس العالية، والمحافل السامية فبلغني أن بعض الحضار، ممن يدعى الوفاق وعادته النفاق، ويظهر الوداد ودأبه العناد، جرى في مضمار البغي والعدوان، وأطلق لسانه في الغيبة، والبهتان، ونسب إلى من العيوب ما لم تزل فيه، ونسي قوله تعالى " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ".

[112]

فلما علم أني علمت بذلك ووقفت على سلوكه في تلك المسالك، كتب إلى رقعة طويل الذيل، مشحونة بالندم والويل، ويطلب فيها الرضا، ويلتمس الاغماض عما مضى. فكتبت إليه في الجواب: " جزاك الله خيرا فيما أهديت إلى من الثواب، و ثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب، فقد روينا عن سيد البشر والشفيع المشفع في المحشر، أنه قال: " يجاء بالعبد يوم القيامة فيوضع حسناته في كفة وسيئاته في كفة فترجح السيئات، فتجئ بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة ؟ فيقول عزوجل: هذا ما قيل فيك وأنت منه برئ ". فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه على، أن أشكر ما أسديته من النعم إلى، فكثر الله خيرك وأجزل ميرك، مع إني لو فرضت أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان، وواجهتني بالوقاحة والعدوان، ولم تزل مصرا على إشاعة شناعتك ليلا ونهارا، مقيما على سوء صناعتك سرا وجهارا ما كنت اقابلك إلا بالصفح والصفا، ولا اعاملك إلا بالمودة والوفاء، فان ذلك من أحسن العادات، وأتم السعادات، وإن بقية مدة الحياة أعز من أن تصرف في غير تدارك ما فات، وتتمة هذا العمر القصير لا تسع مؤاخذة أحد على التقصير. * * * السيد نور الدين (1) علي بن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي. طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالرواية والدراية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه


(1) سلافة العصر ص 302 - وفى الامل ص 21 قال: السيد نور الدين على بن على ابن الحسين بن أبى الحسين الموسوي العاملي الجبعى، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشيا جليل القدر عظيم الشأن قرء على أبيه وأخويه السيد محمد صاحب المدارك وهو أخوه لابيه والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو أخوه لامه وله كتاب شرح المختصر النافع اطال فيه المقال والاستدلال لم يتم وكتاب الفوائد المكية وشرح الاثنى عشرية في الصلاة للشيخ البهائي وغير - >

[113]

مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل، وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر: فسار مسير الشمس في كل بلدة * * وهب هبوب الريح في البر والبحر حتى كان رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه، ويريد الفضل لم يقعقع سوى حلقة بابه. وكان له في مبدء أمره بالشام، مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام، بين اعزاز و تمكين، ومكان في جانب صاحبها مكين، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه، فقطن بمكة


< - ذلك من الرسائل وقد ذكره السيد على بن ميرزا أحمد في سلافة العصر إلى ان قال وأورد له شعرا كثيرا منه قوله من قصيدة: يا من مضوا بفؤادي عند ما رحلوا * * من بعد ما بسويد القلب قد نزلوا جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب * * ياليت شعرى إلى من بالهوى عدلوا في أي شرع دماء العاشقين غدت * * هدرا وليس لهم ثار إذا قتلوا وقوله مادحا بعض الامراء من قصيدة: لك المجد والاجلال والجود العطاء * * لك الفضل والنعماء لك الشكر واجب سموت على هام المجرة رفعة * * ودارت على عليا علاك الكواكب أقول: وقد رأيت في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن و رأيته بمكة أيضا أياما وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ولما مات رثيته بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد وأولها: على مثلها شقت حشا وقلوب * * إذا شققت عند المصاب جيوب لحى الله قلبا لا يذوب لفادح * * تكاد له صم الصخور تذوب جرى كل دمع يوم ذاك مرخما * * وضاق فضاء الارض وهو رحيب على السيد المولى الجليل المعظم * * النبيل بعيد قد بكا وقريب جنا نور دين الله فارتد ظلمة * * إذا اغتاله بعد الطلوع مغيب فكل جليل بعد ذاك محقر * * وكل جميل بعد ذاك معيب إلى آخر القصيدة - لؤلؤة البحرين ص 40.

[114]

شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية، تستلم أركانه كما تستلم أركام البيت العتيق، و وتستسنم اخلاقه كما يستسنم المسك الفتيق، يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا. ولقد رأيته بها وقد أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين، والنور يسطع من أسارير جبهته، والعز يرتع في ميادين جلهته، ولم يزل بها إلى أن دعى فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكان وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف - ره -. * * * الشيخ حسن (1) بن الشيخ زين الدين الشهيد الشامي العاملي. شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة، الواضح الطريق والسنن، والموضح الفروض والسنن، يم العلم الذي يفيد ويفيض، وجم الفضل الذي لا ينضب ولا يغيض المحقق الذي لا يراع له يراع، والمدقق الذي راق فضله وراع، المتفنن في جميع الفنون، والمفتخر به الآباء والبنون، قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرايع وشرح الصدور بتصنيفه الرائق وتأليفه الرائع، فنشر للفضائل حللا مطرزة الاكمام، وماط عن مباسم أزهار العلوم لثام الاكمام، وشنف المسامع بفرائد الفوائد، وعاد على الطلاب بالصلات والعوائد.


(1) سلافة العصر 304 وقد ترجمه صاحب السلافة ترجمة مفصلة وذكر كثيرا من شعره منه قوله وهو من محاسن شعره من قصيدة في ستة عشر بيتا أولها: فؤادى ظاعن أثر النباق * * وجسمي قاطن أرض العراق ومن عجب الزمان حياة شخص * * ترحل بعضه والبعض باق وحل السقم في بدنى فأمسى * * له ليل النوى ليل المحاق وصبرى راحل عما قليل * * لشدة لوعتي ولظى اشتياقي وترجم له أيضا المحبى في خلاصة الاثر في القرن الحادى عشر ج 2 ص 21 - لؤلؤة البحرين ص 45.

[115]

وأما الادب فهو روضه الاريض، ومالك زمام السجع منه والقريض، والناظم لقلائده وعقوده، والمميز عروضه من نقوده، وسأثبت منه ما يزدهيك إحسانه، و تطيبك خرائده وحسانه، وأخبرني من أثق به أن والده السعيد لما ناداه داعي الاجل على يد الشقي العنيد، فألقى السمع وهو شهيد، كان للشيخ المذكور من العمر اثنتى عشرة سنة، وذلك في سنة خمس وستين وتسعمائة، وتوفي - ره - سنة إحدى عشرة وألف. ومن مصنفاته كتاب منتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان، وكتاب المعالم، والاثنى عشرية، ومنسك الحج، وغير ذلك. * * * سبط الشيخ زين الدين (1) الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي. زين الائمة، وفاضل الامة، وملث غمام الفضل وكاشف الغمة، شرح الله صدره للعلوم شرحا وبنى له من رفيع الذكر في الدارين صرحا، إلى زهد أسس بنيانه على التقوى، وصلاح اهيل به ربعه فما أقوى، وآداب تحمر خدود الورود من أنفاسها خجلا، وشيم أوضح بها غوامض مكارم الاخلاق وجلا. رأيته بمكة شرفها الله تعالى، والفلاح يشرق من محياه، وطيب الاعراق يفوح من نشر رياه، وما طالت مجاورته بها حتى وافاه الاجل، وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عزوجل، فتوفي سنة اثنتين وستين وألف رحمه الله. * * * الشيخ محمد بن (2) علي بن أحمد الحرفوشي الحريري الشامي العاملي. منار العلم السامي، وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي، ومشكاة الفضائل ومصباحها المنير به مساؤها وصباحها، خاتمة أئمة العربية شرقا وغربا والمرهف من كهام


(1) سلافة العصر ص 308 - امل الامل ص 22 - خلاصة الاثر ج 2 ص 191 مستدرك الوسائل ج 3 ص 390 - لؤلؤة البحرين ص 80. (2) سلافة العصر ص 315 وقال شيخنا الحرره في الامل ص 27 - الشيخ محمد - >

[116]

الكلام شبا وغربا، ماط عن المشكلات نقابها وذلل صعابها، وملك رقابها، وحلل للعقول عقالها، وأوضح للفهوم قيلها وقالها، فتدفق بحر فوائده وفاض، وملاء بفرائده الوطاب والوفاض، وألف بتأليفه شتات الفنون، وصنف بتصانيفه الدر المكنون. إلى زهد فاق به خشوعا وأخباتا، ووقار لا توازيه الرواسي ثباتا، وتأله ليس لابن أدهم غرره وأوضاحه، وتقدس ليس للسرى سره وإيضاحه، وهو شيخ شيوخنا الذي عادت علينا بركات أنفاسه، واستضأنا بواسطة من ضياء نبراسه، وكان قد انتقل من الشام إلى ديار العجم، وقطن بها إلى أن وفد عليه المنون وهجم، فتوفي بها في شهر ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وألف. ومن مصنفاته (1) شرح الزبدة في الاصول، واللئالي السنية في شرح الاجرومية وشرح التهذيب في النحو، وشرح شرح الفاكهي على القطر، وشرح شرح الكافيجي على قواعد ابن هشام، والمختلف في النحو، وطرائف النظام ولطائف الانسجام في


< - ابن على بن محمد الحرفوشى الحريري العاملي الكركي الشامي كان عالما فاضلا أديبا ماهرا محققا مدققا شاعرا أديبا منشيا حافظا اعرف أهل عصره بعلوم العربية قرء على السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين الموسوي العاملي في مكة جملة من كتب الخاصة والعامة له كتب كثيرة الفوائد منها كتاب اللئالى السنية في شرح الاجرومية مجلدان وكتاب مختلف النجاة لم يتم وشرح الزبدة وشرح التهذيب في النحو وشرح الصمدية في النحو و شرح شرح القطر للفاكهي وشرح شرح الكافچى على قواعد الاعراب وكتاب طرائف النظام إلى أن قال: رأيته في بلادنا مدة سافر إلى اصفهان ولما توفى رثيته بقصيدة طويلة منها: اقم ماتما للمجد قد ذهب المجد * * وجد بقلب السود والحزن والوجد وبانت عن الدنيا المحاسن كلها * * وحال بها لون الضحى فهو مسود إلى آخرها: (1) وله أيضا شرح القواعد الشهيدية، وشرحه هذا موجود في اصفهان أيضا فتأمل. كذا في هامش الاصل.

[117]

محاسن الاشعار، وغير ذلك، وله الادب الذي أينعت ثمار رياضه، وتبسمت أزهار حدائقه وغياضه، فحلا جناها لاذواق الافهام، وانتشق عرفها كل ذي فهم فهام * * * شيخنا العلامة محمد (1) بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي. البحر الغطمطم الزخار، والبدر المشرق في سماء المجد بسناء الفخار، الهمام البعيد الهمة، المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة، اللابس من مطارف الكمال أطرف حلة، والحال من منازل الجلال في أشرف حلة، فضل تغلغل في شعاب العلم زلاله، وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله، ومحل رقى من أوج الشرف أبعد مراقيه، وحل من شخص المعالي بين جوانحه وتراقيه. شاد مدارس العلوم بعد دروسها، وسقى بصيب فضله حدائق غروسها، وأنعش جدودها من عثارها وأخذ من أحزاب الجهل بثأرها، ففوائده في سماء الافادة أقمار ونجوم، وشهب لشياطين الانس والجن رجوم، إن نطق صفد المعاني عن امم، و أسمعت كلماته من به صمم، وإن كتب، كبت الحساد عن كثب، فجاء بما شاء على الاقتراح وترك أكباد أعدائه دامية الجراح. ومتى احتبى مفيدا في صدر ناديه، وجثت بين يديه طلاب فوائده وأياديه، رأيت دماء العلم تقذف درر المعارف غواربه، وقمر الفضل أشرقت بيضاء عوارفه مشارقه ومغاربه: فيملا أصداف الاسماع درا فاخرا، ويبهر الابصار والبصائر محاسن ومفاخرا.


(1) سلافة العصر ص 323 - امل الامل ص 29 - وفيه ذكر له شعرا كثيرا من جملته قوله: لا يتهمني العاذلون على البكا * * كم عبرة موهتها ببنانى آليت لا فتق العذول مسامعي * * يوما ولا خاط الكرى اجفاني سلبت اساليب الصبابة من يدى * * صبرى واغرت ناجزى ببنانى (*)

[118]

وأما الادب فعليه مداره، وإليه إيراده وإصداره، ينشر منه ما هو أذكى من النشر في خلال النواسم، بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم، وما الدر النظيم إلا ما انتظم من جواهر كلامه، ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به سواحر أقلامه، و اقسم أني لم أسمع بعد شعر مهيار والرضي، أحسن من شعره المشرق الوضي، إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها، أو الجزالة فهو سفح عقيقها، أو الانسجام فهو غيثه الصيب أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب، وساثبت منه ما يقوم ببينة هذه الدعوى، وتهوى إليه أفئدة اولى الالباب وتهوى، وإن صدف عن هذا المذهب ذاهب، فللناس فيما يعشقون مذاهب، وها أنا أعتذر إليه من الايجاز في الثناء عليه فما سطرته لمحة مما له أقفوه: ويا عجبا مني احاول وصفه * * وقد فنيت فيه القراطيس والصحف وله على من الحقوق الواجب شكرها، مايكل شبا يراعتي وبراعتي ذكرها وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء حالي، وأنضيت إلى موائد فرائده يعملات رحالي، واشتغلت عليه فاشتغل بي، وكان دأبه تأديب أدبي، ووهبني من فضله ما لا يضيع، وحنا على حنو الظئر على الرضيع، ففرش لي حجر علومه، وألقمني ثدي معلومه، حتى شحذ من طبعي مرهفا، وبرى من نبعي مثقفا، فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره، وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره. ومن منائح مولانا مدايحه * * لان من زنده قدحي وإيرائي هذا ولو جعلت انبوبة القلم سادسة خمسي، وأفرغت في بياض الارقام سواد نفسي، ورمت القيام له بأداء شكره، لاستهدفت لملام التقصير ونكره، فأنا أتوسل إلى رب الثواب والجزاء، أن يجعل نصيبه من رضوانه أوفى الانصباء والاجزاء. وأما خبر ظهوره من الشام وخروجه، وتنقله في البلاد تنقل القمر في بروجه فانه هاجر إلى الديار العجمية بعد إبدار هلاله، وانسجام وسمى فضله وانهلاله، فأقام بها برهة من الدهر، محمود السيرة والسريرة في السر والجهر، عاكفا على بث العلم

[119]

ونشره مؤرجا الارجاء بطيبه ونشره. ولما تلت الالسن سور أوصافه، واجتلت الاسماع صور اتسامه بالفضل واتصافه استدعاه أعظم وزراء مولانا السلطان إلى حضرته، وأحله من كنفه في بهجة العيش ونضرته، ثم رغب الوالد في انحيازه إلى جنابه، فاتصل به المحبوب بعد اجتنابه، فأقبل عليه إقبال الوامق الودود، وأظله بسرادق جاهه الممدود، فانتظم في سلك ندمائه، وطلع عطاردا في نجم سمائه، حتى قصد الحج فحج، وقضى مناسكه العج والثج، وأقام بمكة سنتين ثم عاد، فاستقبله ثانيا بالاسعاف والاسعاد. وكنت قد رأيته حال عوده ببندر المخا، ثم رأيته بحضرة الوالد وبينهما من المودة ما يربي على الاخاء، فأمرنا بالاشتغال عليه، والاكتساب مما لديه، فقرأت عليه الفقه والنحو والبيان والحساب، وتخرجت عليه في النظم والنثر وفنون الاداب وما زال يشنف آذاني بفرائده، ويملا أرداني بفوائده، حتى حسدنا عليه الدهر الحسود، وجرى على سجيته في تبديل الايام البيض بالليالي السود، فقضى الله علينا بفراقه، لامور أوجبت نكس الامل بعد إفراقه، وهو اليوم يتحلى بفضل تشد إليه الرحال، ويتحلى بأدب يروى به الامحال، وينيف برتبة يقصر عنها كل متطاول وترجع أيدي الناس دون منالها * * وأين الثريا من يد المتناول * * * الشيخ حسين بن شهاب الدين (1) بن حسين بن محمد بن حسين بن جاندار الشامي الكركي العاملي. طودرسي في مقر العلم ورسخ، ونسخ خطة الجهل بما خط ونسخ، علا به من حديث الفضل إسناده، واقوى به من الادب إقواؤه وسناده، رأيته فرأيت منه فردا في الفضائل وحيدا، وكاملا لا يجد الكمال عنه محيدا، تحل له الحبي وتعقد عليه


(1) سلافة العصر ص 347 امل الامل ص 12 - وفيه الشيخ حسين بن شهاب الدين ابن حسين بن محمد بن حيدر العاملي الكركي الحكيم كان عالما فاضلا ماهرا أديبا شاعرا منشيا من المعاصرين له كتب منها شرح نهج البلاغة كبير وعقود الدرر في حل - >

[120]

الخناصر، أو في على من قبله وبفضله اعترف المعاصر، يستوعب قماطر العلم حفظا بين مقروء ومسموع، ويجمع شوارد الفضل جمعا هو في الحقيقة منتهى الجموع، حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم وإحياء مواته، وحرصه على جمع أسبابه وتحصيل أدواته. كتب بخطه ما يكل لسان القلم عن ضبطه، واشتغل بعمل الطب في أواخر عمره، فتحكم في الارواح والاجساد بنهيه وأمره، غير أنه كان فيه كثير الدعوى، قليل العائدة والجدوى، لا تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض، وإن أصابت فلا تخطي نفوس اولى المرض، فكم عليل ذهب ولم يلف لديه فرج، فأنشد: أنا القتيل بلا إثم ولا حرج. الناس يلحون الطبيب وإنما * * غلط الطبيب إصابة المقدور


< - أبيات المطول والمختصر وغيرها من الكتب والحواشي وله اشعار غير ما ذكره السيد على في السلافة وعندي من شعره كثير بخطه في مدح أهل البيت عليهم السلام فمنه قوله من قصيدة: فخاض أمير المؤمنين بسيفه * * لظاها واملاك السماء له جند وصاح عليهم صيحة هاشمية * * تكاد لها شم الشوامخ تنهد غمام من الاعناق تهطل بالدماء * * ومن سيفه برق ومن صوته رعد وصى رسول الله وارث علمه * * ومن كان في خم له الحل والعقد لقد ضل من قاس الوصي بضده * * وذو العرش يابى ان يكون له ند وقوله من قصيدة: ولعمري لا اعذل ابن صهاك * * ان بدت منه ذنبة أو بذاء هل عجبت خبث البنين إذا ما * * خبث الامهات والاباء وقوله من قصيدة: رضيت لنفسي حب آل محمد * * طريقة حق لم يضع من يدينها وحب على منقذي حين يحتوى * * لدى الحشر نفس لا يفادى رهينها

[121]

ومع ذلك فقد طوى أديمه من الادب على أغزر ديمه، ومتى انقهقت لهات قاله بالشعر، أرخص من عقود اللئالي كل غالي السعر، إلى ظرف شيم وشمائل، تطيب بأنفاسها الصبا والشمائل، وإلمام بنوادر المجون، يحلى به حديثه والحديث شجون. ولم يزل ينتقل في البلاد ويتقلب حتى قدم على الوالد قدوم أخي العرب على آل المهلب، وذلك في سنة أربع وسبعين، فأحله الوالد لديه، محلا عقد فيه نواصي الامال بين يديه، وأمطره سحايب جوده وكرمه، ورد شباب أمله بعد هرمه، فأقام بحضرته بين خير وخير، وتقدم ما شان شأنه تأخير، حتى خوى من افق الحياة طالعه، وأدرجت بافول عمره مطالعه، فتوفي يوم الاثنين لاحدى عشرة بقيت من صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريبا - ره -. ومن مصنفاته شرح نهج البلاغة، وعقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر وهداية الابرار في اصول الدين، ومختصر الاغاني، والاسعاف وغير ذلك. * * * الشيخ محمد (1) بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي. علم علم لا تباريه الاعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الاقطار، وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الارض أمطار، تصانيفه في جبهات الايام غرر، وكلماته في عقود السطور درر، وهو الان قاطن بأرض العجم، ينشد لسان حاله:


(1) سلافة العصر ص 359 - امل الامل ص 24 - خلاصة الاثر ج 3 ص 432 - لؤلؤة البحرين ص 76 فوائد الرضوية ص 473. أقول: هذا هو الشيخ العالم الفاضل المحقق المدقق المتبحر الجامع الكامل الصالح الورع الثقة الفقيه النبيه المحدث الحافظ الشاعر الاديب الاريب جليل القدر عظيم الشأن أبو المكارم والفضائل شيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل الذى من على جميع أهل العلم بتأليف هذا الكتاب الشريف والجامع المنيف الذى هو كالبحر لا يساحل يشتمل على جميع - >

[122]

أنا ابن الذي لم يخزني في حياته * * ولم أخزه لما تغيب في الرجم ويحيى بفضله مآثر أسلافه، وينتشي مصطبحا ومغتبقا برحيق الادب وسلافه.


< - أحاديث الاحكام الشرعية الموجودة في الكتب الاربعة وساير الكتب المعتمدة أكثر من سبعين كتابا فبهذا السفر القيم يستغنى كل فقيه ومحدث من الكتب الفقهية والحديثية. وحيث ان الفاضل الربانى الشيرازي ترجمه في الجزء الاول من الوسائل المطبوعة الحديثة في مطبعة الاسلامية التى وفقنا الله تعالى بحسن توفيقه وعنايته بتعليقات على شطر منها من كتاب العتق إلى آخرها (من الجزء السادس عشر إلى الجزء العشرين امسكنا هنا من ترجمته الشريفة واكتفينا تيمنا به بعض أبياته في مدح أهل البيت عليهم السلام ومن محاسن شعره من قصيدة: انا الحر لكن برهم يسترقنى * * وبالبر والاحسان يستعبد الحر وقوله من قصيدة فيهم عليهم السلام: أنا حر عبد لهم فإذا ما * * شرفوني بالعتق عدت رقيقا أنا عبد لهم فلو اعتقوني * * ألف عتق ما صرت يوما (عتيقا) وقوله من اخرى: وانى له عبد وعبد لعبده * * وحاشاه ان تنسى غدا عبده الحر وله أيضا في نظم الحديث العلوى (ع) كن لما لا ترجو ارجى منك لما ترجو فان موسى بن عمران عليه السلام خرج يقبس نارا لاهله فكلمه الله ورجع نبيا وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليه السلام وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين: أيها العبد كن لما ليس ترجو * * راجيا مثل ما به أنت راج ان موسى مضى ليقبس نارا * * من شهاب رآه والليل داج فاتى أهله وقد كلم الله * * وناجاه وهو خير ناج هذا العبد كلما جائه الكر * * ب جاء الاله بالانفراج

[123]

* * * الشيخ محمد بن علي الحر الاديب الشامي العامي (1). حر رقيق الشعر عتيق سلافة الادب، ينتدب له عصى الكلام طائعا إذا دعاه وندب، له شعر يستلب نهى العقول بسحره، ويحل من البيان بين سحره ونحره، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق، وأصفى من صهباء بشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق. * * * الامير محمد باقر (2) بن محمد الشهير بالداماد الحسيني. طراز العصابة، وجواز الفضل وسهم الاصابة، الرافع بأحاسن الصفا أعلامه، فسيد وسند وعلم وعلامة، إكليل جبين الشرف وقلادة جيده، الناطقة ألسن الدهور بتعظيمه وتمجيده، باقر العلم ونحريره، الشاهد بفضله تقريره وتحريره، ووالله إن الزمان بمثله لعقيم، وإن مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم، وأنا برئ من المبالغة في هذا المقال، وبر قسمي يشهد به كل وامق وقال: وإذا خفيت على الغبي فعاذر * * أن لا تراني مقلة عمياء إن عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به، أو الاداب فهو موئلها الذي


(1) سلافة العصر ص 360 امل الامل ص 26 وفيه الشيخ محمد بن الحسين الحر العاملي المشغرى جد والد المؤلف كان فاضلا عالما فقيها جليل القدر عظيم المنزلة كان أفضل أهل عصره في الشرعيات وكان ولده الشيخ محمد بن الحر أفضل أهل عصره في العقليات تزوج الشهيد الثاني بنته وقرء عند الشهيد الثاني وله منه اجازة ذكره ابن العودى في تلامذته. (2) سلافة العصر ص 477 - روضات الجنات ص 114 - 116 - امل الامل ص 60 فوائد الرضوية ص 418 إلى ص 425 - خلاصة الاثر ج 4 ص 301 - اللؤلؤة ص 132 - مستدرك الوسائل ج 3 ص 418. أقول: وقد اشرنا إلى ترجمته الشريف اجمالا.

[124]

يتعلق بأهدابه، أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل، أو الشيم فهو حميدها الذي يدب منه نسيم البرء في العلل، أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الاسود في الاجم، أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم. وكان الشاه عباس أضمر له السوء مرارا، وأمر حبل غيلته إمرارا، خوفا من خروجه عليه، وفرقا من توجه قلوب الناس إليه، فحال دونه ذو القوة والحول، وأبى إلا أن يتم عليه المنة والطول. ولم يزل موفور العز والجاه، سالكا سبيل الفوز والنجاة، حتى استأثر به ذو المنة، وتلايا: يا أيتها النفس المطمئنة، فتوفي في سنة إحدى وأربعين و ألف - ره -. ومن مصنفاته في الحكمة القبسات، والصراط المستقيم والحبل المتين، وفي الفقه شارع النجاة، وله حواش على الكافي والفقيه والصحيفة الكاملة وغير ذلك ومن إنشائه البديع الاسلوب، الاخذ بمجامع القلوب، ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين محمد مراجعا رحمهما الله تعالى. لقد هبت ريح الانس، من سمت القدس، فأتتنى بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها، أطباق الافلاك بدراريها، وكأن أرقامها باحكامها، أطباق الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها، أنهار العلوم بعذوباتها، وكأن معانيها بأفواجها، بحار الحق بأمواجها. وأيم الله إن طباعها من تنعيم، وإن مزاجها من تسنيم، وإن نسيمها لمن جنان الومضوت، وإن رحيقها لمن دنان الملكوت، فاستقبلتها القوى الروحية، و برزت إليها القوة العقلية، ومدت إليها قطنة صوامع السر أعناقها من كوى الحواس وروازن المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شعفا واهتزازا، وتستطار إلى عالمها شوقا وهزازا، ولعمري قد ترويت، ولكني لفرط ظمائي ما ارتويت: شربت الحب كأسا بعد كأس * * فما نفد الشراب ولا رويت

[125]

فلا زالت مراحمكم الجلية، مدركة للطالبين، بأضواء الاعطاف العلية، و مروية للظامئين بجرع الاعطاف الخفية والجلية. ثم إن صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى، أظنها هي المنطبعة كما هي عليها، في خاطركم الاقدس الانور الذي هو لاسرار عوالم الوجود كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مطحوة. وإنكم لانتم بمزيد فضلكم المؤملون لا مرار المخلص على حواشي الضمير، المقدس المستنير، عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة، ومظنة الاجابة بسط الله ظلالكم، وخلد مجدكم وجلاكم، والسلام على جنابكم الا رفع الابهى، وعلى من يلوذ ببابكم الا رفع الاسمى، ويعكف بفنائكم الاوسع الاسنى، ورحمة الله وبركاته أبدا سرمدا. ومن غريب رسائله رسالته الخلعية، وهي مما يدل على تأله سريرته، وتقدس سيرته، وصورتها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد كله لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين، كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا، وقد كان يوم الجمعة سادس عشر شهر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته المقدسة في بعض خلواتي، أذكر ربي في تضاعيف أذكاري وأورادي، باسمه الغني فاكرر " يا غني يا مغني " مشدوها بذلك عن كل شئ إلا عن التوغل في حريم سره، و الامتحاء في شعاع نوره، وكأن خاطفة قدسية قد ابتدرت إلى، فاجتذبتني من الوكر الجسماني، ففككت حلق شبكة الحس، وحللت عقد حبالة الطبيعة، وأخذت أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة، وكأني قد خلعت بدني، ورفضت عدني ومقوت خلدي، ونضوت جسدي، وطويت إقليم الزمان وصرت إلى عالم الدهر. فإذا أنا بمصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات والالهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمنيات، وأقوام

[126]

الكفر والايمان، وأرهاط الجاهلية والاسلام، من الدارجين والدارجات، والغابرين والغابرات، والسالفين والسالفات، والعاقبين والعاقبات، في الآزال والآباد، وبالجملة آحاد مجامع الامكان، وذوات عوالم الاكوان بقضها وقضيضها، وصغيرها وكبيرها باثباتها وبابدائها حالياتها وإنياتها. وإذ الجمع زفة زفة، وزمرة، زمرة، بحزبهم قاطعة معا، مولون وجوه (1) مهياتهم شطر بابه سبحانه، شاخصون بأبصار إنياتهم تلقاء جنابه، جل سلطانه من حيث هم لا يعلمون، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة، وألسن فاقة هوياتهم الهالكة، في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال، ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومنادوه بيا غني يا مغني، من حيث هم لا يشعرون. فطفقت في تلك الضجة العقلية، والصرخة الغيبية، أخر مغشيا على، وكدت من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة، وأغيب عن بصر نفسي المجردة، واهاجر ساهرة أرض الكون، وأخرج من صقع قطر الوجود رأسا، إذ قد ودعتني تلك الخلسة الخالسة شيقا حنونا إليها، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا عليها، فرجعت إلى أرض التبار، وكورة البوار، وبقعة الزور، وقرية الغرور تارة اخرى. هذا منتهى الرسالة المذكورة، والله سبحانه أعلم. * * * الميرزا إبراهيم (2) بن ميرزا الهمداني. برهان العلم القاطع، وقمر الفضل الساطع، ومنار الشريعة ومنير جمالها، ومحقق الحقيقة ومفصل إجمالها، وجامع شمل العلوم وناسق نظامها، ومعلى كلمة الحق ومضاعف اعظامها، المقتني نفائس جواهرها، والمجتني أزاهر بواطنها وظواهرها، ملك أعنة الفضائل وتصرف، وبين غوامض المسائل فأفهم وعرف، وأجرى ينابيع الحكمة وفجر،


(1) في المصدر المطبوع تحريف وتصحيف، راجعه. (2) سلافة العصر ص 480.

[127]

وبكر إلى نيل الزلفى لدي ربه وهجر. وزاد به الدين الحنيفي رفعة * * وشاد دروس العلم بعد دروسها وأحيا موات العلم منه بهمة * * يلوح على الاسلام نور شموسها إلى تأله وتنسك، وتعلق بأسباب العرفان وتمسك، وعفة وزهادة، وصلاح وطد به مهاده، وعمل زان به علمه، ووقار حلى به حلمه، وبلاغة وبراعة ثقف بهما لسانه ويراعه. أخبرني غير واحد أن سلطان العجم الشاه عباس قصد يوما زيارة الشيخ بهاء الدين محمد فرأى بين يديه من الكتب ما ينوف على الالوف، فقال له السلطان: هل في العالم عالم يحفظ جميع ما في هذه الكتب ؟ فقال: لا، وإن يكن فهو الميرزا إبراهيم، و ناهيك بها شهادة بفضله، واعترافا بسمو مقداره ونبله، وكانت وفاته سنة ست وعشرين وألف. ومن إنشائه الذي بلغ من البلاغة الارب، وعجزت عن الحوك على منواله مداره العرب، ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين المذكور وهو: الاتحاد الحقيقي يقتضي سماحة توشيح مفتتح الخطاب، وترشيح مبتدء الكتاب بما استقر عليه العرف العام، واستمر عليه الرسم بين الانام، من ذكر المحامد والالقاب، ونشر المزايا في كل باب، مع أن ذلك أمر كفت شهرته مؤنة التصدي لتحريره، وأغنى ارتكازه في الاذهان عن شرحه وتقريره. فلو أطلقت عنان القلم في هذا المضمار، وأجريت فلك التبيان في ذلك البحر الزخار كنت كمن يصف الشمس بالضياء، ويثني على حاتم بالسخاء، فلذلك ضربت صفحا عن ذلك، وطويت كشحا عن سلوك تلك المسالك، واقتصرت على الايماء إلى نبذة من هموم مد يده، سلم برهان السلم عدم انحصارها، وشر ذمة من غموم عديده، لا ينطبق دليل التطبيق على عشر معشارها، واكتفيت عن الاطناب في هذا الباب، بما تضمنه قول بعض ذوى الالباب (1).


(1) جفاى چرخ وغم دهر آنچنانم كرد * * كه از دوكس بودم حسرت ازجگر خارى - >

[128]

نسأل الله سبحانه فتح أبواب السرور، بقطع علائق عالم الزور، وحسم عوائق دار الغرور، وتبديل الاصدقاء المجازيين، بالاخلاء الروحانيين، والانزواء في زاوية العزلة، والانفراد عن جلساء السوء والذلة، وصرف الاوقات في تلافي ما فات، و إعداد الزاد ليوم المعاد، فان ذلك أعظم المقاصد وأعلاها، وأهم المطالب واولاها، وهذه لمعة من كثير، وجرعة من غدير، وفي القلب أشياء كثيرة لا سبيل إلى تقريرها، ولا طريق إلى تحريرها. هذا ولقد أوجع قلبي وأزعج لبي ما شرحتم من حكاية السقطة التي آلمت قدم قدوة المتألهين، وأوهنت رجل سلطان المتولهين، لكن ألقى هاتف الغيب في بالي أن السقوط مبشر بالارتقاء، والهبوط مخبر عن غاية الاعتلاء، فان القطرة لما هبطت صارت لؤلؤة، والحبة لما سقطت على الارض صارت سنبلة، مع أن المصيبة والابتلاء موكل بالانبياء ثم الاولياء، فيجب الشكر على التشبه بهم، والتهنية بالانخراط في سلكهم. ثم نسأل الله تعالى التوفيق لانتظام الاحوال وتحقيق الامال، هذا وإبلاغ السلام إلى ثمرات دوحة السيادة والنقابة، وأغصان شجرة الامامة والنجابة، بلغهم الله أرفع معارج الكمال مأمول ومسئول، والسلام عليكم أولا وآخرا، وباطنا وظاهرا.


يكى بر آنكه ز راه عدم بملك وجود * * نيامد وخبرش نيست زين گرفتارى دگر بر آنكه درين خاكدان غم پرور * * بخواب رفت ونكرد آرزوى بيدارى

[129]

قال مؤلف الكتاب عفى الله تعالى عنه: أعيان العجم وأفاضلهم الذين هم من أهل هذه المائة كثيرون العدد، متوفرون المدد، غير أن أكثرهم لم يتعاط نظم الشعر العربي، اهتماما بما هو أهم منه، ولعل لهم ترسلا وإنشاء بالعربية، ولكني لم أقف عليه، فلهذا لم أذكر منهم إلا من ذكرت، فمن أعاظم فضلائهم وأكابر نبلائهم الذين لم اترجم لهم في هذا الكتاب للعذر المذكور: جدى الامير نظام الدين (1) أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين مسعود ابن صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني كان يلقب بسلطان الحكماء، وسيد العلماء توفي - ره - عام خمس عشرة وألف وله مصنفات جليلة منها إثبات الواجب، وهو ثلاث نسخ كبير وصغير ووسط وغير ذلك. ومنهم أخوه الامير نصير الدين (2) حسن المتوفى سنة ثلاث وعشرين وألف وكانا يشبهان بالشريفين المرتضى والرضي. ومنهم السيد تقي الدين (3) محمد النسابة المتوفى سنة تسع عشرة وألف. المولى عبد الله (4) بن الحسين اليزدي استاذ الشيخ بهاء الدين محمد المقدم الذكر، كان علامة من غير نزاع، ولم يدانه أحد في جلالة القدر وعلو المنزلة، وكثرة الورع، وله مؤلفات مفيدة كشرح القواعد في الفقه، وشرح العجالة، والتهذيب في المنطق، وغير ذلك.


(1) سلافة العصر ص 490 وفيه (الامير محمد معصوم) بن ابراهيم بن سلام الله امل الامل ص 32 - فوائد الرضوية ص 5 - روضات الجنات ص 10 أقول وقد تقدم ترجمته الشريفة اجمالا. (2) سلافة العصر ص 490 امل الامل ص 32. (3) سلافة العصر ص 490 امل الامل ص 69. (4) سلافة العصر ص 490 أمل الامل ص 42 فوائد الرضوية ص 249 - روضات الجنات ص 363.

[130]

ومنهم ابنه (1) المولى حسن على خلفه الصالح وقدوة كل فالح توفي سنة تسع وستين وألف - ره -. ومنهم الميرزا محمد (2) بن علي بن إبراهيم الاستر ابادي صاحب كتب الرجال الثلاثة المشهورة نزيل مكة المشرفة، توفي بها لثلاث عشرة خلون من ذى القعدة الحرام سنة ثمان وعشرين وألف، وله شرح آيات الاحكام ورسائل مفيدة - ره -. ومنهم صهره المولى محمد أمين الجرجاني (3) صاحب الفوائد المدنية جاور بمكة المشرفة، وتوفي بها سنة ست وثلاثين وألف - ره -. ومنهم السيد حسين الشهير بخليفة سلطان صهر سلطان العجم توفي سنة ست وستين وألف. ومنهم المولى صدر الدين (4) محمد بن إبراهيم الشيرازي الشهير بالملا صدرا كان


(1) سلافة العصر ص 490. (2) سلافة العصر ص 491 - امل الامل ص 65 فوائد الرضوية ص 554 - روضات الجنات ص 526 اللؤلؤة ص 119. (3) سلافة العصر ص 491 لؤلؤة البحرين ص 117 روضات الجنات ص 33. (4) سلافة العصر ص 491 - امل الامل ص 58 لؤة لؤة البحرين ص 131 روضات الجنات ص 331. أقول وترجمه بعض أرباب المعاجم فقال: الحكيم المتأله الفاضل محمد بن ابراهيم الشيرازي الشهير بملا صدرا محقق مطالب الحكمة ومروج دعاوى الصوفية بما لا مزيد عليه صاحب التصانيف الشايعة التى عكف عليها من صدقه في آرائه وأقواله، ونسج على منواله وقد أكثر فيها من الطعن على الفقهاء وحملة الدين وتجهيلهم وخروجهم من زمرة العلماء وعكس الامر في حال ابن العربي صاحب (الفتوحات) فمدحه ووصفه في كلماته باوصاف لا ينبغى الا للاوحدى من العلماء الراسخين.. الخ). وله مؤلفات في الحكمة والفلسفة كثيرة اشهرها كتاب الاسفار الاربعة وهو مطبوع بايران عكف على مطالعته وتدريسه العلماء وبعده في الشهرة شرح حكمة الاشراق، وأكثر - >

[131]

أعلم أهل زمانه بالحكمة، ومتقنا لساير الفنون، له تصانيف كثيرة عظيمة الشأن في الحكمة وغيرها منها شرح الكافي في المجلدين توفي بالبصرة وهو متوجه للحج في العشر الخامس من هذه المائة. ومنهم المولى العلامة محمد (1) بن المرتضى الشهير بملا محسن القاشاني له


< - مؤلفاته مطبوعة بايران وغيرها وهو رحمه الله صهر العلامة المحدث المولى محمد محسن الفيض الكاشانى رحمه الله الآتى ذكره. (1) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 68 فوائد الرضوية ص 633 - روضات الجنات 542 إلى ص 549 - أقول قال المحدث القمى ره محمد بن مرتضى المدعو بمحسن الكاشانى عالم ربانى وفاضل صمدانى ومحدث ماهر أديب أريب شاعر محقق حكيم متاله متكلم عارف أمره في الفضل والفهم وطول الباع وكثرة الاطلاعات على الفروع والاصول والاحاطة بمراتب المعقول والمنقول وكثرة التصنيف وجودة الترصيف أشهر من أن يخفى على أحد - وكان هو وأبوه وولده محمد الملقب بعلم الهدى صاحب الخطب والرسائل والحواشي على الوافى وكتاب في الاصول والفروع والاخلاق واخوه الفاضل الفقيه المشهور بالمولى عبد الغفور بن شاه مرتضى وولده الفاضل المولى محمد مؤمن المدرس في مدينة الاشرف من بلاد مازندران من أهل العلم والفضل. وله ابن أخ يسمى بمحمد بن مرتضى المدعو بهادي والمعروف بنور الدين فاضل زكى المعى انتخب كتاب بحار الانوار في حياة العلامة المجلسي واسقط المكررات والاسانيد واقتصر من الكتب والروايات على اصحها وأوثقها وكلما ذكر في البيانات كلام العلامة المجلسي قال: قال سلمه الله وقد طبع بعض مجلداته وله أيضا تفسير وجيز رأيته في المشهد الرضوي سلام الله على من شرفه وشرح على مفاتيح عمه. وبالجملة فقد كان بيته الجليل المرتفع قدره إلى ذروة الافلاك من كبار بيوتات العلم والعمل والفضل والادراك وهو رحمه الله أفضلهم واعلمهم وكان له حظ عظيم في جودة التصنيف وتطبيق الظواهر بالبواطن ومشربه قريب من مشرب الغزالي وقد ذهب إلى شيراز للتتلمذ عند السيد ماجد بعد التفال بالقرآن وبالديوان المبارك ومجئ (آية النفر) والابيات - >

[132]

كتب ومصنفات جليلة في الفقه والحديث والكلام والحكمة، وهو من أهل العصر الموجودين الان. ومنهم الملا خليل (1) بن غازي القزويني وهو ومن أهل العصر أيضا، له شرحان على الكافي عربي وفارسي، وشرح العدة في اصول الفقه ومؤلفات اخر. ومنهم الميرزا رفيع الدين (2) محمد الشهير بالميرزا رفيعا، كان أفضل أهل عصره توفي سنة ثمانين وألف - رحمه الله - وله تعليقه جليلة على الكافي وغيرها من المصنفات.


< - الديوانية المصدرة بقوله: (تغرب عن الاوطان في طلب العلى * * فسافر ففى الاسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة * * وعلم وآداب وصحبة ماجد فتلمذ على السيد المذكور كما أنه تلمذ في المعقول والمنقول على المولى صدر الدين الشيرازي وكان ختنا له الخ. وقد ترجمه وبيته الجليلة العلامة الكبرى والآية العظمى الفقيه المتتبع الرجالي سيدنا الاستاذ شهاب الدين المرعشي النجفي مد ظله في رسالة مستقلة في مقدمة كتاب معادن الحكمة في مكاتيب الائمة عليهم السلام. (1) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 44 وفيه: خليل بن الغازى القزويني فاضل عالم علامة حكيم محقق مدقق فقيه محدث ثقة ثقة جامع الفضائل ماهر معاصر له مؤلفات منها شرح الكافي فارسي وشرح عربي وشرح لعدة الاصول ورسالة الجمعة وحاشية مجمع البيان والرسالة النجفية والرسالة القمية والجمل في النحو ورموز التفاسير الواقعة في الكافي والروضة وغير ذلك رأيته بمكة في الحجة الاولى وكان مجاورا بها مشغولا بتأليف حاشية مجمع البيان توفى - ره - سنة 1089 - روضات الجنات ص 267 - فوائد الرضوية ص 172. (2) سلافة العصر ص 491 فوائد الرضوية ص 184 - وص 535 - لؤلؤة البحرين ص 90.

[133]

ومنهم الميرزا محمد هادي (1) بن معين الدين محمد وزير فارس بن غياث الدين الشيرازي كان فاضلا متفننا آية في الذكاء والادب والمحاضرة، توفي سنة إحدى و ثمانين وألف - ره. ومنهم الامير محمد زمان (2) بن محمد جعفر الرضوي المشهدي كان من عظماء علماء عصره توفي سنة إحدى وأربعين وألف. ومنهم الآغا (3) حسين الخونساري علامة هذا العصر الذي عليه المدار، وإمامه الذي تخضع لمقداره الاقدار.


أقول وفي تذييل لؤلؤة البحرين ص 90 هو رفيع الدين بن فرخ - بالفاء بعدها الراء المشددة ثم الخاء المعجمة - الجيلاني الرشتي نزيل طوس ترجم له صاحب الؤلؤة في اجازته للسيد محمد مهدي بحر العلوم رحمه الله كما ترجم له السيد عبد الله الجزايري في اجازته الكبيرة لبعض علماء الحويزة وقال فيها: " كان علامة محققا متكلما فصيحا متقنا لم ار في قوة فضله وايمانه فيمن رأيت من فضلاء العرب والعجم متواضعا منصفا كريم الاخلاق، حضرت درسه أوقات اقامتي في المشهد في المسجد وفي المدرسة الصغيرة المجاورة للقبة المقدسة (الى أن قال) عبد النبي القزويني في تتميم امل الامل - والافندي في رياض العلماء والعلامة المحدث النوري في (الفيض القدسي) في حياة المحدث المجلسي صاحب البحار رحمه الله. (1) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 69 - فوائد الرضوية ص 656. (2) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 64 - فوائد الرضوية ص 538. (3) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 42 - فوائد الرضوية ص 83 - لؤلؤة البحرين ص 91 روضات الجنات ص 196 - أقول قال شيخنا الحر - ره -: في الامل - المولى الاجل الحسين بن جمال الدين محمد الخونساري فاضل عالم حكيم متكلم محقق مدقق ثقة ثقة جليل القدر عظيم الشأن علامة العلماء فريد العصر له مؤلفات منها شرح الدروس حسن لم يتم وعدة كتب في الكلام والحكمة وترجمة القرآن الكريم وترجمة الصحيفة وغير ذلك... الخ

[134]

ومنهم المولى محمد باقر (1) الخراساني أحد المجتهدين في علوم الدين وغيرها من فنون العلوم وأصناف المنطوق والمفهوم ورد مكة المشرفة عام ثلاث وستين، وجاور بها سنة، فتشرفت برؤيته، ولم يتفق لي الاخذ عنه إلا أني حضرت مجلسه ومباحثته مرارا، ثم عاد إلى العجم وهو الآن بها. * * * وخلائق آخرون بعدت عنا أرضهم وسماؤهم، فلم يبلغنا إلا أسماؤهم، هم نجوم الارض، وشموس السنة والفرض، يعترف لسان القلم عن حصرهم بالحصر والوجوم ومتى حصرت نجوم السماء حصرت هذه النجوم والله أعلم.


(1) سلافة العصر ص 491 امل الامل ص 61 - فوائد الرضوية 415 - روضات الجنات ص 116 قال المحدث القمي في الفوائد - محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري فاضل محقق حكيم متكلم فقيه محدث جليل القدر عالم نقاد صاحب ذخيرة المعاد في شرح الارشاد وهو كتاب تنبئ عن علمه والكفاية أيضا في الفقه ومفاتيح النجاة في الدعوات وهو كتاب كبير رأيته في خزانة كتب شيخي الجليل المحدث النوري نور الله مرقده وروضة الانوار في آداب الملوك ورسائل في تحريم الغناء وفى الصلاة والصوم وفى الغسل. وفى تحديد النهار وفى صلاة الجمعة بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية. توفى - ره - في سنة 1090 في اصفهان وحمل جسده إلى المشهد الرضوي ودفن في مدرسة الميرزا جعفر الواقع في صحن الشريف في جنب قبر شيخنا الحر العاملي - ره - تلمذ عند شيخنا البهائي وكان من أكابر تلاميذه وهو زوج اخت الاقا حسين الخونسارى وسكن في اصفهان وكان له منصب شيخ الاسلامي وامامة الجمعة والجماعة إلى ان توفى - ره -.

[135]

السيد أبو علي (1) ماجد بن هاشم بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني - ره -. هو أكبر من أن يفي بوصفه قول، وأعظم من أن يقاس بفضله طول، نسب يؤل إلى النبي، وحسب يذل له الابي، وشرف ينطح النجوم، وكرم يفضح الغيث السجوم، وعز يقلقل الاجبال، وعزم يروع الاشبال، وعلم يخجل البحار، وخلق يفوق


(1) سلافة العصر ص 492 امل الامل ص 57 - فوائد الرضوية ص 369 - روضات الجنات ص 540 لؤلؤة البحرين ص 135 - إلى ص 138 - أنوار البدرين ص 85. أقول: هذا السيد الجليل هو الذى تلمذ عنده المولى المحدث العلامة الحكيم المتأله الفيض الكاشانى صاحب الوافى والصافى وغيره وحكى أنه - ره - لما اراد أن يرحل إلى شيراز واستفاد من هذا السيد ره تفأل بالقرآن المجيد فجاء آية النفر وتفال بالديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين (ع) فجاء هذه الابيات: تغرب عن الاوطان في طلب العلى * * فسافر ففى الاسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة * * وعلم وآداب وصحبة (ماجد) وهذا من غريب الاتفاقات وفيه من الكرامة لاولياء الله مالا يخفى ومن شعره القصيدة المعروفة في هلاك بعض اعداء الله: يا نعمة اسدت يد الدهر * * جلت صنيعتها عن الشكر إلى ان قال: اليوم قرت عين فاطمة * * وسرى لها روح إلى القبر بقر الكتاب لها فاعقبه * * بقر فكان البقر بالبقر توفى رحمه الله في ليلة 21 من شهر رمضان (ليلة شهادة جده على عليه السلام) في شيراز في سنة 1028 ودفن في مشهد سيدة السادة الاعظم أحمد بن الامام موسى الكاظم عليهما السلام المشهور بشاه چراغ فعطلت له المدارس واصبحت ربوع الفضل وهى دوارس سقى الله تربته ينابيع الرضوان، واسكنه اعالي غرفات الجنان.

[136]

نسايم الاسحار. إلى ذات مقدسة، ونفس على التقوى مؤسسة، وإخبات ووقار، وعفاف يرجع من التقى بأوقار، به أحيا الله الفضل بعد اندراسه، ورد غريبه إلى مسقط راسه، فجمع شمله بعد الشتات، ووصل حبله بعد البتات. شفع شرف العلم بظرف الادب، وبادر إلى حوز الكمال وانتدب، فملك للبيان عنانا، وهصر من فنونه أفنانا، فنظمه منظوم العقود، ونثره منثور الروض المعهود، ومما يسطر من مناقبه الفاخرة، الشاهدة بفضله في الدنيا والآخرة، أنه ره كان قد أصابته في صغره عين، ذهبت من حواسه الشريفة بعين، فرأى والده النبي صلى الله عليه واله في منامه فقال له: إن اخذ بصره فقد اعطى بصيرته. ولقد صدق وبر صلى الله عليه وآله فانه نشأ بالبحرين فكان لهما ثالثا، وأصبح للفضل والعلم حارثا ووارثا، وولي بها القضاء، فشرف الحكم والامضاء، ثم انتقل منها إلى شيراز، فطالت به على العراق والحجاز، وتقلد بها الامامة والخطابة، ونشر حبر فضائله المستطابة، فتاهت به المنابر، وباهت به الاكابر، وفاهت بفضله ألسن الاقلام وأفواه المحابر. ولم يزل بها حتى أتاه اليقين، وانتقل إلى جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين، فتوفي سنة ثمان وعشرين وألف - ره - وهذا محل نبذة من شعره، ونفثة من بيان سحره، ولا أراني أثبت منه غير اللؤلؤ البحراني. أخبرني بعض الاصحاب أنه كان أنشا في يوم جمعة خطبة أبدعها، وأودعها من نفايس البراعة ما أودعها، فلما ارتقى ذروة المنبر، انسي ما كان أنشا وحبر، فاستأنف لوقته خطبة اخرى، وختمها بهذه الابيات: التي كست فنون القريض فخرا (1).


(1) راجع سلافة العصر ص 493.

[137]

السيد أبو محمد حسين (1) بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني. ذو نسب يضاهي الصبح عموده، وحسب أورق بالمكرمات عوده، وناهيك بمن ينتهى إلى النبي في الانتماء، وغصن شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهو بحر علم تدفقت منه العلوم أنهارا، وبدر فضل عاد به ليل الفضائل نهارا، شب في العلم واكتهل، وهمي صيب فضله واستهل، فجري في ميدانه طلق عنانه، وجنى من رياض فنونه أزهار افتنانه، إلا أن الفقه كان أشهر علومه، وأكثر مفهومه ومعلومه، عنه تقتبس أنواره، ومنه يقتطف ثمره ونواره، وكان بالبحرين إمامها الذي لا يباريه مبار، وهمامها الذي يصدق خبره الاختبار، مع سجايا تستمد منها المكارم، ومزايا تستهدي محاسنها الاكارم، وله نظم كثيرا ما يمده بالفخر، وكأنما يقده من الصخر، وكانت وفاته سنة إحدي وألف. السيد عبد الله (2) بن محمد البحراني. أديب قام مقام والده وسد ولا عجب للشبل أن يخلف الاسد، فهو نفحة ذلك الطيب وأريجه، ونهر ذلك البحر وخليجه، المنشد لسان محتده، وهل ينبت الخطي إلا وشيجه، أثمرت أغصان اقلامه اليانعة بثمرات البيان، وضم هوامل الكلام لقمة النهج وغني وراءها الحاديان، فنثره الورود، ولكن في رياض النفوس لا الغروس، ونظمه العقود لكن في ترائب الطروس لا العروس. وهو أحد من خدم الوالد ومدحه وأورى زند فكره لشكره وقدحه ولم يزل في فيض فضله وسعته، بين خفض العيش ودعته، حتى صدرت منه هفوة بعد هفوة كدرت من مورد اقباله صفوه، فلما علم سقوط منزلته لديه وعرف، ودع حضرته السامية وانصرف.


(1) سلافة العصر ص 496 امل الامل ص 41 - فوائد الرضوية ص 132. (2) سلافة العصر ص 505 امل الامل ص 49 - فوائد الرضوية ص 255.

[138]

السيد ناصر بن سليمان القاروني (1) البحراني. هو من قوم لم يجنح المجد من خطتهم إلى التخطي، وفيهم يقول شاعر البحرين جعفر بن محمد الخطي: آل قارون لا كبا بكم الدهر * * ولا زلتم رؤس الرؤس وهذا السيد ناصر عزهم، وناشر بزهم، وصفوة مجدهم، وربوة نجدهم، وفرقد سمائهم، وأوحد عظمائهم، ورأس رؤوسهم، وباسق غروسهم، الخطيب الشاعر الرحيب المشاعر، نثر فأكثر، ونظم فأعظم، وصاب فأصاب، وجاد فأجاد، وقضى و شرع، ونضا وأشرع. ففرع وبرع، وفنن وتفنن، فنظمه وشح الزمان، ونثره نجح الامان، يفضل زهر المروج، بل يفضح زهر البروج، ويفوق سجع الحمام، بل يخجل سفح الغمام، وقد أثبت من كلامه، وزهرات أقلامه، ما تنافح به القمارى، وتصادح به القمارى. أخبرني شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني قال: كنت ذات يوم جالسا في مسجد السدرة أحد مساجد القرية المعمورة المسماة بجد حفص إحدى قرى البحرين، وهو مدرسة العلم، ومجمع اولى الفضل والحلم، وكان عميد البلاد وكبيرها وقاضيها القائم به تدبيرها، والسيد الحسين بن عبدالرؤف جالسا في ذلك المجلس وإلى جنبه السيد ناصر المذكور، وأحد المدرسين يقرء كتاب القواعد المشهور، فجاء ابن أخ للسيد حسين المشار إليه نافجا بكمه، وزحزح السيد ناصر عن مكانه وجلس بجنب عمه. فغضب السيد ناصر وعتب، وتناول القلم مسرعا وكتب: لا تعجبن من تقدم ذي البنان الخاضب، على ذى البيان الخاطب، وذي الطرف الفتون، على ذي الظرف والفنون، وذي الجسم الفاضل، على ذي الجسم الفاضل، وذي الطول


(1) سلافة العصر ص 514 امل الامل ص 72 - فوائد الرضوية ص 691.

[139]

على ذي الطول، فان الزمان طبع على هذه الشيمة، منذ كان في المشيمة، وكتب ناصر بن سليمان البحراني، ورمى بالبطاقة وقام، وأقام على المعنى من البلاء ما أقام. السيد عبد الرضا بن عبد الصمد الولي البحراني (1) الرضي المرتضى، والحسام المنتضى، الصحيح النسب، الصريح الحسب، مجمع البحرين: بحر العلم وبحر العمل، ومقلد النحرين: نحر الادب ونحر الامل، ثنى إلى الفضل أزمة رحاله، فأصبح في الافاضل علما فردا وأنشد لسان حاله: ليس الجمال بمئزر * * فاعلم وإن رديت بردا إلى أدب مستفاض، وبيان واسع فضفاض، ومع ذلك فطبقة شعره وسطى، وإن مدله من مديد القول بسطا، وقد وقفت عنه على ما لم يهز الاستحسان لاكثره عطفه ولا كساه الاحسان رقته ولطفه. أخوه السيد أحمد بن عبد الصمد البحراني (2) هو للعلم علم، وللفضل ركن ومستلم، مديد في الادب باعه، جليد كريم خيمه وطباعه، خلد في صفحات الدهر محاسن آثاره، وقلد جيد الزمن قلائد نظامه ونثاره فهو إذا قال صال، وعنت لشبا لسانه النصال.


(1) سلافة العصر ص 517 امل الامل ص 47 فوائد الرضوية ص 230. (2) سلافة العصر ص 519 امل الامل ص 33.

[140]

السيد عبد الله بن السيد حسين البحراني (1). أديب من أفراد الاعيان الممثلين فرائد البيان للعيان، ينظم شعرا جزلا فيجيد جدا وهزلا، ويزيل به عن المسامع أزلا، ونثره أحسن مغنى، وأتقن لفظا و معنى، وكان قد صحبني سنينا ومازلت بفراقه ضنينا، حتى فرق الدهر بيننا، وقدر القضاء بيننا. تبجل ساحة رافع قواعدها ساطع آيات الكمال، وتقبل راحة جامع فوائدها بالغ غايات الفضيلة والافضال، ومن نيط بهمته الرفيعة نياط النجوم، فمتى يشاكل أو يماثل، وميط بعزمته المنيعة بساط الهموم، فمتى يساحل أو يساجل، الحائز قصبات السبق فلا يدرك شاوه وإن أرخى العنان، الفائز بوصلات الحق فاستنارت آراؤه بشموس التبيان المحدد لجهات مكارم الاخلاق، المجدد لسمات المفاخر على الاطلاق، الحاوي لعلوم آبائه الاكابر، وراثة كابر عن كابر، برج سعادة الاقبال، أوج سيادة الاقيال مطلع شمسي العلوم والمعارف، مجمع بحري العلوم والعوارف من أوقفت نفسي بأعتابه موقف الارقاء، فارتقيت عن حضيض الامتهان غاية الارتقاء، كيف لا ؟ وهي كهف اللائذ، ورقيم العائذ، وصفا الصفاء، ومروة المروة والوفاء، وعرفات العرفان، ومنى المنى ومظنة الاحسان، لا زالت منهلا للواردين، ولا برحت مؤملا للقاصدين، حمية الذمار، أبية عن الوصم والعار، ولا فتئت كعبتها معمورة ومحروسة، وندوة أنديتها بالفيض مغمورة ومأنوسة، بمنه وإحسانه وكرمه وامتنانه.


(1) سلافة العصر ص 520 امل الامل ص 49.

[141]

الشيخ داود بن أبي شافير البحراني (1) البحر العجاج، إلا أنه العذب لا الاجاج، والبدر الوهاج، إلا أنه الاسد المهاج، رتبته في الانافة شهيرة، ورفعته أسمى من شمس الظهيرة، ولم يكن في مصره وعصره، من يدانيه في مده وقصره وهو في العلم فاضل لا يسامى، وفي الادب فاصل لم يكل الدهر له حساما، إن شهر طبق، وإن نشر عبق، وشعره أبهى من شف البرود، وأشهى من رشف الثغر البرود، وموشحاته الوشاح المفصل، بل الصباح التي فرع حسنها وأصل. أبو البحر جعفر بن محمد بن حسن بن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبدي أحد بني عبد القيس بن شن بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان رحمه الله تعالى (2). ناهج طرق البلاغة والفصاحة، الزاخر الباحة الرحيب المساحة، البديع الاثر والعيان، الحكيم الشعر الساحر البيان، ثقف بالبراعة قداحه، وأدار على السامع كؤوسه وأقداحه، فأتى بكل مبتدع مطرب، ومخترع في حسنه مغرب، ومع قرب عهده فقد بلغ ديوان شعره من الشهرة المدى، وسار به من لا يسير مشمرا، وغنى به من لا يغني مفردا، وقد وقفت على فوائده التي لمعت، فرأيت ما لا عين رأت ولا اذن سمعت، وكان قد دخل الديار العجمية فقطن منها بفارس، ولم يزل بها وهو لرياض الاداب جان وغارس، حتى اختطفته أيدي المنون، فغرس بفناء الغناء وخلد عرايس الغنون. وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وألف رحمه الله تعالى، ولما دخل إصبهان اجتمع بالشيخ بهاء الدين محمد العاملي رحمه الله تعالى، وعرض عليه أدبه، فاقترح عليه معارضة قصيدته الرائية المشهورة.


(1) سلافة العصر ص 521 امل الامل ص 44. (2) سلافة العصر ص 524 امل الامل ص 37 فوائد الرضوية ص 81.

[142]

السيد علي بن خلف بن مطلب بن حيدر المشعشعي ملك الحويزة في هذا العصر (1) أخبرني بعض الوافدين علينا من تلك الديار، قال: كانت بينه وبين السيد حسن الشهير بخليفة سلطان رابطة محبة، فلما بلغه أنه ولي الوزارة لسلطان العجم قال شعرا: (2). السيد أبو الغنايم محمد الحلي (3) فرع من ذؤابة عبد مناف، ودوحة علم مخضرة الاكناف، له في منهل الفضل إيراد وإصدار، ومورد لم يشب صفوه للنقص إكدار، وكان قد دخل الهند فخدم ملكها أكبر شاه، ولبس من برود الجاه ما طرزه العز ووشاه، ولم يزل في خدمته محمود الجناب راسخ الاوتاد مشدود الاطناب، حتى وسوس الشيطان للسلطان، فادعى الربوبية في تلك الاوطان، واستكبر واستعلى، وقال: (أنا ربكم الاعلى) وزعم أن كل من أذن وكبر، إنما يعنيه بقوله الله أكبر، فأكبر السيد هذه المقالة، واستقاله من خدمته فأقاله، فانفصل عنه غيرة على الاسلام، وأنفة لشريعة جده عليه السلام، وقد وقفت له على أبيات هي في سور البلاغة آيات (4).


(1) سلافة العصر ص 537 امل الامل ص 52. (2) وفى سلافة - أنشد بديهة: بشرت بالخير يا بشيرى * * جئت على الوقف من ضميري لواحد طار من سرور * * لطرت من شدة السرور (3) سلافة العصر ص 537. (4) وهى: انا الذى شهدت بالمعجزات له * * اقلامه وحروف الخط والنقط

[143]

السيد حسين بن كمال الدين الابرز الحسيني الحلي (1) سيد ساد بالجد والجد، وجد في اكتساب المعالي فقطع طمع اللاحق به وجد، وسعى إلى نيل غايات الفضايل ودأب، وأنشد لسان حاله: وما سودتني هاشم من وراثة * * أبي الله أن أسمو بام ولا أب وهو في الادب عمدة أربابه، ومنار الا حبه ولجة عبابه، وقفت له على رسالة في علم البديع سماها درر الكلام، ويواقيت النظام، وأثبت فيها من نثره في باب الملايمة قوله فيمن ألف الرسالة باسمه " مكي الحرم، برمكي الكرم، هاشمي الفصاحة، حاتمي السماحة، يوسفي الخلق، محمدي الخلق، خلد الله ملكه، وأجرى في بحار الاقتدار فلكه ". الشيخ عبد على بن ناصر بن رحمة الحويزي (2) فاضل قال من الفضل بظل وريف، وكامل حل من الكمال بين خصب وريف فالاسماع من زهرات أدبه في ربيع، ومن ثمرات فضله في خريف، إن أنشأ ينشئ أبدى من فنون السجع ضرائب، أو طفق ينظم أهدى الشنوف للاسماع والعقود للترائب ومؤلفاته في الادب، أحلى من رشف الضرب، بل أجدى من نيل الارب، ومتى جاراه قوم في كلام العرب، كان المنبع وكانوا القرب.


اخذت في كل فن من عجائبه * * حتى تعجب منى الفن والنمط يسطو على البحر سطر من تموجه * * للناظرين وبدر ليس يلتقط يفوح زهر حديثى عن شذا أدبى * * كما يفوح بريا عطره السفط لكنكم معشر لادر درهم * * سيان عندهم التصحيح والغلط خابت قوافل آمالى بساحتكم * * كما يخيب برأس الاقرع المشط امل الامل ص 64. (1) سلافة العصر ص 537. (2) سلافة العصر ص 537.

[144]

واتصل بحكام البصرة وولاتها، فوصلته بأسنى إفضالها وأهنى صلاتها، وهبت عليه من قبلهم رخاء الاقبال، وعاش في كنفهم بين نضرة العيش ورخاء البال، ولم يزل بها حتى انصرمت من الحياة أيامه، وقوضت من هذه الدار الفانية خيامه. ومن مؤلفاته المعول في شرح شواهد المطول، وقطر الغمام في شرح كلام الملوك ملوك الكلام، وغير ذلك، وله ديوان شعر بالعربية وانتخب منه نبذة سماها مجلي الافاضل، وله أشعار بالفارسية والتركية، إلا أنها عند العارفين بها متروكة منسية، ومن إنشائه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي. طبقات صحايف الاوراق، وإن كانت السبع الطباق، وأعلام الاقلام، وإن كانت عدد الاجام، وبحار المداد، وإن سفحت على الاطواد، ليست بمستقلة بالاحاطة بيسير من كثير الاشتياق، وليس ضرب الصفح وطي الكشح عن اعلامه من مكارم - الاخلاق، فرقمت هذه الصحيفة عن سويداء القلب بسواد الاحداق، انموذجا يستدل به الاخوان على الاحزان، بما جرى من الشان عن الشان، محيلة ما تجده القلوب عليها مرجعة ما يطلب منها إليها. جمال الدين محمد بن عواد الحلي الشهير بالهيكلي (1) شاعر متقعر في الكلام، يقرع السمع من حوشي ألفاظه ما يربي على قوارع الملام، دخل الديار الهندية فمدح عظماءها بمدايح، نال بجوايزها المنى والمنايح. الشيخ عيسى بن حسن بن شجاع (2) أحد من عاني الشعر ونظم، وخضم فيه الكلام وقضم، له أشعار لم يعن بتنقيحها


(1) سلافة العصر ص 558. (2) سلافة العصر ص 559.

[145]

وتهذيبها، وكأنه لم يسمع قول القايل: وإذا عرضت الشعر غير مهذب * * عدوه منك وساوسا تهذى بها وكان قد قصد الوالد بالديار الهندية، مستنشقا روايح منايحه الندية، فوافق طالعه أن كان أول شاعر وفد على عتبة داره، وهي لم تحتو بعد على المصاقع و والمداره، ورغبة الوالد في الادب إذ ذاك وافرة، وبدور مكارمه لسراة ليله سافره، فوقع عنده موقعا جميلا، وراح لطوله بقوله مستميلا، وكانت بينهما في النظم مراسلات طويلة الذيل، ولكن أين تباشير الصبح من نواشي الليل. ولما حصل من أمله على مراده، وقضى أربه من أشجاع مراده، ثنى ثنى عنانه للقصد إلى أوطانه، فركب البحر قاصدا وطنه عن يقين، فحال بينهما الموج فكان من المغرقين.

[146]

71. صورة اجازة (1) الشيخ الاجل البهائي قدس الله روحه للمولى صفي الدين (2) محمد القمي رحمه الله. بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله سبحانه على نعمه الغامرة، والصلاة على سيدنا محمد وعترته الطاهرة، فقد أجزت للاخ الاعز الامجد الفاضل الالمعي، ذي الطبع النقاد، والذهن الوقاد، والنفس الزكية، والسمات المرضية، صفيا للافادة والافاضة والاخوة والمجد والدنيا والدين، محمدا رقاه الله أرفع معارج الكمال، وبلغه جميع الاماني والامال، أن يروى عني الاصول الاربعة التي عليها المدار في هذه الاعصار، أعنى الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، كما رويتها عن والدي واستادي، ومن إليه في العلوم الشرعية استنادي الحسين بن عبد الصمد حارثي العاملي قدس الله تربته ورفع في الخلد رتبته عن شيخيه الاجلين الافضلين، قدوتي الاسلام، وفقيهي أهل البيت عليهم السلام: السيد حسن بن جعفر الكركي والشهيد الثاني زين الملة والدين العاملي أعلى الله قدرهما، وأنار في سماء الرضوان بدرهما، عن الشيخ الفاضل الشيخ على بن عبدالعالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي عن والده الاجل الجامع في معارج السعادة بين رتبة العلم ودرجة الشهادة، الشيخ محمد بن مكي، عن الشيخ المدقق فخر الدين أبي طالب محمد، عن والده العلامة آية الله في العالمين جمال الحق والملة والدين الحسن ابن المطهر الحلي، عن شيخه رئيس المحققين نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد، عن السيد الاجل فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ الاوحد شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ الفاضل محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ


(1) الذريعة ج 1 ص 239 في رقم 1261. (2) ما وجدت ترجمته.

[147]

الجليل أبي علي الحسن، عن والده قدوة الفرقة شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. وله طاب ثراه طرق عديدة إلى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني منها عن رئيس الفقهاء والمتكلمين محمد بن محمد بن النعمان المفيد، عن الشيخ الافضل أبي القاسم جعفر بن قولويه عنه، وكذلك له إلى رئيس المحدثين الصدوق محمد بن على بن بابويه طرق كثيرة منها عن الشيخ المفيد عنه. فليرو الاخ الاجل المشار إليه وفقه الله سبحانه لارتقاء أوج السعادتين، جميع تلك الاصول التي هي العمد بين الفرقة الناجية بما تضمنته من الاسانيد المتصلة بأصحاب العصمة سلام الله عليهم، ويبذل ذلك لمن هو أهل لسلوك تلك المسالك من إخوان الدين، وطلاب الحق واليقين، وألتمس منه أبدت أيام فضايله أن يجريني على خاطره الشريف بصوالح سوانح الدعوات المعطرة مشام الاجابة، البالغة أرفع مدارج الاستجابة. وكتب هذه الاحرف بيده الفانية الجانية أقل الانام وأحوجهم إلى عفو الله الغني محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي وفقه الله للعمل في يومه لغده، قبل أن يخرج الامر من يده، في أوائل العشر الثاني من الشهر الاخير من السنة الخامسة من العشر الثاني بعد الالف من هجرة سيد البشر صلى الله عليه وآله بدار المؤمنين قم المحروسة والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.

[148]

صورة اجازة (1) الشيخ بهاء الدين محمد العاملي للسيد الاجل السيد ماجد البحراني رضي الله عنه. بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله سبحانه (2). 72 صورة اجازة (3) الشيخ البهائي قدس سره للشيخ لطف الله العاملي (4) الاصفهاني ولولده الشيخ جعفر أيضا. بسم الله الرحمن الرحيم. نحمدك يا من من علينا بالانتظام في سلك أصحاب الرواية، ونصلي على نبيك محمد المرسل للارشاد والهداية، وآله أشرف أهل الولاية المنقذين من الضلالة والغواية. وبعد فان الاخ الاعز الامجد، صدر صحيفة الفقهاء العظام، وديباجة جريدة الفضلاء الكرام، ونتيجة أعاظم العلماء الاعلام، مرتقي ذروة المجد والمعالي، ممتطي


(1) الذريعة ج 1 ص 238 - في رقم 1259. (2) بياض في الاصل. (3) الذريعة ج 1 ص 238 - في رقم 1258. (4) وقد تقدم ذكره وترجمته وهو صاحب المسجد والمدرسة المعروفة باصبهان في ميدان الشاه جهان.

[149]

صهوة الفخر بين الافاخم والاعالي، جامع أسباب الفضايل العلمية والعملية، حاوي أشتات المزايا الصورية والمعنوية، شمس سماء الافادة والافاضة والورع والتقى والاقبال، الشيخ لطف الله العاملي وفقه الله لارتقاء أرفع معارج الكمال، وبلغه جميع الاماني والامال. وقد التمس مني تلطفا منه وتعطفا من لدنه إجازة ما يجوز لي روايته، ويعزى إلى درايته فقابلت التماسه سلمه الله بالامتثال، وقاربت إشارته بمزيد التوقير والاجلال، وأجزت له أدام الله فضله وإفضاله، وكثر في علماء الفرقة الناجية أمثاله، أن يروى عني جيمع ما يحق لي أن أرويه من المعقول والمنقول، والفروع والاصول سيما الاصول الاربعة لمشايخنا المحمدين الثلاثة قدس الله أسرارهم، وأعلى في الخلد قرارهم بأسانيدي الواصلة إليهم المنتهية إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم، كما تضمنه سند الحديث الاول والسابع من الاحاديث الاربعين التي شرحتها بعون الله وتوفيقه. وكذلك أجزت جميع ذلك لقرة عيني وعينه أعني الولد الاعز الفاضل النقي الزكي الذكى، ذا الذهن الوقاد، والطبع النقاد، والفطرة الالمعية، والفطنة اللوذعية انموذج السلف، وزبدة الخلف، ثمرة شجرة الفضائل والعز والعلى، وغصن دوحة المكارم والعلم والتقى، الشيخ قوام الدين جعفر (1) طول الله عمره في ظل والده، وهناه بطارف الفضل وتالده. وكذلك أجزت لهما دامت معاليهما أن يفيدا جميع مؤلفاتي في ساير الفنون للطالبين، سيما العروة الوثقى والحبل المتين، ومشرق الشمسين وشرح الاربعين، والتمست منهما أن يجرياني على صفحتي خاطريهما الشريفين في محال الاجابة والاثابة لسوانح الدعوات، لكيما تهب نسمات القبول على رياض المأمولات. وكتب هذه الاحرف بيده الفانية الجانية أقل الانام محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي، وفقه الله للعمل في يومه لغده، قبل أن يخرج الامر من يده. في أوايل العشر الاخير من شوال سنة ألف وعشرين والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.


(1) هو الشيخ قوام الدين جعفر بن الشيخ لطف الله بن الشيخ عبد الكريم بن ابراهيم ابن على بن عبد العالي العاملي الميسى - ره -.

[150]

73. صورة اجازة (1) الشيخ بهاء الدين العاملي للمولى شريف الدين محمد الرويدشتي (2) المعروف بشريفا اژيى قدس الله روحهما. بسم الله الرحمن الرحيم قرأ على الاخ الاعز زبدة الافاضل وخلاصة الاماثل الزكي الذكى الالمعي اللوذعي، حاوي مزايا الكمال، جامع محامد الخصال، البالغ درجة الاستدلال، شرفا للافادة والافاضة والتقوى والدين، شريفا محمدا وفقه الله سبحانه للارتقاء إلى أرفع الدرجات، نبذة من المطالب الدينية، وقراءة تنبئ عن طبع نقاد وذهن وقاد. وقد أجزت له سلمه الله أن يروى عنى الاصول الاربعة التي عليها مدار الفرقة الناجية في هذه الاعصار أعني الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار لمشايخنا المحمدين الثلاثة أعنى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني ورئيس المحدثين محمد بن بابويه القمي وشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي قدس الله أسرارهم وأعلى في عليين قرارهم بأسانيدي المنتهية إليهم الواصلة إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم. وكذلك أجزت له أدام الله توفيقه، ويسر إلى أرفع الامال طريقه، أن يروى جميع كتب أعلام علمائنا الذين وشحت صدر سند الحديث الاول من الاحاديث الاربعين بأسمائهم بطريقي إليهم نور الله مراقدهم. وأجزت له أيضا أن يروى جميع تأليفاتي، وهي وإن لم يكن من هذه الدرج لكنه قد ينظم مع اللؤلو السبج، كالتفسير الموسوم بالعروة الوثقى، وكتاب الحبل


(1) الذريعة ج 1 ص 238 في رقم 1260. (2) هو الشيخ الجليل والعالم النبيل شريف الدين محمد الرويدشتى من افاضل تلامذة شيخنا البهائي - ره - ذكره المحدث القمى في الفوائد ص 537.

[151]

المتين، وكتاب مشرق الشمسين، وشرح الاحاديث الاربعين، وحواشي القواعد الشهيدية، وحواشي تفسير البيضاوي، والاثنى عشريات الثلاث وغيرها فليرو جميع ذلك لكل من هو أهل له من الطلاب. وكتب هذه الاحرف بيده الفانية الجانية أقل الانام محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي، تجاوز الله عن سيئاته في العشر الاخير من جمادى الاولى سنة ألف واثنتين و عشرين حامدا مصليا مسلما. 74. صورة اجازة (1) الشيخ البهائي للسيد أمير شرف الدين حسين وقد كتبها على ظهر إجازة الشهيد الثاني لوالده الشيخ حسين عبد الصمد بعد إجازة والده المذكور له ولاخيه الشيخ أبي تراب عبد الصمد قدس سرهم. أما بعد الحمد والصلاة، فقد استخرت الله سبحانه وأجزت لسيدنا الاجل الافضل صاحب الحسب الفاخر، والنسب الطاهر، والتحقيق الفائق، والتدقيق الرائق جامع محامد الخصال، ومحاسن الخلال، المتخلي عن ربقة التقليد، والمتحلي بحلية الاستدلال، شرفا للسيادة والنقابة، والافادة والافاضة، حسينا أدام الله تعالى إفضاله، وكثر في علماء الفرقة الناجية أمثاله، جميع ما انطوت عليه هذه الاجازة التي أجازها شيخنا الاعظم زين المجتهدين قدس الله تربته لوالدي واستادي رفع الله رتبته، حسبما أجاز لي بما هو المكتوب في صدر هذه الصفحة بخط سيدنا المشار إليه. وكتب هذه الاحرف الفقير إلى الله سبحانه محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي في سنة ثلاثين وألف.


(1) الذريعة ج 1 ص 237 - في رقم 1252.

[152]

75. صورة اجازة (1) السيد الداماد - قدس سره - للامير السيد (2) أحمد العاملي صهره رضي الله عنه. بسم الله الرحمن الرحيم، والاعتصام بحبل فضله العظيم، بعد الحمد كل الحمد لربنا رب العاقلات العالية، والسافلات البالية، والصلاة صفو الصلاة منه على سيدنا سيد الصافات من النفوس الزاكية، وقرم القادسات من العقول الهادية، و سادتنا الاوصياء الاطهرين من العترة الانجبين، ما دامت أنهار العلوم جارية، وجبال الحقائق راسية. فان الولد الروحاني والحميم العقلاني، السيد السند الايد المؤيد الالمعي اليلمعي اللوذعي، الفريد الوحيد، العلم العالم، العامل الفاضل الكامل ذا النسب الطاهر، والحسب الظاهر والشرف الباهر، والفضل الزاهر، نظاما للشرف والمجد والعقل والدين والحق والحقيقة أحمدا حسينيا أفاض الله تعالى عليه رشائح التوفيق، ومراشح التحقيق، قد انسلك فيمن يختلف إلى شطرا من العمر لاقتناص العلوم، ويحتفل بين يدي ملاوة الدهر لاقتناء الحقايق، فصاحبني ولازمني، وارتاد واصطاد، واستفاد واستعاد، وقرء وسمع وأمعن وأتقن، واجتنى واقتنى. وإني قد صادفته منذما فافهني وففهته على أمد بعيد في سلامة الفطرة الناقدة، وباع طويل من صراحة الغريزة الواقدة، فما ألقيت إلى ذهنه من غامضات هي مهمات


(1) الذريعة ج 1 ص 159 في رقم 790. (2) هو السيد الجليل والعالم المتكلم النبيل والمحقق المدقق أحمد بن السيد زين العابدين الحسينى العاملي من تلامذة المحقق الداماد وشيخنا البهائي رحمهم الله جميعا أمل الامل ص 6 - فوائد الرضوية ص 17.

[153]

العقول لم ين وسع قريحته في حمل أعبائه، وما أفرغت على قلبه من عويصات هي متيمات الفحول لم يعي وجد شكيمته بأخذ أضنائه، ولقد ناه بنيل ما تاهت في مهامه سبله المدارك، وما فاه إلا بما أماهه العقل الصريح الحائر بالمسالك والمعارك. وقد قرء على فيما قد قرء في العلوم العقلية من تصانيف الشركاء الذين سبقونا برياسة الصناعة قراءة يعبا بها لا قرائة لا يؤبه لها، الفن الثالث عشر من كتاب الشفاء وهو الالهي منه أعني حكمة ما فوق الطبيعة، وهو اليوم مشتغل بقراءة فن قاطيغورياس منه، وأخذ سماعا فيمن يقرأ ويسمع النمطين الاول والثالث من كتاب الاشارات والتنبيهات للشيخ الرئيس ضوعف قدره، وشرحه لخاتم المحققين نور سره، ومن كتبي وصحفي كتاب الافق المبين الذي هو دستور الحق وفرجار اليقين، وكتاب الايماضات والشريقات الذي هو الصحيفة الملكوتية، وكتاب التقديسات الذي فيه في سبيل التمجيد والتوحيد آيات بينات كل ذلك قراءة فاحصة، واستفادة باحثة. وفي العلوم الشرعية كتاب الطهارة من كتاب قواعد الاحكام لشيخنا العلامة جمال الملة والدين الحلي وشرحه لجدي الامام المحقق القمقام أعلى الله مقامهما، وطرفا من الكشاف للامام العلامة الزمخشري، وحاشيته الشريفة الشريفية وهو مشتغل هذه الاوان بقواعد شيخنا المحقق الشهيد قدس الله لطيفه وإني أجزت له أن يروى عني جميع ذلك لمن شاء وأحب متحفظا محتاطا محافظا على مراعاة الشرايط المعتبرة عند أرباب الدراية والرواية. واوصيه أولا بتقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلن، إن تقوى القلب أعظم مقاليد تأهب السر لاصطباب الفيوض الالهية، والاستضاءة بالانوار العقلية القدسية. وليكن مستديما لا ستذكار قول مولانا الصادق جعفر بن محمد الباقر عليه السلام " استحي من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدر قدرته عليك " مواظبا على الالظاظ بالادعية والاذكار والاكثار من تلاوة القرآن الكريم، ولا سيما سورة التوحيد التي مثلها منه ومكانتها فيه مثل القرآن الناطق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات الله

[154]

التامات من كتاب الوجود، ومكانته فيه، فمهما استحكمت علاقة عالم التحميد والتسبيح، أوشك أن ترسخ ملكة رفض السجن الجسداني، ونضو الجلباب الهيولاني. وثانيا بصون أسرار عالم القدس التي مستودعها كتبي وكلماتي عمن أخفرني وخرج عن ذمامي في عهد سبق لي. ووصية سلفت مني في كتاب الصراط المستقيم فكل ميسر لما خلق له، و من يك ذا فم مر مريض * * يجد مرا به الماء الزلالا وثالثا بتكرار تذكاري في صوالح الدعوات المصادفة مئنة الاستجابات، ومظنة الاجابات، والله سبحانه ولي الفضل والطول وإليه يرجع الامر كله. وكتب أحوج المربوبين إلى الرب الغني محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني ختم الله له بالحسنى في منتصف شهر جمادى الاولى لعام سنة 1017 من الهجرة المقدسة النبوية، مسئولا حامدا مصليا مسلما مستغفرا والحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسوله وآله الطاهرين أولا وآخرا.

[155]

76. صورة الاجازة الثانية (1) من السيد الداماد للامير السيد أحمد العاملي المزبور. بسم الله الرحمن الرحيم، والثقة بالعزيز العليم، الحمد كله لله رب العالمين، ذي السلطان الساطع، والبرهان اللامع، والعز الناقع، والمجد الناصع، والصلاة أفضلها على السان الصادع بالرسالة والشارع الماصع بالجلالة، سيدنا ونبينا محمد صفو المكرمين، وسيد المرسلين، وموالينا الاكرمين، وسادتنا الاطهرين من عترته الانجبين، وحامته الاقربين، مفاتيح الفضل والرحمة، ومصابيح العلم والحكمة. وبعد فان السيد الايد المؤيد، المتمهر المتبحر الفاخر الذاخر، العالم العامل الفاضل الكامل، الراسخ الشامخ، الفهامة الكرامة، أفضل الاولاد الروحانيين، وأكرم العشاير العقلانيين، قرة عين القلب، وفلذة كبد العقل، نظاما للعلم والحكمة، والافادة والافاضة، والحق والحقيقة، أحمد الحسيني العاملي حفه الله تعالى بأنوار الفضل والايقان، وخصه بأسرار العلم والعرفان، قد قرأ على أثولوطيقا الثانية وهي فن البرهان من حكمة الميزان من كتاب الشفاء، لسهيمنا السالف، وشريكنا الدارج الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا رفع الله درجته وأعلى منزلته، قراءة بحث وفحص، وتدقيق وتحقيق، فلم يدع شاردة من الشوارد إلا وقد اصطادها، ولا فائدة من الفوائد إلا وقد استفادها، وإني قد أجزت له أن يروى عني ما أخذ وضبط، واختطف والتقط، لمن شاء كيف شاء، ولمن أحب كيف أحب. ثم عزمت عليه أن لا يكون إلا ملقيا أرواق الهمة وشراشر النهمة، على ملازمة كتبي وصحفي، ومعلقاتي ومحققاتي، ومطالعتها ومدارستها، على ما قد قرأ ودرى، وسمع ووعى، مفيضا لانوارها، موضحا لاسرارها، شارحا لدقايق خفياتها ذابا عن حقايق خبياتها، سالكا بعقول المتعلمين إلى سبيل ما في مطاويها من مر


(1) الذريعة ج 1 ص 160.

[156]

الحق، ومخ الحكمة الحقة، راجما لشياطين الاوهام العامية، وأبالسة المدارك القاصرة السوداوية عن استراق السمع لما فيها ببوارق شهبها القدسية. ولا سيما في شاهقات عقلية من اصول الحكمة محوجة جدا إلى محوضة عقلية النفس، وشدة ارتفاعها عن هاوية الوهم، وصدق مرافضتها ضريبة الحس، و بعد مهاجرتها إقليم الطبيعة، كمباحث الدهر والسرمد، وحدوث العالم جملة من بعد العدم الصريح في الدهر، وتسبيع أنواع التقدم والتأخر وتربيع أنحاء الاعتبارات في الماهية، وتثليث أنواع الحدوث ثم تثليث أقسام النوع الثالث، وهو الحدوث الزماني، وتثنية الجنس الاقصى لمقولات الجائزات، وغوامض مباحث التوحيد، وعلم الواحد الاحد الحق بكل شئ، إلى غير ذلك من غامضات مسائل الحكمة. والمأمول أن لا ينساني من صوالح دعواته الصادقة، مآن الاجابات، ومظان الاستجابات، كتب مسئولا أحوج المربوبين إلى الرب الغني، محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني، ختم الله له بالحسنى، حامدا مصليا مسلما مستغفرا في عام سنة 1019 من الهجرة المقدسة المباركة، والحمد لله وحده. 27. فائدة في إيراد ما كتب السيد الداماد أيضا على بعض تصانيف الامير السيد أحمد المذكور - رحمه الله. بسم الله الرحمن الرحيم. لقد أصبحت قرير العين بحقائق تحقيقات هذه التعليقة، ودقايق تدقيقاتها أدام الله تعالى إفاضات مصنفها، السيد السند المحقق المدقق المتبحر المتمهر، السالك سبيل العلم على سنة البرهان، الناهج نهج الحكمة من شريعة العرفان، وكتب أفقر المفتاقين، وأحوج المربوبين إلى رحمة الله الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني، ختم الله له بالحسنى، حامدا مصليا مسلما، والحمد لله وحده حق حمده.

[157]

77. صورة اجازة (1) من الشيخ بهاء الدين محمد العاملي للامير السيد أحمد المشار إليه أيضا. بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد الحمد والصلاة، فقد أجزت للسيد الاجل الفاضل، التقي الزكي الذكى الصفي الوفي الالمعى اللوذعي، شمس سماء السيادة والافادة والاقبال، وغرة سيماء النقابة والنجابة والكمال، سيدنا السند كمال الدين أحمد العلوي العاملي وفقه الله سبحانه لارتقاء أرفع المعارج في العلم والعمل، و بلغه غاية المقصد والمراد والامل، أن يروى عنى الاصول الاربعة التى عليها مدار محدثي الفرقة الناجية الامامية، رضوان الله عليهم، أعني الكافي لثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، والفقيه لرئيس المحدثين محمد بن بابويه القمي، والتهذيب و الاستبصار لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، قدس الله أسرارهم، وأعلى في الخلد قرارهم، بأسانيدي المحررة في كتاب الاربعين، الواصلة إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم أجمعين. وكذا أجزت له سلمه الله وأبقاه أن يروي عني جميع ما أفرغته في قالب التأليف سيما التفسير الموسوم بالعروة الوثقى، وكتاب الحبل المتين، وكتاب مشرق الشمسين وكتاب الاربعين، وكتاب مفتاح الفلاح، والرسالة الاثنى عشرية، وشرح الصحيفة الكاملة، وزبدة الاصول، فليرو ذلك لمن له أهلية الرواية، عصمنا الله وإياه عن اقتحام مناهج الغواية. وكتب هذه الاحرف بيده الجانية الفانية أقل العباد محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي تجاوز الله عنه في شهر الرابع من السنة الثامنة عشر بعد الالف حامدا مصليا مسلما مستغفرا، والحمد لله على نعمائه أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.


(1) الذريعة ج 1 ص 237 في رقم 1246.

[158]

28. صورة رواية الامير السيد أحمد المذكور للكتب الاربعة في الحديث. بدان وفقك الله تعالى كه اين فقير اصول أربعه را كه عبارت از كليني، ومن لا يحضره الفقيه، وتهذيب، واستبصار است روايت ميكنم از سيد أجل أفخم أعظم قدوة العلماء المتبحرين، اسوة الفضلاء والمجتهدين، استادي، واستاد الكل في الكل، ثالث المعلمين أمير محمد باقر الداماد الحسيني طاب ثراه، وجعل الجنة مثواه. واو روايت مى كند از شيخ جليل شيخ حسين بن عبد الصمد حارثي عاملي قدس الله روحه، واو روايت ميكند از سيد اجل افخم سيد حسن بن جعفر كركي، واز شيخ جليل كبير زين المتأخرين شيخ زين الدين العاملي أعلى الله قدرهما و ايشان روايت كرده اند از شيخ فاضل كامل شيخ علي بن عبدالعالي عاملي ميسي، واو از شيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن، واو از شيخ ضياء الدين على، واواز والد ماجد خود شيخ شمس الدين محمد بن مكي، واو از شيخ المدققين شيخ فخر الدين محمد، واو از والد خود علامة العلماء جمال الملة والدين حسن بن يوسف بن علي ابن مطهر حلي، واو از شيخ كامل شيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد، واو از سيد جليل أبو علي فخار بن معد موسوى، واو از شيخ جليل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل قمي، واو از شيخ فقيه فاضل عماد الدين أبو جعفر محمد ابن أبي القاسم الطبري، واو از شيخ اجل ابو على حسن بن محمد، واو از والد ماجد خود اسوة الفرقة الناجية، شيخ الطائفة الحقة أبو جعفر محمد بن حسن الطوسي قدس الله تعالى روحه.

[159]

واو را برئيس المحدثين محمد بن يعقوب كلينى چند طريق است بعضى از آنها آن است كه روايت كرده است از اسوة الفقهاء والعلماء أبو عبد الله محمد بن محمد بن نعمان شيخ مفيد، واو روايت كرده است از شيخ جليل ابو القاسم جعفر بن قولويه، واو از رئيس المحدثين محمد بن يعقوب كليني نور الله رمسه. وهم چنين شيخ الطائفة رابثقة الاسلام محمد بن علي بن بابويه چند طريق است بعضى از آن طرق آنست كه روايت كرده است از شيخ مفيد واو روايت كرده است از محمد بن علي بن بابويه رحمه الله تعالى. اين است طريق تاب مؤلفان اصول اربعه كه در اين زمان مدار برآنست وطرق اين اصحاب ثلاثة بأصحاب عصمت وخازنان وحي إلهى در مشيخه ايشان مبين شده است، الحمد لله رب العالمين حق حمده.

[160]

29. صورة ما كتبه المولى شريف الدين بن المولى شمس الدين (1) محمد المقارب لهذا العصر على ظهر كتاب التهذيب للشيخ الطوسي. بسم الله الرحمن الرحيم. ثم بلغ مقابلة بعون الله تعالى ومنه أواسط شهر ربيع الاول من شهور سنة إحدى وعشرين وألف مع نسخ متعددة معتمد عليها. منها ما كان مكتوبا في هذا المقام ما هذا صورته " وكان مكتوبا في آخر بعض النسخ المقابل بها بخط الشهيد الثاني - ره - ما صورته " أنهاه أحسن الله توفيقه، وسهل إلى درك التحقيق طريقه، قراءة محررة وضبطا وتحقيقا في مجالس آخرها يوم الثلثا وهو الرابع والعشرون من ذي الحجة يوم المباهلة الشريفة خاتم عام ثلاث و خمسين وتسعمائة، وأنا الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي حامد الله تعالى مصليا مسلما " وأيضا كان مكتوبا في آخر تلك النسخة ما صورته " بلغت مقابلة هذا الجزء بنسخة مصححة مكتوب في آخرها بخط كاتبها ما هذا لفظه " قوبل هذه النسخة من أولها إلى آخرها بنسخة الاصل " انتهى. ومنها نسخة مولانا ومقتدانا واستادنا واستنادنا أفضل المتأخرين وأكمل المتبحرين الايد المؤيد مولانا عبد الله الشوشتري قدس الله تعالى روحه الموشحة بتعليقاته الانيقة وأنا أفقر العبيد وأحوجهم إلى رحمة الله الملك اللطيف، ابن شمس الدين محمد شريف، عاملهما الله بفضله بالنبي والوصي.


(1) ما وجدت ترجمة هذا الرجل العالم الفاضل الا انه كان معاصرا لشيخنا البهائي والامير محمد باقر الداماد ومعاصريهم وكان من تلاميذ مولانا الشيخ عبد الله الشوشترى رحمه الله.

[161]

30. صورة استجازة السيد حسين (1) بن السيد حيدر الكركي عن مشايخ عصره مع ذكر بعض طريقه إلى ابن جمهور الاحساوي. الحمد لله الذي شرح صدور العلماء كشفا، وأودع في قلوبهم حقايق التبيان لطفا، وجعلهم امناء الاسلام وعلماء الانام مرحمة وعطفا، وصيرهم للعلوم وعاء وللفهوم ظرفا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تحفظ من كلامنا زيفا ونشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه الذي كان على الكفار سيفا، صلى الله عليه وآله كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون. وبعد فالمسؤول من علماء الاسلام والامناء الاعلام، مد الله ظلالهم، وأبد إرشادهم، وكثر أمثالهم، أن ينعموا ويجيزوا لنا رواية الاحاديث والتفاسير والفقه واصول الدين، ولتكون لنا سعادة عظيمة، وسيادة رفيعة، والفوز المبين حسبة لله تعالى، وطلبا لمرضاته، وأنا العبد الفقير حسين بن حيدر الحسيني الكركي عفي عنه. يروى عن الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله، عن السيد محمد مهدي، عن والده السيد محسن الرضوي المشهدي، عن الفاضل ابن جمهور بطرقه المذكورة إجازة لفظا صريحا لا كناية. أقول: ثم أورد الطرق السبعة التي أوردها الشيخ ابن جمهور في كتاب غوالي اللآلي كما قد مر ذكرها سابقا، فلا نعيدها حذرا من التكرار.


(1) هو السيد عز الدين أبو عبد الله حسين بن السيد حيدر بن قمر الحسينى الكركي العاملي المعروف بالمجتهد ومرة بالمفتى وثالثة بالمفتى باصفهان صاحب كتاب الاجازات والرسائل المتفرقة في مسائل شتى يروى عنه صاحب الذخيرة والكفاية مولانا الشيخ محمد باقر السبزواري وكذا المولى محمد تقى المجلسي كما في اجازة سبط ولده الامير محمد حسين بن المير محمد صالح الخاتون آبادى للشيخ زين الدين بن عين على الخونسارى وهى اجازة كبيرة سماها مناقب الفضلاء... وقد تحقق صاحب الروضات في ترجمته تحقيقا مفصلا لا مزيد عليه... الروضات ص 190.

[162]

78. صورة اجازة (1) الشيخ نجيب الدين ابن محمد (2) بن مكي بن عيسى بن الحسن بن عيسى العاملي للسيد عز الدين حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور على وفق الاجازة الكبيرة السابقة من الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أهل الكبرياء والكرم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم، وبعد فقد أمرني السيد الحسيب النسيب، العريق الاصيل الجليل النبيل، الحاوي محاسن الاخلاق والشيم، سلالة خير الخلق من بني آدم،


(1) الذريعة ج 1 ص 221 - في رقم 1161. (2) هو الشيخ على بن محمد بن مكى بن عيسى بن الحسن بن جمال الدين بن عيسى العاملي الجبعى الجبيلى نجيب الدين كان عالما فاضلا فقيها محدثا مدققا متكلما شاعرا أديبا منشئا جليل القدر تلميذ الصاحب المدارك والمعالم وشيخنا البهائي شرح كتاب الاثنى عشرية لاستاذه الشيخ حسن وجمع ديوانه وألف رسالة في حساب الخطائين يروى عن أبيه عن جده عن الشهيد الثاني. قال صاحب سلافة العصر في حقه: نجيب اعرق فضله وانجب وكماله في العلم معجب وأدبه اعجب سقى روض آدابه صيب البيان فجنت منه ازهار الكلام اسماع الاعيان فهو للاحسان داع ومجيب وليس ذلك بعجيب من نجيب وله مؤلفات أبان فيها عن طول باعه واقتفائه لاثار الفضل واتباعه وكان قد ساح في الارض وطوى منها الطول والعرض فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق ونظم في ذلك رحلة أودعها من بديع نظمه مارق وراق إلى ان قال واصطفيت منها لهذا الكتاب ما هو ارق من لطيف العتاب. فمنه قوله: علة شيبي قبل ابانه * * هجر حبيبي في المقال الصحيح ويجعل العلة في هجره * * شيبي وفى ذلك دور صريح - >

[163]

سيدنا الاجل الاوحد، الكامل الامجد الافضل المعتمد، شرف العترة النبوية جمال الاسوة العلوية، والمترقي بعلى همته عن حضيض التقليد، السامي بصحيح فكرته وسليم فطرته إلى الحالة التي ليس عليها مزيد مولانا السيد الكبير الاعظم عز الملة والدنيا والدين، الحسين ابن السيد السعيد المرحوم المغفور حيدر الكركي الحسيني أدام الله سبحانه تعالى إفضاله، وكثر في العلماء أمثاله، وأكمل له سعادة الدنيا بسعادة الآخرة، بمحمد وعترته الطاهرة، أن اجيز له ما يجوز لي روايته، مع اعترافي بالقصور والتقصير، عن الدخول في أمثال هذا الامر الخطير، إلا أنه لما كان واجب إجابته يمنع من ارتكاب مخالفته، قابلته، بالسمع والطاعة، لانه في اللزوم كفرض من الاستطاعة. وأجزت له أدام الله أيامه، وأعلى في الدارين مقامه، أن يروي عني كل ما يجوز لي روايته، عني عن الشيخ الاجل الاوحد جمال الملة والحق والدين، أبي منصور الحسن مصنف الاجازة التي أولها في باطن الورقة بطرقه المثبتة فيها أدام الله أيامه، وعن السيد الجليل الامجد شمس الملة والدين محمد بن أبي الحسن الحسيني الموسوي قدس الله روحه بطرق الاجازة المذكورة لاشتراكهما فيها، وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ إبراهيم الميسي، عن أبيه الشيخ علي بطرقه، وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ أحمد بن


< - وقال في مدح الامير عليه الصلاة والسلام: يا أمير المؤمنين المرتضى * * لم ازل ارغب في ان امدحك غير انى لا أرى لى فسحة * * بعد ان رب البرايا مدحك وقال أيضا: يا رب مالى عمل صالح * * به انال الفوز في الاخرة الا ولائي لبنى هاشم * * آل النبي العترة الطاهره الذريعة ج 1 ص 221 - أمل الامل ص 22 - سلافة العصر ص 310 - فوائد الرضوية ص 328.

[164]

محمد بن خاتون بطرقه، وعني عن أبي، عن جدي لامي الشيخ الاوحد محيي الدين الميسي، عن الشيخ علي بن عبدالعالي الميسي بطرقه، وعني عن أبي، عن السيد العابد نور الدين عبد الحميد الكركي، عن الشهيد الثاني، لكن لا يحضرني الان صورة هذه الاجازة من عموم أو خصوص، فليرو ذلك كذلك. وكتب العبد الجاني علي نجيب الدين بن محمد بن مكي بن عيسى بن حسن بن عيسى العاملي سامحه الله في آخر نهار الخميس ثامن عشر محرم الحرام عام عشرة بعد الالف من الهجرة.

[165]

79. صورة اجازة (1) السيد الامير حيدر (2) بن السيد علاء الدين بن علي بن الحسن الحسيني البيروى قدس الله سره للسيد الجليل الامير السيد حسين المجتهد ابن السيد حيدر الحسيني الكركي المذكور رحمه الله. الحمد لله على نعمه وإفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله، وبعد فقد صدر الامر من الاخ في الله المحبوب لوجه الله، المولى الجليل، والسيد النبيل، الحسيب النجيب النسيب الجامع بين مكارم الاخلاق وطيب الاعراق الحاوي بين صفاء الذات وجميل الصفات السيد الفاضل العالم العامل إلى كل خير راغب خلاصة آل أبي طالب أبي عبد الله كمال الدين حسين ابن السيد الاجل الورع التقي الزكي السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي، عامله الله وإيانا بلطفه في الدنيا والآخرة باجازة متضمنة لكتب وروايات أصحابنا الامامية رضوان الله عليهم، من هذا العبد الضعيف المحتاج إلى عفو الله الغني حيدر بن علاء الدين بن على بن حسن الحسني الحسيني البيروي عفى الله عنه، له أدام الله تأييده. فأجزت للسيد المشار إليه جميع ما تضمنته الاجازة التي أجازها الشيخ الامام العلامة محيى ما درس من سنن المرسلين، فقيه أهل البيت الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، الشهيد الثاني زين الدنيا والدين ابن علي بن أحمد العاملي رضي الله عنه


(1) الذريعة ج 1 ص 190 في رقم 986. (2) هو السيد الجليل والعالم الكامل النبيل السيد حيدر بن علاء الدين بن على بن الحسن الحسينى البيروى (التبريزي) كان معاصرا لشيخنا البهائي وسيد الداماد ومن عاصره.

[166]

وأرضاه، للشيخ الامام الزاهد العابد العالم العامل، زبدة فضلاء الانام، وخلاصة الفقهاء العظام فقيه أهل البيت عليهم السلام، عضد الاسلام والمسلمين، عز الدنيا والدين، حسين ابن الشيخ العالم العامل خلاصة الاخيار، وزين الابرار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ الامام شمس الدين محمد الجباعي الحارثي الهمداني رضي الله عنهم وأرضاهم، فانها إجازة مباركة كثيرة الجدوى مشتمله على المهم من كتب الاصحاب وأكثر علماء الاسلام، من الحديث والتفسير والفقه اللغة، فليرو ذلك عني عن شيخي المذكور الصمداني الهمداني الحارثي رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عني وعن الاسلام أفضل جزاء المحسنين، شارطا عليه الاخذ بالاحتياط واتباع ما هو المقرر عند أهل الرواية والدراية من الاشتراط.

[167]

80. صورة اجازة (1) الشيخ أبي محمد (2) بن عناية الله الشهير ببا يزيد البسطامي الثاني المعاصر للشيخ البهائي للسيد حسين بن السيد حيدر الكركي المذكور. الحمد لله الذي أسلكنا سبيل الهدى، ووفقنا للميز بين طريق الصواب و الخطا، والصلاة والسلام على محمد المصطفى، وأهل بيته وعترته مصابيح الدجى. أما بعد فقد طلب مني السيد الاجل الافضل الاورع زبدة أولاد سيد المرسلين خلاصة أحفاد خير النبيين السيد حسين بن السيد حيدر الكركي أبقاء الله تعالى، و وفقه لمرضاته، إجارة رواية ما صح لي روايته من الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والائمة المعصومين، التي جمعها أصحابنا رضوان الله عليهم من الكتب المعتبرة، بالطرق المعروفة. فاستخرت الله تعالى وأجزت له لفظا ورواية وكتابة رواية ما رويتها من ذلك، لا سيما عن الفقيه الجليل النبيه الشهيد الثالث تغمده الله بغفرانه، مولانا عبد الله بن محمود الشوشتري. وعن الشيخ الاجل الافقه الاورع، أسكنه الله أعلى غرف جنانه الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي، وغيرهما من العلماء الموثوق بهم، بالطرق المحفوظة عند السيد المشار إليه على التفصيل إلى العلماء المصنفين، للكتب المعمولة في الحديث، لا سيما الاصول الاربعة: التهذيب، والاستبصار، وكتاب الكافي، ومن لا يحضره الفقيه. وكذلك أجزت له رواية ما ألفه وصنفه هذا الضعيف مثل كتاب معارج التحقيق في الفقه، وكتاب الانصاف في معرفة الاسلاف، فيما يتعلق بمبحث الامامة وغيرهما،


(1) الذريعة ج 1 ص 139 في رقم 653. (2) كان معاصرا لشيخنا البهائي والسيد الداماد واستاذ الاجازة للسيد حسين بن السيد حيدر الكركي المعروف بالمجتهد والمفتى.

[168]

فليرو جميع ذلك كيف شاء محتاطا مراعيا للشرايط المحفوظة في الاصول والمرجو أن يذكرني في صالح دعواته، ويخطرني بالبال في بعض خلواته. وكتب هذه الكلمات بيده الجانية على طريق الاستعجال، في وقت الترحال العبد الاقل أبو محمد بن عناية الله الشهير ببا يزيد البسطامي عفى الله عنهما في تاريخ أواسط شهر محرم الحرام سنة ألف وأربع. 31. صورة (1) رواية السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور عن جماعة من أفاضل عصره عن مشايخهم. حدثني السيد السند العلامة صدر افاضل العلماء الامير أبو الولي بن شاه محمود الانجو الحسيني الشيرازي أدام تعالى أيامه، وأبقاه إلى ظهور صاحب الامر صلوات الله عليه، صباح يوم الاثنين ثالث شهر جمادى الاولى سنة ألف وخمس، تجاه ضريح المعصومة صلوات الله عليها وعلى آبائها الطاهرين، في بلدة قم، عن السيد السند الجليل الامير صفي الدين محمد ابن السيد العلامة السيد جمال الدين الاسترابادي، صاحب شرح تهذيب الاصول عن قطب المحققين وقدوة المدققين، خاتم المجتهدين الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي قدس الله روحه، باسناده المذكور في صورة الاجازات عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها زج في النار. وأجازني رواية هذا الحديث وغيره من اصول الاصحاب سيما الاربعة بل و جميع مروياته ومجازاته من ساير العلوم. وحدثني أيضا بحديث الاستغفار ثلاثا عقيب صلاة الصبح وأجازني أيضا في التاريخ المذكور في الروضة المذكورة رواية جميع كتب أصحابنا ورواياتهم، سيما الاصول الاربعة إجازة لفظا صريحا لا كناية، وكتب الفقير إلى الله الغني الحسين

[169]

ابن حيدر الحسيني الكركي عفى عنه. وحدثني بكاشان يوم الثلثا عاشر جمادى الاولى سنة ألف وخمس المولى الجليل النبيل ضياء الملة والدين محمد بن محمود القاشاني إجازة لفضا بجميع كتاب تهذيب الاحكام عن المولى الفاضل المتهجد الورع التقي البدل المولى أحمد الاردبيلي عن السيد السند السيد علي بن الصائغ العاملي قدس الله ارواحهم عن الشهيد الثاني نور الله ضريحه. وحدثني أيضا إجازة المولى المحقق الفقيه النبيه مولانا شاه مرتضى القاشاني في التاريخ المذكور بأحاديث أصحابنا خصوصا الاربعين المنسوب إلى الشهيد عن مولانا فتح الله القاشاني، عن الحافظ الزواري، عن الشيخ المحقق الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي وعنه عن المولى ضياء الدين محمد المذكور التهذيب بالطريق المذكور. وكتب الحسين بن حيدر الحسيني. وحدثني الشيخ بهاء الملة والدين سلمه الله تعالى بحديث الجبن والجوز المسلسل وألقمني منهما لقمة في يوم الخميس أواخر شهر ربيع الثاني سنة ألف وعشر في قرية حوالي سمنان، وسمعت بقراءة بعض الاخوان لديه في بلدة سمنان فصل الزايادات من آخر أحكام الموتى من كتاب تهذيب الحديث في التاريخ. انتهى كلام السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور.

[170]

32. فائدة في إيراد بعض أسانيد السيد حسين بن حيدر الحسيني المذكور المفتي بإصبهان ومشايخه. وهو يروى عن جماعة كثيرة جدا عن مشايخ غفيرة جليلة أيضا، ومنها عن المولى الجليل مولانا معاني عن شيخيه الحسين بن عبد الصمد الحارثي والشيخ عبدالعالي ابن علي الكركي بأسانيدها، وعن المولى أبي محمد بن عناية الله الشهير بأبي يزيد البسطامي عن الشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود التستري والشيخ محمد بن عبد الصمد الحارثي عن مشايخهما. وقال - ره -: أروي عن السيد شجاع الدين محمود بن علي الحسيني المازندراني وميرزا تاج الدين حسين الصاعدي ومولانا محمد على بن عناية الله التبريزي والسيد حيدر ابن علاء الحسيني التبريزي والشيخ حسام الدين بن عذاقة النجفي والمولى معاني التبريزي والشيخ عبد الصمد والشيخ أبي محمد الشهير بأبي يزيد البسطامي والشيخ محمد ابن أحمد الاردكاني وحبيب الله بن علي الطوسي قرء على والده وعلى شيخنا الشيخ عبدالعالي. ثم فصل رحمه الله طرقه إليهم فقال: أما السيد نور الدين النسابة فقد روى عن جمع منهم شيخنا الشيخ عبدالعالي والسيد السند الامير محمد مهدي عن والده، عن الشيخ محمد بن جمهور بجميع رواياته ومصنفاته. وأما السيد شجاع الدين فيروي عن جماعة منهم الشيخ حسين بن عبد الحميد ومولانا كريم الدين الشيرازي، عن الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي والمولى المحقق مولانا محمود الجابلقي عن الشيخ علي بن عبدالعالي، وكذلك عن السيد عبد الحي الاسترابادي، عن علي بن عبدالعالي. وأما السيد حيدر الحسيني فانه يروى عن الشيخ حسين بن عبد الصمد.

[171]

وأما الشيخ محمد بن أحمد الاردكاني عن جماعة منهم الشيخ عبدالعالي والسيد علي الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن والشيخ حسين بن روح جميعا عن الشهيد الثاني وأما الشيخ أبو محمد الشهير بأبي يزيد البسطامي يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود الشوشتري وأما الشاه مرتضى القاشي فهو يروي عن الحافظ الزواري عن الشيخ عبيد بن الشيخ علي بن عبد العالي وأما ميرزا تاج الدين حسين فهو يروى عن جماعة، عن السيد حسين بن حسن والشيخ حسين بن عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله والشيخ منصور الراست كوى شارح تهذيب الاصول والشيخ منصور يروى عن الشيخ شرف الدين عبدالمهيمن، عن والده الشيخ معين الدين جنيد، عن جده وسميه، عن الشيخ المحقق فخر الدين محمد ابن العلامة الحلي. وأما مولانا معاني التبريزي فهو يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشيخ عبدالعالي. وأما السيد رحمة الله بن عبد الله النجفي فاني أروى عنه جميع مصنفاته و مرويات أصحابنا وهو يروي عن الشهيد الثاني. وأما مولانا غياث الدين علي فاني أروى منه بالاجازة جميع مروياته عن الشهيد الثالث.

[172]

33. فائدة أخرى في بيان اجازة اخرى من بعض مشايخ السيد حين المذكور له أيضا اعلم أنه قد أجازه أيضا الشيخ نجيب الدين (1) علي بن محمد بن مكي بن عيسى ابن الحسن بن عيسى العاملي، عن أبيه، عن جده، عن الشيخ إبراهيم الميسى، عن أبيه الشيخ علي. وقال: وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ أحمد بن محمد بن خاتون بطرقه، وعني عن أبي، عن جدي لامي الشيخ محيى الدين الميسي، عن الشيخ علي بن عبدالعالي الميسي، وعني عن أبي، عن السيد نور الدين عبد الحميد الكركي، عن الشهيد الثاني رضي الله عنهم * (الهامش) * (1) الذريعة ج 1 ص 221 في رقم 1161

[173]

34. فائدة أخرى أيضا في ذكر بعض مشايخ السيد حسين المذكور قال السيد حسين المفتي المذكور أيضا حدثني السيد العلامة الامير أبو الولي ابن شاه محمود الانجو الحسيني الشيرازي عن الامير صفي الدين محمد بن السيد جمال الدين الاسترابادي صاحب شرح تهذيب الاصول عن خاتم المجتهدين الشيخ علي ابن عبدالعالي الكركي قال: وحدثني بقاشان ضياء الملة والدين محمد بن محمود القاشاني عن مولانا أحمد الاردبيلي، عن السيد علي بن الصائغ، عن الشهيد الثاني. وحدثني أيضا إجازة مولانا شاه مرتضى القاشاني لجميع الروايات خصوصا الاربعين المنسوب إلى الشهيد عن مولانا فتح الله القاساني، عن الحافظ الزواري، عن الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي. وقال السيد حسين المفتي المذكور - ره -: أروي عن الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله، عن السيد محمد مهدي، عن والده السيد محسن الرضوي المشهدي، عن الشيخ الفاضل محمد بن علي بن إبراهيم بن جمهور الاحساوي بسنده المذكور في غوالي اللآلي على ما ذكره في إجازته التي كتبها للسيد محسن.

[174]

35. فائدة من كلام السيد حسين بن السيد حيدر العاملي المذكور، في طريق روايته لبعض الكتب وفي إيراد مشايخه ومشايخ مشايخه. قال السيد حسين بن حيدر الحسينى العاملي قدس الله سره المعروف بالسيد حسين المجتهد: وأروى أربعين الحديث الذي ألفه السيد جمال الدين ابن المحدث عن الشيخ نور الدين النسابة عن ولد الجامع، عن المصنف. وأروى الرسالة الجعفرية بالقراءة على الشيخ عبدالعلي بن أحمد بن كليب النجفي وهو يروي عن مصنفه وأروى بالاصالة عن القاضي صفي الدين محمد بن علي الدراري، عن المصنف. وعن الشيخ الواعظ أبي البركات الواعظ الاصفهاني، عن المصنف. وأروى المنسك الكبير للشهيد الثاني عن محمد بن علية الجناني، عن الشهيد الثاني. وأروى شرح تهذيب الاصول للسيد الجليل السيد حسن العميدي النجفي، عن مولانا محمد الطالقاني، عن المصنف. وأروى شرح التهذيب تصنيف الشيخ الجليل الشيخ عبد النبي مع ساير مصنفاته، عن الشيخ الجليل الشيخ عبد الله بن قنديل شيخ الاسلام في الكاظمين مكة المعظمة إصفهان قاشان قم قزوين سمنان مشهد الرضا عليه السلام الهرات شرقي بغداد غربي الكاظمين سامرة الحلة مشهد الحسين صلوات الله عليه النجف الاشرف بسطام مشهد عبد العظيم: السيد شجاع الدين محمود بن علي الحسيني المازندراني وميرزا تاج الدين حسين الصاعدي ومولانا محمد علي بن عناية الله التبريزي والسيد حيدر بن علاء الدين الحسيني التبريزي والشيخ حسام الدين ابن عذاقة النجفي ومولانا معاني التبريزي والشيخ عبد الصمد الشيخ أبو محمد الشهير ببا يزيد البسطامي والشيخ محمد بن أحمد الاردكاني. وحبيب الله بن علي الطوسي قرأ على والده وعلى شيخنا الشيخ عبدالعالي

[175]

وعلى المولى المحقق مولانا أبي الحسن مولانا أحمد القاييني خصوصا مصنفاته وقرأت عليه روض الجنان وأجازني جميع مصنفات المولى المذكور وجمع مروياته عن والده وعن شيخنا الشيخ عبدالعالي. وأما الشيخ نور الدين والنسابة فقد روى عن جمع منهم شيخنا الشيخ عبدالعالي والسيد السند الامير محمد مهدي عن والده، عن الشيخ محمد بن جمهور بجميع رواياته ومصنفاته. وأما السيد شجاع الدين فيروي عن جماعة منهم الشيخ حسين بن عبد الحميد ومولانا كريم الدين الشيرازي عن الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي والمولى المحقق مولانا محمود الجابلقي عن الشيخ على بن عبدالعالي وكذلك، عن السيد عبد الحي الاسترابادي، عن علي بن عبدالعالي. وأما السيد حيدر الحسيني النيروبي الحسني فانه يروى عن الشيخ حسين بن عبد الصمد، وأما الشيخ محمد بن أحمد الاردكاني فهو يروى عن جماعة منهم الشيخ عبدالعالي والسيد على الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن والشيخ حسين بن روح النجفي جميعا عن الشهيد الثاني. وأما الشيخ أبو محمد الشهير ببا يزيد البسطامي يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود الشوشتري وأما الشاه مرتضى القاشي يروي عن الحافظ الزوارى عن الشيخ عبيد بن الشيخ علي بن عبدالعالي، وأما ميرزا تاج الدين حسين يروي عن جماعة، عن السيد حسين بن الحسن والشيخ حسين بن عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله المذكور والشيخ منصور الراست گوي شارح تهذيب الاصول. وأما مولانا معاني التبريزي فهو يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشيخ عبدالعالي وأما السيد رحمة الله بن عبد الله بن فغان الامامي النجفي فاني أروى عنه بالاجازة جميع مصنفاته ومرويات أصحابنا لفظا صريحا، وهو يروى كذلك عن الشهيد الثاني

[176]

وأما مولانا غياث الدين على فاني أروى عنه بالاجازة جميع مرويات أصحابنا وهو يروى كذلك عن الشهيد الثالث مولانا عبد الله والشيخ بهاء الدين محمد والسيد أبو الولي الانجوئي الشيرازي، الشيخ لطف الله والسيد حسين بن الحسن الشيخ عبدالعالي الشيخ محمد بن خاتون الامير محمد باقر الشيخ محمد بن الحسن ين الشهيد الثاني مولانا محمد علي بن عناية الله التبريزي السيد حيدر النيروبي الشيخ عبدالعلي بن كليب النجفي القاضي حبيب الله بن علي الطوسي القاضي صفي الدين الزواري السيد شجاع الدين محمود المازندراني الاصفهاني الشيخ محمد بن أحمد الاردكاني الشيخ أبو محمد البسطامي السيد رحمة الله بن الامام النجفي تاج الدين حسين الصاعدي مولانا شاه مرتضى القاشاني والشيخ حسام الدين ابن عذاقة النجفي مولانا معاني التبريزي الشيخ عبد الصمد العاملي الشيخ نور الدين محمد النسابة الاصفهاني الشيخ عبد الله بن قنديل عن الشيخ عبد النبي مولانا حسين بن مولانا سعد الدين الكاشي مولانا غياث الدين علي الاصفهاني والشيخ عبد اللطيف العاملي الشيخ نجيب الدين العاملي الشيخ محمد بن علي الحسائي مولانا محمد الدامقاني مولانا محمد الطالقاني وأخبرني شيخنا الجليل أحمد بن الشيخ عبد الصمد سلمه الله تعالى بجميع مرويات ومجازات ومؤلفات والده الشيخ الجليل المرحوم الشيخ حسين - ره - إجازة في عصر نهار الاربعاء سادس عشر محرم الحرام سنة ألف وإحدى عشرة في بلدة هرات المحروسة. وكتب الفقير إلى رحمة ربه الغني الحسين بن حيدر الحسيني العاملي.

[177]

تذكرة يتشرف القارئ الكريم في الصفحات التالية على الشطر الثالث من نسخة كتاب الاجازات الاصلية، مطبوعا بصورتها الفتوغرافية (الافست). ففي الصفحة الاولى، ترى عنوان الكتاب (الجزء الثاني من كتاب الاجازات) بخط العالم الجليل مجد الدين محمد النصيري الاميني المتوفى 1390 ه‍ ق طاب ثراه، والصفحات الثلاث بعدها، بخط الفاضل المزبور ايضا، أوعز فيها أن شطرا من إجازات العلماء مندرجة في هذا المجلد بخطوطهم ثم عينها بالارقام وسنشير إليها في الجزء التالي (107) ونعينها بالارقام التي رقمناها في طبعتنا هذه انشاء الله تعالى. وفي الصفحة الخامسة عنوان المجلد الثاني بخط العلامة المتبحر المرزا عبد الله الافندي جامع مسودات العلامة المجلسي، ويليه تعرفة بذلك عن مجد الدين وفي الصفحة الخامسة عنوان المجلد الثاني بخط العلامة المتبحر المرزا عبد الله الافندي جامع مسودات العلامة المجلسي، ويليه تعرفة بذلك عن مجد الدين النصيري بخطه رحمه الله. وهكذا ترى في الصفحات 6 - 10 فهرست المجلد الثاني من كتاب الاجازات بخط العلامة الافندي المزبور قدس سره كما رأيت في فهرست المجلد الأول (ج 102 ص 38). وأما سائر الصفحات: فعناوين الاجازات والفوائد كلها بخط العلامة الملا عبد الله الافندي أيضا، ومتون الاجازات والفوائد بخطوط الفضلاء والعلماء وبعض كتاب المؤلف العلامة المجلسي قدس سره، لا نعرف أشخاصهم وأسماءهم، وفيها أيضا بعض صفحات أضرب عليها العلامة الافندي المزبور، بعد ما ألحقها بمواضعها المناسبة لها من حيث التاريخ. محمد الباقر البهبودي

[178]

بسمه تعالى يحتوي هذا الجزء - وهو الجزء السادس بعد المئة - حسب تجزئتنا لكتاب البحار، على ثمانية عشر إجازة وعشرة فوائد متفرقة من كتاب الاجازات. وقد قابلناه على نسخة المؤلف العلامة، فصححنا ما كان في مطبوعة الكمباني من السقطات الكثيرة والتحريفات والتصحيفات غير اليسيرة، اللهم الا ما زاغ عنه البصر وكل عنه النظر، والله هو الموفق للصواب. السيد ابراهيم الميانجي محمد الباقر البهبودي

مكتبة يعسوب الدين عليه السلام الإلكترونية