بسمه تعالى

- اسم موضوع: بحار95

............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 1 سطر 1 إلى صفحه 7 سطر 3

[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
1 .
* " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة الامامين الطاهرين المعصومين ) " *
" ( أبى الحسن موسى بن جعفر وأبى جعفر ) "
" ( محمد بن على صلوات الله عليهم ببغداد ) "
* " ( وفضل مشهدهما ) " *
1 - قب : الخطيب في تاريخه باسناده ، عن علي بن الخلال قال : ما همني
أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام وتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب ( 1 ) .
2 - ورأى في بغداد امرأة تهرول فقيل : إلى أين ؟ قالت : إلى موسى بن
جعفر ، فانه حبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنه قد مات في الحبس فقالت : بحق
المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزي
بجنايته ( 2 ) .
3 - قب : ابن سنان ، قلت للرضا عليه السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : له
* ( هامش ص 1 ) ( 1 ) تاريخ بغداد : ج 1 ص 120 .
( 2 ) مناقب ابن شهر اشوب ص 422 طبع النجف الاشرف . *
[ 2 ]
الجنة فزره ( 1 ) .
4 - زكريا ابن آدم ، عن الرضا عليه السلام : إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي
الحسن عليه السلام ، وقال عليه السلام :
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات
وقبر بطوس يالها من مصيبة ألحت على الاحشاء بالزفرات ( 2 )
5 - يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن
أبيه ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن ميسر ، عن ابن سنان قال : قلت للرضا
عليه السلام : ما لمن زار أباك ؟ قال : الجنة فزره ( 3 ) .
6 - يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن أبي جعفر أحمد بن
ما بندار ، عن منصور بن العباس ، عن جعفر الجوهري ، عن زكريا بن آدم القمي
عن الرضا عليه السلام قال : إن الله نجا بغداد لمكان قبور الحسينيين فيها ( 4 ) .
7 - ن : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن
محمد الحصيني ، عن علي بن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى
أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السلام وعن زيارة
أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام فكتب إلى : أبوعبدالله عليه السلام المقدم وهذا أجمع
وأعظم أجرا ( 5 ) .
8 - مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي مثله ( 6 ) .
9 - كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي ، عن علي بن محمد الحصيني
عن علي بن عبدالله بن مروان ، عن إبراهيم مثله ( 7 ) .
* ( هامش ص 2 ) ( 1 - 2 ) المناقب ج 3 ص 442 .
( 3 ) التهذيب ج 6 ص 82 .
( 4 ) التهذيب ج 6 ص 81 .
( 5 ) عيون اخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 261 .
( 6 ) كامل الزيارات ص 300 .
( 7 ) الكافى ج 4 ص 583 والتهذيب ج 6 ص 82 . *
[ 3 ]
بيان : قوله عليه السلام : أبوعبدالله عليه السلام المقدم أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل
وزيارته فقط أفضل من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما أجمع و
أفضل . أوالمراد أن زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتقديم ، ثم إن اضيفت إلى زيارته
زيارة الامامين عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجرا .
أو المعنى أن زيارتهما أجمع من زيارته عليه السلام وحدها ، لان الاعتقاد
بامامتهما يستلزم الاعتقاد بامامته دون العكس ، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته
ولان زيارتهما مختصة بالخواص من الشيعة كما سيأتى في زيارة الرضا عليه السلام ، و
لا يخفى بعد الوجه الاخير .
10 ثو : أبى ، عن سعد ، عن البرقى ، عن الوشا قال : قلت للرضا عليه السلام :
ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه السلام ؟ قال : له مثل ما لمن زار قبر أبي عبدالله عليه السلام ( 1 )
11 مل : علي بن الحسين مثله ( 2 ) .
12 مل : على بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا قال :
سألت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر أبى الحسن عليه السلام مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟
قال : نعم ( 3 ) .
13 مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى مثله ( 4 ) .
14 يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن سلامة بن محمد ، عن أحمد بن علي
ابن أبان القمي ، عن ابن عيسى مثله ( 5 ) .
15 مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبي علي الوشا ، عن الحسين
ابن يسار الواسطي قال : قلت للرضا عليه السلام : أزور قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد ؟ فقال : * ( هامش ص 3 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 ذيل حديث .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) كامل الزيارات ص 298 .
( 4 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 5 ) التهذيب ج 6 ص 91 . *
[ 4 ]
إن كان لابد منه فمن وراء الحجاب ( 1 ) .
بيان : الامر بالزيارة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين .
16 - مل : محمد بن الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن على بن حسان الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن الرضا عليه السلام في إتيان قبرأبي الحسن عليه السلام
قال : صلوا في المساجد حوله ( 2 ) .
17 مل : أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن الحسين بن يسار الواسطي قال : سألت أباالحسن الرضا عليه السلام ما لمن
زار قبر أبيك صلى الله عليه وآله ؟ قال : فقال : زوروه ، قال : قلت : وأي شئ
فيه من الفضل ؟ قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله
صلى الله وعليه آله ، قلت : فان خفت ولم يمكني الدخول داخلا ؟ قال : سلم من
وراء الجدار ( 3 ) .
18 يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن أحمد بن داود ، عن أحمد ابن جعفر المؤدب ، عن محمد بن أحمد ، بن يحيى ، عن ابن يزيد مثله إلا أن فيه : من
وراء الجسر ( 4 ) .
19 مل : محمد بن جعفر ، عن ابن أبى الخطاب ، عن ابن بزيع ، عن الخيبري
عن الحسين بن محمد الاشعري قال : قال الرضا عليه السلام من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله وقبر أميرالمؤمنين عليه السلام إلا أن لرسول الله صلى الله عليه وآله و
أميرالمؤمنين عليه السلام فضلهما ( 5 ) .
20 مل : الكلينى ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن أبى الخطاب مثله ( 6 ) .
* ( هامش ص 4 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 298 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 4 ) التهذيب ج 6 ص 82 . ( 5 6 ) كامل الزيارات ص 299 . *
[ 5 ]
بيان : يعني كونهما أفضل من موسى عليه السلام لا ينافي مساواتهم في فضل
الزيارة ، ويحتمل أن يكون المعنى إنهم مشتركون في أن لزيارتهم فضلا عظيما
لكن زيارتهما أفضل لفضلهما ، والاول أظهر .
21 أقول : ورواه في التهذيب ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن علي
ابن حبشي بن قوني ، عن علي بن سليمان الرازي ، عن ابن أبي الخطاب مثله ( 1 ) .
22 مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام عمن زار رسول الله صلى الله عليه واله قاصدا ؟ قال : له الجنة ، ومن
زار قبر أبي الحسن عليه السلام فله الجنة ( 2 ) .
23 مل : علي بن الحسين ، عن سعد مثله ( 3 ) .
24 مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، عن الرضا عليه السلام قال : زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام ( 4 ) .
25 مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أحمد بن عبدوس
عن أبيه رحيم قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام
ببغداد فيها مشقة وإنما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب ؟
قال : فقال : له والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه واله ( 5 ) .
26 مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن على بن الحكم
عن رحيم قال : قلت للرضا عليه السلام : إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا
فيها مشقة فما لمن زاره ؟ فقال : له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام من الثواب
قال : ودخل رجل فسلم عليه وجلس ، وذكر بغداد ورداءة أهلها وما يتوقع أن
ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء قال : فقمت
لاخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول : أما أبوالحسن عليه السلام فلا ( 6 ) .
* ( هامش ص 5 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 81 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 299 .
( 3 ) نفس المصدر ص 301 .
( 4 6 ) كامل الزيارات ص 300 . *
[ 6 ]
بيان : أي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الامور ، أو لا يدع أن يصيب
أهل بغداد شئ من ذلك ، فهم ببركة قبره محروسون ، والاول أظهر لفظا و
الثاني معنى .
27 ق : أبوعلي بن همام ، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال :
رأيت في سنة ستة وتسعين ومائتين وهي السنة التي تقلد فيها علي بن محمد بن
موسى بن الفرات وزارة المقتدر أحمد بن ربيعة الانباري الكاتب وقد اعتلت يده
العلة الخبيثة وعظم أمرها حتى راحت واسودت وأشار يزيد المتطبب بقطعها ولم
يشك أحد مما رآه في تلفه .
فرأى في منامه مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال له : يا أميرالمؤمنين
أما تستوهب لي يدي ؟ فقال : أنا مشغول عنك ولكن امض إلى موسى بن جعفر
فانه يستوهبها لك ، فأصبح فقال : ائتوني بمحمل ووطئوا تحتى واحملوني إلى مقابر
قريش ، ففعلوا به ذلك بعد أن غسلوه وطيبوه وطرحوا عليه ثوبا ، وحملوه
إلى قبر موسى بن جعفر صلوات الله عليه فلاذ به ، ودعا وأخذ من تربته وطلى به
يده إلى الكتف وشدها ، فلما كان من الغد حلها وقد سقط كل لحم وجلد
عليها حتى بقيت عظاما وعروقا وأعصابا مشبكة ، وانقطعت الرايحة ، وبلغ
خبره الوزير فحمل إليه حتى نظر إليه ، ثم عولج فرجع إلى الديوان وكتب
بها كما كان ، ففيه يقول صالح الديلمي :
وموسى قد شفى الكف من الكاتب إذ زارا
28 قبس : أخبرنا الشيخ أبوالحسن أحمد بن محمد بن موسى بن جندي
عن أبي علي محمد بن همام مثله .
[ 7 ]
2 .
* ( باب ) *
* " ( كيفية زيارتهما صلى الله عليهما ) " *


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 7 سطر 4 إلى صفحه 15 سطر 2

1 مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عمن ذكزه
عن أبي الحسن عليه السلام قال : تقول [ ببغداد ] : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك
يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا من
بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند
ربك يامولاي .
قال : وادع الله واسئل حاجتك ، وسلم بهذا على أبى جعفر محمد بن علي
وقال : قل : إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد بن علي عليه السلام فاغتسل وتنظف
والبس ثوبيك الطاهرين ، وزر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ومحمد بن
على بن موسى عليهم السلام وقل حين تصير عند قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام :
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك ياحجة الله ، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الارض ، السلام عليك يامن بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك
معاديا لاعدائك ، مواليا لاوليائك ، اشفع لي عند ربك يا مولاي .
ثم سل حاجتك ، ثم سلم على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام بهذه الاحرف
وابدأ بالغسل وقل : الهم صل على محمد بن علي ، الامام البر التقي الرضي
المرضي ، وحجتك على من فوق الارضين ومن تحت الثرى ، صلاة كثيرة
نامية زاكية مباركة متواصلة مترادفة ، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ،
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نورالله ، السلام عليك يا حجة الله ،
السلام عليك يا إمام المؤمنين ، ووارث النبيين ، وسلالة الوصيين ، السلام عليك
يا نور الله في ظلمات الارض ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، مواليا
لاوليائك ، فاشفع لي عند ربك يامولاي .
[ 8 ]
ثم سل حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى .
قال : وتقول عند قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد ويجزي في المواطن
كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على امناء الله وأحبائه
السلام على أنصارالله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن
ذكر الله ، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام
على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على
الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن اعتصم بهم
فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم
وحرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم
لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس ، وأبرأ إلى الله منهم ، وصلى الله على
محمد وآله .
وهذا يجزي في الزيارات [ المشاهد ] كلها ، وتكثر من الصلاة على محمد وآله
وتسمى واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ إلى الله من أعاديهم ، وتخير لنفسك من
الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات ( 1 ) .
2 بيان : روى في الكافي ، عن محمد بن جعفر الرزاز بهذا الاسناد إلى قوله :
وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ، ثم قال : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن
هارون بن مسلم ، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه السلام قال : سئل أبي عن إتيان
قبر الحسين عليه السلام قال : صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول :
السلام على أولياء الله وأصفيائه إلى آخر مامر ( 2 ) .
3 - ورواه الشيخ في التهذيب : عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ،
عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان قال : * ( هامش ص 8 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 301 .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 578 . *
[ 9 ]
سئل الرضا عليه السلام عن إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام فقال : صلوا في المساجد حوله
وذكرنحوه ( 1 ) .
أقول : لعل التكرار في كلام ابن قولويه من جهة اختلاف الاسانيد ، قوله
عليه السلام : يا من بدا لله ، يمكن أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الاخبار
أنه كان قد رله عليه السلام أنه القائم بالسيف ثم بدا لله فيه . وأن يكون إشارة إلى البداء
الذي وقع في إسماعيل ، فان البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيه عليه السلام كما لا يخفى .
لكن إجراؤه في أبي جعفر عليه السلام يحتاج إلى تكلف آخر بأن يقال : إنه لما
تولد بعد يأس الناس منه فكأنما بدا لله فيه أو للوجه الاول الذي تقدم . وفي
بعض النسخ : يا مريد الله في شأنه . من الارادة ، وفي بعضها بدأ لله بالهمز أي أراد الله
إمامته أو بدأ بها قبل خلقه .
4 - أقول : وذكر الشيخ في التهذيب في وداع أبي الحسن موسى عليه السلام :
تقف على القبر كوقوفك أول مرة للزيارة وتقول : السلام عليك يا مولاي يا
أبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله و
بالرسول وبما جئت به ودللت عليه ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ( 2 ) .
وقال في وداع أبي جعفر عليه السلام : تقف عليه كوقوفك عليه حين بدأت
بزيارته وتقول : السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ،
أستودعك الله وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسوله وبما جئت به ودللت عليه
اللهم اكتبنا مع الشاهدين . ثم تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك ، وادع بما
شئت وقبل القبر وضع خديك عليه إنشاء الله ( 3 ) .
5 - أقول : وقال الصدوق - رحمه الله - في الفقيه : إذا وردت بغداد
إن شاء الله فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وزر قبريهما وقل حين
تصير إلى قبر موسى بن جعفر عليه السلام : السلام عليك يا ولي الله إلى آخر ما مر
* ( هامش ص 9 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 82 .
( 2 ) التهذيب ج 6 ص 83 . ( 3 ) التهذيب ج 6 ص 91 . *
[ 10 ]
في كلام ابن قولويه من زيارة الامامين عليهما السلام ثم قال : ثم صل في القبة التي فيها
محمد بن علي عليه السلام أربع ركعات ركعتين لزيارة موسى عليه السلام وركعتين لزيارة محمد
ابن علي عليه السلام ، ولا تصل عند رأس موسى عليه السلام فانه يقابل قبور قريش ولا يجوز
اتخاذها قبلة ( 1 ) .
6 - أقول : وروى مؤلف المزار الكبير ، عن محمد بن جعفر الرزاز
بالاسناد المتقدم إلى قوله : وسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ثم قال : ثم تصلي
صلاة الزيارة فاذا فرغت منها سبحت تسبيح الزهراء عليها السلام وتقول : اللهم إليك
نصبت يدى ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل يا سيدي توبتي واغفر لي وارحمني
واجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا .
اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي ، وارحم تضرعي وتذللي و
استكانتي وتوكلي عليك ، فأنا لك سلم ، لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا تشريفا
إلا بك ومنك ، فامنن علي بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل ، وأنا معافى من
كل مكروه ومحذور ، وأعنى على طاعتك وطاعة أوليائك الذين اصطفيتهم
من خلقك .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وسلمني في ديني ، وامدد لى في أجلي ،
وأصلح لي جسمي ، يا من رحمني وأعطاني ، وبفضله أغناني ، اغفرلي ذنبي و
أتمم لى نعمتك فيما بقي من عمري ، حتى توفاني وأنت عني راض ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ولا تخرجني من ملة الاسلام فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعلمنى ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، واملا
قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك ، اللهم إني أسئلك مسألة المضطر إليك
المشفق من عذابك ، الخائف من عقوبتك ، أن تغفرلي وتغمدني وتحنن على
برحمتك وتعود على بمغفرتك ، وتؤدي عني فريضتك ، وتغنينى بفضلك عن سؤال
* ( هامش ص 10 ) ( 1 ) الفقيه ج 2 ص 363 . *
[ 11 ]
أحد من خلقك ، وتجيرني من النار برحمتك .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وليك وابن وليك وافتح له فتحا
يسيرا وانصره نصرا عزيزا ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأظهر حجته بوليك وأحي
سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك ، ولا يستخفي أحد بشئ
من الحق .
اللهم إني أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة ، التي تعز بها الاسلام وأهله
وتذل بها النفاق وأهله اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا فيها من الداعين
إلى طاعتك ، والفائزين في سبيلك ، وارزقنا كرامة الدنيا والاخرة .
اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، واستجب لنا جميع ما دعوناك وأعطنا جميع ما سألناك ، واجعلنا
لانعمك من الشاكرين ، ولالائك من الذاكرين ، واغفر لنا يا خير الغافرين ، وافعل
بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ، ثم اسجد وعفر خديك وامض في
دعة الله ( 1 ) .
7 أقول : قال المفيد والشهيد ومؤلف المزار الكبير قدس الله أرواحهم :
إذا وردت إن شاء الله تعالى ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب
الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله
والسلام على أولياء الله ، ثم امض حتى تتقبل قبر موسى بن جعفر عليهما السلام فاذا وقفت عليه
فقل : السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ولي الله ،
السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا باب الله ، أشهد أنك أقمت الصلاة ،
وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق
تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه محتسبا ، و
عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين .
أشهد أنك أولى بالله وبرسوله ، وأنك ابن رسول الله حقا ، أبرأ إلى الله
من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك . أتيتك يا مولاي عارفا بحقك مواليا
* ( هامش ص 11 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 179 . *
[ 12 ]
لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك .
ثم انكب على القبر وقبله وضع خديك وتحول إلى عند الرأس وقف
وقل : السلام عليك يا ابن رسول الله ، أشهد أنك صادق أديت ناصحا ، وقلت أمينا
ومضيت شهيدا ، لم تؤثر عمى على الهدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، صلى الله
عليك وعلى آبائك وأبنائك الطاهرين .
ثم قبل القبر وصل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت واسجد وقل : اللهم
إليك اعتمدت ، وإليك قصدت ، ولفضلك رجوت ، وقبر إمامى الذي أوجبت على
طاعته زرت ، وبه إليك توسلت ، فبحقهم الذي أوجبت على نفسك اغفرلي ولوالدي
وللمؤمنين يا كريم .
ثم اقلب خدك الايمن وقل : اللهم قد علمت حوائجي فصل على محمد و
آل محمد واقضها .
ثم اقلب خدك الايسر وقل : اللهم قد أحصيت ذنوبي فبحق محمد وآل محمد
صل على محمد وآل محمد واغفرها وتصدق علي بما أنت أهله .
ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ، ثم ارفع رأسك وادع
بما شئت لمن شئت وأحببت .
ثم توجه نحو قبر أبي جعفر محمد بن على الجواد وهو بظهر جده عليهم السلام
فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ،
السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام
عليك وعلى آبائك ، السلام عليك وعلى أبنائك ، السلام عليك وعلى أوليائك
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى
في جنبه حتى أتاك اليقين ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك ، معاديا
لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك .
ثم قبل القبر وضع خديك عليه ثم صل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما شئت
[ 13 ]
ثم اسجد وقل : ارحم من أسآء واقترف ، واستكان واعترف .
ثم اقلب خدك الايمن وقل : إن كنت بئس العبد ، فأنت نعم الرب
ثم اقلب خدك الايسر وقل : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا
كريم ، ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ثم انصرف إنشاء الله ( 1 ) .
8 ثم قالوا : زيارة اخرى لهما عليهما السلام جميعا قل :
السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الارض ، أشهد أنكما قد بلغتما عن الله ما حملكما ،
وحفظتما ما استودعتما ، وحللتما حلال الله ، وحرمتما حرام الله ، وأقمتما
حدود الله ، وتلوتما كتاب الله ، وصبرتما على الاذى في جنب الله محتسبين ، حتى
أتاكما اليقين أبرء إلى الله من أعدائكما ، وأتقرب إلى الله بولايتكما أتيتكما زائرا
عارفا بحقكما مواليا لاوليائكما ، معاديا لاعدائكما مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه
عارفا بضلالة من خالفكما ، فاشفعا لى عند ربكما ، فان لكما عند الله جاها عظيما
ومقاما محمودا .
ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وتحول إلى عند الرأس فقل :
السلام عليكما يا حجتي الله في أرضه وسمائه ، عبدكما ووليكما زائركما
متقربا إلى الله بزيارتكما ، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين ،
وحبب إلى مشاهدهم ، واجعلنى معهم في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين .
ثم صل لكل إمام ركعتين للزيارة وادع بما أحببت ، فاذا أردت الانصراف
فودعهما عليهما السلام وقل بعد أن وقفت مثل ما وقفت أولا :
السلام عليكما يا وليى الله أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام ، آمنا
بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهم
لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهما ، وارزقني مرافقتهما واحشرني معهما
* ( هامش ص 13 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 177 ومزار الشهيد ص 58 . *
[ 14 ]
وانفعني بحبهما ، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
9 وقال السيد رضي الله عنه : إذا أردت زيارة الامام موسى بن جعفر عليهما السلام
فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدس وعليك السكينة والوقار فاذا أتيته فقف
على بابه وقل : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الحمد لله على
هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، اللهم إنك أكرم مقصود
وأكرم مأتي ، وقد أتيتك متقربا إليك بابن بنت نبيك ، صلواتك عليه وعلى آبائه
الطاهرين وأبنائه الطيبين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تخيب سعيي ، ولا تقطع
رجائي واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين .
ثم تقدم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله ، اللهم اغفرلي ولوالدى ولجميع
المؤمنين والمؤمنات .
فاذا وصلت إلى باب القبة فقف عليه واستأذن تقول : ءأدخل يا رسول الله
ءأدخل يا نبي الله ، ء أدخل يا محمد بن عبدالله ، ءأدخل يا أميرالمؤمنين ، ءأدخل يا
أبا محمد الحسن ، ءأدخل يا أبا عبدالله الحسين ، ءأدخل يا أبا محمد علي بن الحسين ،
ءأدخل يا أبا جعفر محمد بن علي ، ءأدخل يا أبا عبدالله جعفر بن محمد ، ءأدخل يا
مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر ، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر ، ءأدخل يا
مولاي يا محمد بن علي .
فاذا دخلت فكبر الله أربعا ، ثم تقف مستقبل القبر بوجهك والقبلة بين
كتفيك وتقول :
السلام عليك يا ولى الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن
حجته السلام عليك يا صفي الله وابن صفيه ، السلام عليك يا أمين الله وابن
أمينه ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام الهدى
السلام عليك يا علم الدين والتقى ، السلام عليك يا خازن علم النبيين ، السلام
* ( هامش ص 14 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 178 ومزار الشهيد ص 59 . *
[ 15 ]
عليك يا خازن علم المرسلين ، السلام عليك يا نائب الاوصيآء السابقين ، السلام
عليك يا معدن الوحي المبين ، السلام عليك يا صاحب العلم اليقين ، السلام عليك


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 15 سطر 3 إلى صفحه 23 سطر 3

يا عيبة علم المرسلين ، السلام عليك أيها الامام الصالح ، السلام عليك أيها الامام
الزاهد ، السلام عليك أيها الامام العابد ، السلام عليك أيها الامام السيد الرشيد
السلام عليك أيها الامام المقتول الشهيد ، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن وصيه .
السلام عليك يا مولاي ياموسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك قد
بلغت عن الله ما حملك ، وحفظت ما استودعك ، وحللت حلال الله ، وحرمت حرام
الله ، وأقمت أحكام الله ، وتلوت كتاب الله ، وصبرت على الاذى في جنب الله ، و
جاهدت في الله حق جهاده ، حتى أتاك اليقين .
وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون ، وأجدادك الطيبون
والاوصياء الهادون ، الائمة المهديون ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق
إلى باطل ، وأشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولاميرالمؤمنين ، وأنك أديت الامانة و
اجتنبت الخيانة ، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر ، وعبدت الله مخلصا مجتهدا محتسبا حتى أتاك اليقين فجزاك الله عن
الاسلام وأهله أفضل الجزاء وأشرف الجزاء .
أتيتك يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك ، مقرا بفضلك ، محتملا لعلمك
محتجبا بذمتك ، عائذا بقبرك ، لائذا بضريحك ، مستشفعا بك إلى الله ، مواليا
لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، مستبصرا بشأنك ، وبالهدى الذي أنت عليه ، عالما
بضلالة من خالفك ، وبالعمى الذي هم عليه .
بأبي أنت وامي ونفسي وأهلي ومالي وولدي يا ابن رسول الله ، أتيتك متقربا
بزيارتك إلى الله تعالى ، ومستشفعا بك إليه ، فاشفع لي عند ربك ، ليغفرلي ذنوبي
ويعفو عن جرمي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، ويمحو عني خطيئاتي ، ويدخلنى الجنة ، و
يتفضل علي بما هو أهله ، ويغفرلي ولابائي ولاخواني ولجميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الارض ومغاربها بفضله وجوده ومنه .
[ 16 ]
ثم تنكب على القبر وتقبله وتعفر خديك عليه وتدعو بما تريد ، ثم تتحول
إلى الرأس تقول :
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك
الامام الهادي ، والولي المرشد وأنك معدن التنزيل وصاحب التأويل ، وحامل
التوراة والانجيل ، والعالم العادل ، والصادق العامل ، يا مولاي أنا أبرء إلى الله
من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، فصلى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك
وأبنائك وشيعتك ومحبيك ورحمة الله وبركاته .
ثم تصلي ركعتين للزيارة تقرء فيهما سورة يس والرحمان أو ما تيسر من
القرآن ثم تدعو بما تريد ( 1 ) .
10 زيارة اخرى لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام تستأذن بما
تقدم ، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فاذا دخلت فكبر الله تعالى مائة تكبيرة و
تقف مستقبل الضريح وتقول :
السلام عليك أيها العبد الصالح ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام
عليك أيها القمر الطالع ، السلام عليك أيها الغيث النافع ، السلام عليك أيها
الامام الكاظم ، السلام عليك يا ولي الله وحجته ، السلام عليك يا نورالله في الظلمات
السلام عليك يا آل الله ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك
يا خاصة الله السلام عليك يا سرالله المستودع ، السلام عليك يا صراط الله ، السلام
عليك يا زين الابرار ، السلام عليك يا سليل الاطهار ، السلام عليك يا عنصر الاخيار
السلام عليك يا محنة الخلق ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، السلام عليك
يا وارث علم النبيين ، وسلالة الوصيين ، وشاهد يوم الدين .
أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين من بعدك موالي
وأوليائي وأئمتي ، أشهد أنكم أصفياء الله وخيرته وحجته البالغة ، انتجبكم بعلمه و
جعلكم أنصارا لدينه ، وقواما بأمره ، وخزانا لحكمه ، وحفظة لسره ، وأركانا
لتوحيده ، ومعادن لكلماته ، وتراجمة لوحيه ، وشهودا على عباده ، استرعاكم
* ( هامش ص 16 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 198 - 200 . *
[ 17 ]
خلقه وآتاكم كتابه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، وأعطاكم فضائل التأويل ، وجعلكم
تابوت حكمته ، وعصا عزه ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، وأجرى فيكم من
روحه ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم
من الفتن .
بكم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة ، ولكم الطاعة المفترضة
والمودة الواجبة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، وعباده المكرمون ، أتيتك يا ابن رسول
الله عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، بأبى أنت
وامي صلى الله عليك وسلم تسليما ( 1 ) .
( الصلاة عليه صلى الله عليه ) اللهم صل على محمد وأهل بيته وصل على موسى بن
جعفر وصي الابرار ، وإمام الاخيار ، وعيبة الانوار ، ووارث السكينة والوقار
والحكم والاثار ، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر ، بمواصلة الاستغفار
حليف السجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات
المتصلة الجميلة ، ومقر النهى والعدل ، والخير والفضل ، والندى والبذل ، و
مألف البلوى والصبر ، والمضطهد بالظلم ، والمقبور بالجور ، والمعذب في قعر
السجون وظلم المطامير ، ذي الساق المرضوض بحلق القيود ، والجنازة المنادى
عليها بذل الاستخفاف ، والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وامه سيدة
النساء ، بارث مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمر مغلوب ، ودم مطلوب و
سم مشروب .
اللهم وكما صبر على غليظ المحن ، وتجرع ( فيك ) غصص الكرب ، واستسلم
لرضاك ، وأخلص الطاعة لك ، ومحض الخشوع واستشعر الخضوع ، وعادى
البدعة وأهلها ، ولم يلحقه في شئ من أوامرك ونواهيك لومة لائم ، صل عليه
صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة امم من خلقك ، وقرون من براياك
وبلغه عنا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ، ومغفرة و
* ( هامش ص 17 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 200 . *
[ 18 ]
رضوانا ، إنك ذو الفضل العميم ، والتجاوز العظيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم تصلي ركعتي الزيارة وتقول عقيبهما وأنت قائم : اللهم إني أسئلك
بحرمة من عاذ بك منك ، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ،
ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى ، يامن سمى
نفسه من جوده وهابا ، أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني من هذا المقام
خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة من الكريم
العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يجبه فيه بالرد الراغبون مقام من لاذ
بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين
ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين ، ذلك
يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وازلفت الجنة
للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن
بالغيب ، وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ،
واغفرلي ولوالدي ولولدي يوم الدين ، وألحقني بالصالحين واخلف على أهلي
و ولدي في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين .
و سلمني من أهوال ما بيني وبين لقائك ، حتى تبلغني الدرجة التي فيها
مرافقة أحبائك ، الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم
مشربا رويا سائغا هنيئا ، لا أظما بعده ولا أحلا عنه أبدا ، واحشرني في زمرتهم
وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم ، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة
فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم أئمتي وهداتي وولاتي في الدنيا و
الاخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين يا أرحم الراحمين آمين يا رب العالمين .
وصل ما تختار وادع بما تريد ( 1 ) .
11 - ( زيارة اخرى ) يزار بها صلوات الله عليه تستأذن بما تقدم وتقف
* ( هامش ص 18 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 201 - 202 . *
[ 19 ]
على ضريحه وتقول :
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا حجة
الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المتقين ، و
وارث علم الاولين والاخرين ، السلام عليك يا سلالة الوصيين ، السلام عليك يا
شاهد يوم الدين ، أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين
يكونون من بعدك ، موالي وأوليائي وأئمتي وقادتي في الدنيا والاخرة .
وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته من خلقه وحجته البالغة ، انتجبكم لعلمه
وجعلكم خزنة لسره ، وأركانا لتوحيده ، وتراجمة لوحيه ، ومعادن لكلماته
وشهودا له على عباده ، واسترعاكم أمر خلقه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، و
أعطاكم التأويل وجعلكم أبوابا لحكمته ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، و
ضرب لكم مثلا من نوره ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وآمنكم
من الفتن ، فبكم تمت النعمة واجتمعت بكم الفرقة ، وبكم انتظمت الكلمة ، ولكم
الطاعة المفترضة والمودة الواجبة الموظفة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، أحيا بكم
الصدق . فنصحتم لعباده ، ودعوتم إلى كتاب الله وطاعته ، ونهيتم عن معاصي الله
وذببتم عن دين الله .
أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر ، يا ابن خاتم النبيين ، وابن
سيد الوصيين ، وابن سيدة نساء العالمين ، عارفا بحقك مستبصرا بشأنك ، مصدقا
بوعدك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فعليك يا مولاي مني أفضل التحية
والسلام .
ثم تقول : اللهم صل على حجتك من خلقك ، وأمينك في بلادك ، وخليفتك
في عبادك ، ولسان حكمتك ، ومنهج حقك ، ومقصد سبيلك ، والسبب إلى
طاعتك ، وصراطك المستقيم ، وخازنك والطريق إليك ، موسى بن جعفر فرط
أنبيائك ، وسلالة أصفيائك ، داعي الحكمة وخازن الحلم ، وكاظم الغيظ ، و
صائم القيظ ، وإمام المؤمنين ، وزين المهتدين ، الحاكم الرضي ، والامام الزكي
[ 20 ]
الوفي الوصي .
اللهم صل عليه وعلى الائمة من آبائه وولده ، واحشرني في زمرته ، و
اجعلني في حزبه ، ولا تحرمني مشاهدته ، اللهم فكما مننت علي بولايته ، وبصرتني
طاعته وهديتني لمودته ، ورزقتني البراءة من عدوه ، فأسئلك أن تجعلني معه ومع
الائمة من آبائه وولده برحمتك ، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته يارب العالمين
وخير الناصرين .
ثم تصلي عليه بما تقدم في الزيارة الثانية ، وتصلي صلاة الزيارة وتدعو
بعدها بالدعاء الذي تقدم عقيب صلاة تلك الزيارة ، ثم تمضي فتقف عند رجليه
عليه السلام وتقول : اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض ومنعت
السماء ، وأنت يارب المستعان ، وإليك يارب المشتكى ، اللهم صل على محمد
وآله ، الذين فرضت طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، وفرج عنا كربنا قريبا
كلمح البصر أو هو أقرب ، يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع
الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد يا مصطفى يا مرتضى
يا مرتضى يا مصطفى ، انصراني فانكما ناصراي واكفياني فانكما كافياي ، ياصاحب
الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني .
تقول ذلك حتى ينقطع النفس ، ثم تسأل حاجتك فانها تقضى باذن الله ( 1 ) .
ثم تقف على قبر الجواد صلوات الله عليه وتقبله وتقول :
السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البر التقي ، الامام الوفي ، السلام
عليك أيها الرضي الزكي ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نجي
الله ، السلام عليك يا سفير الله ، السلام عليك يا سر الله ، السلام عليك يا ضياء الله
السلام عليك يا سناء الله ، السلام عليك يا كلمة الله ، السلام عليك يا رحمة الله ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام عليك أيها البدر الطالع ، السلام
* ( هامش ص 20 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 202 - 203 . *
[ 21 ]
عليك أيها الطيب من الطيبين ، السلام عليك أيها الطاهر من المطهرين ، السلام
عليك أيها الاية العظمى ، السلام عليك أيها الحجة الكبرى ، السلام عليك أيها
المطهر من الزلات ، السلام عليك أيها المنزه عن المعضلات ، السلام عليك أيها
العلى عن نقص الاوصاف ، السلام عليك أيها الرضي عند الاشراف ، السلام عليك
يا عمود الدين ، أشهد أنك ولي الله وحجته في أرضه ، وأنك جنب الله وخيرة
الله ، ومستودع علم الله ، وعلم الانبياء وركن الايمان ، وترجمان القرآن .
واشهد أن من اتبعك على الحق والهدى ، وأن من أنكرك ونصب لك العداوة
على الضلالة والردى ، أبرأ إلى الله وإليك منهم في الدنيا والاخرة ، و السلام عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار ( 1 )
( الصلاة عليه صلى الله عليه و آله وسلم ) .
اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على محمد بن علي الزكي التقي ، والبر
الوفي ، والمهذب الصفي هادي الامة ، ووارث الائمة ، وخازن الرحمة ، وينبوع
الحكمة ، وقائد البركة ، وعديل القرآن في الطاعة ، وواحد الاوصياء في الاخلاص
والعبادة ، وحجتك العليا ، ومثلك الاعلى ، وكلمتك الحسنى ، الداعي إليك
والدال عليك الذي نصبته علما لعبادك ، ومترجما لكتابك ، وصادعا بأمرك ،
وناصرا لدينك ، وحجة على خلقك ، ونورا تحرق به الظلم ، وقدوة تدرك به الهداية
وشفعا تنال به الجنة .
اللهم وكما أخذ في خشوعه لك حقه ، واستوفى من خشيتك نصيبه ، فصل
عليه أضعاف ما صليت على ولي ارتضيت طاعته ، وقبلت خدمته ، وبلغه منا تحية
وسلاما ، وآتنا في موالاته من لدنك فضلا واحسانا ، ومغفرة ورضوانا ، إنك ذو المن
القديم ، والصفح الجميل .
ثم صل صلاة الزيارة فاذا سلمت فقل :
اللهم أنت الرب وأنا المربوب ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك
* ( هامش ص 21 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 206 . *
[ 22 ]
وأنا المملوك ، وأنت المعطى وأنا السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت القادر
وأنا العاجز ، وأنت القوي وأنا الضعيف ، وأنت المغيث وأنا المستغيث ، وأنت الدائم
وأنا الزائل ، وأنت الكبير وأنا الحقير ، وأنت العظيم وأنا الصغير ، وأنت المولى وأنا
العبد ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الرفيع وأنا الوضيع ، وأنت المدبر وأنا
المدبر ، وأنت الباقي وأنا الفاني ، وأنت الديان وأنا المدان ، وأنت الباعث وأنا
المبعوث ، وأنت الغني وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، تجد من تعذب يارب
غيري ، ولا أجد من يرحمني غيرك .
اللهم صل على محمد وآل محمد وقرب فرجهم ، وارحم ذلي بين يديك وتضرعى
إليك ، ووحشتي من الناس ، وانسي بك يا كريم ، ثم تصدق علي في هذه الساعة
برحمة من عندك تهدئ بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتبيض بها
وجهي ، وتكرم بها مقامي ، وتحط بها عني وزري ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي
وتعصمني فيما بقي من عمري ، وتستعملني في ذلك كله بطاعتك وما يرضيك عني
وتختم عملي بأحسنه ، وتجعل لي ثوابه الجنة ، وتسلك بي سبيل الصالحين ، وتعينني
على صالح ما أعطيتني ، كما أعنت الصالحين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني
صالحا أعطيتنيه أبدا ، ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا
أبدا ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، ولا أقل من ذلك ولا أكثر يارب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقا فأتبعه والباطل باطلا فأجتنبه
ولا تجعله على متشابها فأتبع هواي بغير هدى منك ، واجعل هواي تبعا لطاعتك
وخذ رضا نفسك من نفسي ، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي
من تشاء إلى صراط مستقيم ، ثم ادع بما أحببت ( 1 ) .
12 - زيارة اخرى له عليه السلام
السلام على الباب الاقصد ، والطريق الارشد ، والعالم المؤيد ، ينبوع
الحكم ، ومصباح الظلم ، سيد العرب والعجم ، الهادي إلى الرشاد ، الموفق
بالتأييد والسداد ، مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد ، أشهد يا ولي الله أنك أقمت
* ( هامش ص 22 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 207 - 208 . *
[ 23 ]
الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في سبيل
الله حق جهاده ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، فعشت سعيدا ومضيت
شهيدا ، ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما ، ورحمة الله وبركاته .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 23 سطر 4 إلى صفحه 31 سطر 4

ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وصل ركعتين للزيارة وادع بعد هما
بما تشاء ( 1 ) .
13 - زيارة اخرى له صلوات الله عليه .
تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك وتقول : السلام عليك يا صفي الله ، السلام
عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام
عليك يا نور الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك أيها الامام ابن الامام
السلام عليك يا ابن سيد جميع الانام ، السلام عليك أيها المبرء من الاثام ، السلام
عليك أيها الداعي إلى الحق والهدى ، السلام عليك أيها المزيل للشك والعمى
والردى ، السلام عليك أيها الداعى إلى الخير والسداد ، السلام عليك أيها
الامام المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد ، السلام عليك يا ابن خير الانام ،
السلام عليك يا ابن الائمة الكرام ، السلام عليك يا خازن العلم ومعدن الحكمة
السلام عليك أيها المؤيد بالعصمة ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي
ورحمة الله وبركاته .
أشهد أنك يا مولاي أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، و
نهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ،
وصبرت على الاذى في جنبه ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، أنا أبرأ
إلى الله من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، أتيتك ياابن رسول الله زائرا
عارفا بحقك ، عائذا بقبرك ، مقرا بفضلك ، مواليا لمن واليت ، معاديا لمن
عاديت ، مستبصرا بشأنك ، وبضلالة من خالفك ، مستشفعا بك إلى الله ليغفر بك
ذنوبي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، فاشفع لي عند ربك .
* ( هامش ص 23 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 208 . *
[ 24 ]
ثم تنكب على القبر وتقبله وتدعو بما تريد ( 1 ) .
( ذكر وداع له وللكاظم عليهما السلام ) تقف على قبر محمد بن علي عليه السلام وتقول :
السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته
السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن
فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين ، السلام عليك يا ابن الائمة
الطاهرين ، السلام عليك وعلى آبائك المطهرين وعلى أبنائك الطيبين ، السلام
عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك سلام مودع لا سئم
ولا قال ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله يا مولاي وأسترعيك ، وأقرأ عليك
السلام ، آمنت بالله وبالرسول وبما جاء به من عند الله .
اللهم صل على محمد وآل محمد واكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر
العهد من زيارتي إياه ، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني ، فان توفيتني فاحشرني
معه وفي زمرته وزمرة آبائه الطيبين الطاهرين ، اللهم لا تفرق بيني وبينه
أبدا ، ولا تخرجني من هذه القبة الشريفة إلا مغفورا ذنبي ، مشكورا سعيي
مقبولا عملي ، مبرورا زيارتي ، مقضيا حوائجي ، قد كشفت جميع البلاء عني .
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن ينقلب مفلحا منجحا سالما غانما
بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره ومواليه ومحبيه بأبي أنت وامي ونفسي و
أهلي ومالي يا موسى بن جعفر ويا محمد بن علي ، اجعلاني في همكما ، وصيراني
في حزبكما ، وأدخلاني في شفاعتكما ، واذكراني عند ربكما صلى الله عليكما
وعلى أهلكما ، ولا فرق الله بيني وبينكما ولا قطع عني بركتكما ، وغفرلي
ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنه حميد مجيد .
ثم تدعو بما تحب ثم تخرج ولا تجعل ظهرك إلى الضريح ، وامض كذلك
حتى تغيب عن معاينتك .
* ( هامش ص 24 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 208 - 209 . *
[ 25 ]
إلى هذا انتهى ما أورده السيد - ره - من زيارة الامامين صلوات الله عليهما ( 1 )
توضيح : المطامير جمع المطمورة وهي الحفيرة تحت الارض " قوله "
في الغابرين الغابر الماضي والباقي ، والمراد به هنا الثاني ، أي حال كونهم في الباقين
بعدي أوفي أمر الباقين بأن تكف عن أهلي أذاهم وتجعلهم مشفقين عليهم ، ويقال :
برح الخفاء كسمع إذا وضح الامر ، والسفير الرسول المصلح بين القوم
" قوله " يا سر الله أي صاحب سره أو الذي ستر الله جلالته ومنزلته عن الناس .
أقول : زيارتهما عليهما السلام في الايام الشريفة والاوقات المختصة بهما آكد
وأنسب كيوم ولادة الكاظم عليه السلام وهو سابع صفر ، ويوم وفاته عليه السلام وهو الخامس
والعشرون من رجب أو سادسة وقيل خامسه ، ويوم إمامته وهو منتصف رجب
أو شوال ، ويوم ولادة الجواد عليه السلام وهو عاشر رجب برواية ابن عياش أو سابع
عشر شهر رمضان أو منتصفه ، ويوم وفاته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي عشر
منه ، ويوم إمامته وهو يوم شهادة أبيه عليهما السلام كما سيأتي .
* ( هامش ص 25 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 209 . *
[ 26 ]
3 .
* ( ( باب ) ) *
* " ( فضل مسجد براثا والعمل فيه ) " * 1 - شف : وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي باسناده ، عن
محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن مشايخه ، عن سليمان الاعمش ، عن جابر بن
عبدالله الانصاري قال : حدثنا أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه واله قال : لما
رجع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا و
كان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر
أشرف من قلايته إلى الارض فنظر إلى عسكر أميرالمؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك
فنزل مبادرا ، فقال : من هذا ؟ ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له : هذا أميرالمؤمنين
وقد رجع من قتال أهل النهروان فجاء الحباب مبادرا يتخطا الناس حتى وقف
على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين حقا حقا .
فقال : وما علمك بأني أميرالمؤمنين حقا حقا ، قال له : بذالك أخبرنا
علماؤنا وأحبارنا ، فقال له : يا حباب ، فقال له الراهب : وما علمك باسمي ؟ فقال
أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه واله وأنك علي بن أبي طالب وصيه ، فقال أمير
المؤمنين عليه السلام : وأين تأوي ؟ فقال : أكون في قلاية لي هاهنا ، فقال له أميرالمؤمنين :
بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه ، فبناه رجل
اسمه براثا فسمي المسجد براثا باسم الباني له .
ثم قال : ومن أين تشرب يا حباب ؟ فقال : يا أميرالمؤمنين من دجلة ههنا
قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا ؟ فقال له : يا أميرالمؤمنين ، كلما حفرنا بئرا
وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : احفر ههنا بئرا فحفر
فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها فقلعها أميرالمؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين
[ 27 ]
أحلى من الشهد وألذ من الزبد ، فقال له : يا حباب يكون شربك من هذه العين
أما انه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ويعظم
البلاء . حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ( 1 ) .
بيان : قال في النهاية ( 2 ) القلاية معرب كلادة من بيوت عبادة النصارى .
أقول : قد مر الحديث بطوله في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام .
2 ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن إسماعيل بن علي بن عبدالرحمن
عن أبيه ، عن عيسى بن حميد ، عن أبيه حميد بن قيس : عن علي بن الحسين بن
علي بن الحسين ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن أميرالمؤمنين
عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : إنها الزوراء
فسيروا وجنبوا عنها ، فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى
موضعا من أرضها قال : ما هذه الارض ؟ قيل : أرض نجرا فقال : أرض سباخ جنبوا
ويمنوا ، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة فقال له : يا راهب انزل
ههنا ؟ فقال له الراهب : لا تنزل هذه الارض بجيشك ، قال : ولم ؟ قال : لانه لا ينزلها
إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عزوجل هكذا نجد في كتبنا .
فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا ذلك ، فنزل الراهب إليه فقال : خذ علي
شرايع الاسلام إني وجدت في الانجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم و
أرض عيسى عليهما السلام فقال أميرالمؤمنين : قف ولا تخبرنا بشئ ، ثم أتى موضعا فقال
الكزوا هذا فلكزه برجله عليه السلام فانبجست عين خرارة ، فقال : هذه عين مريم التي
انبعت لها .
ثم قال : اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا ، فكشف فاذا بصخرة بيضاء
فقال عليه السلام : على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا ، فنصب أميرالمؤمنين
عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرام
* ( هامش ص 27 ) ( 1 ) كشف اليقين ص 156 157 للسيد بن طاووس طبع النجف .
( 2 ) النهاية ج 3 ص 309 . *
[ 28 ]
في خيمة من الموضع على دعوة ، ثم قال : أرض براثا هذا بيت مريم عليها السلام هذا
الموضع المقدس صلى فيها الانبياء ، قال أبوجعفر محمد بن علي عليهما السلام ولقد وجدنا أنه
صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما السلام ( 1 ) .
3 يج : مرسلا عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
بيان اللكز الدفع بالكف ، والخرير صوت الماء ، قوله : على دعوة
أي كان البعد بينهما قدر مد صوت داع ينادي ، ثم اعلم أنه يستفاد من هذا الخبر
أن هذا الموضع أيضا من المواضع التي يجوز للمسافر إتمام الصلاة فيهاو لم
يقل به أحد .
4 قب : الحارث الاعور وعمرو بن حريث وأبوأيوب عن أميرالمؤمنين
عليه السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنى السواد فقال له راهب : لا
ينزل هاهنا إلا وصي نبى يقاتل في سبيل الله ، فقال علي : فأنا سيد الاوصياء وصي
سيد الانبياء ، قال : فاذا أنت أصلع قريش وصي محمد ، خذ علي الاسلام ، إني وجدت
في الانجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى .
قال أمير المؤمنين : فاجلس يا حباب ، قال : وهذه دلالة اخرى ، ثم
قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا ، فبنى حباب
الدير مسجدا ولحق أميرالمؤمنين إلى الكوفة ، فلم يزل بها مقيما حتى قتل
أميرالمؤمنين عليه السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا ( 3 ) .
5 وفي رواية أن الراهب قال : قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي
البارقليطا محمد نبي الاميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله ، في كلام كثير
فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ، ألا وإنه يغرس في آخر الايام بهذه البقعة
شجرة لا يفسد ثمرتها ( 4 ) .
* ( هامش ص 28 ) ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 202 طبع النجف الاشرف .
( 2 ) الخرائج لم أعثر عليه في مظانه .
( 3 - 4 ) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 ص 100 طبع النجف الاشرف . *
[ 29 ]
6 - وفي رواية زاذان قال أمير المؤمنين عليه السلام : ومن أين شربك ؟ قال : من
دجلة قال : ولم لم تحفر عينا تشرب منها ؟ قال : قد حفرتها فخرجت مالحة ، قال :
فاحتفر الان بئرا اخرى ، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا ، فقال : يا حباب ليكن
شربك من هاهنا ، ولا يزال هذا المسجد معمورا ، فاذاخربوه وقطعوا نخله
حلت بهم أو قال بالناس داهية ( 1 ) .
7 - وفي رواية محمد بن القيس : فأتى أميرالمؤمنين عليه السلام موضعا من تلك
الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال : هذه عين مريم ، ثم قال : احتفروا
هاهنا سبعة ( عشر ) ذراعا فاحتفروا فاذا صخرة بيضاء فقال : هاهنا وضعت مريم عيسى
من عاتقها وصلت هاهنا فنصب أميرالمؤمنين عليه السلام الصخرة ، وصلى إليها وأقام
هناك أربعة أيام ( 2 ) .
8 - وفي رواية الباقر عليه السلام قال : هذه عين مريم التي أنبعت لها ، واكشفوا
هاهنا سبعة عشر ذراعا فكشف فاذا صخرة بيضاء الخبر ( 3 ) .
9 - وفي رواية : هذا الموضع المقدس صلى فيه الانبياء وقال أبوجعفر عليه السلام
ولقد وجدنا أنه صلى فيه قبلي عيسى ( 4 ) .
10 - وفي رواية اخرى : صلى فيه الخليل عليه السلام ( 5 ) .
11 - وروي أن أميرالمؤمنين عليه السلام صاح فقال : يابئر بالعبراني أقرب
إلى ، فلما عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم ، فانتضى سيفه و
كسح ذلك كله ، وقال : إن هاهنا قبر نبي من أنبياء الله وأمر الشمس أن ارجعي
فرجعت وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه ، فأقام القبلة بخط الاستواء
وصلى إليها ( 6 ) .
بيان : هذا المسجد الان موجود وهو قريب من وسط الطريق من بغداد
إلى مشهد الكاظمين عليهما السلام ، ويستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه وذكر بعض
الاصحاب أنه يستحب الصلاة في مسجد شمس خارج الحلة ، وهو المسجد الذي
* ( هامش ص 29 ) ( 1 - 6 ) نفس المصدر ج 2 ص 101 . *
[ 30 ]
رد فيه الشمس على أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بعد وفاة النبى صلى الله عليه واله وهو أيضا
الان معمور ومعروف ( 1 ) .
وقال الشهيد - رحمه الله - في الذكرى ( 2 ) ومن المساجد الشريفة مسجد
براثا في غربي بغداد ووباق إلى الان رأيته وصليت فيه ، روى الجماعة عن
جابر الانصاري قال : ؟ ؟ بنا علي عليه السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن
زهاء مائة ألف رجل فنزل نصرانى من صومعته فقال : أين عميد هذا الجيش ؟ فقلنا : هذا
فأقبل إليه وسلم عليه .
ثم قال : يا سيدي أنت نبي ؟ قال : لا النبي سيدي قد مات ، قال :
أفأنت وصي نبي ؟ قال : نعم ، فقال : إنما بنيت الصومعة من أجل هذا الموضع
وهو ببراثا وقرأت في الكتب المنزلة أن لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا
نبي أو وصي نبي ثم أسلم ، فقال له علي عليه السلام من صلى ههنا ؟ قال : عيسى بن مريم
وامه فقال له علي عليه السلام : والخليل عليه السلام .
* ( هامش ص 30 ) ( 1 ) لا يزال هذا المسجد الشريف في الحلة على يسار الخارج منها إلى كربلا
متبركا ومقصدا لما وقع فيه من الكرامة المشار اليها .
( 2 ) الذكرى ص 155 طبع ايران ص 1271 . *
[ 31 ]
4 * " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة امام الانس والجن أبى الحسن ) " *
* " ( على بن موسى الرضا صلوات الله عليه ) " *
* " ( وفضل مشهده ) " *


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 31 سطر 5 إلى صفحه 39 سطر 5

1 - ن ، لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن جعفربن
محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ستدفن
بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عزوجل له الجنة و
حرم جسده على النار ( 1 ) .
( 2 - لى الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ،
عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها
زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى
أن ينفخ في الصور فقيل له : يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال : هي بأرض طوس
وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله
صلى الله عليه واله وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبوله
وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة .
ن - القطان والطالقانى والنقاش جميعا عن أحمد الهمداني مثله ) ( 2 )
* ( هامش ص 31 ) ( 1 ) عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 255 قم وأمالى الصدوق ص 62 طبع
الاسلامية .
( 2 ) زيادة من نسخة مخطوطة اشرف عليها المؤلف العلامة مطالعة وعليها بعض الاستدراك
والبيانات بخط يده قدس سره لخزانة كتب الفاضل الخبير البحاث الميرزا فخر الدين
النصيرى الامينى حفظه الله ، وقد قابلنا المطبوعة هذه وصححناه عند الطباعة على تلك
النسخة الشريفة . *
[ 32 ]
2 - ن ، لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت
الرضا عليه السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا ابن
رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة
وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزوجل له أجر مائة ألف شهيد
ومائة ألف صديق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في
زمرتنا ، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا ( 1 )
بيان : قال في النهاية ( 2 ) في حديث كعب بن مالك ولم يجعلك الله بدار
هوان ولا مضيعة المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع الاطراح والهوان كأنه فيه ضايع
فلما كانت عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إلى الضاد فسكنت الياء فصارت
بوزن معيشة ، والتقدير فيهما سواء .
3 - ن ، لى : الطالقانى ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن
فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول
الله رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام كأنه يقول لي ؟ : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم
بعضي فاستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟ فقال له الرضا عليه السلام : أنا
المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن
زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي
شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجاو لو كان عليه مثل وزر الثقلين
الجن والانس .
ولقد حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال :
من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد
من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين
جزءا من النبوة ( 3 ) .
* ( هامش ص 32 ) ( 1 ) عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 2 ص 256 وأمالى الصدوق ص 63 .
( 2 ) النهاية في غريب الحديث ج 3 ص 32 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 257 والامالى ص 64 . *
[ 33 ]
4 - ثو ، ن ، لى ، مل : ابن وليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال
قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عندالله عزوجل
ألف حجة قال : فقلت لابي جعفر عليه السلام : ألف حجة ؟ قال عليه السلام : إي والله ألف ألف
حجة لمن زاره عارفا بحقه ( 1 ) .
5 - بشا : الحسن بن الحسين ابن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن
أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن
الوليد مثله ( 2 ) .
6 - لى : أبي عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله وفيه : قال :
فقلت لابي جعفر ابنه عليهما السلام ( 3 ) .
7 - لى : بهذا الاسناد عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما زارني
أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة ( 4 ) .
8 - ن : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي مثله ( 5 ) .
9 - ن لى : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالرحمان بن حماد ، عن عبدالله
ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد ، عن الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : يخرج
رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفن في أرض طوس
وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل
أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل ( 6 ) .
10 - ن ، لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطينى ، عن محمد بن سليمان
* ( هامش ص 33 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 طبع بغداد وعيون الاخبار ج 2 ص 257 وأمالى الصدوق
ص 64 وكامل الزيارات ص 306 .
( 2 ) بشارة المصطفى ص 24 طبع النجف الاشرف الطبعة الثانية سنة 1383 .
( 3 - 4 ) أمالى الصدوق ص 119 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 .
( 6 ) عيون الاخبار ح 2 ص 255 وأمالى الصدوق ص 118 . *
[ 34 ]
المصرى عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حجر ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، عن أبي جعفر
عليه السلام ، عن أبيه وجده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته
ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه ( 1 ) .
11 - ن ، لى : الوراق ، عن سعد ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن علي بن النعمان
عن محمد بن فضيل ، عن غزوان الضبى ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد
قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه
اسمى ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه السلام ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه
ما تقدم منها وما تأخر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الامطار وورق الاشجار ( 2 ) .
12 - ن ، لى : العطار عن سعد عن أيوب بن نوح عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال :
من زار قبر أبي عليه السلام بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فاذا كان يوم
القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ الله من حساب عباده ( 3 ) .
13 - ل ، لى : ابن موسى عن الاسدى عن أحمد بن محمد بن صالح عن حمدان
الديوانى قال : قال الرضا عليه السلام : من زارني على بعد داري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث
مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، عند الصراط
وعند الميزان ( 4 ) .
14 - ن : الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الاسدى ( مثله ) ( 5 ) .
15 - ن ، لى : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال :
سمعت الرضا عليه السلام يقول : إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد
* ( هامش ص 34 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 257 وأمالى الصدوق ص 119 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 وأمالى الصدوق ص 119 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 259 وأمالى الصدوق ص 120 .
( 4 ) الخصال ج 1 ص 109 طبع الاسلامية وأمالى الصدوق ص 121 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 255 . *
[ 35 ]
عهده إلى أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه واله ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا
وآبائي شفعاءه يوم القيمة ومن كنا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين ( 1 ) .
16 - ن ، لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه عن سليمان بن حفص قال :
سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول : من زار قبر ولدي على كان له عند الله عزوجل
سبعون حجة مبرورة ، قلت : سبعين حجة مبرورة ؟ قال : نعم سبعين ألف حجة
قلت : سبعين ألف حجة ، قال : فقال : رب حجة لا تقبل من زاره أوبات عنده ليلة
كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمن زار الله في عرشه ؟ قال : نعم إذا كان يوم القيمة
كان على عرش الله عزوجل أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين ، فأما الاولون فنوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأما الاربعة الاخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين ، ثم
يمد المطمر فيقعد معنا زوار قبور الائمة ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوار
قبر ولدي علي عليه السلام ( 2 ) .
17 - لى ، ابن ناتانه ، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران
قال : قال أبوعبدالله عليه السلام يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من
زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وإن كان من
أهل الكباير ، قلت : جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال : يعلم أنه مفترض
الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا
ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله على حقيقة ( 3 ) .
18 - ن : ابن ناتانه والمكتب وماجيلويه وابن المتوكل وأحمد بن علي
ابن إبراهيم وعلي بن هبة الله الوراق جميعا عن علي مثله ( 4 ) .
19 - وفي حديث آخر قال : قال الصادق عليه السلام : يقتل لهذا - وأومأ بيده إلى
مولانا موسى عليه السلام - ولد بطوس لا يزوره من شيعتنا إلا الاندر فالاندر ( 5 ) .
بيان : قوله على حقيقة أي كائنا على حقيقة الايمان أو شهادة حقيقية .
* ( هامش ص 35 ) ( 1 ) عيون الاخبار : ج 2 ص 263 والامالى ص 611 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 295 وامالى الصدوق ص 120 .
( 3 ) أمالى الصدوق ص 121 . ( 4 - 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 259 . *
[ 36 ]
20 - لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال :
سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يقول : مازار أبي عليه السلام أحد فأصابه أذى من مطر أو
برد أو حر إلا حرم الله جسده على النار ( 1 ) .
21 - ن ، ل : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم قال : قال
الرضا عليه السلام : لا تشد الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا ، ألا وإني مقتول
بالسم ظلما ، ومدفون في موضع غربة ، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه
وغفر له ذنبه ( 2 ) .
22 - ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال :
دخل الرضا عليه السلام القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم
قال : هذه تربتي وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل
محبتي ، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله
ورحمته بشفاعتنا أهل البيت ، تمام الخبر ( 3 ) .
23 - ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت الرضا
عليه السلام يقول : إني ساقتل بالسم مسموما ومظلوما واقبر إلى جنب هارون ويجعل
الله عزوجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي
يوم القيامة ، والذي أكرم محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة واصطفاه على جميع الخليقة لا
يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عزوجل يوم يلقاه
والذي أكرمنا بعد محمد صلى الله عليه واله بالامامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري لاكرم
الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء
* ( هامش ص 36 ) ( 1 ) الامالى الصدوق ص 654 .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 254 والخصال ج 1 ص 94 طبع الاسلامية وكان الرمز
في المتن ( لى ) علامة الامالى ولم يوجد فيها وهو في الخصال لذلك صححنا الرمز تبعا
لصاحب الوسائل حيث روى الحديث عن الخصال والعيون .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 136 ضمن الحديث . *
[ 37 ]
إلا حرم الله عزوجل جسده على النار ( 1 ) .
24 - ن : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي هاشم
الجعفري قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من
الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار ( 2 ) .
25 - ن : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي
جعفر عليه السلام قال : حتمت لمن زار أبي عليه السلام بطوس عارفا بحقه الجنة على الله
تعالى ( 3 ) .
26 - ن : بهذا الاسناد ، عن عبدالعظيم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام قد
تحيرت بين زيارة قبر أبي عبدالله عليه السلام وبين قبر أبيك عليه السلام بطوس فما ترى ؟
فقال لي : مكانك ، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال : زوار قبر
أبي عبدالله عليه السلام كثيرون وزوار قبر أبي عليه السلام بطوس قليل ( 4 ) .
27 - ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام ما تقول : لمن زار أباك ؟ قال : الجنة والله ( 5 ) . 28 - ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام ما لمن زار والدك بخراسان ؟ قال : الجنة والله الجنة والله ( 6 ) .
29 - ن : ابن المغيرة ، عن جده الحسن ، عن الحسين بن يوسف ، عن محمد بن
أسلم ، عن محمد بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الاسلام
فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة
فسلم على النبي صلى الله عليه واله ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة
الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ، ثم أتى أبا عبدالله عليه السلام فسلم عليه
ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام ، ثم انصرف إلى بلاده .
فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل هذا الذي
* ( هامش ص 37 ) ( 1 - 4 ) عيون الاخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت .
( 5 - 6 ) نفس المصدر ج 2 ص 257 *
[ 38 ]
حج حجة الاسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك على بن
موسى الرضا عليه السلام فيسلم عليه ؟ قال : بل يأتي خراسان فيسلم على أبي عليه السلام
أفضل ، وليكن ذلك في رجب ، ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فان علينا وعليكم
من السلطان شنعة ( 1 ) .
30 - مل : أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسن جميعا ، عن سعد ، عن
الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن الحسين بن سيف مثله ( 2 ) .
31 - ن : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول : أهل قم وأهل آبة المغفور لهم لزيارتهم
لجدي علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس ، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة
من السماء حرم الله جسده على النار ( 3 ) .
32 - ن : الفامي ، عن ابن بطة ، عن محمد بن على بن محبوب ، عن إبراهيم
ابن هاشم ، عن سليمان بن حفص قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
يقول : إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما ، ومدفون إلى جانب هارون بطوس ، من
زاره كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله ( 4 ) .
33 - ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، قال :
قال الرضا عليه السلام إني ساقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله ما تقدم
من ذنبه وما تأخر ( 5 ) .
34 - ن : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معروف ، عن ابن
مهزيار قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك زيارة الرضا عليه السلام أفضل أم زيارة
أبي عبدالله عليه السلام ؟ فقال : زيارة أبي عليه السلام أفضل ، وذلك أن أبا عبدالله عليه السلام
* ( هامش ص 38 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 258 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 305 .
( 3 - 4 ) عيون الاخبار ج 2 ص 260 .
( 5 ) عيون الاخبار ج 2 ص 261 . *
[ 39 ]
يزوره كل الناس وأبي عليه السلام لا يزوره إلا الخواص من الشيعة ( 1 ) .
35 - مل : الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما ، عن علي ، عن أبيه ، عن
ابن مهزيار مثله ( 2 ) .
بيان : لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في
زيارته إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون في


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 39 سطر 6 إلى صفحه 47 سطر 6

كل زمان يكون إمام من الائمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أو المعنى
أن المخالفين أيضا يزورون الحسين عليه السلام ، ولا يزور الرضا إلا الخواص وهم
الشيعة فيكون من بيانية ، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا
بامامة جميع الائمة ، فان من قال بالرضا عليه السلام لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب
النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر .
36 - ن : المكتب والوراق معا ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن
الرضا عليه السلام في خبردعبل قال عليه السلام : لا تنقضي الايام والليالي حتى تصير طوس
مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم
القيامة مغفورا له ، الخبر ( 3 ) . 37 - مل ، ثو ، ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي
ابن مهزيار قال ، قلت لابي جعفر عليه السلام : ما لمن أتى قبر الرضا عليه السلام ؟ قال :
الجنة والله ( 4 ) . 38 - حه : نصير الدين الطوسي عن والده ، عن القطب الراوندي ، عن
الشيخ المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد
ابن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال : قال
* ( هامش ص 39 ) ( 1 ) عيون الاخبار : ج 2 ص 261 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 306 .
( 3 ) عيون الاخبار ج 2 ص 264 .
( 4 ) ثواب الاعمال ص 89 وكامل الزيارات ص 306 .
[ 40 ]
الصادق عليه السلام : أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله
والغرى ، وكربلا ، وطوس ( 1 ) .
39 - مل : جماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن داود الصرمي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : من زار قبر أبي فله الجنة ( 2 ) .
40 - مل : الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الصرمي
مثله ( 3 ) . 41 - مل : أبي ، عن سعد ، عن على بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان
الدسوائي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له : ما لمن زار أباك
بطوس ؟ فقال عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ، قال حمدان : فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له : يا أبا الحسين
إني سمعت مولاي أبا جعفر عليه السلام يقول : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر ، فقال أيوب ، وأزيدك فيه ؟ قلت : نعم فقال : سمعته يقول : - يعني
أبا جعفر عليه السلام - من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فاذا كان
يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ الله من حساب
الخلائق ( 4 ) 42 - مل : أبي ، عن سعد ، عن علي بن الحسين النيسابوري ، عن شعيب
ابن عيسى ، عن صالح بن محمد الهمدانى ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال :
قال أبوالحسن الرضا عليه السلام : من زارني على بعد داري وشطون مزاري أتيته يوم
القيامة في ثلاثة مواطن ، حتى اخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناو شمالا
وعند الصراط ، وعند الميزان ، قال سعد : وسمعة بعد ذلك من صالح بن محمد
الهمداني ( 5 ) .
* ( هامش ص 40 ) ( 1 ) فرحة الغرى ص 70 طبع النجف الاشرف ( الطبعة الثانية ) .
( 2 - 3 ) كامل الزيارات ص 303 .
( 4 - 5 ) كامل الزيارات ص 304 . *
[ 41 ]
بيان : قال الجوهري ( 1 ) شطن عنه بعد وبئر شطون بعيدة القعر .
43 مل : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن الزيات ، عن يحيى بن الحسن
الحسيني ، عن علي بن عبدالله بن قطرب ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
قال : مر به ابنه وهوشاب حدث وبنوه مجتمعون عنده فقال : إن ابني هذا
يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه كان عند الله عزوجل
كشهداء بدر ( 2 ) .
44 - مل : أبي والكليني معا ، عن علي بن إبراهيم ، عن حمدان بن
إسحاق قال : سمعت أباجعفر عليه السلام أوحكى لي عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام
الشك من علي بن إبراهيم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال : فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن
نوح فقال لي : قال أبوجعفر عليه السلام : من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ماتقدم
من ذنبه وماتأخر ، وبنى له منبرا حذاء منبر رسول الله وعلي عليهما السلام حتى يفرغ
الله من حساب الخلائق ، فرأيت بعد أيوب بن نوح وقد زار فقال : جئت أطلب
المنبر ( 3 ) .
45 - مل : أبي وأخى وعلى بن الحسين جميعا ، عن على بن إبراهيم ، عن
أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن زيد النرسي ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : من
زار ابني هذا وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فله الجنة ( 4 ) .
46 - مل : الكليني ، عن محمد العطار ، عن على بن الحسين النيسابوري ،
عن إبراهيم بن محمد ، عن عبدالرحمن بن سعد المكي ، عن يحيى بن سليمان المازنى
عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال : من زار قبرولدي كان له عندالله كسبعين
* ( هامش ص 41 ) ( 1 ) صحاح الجوهرى ج 5 ص 2144 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 304 وفى المصدر ابراهيم بن ريان بدل ( الزيات )
( 3 ) كامل الزيارات ص 305 .
( 4 ) كامل الزيارات ص 306 وليس في السند ( أخى ) *
[ 42 ]
حجة مبرورة قال : قلت سبعين حجة ؟ قال : نعم وسبعمائة حجة ؟ قلت : وسبعمائة
حجة ؟ قال : نعم وسبعين ألف حجة ، قلت : وسبعين ألف حجة ؟ قال : رب حجة
لاتقبل ، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زارالله في عرشه .
قلت : كمن زارالله في عرشه ؟ قال : نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش
الله أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين ، فأما الاربعة الذين هم من الاولين فنوح
وابراهيم وموسى وعيسى ، وأما الاربعة الذين هم من الاخرين فمحمد وعلي
والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم يمد المطمار فيقعد معنامن زار قبورالائمة عليهم السلام إلا أن
أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوارقبر ولدي علي عليه السلام ( 1 ) .
47 - مل : أبي عن سعد ، عن علي بن الحسين النيشابوري ، بهذا
السناد مثله ( 2 ) .
بيان : قوله ثم يمد المضمار : المضمار ميدان السباق والذي يضمرفيه الخيل
ولعله كناية عن المجلس عبر به عنه لسعته وفي بعض النسخ المطمار والمطمار والمطمر
خيط للبناء يقدر به ويؤيده مامر سابقا ولعل مده ليدخل فيه من كان من أوليائهم
ويخرج عنه مخالفوهم وفي بعض نسخ الكافي ثم يمد الطعام .
والحبوة العطية ، والحبوة ايضا الاحتباء بالثوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه
بعمامة ونحوها ، وهنايحتمل المعنيين .
48 - لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن
سليمان ، عن عبدالله بن الفضل قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل عليه رجل
من أهل طوس ، فقال له : ياابن رسول الله ما لمن زارقبر أبي عبدالله الحسين بن
علي عليه السلام فقال له : ياطوسي من زارقبر أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام وهو
يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
وقبل شفاعته في سبعين مذنبا ، ولم يسأل الله عزوجل عند قبره حاجة إلا
* ( هامش ص 42 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 307 وفيه ( ثم يمد المضمار ) .
( 2 ) كامل الزيارات ص 308 *
[ 43 ]
قضاها له .
قال : فدخل موسى بن جعفر عليه السلام فأجلسه على فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه
ثم التفت اليه ، فقال له : ياطوسي إنه الامام والخليفة والحجة بعدي ، وانه
سيخرج من صلبه رجل يكون رضى لله عزوجل في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل
في أرضكم بالسم ظلماو عدوانا ويدفن بها غريبا ، ألا فمن زاره في غربته وهو
يعلم أنه إمام بعد أبيه ، مفترض الطاعة من الله عزوجل ، كان كمن زار
رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
اقول : قد مضى بعض أخبار فضل زيارته عليه السلام في أبواب فضل زيارة
الحسين عليه السلام وسيأتي بعضها في الباب الاتي ، ثم اعلم أن زيارته عليه السلام في الايام
الفاضلة والاوقات الشريفة أفضل لا سيما الايام التي لها اختصاص به عليه السلام ، كيوم
ولادته وهو حادي عشر ذي القعدة ، ويوم وفاته وهو آخر شهر صفر ، أو السابع
عشر منه ، أوالرابع والعشرون من شهر رمضان ، ويوم بويع بالخلافة وهو أول
شهر رمضان ، أوالسادس منه .
وقال السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال : 49 - روي أنه يصلى يوم السادس من شهر رمضان ركعتان كل ركعة بالحمد
مرة وبسورة الاخلاص خمسا وعشرين مرة لاجل ماظهر من حقوق مولانا
الرضا عليه السلام فيه ، ( 2 ) أقول : فيناسب إيقاع هذه الصلاة في روضته المقدسة
بعد زيارته عليه السلام .
50 - وقال السيد أيضا في كتاب الاقبال : رأيت في بعض تصانيف أصحابنا
العجم رضوان الله عليهم أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليه السلام يوم الثالث
والعشرين من ذى القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة ، أو بما يكون
* ( هامش ص 43 ) ( 1 ) امالى الصدوق ص 587 .
( 2 ) الاقبال ص 373 . *
[ 44 ]
كالزيارة من الرواية بذلك انتهى ( 1 ) .
اقول : وقد مر استحباب كونها في رجب .
51 - ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال : ذكر في كتاب فصل الخطاب
عن الرضا عليه السلام أنه قال : من شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفرت له
ذنوبه ، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله ، وكتب الله له
ثواب الف حجة مبرورة والف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعآءه يوم
القيامة ، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة ، ومختلف الملائكة ، لايزال فوج
ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور .
5 * ( ( باب ) ) *
* " ( كيفية زيارته صلوات الله عليه ) " *
1 - ن : ذكر شيخنا محمد بن الحسن في جامعه فقال : إذا أردت زيارة
الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل : اللهم
طهرني وطهرلي قلبي ، واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك والثناء
عليك ، فانه لا قوة إلابك ، اللهم اجعله لي طهورا وشفاء .
وتقول حين تخرج ، بسم الله وبالله وإلى الله ، وإلى ابن رسول الله ، حسبي
الله توكلت على الله ، اللهم إليك توجهت ، وإليك قصدت ، وما عندك أردت .
فإذاخرجت فقف على باب دارك وقل : اللهم اليك وجهت وجهي ، وعليك
خلفت أهلي ومالي وما خولتني ، وبك وثقت فلا تخيبني ، يامن لايخيب من أراده ،
ولايضيع من حفظه ، صل على محمد وآل محمد واحفظني بحفظك فانه لايضيع من حفظت .
فإذا وافيت سالما فاغتسل وقل حين تغتسل : اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح
( هامش ص 44 ) ( 1 ) الاقبال ص 525 . *
[ 45 ]
لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك ومحبتك والثناء عليك ، فانه لا قوة الا بك
وقد علمت أن قوة ديني التسليم لامرك ، والاتباع لسنة نبيك ، والشهادة على جميع
خلقك ، اللهم اجعله لي شفاء ونورا إنك على كل شئ قدير .
والبس أطهر ثيابك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل
والتسبيح والتمجيد وقصر خطاك .
وقل حين تدخل : بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، اشهد أن
لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد أن عليا
ولي الله .
وسرحتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك
وقل : اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأنه
سيد الاولين والاخرين ، وأنه سيد الانبياء والمرسلين ، اللهم صل على محمد
عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك اجمعين ، صلاة لايقوى على احصائها غيرك .
اللهم صل على اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، عبدك وأخى رسولك الذي
انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالتك
وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على فاطمة بنت نبيك ، وزوجة وليك ، وام السبطين الحسن
والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، الطهر الطاهرة المطهرة التقية النقية الرضية
الزكية سيدة نساء العالمين ، وأهل الجنة اجمعين ، صلاة لايقوى على إحصائها غيرك .
اللهم صل على الحسن والحسين سبطى نبيك ، وسيدى شباب أهل الجنة
القائمين في خلقك ، والدليلين على من بعثت برسالتك ، ودياني الدين بعدلك
وفصلى قضائك بين خلقك .
اللهم صل على علي بن الحسين ، عبدك القائم في خلقك ، والدليل على
من بعثت برسالتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك
[ 46 ]
سيد العابدين .
اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك وخليفتك في أرضك ، باقر علم النبيين .
اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق ، عبدك وولى دينك ، وحجتك على
خلقك اجمعين الصادق البار .
اللهم صل على موسى بن جعفر ، عبدك الصالح ، ولسانك في خلقك ،
الناطق بعلمك ، والحجة على بريتك .
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى ، عبدك وولي دينك ، القائم
بعدلك ، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين ، صلاة لايقوى على إحصائها غيرك .
اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك ووليك . القائم بأمرك ، والداعي
إلى سبيلك
اللهم صل على علي بن محمد ، عبدك وولي دينك ( وحجتك على خلقك أجمعين )
اللهم صل على الحسن بن علي ، العامل بامرك ، القائم في خلقك ، وحجتك
المؤدى عن نبيك وشاهدك على خلقك ، المخصوص بكرامتك ، الداعي إلى طاعتك
وطاعة رسولك ، صلواتك عليهم أجمعين .
اللهم صل على حجتك ووليك القائم في خلقك صلاة تامة نامية باقية تعجل
بها فرجه وتنصره بها وتجعلنا معه في الدنيا والاخرة .
اللهم إني أتقرب إليك بحبهم ، واوالي وليهم ، واعادي عدوهم ، فارزقني
بهم خير الدنيا والاخرة ، واصرف عني بهم شرالدنيا والاخرة ، وأهوال يوم
القيامة .
ثم تجلس عند رأسه وتقول : السلام عليك ياولي الله ، السلام عليك ياحجة
الله ، السلام عليك يا نورالله في ظلمات الارض ، السلام عليك ياعمود الدين
السلام عليك ياوارث آدم صفي الله ، السلام عليك ياوارث نوح نبي الله ، السلام
عليك ياوارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك ياوارث إسماعيل ذبيح الله ، السلام
عليك ياوارث موسى كليم الله ، السلام عليك ياوارث عيسى روح الله ، السلام عليك
ياوارث محمد بن عبدالله ، خاتم النبيين ، وحبيب رب العالمين رسول الله ، السلام عليك
[ 47 ]
ياوارث علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين ولى الله ، السلام عليك ياوارث فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين ، السلام عليك ياوارث أبي محمد الحسن ، السلام عليك ياوارث
أبي عبدالله الحسين ، السلام عليك ياوارث علي بن الحسين سيد العابدين ، السلام
عليك ياوارث محمد بن علي ، باقر علم الاولين والاخرين ، السلام عليك ياوارث
جعفر بن محمد الصادق البار الامين ، السلام عليك ياوارث أبي الحسن موسى بن جعفر
الكاظم الحليم .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 47 سطر 7 إلى صفحه 55 سطر 7

السلام عليك أيها الشهيد السعيد المظلوم المقتول ، السلام عليك أيها
الصديق الوصي البار التقي ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة وأمرت
بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، السلام عليك
ياأبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، إنه حميد مجيد ، لعن الله امة قتلتك ، لعن الله
امة ظلمتك ، لعن الله امة أسست أساس الظلم والجور والبدعة عليكم أهل البيت .
ثم تنكب على القبرو تقول : اللهم إليك صمدت من أرضي ، وقطعت البلاد
رجاء رحمتك ، فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجى ، وارحم تقلبي على قبر
ابن أخي رسولك صلواتك عليه وآله بأبي أنت وامي أتيتك زائرا وافدا ، عائذا
مما جنيت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن لي شافعا إلى الله تعالى يوم حاجتي
وفقري وفاقتي ، فلك عند الله مقام محمود وأنت عندالله وجيه .
ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبرو تقول : اللهم إني أتقرب
إليك بحبهم وولايتهم ، أتولى آخرهم بما توليت به أولهم ، وأبرأ من كل وليجة
دونهم اللهم العن الذين بدلوا نعمتك واتهموا نبيك وجحدوا آياتك ، وسخروا
بامامك ، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد ، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة
عليهم ، والبراءة منهم في الدنيا والاخرة يارحمان .
ثم تحول عند رجليه وتقول : صلى الله عليك يا أباالحسن ، صلى الله عليك
وعلى روحك وبدنك صبرت على الاذى وأنت الصادق المصدق ، قتل الله من قتلك
بالايدي والالسن . ثم ابتهل في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسن
[ 48 ]
والحسين ، وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله ثم تحول عند رأسه من خلفه
وصل ركعتين تقرأ في إحداهما يس وفي الاخرى الرحمان ، وتجهد في الدعاء والتضرع .
وأكثر من الدعاء لنفسك و لوالديك ولجميع إخوانك وأقم عند رأسه ما شئت
ولتكن صلاتك عندالقبر ( 1 )
مل - روي عن بعضهم قال : إذا أتيت قبر علي بن موسى عليه السلام بطوس فاغتسل
عند خروجك إلى آخر الزيارة ( 2 ) .
3 - ن : الوداع فاذا أردت أن تودعه فقل : السلام عليك يامولاي وابن مولاي
ورحمة الله وبركاته ، أنت لنا جنة من العذاب وهذا أوان انصرافي عنك ، إن كنت
أذنت لى غير راغب عنك ولا مستبدل بك ولا مؤثر عليك ولا زاهد في قربك ، وقد جدت
بنفسي للحدثان ، وتركت الاهل والاولاد والاوطان ، فكن لي شافعا يوم حاجتي
وفقري وفاقتي يوم لايغني عنى حميمي ولا قريبي يوم لايغني عني والدي ولا ولدي
أسأل الله الذي قدر على رحلتي إليك أن ينفس بك كربتي وأسأل الله الذي قدر
علي فراق مكانك أن لايجعله آخر العهد من رجوعي إليك وأسأل الله الذي أبكى
عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا ، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم
عليك وزيارتي إياك أن يوردني حوضكم ويرزقنى مرافقتكم في الجنان .
السلام عليك ياصفوة الله ، السلام على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
وقائد الغر المحجلين ، السلام على الحسن والحسين ، سيدى شباب أهل الجنة ،
السلام على الائمة - وتسميهم واحدا واحدا - ورحمة الله وبركاته ، السلام على
ملائكة الله الباقين ، السلام على الملائكة المقيمين المسبحين ، الذين بأمره يعلمون
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
اللهم لاتجعله آخرالعهد من زيارتي إياه ، فان جعلته فاحشرني معه ومع
* ( هامش ص 48 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 267 - 270 وأخرج الزيارة بتفاوت يسير صاحب المزار الكبير فيه ص 181 - 182 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 309 . *
[ 49 ]
آبائه الماضين ، وإن أبقيتنى يا رب فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني إنك على كل
شئ قدير .
وتقول : أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبما
دعوت إليه فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم فارزقني حبهم ومودتهم أبداما أبقيتني
السلام مني أبدا مابقيت ودائما إذا فنيت ، السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين .
وإذا خرجت من القبة فلا تول وجهك عنه حتى يغيب عن بصرك إنشاء
الله تعالى ( 1 ) .
بيان : قوله : اللهم طهرني أي من الذنوب ، وطهر لي قلبي أي من
مدانس الاخلاق الذميمة " قوله " ومحبتك أي مايوجب محبتك إياي أو محبتي
لك أو ماتحبه " قوله " والشهادة على جميع خلقك أي بأنهم عباد الله ومخلوقاته أو
بما لهم من الاوصاف وبما يستحقونه من المدح والذم " قوله " واحتطبت : الاحتطاب
جمع الحطب ، وهنا استعير لما يوجب النار من الذنوب والاثام .
4 - ن : المكتب وماجيلويه واحمد بن علي بن ابراهيم وابن ناتانه
والوراق جميعا عن علي بن ابراهيم ( عن أبيه ) عن الصقربن دلف ، قال : سمعت سيدي
علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول : من كانت له إلى الله عزوجل حاجة فليزر
قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله
تعالى حاجته في قنوته ، فانه يستجيب له ، مالم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم ، فان
موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لايزورها مؤمن إلا أعتقه الله تعالى من النار
وأدخله دار القرار ( 2 ) .
5 لى : أحمد بن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده عن الصقر مثله ( 3 ) .
6 ن : تميم القرشي عن أبيه عن أحمد الانصاري عن الهروي قال :
( هامش ص 49 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 270 271
( 2 ) نفس المصدر ج 2 ص 262 .
( 3 ) امالى الصدوق ص 588 . *
[ 50 ]
كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد عليهم وقربهم
ثم قال لهم : مرحبا بكم وأهلا فأنتم شيعتنا حقا ، وسيأتي عليكم يوم تزورون فيه
تربتي بطوس ، ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ( 1 ) .
7 مل : حكيم بن داود عن سلمة عن عبدالله بن أحمد عن بكر بن
صالح عن عمرو بن هشام عن رجل من أصحابنا عنه قال : إذا أتيت الرضا عليه السلام علي
ابن موسى فقل : اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى الامام التقي النقي ، وحجتك
على من فوق الارض ومن تحت الثرى ، الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية
متواصلة متواترة مترادفه ، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ( 2 ) .
8 لد : قل بعد الاستيذان إن كانت الزيارة من قرب وأنت على غسل : اللهم
صل إلى آخر مامر ، ثم صل ركعتين وقل في وداعه ماروى عن الصادق عليه السلام
في وداع النبي صلى الله عليه وآله قال : قل : لا جعله الله آخر تسليمي عليك ، وإن
شئت قلت :
السلام عليك يا ولي الله ، ورحمة الله وبركاته ، اللهم لا تجعله آخر العهد من
زيارتي ابن نبيك ، وحجتك على خلقك ، واجعلني وإياه في جنتك ، واحشرنى
معه وفي حزبه ، مع الشهداء والصالحين ، وحسن اولئك رفيقا وأستودعك الله
وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ، ودللت
عليه ، فاكتبنا مع الشاهدين ( 3 ) .
9 ق : إذا خرجت من منزلك تريد أبي الحسن الرضا عليه السلام فقل
ما تقدم ذكره عند التوجه لزيارة صاحب الغري عليه السلام ، فاذا وصلت إلى قبره فقل :
السلام عليك أيها العلم الهادي ، السلام عليك أيها الوصي الزكي
( هامش ص 50 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 260 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 308 .
( 3 ) البلد الامين ص 283 .
[ 51 ]
السلام عليك أيها الامام البر التقي ، السلام عليك أيها العلم المطهر من الذنوب
السلام عليك يا وعاء حكم الله ، السلام عليك يا عيبة سر الله ، السلام عليك أيها
الحافظ لوحي الله ، السلام عليك أيها المستوفي في طاعة الله ، السلام عليك أيها
المترجم لكتاب الله ، السلام عليك أيها الداعي إلى توحيد الله ، السلام عليك
أيها المعبر لمراد الله ، السلام عليك أيها المحلل لحلال الله ، والمحرم لحرام الله
والداعي إلى دين الله ، والمعن لاحكام الله ، والفاحص عن معرفة الله .
السلام عليك يا أبا الحسن أشهد يا مولاي أنك حجة الله وأمينه ، وصفوة الله وحبيبه ، وخيرة الله من خلقه ، وحجته على عباده ، أشهد أنه من والاك فقد
والى الله ، ومن عاداك فقد عادى الله ، ومن استمسك بك وبالائمة من آبائك
وولدك ، فقد استمسك بالعروة الوثقى : وأشهد أنكم كلمة التقوى ، وأعلام الهدى ، ونور لسائر الورى .
ثم تنكب على قبره وتقبله وتقول : بأبي أنت وامي أيها الصديق الشهيد
بأبي أنت وامي يا ابن أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وإمام المسلمين ، وحجة الله
على الخلق أجمعين ، وتصلي عنده ركعتين ، فاذا فرغت وأردت الوداع فقل :
يا مولاي يا أباالحسن ، يا مولاي أيها الرضا أتيتك زائرا ، وأشهد أنك خير
مزور بعد آبائك ، وأفضل مقصود ، وأشهد أن من زارك فقد وصل رسول الله صلى الله عليه واله
وأبهج فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام ، ونال من الله الفوز العظيم ، فلا جعله الله آخر العهد من زيارتك ، وإتيان مشهدك ، ورزقني العود ثم العود إليك ، آمين
رب العالمين .
10 قال مؤلف المزار الكبير بعد إيراد الزيارة الاولى : زيارة اخرى له صلوات
الله عليه تغتسل وتقف على قبره عليه السلام وتقول : السلام عليك يا ولي الله وابن
وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته وأبا حججه ، السلام عليك يا إمام
الهدى ، والعروة الوثقى ، ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك مضيت على ما مضى
عليه آباؤك الطاهرون عليهم السلام ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق إلى
[ 52 ]
باطل ، وأنك قد نصحت لله ولرسوله وأديت الامانة ، فجزاك الله عن الاسلام
وأهله خير الجزاء ، أتيتك بأبي وامي زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك
معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك عزوجل ( 1 ) .
أقول : وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا زيارة له عليه السلام ، وكانت النسخة
قديمة كان تاريخ كتابتها سنة ست وأربعين وسبعمائة فأوردتها كما وجدتها .
11 قال : زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه
الصلاة والسلام ، كل الاوقات صالحة لزيارته ، وأفضلها في شهر رجب .
روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات الله عليه وسلامه وهي :
السلام عليك يا ولى الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الارض ، السلام عليك يا عمود الدين ، السلام عليك يا وارث آدم صفوة
الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله
( هامش ص 52 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 182 وفي آخر الزيارة زيادة لم يذكرها المؤلف رحمه الله
وهى :
( ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه وتحول إلى الرأس فقل :
السلام عليك يا مولاى يا ابن رسول الله ، ورحمة الله وبركاته ، اشهد أنك الامام
الهادى والمولى الراشد ، والولى المجاهد ، أبرأ إلى الله تعالى من اعدائك ، وأتقرب
إلى الله عزوجل بموالاتك ، صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته .
ثم صل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت ، وتحول إلى عند الرجلين وادع بما
شئت وانصرف .
فاذا أردت وداعه عند الانصراف فقل : السلام عليك يا مولاى يا أبا الحسن ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، ورحمة الله وبركاته ، استودعك الله وأقرأ عليك السلام . آمنا بالله
وبماجئت به ودللت عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين .
ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه ، وادع بما شئت لك وللمؤمنين ، وانصرف راشدا ان شاء الله ) . *
[ 53 ]
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ،
السلام عليك يا وارث محمد رسول الله ، السلام
عليك يا وارث أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، السلام عليك يا وارث الحسن و
الحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد
العابدين ، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الاولين والاخرين ، السلام
عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البر التقى ، السلام عليك يا وارث موسى بن
جعفر العالم الحفي .
السلام عليك أيها الصديق الشهيد ، السلام عليك أيها الوصي البر التقي
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، السلام عليك من إمام عصيب ، وإمام نجيب ، و
بعيد قريب ، ومسموم غريب ، السلام عليك أيها العالم النبيه ، والقدر الوجيه ، النازح عن تربة جده وأبيه ، السلام على من أمر أولاده وعياله بالنياحة عليه
قبل وصول القتل إليه ، السلام على دياركم الموحشات ، كما استوحشت منكم منى
وعرفات ، السلام على سادات العبيد وعدة الوعيد ، والبئر المعطلة والقصر
المشيد ، السلام على غوث اللهفان ومن صارت به أرض خراسان خراسان ، السلام على
قليل الزائرين ، وقرة عين فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام على البهجة الرضوية
والاخلاق الرضية ، والغصون المتفرعة عن الشجرة الاحمدية ، السلام على
من انتهى إليه رياسة الملك الاعظم ، وعلم كل شئ لتمام الامر المحكم .
السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين ، وهياكلهم أمان المخلوقين ، و
حججهم إبطال شبه الملحدين ، السلام على من كسرت له وسادة والده أميرالمؤمنين
حتى خصم أهل الكتب ، وثبت قواعد الدين ، السلام على علم الاعلام ومن كسر
قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام ، السلام على السراج الوهاج ، والبحر العجاج
الذي صارت تربته مهبط الاملاك والمعراج ، السلام على امراء الاسلام ، وملوك
الاديان ، وطاهري الولادة ومن أطلعهم الله على علم الغيب والشهادة ، وجعلهم أهل
السادة [ السعادة ظ ] السلام على كهوف الكائنات وظلها ، ومن ابتهجت به معالم طوس
[ 54 ]
حيث حل بربعها .
يا قبر طوس سقاك الله رحمته ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس
طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها شخص ثوى بسناآباد مرموس
شخص عزيز على الاسلام مصرعه في رحمة الله مغمور ومغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه حلم وعلم وتطهير وتقديس
فخرا بأنك مغبوط بجثته وبالملائكة الاطهار محروس
في كل عصر لنا منكم إمام هدى فربعه آهل منكم ومأنوس
أمست نجوم سماء الدين آفلة وظل اسد الشرى قد ضمها الخيس
غابت ثمانية منكم وأربعة ترجى مطالعها ما حنت العيس
حتى متى يزهر الحق المنير بكم فالحق في غيركم داج ومطموس ( 1 )
السلام على مفتخر الابرار ، ونائي المزار ، وشرط دخول الجنة أو النار
السلام على من لم يقطع الله عنهم صلواته في آناء الساعات ، وبهم سكنت السواكن
وتحركت المتحركات ، السلام على من جعل الله إمامتهم مميزة بين الفريقين ،
كما تعبد بولايتهم أهل الخافقين ، السلام على من أحيى الله به دارس حكم النبيين
وتعبدهم بولايته لتمام كلمة الله رب العالمين ، السلام على شهور الحول وعد
الساعات ، وحروف لا إله إلا الله في الرقوم المسطرات ، السلام على إقبال الدنيا
وسعودها ، ومن سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا نحن والله من شروطها ، السلام
على من يعلل وجود كل مخلوق بلولاهم ، ومن خطبت لهم الخطباء :
بسبعة آباء هم ماهم هم أفضل من يشرب صوب الغمام ( 2 ) .
( هامش ص 54 ) ( 1 ) هذه الابيات رويت في المناقب ج 3 ص 468 469 منسوبة لعلى بن أحمد
الخوافى ، ورويت الخمسة الاولى في عيون الاخبار ج 2 ص 251 ونسبت إلى على بن
ابى عبدالله الخوافى والظاهر أنه هو السابق .
( 2 ) هذا البيت أنشده عبدالجبار بن سعيد على منبر النبى صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة
حين خطب ودعا للمأمون ولولى عهده الامام على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على *
[ 55 ]
السلام على على مجدهم وبنائهم ، ومن أنشد في فخرهم وعلائهم بوجوب
الصلاة عليهم ، وطهارة ثيابهم ، السلام على قمر الاقمار ، المتكلم مع كل لغة
بلسانهم ، القائل لشيعته ما كان الله ليولي إماما على امة حتى يعرفه بلغاتهم ،
السلام على فرحة القلوب وفرج المكروب وشريف الاشراف ، ومفخر عبد مناف
يا ليتني من الطائفين بعرصته وحضرته ، مستشهدا لبهجة مؤانسته :
أطوف ببابكم في كل حين كأن ببابكم جعل الطواف
السلام على الامام الرؤف ، الذي هيج أحزان يوم الطفوف ، بالله اقسم


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 55 سطر 8 إلى صفحه 63 سطر 8

وبآبائك الاطهار وبأبنائك المنتجبين الابرار ، لو لا بعد الشقة حيث شطت بكم
الدار ، لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار ، والسلام عليكم يا حماة الدين ، وأولاد النبيين ، وسادة المخلوقين ، ورحمة الله وبركاته .
ثم صل صلاة الزيارة وسبح وأهدها إليه صلوات الله عليه ثم قل : اللهم
إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه ، القائم في عزه ، المطاع في سلطانه ، المتفرد
في كبريائه ، المتوحد في ديمومية بقائه ، العادل في بريته ، العالم في قضيته ،
الكريم في تأخير عقوبته ، إلهى حاجاتي مصروفة إليك ، وآمالي موقوفة لديك
وكلما وفقتني بخير فأنت دليلي عليه ، وطريقي إليه ، يا قديرا لا تؤوه المطالب
يا مليا يلجأ إليه كل راغب ، ما زلت مصحوبا منك بالنعم ، جاريا على عادات
الاحسان والكرم .
أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الاشياء ، وقضائك المبرم الذي تحجبه
بأيسر الدعاء ، وبالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت ، وإلى الارضين
فتسطحت ، وإلى السماوات فارتفعت ، وإلى البحار فتفجرت ، يا من جل عن
أدوات لحظات البشر ، ولطف عن دقائق خطرات الفكر ، لا تحمد يا سيدى إلا
بتوفيق منك يقتضى حمدا ، ولا تشكر على أصغر منة إلا استوجبت بها شكرا ،
* ( هامش ص 55 ) ابن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام ثم أنشد البيت المذكور وذلك في سنة
اخذ البيعة بولاية العهد راجع المناقب ج 3 ص 473 طبع النجف الاشرف . *
[ 56 ]
فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي وتجازي آلاؤك يا مولاي ، وتكافى صنايعك يا سيدي
ومن نعمك يحمد الحامدون ، ومن شكرك يشكر الشاكرون ، وأنت المعتمد
للذنوب في عفوك ، والناشر على الخاطئين جناح سترك ، وأنت الكاشف للضر
بيدك ، فكم من سيئة أخفاها حلمك حتى دخلت ، وحسنة ضاعفها فضلك حتى
عظمت عليها مجازاتك ، جللت أن يخاف منك إلا العدل ، وأن يرجى منك
إلا الاحسان والفضل ، فامنن علي بما أوجبه فضلك ، ولا تخذلني بما يحكم
به عدلك .
سيدي لو علمت الارض بذنوبي لساخت بي ، أوالجبال لهدتني ، أو السموات
لاختطفتني ، أوالبحار لاغرقتني ، سيدي سيدي سيدي ، مولاي مولاي مولاي
قد تكرر وقوفي لضيافتك فلا تحرمني ما وعدت المتعرضين لمسئلتك ، يا معروف
العارفين ، يا معبود العابدين ، يا مشكور الشاكرين ، يا جليس الذاكرين ، يا
محمود من حمده ، يا موجود من طلبه ، يا موصوف من وحده ، يا محبوب من أحبه
يا غوث من أراده ، يا مقصود من أناب إليه ، يا من لا يعلم الغيب إلا هو ، يا من
لا يصرف السوء إلا هو ، يا من لا يدبر الامر إلا هو ، يا من لا يغفر الذنب إلا هو
يا من لا يخلق الخلق إلا هو ، يا من لا ينزل الغيث إلا هو ، صل على محمد وآل
محمد واغفرلي يا خير الغافرين .
رب إني أستغفرك استغفار حيآء ، وأستغفرك استغفار رجاء ، وأستغفرك
استغفار إنابة ، وأستغفرك استغفار رغبة ، وأستغفرك استغفار رهبة ، وأستغفرك استغفار
طاعة ، وأستغفرك استغفار إيمان ، وأستغفرك استغفار إقرار ، وأستغفرك استغفار
إخلاص ، وأستغفرك استغفار تقوى ، وأستغفرك استغفار توكل ، وأستغفرك استغفار
ذلة ، وأستغفرك استغفار عامل لك ، هارب منك إليك ، فصل على محمد وآل محمد
وتب علي وعلى والدي بما تبت وتتوب على جميع خلقك ، يا أرحم الراحمين .
يا من تسمي بالغفور الرحيم ، يا من تسمى بالغفور الرحيم ، يا من
تسمى بالغفور الرحيم ، صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي ، وزك عملي و
[ 57 ]
اشكر سعيي ، وارحم ضراعتي ، ولا تحجب صوتي ، ولا تخيب مسئلتي ، يا غوث
المستغيثين ، وأبلغ أئمتي سلامي ودعائي ، وشفعهم في جميع ما سألتك ، وأوصل
هديتي إليهم كما ينبغي لهم ، وزدهم من ذلك ما ينبغي لك ، بأضعاف لا يحصيها
غيرك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على طيب المرسلين
محمد وآله الطاهرين .
بيان : روي عن الشيخ المفيد قدس الله روحه أنه يستحب أن يدعو بعد
زيارة الرضا عليه السلام بهذا الدعاء ، اللهم إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه إلى
آخر الدعاء .
قوله : الحفي هو العالم يتعلم باستقصاء ، والنبيه الشريف ، والقدر بالفتح الغنى
واليسار والقوة ، وهنا المضاف محذوف أو ساقط من النساخ أي ذو القدر ، والنازح
البعيد ( قوله ) عليه السلام وعدة الوعيد أي عدة رفع ما أوعد الله من العقاب .
( قوله ) والبئر المعطلة إشارة إلى ما مر في أخبار كثيرة أن البئر المعطلة
الامام الغائب ، والقصر المشيد الامام الحاضر ( قوله عليه السلام : ) أرض خراسان
خراسان أي بسبب مرقده الشريف اشتهرت من بين طوايف العالم ، وصارت مقصودة
لاصناف الامم ( قوله ) على البهجة ، أي صاحبها .
( قوله ) والغصون أي هو وسائر الائمة عليهم السلام أو صاحب الغصون ، بأن يكون
المراد بالغصون الاخلاق الكريمة والفضائل العظيمة ، والعجاج الصياح كناية
عن كثرة مائة وشدة تلاطم أمواجه ، والثرى كعلى طريق في سلمى كثيرة الاسد
والخيس بالكسر الشجر الملتف وموضع الاسد ، والعيس بالكسر الابل البيض
يخالط بياضها شقرة ، والطموس الدروس والامحاء ، والخافقان المشرق والمغرب
أو افقاهما ، لان الليل والنهار يختلفان فيهما أوطرفا السماء والارض ، أو منتهاهما
كذا ذكره الفيروز آبادي ( 1 ) .
( قوله عليه السلام : ) وتعبدهم أي الانبياء أو الناس ، والاول أظهر ، وكلمة الله
* ( هامش ص 57 ) ( 1 ) القاموس ج 3 ص 228 . *
[ 58 ]
وعده أو حكمته أو دينه أو شريعته ( قوله ) السلام على شهور الحول أي عددهم عليهم السلام
مطابق لعدد شهور الحول ، وعدد ساعات كل من الليل والنهار وحروف لا إله إلا الله
وقد يعبر عنهم بكل منها لذلك .
( قوله ) بسبعة آباءهم قد مضى شرحه في أبواب تاريخ الرضا عليه السلام ( قوله )
ومن أنشد أي نظم في الشعر ما يدل على وجوب الصلاة عليهم وطهارة ثيابهم من
لوث الذنوب ، ولعله تصحيف أرشد فيكون إشارة إلى ما بين عليه السلام للمأمون
من فضل الال والعترة وعصمتهم ووجوب الصلاة عليهم ، وشطت الدار بالتشديد
بعدت ( قوله ) لا تؤوده أي لا تثقل عليه ( قوله ) حتى دخلت أي غابت وذهبت فلم
يطلع عليها أحد أو غفرت ولم يبق لها أثر ، أو بكسر الخاء من قولهم دخل أمره
كفرح أي فسد داخله ، أو بالحاء المهملة من قولهم دحل عني كمنع أي تباعد
وفر واستتر .
واعلم : ان ظاهر العبارة يدل على أن هذه الزيارة مروية عن الجواد عليه السلام
ويحتمل أن يكون الاشارة في قوله : روي ذلك راجعة إلى كون أفضلها في شهر
رجب ، وفي بعض عبارتها ما يوهم كونها غير مروية والله يعلم .
أقول : قد مضى بعض ما يناسب هذا الباب في الباب السابق .
[ 59 ]
6 * " ( باب ) " *
* " ( فضل زيارة الامامين الهمامين أبي الحسن ) " *
* " ( على بن محمد النقى الهادى وأبى محمد الحسن ) " *
* " ( ابن على الزكى العسكرى وآداب زيارتهما ) " *
* " ( والدعاء في مشهدهما صلوات الله عليهما ) " *
1 - يب : محمد بن همام ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن الحسين بن
روح رضي الله عنه ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قال لي أبومحمد
الحسن بن علي عليه السلام : قبري بسرمن رأى أمان لاهل الجانبين ( 1 ) .
أقول : قد مرت أخبار فضل زيارتهما في أول الكتاب .
2 - ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه قال : قلت للامام علي بن
محمد عليهما السلام : علمني ياسيدي دعاء أتقرب إلى الله عزوجل به ، فقال لي هذا دعاء كثيرا
ما أدعو به وقد سألت الله عزوجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي وهو : يا
عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد ، ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا أحد
ويا قل هو الله أحد ، أسئلك اللهم بحق من خلقته من خلقك ، ولم تجعل في
خلقك مثلهم أحدا ، صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا ( 2 ) .
3 - عدة الداعى : روي أن رجلا كان له شئ موظف على الخليفة
كل سنة فغضب عليه وقطعه عدة سنوات ، فدخل الرجل على مولانا أبي الحسن
الهادي عليه السلام فحكى له صدوده عنه وطلب منه أنه عليه السلام إذا اجتمع به أن
يذكره عنده ويشفع له برد جائزته ، ثم خرج الرجل فلما كان الليل بعث إليه
الخليفة يستدعيه فتأهب الرجل وخرج إلى منزل الخليفة ، فلم يصل حتى وافاه
* ( هامش ص 59 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 93 .
( 2 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 286 . *
[ 60 ]
عدة رسل كل يقول : أجب أمير المؤمنين ، فلما وصل إلى البواب قال له : جاء
علي بن محمد هنا ؟ قال البواب : لا .
فلما دخل على الخليفة قربه وأدناه ، وأمر له بكل ما انقطع عن جائزته
فلما خرج قال له البواب ويسمى الفتح : قل له : يعلمني الدعاء الذي دعا لك به
ثم فيما بعد دخل الرجل على أبي الحسن عليه السلام فلما بصر به قال : هذا وجه الرضا ؟
قال : نعم ولكن قالوا إنك ما جئت إليه .
فقال أبوالحسن عليه السلام : إن الله عودنا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه ، ولا
نسأل سواه فخفت أن اغير فيغير ما بي ، فقال : يا سيدي الفتح يقول يعلمني الدعاء
الذي دعاك به ، فقال : إن الفتح يوالينا بظاهره دون باطنه ، الدعاء لمن دعا به
بشرط أن يوالينا أهل البيت ، لكن هذا الدعاء كثيرا ما يدعو به عند الحوائج فتقضى
وقد سألت الله عزوجل أن يدعو به بعدي أحد عند قبري إلا استجيب له ،
ثم ذكر الدعاء كما مر ( 1 ) . 4 - ما : الفحام قال : حدثني أبوالطيب أحمد بن محمد بن بطة وكان لا
يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك ، فقال لي : جئت يوم عاشورا نصف نهار
ظهير والشمس تغلي والطريق خال من أحد ، وأنا فزع من الدعاة ومن أهل
البلد الجفاة إلى أن بلغت الحائط الذي أمضى منه إلى الشباك ، فمددت عيني وإذا
برجل جالس على الباب ظهيره إلى كأنه ينظر في دفتر ، فقال لي : إلى أين يا أبا
الطيب ؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر ابن الرضا ، فقلت : هذا
حسين قد جاء يزور أخاه . قلت : يا سيدي أمضي أزور من الشباك وأجيئك فأقضي
حقك ، قال : ولم لا تدخل يا أبا الطيب ؟ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها
من غير إذنه .
فقال يا أبا الطيب تكون مولانا رقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار
* ( هامش ص 60 ) ( 1 ) عدة الداعى ص 41 - 42 ولم يوجد هذا في مطبوعة المزار الاخرى
المطبوعة بتبريز . *
[ 61 ]
ادخل يا أبا الطيب ، فقلت : أمضي اسلم إليه ولا أقبل منه ، فجئت إلى الباب و
ليس عليه أحد فتعسر بي فبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب
فدخلت . فكنا نقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال : أما أنا فقد أذنوا لى و
بقيتم أنتم ( 1 ) .
5 - مل : روي عن بعضهم صلوات الله عليهم أنه قال : إذا أردت زيارة قبر
أبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام تقول : بعد الغسل
إن وصلت إلى قبريهما ، وإلا أومأت بالسلام من عند الباب الذي على الشارع
الشباك تقول :
السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الارض ، السلام عليكما يا من بدا لله في شانكما ، أتيتكما
زائرا عارفا بحقكما معاديا لاعدائكما ، مواليا لاوليائكما مؤمنا بما آمنتما به
كافرا بما كفرتما به ، محققا لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، أسئل الله ربي
وربكما ، أن يجعل حظي من زيارتكما ، الصلاة على محمد وآله ، وأن يرزقني
مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسئله أن يعتق رقبتي من النار
ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما ، ويعرف بيني وبينكما ، ولا يسلبني حبكما
وحب آبائكما الصالحين ، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما ، ويحشرني
معكما في الجنة برحمته .
اللهم ارزقني حبهما ، وتوفني على ملتهما ، اللهم العن ظالمي
آل محمد حقهم وانتقم منهم ، اللهم العن الاولين منهم والاخرين ، وضاعف عليهم
العذاب ، وأبلغ بهم وبأشياعهم ومحبيهم ومتبعيهم أسفل درك من الجحيم إنك
على كل شئ قدير ، اللهم عجل فرج وليك وابن وليك ، واجعل فرجنا مع
فرجهم يا أرحم الراحمين ، وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك ، وتخير من الدعاء ، فان وصلت إليهما صلوات الله عليهما ، فصل عند قبريهما ركعتين ، وإذا
* ( هامش ص 61 ) ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 294 . *
[ 62 ]
دخلت لمسجد وصليت دعوت الله بما أحببت إنه قريب مجيب ، وهذا المسجد إلى
جانب الدار وفيه كان يصليان عليهما السلام ( 1 ) .
6 - بيان : ذكر الصدوق رحمه الله هذه الزيارة بعينها في الفقيه ( 2 ) إلا
أنه أسقط قوله السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما ، ثم قال : وتجتهد في
الدعاء لنفسك ولوالديك وصل عندهما لكل زيارة ركعتين ركعتين ، وإن لم تصل
إليهما دخلت بعض المساجد وصليت لكل إمام لزيارته ركعتين ، وادع الله بما أحببت
إن الله قريب مجيب .
7 - وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه على ما ينسب إليه من كتاب المزار : إذا
وردت مشهدهما صلى الله عليهما فاغتسل للزيارة ثم امض حتى تقف على الباب القبة
واستأذن وادخل مقدما رجلك اليمنى وقف على قبريهما وقل : ثم ذكر الزيارة بعينها
إلا أنه بدل قوله يا من بدا لله في شأنكما بقوله يا أميني الله ثم ذكر الوداع كما
سننقله من التهذيب ، ثم قال : ثم اخرج ووجهك إلى القبرين على أعقابك ( 3 ) .
8 - وقال الشيخ نور الله مرقده في التهذيب : قال الشيخ - رحمه الله - إذا
أتيت سر من رأى فاغتسل قبل أن تأتى المشهد على ساكنه السلام ، فاذا أتيته فقف
بظاهر الشباك واجعل وجهك تلقاء القبلة وقل : .
هذا الذي ذكره من المنع من الدخول الدار هو الاحوط والاولى لان
الدار قد ثبت أنها ملك للغير ، ولا يجوز لنا أن نتصرف فيها بالدخول فيها ولا غيره
إلا باذن صاحبها ، ولم ينقطع العذر لنا باذنهم عليهم السلام في ذلك ، فينبغي التوقف في ذلك
والامتناع منه ، ولو أن أحدا يدخلها لم يكن مأثوما خاصة إذا تأول في ذلك ما
روي عنهم عليهم السلام من أنهم جعلوا شيعتهم في حل من مالهم وذلك على عمومه ، وقد روي
في ذلك أكثر من أن يحصى ، وقد أوردنا طرفا منه فيما تقدم في باب الاخماس في
* ( هامش ص 62 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 313 .
( 2 ) الفقيه ج 2 ص 368 .
( 3 ) المزار الكبير ص 182 - 183 بتفاوت . *
[ 63 ]
هذا الكتاب ، إلا أن الاحوط ما قدمناه .
وذكر محمد بن الحسن بن الوليد هذه الزيارة قال : إذا أردت زيارة قبريهما
تغتسل وتتنظف والبس ثوبيك الطاهرين فان وصلت إليهما وإلا أومأت من الباب الذي
على الشارع وتقول :
أقول ثم ذكر الزيارة بعينها ثم قال : وتجتهد أن تصلي عند قبريهما ركعتين
وإلا خلت بعض المساجد وصليت ودعوت بما أحببت إن الله قريب مجيب .
ثم قال في وداعيهما عليهما السلام تقف كوقوفك في أول دخولك وتقول : السلام عليكما
يا وليي الله ، أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 63 سطر 9 إلى صفحه 71 سطر 9

جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين . ثم اسئل الله العود إليهما
وادع بما أحببت انشاء الله ( 1 ) .
أقول : أما البداء في أبي محمدالحسن عليه السلام فقد مضى في باب النص عليه أخبار
كثيرة بأن البدا قد وقع فيه وفي أخيه الذي كان أكبر منه ومات قبله ، كما كان في
موسى وإسماعيل ، وأما في أبيه عليه السلام فلم نرفيه شيئا يدل على البداء ، فلعله وقع فيه
أيضا شئ من هذا القبيل ، أو من القيام بالسيف أو غيرهما ، أو نسب هذا البداء إلى
الاب أيضا لان التنصيص على الامامة يتعلق به ، وأما الدخول في دار للزيارة
فالاظهر جوازه لما ذكره الشيخ رحمه الله ، وللتعليل الذي سبق في خبر أبي الطيب
الدال على عموم الحكم ، ولرواية ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزيارات الجامعة
من الوقوف عند القبر واللصوق به والانكباب عليه ، ولعمل قدماء الاصحاب وأرباب
النصوص منهم ، وتجويزهم ذلك ، والله يعلم .
وقال السيد ابن طاووس نورالله مرقده : إذا وصلت إلى محله الشريف بسر
من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك ، وامش على سكينة
ووقار ، إلى أن تصل الباب الشريف ، فاستأذن وقل : ءأدخل يا نبي الله ، ءأدخل
يا أمير المؤمنين ، ءأدخل يا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، ءأدخل يا مولاى
* ( هامش ص 63 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 94 . *
[ 64 ]
الحسن بن علي ، ءأدخل يا مولاي الحسين بن علي ، ءأدخل يا مولاي علي بن الحسين
ءأدخل يا مولاي محمد بن علي ، ءأدخل يا مولاي جعفربن محمد ، ءأدخل يا مولاي
موسى بن جعفر ، ءأدخل يا مولاي علي بن موسى ، ءأدخل يا مولاي محمد بن علي ، ءأدخل
يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد ، ءأدخل يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي ، ءأدخل
يا ملائكة الله الموكلين بهذاالحرم الشريف .
ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى وتقف على الضريح الامام أبي الحسن الهادي
عليه السلام مستقبل القبر ومستدبر القبلة وتكبر الله مائة تكبيرة ( 1 ) وتقول :
السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد الزكي الراشد ، النور الثاقب ورحمة الله
وبركاته ، السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا سر الله ، السلام عليك يا أمين الله
عليك يا حبل الله ، السلام عليك يا آل الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك يا
صفوة الله ، السلام عليك يا حق الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك
يا نور الانوار ، السلام عليك يا زين الابرار ، السلام عليك يا سليل الاخيار
السلام عليك يا عنصر الاطهار ، السلام عليك يا حجة الرحمان ، السلام عليك يا
ركن الايمان ، السلام عليك يا مولى المؤمنين ، السلام عليك يا ولي الصالحين
السلام عليك يا علم الهدى ، السلام عليك يا حليف التقى ، السلام عليك يا عمود الدين .
السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين
السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك أيها الامين الوفي ، السلام
عليك أيها العلم الرضي ، السلام عليك أيها الزاهد التقي ، السلام عليك أيها
الحجة على الخلق أجمعين ، السلام عليك أيها التالى للقرآن ، السلام عليك
أيها المبين للحلال من الحرام ، السلام عليك أيها الولي الناصح ، السلام عليك
أيها الطريق الواضح ، السلام عليك أيها النجم اللائح
أشهد يا مولاي يا أبا الحسن ! أنك حجة الله على خلقه ، وخليفته في بريته
* ( هامش ص 64 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 210 . *
[ 65 ]
وأمينه في بلاده ، وشاهده على عباده ، وأشهد أنك كلمة التقوى ، وباب الهدى ،
والعروة الوثقى ، والحجة على من فوق الارض ، ومن تحت الثرى ، وأشهد أنك
المطهر من الذنوب ، المبرأ من العيوب ، والمختص بكرامة الله ، والمحبو بحجة
الله ، والموهوب له كلمة الله ، والركن الذي يلجأ إليه العباد ، وتحيى به البلاد .
أشهد يا مولاي أني بك وبآبائك وأبنائك موقن مقر ، ولكم تابع في ذات
نفسي وشرائع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواى ، وأني ولي لمن والاكم ، عدو
لمن عاداكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وأولكم وآخركم ، بأبي أنت وامي
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قبل ضريحه وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر وقل : اللهم صل
على محمد وآل محمد ، وصل على حجتك الوفي ، ووليك الزكي ، وأمينك المرتضى
وصفيك الهادي ، وصراطك المستقيم ، والجادة العظمى ، والطريقة الوسطى ، ونور
قلوب المؤمنين ، وولي المتقين ، وصاحب المخلصين .
اللهم صل على سيدنا محمد وأهل بيته ، وصل على علي بن محمد الراشد
المعصوم من الزلل ، والطاهر من الخلل ، والمنقطع إليك بالامل ، المبلو بالفتن
والمختبر بالمحن ، والممتحن بحسن البلوى ، وصبر الشكوى ، مرشد عبادك ،
وبركة بلادك ، ومحل رحمتك ، ومستودع حكمتك ، والقائد إلى جنتك ، العالم
في بريتك ، والهادى في خليقتك الذي ارتضيته وانتجبته واخترته لمقام رسولك في
امته ، وألزمته حفظ شريعته فاستقل بأعبآء الوصية ، ناهضا بها ومضطلعا بحملها ، لم
يعثر في مشكل ، ولا هفا في معضل ، بل كشف الغمة ، وسد الفرجة ، وأدى
المفترض .
اللهم فكما أقررت ناظر نبيك به فرقه درجته ، وأجزل لديك مثوبته
وصل عليه وبلغه منا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا
ومغفرة ورضوانا انك ذو الفضل العظيم . * ( هامش ص 65 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 210 - 211 . *
[ 66 ]
ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا سلمت فقل : اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة
الواسعة ، والمنن المتتابعة ، والالاء المتواترة ، والايادي الجليلة ، والمواهب
الجزيلة ، صل على محمد وآل محمد الصادقين ، وأعطني سؤلي ، اجمع شملي ، ولم
شعثي ، وزك عملي ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، ولا تزل قدمي ، ولا تكلني إلى
نفسي طرفة عين أبدا ، ولا تخيب طمعي ، ولا تبد عورتي ، ولا تهتك ستري ، ولا
توحشني ولا تؤيسني ، وكن لي رؤفا رحيما ، واهدني وزكني وطهرني وصفني
واصطفني وخلصني واستخلصني واصنعني واصطنعني ، وقربني إليك ولا تباعدني منك
والطف بي ولا تجفني ، وأكرمني ولا تهني ، وما أسئلك فلا تحرمني ، وما لا أسئلك
فاجمعه لي برحمتك يا أرحم الراحمين .
وأسألك بحرمة وجهك الكريم ، وبحرمة نبيك محمد صلواتك عليه وآله ،
وبحرمة أهل بيت رسولك أميرالمؤمنين علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر
وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والخلف الباقي ، صلواتك وبركاتك عليهم ، أن
تصلي عليهم أجمعين ، وتعجل فرج قائمهم بأمرك ، وتنصره وتنتصر به لدينك ، وتجعلني
في جملة الناجين به ، والمخلصين في طاعته ، وأسألك بحقهم لما استجبت لي دعوتي
وقضيت حاجتي ، وأعطيتني سؤلي وامنيتي ، وكفني ما أهمني من أمر دنياي
وآخرتي ، يا أرحم الراحمين .
يا نور يا برهان ، يا منير يا مبين ، يا رب اكفني شر الشرور ، وآفات
الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور ( 1 ) .
وادع بما شئت وأكثر من قولك : يا عدتي عند العدد ، ويا رجائي والمعتمد
ويا كهفي والسند ، يا واحد يا أحد ، ويا قل هو الله أحد ، أسئلك اللهم بحق
من خلقت من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا ، صل على جماعتهم وافعل
بي كذا وكذا .
فقد روي عنه صلوات الله عليه أنه قال : إننى دعوت الله عزوجل ألا يخيب
* ( هامش ص 66 ) ( 1 ) نفس المصدر ص 211 - 212 . *
[ 67 ]
من دعا به في مشهدي بعدي ( 1 ) .
ثم قال رضي الله عنه : فاذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري صلوات
الله عليه فليكن بعد عمل جميع ما قدمناه في زيارة أبيه الهادي عليه السلام ثم قف على ضريحه
عليه السلام وقل :
السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن العسكري ابن علي الهادى المهتدى
ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا ولي الله وابن أوليائه ، السلام عليك يا
حجة الله وابن حججه ، السلام عليك يا صفي الله وابن أصفيائه ، السلام عليك يا
خليفة الله وابن خلفائه وأبا خليفته ، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السلام
عليك يا ابن خاتم الوصيين ، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين ، السلام عليك يا ابن
أميرالمؤمنين ، السلام عليك ياابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن سيدة نساء
العالمين السلام عليك يا ابن الائمة الهادين ، السلام عليك يابن الاوصياء الراشدين
السلام عليك يا عصمة المتقين ، السلام عليك يا إمام الفائزين ، السلام عليك يا
ركن المؤمنين ، السلام عليك يا فرج الملهوفين ، السلام عليك يا وارث الانبياء
المنتجبين السلام عليك أيها الناطق بكتاب الله ، السلام عليك يا حجة الحجج
السلام عليك يا هادي الامم ، السلام عليك يا ولي النعم ، السلام عليك يا عيبة العلم
السلام عليك يا سفينة الحلم ، السلام عليك يا أبا الامام المنتظر ، الظاهرة للعاقل
حجته ، والثابتة في اليقين معرفته ، المحتجب عن أعين الظالمين ، والمغيب
عن دولة الفاسقين ، والمعيد ربنا به الاسلام جديدا بعد الانطماس ، والقرآن غضا
بعد الاندراس .
أشهد يا مولاي أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ،
ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدت
الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، أسأل الله بالشأن الذي لكم عنده ، أن يتقبل زيارتي
( هامش ص 67 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 212 . *
[ 68 ]
لكم ، ويشكر سعيى إليكم ، ويستجيب دعائي بكم ، ويجعلني من أنصار الحق
وأتباعه وأشياعه ومواليه ومحبيه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قبل ضريحه وضع خدك الايمن عليه ثم الايسر وقل : اللهم صل على
سيدنا محمد وأهل بيته ، وصل على الحسن بن علي الهادي إلى دينك ، والداعي
إلى سبيلك ، علم الهدى ، ومنار التقى ، ومعدن الحجى ، ومأوى النهى ، وغيث
الورى ، وسحاب الحكمة ، وبحر الموعظة ، ووارث الائمة ، والشهيد على الامة
المعصوم المهذب ، والفاضل المقرب ، والمطهر من الرجس ، الذي ورثته
علم الكتاب ، وألهمته فصل الخطاب ، ونصبته علما لاهل قبلتك ، وقرنت طاعته
بطاعتك ، وفرضت مودته على جميع خليقتك .
اللهم فكما أناب بحسن الاخلاق في توحيدك ، وأردى من خاض في
تشبيهك ، وحامى عن أهل الايمان بك ، فصل يا رب عليه صلاة يلحق بها محل
الخاشعين ، ويعلو في الجنة بدرجة جده خاتم النبيين ، وبلغه منا تحية وسلاما
وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ومغفرة ورضوانا إنك ذوفضل عظيم
ومن جسيم .
ثم تصلي صلاة الزيارة فاذا فرغت فقل : يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم
يا كاشف الكرب والهم ، ويا فارج الغم ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد
ويا حي لا إله إلا أنت ، أتوسل إليك بحبيبك محمد ، ووصيه علي ابن عمه وصهره
على ابنته ، الذي ختمت بهما الشرايع ، وفتحت التأويل والطلائع ، فصل عليهما
صلاة يشهد بها الاولون والاخرون ، وينجو بها الاولياء والصالحون .
وأتوسل إليك بفاطمة الزهراء والدة الائمة المهديين ، وسيدة نساء العالمين
المشفعة في شيعة أولادها الطيبين ، فصل عليها صلاة دائمة أبدالابدين ، ودهر الداهرين .
وأتوسل إليك بالحسن الرضي ، الطاهر الزكي ، والحسين المظلوم المرضى
البر التقى ، سيدي شباب أهل الجنة ، الامامين الخيرين الطيبين التقيين النقيين الطاهرين
( هامش ص 68 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 212 . *
[ 69 ]
الشهيدين المظلومين المقتولين ، فصل عليهما ما طلعت شمس وما غربت ، صلاة
متوالية متتالية .
وأتوسل إليك بعلي بن الحسين ، سيد العابدين ، المحجوب من خوف
الظالمين ، وبمحمد بن علي الباقر الطاهر ، النور الزاهر الامامين السيدين
مفتاحي البركات ، ومصباحي الظلمات ، فصل عليهما ما سرى ليل وما أضاء نهار صلاة تغدو وتروح .
وأتوسل إليك بجعفر بن محمد الصادق عن الله ، والناطق في علم الله ، و
بموسى بن جعفر العبد الصالح في نفسه ، والوصي الناصح ، الامامين الهاديين
المهديين الوافيين الكافيين ، فصل عليهما ما سبح لك ملك ، وتحرك لك فلك ،
صلاة تنمي وتزيد ، ولاتفنى ولا تبيد .
وأتوسل إليك بعلي بن موسى الرضا وبمحمد بن علي المرتضى
الامامين المطهرين المنتجبين فصل عليهما ما أضاء صبح ودام ، صلاة ترقيهما إلى
رضوانك في العليين من جنانك .
وأتوسل إليك بعلي بن محمد الراشد والحسن بن علي الهادي القائمين بأمر
عبادك المختبرين بالمحن الهائلة والصابرين في الاحن المائلة فصل عليهما كفاء
أجر الصابرين ، وإزاء ثواب الفائزين ، صلاة تمهد لهما الرفعة .
وأتوسل إليك يا رب بامامنا ومحقق زماننا ، اليوم الموعود ، والشاهد
المشهود ، والنوور الازهر ، والضياء الانور ، والمنصور بالرعب ، والمظفر
بالسعادة ، فصل عليه عدد الثمر وأورق الشجر ، وأجزاء المدر ، وعدد الشعر
والوبر ، وعدد ما أحاط به علمك ، وأحصاه كتابك ، صلاة يغبطه بها الاولون
والاخرون .
اللهم واحشرنا في زمرته ، واحفظنا على طاعته ، واحرسنا بدولته ، وأتحفنا
بولايته ، وانصرنا على أعدائنا بعزته ، واجعلنا يا رب من التوابين يا أرحم
الراحمين .
[ 70 ]
اللهم وإن إبليس المتمرد اللعين قد استنظرك لاغواء خلقك فأنظرته ،
واستمهلك لا ضلال عبيدك فأمهلته ، بسابق علمك فيه وقد عشش وكثرت جنوده
وازدحمت جيوشه ، وانتشرت دعاته في أقطار الارض ، فأضلوا عبادك ، وأفسدوا
دينك ، وحرفوا الكلم عن مواضعه ، وجعلوا عبادك شيعا متفرقين ، وأحزابا
متمردين ، وقد وعدت نقوض بنيانه وتمزيق شأنه ، فأهلك أولاده وجيوشه
وطهر بلادك من اختراعاته واختلافاته ، وأرح عبادك من مذاهبه وقياساته ،
واجعل دائرة السوء عليهم ، وابسط عدلك ، وأظهر دينك ، وقو أولياءك ، وأوهن
أعداءك وأورث ديار إبليس وديار أوليائه أولياءك ، وخلدهم في الجحيم وأذقهم
من العذاب الاليم ، واجعل لعائنك المستودعة في مناحس الخلقة ومشاويه الفطرة
دائرة عليهم ، ومؤكلة بهم ، وجارية فيهم كل مساء وصباح ، وغدو ورواح
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار ، يا أرحم الراحمين .
ثم ادع بما تحب لنفسك ولاخوانك ( 1 ) .
ثم تزور ام القائم عليهما السلام وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري عليه السلام
فتقول : السلام على رسول الله صلى الله عليه واله الصادق الامين ، السلام على مولانا أمير
المؤمنين ، السلام على الائمة الطاهرين ، الحجج الميامين ، السلام على والدة
الامام ، والمودعة أسرار الملك العلام ، والحاملة لاشرف الانام ، السلام عليك
أيها الصديقة المرضية ، السلام عليك يا شبيهة ام موسى ، وابنة حواري عيسى
السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك
أيتها المنعوتة في الانجيل ، المخطوبة من روح الله الامين ، ومن رغب في وصلتها
محمد سيد المرسلين ، والمستودعة أسرار رب العالمين ، السلام عليك وعلى آبائك
الحواريين ، السلام عليك وعلى بعلك وولدك ، السلام عليك وعلى روحك و
بدنك الطاهر ، أشهد أنك أحسنت الكفالة ، وأديت الامانة ، واجتهدت في
( هامش ص 70 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 213 214 . *
[ 71 ]
مرضاة الله ، وصبرت في ذات الله ، وحفظت سر الله ، وحملت ولي الله ، وبالغت
في حفظ حجة الله ، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله ، عارفا بحقهم ، مؤمنة
بصدقهم ، معترفة بمنزلتهم ، مستبصرة بأمرهم ، مشفقة عليهم ، مؤثرة هواهم .
وأشهد أنك مضيت على بصيرة من أمرك ، مقتدية بالصالحين ، راضية مرضية
تقية نقية زكية ، فرضى الله عنك وأرضاك ، وجعل الجنة منزلك ومأواك ، فلقد
أولاك من الخيرات ما أولاك ، وأعطاك من الشرف ما به أغناك ، فهناك الله بما
منحك من الكرامة وأمراك .
ثم ترفع رأسك وتقول : اللهم إياك اعتمدت ، ولرضاك طلبت ، وبأوليائك
إليك توسلت ، وعلى غفرانك وحلمك اتكلت ، وبك اعتصمت ، وبقبر ام


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 71 سطر 10 إلى صفحه 79 سطر 10

وليك لذت ، فصل على محمد وآل محمد وانفعني بزيارتها ، وثبتني على محبتها ، و
لا تحرمني شفاعتها وشفاعة ولدها وارزقني مرافقتها واحشرني معها ومع ولدها
كما وفقتني لزيارة ولدها وزيارتها ، اللهم إني أتوجه إليك بالائمة الطاهرين
وأتوسل إليك بالحجج الميامين ، من آل طه ويس ، أن تصلي على محمد وآل محمد
الطيبين ، وأن تجعلني من المطمئنين الفايزين ، الفرحين المستبشرين ، الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، واجعلني ممن قبلت سعيه ، ويسرت أمره ، وكشفت
ضره ، وآمنت خوفه .
اللهم بحق محمد وآل محمد ، صل على محمد وآل محمد ، وعجل لهم بانتقامك
ولا تجعله آخرالعهد من زيارتي إياها ، وارزقني العود إليها أبدا ما أبقيتني ، وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتها ، وأدخلني في شفاعة ولدها وشفاعتها ، واغفرلي
ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ، وآتنا في الدنيا حسنة ، وفي الاخرة حسنة
وقنا برحمتك عذاب النار ، والسلام عليكم يا ساداتى ورحمة الله وبركاته .
وقد تقدم في ذكر زيارة فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها أكثر هذه الالفاظ
وإنما نقلنا ما وجدناه ، والله الموفق لما يرضاه ( 1 ) .
* ( هامش ص 71 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 214 215 . *
[ 72 ]
اقول : ذكر المفيد والشهيد ( 1 ) وغيرهما في كتبهم زيارة ام القائم عليهما السلام هكذا
وقال مؤلف المزار الكبير : أملاها علي رجل من البحرين سمعته يزور بها ثم ذكر هذه الزيارة بعينها ( 2 ) .
ثم قال السيد رحمه الله في ذكر وداع الامامين العسكريين صلوات الله
عليهما : فاذا فرغت من زيارة ام القائم عليه السلام وأدت وداع العسكريين صلوات الله
عليهما فقف على ضريحهما وقل : السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما ياحجتي
الله السلام عليكما يا نوري الله ، السلام عليكما وعلى آبائكما وعلى أجدادكما
وأولادكما ، السلام عليكما وعلى أرواحكما وأجسادكما ، السلام عليكما سلام مودع
لاسئم ولا قال ولا مال ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكما سلام ولي غير راغب
عنكما ، ولا مستبدل بكما غير كما ، ولا مؤثر عليكما ، يا ابنى رسول الله صلى الله عليه واله
أستودعكما الله وأسترعيكما وأقرأ عليكما السلام آمنت بالله وبالرسول ، وبما
جاء به من عند الله .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله
آخر العهد مني ، وارددنى اليهما ، وارزقني العود ثم العود إليهما ما أبقيتني ،
فان توفيتني فاحشرني معهما ومع آبائهما الائمة الراشدين .
اللهم صل على محمد آل محمد ، وتقبل عملي واشكر سعيي وعرفنى
الاجابة في دعائي ، ولا تخيب سعيى ، ولا تجعله آخر العهد مني ، وارددني
إليهما ببر وتقوى ، وعرفني بركة زيارتهما في الدنيا والاخرة ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، ولا تردني خائبا ولا خاسرا ، وارددني مفلحا منجحا
مستجابا دعائي ، مرحوما صوتي ، مقضيا حوائجي ، واحفظني من بين يدي ، ومن
خلفي وعن يميني وعن شمالي ، واصرف عني شر كل ذي شر ، وشر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، ثم انصرف مرحوما إن شاء الله ( 3 ) .
* ( هامش ص 72 ) ( 1 ) مزار الشهيد ص 65 . ( 2 ) المزار الكبيرص 217 .
( 3 ) مصباح الزائر ص 216 . *
[ 73 ]
10 ثم قال السيد رحمه الله : زيارة اخرى لهما معا صلوات الله عليهما
إذا أردت ذلك فتستأذن بما تقدم ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فاذا وقفت على
قبريهما صلوات الله عليهما فقف عندهما واجعل القبلة بين كتفيك ، وكبر الله مائة تكبيرة وقل : السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حبيبي الله ،
السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الارض ، السلام
عليكما يا أميني الله ، السلام عليكما يا سيدي الامة ، السلام عليكما يا حافظي
الشريعة ، السلام عليكما يا تاليي كتاب الله ، السلام عليكما يا وارثي الانبياء ،
السلام عليكما يا خازني علم الاوصياء ، السلام عليكما يا علمي الهدى ، السلام
عليكما يا مناري التقى ، السلام عليكما يا عروتي الله الوثقى ، السلام عليكما يا
محلي معرفة الله ، السلام عليكما يا مسكني ذكرالله ، السلام عليكما يا حاملي
سر الله ، السلام عليكما يا معدني كلمة الله ، السلام عليكما يا ابني رسول الله ، السلام
عليكما يا ابني وصى رسول الله ، السلام عليكما يا قرتي عين فاطمة سيدة نساء
السلام عليكما يا ابنى الائمة المعصومين السلام عليكما وعلى آبائكما الطاهرين
السلام عليكما وعلى ولدكما الحجة على الخلق أجمعين ، السلام عليكما وو على
أرواحكما وأجسادكما وأبدانكما ورحمة الله وبركاته .
بأبى أنتما وامى وأهلى ومالى وولدي يا ابنى رسول الله صلى الله عليه واله أتيتكما
زايرا لكما ، عارفا بحقكما ، مؤمنا بما آمنتما به ، كافرا بما كفرتما به ، محققا
لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، مواليا لكما ، معاديا لاعدائكما ، ومبغضا لهم
سلما لمن سالمتما ، محاربا لمن حاربتما ، عارفا بفضلكما ، محتملا لعلمكما
محتجبا بذمتكما ، مؤمنا بايابكما ، مصدقا بدولتكما ، مرتقبا لامركما ، معترفا
بشأنكما وبالهدى الذي أنتما عليه ، مستبصرا بضلالة من خالفكما وبالعمى الذي
هم عليه ، أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتي إياكما ، الصلاة
على محمد وآله ، وأن يرزقني شفاعتكما ، ولا يفرق بيني وبينكما ، ولا يسلبني
حبكما وحب آبائكما الصالحين ، وأن يحشرني معكما ، ويجمع بيني وبينكما
[ 74 ]
في جنته برحمته وفضله .
ثم تنكب على قبر كل واحد منهما فتقبله وتضع خدك الايمن عليه
والايسر ثم ترفع رأسك وتقول : اللهم ارزقني حبهم ، وتوفني على ولايتهم ،
اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم ، وانتقم منهم ، اللهم العن الاولين والاخرين
منهم ، وضاعف عليهم العذاب الاليم ، إنك على كل شئ قدير ، اللهم عجل فرج
وليك وابن نبيك ، واجعل فرجنا مقرونا بفرجهم ، يا أرحم الراحمين ، اللهم
إني قد أتيت لزيارة هؤلاء الائمة المعصومين ، رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا
من سوء الحساب .
اللهم إني أتوجه إليك بأوليائك ، الدالين عليك ، في غفران ذنوبى ،
وحط سيئاتي ، وأتوسل إليك في هذه الساعة ، عند أهل بيت نبيك ، في
هذه البقة المباركة الشريفة ، اللهم فتقبل مني ، وجازنى على حسن نيتي ،
وصالح عقيدتي ، وصحة موالاتي ، أفضل ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ،
وأدم لي ما خولتني ، واستعملني صالحا فيما آتيتني ، ولا تجعلني أخسر وارد
إليهم ، وأعتق رقبتي من النار ، وأوسع على من رزقك الحلال الطيب ، واجعلني
من رفقاء محمد وآل محمد ، وحل بيني وبين معاصيك حتى لا أعصيك ، وأعني
على طاعتك ، وطاعة أوليائك ، حتى لا تفقدني حيث أمرتني ، ولا تراني
حيث نهيتني .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي وارحمني ، واعف عني وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأعذني من هول المطلع ومن فزع
يوم القيامة ، ومن شر المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي
في الدنيا والاخرة ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل جائزتي في موقفي هذا
غفرانك ، وتحفتك في مقامي هذا عند أئمتي وموالى صلوات الله عليهم أن تقبل
عثرتي ، وتقبل معذرتي ، وتتجاوز عن خطيئتي ، وتجعل التقوى زادي ، وما
عندك خيرا لي في معادي ، وتحشرني في زمرة محمد صلى الله عليه واله ، وتغفر لي ولوالدي
[ 75 ]
فانك خير مرغوب إليه ، وأكرم مسؤل اعتمد عليه ، ولكل وافد كرامة ، و
لكل زائر جايزة ، فاجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك ، والجنة لي ولجميع
المؤمنين والمؤمنات .
اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنبه ، فأسئلك يا الله يا كريم ،
بحق محمد وآل محمد ، لا تحرمني الاجر والثواب من فضل عطائك ، وكريم
تفضلك ، يا مولاي يا أبا الحسن على بن محمد ، ويا مولاى يا أبا محمد الحسن بن
علي ، أتيتكما زائرا لكما ، أتقرب إلى الله عزوجل وإلى رسوله ، وإليكما
وإلى أبيكما وإلى امكما بذلك ، أرجو بزيارتكما فكاك رقبتي من النار ، فاشفعا
لي عند ربكما في إجابة دعائي ، وغفران ذنوبي ، وذنوب والدي وإخواني المؤمنين
وأخواتي المؤمنات . يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا
رحمن ، لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد واستجب دعائي فيما سألتك ، وصل بذلك
من بمشارق الارض ومغاربها ، يا الله يا كريم ، لا إله إلا أنت الحليم الكريم ، لا إله إلا
أنت العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ، ورب الارضين السبع ، وما
فيهن وما بينهن وما تحتهن ، ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين ، والحمد لله
رب العالمين ، والصلاة على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .
ثم تصلي عند الضريح أربع ركعات صلاة الزيارة ، فاذا فرغت رفعت يديك
إلى السماء ودعوت بما قدمنا ذكره عقيب زيارة الجواد عليه السلام وهو قوله : اللهم
أنت الرب وأنا المربوب ( 1 ) بتمامه ، ووداع هذه الزيارة قد تقدم في الزيارة
السابقة .
11 - أقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا الدعاء الذي أحاله على ما
سبق بوجه يخالفه فأحببت إيراده وهو هذا : اللهم أنت الرب وأنا المربوب ،
وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت المعطي وأنا
السائل ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت القادر وأنا العاجز ، وأنت القوي
* ( هامش ص 75 ) ( 1 ) مصباح الزائر 257 *
[ 76 ]
وأنا الضعيف . وأنت المغيث وأنا المستغيث . وأنت الدائم وأنا الزائل ، وأنت
الكبير وأنا الحقير ، وأنت العظيم وأنا الصغير ، وأنت العزيز وأنا الذليل ،
وأنت الرفيع وأنا الوضيع ، وأنت المدبر وأنا المدبر ، وأنت الباقي وأنا
الفاني ، وأنت الديان وأنا المدان ، وأنت الباعث وأنا المبعوث ، وأنت الغني
وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميت ، تجد من تعذب يا رب غيري ، ولا أجد
من يرحمني غيرك .
اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذ بذمتك ، ولجأ إلى عزك ، واستظل
بفيئك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى
يا من سمي نفسه من جوده الوهاب ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني
من هذا المقام خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة
من الكريم العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يرد فيه الراغبون ، مقام
من لاذ بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب
العالمين ، ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين ، إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين
ذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وازلفت الجنة
للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ ، من خشي الرحمن
بالغيب وجاء بقلب منيب .
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي
ولوالدي وللمؤمنين يوم الدين ، وألحقني بالصالحين ، واخلف على أهلي وولدي
في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر من رحمتك يا أرحم الراحمين ، وسلمني من
أهوال ما بيني وبين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك وأحبائك
الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم مشربا رويا لا ظمأ
بعده أبدا ، واحشرني في زمرتهم ، وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم
وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة ، فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم
أئمتي وهداتي في الدنيا والاخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا ،
[ 77 ]
يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم ذلي بين يديك ، وتضرعي إليك ،
ووحشتي من الناس ، وانسي بك يا كريم ، تصدق علي في هذه الساعة برحمة من
عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثى ، وتبيض بها وجهي ، وتكرم
بها مقامي ، وتحط بها عني وزري ، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي ، وتعصمني بها فيما بقي
من عمري ، وتوسع لي بها رزقي ، وتمد بها في أجلي ، وتستعملني في ذلك
كله بطاعتك ، وما يرضيك عني ، وتختم لي عملي بأحسنه ، وتجعل لي ثوابه
الجنة ، وتسلك بي سبيل الصالحين ، وتعينني على صالح ما أعطيتني ، كما أعنت
الصالحين على صالح ما أعطيتهم ، ولا تنزع مني صالح ما أعطيتنيه أبدا ، ولا
تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ، ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ابدا ، ولا أقل
من ذلك ولا أكثر يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأرنى الحق حقا فأتبعه ، والباطل باطلا
فأجتنبه ، ولا تجعله علي متشابها ، فأتبع هواى بغير هدى منك ، واجعل هواي
متبعا لرضاك وطاعتك ، وخذ رضا نفسك من نفسي ، واهدنى لما اختلف فيه من
الحق باذنك ، إنك تهدي من تشآء إلى صراط مستقيم .
12 - ثم قال السيد - رحمه الله - : زيارة اخرى لهما عليهما السلام على صفة
ما تقدم ، تقف عليهما وأنت على غسل وتقول : السلام على رسول الله ، السلام
على محمد بن عبدالله ، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، السلام على
الائمة المعصومين من ولده ، المهديين الذين أمروا بطاعة الله ، وقربوا أولياء
الله ، واجتنبوا معصية الله ، وجاهدوا أعداءه ، ودحضوا حزب الشيطان الرجيم ،
وهدوا إلى صراط المستقيم .
السلام عليكما أيها الامامان الطاهران الصديقان ، اللذان استنقذا المؤمنين
من مخالطة الفاسقين ، وحقنا دماء المحبين بمداراة المبغضين ، أشهد أنكما حجتا
الله على عباده ، وسراجا أرضه وبلاده ، وتجرعتما في ربكما غيظ الظالمين ،
[ 78 ]
وصبرتما في مرضاته على عناد المعاندين ، حتى أقمتما منار الدين ، وأبنتما
الشك من اليقين ، فلعن الله مانعكما الحق ، والباغي عليكما من الخلق .
ثم ضع خدك الايمن على القبر وقل : اللهم إن هذين الامامين قائداي
وبهما وبآبائهما أرجو الزلفة لديك ، يوم قدومي عليك ، اللهم إني اشهدك ومن
حضر من ملائكتك أنهما عبدان لك ، اصطفيتهما وفضلتهما وتعبدت خلقك
بموالاتهما ، وأذقتهما المنية التي كتبت عليهما ، وماذاقا فيك أعظم مما ذاقا
منك ، وجمعتني وإياهما في الدنيا على صحة الاعتقاد في طاعتك ، فاجمعني وإياهما
في جنتك ، يا من حفظ الكنز باقامة الجدار ، وحرس محمدا صلى الله عليه واله بالغار ، ونجى
إبراهيم عليه السلام من النار .
اللهم إني أبرأ اليك ممن اعتقد فيهما اللاهوت ، وقدم عليهما الطاغوت ،
اللهم العن الناصبة الجاحدين ، والمسرفين الغالين ، والشاكين المقصرين ،
والمفوضين ، اللهم إنك تسمع كلامي وترى مقامي ، وعلمك محيط بما خلفي
وأمامي ، فأجرنى من كل سوء يخرج ديني ، واكفني كل شبهة تشكك يقيني ،
وأشرك في دعائى أخواني ومن أمره يعنيني .
اللهم إن هذا موقف خضت إليه المتالف ، وقطعت دونه المخاوف ، طلبا
أن تستجيب فيه دعائي ، وأن تضاعف فيه حسناتي ، وأن تمحو فيه سيئآتي .
اللهم وأعطني فيه وإخواني من آل محمد وشيعتهم وأهل حزانتي وأولادي
وقراباتي ، من كل خير مزلف في الدنيا ، ومحظ في الاخرة ، واصرف عن جمعنا
كل شر يورث في الدنيا عدما ، ويحجب غيث السمآء ، ويعقب في الاخرة ندما ،
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واستجب وصل على محمد وآله أجمعين .
ثم تخرج عنهما ولا تول ظهرك إليهما وامض إلى السرداب فزر صاحب
الامر صلوات الله عليه بما سيأتي .
بيان : اعلم أن زيارتهما صلوات الله عليهما في الاوقات والايام الشريفة
والازمان المختصة بهما أفضل وأنسب :
[ 79 ]
كيوم ولادة الهادي وهو النصف من ذى الحجة ، وبرواية ابن عياش ثاني
رجب ، أو خامسه وبرواية إبراهيم بن هاشم ثالث عشر رجب ، والاول أشهر
ولكن كونه في رجب قد ورد به الخبر ، ويوم وفاته وهو ثالث رجب برواية
إبراهيم بن هاشم وغيره ، أو ثانية وخامسه على بعض الاقوال ، أو لاربع بقين من
جمادى الاخرة برواية الكليني ( 1 ) ، ويوم إمامته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي
عشر منه .
ويوم ولاده العسكري عليه السلام وهو عاشر ربيع الثاني على قول المفيد ( 2 )
والشيخ ( 3 ) ، أو ثامنه على قول الطبرسي ( 4 ) ، أو رابعه على قول الشهيد ،
ويوم وفاته وهو ثامن ربيع الاول على قول الكليني والشيخ في التهذيب ( 5 )
والطبرسي ( 6 ) ، والشهيد رحمهم الله ، أو أوله على قول الشيخ في المصباح ( 7 ) ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 79 سطر 11 إلى صفحه 87 سطر 11

ويوم انتقال الخلافة إليه وهو يوم وفاة والده صلوات الله عليهما .
ثم اعلم أن في القبة الشريفة قبرا منسوبا إلى النجيبة الكريمة العالمة
الفاضلة التقية الرضية حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليهما السلام ولا أدري لم
لم يتعرضوا لزيارتما مع ظهور فضلها وجلالتها ، وأنها كانت مخصوصة بالائمة عليهم السلام
ومودعة أسرارهم ، وكانت ام القائم عندها وكانت حاضرة عند ولادته عليه السلام ، وكانت
تراه حينا بعد حين في حياة أبي محمد العسكري عليه السلام وكانت من السفراء والابواب
بعد وفاته ، فينبغي زيارتها بما أجرى الله على اللسان مما يناسب فضلها وشأنها
* ( هامش ص 79 ) ( 1 ) الكافى ج 1 ص 497 .
( 2 ) مسار الشيعة ص 24 طبع سنة 1315 .
( 3 ) مصباح المتهجد ص 554 .
( 4 ) اعلام الورى ص 349 .
( 5 ) التهذيب ج 6 ص 92 .
( 6 ) اعلام الورى ص 349 .
( 7 ) مصباح المتهجد ص 553 . *
[ 80 ]
والله الموفق .
ولنوضح بعض ما يحتاج إلى التوضيح والبيان في تلك الزيارات السالفة
" قوله " ولا هفا ، هفا الرجل زل " قوله " واصنعني أي حسن أخلاقي وأعمالي
كأنك صنعتني مرة أخرى ، أو من قولهم صنع الفرس إذا أحسن القيام عليها
وسمنها ، واصطنعتك لنفسي أي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه ، والاصطناع
افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان ، والغض الطري الذي لم
يتغير ، والاحن كعنب جمع الاحنة بالكسر وهي الحقد والغضب .
قوله : المائلة أي التي تميل إلى الانتقام والخروج عن الصبر " قوله "
كفاء أجر الصابرين أي ما يكون مكافئا له " قوله " وإزاء ثواب الفائزين أي
ما يكون موازيا له " قوله " مناحس الخلقة أي مشائمها أي اللعائن التي قررتها
للذين في خلقتهم وطينتهم نحوسة ورداءة ، وكذا مشاويه الفطرة من الشوه بمعنى
القبح والعيب .
" قوله " من هول المطلع قال الجزري ( 1 ) يريد به الموقف يوم القيامة أو
ما يشرف عليه من أمر الاخرة عقيب الموت ، فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه
من موضع عال " قوله " ومن أمره يعنيني : أي يهمني وأعتني بشأنه ، وحزانتك
بالضم عيالك الذي تتحزن لامرهم و " قوله " مزلف من الزلفى وهو القرب
و " قوله " محظ من الحظوة وهي المكانة والمنزلة . * ( هامش ص 80 ) ( 1 ) النهاية ج 3 ص 49 . *
[ 81 ]
7 * ( ( باب ) ) *
* " ( زيارة الامام المستتر عن الابصار ) " *
* " ( الحاضر في قلوب الاخيار المنتظر ) " *
* " ( في الليل والنهار الحجة بن الحسن ) " *
* " ( صلوات الله عليهما في السرداب وغيره ) " *
1 - ج : خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن
المسائل التي سألها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لا لامره تعقلون ، ولا من
أوليائه تقلبون ، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين ، إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا
كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين ، السلام عليك يا داعى الله وربانى
آياته ، السلام عليك يا باب الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر
حقه ، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله
وترجمانه ، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك ، السلام عليك يا بقية الله
في أرضه ، السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا وعد
الله الذي ضمنه ، السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث
والرحمة الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك
حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ،
السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام
عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تصبح وتمسي ، السلام
عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك أيها الامام
المأمون ، السلام عليك أيها المقدم المأمول ، السلام عليك بجوامع السلام .
اشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا
[ 82 ]
عبده ورسوله لا حبيب إلاهو وأهله ، واشهدك يا مولاي أن عليا أميرالمؤمنين
حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن
علي حجته ، وجعفربن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته
ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد
أنك حجة الله ، أنتم الاول والاخر ، وأن رجعتكم حق لا ريب فيها ، يوم
لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، وأن الموت
حق ، وأن ناكرا ونكيرا حق .
وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط حق ، والمرصاد حق
والميزان حق ، والحشر حق ، والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد
والوعيد بهما حق ، يا مولاي شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم فاشهد على ما
أشهدتك عليه وأنا ولي لك ، برئ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل
ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، فنفسي مؤمنة بالله
وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأميرالمؤمنين ، وبكم يا مولاي أولكم وآخركم
ونصرتي معدة لكم ، ومودتي خالصة لكم آمين آمين .
الدعاء عقيب هذا القول : اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد نبي رحمتك
وكلمة نورك ، وأن تملا قلبي نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور
النيات ، وعزمي نورالعلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني
نور البصائر من عندك ، ، وبصري نور الضياء ، وسمعي نور الحكمة ، ومودتي نور
الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فتغشيني رحمتك ياولي يا حميد .
اللهم صل على محمد حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك ، والداعي
إلى سبيلك ، والقائم بقسطك ، والثائر بأمرك ، ولي المؤمنين ، وبوار الكافرين
ومجلي الظلمة ، ومنير الحق .
والناطق بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك ، المرتقب الخائف
[ 83 ]
والولي الناصح ، سفينة النجاة ، وعلم الهدى ، ونور أبصار الورى ، وخيرمن تقمص وارتدى ، ومجلي العمى ، الذي يملاء الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت
ظلما وجورا ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت
حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم انصره وانتصر به لدينك
وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم ، اللهم أعذه من شر
كل باغ وطاغ ، ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن
يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك
وآل رسولك ، وأظهر به العدل ، وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل
خاذليه ، واقصم قاصميه ، واقصم به جبابرة الكفر ، واقتل به الكفار والمنافقين
وجميع الملحدين ، حيث كانوا من مشارق الارض ومغاربها ، برها وبحرها ،
واملاء به الارض عدلا ، وأظهر به دين نبيك صلى الله عليه واله .
واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد
عليهم السلام ما يأملون ، وفي عدوهم ما يحذرون ، إله الحق آمين ، يا ذا الجلال
والاكرام ، يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
2 - قال السيد علي بن طاووس نورالله مرقده : إذا فرغت من زيارة
العسكريين عليهما السلام فامض إلى السرداب المقدس وقف على بابه وقل : إلهى إني
قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله ، وقد منعت الناس
من الدخول إلى بيوته إلا باذنه ، فقلت : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم ، اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته ، كما أعتقد
في حضرته وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون ، فرحين ، يرون
مكاني ويسمعون كلامي ويردون سلامي علي ، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم
وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فاني أستأذنك يا رب أولا ، وأستأذن رسولك
* ( هامش ص 83 ) ( 1 ) الاحتجاج ج 2 ص 316 - 318 طبع النجف الاشرف . *
[ 84 ]
صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول
في ساعتي هذه إلى بيته ، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة
لك السامعة ، السلام عليكم أيتها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك
ورحمة الله وبركاته .
باذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وباذنكم صلوات الله
عليكم أجمعين ، أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله ورسوله محمد وآله الطاهرين
فكونوا ملائكة الله أعواني ، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت ، وأدعو
الله بفنون الدعوات ، وأعترف لله بالعبودية ، ولهذا الامام وآبائه - صلوات الله
عليهم - بالطاعة ( 1 ) .
ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى وتقول : " بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله " وكبر الله واحمده وسبحه وهلله فاذا استقررت فيه فقف مستقبل
القبلة وقل :
سلام الله وبركاته وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان ، صاحب
الضياء والنور ، والدين المأثور ، واللواء المشهور ، والكتاب المنشور ، و
صاحب الدهور والعصور ، وخلف الحسن ، الامام المؤتمن ، والقائم المعتمد ، والمنصور
المؤيد ، والكهف والعضد ، وعماد الاسلام ، وركن الانام ، ومفتاح الكلام ،
وولي الاحكام ، وشمس الظلام ، وبدر التمام ، ونضرة الايام ، وصاحب
الصمصام ، وفلاق الهام ، والبحر القمقام ، والسيد الهمام ، وحجة الخصام ، وباب
المقام ليوم القيام والسلام على مفرج الكربات ، وخواض الغمرات ، ومنفس
الحسرات ، وبقية الله في أرضه ، وصاحب فرضه ، وحجته على خلقه ، وعيبة
علمه ، وموضع صدقه ، والمنتهى إليه مواريث الانبياء ، ولديه موجود آثار
الاوصياء ، وحجة الله وابن رسوله ، والقيم مقامه ، وولي أمرالله ،
* ( هامش ص 84 ) مصباح الزائر ص 216 . *
[ 85 ]
ورحمة الله وبركاته .
اللهم كما انتجبته لعلمك ، واصطفيته لحكمك ، وخصصته بمعرفتك ، و
جللته بكرامتك ، وغشيته برحمتك ، وربيته بنعمتك ، وغذيته بحكمتك ، و
اخترته لنفسك ، واجتبيته لبأسك ، وارتضيته لقدسك ، وجعلته هاديا لمن شئت
من خلقك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل القضايا بين عبادك ، ووعدته أن تجمع
به الكلم ، وتفرج به عن الامم ، وتنير بعدله الظلم ، وتطفئ به نيران الظلم ،
وتقمع به حر الكفر و آثاره ، وتطهر به بلادك ، وتشفى به صدور عبادك ،
وتجمع به الممالك كلها ، قريبها وبعيدها ، عزيزها وذليلها ، شرقها وغربها ،
سهلها وجبلها ، صباها و دبورها ، شمالها وجنوبها ، برها وبحرها ، حزونها
ووعورها ، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وتمكن له فيها ، وتنجز
به وعد المؤمنين ، حتى لا يشرك بك شيئا ، وحتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا
عدل إلا زهر ، وحتى لا يستخفي بشئ من الحق ، مخافة أحد من الخلق .
اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته ، وتوضح بها بهجته ، وترفع بها
درجته ، وتؤيد بها سلطانه ، وتعظم بها برهانه ، وتشرف بها مكانه ، وتعلي بها
بنيانه ، وتعز بها نصره ، وترفع بها قدره ، وتسمي بها ذكره ، وتظهر بها كلمته
وتكثر بها نصرته ، وتعز بها دعوته ، وتزيده بها إكراما ، وتجعله للمتقين
إماما وتبلغه في هذا المكان ، مثل هذا الاوان ، وفي كل مكان وأوان ، منا تحية
وسلاما ، لا يبلى جديده ، ولا يفنى عديده .
السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبلاده ، وحجته على عباده ، السلام عليك
يا خلف السلف ، السلام عليك يا صاحب الشرف ، السلام عليك يا حجة المعبود ،
السلام عليك يا كلمة المحمود ، السلام عليك يا شمس الشموس ، السلام عليك يا مهدي
الارض ، و ( مبين ) عين الفرض ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان والعالي
الشأن ، السلام عليك يا خاتم الاوصياء ، وابن خاتم الانبياء ، السلام عليك يا معز
الاولياء ومذل الاعداء ، السلام عليك أيها الامام الوحيد ، والقائم الرشيد ،
[ 86 ]
السلام عليك أيها الامام الفريد ، السلام عليك أيها الامام المنتظر ، والحق
المشتهر ، السلام عليك أيها الامام الولي المجتبى ، والحق المنتهى ، السلام
عليك أيها الامام المرتجى لازالة الجور والعدوان ، السلام عليك أيها الامام
المبيد ، لاهل الفسوق والطغيان ، السلام عليك أيها الامام الهادم لبنيان الشرك
والنفاق ، والحاصد فروع الغي والشقاق ، السلام عليك أيها المدخر لتجديد
الفرائض والسنن ، السلام عليك يا طامس آثار الزيغ والاهواء ، وقاطع حبائل
الكذب والفتن والامتراء ، السلام عليك أيها المؤمل لاحيآء الدولة الشريفة
السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك
يا ثار الله ، السلام عليك يا محيي معالم الدين وأهله ، السلام عليك يا قاصم شوكة
المعتدين ، السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك ولا يبلى إلى يوم الدين ، السلام
عليك يا ركن الايمان ، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الارض والسماء
السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر رأيه الهدى ، السلام عليك يا مؤلف شمل الصلاح
والرضا ، السلام عليك يا طالب ثار الانبياء ، وأبناء الانبياء ، والثائر بدم المقتول
بكربلاء ، السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى ، السلام عليك أيها المنتظر ( 1 )
المجاب إذا دعا ، السلام عليك يا بقية الخلائف ، البر التقي الباقي لازالة الجور
والعدوان .
السلام عليك يا ابن النبي المصطفى ، السلام عليك يا ابن على المرتضى ،
السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ، وابن
السادة المقربين ، والقادة المتقين ، السلام عليك يا ابن النجباء الاكرمين ، السلام عليك
يا ابن الاصفياء المهتدين ، السلام عليك يا ابن الهداة المهديين ، السلام عليك يا ابن
خيرة الخير ، السلام عليك يا ابن سادة البشر ، السلام عليك يا ابن الغطارفة الاكرمين
والاطائب المطهرين ، السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين ، والخضارمة الانجبين
السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة ، والسراج المضيئة ، السلام عليك يا ابن الشهب
* ( هامش ص 86 ) ( 1 ) المضطر خ ل . *
[ 87 ]
الثاقبة ، السلام عليك يا ابن قواعد العلم ، السلام عليك ياابن معادن الحلم ، السلام
عليك ياابن الكواكب الزاهرة ، والنجوم الباهرة ، السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة
السلام عليك ياابن الاقمار الساطعة ، السلام عليك ياابن السبل الواضحة والاعلام
اللائحة ، السلام عليك ياابن السنن المشهورة ، السلام عليك ياابن المعالم المأثورة ،
السلام عليك ياابن الشواهد المشهودة والمعجزات الموجودة ، السلام عليك ياابن
الصراط المستقيم ، والنباء العظيم ، السلام عليك ياابن الايات البينات ، والدلائل
الظاهرات ، السلام عليك ياابن البراهين الواضحات ، السلام عليك ياابن الحجج
البالغات ، والنعم السابغات ، السلام عليك ياابن طه والمحكمات ، وياسين والذاريات
والطور والعاديات .
السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، واقترب من
العلي الاعلى ليت شعرى أين استقرت بك النوى ، أم أنت بوادي طوى ، عزيز


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 87 سطر 12 إلى صفحه 95 سطر 12

علي أن ترى الخلق ولا ترى ، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى ، عزيز علي أن
يرى الخلق ولا ترى ، عزيز علي أن تحيط بك الاعداء ، بنفسي أنت من مغيب
ما غاب عنا ، بنفسي أنت من نازح مانزح عنا ، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله أجمعين ( 1 ) .
ثم ترفع يديك وتقول : اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى ، وإليك
نشكو فقد نبينا ، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا ، اللهم واملا به الارض قسطا
وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وأرنا سيدنا
وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب الزمان ، وملجأ أهل عصرنا ، ومنجأ أهل دهرنا
ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، منقذا من الجهالة ، وأظهر معالمه
وثبت قواعده [ وأعز نصره ، وأطل عمره ، وابسط جاهه ، وأحي أمره ، وأظهر
نوره ، وقرب بعده ، وأنجز وعده ، وأوف عهده ، وزين الارض بطول بقائه ، و
دوام ملكه ، وعلو ارتقائه وارتفاعه ، وأنر مشاهده ، وثبت قواعده ، وعظم
* ( هامش ص 87 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 217 219 . *
[ 88 ]
برهانه وأمد سلطانه ، وأعل مكانه ، وقو أركانه ، وأرنا وجهه ، وأوضح بهجته ،
وارفع درجته ، وأظهر كلمته ، وأعز دعوته ، وأعطه سؤله ، وبلغه يا رب مأموله ، و
شرف مقامه ] ( 1 ) ، وعظم إكرامه ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ،
وأذل به المنافقين ، وأهلك به الجبارين ، واكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من
شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ، وأيده بجنود من الملائكة مسومين
وسلطه على أعداء دينك أجمعين ، واقصم به كل جبار عنيد ، وأخمد بسيفه كل
نار وقيد وأنفذ حكمه في كل مكان ، وأقم بسلطانه كل سلطان ، واقمع به
عبدة الاوثان ، وشرف به أهل القرآن والايمان ، وأظهر على كل الاديان ، و
اكبت من عاداه ، وأذل من ناواه ، واستأصل من جحد حقه ، وأنكر صدقه ،
واستهان بأمره ، وأراد إخماد ذكره ، وسعى في إطفاء نوره .
اللهم نور بنوره كل ظلمة ، واكشف به كل غمة ، وقدم أمامه الرعب
وثبت به القلب ، وأقم به نصرة الحرب ، واجعله القائم المؤمل ، والوصى
المفضل ، والامام المنتظر ، والعدل المختبر ، واملا به الارض عدلا وقسطا ،
كما ملئت جورا وظلما ، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته ، حتى يجري
حكمه على كل حكم ، ويهدي بحقه كل ضلالة .
واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام ، واكنفه بركنك الذي لا يرام ، وأعزه بعزك
الذي لا يضام ، واجعلني يا إلهي من عدده ومدده ، وأنصاره وأعوانه وأركانه ،
وأشياعه وأتباعه ، وأذقني طعم فرحته ، وألبسني ثوب بهجته ، واحضرني معه
لبيعته ، وتأكيد عقده ، بين الركن والمقام ، عند بيتك الحرام ، ووفقني يا
رب للقيام بطاعته ، والمثوى في خدمته ، والمكث في دولته ، واجتناب معصيته ،
فان توفيتني اللهم قبل ذلك ، فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته ، ويملك في
دولته ، ويتمكن في أيامه ، ويستظل تحت أعلامه ، ويحشر في زمرته ، وتقر
عينه برؤيته ، بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك ، إنك ذوالفضل العظيم ،
* ( هامش ص 88 ) ( 1 ) ما بين العلامتين زيادة من النسخة المخطوطة التى اوعزنا اليه ص 31 . *
[ 89 ]
والمن القديم ، والاحسام الكريم ( 1 ) .
ثم صل في مكانك اثنتى عشرة ركعة واقرأ فيها ما شئت ، واهدهاله عليه السلام ،
فاذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل : اللهم أنت السلام
ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه
الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك ، وابن أوليائك ، الامام ابن الائمة
الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها و
أعطني أفضل أملي ، ورجائى فيك وفي رسولك ، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين .
فاذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبة
القائم عليه السلام وهو : اللهم عرفنى نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفنى رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفنى
حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني ، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية
ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعة من ولاة أمرك بعد رسولك
صلواتك عليه وآله ، حتى واليت ولاة أمرك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب
والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة
القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين .
اللهم فثبتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، ولين قلبى لولي أمرك ، و
عافني مما امتحنت به خلقك ، وثبتني على طاعة ولي أمرك ، الذي سترته عن
خلقك ، وباذنك غاب عن بريتك ، وأمرك ينتظر ، وأنت العالم غير المعلم
بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف سره فصبرني
على ذلك حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، ولا كشف ما
سترت ، ولا البحث عما كتمت ، ولا انازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف ، ولا
ما بال ولي الامر لا يظهر ، وقد امتلات الارض من الجور ، وافوض اموري
* ( هامش ص 89 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 218 - 220 . *
[ 90 ]
كلها إليك
اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا ، نافذ الامر ، مع علمي بأن
لك السلطان ، والقدرة والبرهان ، والحجة والمشية ، والحول والقوة ، فافعل
بي ذلك وبجميع المؤمنين ، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر
المقالة ، واضح الدلالة ، هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يارب مشاهده
وثبت قواعده ، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفنا على
ملته ، واحشرنا في زمرته .
اللهم أعذه من شر جميع خلقك وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت ،
واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، بحفظك الذي لا يضيع من
حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام ، ومد عمره
وزد في أجله ، وأعنه على ما وليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فانه الهادي
المهدي ، والقائم المهتدي ، والطاهر التقي ، الزكي النقى ، الرضي المرضى
الصابر الشكور المجتهد .
اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته ، وانقطاع خبره عنا ، ولا تنسنا
ذكره وانتظاره والايمان به ، وقوة اليقين في ظهوره ، والدعاء له ، والصلاة عليه
حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك
صلواتك عليه وآله ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، فقو قلوبنا على الايمان به
حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجة العظمى ، والطريقة الوسطى
وقونا على طاعته ، وثبتنا على متابعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره
والراضين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ، ولا عند وفاتنا ، حتى تتوفانا و
نحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين
اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الجور ، واستنقذ به
عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة والكفرة ، واقصم به
[ 91 ]
رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع
المخالفين والملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع
منهم ديارا ، ولا تبقى لهم آثارا ، طهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدد
به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود
دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ، ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله
نيران الكافرين ، فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصر دينك ، و
اصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، ( وأطلعته على الغيوب )
وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس .
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين ، وبلغهم
من أيامهم ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى
لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وشدة الزمان علينا
ووقوع الفتن بنا ، وتظاهر الاعداء . وكثرة عدونا ، وقلة عددنا ، اللهم فافرج
ذلك عنا بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ، وإمام عدل تظهره ، إله الحق
آمين .
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك
في بلادك ، حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها ، ولا بقية إلا أفنيتها
ولا قوة إلا أوهنتها ، ولا ركنا إلا هدمته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا أذللته
ولا راية إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا جيشا إلا خذلته ، وارمهم يا رب
بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وبأسك الذي لا ترد عن القوم المجرمين
وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك
وأيدي عبادك المؤمنين .
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ، وكيد من أراده ، وامكر
بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء ، واقطع عنه مادتهم ،
[ 92 ]
وأرعب له قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة ، وشدد عليهم العذابك
وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حر نارك ، فانهم أضاعوا
الصلواة ، واتبعوا الشهوات ، وأضلوا عبادك ، وأخربوا بلادك .
اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ليل فيه ، وأحي به
القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق
وأقم به الحدود المعطلة ، والاحكام المهملة ، حتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل
إلا زهر ، واجعلنا يا رب من أعوانه ، ومقوية سلطانه ، والمؤتمرين لامره
والراضين بفعله ، والمسلمين لاحكامه ، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك .
وأنت يا رب الذي تكشف الضر ، وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من
الكرب العظيم ، فاكشف الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك ، كما
ضمنت له .
اللهم لا تجعلنى من خصماء آل محمد عليهم السلام ، ولا تجعلنى من أعداء آل محمد عليهم السلام
ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد عليهم السلام ، فاني أعوذ بك من ذلك
فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزا
في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، آمين يا رب العالمين ( 1 ) .
زيارة اخرى له صلوات الله عليه وهي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية
المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبدالله الحميري رحمه الله وأمر أن تتلى
في السرداب المقدس وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ،
حكمة بالغة فما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ، السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين ، سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم
لمن يهديه صراطه المستقيم ، قد آتاكم الله يا آل يسين خلافته ، وعلم مجاري
* ( هامش ص 92 ) ( 1 ) مصباح الزائر : ص 220 - 223 .
[ 93 ]
أمره فيما قضاه ودبره ، ورتبه وأراده في ملكوته ، فكشف لكم الغطاء وأنتم خزنته
وشهداؤه وعلماؤه وامناؤه ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وقضاة الاحكام ، وأبواب
الايمان ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ومن
تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا ، فما شئ منا إلا وأنتم له السبب
وإليه السبيل ، خياره لوليكم نعمة ، وانتقامه من عدوكم سخطة ، فلا نجاة ولا مفزع
إلا أنتم ، ولا مذهب عنكم ، يا أعين الله الناظرة ، وحملة معرفته ، ومساكن توحيده
في أرضه وسمائه . وأنت يا مولاي ويا حجة الله وبقيته كمال نعمته ، ووارث
أنبيائه وخلفائه ، ما بلغناه من دهرنا ، وصاحب الرجعة لوعد ربنا ، التي فيها دولة
الحق وفرجنا ، ونصرالله لنا وعزنا .
السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة
الواسعة ، وعدا غير مكذوب ، السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع ، الذي
بعين الله مواثيقه ، وبيدالله عهوده ، وبقدرة الله سلطانه ، أنت الحكيم الذي لا تعجله
الغضبة ، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة ، والعالم الذي لا تجهله الحمية ،
مجاهدتك في الله ذات مشية الله ، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله ذو أناة
الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته .
السلام عليك يا محفوظا بالله ! الله نور أمامه وورائه ويمينه وشماله ،
وفوقه وتحته ، السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره ، السلام
عليك يا وعدالله الذي ضمنه ، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده ، السلام عليك يا
داعي الله وديان دينه ، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه ، السلام عليك يا
حجة الله ودليل إرادته ، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه ، السلام عليك
في آناء الليل والنهار ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، السلام عليك حين
تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك
حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تعوذ
وتسبح ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ،
[ 94 ]
السلام عليك حين تمجد وتمدح ، السلام عليك حين تمسي وتصبح .
السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى ، السلام عليك في
الاخرة والاولى ، السلام عليكم يا حجج الله ودعاتنا ، وهداتنا ورعاتنا ، وقادتنا وأئمتنا
وسادتنا وموالينا ، السلام عليكم أنتم نورنا ، وأنتم جاهنا أوقات صلواتنا ، وعصمتنا
بكم لدعائنا وصلاتنا وصيامنا واستغفارنا وسائر أعمالنا ، السلام عليك أيها الامام
المأمون ، السلام عليك أيها الامام المامول ، السلام عليك بجوامع السلام .
اشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا
عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأن أمير المؤمنين حجته ، وأن الحسن حجته
وأن الحسين حجته ، وأن علي بن الحسين حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن
جعفربن محمد حجته ، وأن موسى بن جعفر حجته ، وأن علي بن موسى حجته ، وأن محمد
ابن علي حجته ، وأن علي بن محمد حجته ، وأن الحسن بن علي حجته ، وأنت حجته
وأن الانبياء دعاة وهداة رشدكم ، أنتم الاول والاخر وخاتمته ، وان رجعتكم
حق لا شك فيها ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها
خيرا ، وان الموت حق ، وان المنكرا ونكيرا حق وان النشر حق ، والبعث
حق ، وان الصراط حق ، وان المرصاد حق ، وان الميزان حق والحساب
حق ، وان الجنة حق ، والنار حق ، والجزاء بهما ، للوعد والوعيد حق
وأنكم للشفاعة حق لا تردون ولا تسبقون ، بمشية الله وبأمره تعملون ، ولله
الرحمة والكلمة العليا ، وبيده الحسنى وحجة الله النعمى ، خلق الجن والانس
لعبادته ، أراد من عباده عبادته ، فشقي وسعيد ، قد شقي من خالفكم ، وسعد من
أطاعكم .
وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه ، تخزنه وتحفظه لي عندك أموت
عليه ، وأنشر عليه ، وأقف به وليا لك ، بريئا من عدوك ، ماقتا لمن أبغضكم ،
وادا لمن أحببتم ، فالحق مارضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم
به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم ، والممحو
[ 95 ]
ما لا استأثرت به سنتكم .
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ومحمد عبده ورسوله ، علي أمير المؤمنين
وحجة ، الحسن حجته ، الحسين حجته ، على حجته ، محمد حجته ، جعفر
حجته ، موسى حجته ، علي حجته ، محمد حجته ، على حجته ، الحسن حجته ،
وأنت حجته ، وأنتم حججه وبراهينه ، أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله
على شرطه ، قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين ، فنفسي مؤمنة بالله وحده
لا شريك له ، وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا موالي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي
لكم معدة ، ومودتي خالصة لكم ، وبراءتي من أعدائكم : أهل الحردة
والجدال ثابتة ، لثاركم أنا ولي وحيد ، والله إله الحق جعلني بذلك ، آمين
آمين ، من لي إلا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقربت به
إليك ، يا وقاية الله وستره وبركته ، أغننى أدنى أدركنى صلني بك ولا تقطعنى .
اللهم بهم إليك توسلي وتقربي ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصلني


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 95 سطر 13 إلى صفحه 103 سطر 13

بهم ولا تقطعني ، بحجتك اعصمني ، وسلامك على آل يسين ، مولاي أنت الجاه
عند الله ربك وربي إنه حميد مجيد ، اللهم إني أسئلك باسمك الذي خلقته من
ذلك ، واستقر فيك ، فلا يخرج منك إلى شئ أبدا ، أيا كينون أيا مكون أيا
متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن ، أسئلك كما خلقته غضا
أن تصلي على محمد نبي رحمتك ، وكلمة نورك ، ووالد هداة رحمتك ، واملا قلبي
نور اليقين ، وصدري نور الايمان ، وفكري نور الثبات ، وعزمي نور التوفيق ،
وذكائي نور العلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصآئر
من عندك ، وبصري نور الضيآء ، وسمعي نور وعي الحكمة ، ومودتي نور الموالاة
لمحمد وآله عليهم السلام ، ونفسي نور قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد ،
حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد ، بمرأى
آل محمد ومسمعك يا حجة الله دعائي ، فوفني منجزات إجابتى ، أعتصم بك ، معك
[ 96 ]
معك معك سمعى ورضاي يا كريم ( 1 ) .
اقول : قال مؤلف المزار الكبير : حدثنا الشيخ الفقيه أبومحمد عربى بن
مسافر رضي الله عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
وحدثني الشيخ أبوالبقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا : حدثنا
الشيخ الامين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي ره بمشهد
مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : حدثنا الشيخ المفيد
أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر
الطوسي رضي الله عنه عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزاز ، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى القمى ، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي ، عن محمد بن عبدالله
ابن جعفر الحميري .
قال : أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبيد الله
الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، أخبره وأجاز له جميع
ما رواه أنه خرج اليه من الناحية المقدسة حرسها الله ، بعد المسائل والصلاة
والتوجه أوله :
بسم الله الرحمن الرحيم : لا لامر الله تعقلون ، ولا من أوليائه تقبلون ،
حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فاذا
أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على
آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، والله ذوالفضل العظيم ، من يهديه
صراطه المستقيم .
التوجه : قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته ومجارى أمره .
أقول : وساق الدعاء إلى آخر مامر ، ثم قال ره في المزار الكبير : ذكر
التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتى
عشرة ركعة ( 2 ) .
* ( هامش ص 96 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 223 225 .
( 2 ) المزار الكبير ص 188 .
[ 97 ]
قال أبوعلي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد الدعجلي
قال ، أخبرنا أبوالحسين حمزة بن الحسن بن شبيب قال : عرفنا أبو
عبدالله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى
رؤية مولانا عليه السلام فقال لي : مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له : نعم ، فقال : لي
شكرالله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبدالله أن تراه
فان أيام الغيبة تشتاق اليه ولا تسئل الاجتماع معه إنها عزائم الله والتسليم لها أولى
ولكن توجه اليه بالزيارة ، وأما كيف يعمل وما املاه ؟ عند محمد بن على فانسخوه
من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة تقرأ
قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلي على محمد وآله وتقول قول الله جل
اسمه : سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، من عند الله ، والله ذوالفضل
العظيم ، إمامه من يهديه صراطه المستقيم ، وقد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين .
وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين ( 1 ) .
أقول : ولعله أشار بقوله وذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة
الندبة كما مر ، فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة وأنها اثنتا
عشرة ركعة .
ثم قال السيد رحمه الله : زيارة اخرى له صلوات الله عليه تصلي ركعتين
وتقول بعدهما : سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته وبركاته
الدائمة ، على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته في خلقه وعباده ،
وسلالة النبوة ، وبقية العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ،
والحجة القائم المهدي ، الامام المنتظر المرضي ، الطاهر ابن الائمة المعصومين
السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكم الوصيين ، السلام عليك يا عصمة الدين ، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك
* ( هامش ص 97 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 194 . *
[ 98 ]
يا مذل الكافرين المتكبرين .
السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان ، يا ابن رسول الله ، السلام عليك
يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين
السلام عليك يا ابن الائمة الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي
سلام مخلص لك في الولاء ، أشهد أنك الامام المهدى قولا وفعلا ، وأنك الذي
تملا الارض قسطا وعدلا ، عجل الله فرجك ، وسهل مخرجك ، وقرب زمانك
وكثر أنصارك وأعوانك ، وأنجز لك وعدك ، فهو أصدق القائلين " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " يا مولاي حاجتي
كذاو كذا فاشفع لي إلى ربك في نجاحها ، وادع بما أحببت وتنصرف ولا تحول
وجهك حتى تخرج من الباب ( 1 ) .
أقول : سيأتي سند هذه الزيارة في باب رقاع الحوائج وفيه أنه يقرأ في
الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا ، وفي الثانية إذا جاء نصر الله .
زيارة اخرى له عليه السلام قد تقدم ذكر الاستيذان في أول زيارته عليه السلام فأغنى
ذلك عن الاعادة في كل زيارة ، فاذا دخلت بعد الاذن فقل : اللسلام عليك يا خليفة
الله في أرضه ، وخليفة رسوله وآبائه الائمة المعصومين المهديين ، السلام عليك
يا حافظ أسرار رب العالمين ، السلام عليك يا وارث علم المرسلين ، السلام عليك
يا بقية الله من الصفوة المنتجبين ، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة ، السلام
عليك يا ابن الاشباح الباهرة ، السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة ، السلام
عليك يا وارث كنز العلوم الالهية ، السلام عليك يا حافظ مكنون الاسرار الربانية
السلام عليك يا من خضعت له الانوار المجدية ، السلام عليك يا باب الله الذي
لايؤتى إلا منه ، السلام عليك يا حجاب الله الازلي القديم ، السلام عليك يا ابن شجرة طوبى وسدرة
المنتهى ، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي
* ( هامش ص 98 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 225 226 . *
[ 99 ]
لا تخفى ، السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه ، السلام عليك يا وجه الله المتقلب
بين أظهر عباده ، سلام من عرفك بما تعرفت به إليه ، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها .
أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقى ، وأن حزبك هم الغالبون ،
وأولياءك هم الفائزون ، وأعداءك هم الخاسرون ، وأنك حائز كل علم ، وفاتق
كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، وسابق لا يلحق ، رضيت
بك يا مولاي إماما وهاديا ، ووليا ومرشدا ، لا أبتغي بك بدلا ، ولا أتخذ من دونك
وليا ، وأنك الحق الثابت الذى لا ريب فيه ، لا أرتاب ولا أغتاب لامد الغيبة ،
ولا أتحير لطول المدة ، وأن وعد الله بك حق ، ونصرته لدينه بك صدق ، طوبى
لمن سعد بولايتك ، وويل لمن شقى بجحودك ، وأنت الشافع المطاع الذي
لا يدافع ، ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين ، وإعزاز المؤمنين ، والانتقام من
الجاهدين ، الاعمال موقوفة على ولايتك ، والاقوال معتبرة بإمامتك ، من
جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله ، وصدقت أقواله ، وتضاعف له
الحسنات ، وتمحى عنه السيئات ، ومن زل عن معرفتك ، واستبدل بك غيرك ،
أكبه الله على منخريه في النار ، ولم يقبل له عملا ، ولم يقم له يوم
القيامة وزنا .
أشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه ، وسره كعلانيته ، وأنت الشاهد
علي بذلك وهو عهدي إليك ، وميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين ، وعز
الموحدين ، ويعسوب المتقين ، وبذلك أمرني فيك رب العالمين ،
فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار ، لم أزدد بك إلا يقينا ، ولك إلا
حبا ، وعليك إلا اعتمادا ، ولظهورك إلا توقعا ، ومرابطة بنفسي ومالي وجميع
ما أنعم به على ربي ، فان أدركت أيامك الزاهرة ، وأعلامك الظاهرة ، ودولتك
القاهرة ، فعبد من عبيدك ، معترف بحقك ، متصرف بين أمرك ونهيك ، أرجو
[100]
بطاعتك الشهادة بين يديك ، وبولايتك السعادة فيما لديك ، وإن أدركني الموت
قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعل لي
كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك
فؤادي ، يامولاي وقفت في زيارتي إياك موقف الخاطئين ، المستغفرين النادمين
أقول : عملت سوء وظلمت نفسي ، وعلى شفاعتك يا مولاي متكلي ومعولي ، وأنت
ركني وثقتي ، ووسيلتي إلى ربي ، وحسبي بك وليا ومولى وشفيعا ، والحمد
لله الذي هدانى لولايتك ، وما كنت لاهتدي لو لا أن هدانى الله حمدا يقتضى ثبات
النعمة ، وشكرا بوجب المزيد من فضله ، والسلام عليك يا مولاي وعلى آبائك
موالي الائمة المهتدين ، ورحمة الله وبركاته ، وعلي منكم السلام .
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الاولى فاذافرغت منها
فقل : اللهم صل على محمد وأهل بيته ، الهادين المهديين ، العلماء الصادقين
الاوصياء المرضيين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ، وتراجمة وحيك ، وحججك
على خلقك ، وخلفائك في أرضك ، فهم الذين اخترتهم لنفسك ، واصطفيتهم على
عبادك ، وارتضيتهم لدينك ، وخصصتهم بمعرفتك ، وجللتهم بكرامتك ، وغذيتهم
بحكمتك ، وغشيتهم برحمتك ، وزينتهم بنعمك ، وألبستهم من نورك ورفعهتم
في ملكوتك ، وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك .
اللهم صل على محمد صلاة زاكية نامية ، كثيرة طيبة دائمة ، لا يحيط
بها إلا أنت ، ولا يسعها إلا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك ، اللهم صل على وليك
المحيي لسنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ، وحجتك على
خلقك ، وخليفتك في أرضك ، وشاهدك على عبادك .
اللهم أعز نصره ، وامدد في عمره ، وزين الارض بطول بقائه ، اللهم
اكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ،
وخلصه من أيدى الجبارين ، اللهم أعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته ، و
[101]
خاصته وعامته ، ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وبلغه
أفضل أمله في الدنيا والاخرة إنك على كل شئ قدير . ثم ادع الله بما
أحببت ( 1 ) .
زيارة اخرى مستحسنة يزار بها صلوات الله عليه وسلامه تقول : السلام على
الحق الجديد ، والعالم الذي علمه لا يبيد ، السلام على محيي المؤمنين ، ومبير الكافرين ، السلام على مهدي الامم ، وجامع الكلم ، السلام على خلف السلف ،
وصاحب الشرف ، السلام على حجة المعبود ، وكلمة المحمود ، السلام على معز الاولياء ، ومذل الاعداء ، السلام على وارث الانبياء ، وخاتم الاوصياء
السلام على القائم المنتظر ، والعدل المشتهر ، السلام على السيف الشاهر ، والقمر الزاهر ، والنور الباهر السلام على شمس الظلام ، وبدر التمام ، السلام على
ربيع الانام ، ونضرة الايام ، السلام على صاحب الصمصام ، وفلاق الهام ، السلام
على صاحب الدين المأثور ، والكتاب المسطور ، السلام على بقية الله في بلاده ،
وحجته على عباده ، المنتهى إليه مواريث الانبياء ، ولديه موجود آثار الاصفياء ،
المؤتمن على السر ، والولي للامر .
السلام على المهدي ، الذي وعد الله عزوجل به الامم ، أن يجمع به الكلم
ويلم به الشعث ، ويملا به الارض قسطا وعدلا ، ويمكن له ، وينجز به وعد
المؤمنين ، أشهد يا مولاي أنك والائمة من آبائك ، أئمتي وموالي ، في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ، أسئلك يا مولاي أن تسأل الله تبارك وتعالى في صلاح
شأني ، وقضاء حوائجي ، وغفران ذنوبي ، والاخذ بيدي في ديني ودنياى وآخرتي
لي ولاخواني وأخواتي المؤمنين والمؤمنات كافة ، إنه غفور رحيم .
ثم صل صلاة الزيارة بما قدمناه فاذا فرغت فقل : اللهم صل على حجتك
في أرضك ، وخليفتك في بلادك ، الداعي إلى سبيلك ، والقائم بقسطك ، والفائز
بأمرك ، ولي المؤمنين ، ومبير الكافرين ومجلي الظلمة ، ومنير الحق ،
* ( هامش ص 101 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 226 - 228 . *
[102]
والصادع بالحكمة ، والموعظة الحسنة والصدق ، وكلمتك وعيبتك وعينك في
أرضك ، المترقب الخائف ، الولي الناصح ، سفينة ، النجاة وعلم الهدى ، ونور
أبصار الورى ، وخير من تقمص وارتدى ، والوتر الموتور ، ومفرج الكرب ،
ومزيل الهم ، وكاشف البلوى ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الائمة الهادين ، و
القادة الميامين ، ما طلعت كواكب الاسحار ، وأورقت الاشجار ، وأينعت الاثمار
واختلف الليل والنهار ، وغردت الاطيار .
اللهم انفعنا بحبه ، واحشرنا في زمرته ، وتحت لوائه ، إله الحق آمين
رب العالمين .
( الصلاة عليه صلى الله عليه ) : اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وصل على
ولي الحسن ووصيه ووارثه ، القائم بأمرك ، والغائب في خلقك ، والمنتظر
لاذنك .
اللهم صل عليه وقرب بعده ، وأنجز وعده ، وأوف عهده ، واكشف عن
بأسه حجاب الغيبة ، وأظهر بظهوره صحائف المحنة ، وقدم أمامه الرعب ، وثبت
به القلب ، وأقم به الحرب ، وأيده بجند من الملائكة مسومين ، وسلطه على
أعداء دينك أجمعين ، وألهمه أن لا يدع منهم ركنا إلا هده ، ولا هاما إلا قده
ولا كيد إلا رده ، ولا فاسقا إلا حده ، ولا فرعون إلا أهلكه ، ولا سترا إلا
هتكه ، ولا علما إلا نكسه ، ولا سلطانا إلا كبسه ، ولا رمحا إلا قصفه ، ولا
مطردا إلا خرقه ، ولا حندا إلا فرقه ، ولا منبرا إلا أحرقه ، ولا سيفا إلا كسره
ولا صنما إلا رضه ولا دما إلا أراقه ، ولا جورا إلا أباده ، ولا حصنا إلا هدمه
ولا بابا إلا ردمه ، ولا قصرا إلا أخربه ، ولا مسكنا إلا فتشه ، ولا سهلا إلا
أوطنه ، ولا جبلا إلا صعده ، ولا كنزا إلا أخرجه ، برحمتك يا أرحم
الراحمين ( 1 ) .
زيارة اخرى يزار بها مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه : إذا زرت العسكريين
* ( هامش ص 102 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 228 - 229 . *
[103]
صلوات الله عليهما فأت إلى السرداب وقف ماسكا جانب الباب كالمستأذن وسم ،
وانزل وعليك السكينة والوقار ، وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل :
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الذي
هدانا لهذا ، وعرفنا أولياؤه وأعداءه ، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين
الناصبين ، ولا من الغلاة المفوضين ، ولا من المرتابين المقصرين ، السلام على
ولي الله وابن أوليائه ، السلام على المدخر لكرامة ( أولياء ) ظ الله وبوار أعدائه
السلام على نور الذي أراد أهل الكفر إطفاءه ، فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم
وأيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق برغمهم ، أشهد أن الله اصطفاك صغيرا
وأكمل لك علومه كبيرا ، وأنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت .
اللهم صل عليه وعلى خدامه وأعوانه ، على غيبته ونأيه ، واستره سترا
عزيزا واجعل له معقلا حريزا واشدد اللهم وطأتك على معانديه ، واحرس مواليه
وزائريه . اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا ، فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا
وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما ، وأقدرت به على


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 103 سطر 14 إلى صفحه 111 سطر 14

خليفتك رغما ، فابعثني عند خروجه ، ظاهرا من حفرتي ، مؤتزرا كفني ، حتى
اجاهد بين يديه ، في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك ، فقلت " كأنهم
بنيان مرصوص " .
اللهم طال الانتظار ، وشمت بنا الفجار ، وصعب علينا الانتصار ، اللهم أرنا
وجه وليك الميمون ، في حياتنا وبعد المنون ، اللهم إني أدين لك بالرجعة ،
بين يدي صاحب هذه البقعة ، الغوث الغوث الغوث ، يا صاحب الزمان ، قطعت
في وصلتك الخلان ، وهجرت لزيارتك الاوطان ، وأخفيت أمري عن أهل البلدان
لتكون شفيعا عند ربك وربي ، وإلى آبائك وموالي في حسن التوفيق لي ،
وإسباغ النعمة علي ، وسوق الاحسان إلى .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، أصحاب الحق ، وقادة الخلق ، واستجب
مني ما دعوتك ، وأعطني ما لم أنطق به في دعائي ، من صلاح ديني ودنياي ، إنك
[104]
حميد مجيد ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
ثم ادخل الصفة فصل ركعتين وقل : اللهم عبدك الزائر في فناء وليك
المزور ، الذي فرضت طاعته على العبيد والاحرار ، وأنقدت به أولياءك من عذاب
النار ، اللهم اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدق بوليك غير مرتاب
اللهم لا تجعله آخر العهد به ولا بزيارته ، ولا تقطع أثري من مشهده ، وزيارة
أبيه وجده ، اللهم أخلف علي نفقتى ، وانفعني بما رزقتني ، في دنياي وآخرتي
لي ولاخوانى وأبوي وجميع عترتي ، أستودعك الله أيها الامام الذي تفوز به
المؤمنون ، ويهلك على يديه الكافرون المكذبون .
يا مولاي ياابن الحسن بن علي جئتك زائرا لك ولابيك وجدك متيقنا الفوز
بكم ، معتقدا إمامتكم ، اللهم اكتب هذه الشهادة والزيارة لي عندك في عليين
وبلغني بلاغ الصالحين ، وانفعني بحبهم يا رب العالمين ( 1 ) .
أقول : أورد محمد بن المشهدي هذه الزيارة في المزار الكبير مثلها سواء ( 2 )
ثم قال السيد رضي الله عنه : ذكر بعض أصحابنا قال : قال محمد بن علي
ابن أبي قرة نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء
الندبة وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ، ويستحب أن يدعى
به في الاعياد الاربعة وهو :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما ، اللهم
لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ،
إذ اخترت لهم جزيل ما عندك ، من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال
بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها
فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به ، فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر
العلي ، والثناء الجلي ، وأهبطت عليهم ملائكتك . وكرمتهم بوحيك ، ورفدتهم
* ( هامش ص 104 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 229 - 230 .
( 2 ) المزار الكبير ص 216 - 217 . *
[105]
بعلمك ، وجعلتهم الذرائع إليك ، والوسيلة إلى رضوانك .
فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها ، وبعضهم حملته في فلكك ونجيته
مع من آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته لنفسك خليلا ، وسألك
لسان صدق في الاخرة فأجبته ، وجعلت ذلك عليا ، وبعض كلمته من شجرة تكليما
وجعلت له من أخيه ردءا ووزيرا ، وبعض أولدته من غير أب ، وآتيته البينات
وأيدته بروح القدس ، وكل شرعت له شريعة ، ونهجت له منهاجا وتخيرت له
أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة لدينك ، وحجة على
عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله ، ولئلا يقول
أحد " لولا أرسلت الينا رسولا منذرا ، وأقمت لنا علما هاديا ، فنتبع آياتك من قبل
أن نذل ونخزى " .
إلى أن انتهيت بالامر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه واله ، فكان كما انتجبته ،
سيد من خلقته ، وصفوة من اصطفيته ، وأفضل من اجتبيته ، وأكرم من اعتمدته
قدمته على أنبيائك ، وبعثته إلى الثقلين من عبادك ، وأوطأته مشارقك ومغاربك
وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه إلى سمآئك ، وأودعته علم ما كان وما يكون
إلى انقضاء خلقك ، ثم نصرته بالرعب ، وحففته بجبرئيل وميكائيل والمسومين
من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ، ولو كره المشركون
وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس
للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله
كان آمنا ، وقلت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا .
ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك ، فقلت : لا
أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وقلت : ما سألتكم من أجر فهو لكم ،
وقلت : ما أسألكم عليه من أجر إلا من شآء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، فكانوا هم
السبيل إليك ، والمسلك إلى رضوانك .
[106]
فلما انقضت أيامه ، قام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى
آلهما هاديا ، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد ، فقال والملا أمامه : من كنت
مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ،
واخذل من خذله ، وقال : من كنت نبيه فعلي أميره ، وقال : أنا وعلي
من شجرة واحدة ، وسائر الناس من شجر شتى ، وأحله محل هارون من موسى ،
فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وزوجه ابنته
سيدة نسآء العالمين ، وأحل له من مسجده ما حل له ، وسد الابواب إلا بابه ،
ثم أودعه علمه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة
فليأتها من بابها ، ثم قال : أنت أخي ووصيي ووارثي ، لحمك لحمي ودمك
دمي ، وسلمك سلمي ، وحربك حربي ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط
لحمي ودمي ، وأنت غدا على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي
وشيعتك على منابر من نور ، مبيضة وجوههم حولي في الجنة ، وهم جيراني
ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي .
وكان بعده هدى من الضلال ، ونورا من العمى ، وحبل الله المتين ،
وصراطه المستقيم ، لا يسبق بقرابة في رحم ، ولا بسابقة في دين ، ولا يلحق في منقبة
يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما ، ويقاتل على التأويل ، ولا تأخذه
في الله لومة لائم ، قد وتر فيه صناديد العرب ، وقتل أبطالهم ، وناهش ذؤبانهم ،
فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ، فأضبت على عداوته ،
وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
ولما قضى نحبه ، وقتله أشقى الاخرين ، يتبع أشقى الاولين ، لم يمتثل
أمر رسول الله صلى الله عليه واله في الهادين بعد الهادين ، والامة مصرة على مقته ، مجتمعة
على قطيعة رحمه ، وإقصآء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل
من قتل ، وسبي من سبي ، واقصي من اقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له
حسن المثوبة ، وكانت الارض لله ، يورثها من يشآء من عباده ، والعاقبة للمتقين
[107]
وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ولن يخلف الله وعده هو
العزيز الحكيم .
فعلى الاطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون
وأياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتدر الدموع ، وليصرخ الصارخون ،
ويعج العاجون ، أين الحسن ، أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح
وصادق بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين
الشموس الطالعة ، أين الاقمار المنيرة ، أين الانجم الزاهرة ، أين أعلام
الدين ، وقواعد العلم .
أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية ، أين المعد لقطع دابر
الظلمة ، أين المنتظر لاقامة الامت والعوج ، أين المرتجى لازارلة الجور والعدوان
أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن ، أين المتخير لاعادة الملة والشريعة ،
أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده ، أين محيى معالم الدين وأهله ، أين قاصم
شوكة المعتدين ، أين هادم أبنيه الشرك والنفاق ، أين مبيد أهل الفسوق و
العصيان والطغيان ، أين حاصد فروع الغي والنفاق ، أين طامس آثار الزيغ
والاهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء ، أين مبيد العتاة والمردة ، أين
مستأصل أهل العناد والتضليل والالحاد ، أين معز الاولياء ومذل الاعداء
أين جامع الكلم على التقوى ، أين باب الله الذي منه يؤتى ، أين وجه الله الذي
يتوجه إليه الاولياء ، أين السبب المتصل بين الارض والسماء ، أين صاحب يوم
الفتح وناشر رأية الهدى ، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا ، أين الطالب بذحول
الانبياء ، أين المطالب بكربلا ، أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى ، أين
المضطر الذي يجاب إذا دعى ، أين صدر الخلائف ذو البر والتقوى .
أين ابن النبي المصطفى ، وابن علي المرتضى ، وابن خديجة الغراء
وابن فاطمة الكبرى ، بأبي أنت وامي ونفسي لك الوقاء والحمى ، يا ابن السادة
المقربين ، يا ابن النجباء الاكرمين يا ابن الهداة المهديين ، يا ابن الغطارفة الانجبين
[108]
يا ابن الاطائب المستظهرين ، يا ابن الخضارمة المنتجبين ، يا ابن القماقمة الاكبرين
ياابن البدور المنيرة ، ياابن السرج المضيئة ، ياابن الشهب الثاقبة ياابن الانجم
الزاهرة ، يا ابن السبل الواضحة ، ياابن الاعلام اللائحة ، يا ابن العلوم الكاملة ،
ياابن السنن المشهورة ، ياابن المعالم المأثورة ، ياابن المعجزات الموجودة ، ياابن
الدلائل المشهودة ، ياابن الصراط المستقيم ، ياابن النباء العظيم ، ياابن من هو في ام الكتاب
لدى الله علي حكيم .
ياابن الايات والبينات ، ياابن الدلائل الظاهرات ، ياابن البراهين الباهرات
ياابن الحجج البالغات ، ياابن النعم السابغات ، ياابن طه والمحكمات ، ياابن يس
والذاريات ، ياابن الطور والعاديات ، ياابن من دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو
أدنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى .
ليت شعري أين استقرت بك النوى ، بل أي أرض تقلك أو ثرى ، أبرضوي
أم غيرها أم ذي طوى عزيز على أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيسا
ولا نجوى ، عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ، ولا ينالك مني ضجيج ولا
شكوى .
بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ، بنفسي
أنت امنية شآئق يتمنى ، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا ، بنفسي أنت من عقيد
عز لا يسامى ، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يجازى ، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى
بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوي .
إلى متى أجار فيك يا مولاي وإلى متى ؟ وأي خطاب أصف فيك وأي
نجوى ، عزيز علي أن اجاب دونك واناغى ، عزيز علي أن أبكيك ويخذلك
الوري ، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ماجرى .
هل من معين فاطيل معه العويل والبكاء هل من جزوع فاساعد جزعه إذا
خلا ، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى ، هل إليك ياابن أحمد سبيل فتلقى
هل يتصل يومنا بغده فنحظى ، متى نرد مناهلك الروية فنروى ، متى ننتفع
[109]
من عذب مائك فقد طال الصدى ، متى نغاديك ونراوحك فنقر منها عينا ، متى
ترانا نراك وقد نشرت لوآء النصر ترى ، أترانا نحف بك وأنت تؤم الملاء و
قد ملات الارض عدلا ، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا ، وأبرت العتاة وجحدة
الحق ، وقطعت دابر المتكبرين ، واجتثثت اصول الظالمين ، ونحن نقول الحمد
لله رب العالمين .
اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى ، وإليك أستعدي فعندك العدوى ، وأنت
رب الاخرة والاولى ، فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى ، وأره سيده يا
شديد القوى ، وأزل عنه به الاسى والجوى ، وبرد غليله يامن على العرش استوى
ومن إليه الرجعى والمنتهى .
اللهم ونحن عبيدك الشائقون إلى وليك ، المذكر بك وبنبيك ، خلقته لنا
عصمة وملاذا ، وأقمته لنا قواما ومعاذا ، وجعلته للمؤمنين منا إماما ، فبلغه منا
تحية وسلاما ، وزدنا بذلك يا رب إكراما ، واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما
وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا ، حتى توردنا جنانك ، ومرافقة الشهداء
من خلصائك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وصل على محمد جده ورسولك ، السيد
الاكبر ، وعلى أبيه السيد الاصغر ، وجدته الصديقة الكبرى ، فاطمة بنت محمد
وعلى من اصطفيت من آبائه البررة ، وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكبر
وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك ، وخيرتك من خلقك ، وصل عليه صلاة
لا غاية لعددها ، ولا نهاية لمددها ، ولا نفاد لامدها ، اللهم وأقم به الحق
وأدحض به الباطل ، وأدل به أولياءك ، وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا
وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه ، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ، ويمكث
في ظلهم ، وأعنا على تأدية حقوقه إليه ، والاجتهاد في طاعته ، والاجتناب عن
معصيته ، وامنن علينا برضاه ، وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره ، ما ننال
[110]
به سعة من رحمتك ، وفوزا عندك ، واجعل صلاتنا به مقبولة ، وذنوبنا به مغفورة
ودعاءنا به مستجابا ، واجعل أرزاقنا به مبسوطة ، وهمومنا به مكفية وحوائجنا
به مقضية ، وأقبل إلينا بوجهك الكريم ، واقبل تقربنا إليك ، وانظر إلينا نظرة
رحيمة نستكمل بها الكرامة عندك ، ثم لا تصرفها عنا بجودك ، واسقنا من حوض
جده صلى الله عليه واله بكاسه وبيده ، ريا رويا هنيئا سائغا لا ظمأ بعده ، يا أرحم الراحمين .
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم وصفها ثم تدعو بما أحببت فانك تجاب
إنشاء الله تعالى ( 1 ) .
أقول : قال محمد بن المشهدى في المزار الكبير : قال محمد بن علي بن أبي قرة :
نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري . .
أقول : وذكر مثل ما ذكره السيد سواء وأظن أن السيد أخذه منه إلا أنه
لم يذكر الصلاة في آخره ( 2 ) .
ثم قال السيد رحمه الله : ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
كل يوم بعد صلاة الفجر .
اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان - صلوات الله عليه - عن جميع المؤمنين
والمؤمنات ، في مشارق الارض ومغاربها ، وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حيهم
وميتهم ، وعن والدي وولدي ، وعني ، من الصلوات والتحيات زنة عرش الله ،
ومداد كلماته ، ومنتهى رضاه ، وعدد ما أحصاه كتابه ، وأحاط به علمه به ، اللهم
اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم ، عهدا وعقدا وبيعة له في رقبتي .
اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة ، وخصصتني بهذه
النعمة فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان ، واجعلني من أنصاره وأشياعه
والذابين عنه ، واجعلني من المستشهدين بين يديه ، طائعا غير مكره ، في الصف
الذي نعت أهله في كتابك ، فقلت " صفا كأنهم بنيان مرصوص " على طاعتك وطاعة
* ( هامش ص 110 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 230 - 234 .
( 2 ) المزار الكبير ص 190 - 194 . *
[111]
رسولك وآله عليهم السلام ، اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة ( 1 ) أقول : وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك ويصفق بيده اليمنى على اليسرى .
ثم قال السيد رضي الله عنه : ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة :
روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : من دعا إلى الله تعالى أربعين
صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا ، فان مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره ،
وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وهو هذا :
اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب البحر المسجور
ومنزل التوراة والانجيل والزبور ، ورب الظل والحرور ، ومنزل القرآن
العظيم ، ورب الملائكة المقربين ، والانبياء المرسلين ، اللهم إني أسئلك بوجهك
الكريم ، وبنور وجهك المنير ، وملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسئلك باسمك
الذي أشرقت به السماوات والارضون ، وباسمك الذي يصلح به الاولون والاخرون
يا حي قبل كل حي ، يا حي بعد كل حي حين لا حي يا محيي الموتي ومميت
الاحياء يا حي لا إله إلا أنت ، اللهم بلغ مولانا الامام ، الهادي المهدي ، القائم
بأمرك ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، عن جميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الارض ومغاربها ، سهلها وجبلها ، وبرها وبحرها ، وعني وعن والدي


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 111 سطر 15 إلى صفحه 119 سطر 15

من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه علمه وأحاط به كتابه . اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي ، عهدا وعقدا
وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول أبدا ، اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه
والذابين عنه ، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ، والمحامين عنه ، والسابقين إلى
إرادته ، والمستشهدين بين يديه ، اللهم إن حال بيني وبينه الموت ، الذي جعلته
على عبادك حتما مقضيا ، فأخرجني من قبري ، مؤتزرا كفنني ، شاهرا سيفي ،
مجردا قناتي ، ملبيا دعوة الداعي ، في الحاضر والبادي .
اللهم أرني الطلعة الرشيدة ، والغرة الحميدة ، واكحل ناظري بنظرة
* ( هامش ص 111 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 234 . *
[112]
مني إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، وأسلك بي محجته ،
وأنفذ أمره ، واشدد أزره ، واعمر اللهم به بلادك ، وأحي به عبادك ، فانك قلت
وقولك الحق " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " فأظهر اللهم لنا
وليك ، وابن بنت نبيك ، المسمى باسم رسولك ، حتى لا يظفر بشئ من الباطل
إلا مزقه ، ويحق الحق ويحققه ، واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك ، وناصرا
لمن لا يجد له ناصرا غيرك ، ومجددا لما عطل من أحكام كتابك ، ومشيدا لما ورد
من أعلام دينك ، وسنن نبيك صلى الله عليه واله واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين .
اللهم وسر نبيك محمدا صلى الله عليه واله برؤيته ، ومن تبعه على دعوته ، وارحم
استكانتنا بعده ، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره ، وعجل لنا
ظهوره ، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم تضرب على فخذك الايمن بيدك ثلاث مرات وتقول : العجل يا مولاي
يا صاحب الزمان ثلاثا ( 1 ) .
ق : أخبرني السيد عبدالحميد بن فخار بن معد الحسيني قراءة عليه وهو
يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده ، قال أخبرني والدي عن الحسن بن علي
بن الدربي ، عن محمد بن عبدالله الشيباني ، عن أبي محمد الحسن بن علي ، عن علي
بن إسماعيل ، عن زكريا بن يحيى بن كثير ، عن محمد بن علي القرشي ، عن
أحمد بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمد ، عن ابن سليم ، عن
أبي عبدالله عليه السلام مثله .
ثم قال السيد رحمه الله : فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلى
السرداب المنيف وصل فيه ماشئت ، ثم قم مستقبل القبلة وقل : اللهم ادفع عن
وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك ، والناطق بحكمتك
وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح المجاهد ، العائذ بك
العائد عندك ، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت ، واحفظه
* ( هامش ص 112 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 235 236 ، *
[113]
من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك
الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه السادة ، أئمتك
ودعائم دينك
واجعله في وديعتك التي لاتضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك
وعزك الذي لا يقهر ، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله
في كنفك الذي لا يرام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيده بجندك
الغالب ، وقوه بقوتك ، وأردفه بملائكتك ، ووال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وألبسه درعك الحصينة ، وحفه بالملائكة حفا ، اللهم اشعب به الصدع ، وارتق
به الفتق ، وأمت به الجور ، وأظهر به العدل ، وزين بطول بقائه الارض ، وأيده
بالنصر ، وانصره بالرعب ، وقو ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من
نصب له ، ودمر على من غشه ، واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ،
واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البرع ، ومميتة السنة ، ومقوية الباطل ، وذلل
به الجبارين ، وأبر به الكافرين ، وجميع الملحدين ، في مشارق الارض ومغاربها
وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ، ولا تبقي لهم آثارا .
اللهم طهر به بلادك ، واشف منهم [ صدور ] عبادك ، وأعز به المؤمنين ، وأحي به
سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدد به ما امتحى من دينك ، وبدل
من حكمك ، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا ،
لا عوج فيه ولا بدعة معه ، وحتى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران
الكفر ، وتوضح به معاقد الحق ، ومجهول العدل ، فانه عبدك الذي استخلصته
لنفسك ، واصطفيته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ،
وطهرته من الرجس ، وسلمته من الدنس .
اللهم فانا نشهد له يوم القيامة ، ويوم حلول الطامة ، أنه لم يذنب ذنبا
ولا أتى حوبا ، ولم يرتكب معصية ، ولم يضيع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة
ولم يبدل لك فريضة ، ولم يغير لك شريعة ، وأنه الهادي المهتدي ، الطاهر
[114]
التقي النقي ، الرضي المرضى الزكي ، اللهم أعطه في نفسه وأهله وذريته
وامته وجميع رعيته ، ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وتجمع له ملك الممالك
قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتى يجري حكمه على كل حكم ، ويغلب
بحقه على كل باطل .
اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجة العظمى ، والطريقة
الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي ، وقونا على طاعته وثبتنا على
متابعته ، وامنن علينا بمبايعته ، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره ، الصابرين
معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ،
ومقوية سلطانه ، واجعل ذلك خالصا من كل شك وشبهة ، ورياء وسمعة ،
حتى لا نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك ، وحتى تحلنا محله ، وتجعلنا
في الجنة معه ، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة ، واجعلنا ممن تنتصر به
لدينك ، وتعز به نصر وليك ، ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك
يسير ، وهو علينا كبير .
اللهم نور به كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزه كل
ضلالة ، واقصم به كل جبار ، واخمد بسيفه كل نار ، وأهلك بعدله جور
كل جائر ، وأجر حكمه على كل حاكم ، وأذل بسلطانه كل سلطان .
اللهم أذل كل من ناواه وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل
من جحد حقه ، واستهان بأمره ، وسعى في إطفاء نوره ، وأراد إخماد ذكره .
اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء ( 1 ) والحسن
الرضي والحسين المصفى وجميع الاوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار
التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم وصل على وليك وولاة
عهدك والائمة من ولده ، ومد في أعمارهم ، وزد في آجالهم ، وبلغهم أقصى آمالهم
دينا ودنيا وآخرة ، إنك على كل شئ قدير .
* ( هامش ص 114 ) ( 1 ) وخديجة الكبرى خ . *
[115]
ثم ادع الله كثيرا وانصرف مسعودا إنشاء الله تعالى ( 1 ) .
أقول : إلى هذا انتهى ما نقلناه وأخرجناه من كتاب مصباح الزائر .
وقال الكفعمي رحمه الله في مصباحه : روى يونس بن عبدالرحمن عن الرضا
عليه السلان أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر عليه السلام بهذا الدعاء " اللهم ادفع
عن وليك وخليفتك " وساق الدعاء مثل ما مر إلى قوله : وهو علينا كبير .
ثم أورد بعده هذه الزيارة : اللهم صل على ولاة عهده ، والائمة من بعده
وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم
وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا ، فانهم معادن كلماتك و
خزان علمك ، وأركان توحيدك ودعائم دينك ، وولاة أمرك وخالصتك من
عبادك ، وصفوتك من خلقك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد نبيك
والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ( 2 ) .
وأقول : وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا ما هذا لفظه :
استيذان على السرداب المقدس والائمة عليهم السلام : اللهم إن هذه بقعة طهرتها وعقوة شرفتها ، ومعالم زكيتها ، حيث أظهرت فيها أدلة التوحيد ، وأشباح العرش
المجيد ، الذين اصطفيتهم ملوكا لحفظ النظام ، واخترتهم رؤساء لجميع الانام
وبعثتهم لقيام القسط في ابتداء الوجود إلى يوم القيامة ، ثم مننت عليهم باستنابة
أنبيائك لحفظ شرائعك وأحكامك ، فأكملت باستخلافهم رسالة المنذرين كما أوجبت
رياستهم في فطر المكلفين .
فسبحانك من إله ما أرءفك ولا إله إلا أنت من ملك ما أعدلك ، حيث
طابق صنعك ما فطرن عليه العقول ، ووافق حكمك ما قررته في المعقول والمنقول
فلك الحمد على تقديرك الحسن الجميل ، ولك الشكر على قضائك المعلل بأكمل
التعليل ، فسبحان من لا يسئل عن فعله ولا ينازع في أمره ، وسبحان من كتب على * ( هامش ص 115 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 236 237 .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 548 . *
[116]
نفسه الرحمة قبل ابتدآء خلقه ، والحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه
لو كان حاضرا في المكان ، ولا إله إلا الله الذي شرفنا بأوصياء يحفظون الشرائع
في كل الازمان ، والله أكبر الذى أظهر هم لنا بمعجزات يعجز عنها الثقلان ، ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي أجرانا على عوائده الجميلة في
الامم السالفين .
اللهم فلك الحمد والثناء العلي ، كما وجب لوجهك البقاء السرمدي ، و
كما جعلت نبينا خير النبيين ، وملوكنا أفضل المخلوقين ، واخترتهم على علم
على العالمين ، وفقنا للسعي إلى أبوابهم العامرة إلى يوم الدين ، واجعل أرواحنا
تحن إلى موطن أقدامهم ، ونفوسنا تهوى النظر إلى مجالسهم وعرصاتهم ، حتى
كأننا نخاطبهم في حضور أشخاصهم .
فصلى الله عليهم من سادة غائبين ، ومن سلالة طاهرين ، ومن أئمة
معصومين .
اللهم فأذن لنا بدخول هذه العرصات ، التي استعبدت بزيارتها أهل الارضين
والسموات ، وأرسل دموعنا بخشوع المهابة ، وذلل جوارحنا بذل العبودية ، و
فرض الطاعة ، حتى نقر بما يجب لهم من الاوصاف ، ونعترف بأنهم شفعاء
الخلايق إذا نصبت الموازين في يوم الاعراف ، والحمد لله وسلام على عباده الذين
اصطفى محمد وآله الطاهرين .
ثم قبل العتبة ، وادخل خاشعا باكيا ، فانه الاذن ، منهم صلوات الله
عليهم أجمعين .
وقال الشيخ المفيد والشهيد ( 1 ) ومؤلف المزار الكبير رحمهم الله في وصف
زيارته عليه السلام : فاذا فرغت من زيارة جده وأبيه فقف على باب حرمه فقل :
السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديين ، السلام عليك يا وصي
الاوصياء الماضين ، السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين ، السلام عليك يا
* ( هامش ص 116 ) ( 1 ) مزار الشهيد ص 62 65 . *
[117]
بقية الله من الصفوة المنتجبين ، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة ، السلام عليك
يا ابن الاعلام الباهرة ، السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة ، السلام عليك يا معدن
العلوم النبوية ، السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، السلام عليك يا
سبيل الله من سلك غيره هلك ، السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى ، وسدرة
المنتهى ، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي
لا تخفى ، السلام عليك يا حجة الله على من في الارض والسماء .
السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله ، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها ، أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي ، وأن حزبك هم
الغالبون ، وأولياءك هم الفائزون ، وأعداءك هم الخاسرون وأنك خازن كل
علم ، وفاتق كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، رضيتك يا
مولاي إماما وهاديا ووليا ومرشدا لا أبتغى بم بدلا ، ولا أتخذ من دونك وليا .
أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه ، وأن وعدالله فيك حق لا أرتاب
لطول الغيبة ، وبعد الامد ، ولا أتحير مع من جهلك وجهل بك ، منتظر متوقع
لايامك ، وأنت الشافع الذي لا تنازع ، والولي الذي لا تدافع ، ذخرك الله
لنصرة الدين ، وإعزاز المؤمنين ، والانتقام من الجاحدين المارقين .
أشهد أن بولايتك تقبل الاعمال ، وتزكى الافعال ، وتضاعف الحسنات
وتمحى السيئات ، فمن جاء بولايتك واعترف بامامتك قبلت أعماله ، وصدقت
أقواله وتضاعفت حسناته ، ومحيت سيئاته ، ومن عدل عن ولايتك ، وجهل
معرفتك ، واستبدل بك غيرك ، كبه الله على منخره في النار ، ولم يقبل الله له
عملا ولم يقم له يوم القيامة وزنا .
اشهد الله واشهد ملائكته واشهدك يا مولاي بهذا ، ظاهره كباطنه ، وسره
كعلانيته ، وأنت الشاهد على ذلك ، وهو عهدى إليك ، وميثاقي لديك ، إذ أنت
نظام الدين ، ويعسوب المتقين ، وعز الموحدين ، وبذلك أمرني رب العالمين ،
فلو تطاولت الدهور ، وتمادت الاعمار ، لم أزدد فيك إلا يقينا ، ولك إلا حبا ، و
[118]
عليك إلا متكلا ومعتمدا ، ولظهورك إلا متوقعا ومنتظرا ، ولجهادى بين يديك
مترقبا ، فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك ، والتصرف
بين أمرك ونهيك ، مولاي ! .
فان أدركت أيامك الزاهرة ، وأعلامك الباهرة ، فها أنا ذا عبدك المتصرف
بين أمرك ونهيك ، أرجو به الشهادة بين يديك ، والفوز لديك ، مولاى فان أدركني
الموت قبل ظهورك ، فاني أتوسل بك وبآبائك الطاهرين إلى الله تعالى ، وأسأله أن
يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعل لي كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ
من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادى .
مولاي وقفت في زيارتك موقف
الخاطئين ، النادمين الخائفين ، من عقاب رب العالمين ، وقد اتكلت على شفاعتك ،
ورجوت بموالاتك وشفاعتك محو ذنوبي ، وستر عيوبي ، ومغفرة زللي ، فكن لوليك
يا مولاي عند تحقيق أمله ، واسأل الله غفران زلله ، فقد تعلق بحبلك ، وتمسك
بولايتك ، وتبرأ من أعدائك .
اللهم صل على محمد وآله ، وأنجز لوليك ما وعدته ، اللهم أظهر كلمته ، و
أعل دعوته ، وانصره على عدوه وعدوك يا رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأظهر كلمتك التامة ، ومغيبك في أرضك الخائف المترقب ، اللهم انصره
نصرا عزيزا ، وافتح له فتحا قريبا يسيرا .
اللهم وأعز به الدين بعد الخمول ، وأطلع به الحق بعد الافول ، واجل به
الظلمة واكشف به الغمة اللهم وآمن به البلاد ، واهد به العباد ، اللهم املا به
الارض عدلا وقسطا ، كما ملئت ظلما وجورا ، إنك سميع مجيب ، السلام عليك
يا ولي الله ائذن لوليك في الدخول إلى حرمك ، صلوات الله عليك وعلى آبائك
الطاهرين ، ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ، ماسكا جانب الباب بيدك ، ثم
تنحنح كالمستأذن وسم وانزل ، وعليك السكينة والوقار ، وصل ركعتين في عرصة
* ( هامش ص 118 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 194 196 ومزار الشهيد ص 62 64 . *
[119]
السرداب ، وقل : الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الحمد لله الذى هدانا لهذا .
أقول : وساقوا الزيارة والصلاة والدعاء مثل ما أوردناه سابقا برواية السيد
إلى قوله . وانفعني بحبهم يا رب العالمين .
ثم قالوا قدس الله أرواحهم : وروي بطريق آخر أن تقول عند نزول
السرداب : السلام على الحق الجديد ، وساقوا مثل مامر إلى قوله ، والاخذ
بيدي في ديني ودنياي وآخرتي ، لي ولكافة إخواني المؤمنين والمؤمنات ، إنه غفور
رحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله ، وآله الطاهرين .
ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة ، ثم
تدعو بعدها بالدعاء المروي عنه عليه السلام ، وهو : اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفآء
وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض ، ومنعت السماء ، وإليك يا رب المشتكى ،
وعليك المعول في الشدة والرخاء ، اللهم صل على محمد وآله ، الذين فرضت
علينا طاعتهم ، فعرفتنا بذلك منزلتهم ، فرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كلمح
البصر أو هو أقرب من ذلك ، يا محمد ياعلي يا علي يا محمد ، انصراني فانكما ناصراي
واكفياني فانكما كافياي ، يا مولاي يا صاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أ دركني
أدركني أدركني ( 1 ) .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 119 سطر 16 إلى صفحه 127 سطر 16

ثم قال المفيد والشهيد رحمهما الله : ثم عد إلى العسكريين - صلوات الله
عليهما - فزر ام الحجة وذكراها مثل ما تقدم ( 2 ) .
ثم اعلم أنه يستحب زيارته صلوات الله عليه في كل مكان وزمان ، وفي
السرداب المقدس وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل ،
وفي الازمنة الشريفة لا سيما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الاصح ،
وليلة القدر التي تنزل عليه فيها الملائكة والروح أنسب ، وقد مر الخبر في
زيارة الامام الموجود في باب زيارة الحسين عليه السلام من البعيد فلا تغفل .
* ( هامش ص 119 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 196 ومزار الشهيد ص 64 - 65 .
( 2 ) مزار الشهيد ص 65 . *
[120]
ق : زيارة مولانا الخلف الصالح صاحب الزمان عليه السلام : السلام عليك
يا خليفة الله ، وساق الزيارة نحوا مما مر إلى قوله : ورحمة الله وبركاته .
ولنوضح بعض ما يحتاج من الزيارات والادعية السابقة إلى البيان والله المستعان .
" قوله " بدر التمام كذا في النسخ بدون اللام من قبيل إضافة الموصوف
إلى الصفة بتقدير ، أي بدر النور التمام ، يقال : قمر تمام بكسر التآء وفتحها
والكسر أفصح : إذا لم يكن فيه نقص ، والصمصام السيف القاطع الذي لا ينثني ،
والهام جمع الهامة هي الرأس .
والقمقام بالفتح وقد يضم السيد والبحر والعدد الكثير ، والهمام ، كغراب
الملك العظيم الهمة ، والسيد الشجاع السخى ، وخاض الغمرات أي اقتحمها
ودخلها مبادرا ، وغمرة الشي ء شدته ومزدحمه ومن الناس جماعتهم أي الدخال بين
الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدايد وعظائم الامور ، والحزون
جمع الحزن كالوعور جمع الوعر وهما ما غلظ من الارض فيهما ليسا على سياق
ما سبق " قوله " حتى لا يشرك لعل فاعله محذوف أى أحد .
والغطارفة بالغين المعجمة والطاء المهملة جمع الغطريف بالكسر ، وهو
السيد الشريف ، والخضارمة بالخاء والضاد المعجمتين جمع خضرم بكسر
الخاء والراء ، وهو البئر الكثيرة الماء والبحر الغطمطم ، والكثير من كل
شئ والواسع والجواد المعطاء والسيد الحمول . والثاقبة المضيئة والنوى الدار
والتحول من مكان إلى آخر .
ورضوى كسكرى جبل بالمدينة ، يروى أنه عليه السلام قد يكون هناك ، وطوى
بالضم والكسر وقدينون واد بالشام ، وذو طوى مثلثة الطاء وقدينون
أيضا موضع قرب مكة ، والحسيس الصوت الخفى ، والوقيد المتوقد المشتعل .
ودوائر الدهر صروفه التي تدور وتحيط بالانسان ، ودائرة السوء ما يدور
عليه ويسوؤه ، والبغتة المفاجأة ، والجهرة العلانية ، والوغر بالغين المعجمة
الحقد والضغن والعداوة والتوقد من الغيظ .
[121]
قوله : لا لامر الله تعقلون ، يتوهم من كلامه أن هذه الفقرات من أجزاء
الزيارة ، لا سيما وقد سقط من النسخ ما مر في رواية الاحتجاج من قوله
عليه السلام إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى والينا فقولوا كما قال الله تعالى : سلام
على آل يسين فقوله : سلام على آل ياسين أول الزيارة أو ما بعده ، فيكون ذكر
الاية للاستشهاد ، لا لان تذكر في الزيارة وإنما أعدنا هاهنا للاختلاف
الكثير بينهما .
" قوله " عليه السلام ومن تقديره منائح العطاء ، المنائح جمع المنيحة وهي العطية
وتطلق غالبا في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها
عليك ، فيكون المراد بها الفوائد الدنيوية لكونها عارية ، والتعميم أظهر .
و " قوله " منايح إما منصوب بمفعولية التقدير ، فقوله : إنفاذه مبتدأ ومن
تقديره خبره ، وبكم متعلق بانفاذه ، والمعنى أن من جملة ما قدر الله تعالى في
عطاياه أن جعل إنفاذها محتوما مقرونا بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم و
وسيلتكم ، فما شئ منه إلا أنتم سببه ، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء
أو مرفوع فيحتمل وجوها :
" الاول " أن يكون منائح العطاء مبتدأ ومن تقديره خبره ، وقوله بكم
إنفاذه جملة مستأنفة فكان سائلا سأل كيف قدره فقال : بكم إنفاذه .
" الثانى " أن يكون إنفاذه بدل اشتمال لقوله ، منائح العطاء ، والمعنى من
تقديره إنفاذ منائح العطاء بكم .
" الثالث " أن يكون قوله منائح العطاء مبتدأ وقوله بكم إنفاذه خبره ، و
يكون الجملة مع الظرف المتقدم جملة أي من تقديره هذا الحكم وهذه القضية .
قوله : خياره لوليكم نعمة ، أي كل ما اختاره لوليكم من الراحة والبلايا
والمصائب فهو نعمة له ، بخلاف المصائب التي ترد على أعدائكم فانها انتقام وسخط
" قوله عليه السلام " يا صاحب المرأى والمسمع أي الذي يرى الخلائق ويسمع
كلامهم من غير أن يروه " قوله " بعين الله أي بعلمه أو بحفظه وحراسته ، قال
[122]
الفيروز آبادي : ( 1 ) أنت على عيني إي في الاكرام والحفظ جميعا وصنع ذلك على
عين وعينين ، وعمد عينين أي تعمده بجد ويقين ، وها هو عرض عين : أي قريب
وقال : ( 2 ) الحفيظة الحمية والغضب والذب عن المحارم .
" قوله عليه السلام " وخاتمته أي خاتمه الاخر أو خاتمة أمر الامامة والخلافة .
" قوله عليه السلام " ما استأثرت به مشيتكم أي اختارته يقال : استأثر بالشئ أي
استبد به وخص به نفسه ، وفي بعض النسخ المصححة القديمة والممحو ما استأثرت
به سنتكم بدون حرف النفي ، فالمعنى أن قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجري
القضاء على وفق مشيتكم ، وجهل قدركم في الناس بحيث يمحون ويتركون ما
جرت به سنتكم .
والحرد القصد وحرد يحرد حرودا أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم
يخالطهم والحرد أيضا الغضب . قوله عليه السلام فيما دنت أي اعتقدت وجعلته ديني أو
عبدت الله به " قوله عليه السلام " أنت الجاه أي ذوالجاه والقدر والمنزلة .
" قوله عليه السلام " : أسألك باسمك الذي خلقته أي القائم عليه السلام وهو الاسم
الذي استأثر به ولم يخبر به أحدا من خلقه كما مر في باب الاسماء من كتاب التوحيد
ولا يبعد أن يكون في الاصل من ذاتك ، فيكون الضمير راجعا إلى الاسم ، أو يكون
خلقت بدون الضمير أي خلقت الاشياء من ذلك الاسم .
" قوله " ياابن شجرة طوبى وسدرة المنتهى قال الكفعمي - رحمه الله -
قلت يريد أنه عليه السلام صاحبهما والعالم بهما والمرتقى فضله عليهما ، ومن سنة العرب
إضافة العظيم إلى العظيم إذا أرادوا المدح ، فيقولون الكعبة بيت الله ، والحجاج
وفد الله ، وأهل القرآن هم أهل الله ، والسلطان ظل الله في الارض ، ويقولون للرجل
الجلد : ابن الايام ، وللسيد : ابن جلا ، وابن أقوال هو المنطيق المقتدر على الكلام
* ( هامش ص 122 ) ( 1 ) القاموس ج 4 ص 252 .
( 2 ) القاموس ج 2 ص 395 . *
[123]
وابن مدينتها وابن بلدتها وابن نجدتها العالم بها انتهى كلامه - رحمه الله - ( 1 ) .
وأينع الثمرحان قطافه ونضج ، وغرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد
وتغرد رفع صوته وطرب به ، والهد الهدم الشديد والكسر ، والقد القطع
المستأصل أو المستطيل أو الشق طولا ، والقصف الكسر ، والمطرد كمنبر رمح
صغير ، والتخريق لا يناسبه ولعل فيه تصحيفا ، وقال الجزري : ( 2 ) الوطئ
في الاصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو والقتل لان من يطأ على الشئ برجله
فقد استقصى في هلاكه وإهانته ومنه الحديث ، اللهم اشدد وطاتك على مضر أي
خذهم أخذا شديدا انتهى ، والمنون الموت ، وزخرف الدنيا زينتها وأصله الذهب
ثم اطلق على كل مزين ، والزبرج بالكسر : الزينة من وشي أو جوهر والذهب
والردء : بالكسر العون ، والصناديد جمع الصنديد بالكسر وهو السيد الشجاع
والابطال جمع البطل بالتحريك وهو الشجاع .
" قوله عليه السلام وناهش ذؤبانهم في بعض النسخ ناوش يقال : نهشه أي عضه
أو أخذه بأضراسه والمناوشة المناولة في القتال ، والذؤبان بالهمز جمع الذئب
وذؤبان العرب صعاليكهم ولصوصهم " قوله عليه السلام " فأضبت على عداوته ، يقال :
أضب على الشئ إذا أمسكه ، وفي بعض النسخ بالصاد المهملة والنون ، يقال :
أصن على الامر إذا أصر فيه وأكب على الامر أقبل ولزم ، والمنابذة المحاربة
وأقصاه أبعده ، وندب الميت كنصر بكاه وعدد محاسنه .
" قوله " فلتدر الدموع الدر السيلان ، وفي كثير من النسخ فلتذرف من
قولهم ذرف الدمع أي سال والعج رفع الصوت ، والامت الانخفاض والارتفاع
والاختلاف في الشئ . والذحل طلب المكافاة بالجناية " قوله عليه السلام " وافترى في
بعض النسخ القديمة على من اعتدى وانتزى ، والانتزاء الوثوب إلى الشر " قوله "
من عقيد عز أي الذي عقد وشد عليه العز فلا يفارقه أو عز معقود ، ومنه ما ورد
* ( هامش ص 123 ) ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 495 .
( 2 ) النهاية ج 4 ص 231 . *
[124]
في الدعاء : أسألك بمعاقد العز من عرشك ، أو المعنى حليف العز ومعاهده كما
يقال فلان عقيد الكرم أي لا يفارقه كأنه وقعت المعاقدة بينهما ، والاثيل المتأصل
أي ذو مجد أصيل ، والمساماة المفاخرة والمغالبة في السمو والرفعة .
" قوله " لا يجازى ، كذا في النسخ والاظهر لا يحاذى بالحاء المهملة والذال
المعجمة أي لا يحاذيه ويماثله مجدا ، أو بالجيم والراء المهملة من المجاراة في
الكلام والمسابقة ولعله أظهر ، والتلاد القديم ، والمضاهاة المشابهة " قوله عليه السلام " من
نصيف شرف أي سهيم شرف مأخوذ من النصف كأنه نصف الشرف وساير الخلق نصفه
والنصيف أيضا العمامة ، فيمكن أن يكون على الاستعارة أي أنه مزين الشرف
وقال الجوهري ( 1 ) المناغاة المغازلة والمرأة تناغي الصبى أي تكلمه بما يعجبه
ويسره ، وقال : ( 2 ) القذى في العين والشراب ما يسقط فيه ، وقذيت عينه تقذى
إذا سقطت في عينه قذاة .
" قوله عليه السلام " هل يتصل يومنا منك بغده : أي نراك يوما بعد يوم ، أو المراد
باليوم أيام الفراق وبالغد أيام الوصال و " قوله " فنحظى من الحظوة وهي القدر
والمنزلة من باب علم ، ونقع بالماء كمنع روي وأنقعه الماء أرواه ، والصدى
بالتحريك العطش " قوله " دابر المتكبرين أي آخر من يبقى منهم كناية عن
استيصالهم ، والجث القطع وانتزاع الشجر من أصله ، ويقال : استعداه أي
استعانه واستنصره ، والعدوى النصرة ، والاسى بالفتح مقصورا الحزن ، و
الجوى كذلك المرض وداء الجوف إذا تطاول ، والغليل شدة العطش وحرارة
الجوف .
" قوله " : والتائقون أي المشتاقون وأدحضه أبطله ، والادالة الغلبة ،
وقال في النهاية ( 3 ) في الحديث إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت
* ( هامش ص 124 ) ( 1 ) الصحاح ج 6 ص 2513 .
( 2 ) الصحاح ج 6 ص 2460 .
( 3 ) النهاية ج 1 ص 236 وفيه والنبى آخذ بحجزة الله بدل ياليتنى . *
[125]
به والتجأت إليه مستجيرة ، وأصل الحجزة موضع شد الازار ، ثم قيل للازار
حجزة للمجاورة فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ والتعلق به ، و
منه الحديث الاخر يا ليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه .
" قوله عليه السلام " : والغرة الحميدة قال الكفعمى ( 1 ) أي البيضاء المحمودة
والاغر الابيض المشرق ، ومنه سمي النجم بالغرار لبياضه وإشراقه ، والغرة
ابيضاض في جبهة الفرس والغرة الحسن .
" قوله عليه السلام " وأكحل ناظري في بعض النسخ وأكحل مرهي ، يقال : مرهت
العين مرها إذا فسدت لترك الكحل ، فاسناد الاكحال إليه مجاز ، والازر الشدة
والقوة والظهر ، ودمدم القوم طحنهم فأهلكهم والتدمير الاهلاك ، والحوب
بالضم والفتح الاثم .
" قوله " والائمة من بعده قال الكفعمي في الحاشية ( 2 ) : أي صل عليه
أولا ثم صل عليهم ثانيا من بعد أن تصلي عليه ، ويريد بالائمة من بعده أولاده
لانهم علماء أشراف ، والعالم إمام من اقتدى به ، ويدل عليه قوله : والائمة من
ولده في الدعاء المروي عن المهدي عليه السلام انتهى .
أقول : على المعنى الذي ذكره لقوله : من بعده ، يحتمل أن يكون المراد
بالائمة آباءه الطاهرين أي بعد أن صليت عليه صل على آبائه الطاهرين ، و
يحتمل أن يكون المراد بالائمة بعده الائمة الذين يرجعون إلى الدنيا بعد ظهوره
وكثير من الاخبار يدل على وجودهم بعده أيضا ، وقد سبق القول فيه في
كتاب الغيبة .
* ( هامش ص 125 ) ( 1 ) مصباح الكفعمى ص 551 .
( 2 ) مصباح الكفعمى ص 550 *
[126]
8 * " ( باب ) " *
* " ( الزيارات الجامعة التى يزار بها كل امام ) " *
* " ( صلوات الله عليهم وفيه عدة زيارات ) " *
( الزيارة الاولى ) :
1 - ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن علي بن حسان قال : سئل الرضا عليه السلام
عن إتيان أبي الحسن موسى عليه السلام فقال : صلوا في المساجد حوله ، ويجزي في
المواضع كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على امناء الله
وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام
على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى
الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ،
السلام على الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد وال الله ، ومن
عاداهم فقد عادى الله ، ومن عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، ومن
اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد نخلى من الله .
اشهد الله أني سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم و
علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس
من الاولين والاخرين ، وأبرأ إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
هذا يجزي في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآله ، وتسمي
واحدا واحدا بأسمائهم ، وتبرأ من أعدائهم ، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك
والمؤمنين والمؤمنات ( 1 ) .
2 - مل : محمد بن الحسين بن مت الجوهري ، عن الاشعرى ، عن هارون بن
* ( هامش ص 126 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 271 . *
[127]
مسلم ، عن على بن حسان مثله ( 1 ) .
3 - كا : محمد بن يحيى ، عن الاشعري مثله ( 2 ) .
بيان : قوله على الممحصين بالحاء المشددة المفتوحة من التمحيص وهو
تخليص الذهب وغيره عما يشوبه ويستعمل بمعنى الاختبار والامتحان أي الذين
صفاهم الله من الرياء والشرك ومدانس الاخلاق والافعال بسبب طاعته ، ويمكن
أن يقرأ بصيغة اسم الفاعل وقرأ الكفعمي - رحمه الله ( 3 ) بالضاد المعجمة
وقال : أي المخلصين في طاعة الله فلا يعتريهم فيها رياء ولا سمعة ، والمحض
الشئ الخالص من لبن أو ود أو نسب انتهى . والاول هو الموافق للنسخ المعتبرة
وفي بعض النسخ المخلصين بفتح اللام وكسرها .
( الزيارة الثانية )
4 - ن : الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الاسدي ، عن البرمكي
عن النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم : علمني ياابن رسول الله قولا
أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال : إذا صرت إلى الباب فقف واشهد
الشهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر الله أكبر
ثلاثين مرة ، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ، ثم قف


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 127 سطر 17 إلى صفحه 135 سطر 17

وكبر الله عزوجل ثلاثين مرة ، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام
مائة تكبيرة ثم قل :
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة
ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، واصول الكرم
وقادة الامم ، وأولياء النعم ، وعناصر الابرار ، ودعائم الاخيار ، وساسة العباد ،
* ( هامش ص 127 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 315 .
( 2 ) الكافى ج 4 ص 578 - 579 .
( 3 ) مصباح الكفعمى س 505 . *
[128]
وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة
المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى
واولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الانبياء ، والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى
وحجج الله على أهل الدنيا والاخرة والاولى ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على
محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، و
حملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورحمة
الله وبركاته .
السلام على الدعاة إلى الله ، والادلاء على مرضاة الله ، والمستوفرين
في أمرالله ، والتامين في محبة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لامر
الله ونهيه ، وعباده المكرمين ، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، و
رحمة الله وبركاته .
السلام على الائمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة
الحماة ، وأهل الذكر ، واولي الامر ، وبقية الله وخيرته ، وحزبه وعيبة علمه
وحجته وصراطه ، ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته .
أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، كما شهد الله لنفسه ، وشهدت
له ملائكته ، واولو العلم من خلقه ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمدا
عبده المنتجب ، ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون .
وأشهد أنكم الائمة الراشدون المهديون ، المعصومون المكرمون
المقربون المتقون ، الصادقون المصطفون ، المطيعون لله ، القوامون بأمره ،
العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، إصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ،
[129]
واختاركم لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ،
وانتجبكم لنوره ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وحججا على بريته ،
وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة
لوحيه ، واركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده
وأدلاء على صراطه ، عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من
الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا .
فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكدتم
ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى
سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على
ما أصابكم في جنبه ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، و
نهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حق جهاده ، حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه
وأقمتم حدوده ، ونشرتم ( 1 ) شرايع أحكامه ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى
الرضا ، وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله من مضى .
فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكم زاهق
والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندكم
وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله
لديكم ، وعزائمه فيكم ، ونوره وبرهانه عندكم ، وأمره إليكم .
من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد
أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، أنتم
السبيل الاعظم ، والصراط الاقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، و
الرحمة الموصولة ، والاية المخزونة ، والامانة المحفوظة ، والباب المبتلى
به الناس .
من أتاكم ( فقد ) نجى ، ومن لم يأتكم ( فقد ) هلك * إلى الله تدعون ، وعليه
* ( هامش ص 129 ) ( 1 ) فسرتم خ ل . *
[130]
تدلون وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله
تحكمون ، سعد ( والله ) من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل
من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم
وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ،
ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم في أسفل درك
من الجحيم .
أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي ، وأن أرواحكم
ونوركم وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا
فجعلكم بعرشه محدقين ، حتى من علينا بكم ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع
ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا ( 1 ) عليكم ، وما خصنا به من ولايتكم ، طيبا
لخلقنا وطهارة لانفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلمين ( 2 )
بفضلكم ، ومعروفين بتصديقنا إياكم .
فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع
درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فايق ، ولا يسبقه سابق ،
ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا
صديق ولا شهيد ولا عالم ، ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح
ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد
إلا عرفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، و
صدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم
عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه .
بأبي أنتم وامي وأهلي ومالي واسرتي ، اشهدالله واشهدكم أني مؤمن
بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم ، وبضلالة
* ( هامش ص 130 ) ( 1 ) صلاتنا خ ل .
( 2 ) مسمين خ ل . *
[131]
من خالفكم موال لكم ولاوليائكم ، مبغض لاعدائكم ومعادلهم ، سلم لمن سالمكم و
حرب لمن حاربكم ، محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم
مقر بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم ، معترف بكم ، مؤمن بايابكم ، مصدق
برجعتكم ، منتظر لامركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم مستجير
بكم ، زائر لكم ، عائذ بكم ، لائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عز وجل بكم ، ومتقرب
بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجى وإرادتى ، في كل أحوالي وامورى .
مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ،
ومفوض في ذلك كله إليكم ، ومسلم فيه معكم ، وقلبي لكم مسلم ، ورأيي لكم تبع
ونصرتي لكم معدة ، حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ، ويظهركم
لعدله ، ويمكنكم في أرضه .
فمعكم معكم لا مع عدوكم ، آمنت بكم ، وتوليت آخركم بما توليت به
أولكم ، وبرئت إلى الله عزوجل من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوت والشياطين
وحزبهم الظالمين لكم ، والجاحدين لحقكم ، والمارقين من ولايتكم ، والغاصبين
لارثكم ، والشاكين فيكم ، والمنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم ، وكل
مطاع سواكم ، ومن الائمة الذين يدعون إلى النار .
فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ، ومحبتكم ودينكم ، ووفقنى
لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلنى من خيار مواليكم ، التابعين لما دعوتم إليه
وجعلني ممن يقتص آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في
زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في
أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده
قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، موالي لا احصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح
كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الاخيار ، وهداة الابرار ، وحجج
الجبار ، بكم فتح الله وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن
[132]
تقع على الارض إلا باذنه ، وبكم ينفس الهم ، وبكم يكشف الضر ، وعندكم ما
نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الامين .
وإن كانت الزيارة لاميرالمؤمنين فقل : " وإلى أخيك بعث الروح الامين "
آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طاطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع ( 1 ) .
كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت
الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من
جحد ولايتكم غضب الرحمان .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم
في الاسماء ، وأجسادكم في الاجساد ، وأرواحكم في الارواح ، وأنفسكم في
النفوس ، وآثاركم في الاثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم ، وأكرم
أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل خطركم ، وأوفى عهدكم ، وأصدق وعدكم .
كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم
الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم و
حتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه
ومأواه ومنتهاه .
بأبي أنتم وامي ونفسى ، كيف أصف حسن ثنائكم ، واحصي جميل بلائكم
وبكم أخرجنا الله من الذل ، وفرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا بكم من
شفا جرف الهلكات ومن النار .
بأبي أنتم وامي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان
فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة ، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة ، و
بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة
والمقام المحمود ، والمكان المعلوم عندالله عزوجل ، والجاه العظيم ، والشأن
الكبير ، والشفاعة المقبولة .
* ( هامش ص 132 ) ( 1 ) نخع خ ل نجع خ ل . *
[133]
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب ، سبحان ربنا
إن كان وعد ربنا لمفعولا .
ياولي الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا ( 1 ) رضاكم ، فبحق
من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، لما
استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائى ، فاني لكم مطيع ، من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن
عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله .
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الاخيار الائمة
الابرار ، لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني
في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم
الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله
ونعم الوكيل ( 2 ) .
( الوداع ) إذا أردت الانصراف فقل : السلام عليكم سلام مودع ، لا سئم
ولا قال ولا مال ، ورحمة الله وبركاته عليكم يا أهل بيت النبوة إنه حميد مجيد ، سلام
ولي غير راغب عنكم ، ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم ، ولا منحرف عنكم ، ولا
زاهد في قربكم ، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم ، وإتيان مشاهدكم
والسلام عليكم ، وحشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ، وجعلني من حزبكم
وأرضاكم عني ، ومكنني من دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملكنى في أيامكم
وشكر سعي بكم ، وغفر ذنبي بشفاعتكم ، وأقالل عثرتي بمحبتكم ( 3 ) وأعلى كعبي
بموالاتكم ، وشرفني بطاعتكم ، وأعزني بهداكم ، وجعلني ممن أنقلب مفلحا
منجحا ، غانما سالما ، معافا غنيا ، فائزا برضوان الله وفضله وكفايته ، بأفضل ما
* ( هامش ص 133 ) ( 1 ) الا رضى الله ورضاكم خ .
( 2 ) عيون الاخبار ج 2 ص 272 - 277 .
( 3 ) بحبكم خ ل . *
[134]
ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم ، ورزقني الله العود ثم
العود أبدا ما أبقاني ربي ، بنية صادقة ، وإيمان وتقوى وإخبات ، ورزق واسع
حلال طيب .
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم ، والصلاة عليهم ، وأوجب
لي المغفرة والرحمة والخير والبركة والتقوى والفوز والنور والايمان ، و
حسن الاجابة ، كما أوجبت لاوليائك العارفين بحقهم ، الموجبين طاعتهم ، والراغبين
في زيارتهم المتقربين إليك وإليهم .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ، اجعلوني في همكم ، وصيروني
في حزبكم ، وأدخلوني في شفاعتكم ، واذكروني عند ربكم ، اللهم صل على محمد
وآل محمد ، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام ، والسلام عليه وعليهم
ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا ، وحسبنا الله ونعم
الوكيل ( 1 ) .
بيان : " قوله عليه السلام " : وعليك السكينة أي اطمينان القلب بذكر الله و
تذكر عظمته وعظمة أوليائه ، والوقار اطمينان البدن ، وقيل بالعكس ومقاربة
الخطا إما لكثرة الثواب أو للوقار ، وموضع الرسالة أي مخزن علم جميع
رسل الله عليهم الصلاة والسلام أو القوم الذين جعل الله الرسول منهم ، والاول أظهر .
ومختلف الملائكة أى محل نزولهم وعروجهم ، ومهبط الوحى ، بفتح
الباء وكسرها إما باعتبار هبوطه على الرسول صلى الله عليه واله في بيوتهم أو عليهم لغير الشرايع
والاحكام كالمغيبات أو الاعم في ليلة القدر وغيرها ، فيكون في الشرايع للتأكيد
والتبيين ، وقد مر القول فيه في كتاب الامامة ، ومعدن الرحمة ، بكسر الدال
لان الرحمات الخاصة والعامة ، إنما تنزل على القوابل بسببهم كما مر تحقيقه .
وخزان العلم فان جميع العلوم التي نزلت من السماء في الكتب الالهية
* ( هامش ص 134 ) ( 1 ) عيون الاخبار ج 2 ص 277 - 278 . *
[135]
أوجرت على ألسنة الانبياء مخزونة عندهم مع ما نزلت أو تنزل عليهم في ليلة القدر
وغيرها كما سبق بيانه ، ومنتهى الحلم : أى محل نهاية الحلم ، أو ذا نهايته
أو نهايته مبالغة ، والحلم : إما بمعنى الاناة وكظم الغيظ ، أو العقل ، و
الاول أظهر .
واصول الكرم الكريم الجواد المعطي أو الجامع لانواع الخير والشرف
والفضايل ، والمعنيان وكمالهما فيهم ظاهران ، أو المراد أنهم أسباب كرم الله
تعالى على العباد في الدنيا والاخرة .
وقادة الامم أي طوايف هذه الامة إلى معرفة الله وطاعته في الدنيا بالهداية
وإلى درجات الجنان في الاخرة بالشفاعة ، أو قادة مؤمني جميع الامم في الاخرة
فان لهم الشفاعة الكبرى ، بل في الدنيا أيضا ، لان بالتوسل إلى أنوارهم المقدسة
اهتدى الانبياء واممهم .
وأولياء النعم أي النعم الظاهرة والباطنة ، فان بهم تنزل البركات وبهم
يفوز الخلق بالسعادات ، وعناصر الابرار : بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين ، وقد
يفتح الصاد : وهو الاصل والحسب ، أي هم اصول الابرار لانتسابهم إليهم و
اهتدائهم بهم ، أو لانهم إنما وجدوا ببركتهم ، أو لانه خلف كل منهم خلفا
وهو سيد الابرار .
ودعائم الاخيار جمع دعامة بكسر الدال وهي عماد البيت ، وهم سادة الاخيار


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 135 سطر 18 إلى صفحه 143 سطر 18

وبهم استنادهم ، وعليهم اعتمادهم ، وساسة العباد : جمع السائس أي ملوك العباد
وخلفاء الله عليهم .
وأركان البلاد فإن نظام العالم بوجود الامام ، وأبواب الايمان أي لا يعرف
الايمان إلا منهم ، أو لا يحصل بدون ولايتهم ، والسلالة بالضم ما انسل من
الشئ ، والولد ، والصفوة مثلثة الفاء الخلاصة والنقاوة ، والخيرة بكسر الخاء
وسكون اليآء وفتحها المختار ، على أئمة الهدى : أي الهدى يلزمهم ويتبعهم
فهم أئمته ، أو هم أئمة الناس في الهداية وهذا أظهر ، والدجى جمع الدجية
[136]
بالضم فيهما وهي الظلمة .
وأعلام التقى الاعلام جمع علم وهو العلامة والمنار والجبل ، أي إنهم
معروفون عند كل أحد بالتقوى ، ولا يعرف التقوى إلا منهم ، والنهى بالضم
العقل وجمع نهية أيضا وهي العقل ، والحجى كإلى العقل والفطنة ، وكهف
الورى أي ملجأ الخلايق في الدين والاخرة والدنيا ، وورثة الانبياء أي ورثوا
علوم الانبياء وآثارهم كالتابوت ، والعصا ، وخاتم سليمان ، وعمامة هارون ،
وغيرها كما مر في كتاب الامامة .
والمثل الاعلى أي مثل الله نوره تعالى بهم في آية النور ، والافراد لانه
مثل بجميعهم مع أن نورهم واحد ، والمثل ايضا يكون بمعنى الحجة والصفة ،
فهم حجج الله والمتصفون بصفاته ، كأنهم صفاته على المبالغة ، والدعوة الحسنى
الحمل على المبالغة أي أهل الدعوة الحسنى ، فإنهم يدعون الناس إلى طريق
النجاة ، أو المراد أنهم الذين فيهم الدعوة الحسنى من إبراهيم عليه السلام حيث قال " فاجعل
أفئدة من الناس تهوى اليهم " ( 1 ) وقال " ومن ذريتي " ( 2 ) كما قال النبي صلى الله عليه واله :
أنا دعوة أبي إبراهيم ، والاخرة والاولى : الاولى تأكيد للدنيا أو المراد بأهل
الاخرة أهل الملة الاخرة ، وكذا الاولى .
وحملة كتاب الله أي عندهم تمام الكتاب على ما نزل ، من غير نقص وتغيير
ومعناه وتأويله وبطونه . وذرية رسول الله صلى الله عليه واله شمل اميرالمؤمنين عليه السلام تغليبا ،
أو هذه الفقرة مختصة بغيره عليه السلام وسيأتي في الجامعة الكبيرة وورثة
رسول الله صلى الله عليه واله فلا يحتاج إلى تكلف ، والمستقرين في أمر الله : أي في أوامره عاملين بها
أو في أمر الخلافة .
وفي بعض النسخ المستوفرين أي الذين يعملون بأوامر الله أكثر من سائر
الخلق ، والتامين في محبة الله في بعض النسخ القديمة والنادمين بالنون من
* ( هامش ص 136 ) ( 1 ) ابراهيم : 37 .
( 2 ) البقرة : 124 . *
[137]
النمو أي نشأوا في بدو سنهم في محبته ، أو في كل آن وزمان يزدادون في
حبه ، والذادة الحماة : الذود الطرد والدفع أي يدفعون عن دين الله ما يبطله
ويحمون عباد الله عما يهلكهم ويضلهم .
وبقية الله أي بقية خلفاء الله في الارض من الانبياء والاوصياء ، إشارة إلى
قوله تعالى " بقية الله خير لكم إن كنتم تعلمون " أو الذين بهم أبقى الله على العباد
ورحمهم فالحمل للمبالغة فيكون إشارة إلى قوله تعالى " اولوا بقية " ( 1 ) والاول اظهر .
والعيبة الصندوق ، ونوره أي الذين نوروا العالم بعلم الله وهدايته ، أو
بنور الوجود ايضا ، لانهم علل غائية له ، والعزيز الغالب القاهر الذي لا يصل
أحد إلى كبريائه والحكيم المحكم لافعاله العالم بالحكم والمصالح ، القوامون
بأمره أي الامامة أو الاعم أو المقيمون لغيرهم على الطاعة بأمره .
اصطفاكم بعلمه أي عالما بأنكم مستأهلون لذلك الاصطفاء ، أو لان يجعلكم
خزان علمه أو بأن جعلكم كذلك .
وارتضاكم لغيبه إشارة إلى قوله تعالى " فلا يظهر على غيبه أحد إلا من
ارتضى من رسول " ( 2 ) إما بكون الرسول في الاية شاملا لهم على التغليب أو بكون
المراد به معنى آخر أعم من المعنى المصطلح ، ويحتمل أن لا يكون إشارة إليها
ويكون المقصود في الاية ، حصر علم الغيب بلا واسطة في الرسل ، وأما علمهم
عليهم السلام فإنما هو بتوسط الرسول صلى الله عليه واله ، ويظهر من كثير من الروايات أن لفظة
من في الاية ليست بيانية ، وأن المراد بالموصول أميرالمؤمنين أو مع سائر
الائمة عليهم السلام ، فانهم المرتضى من الرسول أي ارتضاهم بأمر الله للوصاية
والخلافة فلا يحتاج إلى تكلف .
واجتباكم بقدرته إشارة إلى علو مرتبة اجتبائهم ، حيث نسبه إلى قدرته
مؤميا إلى أن مثل ذلك من غرايب قدرته أو لاظهار قدرته ، ويحتمل أن يكون
المراد أعطاكم قدرته وأظهر منكم الامور التي هي فوق طاقة البشر بقدرته ،
* ( هامش ص 137 ) ( 1 ) هود : 86 و 116 . ( 2 ) الجن : 27 . *
[138]
كما قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ، ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية بل
بقوة ربانية .
وخصكم ببرهانه أي بالحجج والدلائل ، أو المعجزات ، أو القرآن ، أو
الاعم من الجميع وهو أظهر .
وأيدكم بروحه أي الروح الذي اختاره ، وهو روح القدس الذي هو معهم
يسددهم كما مر ، وتراجمة لوحيه التراجمة بكسر الجيم جمع الترجمان بالضم
والفتح ، وهو الذي يفسر الكلام بلسان آخر والمراد هنا مفسر القرآن وسائر
ما اوحي إلى نبينا وساير الانبيآء صلوات الله عليه وعليهم .
واركانا لتوحيده : أي لا يقبل التوحيد من أحد إلا إذا كان مقرونا بالاعتقاد
بولايتهم ، كما ورد في أخبار كثيرة أن مخالفيهم مشركون ، وأن كلمة التوحيد
في القيامة تسلب من غير الشيعة ، أو أنهم لو لم يكونوا لم يتبين توحيده فهم
أركانه ، أو المعنى أن الله جعلهم أركان الارض ليوحده الناس وفيه بعد .
وشهداء على خلقه كما قال تعالى " لتكونوا شهداء على الناس " وقد سبق
في الاخبار الكثيرة ، أن أعمال العباد تعرض عليهم ، ومنارا في بلاده أي يهتدي
بهم أهل البلاد ، وأدلاء على صراطه : أي دينه القويم في الدنيا ، والصراط
المعروف في الاخرة .
وآمنكم من الفتن أي في الدين ، وأذهب عنكم الرجس أي الشرك والشك
والمعاصي كلها ، ووكدتم ميثاقه أي الميثاق المأخوذ على الارواح ، أو الاعم
منه ومما أخذ النبي صلى الله عليه واله من الخلق ، على ما أصابكم في جنبه أي في طاعته وحقه
أو قربه وجواره ، كما قالوا في قوله تعالى " على ما فرطت في جنب الله " وصرتم
في ذلك أي في الجهاد أو في كل من الامور المتقدمة ، وكلمة في تحتمل السببية .
منه إلى الرضا : أي رضا الله عنكم أو رضاكم عن الله .
فالراغب عنكم مارق أي خارج من الدين ، واللازم لكم لاحق ، أي بكم
أو بالدرجات العالية ، ويقال : زهق الباطل أي اضمحل وزهق السهم إذا جاوز
[139]
الهدف ، وإليكم أي كل حق يرجع اليكم بالاخرة فإنكم الباعث لوصوله إلى الخلق
أو في القيامة يرجع إليكم فأن حسابهم عليكم . وإياب الخلق اليكم ، الاياب
بالكسر الرجوع أي رجوع الخلق في الدنيا لجميع امورهم اليهم وإلى كلامهم
وإلى مشاهدهم ، أو في القيامة للحساب وهو اظهر . فالمراد بقوله تعالى " إن
إلينا إيابهم " أي إلى أوليائنا كما دلت عليه أخبار كثيرة .
وفصل الخطاب عندكم أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل ، وآيات
الله لديكم أي آيات القرآن أو معجزات الانبياء .
وعزائمه فيكم أي الجد والاهتمام في التبليغ والصبر على المكاره والصدع
بالحق ، فيكم وردت ، وعليكم وجبت ، أو الواجبات اللازمة التي لم يرخص
في تركها إنما وجب على العباد لكم كوجوب متابعتكم والاعتقاد بامامتكم
وجلالتكم وعصمتكم ، أو ما أقسم الله به في القرآن كالشمس والقمر والضحى
أنتم المقصودون بها ، أو القسم بها إنما هو لكم ، وقيل أي كنتم آخذين بالعزائم
دون الرخص ، أو السور العزائم ، أو ساير الايات نزلت فيكم ، أو قبول
الواجبات اللازمة إنما هو بمتابعتكم ، أو الوفاء بالمواثيق والعهود الالهية
في متابعتكم .
وأمره إليكم أي أمر الامامة وظاهره يؤمي إلى التفويض ( 1 ) والرحمة
* ( هامش ص 139 ) ( 1 ) كان الانسب من شيخنا المؤلف رحمه الله التعبير بيوهم بدل يومى فان قوله عليه
السلام في الزيارة : وأمره اليكم لا يومى إلى التفويض بعد أن كان التفويض مما نبرأ منه
تبعا لائمتنا عليهم السلام وقد أمرونا في كثير من الاحاديث بلعن المفوضة وحتى قرنوهم
بالغلاة ونعتوهم بالكفر والشرك .
وقد سبق من شيخنا المؤلف رحمه الله في الجزء السابع ص 295 ط ( كمبانى )
نقلا عن عيون أخبار الرضا ( ع ) رواية حديث أبى هاشم الجعفرى حين سأل الامام الرضا
عليه السلام عن الغلاة والمفوضة فقال : الغلاة كفار والمفوضة مشركون ، من جالسهم أو
خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج اليهم أو أمنهم أو ائتمنهم *
[140]
الموصولة أي الغير المنقطعة فإن كل إمام بعده إمام ، كما فسر قوله تعالى
" ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " بذلك في بعض الاخبار ، أو الموصولة
بين الله وبين خلقه .
والاية المخزونة أي هم علامة قدرة الله تعالى وعظمته ، لكن معرفة ذلك
كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم ، وفيه إشارة إلى أن الايات في
بطون الايات هم الائمة عليهم السلام كما مر في الاخبار ، وقد قال أميرالمؤمنين
صلوات الله عليه : ما لله آية أكبر منى .
والامانة المحفوظة أي يجب على العالمين حفظهم وبذل أنفسهم وأموالهم
في حراستهم ، أو المراد ذو الامانة بمعنى أن ولايتهم الامانة المحفوظة المعروضة *
( هامش ص 140 ) على أمانة أو صدق حديثهم وأعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عزوجل وولاية
رسول الله صلى الله عليه وآله وولايتنا أهل البيت .
وكذلك خبر يزيد بن عمير المروى في العيون أيضا وقال فيه : دخلت على على
ابن موسى الرضا ( ع ) بمرو فقلت له يا ابن رسول الله روى لنا عن الصادق جعفر بن محمد
عليه السلام أنه قال : لا جبر ولا تفويض أمر بين أمرين فما معناه ؟ فقال : من زعم أن الله
عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه ( ع ) فقد قال بالتفويض ، والقائل بالجبر
كافر والقائل بالتفويض مشرك .
ونحو هذين الخبرين مما أوضح معنى تفويض أمر الخلق إلى الائمة وأبطل قول
المفوضة وأوجب لعنهم ومقاطعتهم . فكل ما ورد في هذه الزيارة الجامعة - وغيرها مما
يوهم ظاهره التفويض ولا يومى إلى ذلك ، فانما هو محمول على رعايتهم عليهم السلام لامر
خلقه عزوجل وقيامهم بينهم باعلاء دينه اذ أنهم ( ع ) حججه على خلقه وأنهم عباد مكرمون
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون .
ويزيد ما قلناه ايضاحا ما جاء في آخر الزيارة المذكورة من قوله ( ع ) واسترعاكم
أمر خلقه أى جعلكم رعاة لامرهم وولاة عليهم وأين هذا من التفويض المنهى عنه
والملعون قائله ؟ *
[141]
على السموات والارض ، وقد مر أخبار كثيرة في أن الامانة المعروضة هي
الولاية ولا يبعد أن يكون في الاصل المعروضة .
والباب المبتلى به الناس : إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه واله : مثل أهل بيتي
مثل باب حطة ، أشهد أن هذا : اسم الاشارة راجع إلى وجوب المتابعة ، أو إلى
كل من المذكورات ، سابق لكم فيما مضى أي جار لكم فيما مضى من الائمة
ويحتمل الازمنة السالفة والكتب المتقدمة ، والاول أظهر ، فجعلكم بعرشه
محدقين أي مطيفين .
فجعلكم في بيوت إشارة إلى أن الايات التي بعد آية النور أيضا نزلت
فيهم ، كما أن الايات التي بعدها نزلت في أعدائهم ، وقد تقدمت الاخبار
الكثيرة في ذلك ، فالمراد بالبيوت ، إما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم
والحكمة وغيرهما من الكمالات والذكر فيها كناية عن استفاضة تلك الانوار
منهم ، أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي والائمة صلوات الله عليه
وعليهم في حياتهم ، ومشاهدهم بعد وفاتهم ، طيبا لخلقنا بالفتح إشارة إلى مامر
في الروايات أن ولايتهم وحبهم علامة طيب الولادة ، أو بالضم أي جعل
صلاتنا عليكم وولايتنا لكم سببا لتزكية أخلاقنا واتصافنا بالاخلاق الحسنة .
وكنا عنده مسلمين بفضلكم إشارة إلى ماورد في أخبار الطينة ، والاخبار
الدالة على أن عندهم كتابا فيه أسماء شيعتهم وأسماء آبائهم ، وفي بعض النسخ
مسمين ولعله أظهر ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد أي عالم أو حاضر ، وخطر
الرجل بالتحريك قدره ومنزلته ، والشأن بالهمز : الامر والحال ، وقال
البيضاوي ( 1 ) في قوله تعالى " في مقعد صدق " أي مقام مرضي .
وثبات مقامكم أي قيامكم في طاعة الله ومرضاته ومعرفته ، والاسرة بالضم
من الرجل الرهط الادنون ، والسلم بالكسر المصالحة والانقياد . محتمل
لعلمكم أي لا أرد ماورد عنكم وإن لم يبلغ إليه فهمي ، محتجب بذمتكم أي
* ( هامش ص 141 ) ( 1 ) تفسير البيضاوى ص 705 طبع اسلامبول سنة 1305 بهامش القرآن الكريم . *
[142]
مستتر عن المهالك بدخولي في ذمتكم وأمانكم .
مؤمن بإيابكم أي برجعتكم في الدنيا لاعلاء الدين والانتقام من الكافرين
والمنافقين قبل القيامة ، والفقرة التالية مفسرة لها ، وهما تدلان على رجعة جميع
الائمة وقد مر بيانها في كتاب الغيبة والارتقاب الانتظار ويقال : لاذ به إذا
التجأ به واستغاث ، مؤمن بسركم وعلانيتكم أي بالامام المختفى والظاهر منكم
أو بما ظهر من كمالاتكم وبما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم ،
وهذا أظهر .
ومفوض في ذلك كله إليكم : أي لا أعترض عليكم في شئ من اموركم ،
وأعلم أن كلما تأتون به فهو بأمره تعالى ، أو اسلم جميع اموري إليكم لكي تصلحوا
خللها حيا وميتا والاول أظهر ، ومسلم فيه أي لا أعترض على الله تعالى في
عدم استيلائكم وغيبتكم وغير ذلك بل أسلم وأرضى بقضائه معكم ، أي كما
سلمتم ورضيتم ، وقلبي لكم مسلم أي منقاد لا يختلج فيه شئ لشئ من أفعالكم
وأقوالكم وأحوالكم ، ورأيي لكم تبع أي تابع لرأيكم .
ويردكم في أيامه : إشارة إلى الرجعة ، وإلى ماورد في الاخبار أن
المراد بالايام في قوله تعالى ( وذكرهم بأيام الله ) هي ايام قيام القائم عليه السلام ،
ومن الجبت والطاغوت أي الاول والثاني ، والشياطين سائر خلفاء الجور .
والوليجة الدخيلة وخاصتك من الرجال ، أو من تتخذه معتمدا عليه
من غير أهلك ، والرجل يكون في القوم وليس منهم أي لا أتخذ من غيرهم
من أعتمد عليه في ديني وسائرا مورى ، أو أبرأ من كل من أدخلوه معكم في
الامامة والخلافة ، وليس منكم ، وفيه إشارة إلى أن المؤمنين في قوله تعالى
" ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " هم الائمة عليهم السلام وقال
بعض المفسرين فيها أي دخلا وبطانة من المشركين يخالطونهم ويودونهم . واقتص
أثره أى تتبعه .
والزمرة بالضم الفوج والجماعة ، ويكر في رجعتكم : الكر الرجوع
[143]
يقال كره وكر بنفسه يتعدى ولا يتعدى ذكره الجوهرى ( 1 ) وهذا يدل على
رجوع خواص الشيعة ايضا في رجعتهم ، من أراد الله بدأ بكم أى من لم يبدأ
بكم فلم يرد الله بل أراد الشيطان ، ومن وحده قبل عنكم أى من لم يقبل
عنكم فليس بموحد ، بل هو مشرك وإن أظهر التوحيد .
بكم فتح الله أى في الوجود أو الخلافة أو جميع الخيرات ، والباء تحتمل
السببية والصلة ، وبكم يختم أى دولتكم آخر الدول والدولة في الاخرة
ايضا لكم ، إلا باذنه : أى عند قيام الساعة أو في كل وقت يريد ، ويقال
طاطأ رأسه أى طامنه وخفضه ، وبخع كل متكبر لطاعتكم : بخع بالحق بخوعا
أقربه وخضع به كنجع بالكسر نجاعة وفي بعض النسخ بالنون يقال نخع لي
بحقي كمنع أى أقر .
ذكركم في الذاكرين أي وإن كان ذكر كم في الظاهر مذكورا من بين
الذاكرين ولكن لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم ، فما أحلى أسماءكم وكذا
البواقي ، ويمكن تطبيق الفقرات بأدنى تكلف مع أنه لا حاجة اليه ، إذ مجموع
تلك الفقرات في مقابلة مجموع الفقرات الاخر ، ومنتهاه أي كل خير يرجع
بالاخرة إليكم لانكم سببه ، أو الخيرات الكاملة النازلة من الله ينتهى إليكم
وينزل عليكم . جميل بلائكم أي نعمتكم ، والبلاء تكون منحة ومحنة ، وغمرة
الشئ شدته ومزدحمه ، من شفا جرف الهلكات شفا كل شئ حرفه وجانبه ، والجرف بالضم وبضمتين ما تجرفته السيول وأكلته من الارض قاله الجوهري ( 2 ) .
وبموالاتكم تمت الكلمة أي كلمة التوحيد أوالايمان إشارة إلى قوله تعالى


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 143 سطر 19 إلى صفحه 151 سطر 18

" اليوم اكملت لكم دينكم " والمفترضة على بنآء المفعول يقال افترضه الله أي أوجبه ، ولكم المودة الواجبة أي في قوله تعالى ( قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا
المودة في القربى ) .
* ( هامش ص 143 ) ( 1 ) صحاح الجوهرى ج 2 ص 805 .
( 2 ) الصحاح ج 4 ص 1336 . *
[144]
والمقام المحمود هو مقام الشفاعة الكبرى كما قال تعالى ( عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا ) والمقام المعلوم أي في القرب والكمال إشارة إلى قوله تعالى
( وما منا إلا له مقام معلوم ) في بطن الاية كما مر ، لا تزغ قلوبنا أي لا تملها إلى
الباطل " أن كان " أن مخففة من المثقلة " وعد ربنا لمفعولا " أي ما وعده لنا من
إجابة الدعوات وتضعيف المثوبات .
لا يأتى عليها إلا رضاكم أي لا يذهبها ولا يمحوها إلا رضاكم عنا وشفاعتكم
لنا ، يقال أتى عليه الدهر أي أهلكه ، لما استوهبتم كلمة لما إيجابية بمعنى
إلا أي أسئلكم واقسم عليكم في جميع الاحوال إلا حال الاستيهاب الذي هو وقت
حصول المطلب ، ولا قال أي مبغض ، ولا مال من الملال ، وأعلا كعبي بموالاتكم
أى غلبنى على أعدائي بأن يجعلهم تحت قدمي ، أو المراد مطلق العلو والرفعة ،
وقال الجزري ( 1 ) في حديث قيلة والله لا يزال كعبك عاليا ، هو دعاء لها
بالشرف والعلو انتهى .
والاخبات الخضوع ، اجعلوني في همكم أى فيمن تهتمون لامورهم ،
ولكم العناية في شأنهم بالشفاعة لهم في الدنيا والاخرة .
أقول : إنما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلا وإن لم أستوف حقها
حذرا من الاطالة لانها أصح الزيارات سندا ، وأعمها موردا ، وأفصحها لفظا
وأبلغها معنى ، وأعلاها شأنا ( 2 ) .
* ( هامش ص 144 ) ( 1 ) النهاية ج 4 ص 23 .
( 2 ) لقد عكف كثير من الاعلام على شرح هذه الزيارة اهتماما بها فشرحوا بعض
ما ورد فيها مما يوجب الايهام وأوضحوا بعض ألفاظها ومعانيها المغلقة دفعا للاعتراض
وردا للانتقاد وقد ذكر جملة منهم شيخنا الحجة الرازى دام ظله في كتابه الذريعة والى
القارئ أسماء من ذكرهم في خصوص ج 13 - وهم .
1 - الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائى المتوفى 1243 أو 41 وشرحه
مطبوع وعندى منه نسخة مخطوطة كتبت في حياة المؤلف في سنة 1238 بعد تأليفه *
[145]
أقول : رأيت من بعض تأليفات أصحابنا نسخة قديمة ذكر فيها هذه الزيارة
وقدم قبلها دعاء الاذن ، فقال : إذا دخلت المشهد فقف على الباب مستقبل
القبلة وقل :
اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه
وآله ، وقد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا باذن نبيك ، فقلت " يا أيها
الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا يؤذن لكم " اللهم وإني أعتقد حرمة
نبيك في غيبته ، كما أعتقد في حضرته ، وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك
يرزقون ، يرون مكاني في وقتي هذا وزماني ، ويسمعون كلامي ، ويردون
علي سلامي ، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم
وإني أستأذنك يارب أولا وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن
خليفتك الامام المفروض علي طاعته ، في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته
وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة ، المطيعة لك السامعة
السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك ورحمة
الله وبركاته .
بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفآئه ، وإذن هذا الامام وبإذنكم صلوات
* ( هامش ص 145 ) بثمان سنين .
2 - المولى محمد تقى المجلسى والد شيخنا الباقر مؤلف كتابنا هذا - البحار -
3 - السيد حسين بن محمد تقى الهمدانى واسم شرحه الشموس الطالعة .
4 - السيد عبدالله شبر الحسينى واسم شرحه الانوار اللامعة وهو مطبوع
5 - السيد ميرزا على نقى بن المجاهد الطباطبائى الحائرى .
6 - الميرزا محمد على بن محمد نصير الجهاردهى الرشتى
7 - ألسيد محمد بن محمد باقر الحسينى النائينى المختارى .
8 - السيد محمد بن عبدالكريم الطباطبائى البروجردى واسم شرحه الاعلام اللامعة
وغيرهم ممن لا يسمعنا الوقت باستقرارئهم . *
[146]
الله عليكم أجمعين ، أدخل إلى هذا البيت متقربا إلى الله تعالى برسوله محمد وبآله
الطاهرين ، فكونوا ملائكة الله أعواني وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت
وأدعوالله بفنون الدعوات ، وأعترف لله بالعبودية ، ولهذا الامام وآبائه صلوات
الله عليهم بالطاعة .
ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى وقل : بسم الله وبالله وفي سبيل الله ، وعلى
ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله .
ثم قل : الله أكبر مائة مرة وقف مستقبل الضريح واجعل القبلة بين كتفيك
وقل : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وذكر مثل ما مر سواء إلا أنه قال بعد
قوله عليه السلام : إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ثم انكب على القبر وقل : يا ولي الله
إلى آخر الزيارة .
5 - ثم اعلم أني لما رأيت تلك الزيارة أيضا في أصل مصحح قديم من تأليفات
قدماء أصحابنا سميناه في أول كتابنا بالكتاب العتيق أبسط مما أوردنا ، مع
اختلاف في ألفاظها فأحببت إيرادها وجعلتها -
( الزيارة الثالثة ) .
قال : إذا وصلت إليهم فقل : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، الذى
ليس كمثله شئ وهو السميع العليم ، ولا إله إلا الله الملك الحق المبين ، وسبحان الله
رب العرش العظيم ، صلوات الله وتحياته ورأفته ومغفرته ورضوانه وفضله وكرامته
ورحمته وبركاته وصلوات ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، والشهداء والصديقين
وعباده الصالحين ، ومن سبح لرب العالمين من الاولين والاخرين ، ملء السموات
والارضين ، وملء كل شئ ، وعدد كل شئ ، وزنة كل شئ أبدا ، ومثل
الابد ، وبعد الابد مثل الابد ، وأضعاف ذلك كله ، في مثل ذلك كله سرمدا
دائما مع دوام ملك الله وبقاء وجهه الكريم ، على سيد المرسلين ، وخاتم النبيين
[147]
وإمام المتقين ، وولي المؤمنين ، وملاذ العالمين ، وسراج الناظرين ، وأمان
الخائفين ، وتالي الايمان ، وصاحب القرآن ، ونور الانوار ، وهادي الابرار ،
ودعامة الجبار ، وحجته على العالمين ، وخيرته من الاولين والاخرين ، محمد
ابن عبدالله نبيه ورسوله وحبيبه وصفيه وخاصته وخالصته ورحمته ونوره و
سفيره وأمينه وحجابه وعينه وذكره ووليه وجنبه وصراطه ، وعروته الوثقى ،
وحبله المتين ، وبرهانه المبين ، ومثله الاعلى ، ودعوته الحسنى ، وآيته
الكبرى ، وحجته العظمى ، ورسوله الكريم ، الرؤف الرحيم ، القوى العزيز الشفيع
المطاع ، وعلى الائمة عليهم جميعا السلام :
أميرالمؤمنين علي ، والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى
وعلي ومحمد وعلي والحسن ، والخلف المهدي عليه وعليهم السلام و
الرحمة ، الطيبين الطاهرين المطيعين المقربين ، وعليه وعليهم أفضل سلام الله ،
وأوفر رحمته ، وأزكى تحياته ، وأشرف صلواته ، وأعظم بركاته أبدا من جميع
المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ، ومني ومن والدي وأهلي وولدي
وإخوتي وأخواتي وأهلي وقراباتي ، في حياتي ما بقيت ، وبعد وفاتي ، وما
طلعت شمس أو غربت ، عليهم سلام الله في الاولين ، وعليهم سلام الله في الاخرين
وعليهم سلام الله يوم يقوم الناس لرب العالمين .
سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، سلام عليك يا رسول الله !
سلام عليك يا خيرة الله من خلقه ، وصفوته من بريته ، السلام عليك يا أمين الله
عن رسالته ، وعزائم أمره ، الخاتم لماسبق ، والفاتح لما غلق ( 1 ) والمهيمن على
ذلك كله ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا سيد المرسلين ، السلام عليك
يا خاتم النبيين ، السلام عليك يا امام المتقين ، السلام عليك يا ولي المؤمنين
السلام عليك يا مولى المسلمين ، السلام عليك يا حجة الله على العالمين ، السلام
عليك يا خالصة الله وخليله وحبيبه وصفيه من الاولين والاخرين ، السلام
* ( هامش ص 147 ) ( 1 ) انغلق خ ل . *
[148]
عليك يا أيها البشير النذير ، السلام عليك يا محمد بن عبدالله ، السلام عليك يا أبا
القاسم وعلى آلك ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ،
ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، ومأوى السكينة ، وخزان العلم ، ومنتهى
الحلم ، واصول الكرم ، وقادة الامم ، وأولياء النعم ، وعناصر الابرار ، ودعائم
الجبار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناء الرحمن ، و
سلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وآل يس ، وعترة خيرة رب العالمين ، ورحمة
الله وبركاته ، السلام عليكم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأهل التقوى ،
وأعلام التقى ، وذوي النهى ، واولي الحجى ، وسادة الورى ، وبدور الدنيا
وورثة الانبياء ، والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى والحجة على من في الارض
والسماء ، والاخرة والاولى ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ،
وخزنة علم الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وورثة رسول الله ، ورحمة
الله وبركاته ، السلام على الدعاة إلى الله ، والادلاء على الله ، والمؤذنين عن الله
والقائمين بحق الله ، والناطقين عن الله ، والمستوفرين في أمر الله ، والمخلصين
في طاعة الله ( 1 ) ، والصادعين بدين الله ، والتامين في محبة الله ، وعباده المكرمين
الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على الائمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة
الحماة ، والاساد السقاة ، وأهل الذكر ، واولي الامر ، وبقية الله وخيرته
وصفوته وحزبه وعينه وحجته وجنبه وصراطه ونوره ، ورحمة الله وبركاته .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه ، وشهدت له
ملائكته ، واولو العلم من خلقه ، لا إله إلا الله العزيز الحكيم ، وأن محمدا صلى الله عليه واله
عبده ورسوله المجتبى ، ونبيه المرتجى ، وحبيبه المصطفى ، وأمينه المرتضى ، أرسله
( هامش ص 148 ) ( 1 ) توحيد الله خ . *
[149]
نذيرا في الاولين ، ورسولا في الاخرين بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين
كله ، ولو كره المشركون ، فصدع صلى الله عليه واله بما امر به ، وبلغ ما حمل ، و
نصح لامته ، وجاهد في سبيل ربه ، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ،
وصبر على ما أصابه في جنبه ، وعبده صادقا مصدقا صابرا محتسبا لا وانيا ولا
مقصرا ، حتى أتاه اليقين .
وأشهد أن الدين كما شرع ، والكتاب كما تلا ، والحلال ما أحل ، و
الحرام ما حرم ، والفصل ما قضى ، والحق ما قال ، والرشد ماأمر ، وأن
الذين كذبوه وخالفوه ، وكذبوا عليه ، وجحدوا حقه ، وأنكروا فضله
واتهموه ، وظلموا وصيه واعتدوا عليه ، وغصبوه خلافته ، ونقضوا عهده فيه ،
وحلوا عقده له ، وأسسوا الجور والظلم والعدوان على آله ، وقتلوهم وتولوا
غيرهم ، ذائقوا العذاب الاليم ، في أسفل درك من الجحيم ، لا يخفف عنهم من عذابها
وهم فيه مبلسون ، ملعونون ناكسوا رؤسهم . فعاينوا الندامة والخزي الطويل ، مع
الارذلين الاشرار ، قد كبوا على وجوههم في النار ، وأن الذين آمنوا به و
صدقوه ونصروه ووقروه وأجابوه وعزروه واتبعوه ، واتبعوا النور الذي انزل
معه ، اولئك هم المفلحون ، في جنات النعيم ، والفوز العظيم ، والغبطة والسرور
والملك الكبير والثواب المقيم في المقام الكريم .
فجزاه عنا أحسن الجزاء وخير ما جزى نبيا عن امته ، ورسولا عمن
ارسل إليه ، وخصه بأفضل قسم الفضائل ، وبلغه أعلى شرف المكرمين ، من
الدرجات العلى في أعلى عليين ، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
وأعطاه حتى يرضى ، وزاده بعد الرضا ، وجعله أقرب الخلق منه مجلسا ، و
أدناهم إليه منزلا ، وأعظمهم عنده جاها ، وأعلاهم لديه كعبا ، وأحسنهم عليه
ثنآء ، وأول المتكلمين كلاما ، وأكثر النبيين أتباعا ، وأوفر الخلق نصيبا
وأجز لهم حظا في كل خير هو قاسمه بينهم ، وأحسن جزاءه عن جميع المؤمنين
من الاولين والاخرين
[150]
وأشهد أنكم الائمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون
المتقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره ، العاملون بارادته ، الفائزون
بكرامته .
اصطفاكم بعلمه ، واصطنعكم لنفسه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم
لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببراهينه وانتجبكم لنوره
وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وجعلكم حججا على بريته ، وأنصارا
لدينه ، وحفظة لحكمه ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ،
وأركانا لتوحيده ، وسفراء عنه ، وشهداء على خلقه ، وأسبابا إليه ، وأعلاما لعباده
ومنارا في بلاده ، وسبلا إلى جنته ، وأدلاء على صراطه .
عصمكم الله من الذنوب ، وبرأكم من العيوب ، وائتمنكم على الغيوب ، و
جنبكم الافات ، ووقاكم السيئات ، وطهركم من الدنس والزيغ ، ونزهكم
من الزلل والخطاء ، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم من الفتن ، واسترعاكم
الانام ، وفوض إليكم الامور ، وجعل لكم التدبير ، وعرفكم الاسباب ، وأورثكم
الكتاب ، وأعطاكم المقاليد ، سخر لكم ما خلق ، فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه
وهبتم عظمته ، ومجدتم كرمه ، وأدمنتم ذكره ، ووكدتم ميثاقه ، وأحكمتم
عقد عرى طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه
وصدعتم بأمره ، وتلوتم كتابه ، وحذرتم بأسه ، وذكرتم أيامه ، ووفيتم بعهده
وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، و
جاهدتم في الله حق جهاده ، وجادلتم بالتي هي أحسن ، حتى أعلنتم دعوته ، و
قمعتم عدوه وأظهرتم دينه ، وبينتم فرايضه ، وأقمتم حدوده ، وشرعتم أحكامه ،
وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله
من مضى .
الراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصر عنكم زاهق ، و
[151]
الحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم
وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم وآياته لديكم وعزائمه
فيكم ، ونوره معكم ، وبرهانه منكم ، وأمره إليكم من والاكم فقد والى الله
ومن أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن اعتصم بكم فقد
اعتصم بالله .
أنتم يا موالي ونعم الموالي السبيل الاعظم ، والصراط الاقوم ، وشهداء
دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والاية المخزونة ، والامانة
المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجا ، ومن أباكم هوى ، إلى
الله تدعون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون
وبقوله تحكمون ، وإليه تنيبون ، وإياه تعظمون ، سعد من والاكم ، وهلك
من عاداكم ، وخاب من جهلكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ،
وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم .
من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم
كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم ففي أسفل درك الجحيم ، أشهد أن
هذا سابق لكم فيما مضى ، وجارلكم فيما بقي ، وأن أنواركم وأجسادكم ( 1 )
وأشباحكم وظلالكم وأرواحكم وطينتكم واحدة ، جلت وعظمت وبوركت
وقدست وطابت وطهرت بعضا من بعض ، لم تزالوا بعين الله وعنده ، وفي ملكوته
تأمرون ، وله تخلفون ، وإياه تسبحون ، وبعرشه محدقون ، وبه حافون ، حتى


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 151 سطر 19 إلى صفحه 159 سطر 18

مر بكم علينا .
فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو
والاصال رجال تولى عز ذكره تطهيرها ، وأمر خلقه بتعظيمها ، فرفعها على كل
بيت قدسه في الارض ، وأعلاها على كل بيت طهره في السماء ، لا يوازيها خطر
ولا يسمو إلى سمكها البصر ، ولا يطمع إلى أرضها ( 2 ) النظر ، ولا يقع على كنهها
* ( هامش ص 151 ) ( 1 ) وأسماءكم خ ل . ( 2 ) لا يطمح إلى عرضها خ ل . *
[152]
الفكر ، ولا يعادل سكانها البشر ، يتمنى كل أحد أنه منكم ، ولا تتمنون أنكم
من غيركم ، إليكم انتهت المكارم والشرف ، ومنكم استقرت الانوار والعزة
والمجد والسودد ، فما فوقكم أحد إلا الله الكبير المتعال ، ولا أقرب إليه ولا
أخص لديه ولا أكرم عليه منكم .
أنتم سكن البلاد ، ونور العباد ، وعليكم الاعتماد يوم التناد ، كل ما غاب
منكم حجة أو أفل منكم نجم ، أطلع الله لخلقه عقبه خلفا ، إماما هاديا ، وبرهانا
مبينا ، وعلما نيرا ، واع عن واع ، وهاد بعد هاد ، حزنة حفظة ، لا يغيض
عنكم غزره ، ولا ينقطع مواده ولا يسلب منكم إرثه ، سببا موصولا من الله إليكم ،
ورحمة منه علينا ، ونورا منه لنا ، وحجة منه علينا ، ترشدوننا إليه ، وتقربوننا
منه وتزلفوننا لديه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وذكرنا لكم ، وما خصنا به من
ولايتكم ، وعرفنا من فضلكم ، طيبا لخلقنا ، وطهارة لانفسنا ، وبركة فينا ،
إذ كنا عنده موسومين ( فيكم ) ، معترفين بفضلكم ، معروفين بتصديقنا إياكم ،
مذكورين بطاعتنا لكم ، ومشهورين بايماننا بكم .
فبلغ الله بكم أفضل شرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، و
أرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه
سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل
ولا صديق ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح
ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شاهد
ما هنالك ، إلا عرفه جلالة أمركم وعظم خطركم ، وكبير ( 1 ) شأنكم ، وجلالة
قدركم ، وتمام نوركم ، وصدق مقعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ،
ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب مجلسكم منه .
ثم جعل خاصة الصلوات وأفضلها ، ونامي ( 2 ) البركات وأشرفها ، وزاكي
التحيات وأتمها ، منه ومن ملائكته المقربين ، ورسله وأنبيائه المنتجبين ،
* ( هامش ص 152 ) ( 1 ) كبر خ ل . ( 2 ) وافى خ ل *
[153]
والشهداء والصالحين ، من عباده المخلصين ، كما هو أهله ، وأنتم أهله ، أبدا
عليكم أجمعين .
اشهد الله واشهدكم يا موالي ، بأبي أنتم وامي ونفسي أني عبدكم ، و
طوب لي إن قبلتموني عبدا ، وأني مؤمن بكم وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما
كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم محب لاوليائكم
ومعاد لاعدائكم ، لاعن لهم ، متبرئ منهم ، مبغض لهم ، سلم لمن سالكم ، حرب
لمن حاربكم ، محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم ،
مقر بفضلكم ، مقتد بكم ، مسلم لقولكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم
موقن بايابكم مصدق برجعتكم ، منتظر لايامكم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم
عامل بأمركم ، مستجيربكم ، معتصم بحبلكم ، محترس بكم ، زائر لكم لائذ
بقبوركم ، عائذ بكم ، مستشفع إلى الله بكم ، ومتوسل بكم إليه .
وأنتم عدتي للقائه ، وحسبي بكم ، ومتقرب بكم إليه ، ومقدمكم أمام
طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي واموري ، في دنياي وديني وآخرتي
ومنقلبي ومثواي ، ومؤمن بسركم ، وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، و
أولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إليكم ، ومسلم فيه لكم ، ورأيي لكم
متبع ، ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم ، ويظهركم لعدله ، فيردكم
في أيامه ، ويقيمكم لخلقه ، ثم يملككم في أرضه .
فمعكم معكم لا مع غيركم ، وإليكم إليكم لا إلى عدوكم ، آمنت بكم
وتوليت آخركم ، بما توليت به أولكم ، وبرئت إلى الله من أعدائكم ، الجبت
والطاغوت ، والابالسة والشياطين ، ومن حزبهم وأتباعهم ، ومحبيهم وذويهم
والراضين بهم وبفعلهم ، الصادين عنكم ، الظالمين لكم ، الجاحدين حقكم ، المفارقين لكم ، الغاصبين إرثكم ، والشاقين ( 1 ) فيكم ، والمنحرفين عنكم ، ومن كل
وليجة دونكم .
* ( هامش ص 153 ) ( 1 ) والشاكين ظ . *
[154]
وثبتني الله أبدا ما حييت وبعد وفاتي على موالاتكم ، ومحبتكم ودينكم
ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم .
وجعلني من خيار مواليكم التابعين ما دعوتم إليه ، ممن يقفو آثاركم ،
ويسلك سبيلهم ، ويقتدي ( 1 ) بهداكم ، ويقتص منهاجكم ، ويكون من حزبكم ،
ويتعلق بحجزتكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكرر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم
ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن أحبه
اتبعكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، لا احصى يا موالي
فضلكم ، ولا أعد ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف
قدركم .
أنتم نور الانوار ، وهداة الابرار ، وأئمة الاخيار ، وأصفياة الجبار ، بكم
فتح الله ، وبكم يختم ، وبكم يمسك السمآء أن تقع على الارض إلا باذنه ،
وبكم ينزل الغيث ، وينفس الهم ، ويكشف السوء ، ويدفع الضر ويغني العديم
ويشفي السقيم ، بمنطقكم نطق كل لسان ، وبكم سبح السبوح القدوس ، و
بتسبيحكم جرت الالسن بالتسبيح ، فيكم نزلت رسله وعليكم هبطت ملائكته
وإليكم بعث الروح الامين ، وآتاكم الله مالم يؤت أحدا من العالمين .
طاطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل
جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الارض بنوركم ، ففاز الفائزون
بكم ، وبكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم
في الاسماء ، وأجسادكم في الاجساد ، وأرواحكم في الارواح ، وأنفسكم في
النفوس ، فما أحلى أسماءكم ، وأكرم نفوسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل أخطاركم
وأعلى أقداركم ، وأوفى عهدكم ، وأصدق وعدكم .
* ( هامش ص 154 ) ( 1 ) يهتدى خ ل . *
[155]
كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم تقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم
الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق ، ورأيكم علم وحزم ، إن ذكر
الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ، ومأواه ومنتهاه .
بأبي أنتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم ، واحصي جميل بلائكم
وبكم أخرجنا الله من الذل ، وأطلق عنا رهائن الغل ، ووضع عنا الاصار ، و
فرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا من شفا حفرة من النار ، بموالاتكم أظهر الله
معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة ، وعظمت
النعمة ، وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، وأعظم بها طاعة
ولكم المودة الواجبة ، وأكرم بها مودة ، لكم الدرجات الرفيعة والانوار الزاهرة
والمقام المعلوم عند الله ، والجاه العظيم ، والقدر الجليل ، والشأن الكبير ،
والشفاعة المقبولة .
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب ، ربنا إننا
سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا .
لبيك اللهم لبيك مجابا ، ومسمعا جليلا ، ومناديا عظيما ، لبيك وسعديك
تباركت وتعاليت ، وتجاللت وتكبرت ، وتعظمت وتقدست لبيك ربنا وسعديك
إقرارا بربوبيتك ، وإيقانا بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، ها أنا ذا عبدك
بين يديك ، لبيك اللهم لبيك ، تلبية الخائف منك ، الراجي لك ، المستجير بك
رضينا وأحببنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، وأنت إلهنا ومولانا .
لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني ، ولم ادرك نصرتك ، فها أنا ذا عبدك
وزائرك وزائر آلك وعترتك ، والمحل بساحتكم ( 1 ) قد أجابكم قلبي ونفسي و
روحى وسمعي وبصري بالتسليم والايمان بك وبأخيك ووصيك أميرالمؤمنين ،
وسيد الوصيين ، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين ، وسبطيك الحسن والحسين
* ( هامش ص 155 ) ( 1 ) والوافد اليكم خ . *
[156]
سيدى شباب أهل الجنان ، وبالادلاء على الله ، الائمة من عترتك وذريتك الطاهرين
ونصرتي لكم معدة ، حتى يحكم الله باذنه ، وهو خير الحاكمين .
لبيك يا رسول الله سعيا إليك وإقبالا ، لبيك يا نبي الله تعلقا بحبلك
واعتصاما ، لبيك يا حبيب الله تعوذا بك ولواذا ، لبيك يا نور الله ، يا محمد بن
عبدالله ، يا خيرة الله ، يا أبا القاسم ، تذللا لعزتك ، وطاعة لامرك ، وقبولا لقولك
ودخولا في نورك ، وإيمانا بك وبأخيك ووصيك أميرالمؤمنين وآلك وعترتك
الطاهرين وتصديقا بما جئتنا به من عند ربك ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ، وكفر عنا
سيئاتنا ، وتوفنا مع الابرار .
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ، ولا تخزنا يوم القيامة ، إنك لا تخلف
الميعاد ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ، وقنا برحمتك عذاب النار
سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،
وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
اللهم إني اشهدك أن هذه قبور أوليائك ومشاهدهم وآثارهم ، ومغيبهم
ومعارجهم ، الفائزين بكرامتك ، المفضلين على خلقك ، الذين عرفتهم تبيان
كل شئ ، وحبوتهم بمواريث الانبياء ، وجعلتهم حججك على بريتك ، وامناءك
على وحيك ، وخزانك على وحيك .
اللهم فبلغ أرواحهم وأجسادهم في هذه الساعة وفي كل وقت وأوان وحين
وزمان منا السلام واردد علينا منهم السلام ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشهد أنكم تسمعون الكلام ، وتردون السلام ، اللهم إنك قلت على لسان نبيك
صلواتك عليه وعلى آله ، وقولك الحق فبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق
عند ربهم .
اللهم إني قد آمنت بك وبهم ، وصدقت وسمعت وأطعت وأسلمت ، فلا
توقفني أبدا مواقف الخزي في الدنيا والاخرة ، وأعطني سؤلي ، واجعل صلواتى
بهم مقبولة ، ودعائي بهم مستجابا ، وسعيي بهم مشكورا ، وذنبي بهم مغفورا ، و
[157]
ذكرى بهم رفيعا ، وكعبي بهم عاليا ، ويقيني بهم ثابتا ، وروحي بهم سليمة ، و
جسمي بهم معافا مرزوقا ، سعيدا رشيدا ، تقيا عالما ، زاهدا متواضعا ، حافظا زكيا
فقيها موفقا ، معصوما مؤيدا قويا عزيزا ، ولا تقطع بي عنهم ، ولا تفرق بيني
وبينهم ، في الدنيا والاخرة ، آمين رب العالمين .
" الوداع " فاذا أردت وداعهم فقل : سلام الله وتحياته ورحمته وبركاته على -
خيرة الله وأصفيائه وأحبائه وحججه وأوليائه محمد رسوله وآله ، أميرالمؤمنين
علي ، الحسن ، الحسين ، علي ، محمد ، جعفر ، موسى ، علي ، محمد ، علي ، الحسن ، الخلف
الصالح عليه وعليهم جميعا السلام والرحمة ، السلام على خالصة الله من خلقه ،
وصفوته من بريته ، وامنائه على وحيه ، وحججه على عباده ، وخزانه على
علمه ، وعليهم من الله دائم الصلوات ، وزاكي البركات ، ونامي التحيات
السلام عليكم موالي أئمتي وقادتي ، ونعم الموالي والائمة والقادة أنتم ، والسلام
عليكم والسلام لكم مني قليل ، السلام عليكم آل ياسين ، سلاما كثيرا طيبا مباركا
متتابعا سرمدا ، دائما أبدا ، كما أنتم أهله مني ومن والدي وأهلي وولدي ، و
إخوتي وأخواتي ، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات ، الاحياء منهم والاموات ،
ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم سلام مودع لا سئم ولا قال ، ولا غال ( 1 ) ورحمة الله
الله وبركاته ، عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ، غير راغب عنكم ، ولا منحرف عنكم ، ولا مؤثر عليكم ، ولا زاهد في قربكم ، ولا أبتغى بكم بدلا ، ولا عنكم
حولا ، ولا أتخذ بينكم سبلا ، ولا أشترى بكم ثمنا ، لا جعله الله آخر العهد
من زيارتكم ، وتعظيم ذكركم ، وتفخيم أسمائكم ، وإتيان مشاهدكم وآثاركم
والصلاة لكم والتسليم عليكم ، بل جعله الله مثابة لنا وأمنا في دنيانا وآخرتنا
وذكرا ونورا لمعادنا ، وأمانا وإيمانا لمنقلبنا ومثوانا .
* ( هامش ص 157 ) ( 1 ) ولا مال ظ . *
[158]
جعلني الله ممن أنقلب عن زيارتكم وذكركم ، والصلاة لكم ، والتسليم
عليكم ، مفلحا منجحا ، غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله ورحمته ،
وفضله وكفايته ، ونصره وأمنه ، ومغفرته ونوره ، وهداه وحفظه وكلاءته
وتوفيقه وعصمته ، ورزقني العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي إليكم بنية وإيمان
وتقوى وإخبات ، ونور وإيقان ، وأرزاق من فضله واسعة ، طيبة دارة ، هنيئة
مريئة ، سليمة من غير كد ، ولا من من أحد ، ونعمة سابغة ، وعافية سالمة ،
وأوجب لى من الحياة والكرامة والبركة ، والصلاح والايمان ، والمغفرة و
الرضوان ، مثل ما أوجب لاوليائه وصالحي عباده من زوارهم ووافديهم ، ومواليهم
ومحبيهم ، وحزبهم وشيعتهم ، العارفين حقهم الموجبين طاعتهم ، المدمنين ذكرهم
الراغبين في زيارتهم ، المنتظرين أيامهم ، المطيعين لهم ، المتقربين بذلك إليك
وإليهم .
اللهم أنت خير من وفدت إليه الرجال ، وشدت إليه الرحال ، وصرفت
نحوه الامال ، وارتجى للرغائب والافضال ، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم
مزور ، وقد جعلت لكل زائر كرامة ، ولكل وافد تحفة ، ولكل سائل عطية ، ولكل راج
ثوابا ولكل ملتمس ما عندك جزاء ، ولك راغب إليك هبة ، ولكل من فزع إليك رحمة ، ولكل متضرع إليك إجابة ، ولكل متوسل إليك عفوا ، وقد جئتك
زائرا لقبور أحبائك وأوليائك ، وخيرتك من عبادك ، وافدا إليهم ، نازلا بفنائهم
قاصدا لحرمهم ، راغبا في شفاعتهم ، ملتمسا ما عندهم ، راجيا لهم ، متوسلا إليك
بهم ، وحق عليك ألا تخيب سائلهم ووافدهم ، والنازل بفنائهم ، والمنيخ بساحتهم
من حزبهم وأشياعهم .
ووقفت بهذا المقام الشريف ، رجاء ما عندك لزوارهم ، والمطيعين لهم ، من
الرحمة والمغفرة ، والفضل والانعام ، فلا تجعلني من أخيب وفدك ووفدهم ،
وأكرمني بالجنة ، ومن علي بالمغفرة ، وجملني بالعافية ، وأجرني بالعتق من
النار ، وأوسع علي رزقك الحلال ، وفضلك الواسع الجزيل ، وادرأ عني ابدا
[159]
شر كل ذي شر ، من الجن والانس .
بأبي أنتم وامي يا سادتي ، أتقرب بكم إلى الله ، وأتوجه بكم إلى الله ،
وأطلب بكم حاجتي من الله ، جعلني الله بكم وجيها في الدنيا والاخرة ومن
المقربين .
بأبي أنتم وامي ونفسي ، تحننوا علي وارحموني واجعلوني من همكم
واذكروني عند ربكم ، كونوا عصمتي وصيروني من حزبكم ، وشرفوني
بشفاعتكم ، ومكنوني في دولتكم ، واحشروني في زمرتكم ، وأوردوني حوضكم
وأكرموني برضاكم ، وأسعدوني بطاعتكم ، وخصوني بفضلكم ، واحفظوني من مكاره
الدنيا والاخرة ، وشر الانس والجن ، وكل ذي شر بقدرتكم .
فبذمة الله وذمتكم ، وجلال الله ، وكبرياء الله ، وملك الله وسلطان الله ،
وعظمة الله ، وعز الله ، وكلماته المباركات ، أمتنع وأحترس وأستجير وأستغيث
وأحترز ، وأهلي وولدي ومالي وإخواني المؤمنين ابدا في الدنيا والاخرة ، من
كل سوء ، وبكم أرجو النجاة ، وأطلب الصلاح ، وآمل النجاح ، وأستشفى
من كل داء وسقم ، وإليكم مفري من كل خوف ، وعليكم معولي عند كل
شدة ورخاء .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما أنت وهم أهله ، وأدخلني في كل
خير دعوا إليه ، ودلوا عليه ، وأمروا به ، ورضوا به ، قولا وفعلا ، ونجنى بهم
من كل مكروه ، وأخرجني من كل سوء ، واعصمني من كل مانهوا عنه


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 159 سطر 19 إلى صفحه 167 سطر 18

وأنكروه ، وخوفوا منه وحذروه ، وعجل فرجهم وفرجنا بهم ، وأهلك عدوهم
من الانس والجن ، وبلغ أرواحهم وأجسادهم ابدا منى السلام ، واردد علينا
منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته .
بيان : لما غلق : وفي بعض النسخ لما انغلق أي لما اشتبه من أمر التوحيد
والمعارف والحكم والعلوم ، وقيل لما انغلق من أمر الجاهلية ، والاساد جمع
الاسد ولا يبعد أن يكون السقاة تصحيف السعادة ، ويقال ونى يني ونيا اذا قصر
[160]
وفتر ، وكبه قلبه وصرعه ، والتعزير التعظيم والتوقير ، وقال الفيروز آبادي ( 1 )
اصطنعتك لنفسي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه ، وقال الجزري ( 2 ) الاصطناع
افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان ، وأفل كنصر وضرب غاب
وغاض الماء قل ونقص ، والغزر بالفتح والضم الكثرة .
قوله : والشاقين فيكم أي الذين يشقون ويفرقون الناس في ولايتكم ، والاصوب
أنه تصحيف الشاكين كما مر .
" قوله " وأعظم بها طاعة على صيغة التعجب ، والضمير راجع إلى
الموالاة ، أي ما أعظم تلك الموالاة من جهة الطاعة ، والحاصل أنها مع كونها
شرطا لقبول الطاعات هي في نفسها أعظمها ، وكذا قوله أكرم بها مودة " قوله "
والسلام لكم مني قليل ، أي سلامي لا يليق بجنابكم ، بل اللايق بكم مني فوق
السلام ، كبذل الحياة وإفداء النفس فيكم .
( الزيارة الرابعة ) :
6 مل : أبي وجماعة مشايخي عن محمد العطار ، وحدثني محمد بن الحسين بن مت
الجوهري جميعا عن الاشعري ، عن علي بن حسان ، عن عروة ابن أخى شعيب
العقرقوفي ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تقول إذا أتيت قبر الحسين
ابن علي عليه السلام ، ويجزيك عند قبر كل إمام عليه السلام :
السلام عليك من الله ، السلام على محمد أمين الله على رسله ، وعزائم أمره
الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، الذي
انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت منن خلقك ، والدليل على من بعثت
برسالاتك ، وكتبك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضآئك بين خلقك ، والمهيمن
على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
وتقول في زيارة امير المؤمنين عليه السلام اللهم صل على محمد وعلى علي أمير المؤمنين
* ( هامش ص 160 ) ( 1 ) القاموس ج 3 ص 53 .
( 2 ) النهاية ج 3 ص 3 . *
[161]
عبدك وأخى رسولك إلى آخره ، وفي زيارة فاطمة أمتك وبنت رسولك ، وفي سائر
الائمة أبناء رسولك على ما قلت في النبي صلى الله عليه واله ، في أول مرة حتى تنتهي إلى
صاحبك ثم تقول :
أشهد أنكم كلمة التقوى ، وباب الهدى ، والعروة الوثقى ، والحجة البالغة
على من فيها ومن تحت الثرى ، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم من طينة واحدة ،
طابت وطهرت من نورالله ومن رحمته ، واشهد الله واشهدكم أني لكم تبع بذات
نفسي وشرائع ديني ، وخواتيم عملي اللهم فأتمم لي ذلك برحمتك .
السلام عليك يا أبا عبدالله ، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما امرت به ، وقمت
بحقه ، غير واهن ولا موهن ، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك ، أشهد أن
الجهاد معك جهاد ، وأن الحق معك ولك ، وأنت معدنه ، وميراث النبوة عندك
وعند أهل بيتك ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف
ونهيت عن المنكر ، ودعوت إلى سبيل ربك ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدت
ربك حتى أتاك اليقين .
وتقول : السلام على ملائكة الله المسومين ، السلام على ملائكة الله المنزلين
السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم
باذن الله مقيمون .
ثم تقول : اللهم العن اللذين بدلا نعمتك ، وخالفا كتابك ، وجحدا آياتك
واتهما رسولك احش قبورهما وأجوافهما نارا ، وأعد لهما عذابا أليما ، واحشر هما
وأشياعهما إلى جهنم زرقا ، احشرهما وأشياعهما ، وأتباعهما يوم القيامة على
وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا .
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك ، وابعثه مقاما محمودا
تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك ، فانك وعدته وأنت الرب الذي لا تخلف
الميعاد .
وكذلك تقول عند قبور كل الائمة عليهم السلام .
[162]
وتقول عند كل إمام زرته إنشاء الله .
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نورالله
في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، وسلالة
الوصيين ، والشهيد يوم الدين ، أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، و
أبناءك الذين من بعدك ، موالي وأوليائي وأئمتي .
وأشهد أنكم أصفياء الله وخزنته ، وحجته البالغة ، انتجبكم بعلمه أنصارا
لدينه ، وقواما بأمره ، وخزانا لعلمه ، وحفظة لسره ، وتراجمة لوحيه ، و
معدنا لكلماته ، وأركانا لتوحيده ، وشهودا على عباده ، استودعكم خلقه ، وأورثكم
كتابه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، وأعطاكم التأويل ، وجعلكم تابوت حكمته
ومنارا في بلاده ، وضرب لكم مثلا من نوره ، وأجرى فيكم من علمه ، وعصمكم
من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، فبكم تمت النعمة
واجتمعت الفرقة ، وائتلفت الكلمة ولزمت الطاعة المفترضة ، والمودة الواجبة
وأنتم أولياؤه النجباء ، وعباده المكرمون .
أتيتك يا ابن رسول الله عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، معاديا لاعدائك ،
مواليا لاوليائك ، بأبي أنت وامي صلى الله عليك وسلم تسليما ، أتيتك وافدا زائرا
عائذا ، مستجيرا مما جنيت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن لي شفيعا
فان لك عندالله مقاما معلوما ، وأنت عندالله وجيه . آمنت بالله وبما انزل عليكم
وأتولى آخركم بما توليت به أولكم ، وأبرء من كل وليجة دونكم ، وكفرت
بالجبت والطاغوت ، واللات والعزى ( 1 ) .
الزيارة الخامسة .
رواها السيد ومؤلف المزار الكبير رحمهما الله قالا : هي مروية عن الائمة
عليهم السلام إذاأردت ذلك فليكن من قولك عند العقد على العزم والنية : اللهم
صل عزمي بالتحقيق ، ونيتي بالتوفيق ، ورجائي بالتصديق ، وتول أمري ، و * ( هامش ص 162 ) ( 1 ) كامل الزيارات ص 316 *
[163]
لا تكلني إلى نفسي ، فأحل عقدة الخيرة ( 1 ) وأتخلف عن حضور المشاهد المقدسة .
وصل ركعتين قبل خروجك وقل بعقبهما : اللهم إني أستودعك ديني ونفسى
وجميع حزانتي ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الاهل والمال
والولد ، اللهم أني أعوذ بك من سوء الصحبة ، وإخفاق الاوبة ، اللهم سهل لنا
حزن ما نتغول ( 2 ) ، ويسر علينا مستغزر ما نروح ونغدوله ، إنك على كل
شئ قدير .
وإذا سلكت على طريقك فليكن همك لما سلكت له ، ولتقلل من حال تغض
منك ، ولتحسن الصحبة لمن صحبك ، وأكثر من الثناء على الله تعالى ذكره والصلاة
على رسوله ، فاذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل : بسم الله وبالله ، وفي
سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله ، اللهم اغسل عنى درن الذنوب ، ووسخ العيوب
وطهرني بمآء التوبة ، وألبسني رداء العصمة ، وأيدني بلطف منك يوفقني لصالح
الاعمال ، إنك ذو الفضل العظيم .
فاذا دنوت من باب المشهد فقل : الحمد لله الذي وفقني لقصد وليه ، وزيارة
حجته ، وأوردني حرمه ، ولم يبخسني حظي من زيارة قبره ، والنزول بعقوة
مغيبه وساحة تربته ، الحمد لله الذي لم يسمني بحرمان ما أملته ، ولا صرف عني
ما رجوته ، ولا قطع رجائي فيما توقعته ، بل ألبسني عافيته ، وأفادني نعمته ،
وآتاني كرامته .
فاذا دخلت المشهد ، فقف على الضريح الطاهر وقل : السلام عليكم
أئمة المؤمنين ، وسادة المتقين ، وكبراء الصديقين ، وامراء الصالحين ،
وقادة المحسنين ، وأعلام المهتدين ، وأنوار العارفين ، وورثة الانبياء ، وصفوة
الاوصياء ، وشموس الاتقياء ، وبدور الخلفاء ، وعباد الرحمن ، وشركاء القرآن
ومنهج الايمان ، ومعادن الحقايق ، وشفعاء الخلايق ، ورحمة الله وبركاته
أشهد أنكم أبواب الله ، ومفاتيح رحمته ، ومقاليد مغفرته ، وسحائب
* ( هامش ص 163 ) ( 1 ) الحيرة خ ل . ( 2 ) مانتوغل فيه خ ل . *
[164]
رضوانه ، ومصابيح جنانه ، وحملة فرقانه ، وخزنة علمه ، وحفظة سره ، ومهبط
وحيه ، وأمانات النبوة ، وودايع الرسالة ، أنتم امناء الله وأحباؤه ، وعباده و
أصفياؤه ، وأنصار توحيده وأركان تمجيده ، ودعاته إلى كتبه وحرسه خلائقه
وحفظة ودائعه ، لا يسبقكم ثناء الملائكة في الاخلاص والخشوع ، ولا يضادكم
ذو ابتهال وخضوع .
أني ولكم القلوب التي تولى الله رياضتها بالخوف والرجاء ، وجعلها
أوعية للشكر والثناء ، وآمنها من عوارض الغفلة ، وصفاها من شواغل الفترة
بل يتقرب أهل السماء بحبكم ، وبالبراءة من أعدائكم ، وتواتر البكاء على
مصابكم ، والاستغفار لشيعتكم ومحبيكم .
فأنا اشهد الله خالقي ، واشهد ملائكته وأنبياءه ، واشهدكم يا موالي ، أني
مؤمن بولايتكم ، معتقد لامامتكم ، مقر بخلافتكم ، عارف بمنزلتكم ، موقن
بعصمتكم ، خاضع لولايتكم ، متقرب إلى الله بحبكم ، وبالبراءة من أعدائكم
عالم بأن الله قد طهركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كل ريبة
ونجاسة ، ودنية ورجاسة ، ومنحكم راية الحق التي من تقدمها ضل ، ومن تأخر
عنها زل ، وفرض طاعتكم على كل أسود وأبيض .
وأشهد أنكم قد وفيتم بعهد الله وذمته ، وبكل ما اشترط عليكم في كتابه ،
ودعوتم إلى سبيله ، وأنفذتم طاقتكم في مرضاته ، وحملتم الخلائق على منهاج النبوة
ومسالك الرسالة ، وسرتم فيه بسيرة الانبياء ، ومذاهب الاوصياء ، فلم يطع
لكم أمر ، ولم تصغ إليكم اذن ، فصلوات الله على أرواحكم وأجسادكم ( 1 ) .
ثم تنكب على القبر وتقول : بأبي أنت وامي يا حجة الله لقد ارضعت بثدي
الايمان ، وفطمت بنور الاسلام ، وغذيت ببرد اليقين والبست حلل العصمة
واصطفيت وورثت علم الكتاب ، ولقنت فصل الخطاب ، واوضح بمكانك معارف
التنزيل ، وغوامض التأويل ، وسلمت إليك راية الحق ، وكلفت هداية الخلق
* ( هامش ص 164 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 93 - 94 ومصباح الزائر ص 237 - 239 *
[165]
ونبذ إليك عهد الامامة ، والزمت حفظ الشريعة .
وأشهد يا مولاي أنك وفيت بشرائط الوصية ، وقضيت مالزمك من حد
الطاعة ، ونهضت بأعباء الامامة ، واحتذيت مثال النبوة ، في الصبر والاجتهاد
والنصيحة للعباد ، وكظم الغيظ ، والعفو عن الناس ، وعزمت على العدل في
البرية ، والنصفة في القضية ، ووكدت الحجج على الامة بالدلائل الصادقة
والشواهد الناطقة ، ودعوت إلى الله بالحكمة البالغة ، والموعظة الحسنة .
فمنعت من تقويم الزيغ ، وسد الثلم ، وإصلاح الفاسد ، وكسر المعاند
وإحياء السنن ، وإماتة البدع ، حتى فارقت الدنيا وأنت شهيد ، ولقيت رسول
الله صلى الله عليه واله وأنت حميد ، صلوات الله عليك تترادف وتزيد .
ثم صر إلى عند الرجلين وقل :
يا سادتي ياآل رسول الله إني بكم أتقرب إلى الله جل وعلا ، بالخلاف
على الذين غدروا بكم ، ونكثوا بيعتكم ، وجحدوا ولايتكم ، وأنكروا منزلتكم
وخلعوا ربقة طاعتكم ، وهجروا أسباب مودتكم ، وتقربوا إلى فراعنتهم بالبراءة
منكم ، والاعراض عنكم ، ومنعوكم من إقامة الحدود ، واستئصال الجحود ،
وشعب الصدع ، ولم الشعث ، وسد الخلل ، وتثقيف الاود ، وإمضاء الاحكام
وتهذيب الاسلام ، وقمع الاثام ، وأرهجوا عليكم نقع الحروب والفتن ، وأنحوا
عليكم سيوف الاحقاد ، وهتكوا منكم الستور وابتاعوا بخمسكم الخمور ، وصرفوا
صدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين .
وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة ، والحسد البغاة ، أهل النكث والغدر
والخلاف والمكر ، والقلوب المنتنة من قذر الشرك ، والاجساد المشحنة من درن
الكفر ، أضبوا على النفاق ، وأكبوا على علائق الشقاق .
فلما مضى المصطفى صلوات الله عليه واله ، اختطفوا الغرة ( 1 ) وانتهزوا
الفرصة ، وانتهكوا الحرمة ، وغادروه على فراش الوفاة ، وأسرعوا لنقض البيعة
* ( هامش ص 165 ) ( 1 ) العترة خ ل . *
[166]
ومخالفة المواثيق المؤكدة ، وخيانة الامانة المعروضة على الجبال الراسية ،
وأبت أن تحملها وحملها الانسان الظلوم الجهول ، ذو الشقاق والعزة بالاثام المولمة ،
والانفة عن الانقياد لحميد العاقبة .
فحشر سفلة الاعراب ، وبقايا الاحزاب ، إلى دار النبوة والرسالة ، و
مهبط الوحي والملائكة ، ومستقر سلطان الولاية ، ومعدن الوصية والخلافة و
الامامة ، حتى نقضوا عهد المصطفى ، في أخيه علم الهدى ، والمبين طريق النجاة
من طرق الردى ، وجرحوا كبد خير الورى ، في ظلم ابنته ، واضطهاد حبيبته ،
واهتضام عزيزته ، بضعة لحمه وفلذة كبده ، وخذلوا بعلمها ، وصغروا قدره ، واستحلوا
محارمه ، وقطعوا رحمه ، وأنكروا اخوته ، وهجروا مودته ، ونقضوا طاعته ،
وجحدوا ولايته وأطعموا العبيد في خلافته .
وقادوه إلى بيعتهم ، مصلتة سيوفها ، مقذعة أسنتها ، وهو ساخط القلب
هائج الغضب ، شديد الصبر ، كاظم الغيظ ، يدعونه إلى بيعتهم التي عم شومها الاسلام
وزرعت في قلوب أهلها الاثام ، وعقت سلمانها ، وطردت مقدادها ، ونفت جندبها
وفتقت بطن عمارها ، وحرفت القرآن ، وبدلت الاحكام ، وغيرت المقام ، و
أباحت الخمس للطلقاء ، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج ، وخلطت الحلال
بالحرام ، واستخفت بالايمان والاسلام ، وهدمت الكعبة ، وأغارت على دار
الهجرة يوم الحرة ، وأبرزت بنات المهاجرين والانصار للنكال والسورة ( 1 ) وألبستهن
ثوب العار والفضيحة ، ورخصت لاهل الشبهة ، في قتل أهل بيت الصفوة وإبادة
نسله ، واستيصال شافعته ، وسبي حرمه ، وقتل أنصاره ، وكسر منبره ، وقلب مفخره
وإخفاء دينه ، وقطع ذكره .
يا موالي فلو عاينكم المصطفى وسهام الامة معرقة ( 2 ) في أكبادكم ، ورماحهم
مشرعة في نحوركم ، وسيوفها مولعة في دمائكم ، يشفى أبناء العواهر غليل الفسق من
ورعكم ، وغيظ الكفر من إيمانكم ، وأنتم بين صريع في المحراب ، قد فلق السيف هامته
* ( هامش ص 166 ) ( 1 ) والسوءة خ ل . ( 2 ) مغرقة خ ل . *
[167]
وشهيد فوق الجنازة ، قد شكت أكفانه بالسهام ، وقتيل بالعراء قد رفع فوق
القناة رأسه ، ومكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضاؤه ، ومسموم قد قطعت بجرع
السم أمعاؤه ، وشملكم عباديد تفنيهم العبيد وأبناء العبيد ، فهل المحن يا سادتي
إلا التي لزمتكم ، والمصائب إلا التي عمتكم ، والفجايع إلا التي خصتكم ،
والقوارع إلا التي طرقتكم ، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم ، و
رحمة الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قبله وقل : بأبي وامي يا آل المصطفى ، إنا لا نملك إلا أن نطوف
حول مشاهدكم ، ونعزي فيها أرواحكم ، على هذه المصائب العظيمة الحالة بفنائكم
والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم ، التى أثبتت في قلوب شيعتكم القروح ، وأورثت
أكبادهم الجروح ، وزرعت في صدورهم الغصص .
فنحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدمين ، في إراقة
دماء الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقتلة أبي عبدالله سيد شباب أهل الجنة
يوم كربلا ، بالنيات والقلوب ، والتأسف على فوت تلك المواقف ، التي حضروا
لنصرتكم ، وعليكم منا السلام ، ورحمة الله وبركاته .
ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل ، اللهم يا ذاالقدرة التي صدر عنها
العالم مكونا مبروءا عليها ، مفطورا تحت ظل العظمة ، فنطقت شواهد صنعك فيه
بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، مكونا وبارئه ، وفاطره ، ابتدعته لا من شئ ،
ولا على شئ ، ولا في شئ ، ولا لوحشة دخلت عليك إذ لا غيرك ، ولا حاجة


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 167 سطر 19 إلى صفحه 175 سطر 18

بدت لك في تكوينه ، ولا لاستعانة منك على ما تخلق بعده ، بل أنشأته ليكون دليلا
عليك ، بأنك بائن من الصنع ، فلا يطيق المنصف لعقله إنكارك ، والموسوم
بصحة المعرفة جحودك . أسئلك بشرف الاخلاص في توحيدك ، وحرمة التعلق بكتابك ، وأهل بيت
نبيك ، أن تصلي على آدم بديع فطرتك ، وبكر حجتك ، ولسان قدرتك ، و
* ( هامش ص 167 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 94 - 66 ومصباح الزائر ص 239 - 241 *
[168]
الخليفة في بسيطتك ، وعلى محمد الخالص من صفوتك ، والفاحص عن معرفتك ،
والغائص المأمون على مكنون سريرتك ، بما أوليته من نعمتك بمعونتك ، وعلى
على من بينهما من النبيين والمكرمين والاوصياء والصديقين ، وأن تهبني
لامامي هذا ( 1 ) .
وضع خدك على سطح القبر وقل : اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك ،
وبمنزلته عندك ، لا تمتني فجأة ، ولا تحرمني توبة ، وارزقني الورع عن محارمك
دينا ودنيا ، واشغلني بالاخرة عن طلب الاولى ، ووفقني لما تحب وترضى ، و
جنبني اتباع الهوى ، والاغترار بالاباطيل والمنى .
اللهم اجعل السداد في قولي ، والصواب في فعلى ، والصدق والوفاء في
ضماني ووعدي ، والحفظ والايناس مقرونين بعهدي وعقدي ، والبر والاحسان
من شأني وخلقي ، واجعل السلامة لي شاملة ، والعافية بي محيطة ملتفة ، ولطيف
صنعك وعونك مصروفا إلى ، وحسن توفيقك ويسرك موفورا علي ، وأحيني يا
رب سعيدا ، وتوفني شهيدا ، وطهرني للموت وما بعده .
اللهم واجعل الصحة والنور في سمعي وبصري ، والجدة والخير في
طرقي ، والهدى والبصيرة في ديني ، ومذهبي ، والميزان أبدا نصب عيني ، و
الذكر والموعظة شعاري ودثاري ، والفكرة والعبرة انسى وعمادي ، ومكن
اليقين في قلبي ، واجعله أوثق الاشياء في نفسي ، وأغلبه على رائى وعزمي ، و
اجعل الارشاد في عملي ، والتسليم لامرك مهادي وسندي ، والرضا بقضائك وقدرك أقصى
عزمي ونهايتي ، وأبعد همي وغايتي ، حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني ، ولا أطلب به
غير آخرتي ، ولا أستدعي منه إطرائي ومدحى ، واجعل خير العواقب عاقبتي ،
وخير المصاير مصيري ، وأنعم العيش عيشى ، وأفضل الهدى هداي ، وأوفر
الحظوظ حظي ، وأجزل الاقسام قسمي ونصيبي ، وكن لي يا رب من كل سوء
وليا ، وإلى كل خير دليلا وقائدا ، ومن كل باغ وحسود ظهيرا ومانعا ،
* ( هامش ص 168 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 241 والمزار الكبير ص 96 - 97 . *
[169]
اللهم بك اعتدادي وعصمتى ، وثقتي وتوفيقي ، وحولي وقوتي ، ولك
محياي ومماتي ، وفي قبضتك سكوني وحركتى ، وإن بعروتك الوثقى استمساكي
ووصلتي ، وعليك في الامور كلها اعتمادي وتوكلي ، ومن عذاب جهنم ومس سقر
نجاتي وخلاصي ، وفي دار أمنك وكرامتك مثواي ومنقلبي ، وعلى أيدي ساداتي
وموالي آل المصطفى فوزي وفرجى .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين
والمسلمات ، واغفرلي ولوالدي وما ولدا وأهل بيتي وجيراني ، ولكل من
قلدني يدا من المؤمنين والمؤمنات ، إنك ذو فضل عظيم ، والسلام عليك ، ورحمة
الله وبركاته ( 1 ) .
ثم قال السيد رحمه الله ، دعاء يدعى به عقيب الزيارة لسائر الائمة عليهم السلام :
اللهم إني زرت هذا الامام مقرا بامامته ، معتقدا لفرض طاعته ، فقصدت
مشهده بذنوبي وعيوبي ، وموبقات آثامي ، وكثرة سيئاتي وخطاياي ، وما تعرفه
مني ، مستجيرا بعفوك ، مستعيذا بحلمك ، راجيا رحمتك ، لاجيا إلى ركنك ، عائذا
برأفتك ، مستشفعا بوليك وابن أوليائك ، وصفيك وابن أصفيائك ، وأمينك وابن
امنائك ، وخليفتك وابن خلفائك ، الذين جعلتهم الوسيلة إلى رحمتك ورضوانك
والذريعة إلى رأفتك وغفرانك .
اللهم وأول حاجتي إليك أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي على كثرتها ، و
تعصمني فيما بقي من عمري ، وتطهر ديني مما يدنسه ويشينه ويزري به ، وتحميه
من الريب والشك ، والفساد والشرك ، وتثبتني على طاعتك وطاعة
رسولك ، وذريته النجباء السعداء ، صلواتك عليهم ورحمتك وسلامك وبركاتك
وتحييني ما أحييتني على طاعتهم ، وتميتني إذا أمتني على طاعتهم ، وأن لا تمحو
من قلبي مودتهم ومحبتهم وبغض أعدائهم ، ومرافقة أوليائهم ، وبرهم .
وأسألك يا رب أن تقبل ذلك مني ، وتحبب إلى عبادتك ، والمواظبة
* ( هامش ص 169 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 241 - 242 . *
[170]
عليها ، وتنشطني لها ، وتبغض إلى معاصيك ومحارمك ، وتدفعني عنها وتجنبني
التقصير في صلاتي والاستهانة بها ، والتراخي عنها ، وتوفقني لتأديتها كما فرضت
وأمرت به ، على سنة رسولك صلواتك عليه وآله ، ورحمتك وبركاتك ، خضوعا
وخشوعا ، وتشرح صدري لايتاء الزكاة ، وإعطاء الصدقات ، وبذل المعروف
والاحسان ، إلى شيعة آل محمد عليهم السلام ومواساتهم ، ولا تتوفاني إلا بعد أن ترزقني
حج بيتك الحرام ، وزيارة قبر نبيك عليه السلام ، وقبور الائمة عليهم السلام .
وأسئلك يا رب توبة نصوحا ترضاها ، ونية تحمدها ، وعملا صالحا تقبله
وأن تغفرلي وترحمني إذا توفيتني ، وتهون علي سكرات الموت ، وتحشرني
في زمرة محمد وآله صلوات الله عليه وعليهم ، وتدخلني الجنة برحمتك ، وتجعل
دمعي غزيرا في طاعتك ، وعبرتي جارية فيما يقربني منك ، وقلبي عطوفا على
أوليائك ، وتصونني في هذه الدنيا من العاهات والافات ، والامراض الشديدة ،
والاسقام المزمنة ، وجميع أنواع البلاء ( 1 ) والحوادث ، وتصرف قلبي عن الحرام
وتبغض إلى معاصيك ، وتحبب إلى الحلال ، وتفتح إلي أبوابه ، وتثبت نيتي
وفعلي عليه ، وتمد في عمري ، وتغلق أبواب المحن عني ، ولا تسلبني ما مننت به
علي ولا تسترد شيئا مما أحسنت به إلى ، ولا تنزع مني النعم التي أنعمت بها
على وتزيد فيما خولتني ، وتضاعفه أضعافا مضاعفة ، وترزقني مالا كثيرا
واسعا سآئغا ، هنيئا ناميا وافيا ، وعزا باقيا كافيا ، وجاها عريضا منيعا ، ونعمة
سابغة عامة ، وتغنيني بذلك عن المطالب المنكدة ، والموارد الصعبة ، وتخلصني
منها معافا في ديني ونفسي وولدي ، وما أعطيتني ومنحتني ، وتحفظ علي مالي
وجميع ما خولتني ، وتقبض عني أيدي الجبابرة ، وتردني إلى وطني ، و
تبلغني نهايه أملي في دنياي وآخرتي ، وتجعل عاقبة أمري محمودة حسنة سليمة
وتجعلني رحيب الصدر ، واسع الحال ، حسن الخلق ، بعيدا من البخل والمنع والنفاق
والكذب والبهت ، وقول الزور ، وترسخ في قلبي محبة محمد وآل محمد وشيعتهم
* ( هامش ص 170 ) ( 1 ) البلايا خ ل . *
[171]
وتحرسني يا رب في نفسي وأهلي ومالي وولدي وأهل حزانتي وإخواني وأهل
مودتي وذريتي برحمتك وجودك .
اللهم هذه حاجاتي عندك ، وقد استكثرتها للؤمى وشحى ، وهي عندك صغيرة
حقيرة ، وعليك سهلة يسيرة ، فأسألك بجاه محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام عندك ، و
بحقهم عليك وبما أوجبت لهم ، وبسائر أنبيائك ورسلك وأصفيائك ، وأوليائك
المخلصين من عبادك ، وباسمك الاعظم الاعظم لما قضيتها كلها ، وأسعفتني بها ، ولم
تخيب أملى ورجائى ، وشفع صاحب هذا القبر في .
يا سيدي يا ولي الله ، يا أمين الله ، أسألك أن تشفع لي إلى الله عزوجل في
هذه الحاجات كلها ، بحق آبائك الطاهرين ، وبحق أولادك المنتجبين ، فان
لك عندالله تقدست أسماؤه المنزلة الشريفة ، والمرتبة الجليلة ، والجاه العريض .
اللهم لو عرفت من هو أوجه عندك من هذا الامام ومن آبائه وأبنائه الطاهرين
عليهم السلام والصلاة لجعلتهم شفعائي ، وقدمتهم أمام حاجتي وطلباتي هذه ، فاسمع
مني واستجب لي ، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ، اللهم وما قصرت عنه
مسئلتي ( 1 ) ولم تبلغه فطنتي ، من صالح ديني ودنياي وآخرتي ، فامنن به علي واحفظني
واحرسني وهب لي واغفرلي ، ومن أرادني بسوء أو مكروه من شيطان مريد ، أو
سلطان عنيد ، أو مخالف في دين ، ومنازع في دنيا ، أو حاسد على نعمة ، أو ظالم أو
باغ ، فاقبض عني يده ، واصرف عني كيده واشغله بنفسه ، واكفني شره وشر
أتباعه وشياطينه ، وأجرني من كل ما يضرني ويجحف بي ، وأعطني جميع الخير
كله ، مما أعلم ومما لا أعلم .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر لى ولوالدي ، ولاخواني وأخواتي ، و
أعمامي وعماتي ، وأخوالي وخالاتي ، وأجدادي وجداتي ، وأولادهم وذراريهم
وازواجي وذرياتي ، وأقربائي وأصدقائي ، وجيراني وإخواني فيك ، من أهل
الشرق والغرب ولجميع أهل مودتي من المؤمنين والمؤمنات ، الاحياء منهم
* ( هامش ص 171 ) ( 1 ) وعجزت عنه قوتى خ . *
[172]
والاموات ، ولجميع من علمني خيرا أو تعلم مني علما .
اللهم أشركهم في صالح دعائي ، وزيارتي لمشهد حجتك ووليك ، وأشركني
في صالح أدعيتهم ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وبلغ وليك منهم السلام ، والسلام
عليك ورحمة الله وبركاته يا سيدي ومولاي - يا فلان بن فلان - صلى الله عليك ، وعلى
روحك وبدنك ، أنت وسيلتي إلى الله ، وذريعتي إليه ، ولي حق موالاتي وتأميلى
فكن شفيعي إلى الله عزوجل في الوقوف على قصتي هذه ، وصرفي عن موقفي هذا
بالنجح ، وبما سألته كله ، برحمته وقدرته ، اللهم ارزقني عقلا كاملا ولبا راجحا
وعزا باقيا ، وقلبا زكيا ، وعملا كثيرا ، وأدبا بارعا ، واجعل ذلك كله لي ، ولا
تجعله علي ، برحمتك يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
ويستحب أن يدعى بهذا الدعاء أيضا عقيب الزيارة لهم عليهم السلام : اللهم إن
كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ، وحجبت دعائى عنك ، وحالت بيني وبينك
فأسألك أن تقبل على بوجهك الكريم ، وتنشرعلي رحمتك ، وتنزل علي بركاتك .
وإن كانت قد منعت أن ترفع لي إليك صوتا ، أو تغفر لى ذنبا ، أو تتجاوز عن
خطيئة مهلكة فها أنا ذا مستجير بكرم وجهك وعز جلالك ، متوسل إليك ، متقرب إليك
بأحب خلقك إليك ، وأكرمهم عليك وأولاهم بك ، وأطوعهم لك ، وأعظمهم منزلة
ومكانا عندك ، محمد وبعترته الطاهرين الائمة الهداة المهديين ، الذين فرضت على
خلقك طاعتهم ، وأمرت بمودتهم وجعلتهم ولاة الامر من بعد رسولك صلى الله عليه واله .
يا مذل كل جبار عنيد ، ويا معز المؤمنين ، بلغ مجهودي فهب لى نفسي
الساعة ، ورحمة منك تمن بها على يا أرحم الراحمين .
ثم قبل الضريح ومرغ خديك عليه وقل : اللهم إن هذا مشهد لا يرجو من
فاتته فيه رحمتك ، أن ينالها في غيره ، ولا أحد أشقى من امرء ، قصده مؤملا فآب
عنه خائبا ، اللهم إني أعوذ بك من شر الاياب ( 2 ) وخيبة المنقلب ، والمناقشة عند
* ( هامش ص 172 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 242 - 244 . ( 2 ) سوء الاياب خ ل .
[173]
الحساب ، وحاشاك يا رب أن تقرن طاعة وليك بطاعتك ، وموالاته بموالاتك ،
ومعصيته بمعصيتك ، ثم تؤيس زائره ، والمتحمل من بعد البلاد إلى قبره ،
وعزتك لا ينعقد على ذلك ضميري ، إذ كانت القلوب إليك بالجميل تشير ( 1 ) .
ثم صل صلاة الزيارة فاذا أردت الوداع والانصراف فقل : السلام عليكم
يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، سلام مودع لا سئم ولا قال ، ورحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
أقول : وساق الوداع إلى آخر ما مر في الجامعة الثانية ( 2 )
وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المزار : يستحب أن يدعى بهذا
الدعاء عقيب الزيارة لهم عليهم السلام وهو : اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهى
عندك . وساق إلى قوله إليك بالجميل تشير ثم قال ثم قل :
يا ولي الله ! إن بينى وبين الله عزو جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك ،
فبحق من ائتمنك على سره ، واسترعاك أمر خلقه ، وقرن طاعتك بطاعته ، وموالاتك
بموالاته ، تول صلاح حالى مع الله عزوجل واجعل حظي من زيارتك ، تخليطى
بخالصي زواك ، الذين تسأل الله عزوجل في عتق رقابهم ، وترغب إليه في حسن
ثوابهم .
وهاأنا اليوم بقبرك لائذ ، وبحسن دفاعك عني عائذ ، فتلافني يا مولاي
وأدركنى ، واسأل الله عزوجل في أمري ، فان لك عندالله مقاما كريما ، وجاها
عظيما ، صلى الله عليك وسلم تسليما .
ثم قال رحمه الله في الكتاب المذكور : دعاءآخر يدعى به عقيب الزيارة لسائر
الائمة عليهم السلام وهو : اللهم إني زرت هذا الامام مقرا بامامته وساق الدعاء إلى
قوله ولا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين .
أقول : ورأيت أيضا في بعض مؤلفات أصحابنا دعاء آخر يستحب أن يدعى به
* ( هامش ص 173 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 244 - 245 .
( 2 ) مصباح الزائر : ص 245 . *
[174]
عقيب زيارة أميرالمؤمنين أو أحد الائمة عليهم السلام وهو اللهم بمحل هذا السيد من
طاعتك ، وساق إلى قوله إنك ذوفضل عظيم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
أقول : فاذا دعا الزائر لكل إمام عقيب أي زيارة كانت بكل من هذه الادعية
كان حسنا .
بيان : قوله وإخفاق الاوبة يقال : طلب حاجة فأخفق أي لم يدركها ( قوله )
ما نتغول قال في النهاية ( 1 ) المغاولة المبادرة في السير وفي بعض النسخ ما نتوغل فيه
وهو أظهر . قال الفيروز آبادي ( 2 ) وغل في الشئ يغل وغولا دخل وتوارى أوبعد
وذهب ، وأوغل في البلاد والعلم ذهب وبالغ وأبعد كتوغل .
( قوله ) مستغزر ما نروح في أكثر النسخ بتقديم المعجمة على المهملة ، قال
الفيروز آبادي ( 3 ) المستغزر الذي يطلب أكثر مما يعطي ، وفي بعضها بالعكس ، و
لعله من غزر الشئ في الشئ أي إخفاؤه فيه ، والاول أظهر أي المطالب الكثيرة
وقال الجوهري ( 4 ) غض منه يغض بالضم أي وضع ونقص من قدره .
ويقال بخسه حقه كمنعه نقصه ، والعقوة ما حول الدار والمحلة ويقال سمته
خسفا إذا أوليته إياه وأوردته عليه ، والثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم ، والثلم
محركة أن ينثلم حرف الوادي ، وقال الجزري ( 5 ) فيه وأقام أوده بثقافه الثقاف ما
يقوم به الرماح يريد أنه سوى عوج المسلمين ، وقال الفيروز آبادي . أرهج أثار
الغبار ( 6 ) ، وقال : النقع الغبار ( 7 ) .
* ( هامش ص 174 ) ( 1 ) النهاية ج 3 ص 190 .
( 2 ) القاموس ج 4 ص 65 - 66
( 3 ) القاموس ج 2 ص 102 بتفاوت .
( 4 ) الصحاج ج 1 ص 155 .
( 5 ) النهاية ج 1 ص 155 .
( 6 ) القاموس ج 1 ص 191 .
( 7 ) القاموس ج 3 ص 90 . *
[175]
" قوله " وأنحوا بالحاء المهملة ، يقال : أنحى عليه ضربا إذا أقبل ، وأنحى
له السلاح ضربه بها ذكره الفيروز آبادي ( 1 ) وشحنه وأشحنه ملاه وأضب فلانا لزمه
فلم يفارقه وعليه أمسك " قوله " وأكبوا يقال : أكب عليه إذا أقبل ولزم ، وفي
بعض النسخ وألبوا يقال ألب على كذا إذا لم يفارقه ، والاختطاف استلاب الشئ
وأخذه بسرعة ، أي اغتنموا غفلة الناس وأخذوها لتحصيل مرادهم .
" قوله " وخيانة الامانة المعروضة ، فيه إشارة إلى ما ورد في الاخبار في
قوله تعالى ( إنا عرضنا الامانة ) الاية ، أن الامانة هي الخلافة ، والانسان الذي
حملها هو أبوبكر " قوله عليه السلام " ذوالشقاق والعزة إشارة إلى قوله تعالى " بل الذين
كفروا في عزة وشقاق " والعزة استكبار عن الحق ، والشقاق المخالفة لله ولرسوله
واهتضمه ظلمه وغصبه ، وأصلت السيف جرده من غمده .
" قوله عليه السلام " مقذعة أسنتها في بعض النسخ بالدال المهملة ، وفي بعضها
بالمعجمة قال الفيروز ابادي : ( 2 ) قدعه كمنعه كفه كأقدعه ، والشئ أمضاه ،
وقال ( 3 ) : قذعه كمنعه رماه بالفحش وسوء القول كأقذعه ، وبالعصا ضربه ، وفي
المزار الكبير مشرعة وهو الظاهر .
" قوله " وعقت من العقوق خلاف البر ولا يبعد أن يكون في الاصل عنفت
من التعنيف ، والسورة السطوة والاعتداء ، ويمكن أن يكون تصحيف السوءة
ويوم الحرة مشهور وقد سبق ذكره في أحوال سيد الساجدين عليه السلام ، وقال
الفيروز ابادي ( 4 ) الشأفة قرحة تخرج في الصل القدم فتكوى فتذهب ، وإذا


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 175 سطر 19 إلى صفحه 183 سطر 18

قطعت مات صاحبها ، والاصل واستأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة
أو معناه أزاله من أصله انتهى .
* ( هامش ص 175 ) ( 1 ) القاموس ج 4 ص 394 .
( 2 ) القاموس ج 3 ص 65 .
( 3 ) القاموس ج 3 ص 65 .
( 4 ) القاموس ج 3 ص 156 . *
[176]
" قوله " معرقة من أعرق الشجرة : إذا اشتدت عروقه في الارض ، وفي بعض
النسخ بالغين المعجمة على بناء المفعول ، وأشرعت الرمح نحوه سددت " قوله "
مولغة من ولوغ الكلب ، يقال : أولغ الرجل الكلب إذا حمله على
الولوغ قال الشاعر :
ما مر يوم إلا وعندهما لحم رجال أو يولغان دما
والجنازة بالكسر وقد يفتح وقيل بالكسر الميت وبالفتح السرير .
" قوله " شكت قال الجزري ( 1 ) فيه أن رجلا دخل بيته فوجد حية
فشكها بالرمح أي خرقها فانتظمها به انتهى ، وفي بعض النسخ بالسين المهملة
والسك تضبيب الباب بالحديد ، والعراء الفضاء لا يسترفيه بشئ ، والقناة الرمح
والكبل القيد ، وكبله حبسه في سجن أو غيره ، والرض الدق ، والشمل
الاجتماع ، والعباديد الفرق من الناس ، والخيل الذاهبون في كل وجه ،
والقوارع الدواهي .
" قوله " ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة أي قف خلف القبر مستقبلا للقبلة
" قوله " نجاتي أي أطلبها وعطفه على الامور بعيد ، وكذا ما بعده ، وقال الجوهري
( 2 ) نكد عيشهم اشتد ، ورجل نكد أي عسر ، وناكده فلان وهما يتناكدان
إذاتعاسرا ، واللؤم بالضم مهموزا الشح ، ويقال : أجحف به إذا ذهب به ، ويطلق
على الضرر العظيم ، ويقال : برع أي فاق أصحابه في العلم وغيره أو تم في كل
فضيلة وجمال .
" الزيارة السادسة "
رواها السيد رضى الله عنه ايضا في مصباح الزائر وقد مرت بأسانيد قال :
يروى عن الباقر صلوات الله عليه أنه قال : ما قالها أحد من شيعتنا عند قبر أمير
المؤمنين ، أو أحد من الائمة عليهم السلام إلا وقع في درج نور ، وطبع عليه بطابع محمد صلى الله عليه واله
* ( هامش ص 176 ) ( 1 ) النهاية ج 2 ص 253 .
( 2 ) صحاح الجوهرى ج 1 ص 542 . *
[177]
حتى يسلم إلى القائم عليه السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة
وهذه الزيارة :
السلام عليك يا أمين الله في أرضه ، وحجته على عباده ، السلام عليك يا مولاي
أشهد أنك جاهدت في الله ، حق جهاده ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنن نبيه ، صلى الله
عليه وآله ، حتى دعاك الله إلى جواره ، وقبضك إليه باختياره ، وألزم أعداءك الحجة
مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه .
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك ، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك
ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك وسمائك ، صابرة على نزول
بلائك ، مشتاقة إلى فرحة لقائك ، متزودة التقوى ليوم جزائك ، مستنة ( 1 ) بسنن
أوليائك ، مفارقة لاخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك .
ثم يضع خده على القبر ويقول :
اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة ، وسبل الراغبين إليك شارعة ، وواعلام
القاصدين إليك واضحة ، وأفئدة العارفين منك فازعة ، وأصوات الداعين إليك
صاعدة ، وأبواب الاجابة لهم مفتحة ، ودعوة من ناجاك مستجابة ، وتوبة من
أناب إليك مقبولة ، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة ، والاعانة لمن استعان
بك موجودة ، والاغاثة لمن استغاث بك مبذولة ، وعداتك لعبادك منجزة ، وزلل
من استقالك مقالة ، وأعمال العاملين لديك محفوظة ، وأرزاقك من لدنك إلى الخلائق
نازلة ، وعوائد المزيد إليهم واصلة ، وذنوب المستغفرين مغفورة ، وحوائج خلقك
عندك مقضية ، وجوائز السائلين عندك موفرة ، وعوائد المزيد متواترة ، وموائد
المستطعمين معدة ، ومناهل الظماء مترعة ، اللهم فاستجب دعآئي ، واقبل ثنائي
واجمع بيني وبين أوليائي ، بحق محمدو علي وفاطمة والحسن والحسين ، إنك ولي
نعمائي ومنتها مناي ، وغاية رجائي ، في منقلبي ومثواي ( 2 ) .
* ( هامش ص 177 ) ( 1 ) مستسنة خ ل .
( 2 ) مصباح الزائر ص 245 - 246 . *
[178]
" الزيارة السابعة " قال السيد - ره - : هي مروية عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه تستأذن
بما قدمناه في زيارة صاحب الامر عليه السلام ، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى
على اليسرى وتقول :
بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله تسليما .
ثم تستقبل الضريح بوجهك وتجعل القبلة خلفك وتكبر الله مائة
تكبيرة وتقول :
بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد
الله لنفسه ، وشهدت له ملائكته واولوا العلم من خلقه ، لا إله إلا هوالعزيز الحكيم
وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ، ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ،
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
اللهم اجعل أفضل صلواتك وأكملها ، وأنمى بركاتك وأعمها ، وأزكى
تحياتك وأتمها ، على سيدنا محمد عبدك ورسولك ، ونجيك ووليك ورضيك
وصفيك وخيرتك وخاصتك وخالصتك وأمينك الشاهد لك ، والدال عليك ،
والصادع بأمرك ، والناصح لك ، المجاهد في سبيلك ، والذاب عن دينك ،
والموضح لبراهينك ، والمهدي ( 1 ) إلى طاعتك ، والمرشد إلى مرضاتك ، والواعي
لوحيك ، والحافظ لعهدك ، والماضي على إنفاذ أمرك ، المؤيد بالنور المضئ
والمسدد بالامر المرضى ، المعصوم من كل خطأ وزلل .
المنزه من كل دنس وخطل ، والمبعوث بخير الاديان والملل ، مقوم
الميل والعوج ، ومقيم البينات والحجج ، المخصوص بظهور الفلج ، وإيضاح
المنهج ، المظهر من توحيدك ما استتر ، والمحيي من عبادتك مادثر ، والخاتم
لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، المجتبى من خلائقك ، والمعتام لكشف حقائقك
* ( هامش ص 178 ) ( 1 ) المهدى - بفتح الدال وضم الميم - خ ل . *
[179]
والموضحة به أشراط الهدى ، والمجلو به غربيب العمى .
دامغ جيشات الاباطيل ، ودافع صولات الاضاليل ، المختار من طينة
الكرم ، وسلالة المجد الاقدم ، ومغرس الفخار المعرق ، وفرع العلاء المثمر
المورق ، المنتجب من شجرة الاصفياء ، ومشكاة الضياء ، وذوابة العلياء ، وسرة
البطحاء ، بعيثك بالحق ، وبرهانك على جميع الخلق ، خاتم أنبيائك ، وحجتك
البالغة في أرضك وسمائك .
اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع ، ويحوز من
بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه ، وزده بعد ذلك ( به ) من الاكرام
والاجلال ، ما يتقاصر عنه فسيح الامال ، حتى يعلو من كرمك أعلى محال
المراتب ، ويرقى من نعمك أسنى منازل المواهب ، وخذله اللهم بحقه وواجبه ،
من ظالميه وظالمي الصفوة من أقاربه .
اللهم وصل على وليك ، وديان دينك ، والقائم بالقسط من بعد نبيك
علي بن أبي طالب ، أميرالمؤمنين ، وإمام المتقين ، وسيد الوصيين ، ويعسوب
الدين ، وقائد الغر المحجلين ، وقبلة العارفين ، وعلم المهتدين ، وعروتك
الوثقى ، وحبلك المتين ، وخليفة رسولك على الناس أجمعين ، ووصيه في
الدنيا والدين .
الصديق الاكبر في الانام ، والفاروق الازهر بين الحلال والحرام ،
ناصر الاسلام ومكسر الاصنام ، معز الدين وحاميه ، وواقي الرسول وكافيه
الخصوص بمواخاته يوم الاخاء ، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى ، خامس
أصحاب الكسآء ، وبعل سيدة النساء ، المؤثر بالقوت بعد ضر الطوى ،
والمشكور سعيه في هل أتى ، مصباح الهدى ، ومأوى التقى ، ومحل الحجى ،
وطود النهى ، الداعي إلى المحجة العظمى ، والظاعن ( 1 ) إلى الغاية القصوى ،
والسامي إلى المجد والعلى ، والعالم بالتأويل والذكرى ، الذي أخدمته خواص
* ( هامش ص 179 ) ( 1 ) الطاعن خ ل . *
[180]
ملائكتك بالطاس والمنديل ، حتى توضأ ، ورددت عليه الشمس بعد دنو
غروبها ، حتى أدى في أول الوقت لك فرضا ، وأطعمته من طعام أهل الجنة ،
حين منح المقداد قرضا ، وباهيت به خواص ملائكتك ، إذ شرى نفسه ابتغاء
مرضاتك لترضى ، وجعلت ولاية إحدى فرائضك .
فالشقي من أقر بعض وأنكر بعضا ، عنصر الابرار ، ومعدن الفخار ،
وقسيم الجنة والنار ، صاحب الاعراف ، وأبي الائمة الاشراف ، المظلوم المغتصب
والصابر المحتسب ، والموتور في نفسه وعترته ، المقصود ( 1 ) في رهطه وأعزته ،
صلاة لا انقطاع لمزيدها ، ولا اتضاع لمشيدها ، اللهم ألبسه حلل الانعام ، و
توجه تاج الاكرام ، وارفعه إلى أعلا مرتبة ومقام ، حتى يلحق نبيك عليه
وعلى آله السلام ، واحكم له اللهم على ظالميه ، إنك العدل فيما تقضيه .
اللهم وصلى على الطاهرة البتول ، الزهراء ابنة الرسول ، ام الائمة
الهادين ، سيدة نساء العالمين ، وارثة خير الانبياء ، وقرينة خير الاوصيآء
القادمة عليك متألمة من مصابها بأبيها ، متضلمة مما حل بها من غاصبيها ، ساخطة
على امة لم ترع حقك في نصرتها ، بدليل دفنها ليلا في حفرتها ، المغتصبة حقها
المغصصة بريقها ، صلاة لا غاية لامدها ، ولا نهاية لمددها ، ولا انقضآء
لعددها .
اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفنآء ، في دار البقآء ، بأنفس الاعواض
وأنلها ممن عاندها نهاية الامال ، وغاية الاغراض ، حتى لا يبقى لها ولى ساخط
لسخطها إلا وهو راض ، إنك أعز من أجار المظلومين ، وأعدل قاض ، اللهم ألحقها
في الاكرام ببعلها وأبيها ، وخذلها الحق من ظالميها .
اللهم وصل على الائمة الراشدين ، والقادة الهادين ، والسادة المعصومين
والاتقيآء الابرار ، مأوى السكينة والوقار ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم والفخار
ساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأدلة الرشاد ، الالبآء الامجاد ، العلماء بشرعك
* ( هامش ص 180 ) ( 1 ) المقهور ، ظ . *
[181]
الزهاد ، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم ، وأوليآء النعم ، وعصم الامم ، قرناء
التنزيل وآياته ، وامناء التاويل وولاته ، وتراجمة الوحي ودلالاته ، أئمة الهدى
ومنار الدجى ، وأعلام التقى ، وكهوف الورى ، وحفظه الاسلام ، وحججك
على جميع الانام الحسن والحسين ، سيدي شباب أهل الجنة ، وسبطي نبي الرحمة
وعلي بن الحسين السجاد زين العابدين ، ومحمد بن علي باقر علم الدين ، وجعفر
ابن محمد الصادق الامين ، وموسى بن جعفر الكاظم الحليم ، وعلي بن موسي الرضا
الوفي ، ومحمد بن علي البر التقى ، وعلي بن محمد المنتجب الزكي ، والحسن بن
علي الهادي الرضي ، والحجة بن الحسن صاحب العصر والزمان ، وصي
الاوصياء وبقية الانبياء ، المستتر عن خلقك ، والمؤمل لا ظهار حقك ، المهدي
المنتظر ، والقائم الذي به ينتصر .
اللهم صل عليهم أجمعين ، صلاة باقية في العالمين ، تبلغهم بها أفضل محل
المكرمين ، اللهم ألحقهم في الاكرام بجدهم وأبيهم ، وخذلهم الحق من
ظالميهم .
أشهد يا مولاي ( 1 ) أنكم المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون بارادته ،
الفائزون بكرامته ، اصطفاكم بعلمه ، واجتباكم لغيبه ، واختاركم بسره ، و
أعزكم بهداه ، وخصكم ببراهينه ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفآء في أرضه
ودعاة إلى حقه ، وشهدآء على خلقه ، وأنصارا لدينه ، وحججا على بريته ،
وتراجمة لوحيه ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، عصمكم الله من الذنوب
وبرأكم من العيوب ، وائتمنكم على الغيوب .
زرتكم يا موالي عارفا بحقكم ، مستبصرا بشأنكم ، مهتديا بهداكم ، مقتفيا
لاثركم ، متبعا لسنتكم ، متمسكا بولايتكم ، معتصما بحبلكم ، مطيعا لامركم
مواليا لاوليائكم ، معاديا لاعدائكم ، عالما بأن الحق فيكم ومعكم ، متوسلا
إلى الله بكم مستشفعا إليه بجاهكم ، وحق عليه أن لا يخيب سائله ، والراجي
* ( هامش ص 181 ) ( 1 ) يا موالى خ ل . *
[182]
ما عنده لزواركم ، المطيعين لامركم .
اللهم فكما وفقتني للايمان بنبيك ، والتصديق لدعوته ، ومننت علي بطاعته
واتباع ملته ، وهديتني إلى معرفته ، ومعرفة الائمة من ذريته ، وأكملت بمعرفتهم
الايمان ، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الاعمال ، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك ، و
جعلتهم ( 1 ) مفتاحا للدعاء ، وسببا للاجابة ، فصل عليهم أجمعين ، واجعلني بهم عندك
وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين .
اللهم اجعل ذنوبنا بهم مغفورة ، وعيوبنا مستورة ، وفرايضنا مشكورة
ونوافلنا مبرورة ، وقلوبنا بذكرك معمورة ، وأنفسنا بطاعتك مسرورة ، وجوارحنا
على خدمتك مقهورة ، وأسمآءنا في خواصك مشهورة ، وأرزاقنا من لدنك مدرورة
وحوائجنا لديك ميسورة برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم أنجز لهم وعدك ، وطهر بسيف قائمهم أرضك ، وأقم به حدودك
المعطلة ، وأحكامك المهملة والمبدلة ، وأحي به القلوب الميتة ، واجمع به
الاهواء المتفرقة ، واجل به صداء الجور عن طريقتك ، حتى يظهر الحق على
يديه في أحسن صورته ، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته ، ولا يستخفي لشئ من
الحق ، مخافة أحد من الخلق .
اللهم عجل فرجهم ، وأظهر فلجهم ، واسلك بنا منهجهم ، وأمتنا على
ولايتهم ، واحشرنا في زمرتهم ، وتحت لوآئهم ، وأوردنا حوضهم ، واسقنا بكأسهم ،
ولا تفرق بيننا وبينهم ، ولا تحرمنا شفاعتهم ، حتى نظفر بعفوك وغفرانك ، ونصير
إلى رحمتك ورضوانك ، إله الحق رب العالمين ، يا قريب الرحمة من المؤمنين ،
ونحن اولئك ( 2 ) حقا لا ارتيابا ، يا من إذا أوحشنا التعرض لغضبه ، آنسنا حسن الظن به
فنحن واثقون ( 3 ) بين رغبة ورهبة ارتقابا ، قد أقبلنا لعفوك ومغفرتك طلابا ، فأذللنا
لقدرتك ، وعزتك رقابا ، فصل على محمد وآل محمد الطاهرين ، واجعل دعاءنا بهم مستجابا
وولاءنا لهم من النار حجابا .
* ( هامش ص 182 ) ( 1 ) وجعلتها خ ل . ( 2 ) اولياءك خ ل . ( 3 ) واقفون خ ل .
[183]
اللهم بصرنا قصد السبيل لنعتمده ، ومورد الرشد لنرده ، وبدل خطايانا
صوابا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، يامن تسمى
جوده وكرمه وهابا ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ، وقنا عذاب
النار ، إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
ثم تعود وتقف على الضريح وتقول : يا ولي الله إن بيني وبين الله عزوجل
ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاه ( 2 ) فبحق من ائتمنك على سره ، واسترعاك أمر خلقه
وقرن طاعتك بطاعته ، وموالاتك بموالاته ، تول صلاح حالي مع الله عزوجل
واجعل حظي من زيارتك ، تخليطى بخالصي زوارك ، الذين تسأل الله عز
وجل في عتق رقابهم ، وترغب إليهم في حسن ثوابهم ، وها أنا اليوم بقبرك لائذ
وبحسن دفاعك عني عائذ ، فتلافني يا مولاي ، وأدركنى ، واسئل الله عزوجل
في أمري ، فان لك عند الله مقاما كريما ، صلى الله عليك وسلم تسليما .
ثم قبل الضريح وتوجه إلى القبلة وارفع يديك وقل :
اللهم إنك لما فرضت علي طاعته ، وأكرمتني بموالاته ، علمت أن ذلك
لجليل مرتبته عندك ، ونفيس حظه لديك ، ولقرب منزلته منك ، فلذلك لذت
بقبره ، لواذ من يعلم أنك لا ترد له شفاعة ، فبقديم علمك فيه ، وحسن رضاك
عنه ، ارض عني وعن والدي ، ولا تجعل للنار علي سبيلا ولا سلطانا ، برحمتك
يا أرحم الراحمين ( 3 ) .
ثم تتحول من موضعك وتقف وراء القبر ، فاجعله بين يديك وارفع


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 183 سطر 19 إلى صفحه 191 سطر 18

يديك وقل :
اللهم لو وجدت شفيعا أقرب إليك من محمد وأهل بيته الاخيار ، الاتقيآء
الابرار ، عليه وعليهم السلام ، لا ستشفعت بهم إليك ، وهذا قبر ولي من أوليائك
* ( هامش ص 183 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 246 250
( 2 ) رضاك خ ل .
( 3 ) مصباح الزائر ص 250 . *
[184]
وسيد من أصفيائك ، ومن فرضت على الخلق طاعته ، قد جعلته بين يدي ،
أسئلك يا رب بحرمته عندك ، وبحقه عليك ، لما نظرت إلي نظرة رحيمة من
نظراتك ، تلم بها شعثي ، وتصلح بها حالي ، في الدنيا والاخرة ، فإنك عللى كل شئ قدير .
اللهم إن ذنوبي ، لما فاتت العدد وجازت الامد ، علمت أن شفاعة كل
شافع دون أوليائك تقصر عنها ، فوصلت المسير من بلدي ، قاصدا وليك بالبشرى
ومتعلقا منه بالعروة الوثقى ، وها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك ، وأقسمت
به عليك ، فارحم غربتي ، واقبل توبتي .
اللهم إني لا اعول على صالحة سلفت مني ، ولا أثق بحسنة تقوم بالحجة
عني ، ولو أني قدمت حسنات جميع خلقك ، ثم خالفت طاعة أوليائك ، لكانت
تلك الحسنات مزعجة لي عن جوارك ، غير حائلة بيني وبين نارك ، فلذلك علمت
أن أفضل طاعتك طاعة أوليائك .
اللهم ارحم توجهي بمن توجهت به إليك ، فلقد علمت أني غير واجد
أعظم مقدارا منهم ، لمكانهم منك يا أرحم الراحمين ، اللهم إنك بالانعام موصوف
ووليك بالشفاعة لمن أتاه معروف ، فاذا شفع في متفضلا ، كان وجهك علي
مقبلا ، وإذا كان وجهك علي مقبلا أصبت من الجنة منزلا .
اللهم فكما أتوسل به إليك ، أن تمن علي بالرضا والنعم ، اللهم أرضه
عنا ولا تسخطه علينا ، واهدنا به ولا تضلنا فيه ، واجعلنا فيه على السبيل الذي
تختاره ، وأضف طاعتي إلى خالص نيتي في تحيتى ( 1 ) يا أرحم الراحمين .
اللهم صل على خيار خلقك محمد وآله ، كما انتجبتهم على العالمين ،
واخترتهم على علم من الاولين ، اللهم وصل على حجتك ، وصفوتك من بريتك
التالي لنبيك ، المقيم لامرك علي بن أبي طالب ، وصل على فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين ، وصل على الحسن والحسين شنفي عرشك ، ودليلى خلقك
* ( هامش ص 184 ) ( 1 ) محبتى خ ل . *
[185]
عليك ، ودعاتهم إليك .
اللهم وصل على علي ومحمد وجعفر وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والخلف
الصالح الباقي ، مصابيح الظلام ، وحججك على جميع الانام ، خزنة العلم أن
يعدم ، وحماة الدين أن يسقم ، صلاة يكون الجزاء عليها أتم رضوانك ،
ونوامي بركاتك ، وكرائم إحسانك ، اللهم العن أعداءهم ، من الجن والانس
أجمعين ، وضاعف عليهم العذاب الاليم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
ثم تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة وقد تقدم في زيارة
القائم عليه السلام ثم تقول أيضا :
اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك ، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك
محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك وسمائك ، صابرة على نزول بلائك
مشتاقة إلى فرحة لقائك ، متزودة التقوي ليوم جزائك ، مستسنة بسنن أوليائك
مفارقة لاخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك ( 1 ) .
توضيح : قال الجزري ( 2 ) اعتام الشئ يعتامه : اختاره ، وقال ( 3 )
الغربيب الشديد السواد ، وقال في حديث علي عليه السلام ، في صفة النبي صلى الله عليه واله : دامغ
جيشات الاباطيل ، هي جمع جيشة وهي مرة من جاش إذا ارتفع ( 4 ) انتهى ،
والاضاليل جمع الاضلولة وهي ضد الهدى ، والسلالة بالضم ما انسل من الشئ ،
والذؤابة بالضم مهموزة من العز والشرف وكل شئ أعلاه .
والعلياء بالفتح السماء ورأس الجبل والمكان العالي وكل ما علا من
شئ ، كل ذلك ذكره الفيروز آبادي ( 5 ) .
* ( هامش ص 185 ) ( هامش ص 185 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 250 251 .
( 2 ) النهاية ج 3 ص 163 .
( 3 ) النهاية ج 3 ص 173 .
( 4 ) النهاية ج 3 ص 224 .
( 5 ) القاموس ج 1 ص 365 . *
[186]
" قوله " عليه السلام ، وسرة البطحاء أي أشرف من نشأ ببطحاء مكة ، فان
السرة في وسط الانسان ، وخير الامور أوسطها ، والطوى خلاء البطن والجوع
والطود بالفتح الجبل العظيم ، والظاعن السائر ، وبالطاء المهملة في هذا المقام
أنسب كما في بعض النسخ ، يقال : طعن في السن أي كبر وطعن في المفازة
ذهب كثيرا .
" قوله " المقصود في رهطه ، أي الذي يقصده الناس لكشف مشكلاتهم من
بين رهطه ، أو يقصده رهطه ، ولعله تصحيف المقهور ، والالباء جمع اللبيب وهو
العاقل وصدء الحديد بالتحريك وسخه الذي يعلوه ، والشنف من حلى الاذن وما
يعلق في أعلاها .
" قوله " أن يعدم كلمة أن تحتمل أن تكون بالكسر أي هم يخزنون العلم إذا
عدم بين الناس وارتفع ، أو بالفتح بتضمين أي يحرسونه من الانعدام أو بتقدير
أي كراهة أن يعدم كما قيل في قوله تعالى " أن تقولوا يوم القيامة كنا عن هذا
غافلين " ومثله كثير في القرآن ، وهذا أظهر ، وكذا الاحتمالان جاريان في
الفقرة الاخيرة مع ظهور الاخير .
اقول : قال مؤلف المزار الكبير زيارة جامعة لساير المشاهد على أصحابها
أفضل السلام أملاها علينا الشريف الجليل العالم أبوالمكارم حمزة بن علي بن
زهرة أدام الله عزه من فلق فيه قال : إذا أردت زيارة أحد من الائمة عليهم
الصلاة والسلام فقف على بابه وقل : اللهم إني قد وقفت على باب بيت من
بيوت نبيك .
أقول ثم ذكر دعاء الاستيذان الذي مر مرارا ، ثم ذكر الزيارة المتقدمة
كما أورده السيد إلى قوله إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين
وأنت حسبنا ونعم الوكيل ، ثم ذكر الوداع كما مر في الجامعة الثانية ( 1 ) .
ورأيت في بعض مؤلفات اصحابنا انه ذكر عن ابن عياش أنه يستحب بعد
* ( هامش ص 186 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 183 187 . *
[187]
زيارة كل إمام أن يصلي صلاة الزيارة ثم يعود ويقف على الضريح ويقول : يا ولي
الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك ، وساق مثل ما مر
إلى قوله وضاعف عليهم العذاب الاليم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
أقول : فظهر أن ما أورده السيد ره ليس رواية واحدة بل ألف
بين الروايات .
الزيارة الثامنة .
ذكرها السيد ره وقال : إنها من كلام الرضا عليه السلام ، وظني أنه ره
ألفه من الخبر الذي رواه عبدالعزيز بن مسلم عن الرضا عليه السلام في فضل الامام
وصفاته ، وقد قدمنا ذكره في كتاب الامامة ، ولكن لم يؤلفه كما ينبغي ،
قال رضى الله عنه : إذا أردت زيارة أحدهم عليهم السلام ، فقف على ضريحه وقل :
السلام على القائمين مقام الانبياء ، الوارثين علوم الاصفياء ( 1 ) السلام على
خلفاء الله وخلفاء رسوله .
السلام عليكم يا من هم زمام الدين ، ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعدة
المؤمنين ، السلام عليكم يا أصل الاسلام النامي ، وفرعه السامي ، السلام عليكم
يا من بهم تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفر الفئ والصدقات
وإمضاء الحدود المسميات ، والاحكام المبينات .
السلام عليكم يا من بهم تمنع الثغور والاطراف ، وتجري أمور الخلق
بامامتهم على القصد والانصاف ، السلام عليكم أيها المحللون حلال الله ، والمحرمون
حرام الله ، والمقيمون حدود الله ، والذابون عن دين الله ، والداعون إلى سبيل
الله ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة .
السلام عليكم يا من فضلهم كالشمس المضيئة الطالعة ، المجللة بنورها
العالم ، وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار .
السلام عليكم أيها البدور المنيرة ، والسرج الزاهرة ، والانوار الساطعة
* ( هامش ص 187 ) ( 1 ) الاوصياء خ ل . *
[188]
والنجوم الهادية ، في غياهب الدجا ، وطرق البلد القفر ، ولجج البحار ، السلام
عليكم يا من حبهم كالماء العذب على الظماء ، والغذاء المرئ النافع على الطوى
الدالون على الهدى ، والمنجون من الردى ، والنار على اليفاع لمن اهتدى
واصطلى ، السلام على الادلاء في المهالك ، المفارق لهم هالك ، واللازم
لهم لاحق .
السلام على من علومهم كالسحاب الهاطل ، والغيث الماطر ، والسماء
الظليلة ، والارض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة ، السلام عليكم
يا من هم كالامين الرفيق ، والوالد الشفيق ، والام البرة بالولد الصغير ، السلام
عليكم يا فرج العباد في الداهية ، وحجتهم الواضحة الشافية .
السلام عليكم يا امناء الله في خلقه ، وحجته على عباده ، وخلفاءه في أرضه
السلام عليكم أيها الدعاة إلى الله ، الذابون عن حريم الله ، السلام على المطهرين
من الذنوب ، المبرئين من العيوب ، السلام على المخصوصين بالعلم المهموم ( 1 ) ،
والحلم المعلوم والففل كله ، وأهل الخير والبذل ، السلام عليكم يا نظام الدين
وعز المسلمين ، وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين ، السلام على من لا يدانيهم
في فضلهم أحد ، ولا يوجد في ولايتهم بدل .
السلام على السادة الميامين ، ومن عجزت عن ذكر فضلهم البلغاء ، وقصرت
عن إدراكهم الفصحاء ، وتحيرت في نعت فضلهم الخطباء ، ولم تنته إليه الحكماء
وتصاغرت عن قدرهم العظماء ، السلام على من هم كالنجوم من يد المتناول ، السلام
على العلماء الذين لا يجهلون ، والدعاة الذين لا ينكلون ، السلام على معدن
القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، والعلم والعبادة ، السلام على المخصوصين
بدعوة الرسول ، ونسل الطهر البتول .
السلام على من لا يسبقهم أحد في نسب ، ولا يدانيهم في حسب ، البيت من قريش
والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول صلى الله عليه واله ، والرضا من الله عزوجل
* ( هامش ص 188 ) ( 1 ) المفهوم ط . *
[189]
شرف الاشراف ، والفرع من بني عبد مناف ، السلام على المصطفين بالامامة ، العلماء
بالسياسة ، المفترضين الطاعة ، السلام على من اختارهم الله تعالى للامامة ، وشرح
صدورهم لذلك ، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة ، فلم يعيوا بجواب ، ولم يقصروا عن
صواب .
السلام عليكم أيها السادة المعصومون المؤيدون ، والموفقون المسددون ،
السلام عليكم يا من أمنوا العثار والزلل ، والخطأ والخطل ، الشهداء على الخلق
والامناء على الحق ، السلام عليكم وعلى آبائكم الاكرمين ، الذين آتاهم الله
فضله ، وهدى بهم سبله ، وأوضح بهم من الدين منهجه ، وافتتح بهم مقفله ومرتجه
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ، ورحمة الله وبركاته .
ثم قبل الضريح وصل صلاة الزيارة وما بدا لك من الصلوات ، ثم ادع الله بما
أحببت وقل : يا شامخا في بعده ، يا رؤفا في رحمته ، يا مخرج النبات ، يامحيي الاموات ، يا
ظهر اللاجين ، ياجار المستجيرين ، يا أسمع السامعين ، يا أبصر الناظرين ، يا صريخ
المتصرخين ، يا عماد من لا عماد له ، يا سند من لا سند له ، يا ذخر من لا ذخرله ، يا
حرز الضعفاء ( 1 ) ، يا كنز الفقراء ، يا عظيم الرجاء ، يا منقذ الغرقى ، يامحيي الموتى
يا أمان الخائفين ، يا إله العالمين ، يا صانع كل مصنوع ، يا جابر كل كسير ، يا
صاحب كل غريب ، يا مونس كل وحيد ، يا قريبا غير بعيد ، يا شاهد كل غايب ، يا
غالبا غير مغلوب ، يا حي حين لا حي ، يامحيي الموتى ، يا حي لا إله إلا أنت ، بديع
السموات والارض ، أنت القائم على كل نفس بما كسبت ثم ادع بما شئت ( 2 ) .
ذكر الوداع تقف كوقوفك في الزيارة وتقول :
السلام عليكم يا امناء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، وخزان علمه ، وموضع
سره ، وباب نهيه وأمره و صراطه المستقيم ، سلام مودع لا سئم ولا قال ولا مال
* ( هامش ص 189 ) ( 1 ) في طبعة الكمبانى : يا حرز من لا حرز له .
( 2 ) مصباح الزائر ص 251 - 253 . *
[190]
ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل غدونا إليك مقرونا بالتوكل
عليك ، ورواحنا عنك موصولا بالنجاح منك ، ودعاءنا لك مقرونا بحسن الاجابة ، و
خضوعنا بين يديك داعيا إلى رحمتك ، واعترافنا بذنوبنا شفيعا إلى عفوك ، و
انقطاعنا إليك سببا إلى غفرانك ، وزيارتنا لاوليائك مشفوعة بالقبول منك ، ومرجعنا
من هذا الحرم الشريف ، ؟ ؟ خير مرجع ، إلى جناب ممرع ، وسعة ودعة ، وحفظ
وأمان ( 1 ) وسلامة شاملة للنفس والاهل والمال والولد والدين والاخوان .
اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارة ساداتنا وأئمتنا ، المفروض علينا
طاعتهم ومعرفتهم ، والرجوع إليهم ، والكون معهم ، اللهم فاشهد بأنا قد أجبنا
داعيك ، ولبينا مناديك ، وامتثلنا أمره ، واقتفينا أثره ، اللهم فاكتبنا مع
الشاهدين .
اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارتهم وذكرهم ، والصلاة عليهم ، وارزقنا
ذلك أعواما كثيرة ، فاذا توفيتنا فاشهد بأنا سامعون ، مطيعون ، مؤمنون ،
مصدقين غيرمكذبين ، مقرون غير جاحدين ، ولامرك مسلمون ، وبحبلك
معتصمون ، ولائمتنا طائعون ، ولامرهم وحكمهم خاضعون ، لا مستكبرين ولا
متكبرين ، وبما رضيت لنا راضون ، ولما أعطيتنا آخذون ، ولانعمك شاكرون
وزدنا من فضلك إلينا ، وألهمنا شكرك لما أنعمت به علينا ، آمين رب العالمين ،
والصلاة والسلام عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ، ورحمة الله وبركاته وتحياته
ما هطل غمام ، وهتف حمام ، وتعاقبت الليالي والايام .
ثم ادع كثيرا وانصرف مرحوما إنشاء الله ( 2 ) .
بيان : قوله : الماء العذب على الظما ، يحتمل أن يكون على فعال جمع
ظامي وأن يكون مصدرا قال في النهاية ( 3 ) الظمأ شدة العطش يقال ظمئت أظمأ
* ( هامش ص 190 ) ( 1 ) وخفض وأمان خ ل .
( 2 ) مصباح الزائر ص 253 - 254 .
( 3 ) النهاية ج 3 ص 63 . *
[191]
ظماء فأنا ظامئ وقوم ظماء والاسم الظموء انتهى ، واليفاع ما ارتفع من الارض
والاصطلاء افتعال من صلى النار والتسخن بها ، والهطل المطر الضعيف الدائم ، و
تتابع المطر المتفرق العظيم القطر .
" قوله " : ومرتجه على بنآء المفعول من باب الافعال ، وفي بعض النسخ
بتائين ، قال الجوهري ( 1 ) أرتجت الباب أغلقته وارتج على القارى - على مالم
يسم فاعله - إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب ، وكذلك
ارتتج عليه ، ولا تقل ارتج عليه بالتشديد انتهى ، والجناب الفناء والناحية
ويقال أمرع الوادي إذا كثر فيه الكلاء ، ويضرب به المثل لا تساع الامر
والاستغناء .
( الزيارة التاسعة ) .
ذكرها السيد قدس الله روحه ، قال : تقف على ضريح الامام المزور صلوات
عليه وتقول :
اللهم إني أسئلك يا رافع السموات المبنيات ، ويا ساطح الارضين
المدحوات ، ويا ممكن الجبال والراسيات ، يا مخرج النبات ، يا من لا تتشابه عليه
الاصوات ، أن تبلغ اللهم سلامي إلى النور المخترع من الانوار ، والمبتدع من
شعاع عناصر الابرار ، ومالك الجنة والنار ، محمد الرسول المختار ، سيد مضر و
نزار ، وصاحب الفضايل والمناقب والفخار ، ومن انتجبه واصطفاه عالم العلانية
والاسرار ، سلالة إبراهيم الخليل ، وعنصر الذبيح إسماعيل ، المخدوم بجبرئيل


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 191 سطر 19 إلى صفحه 199 سطر 18

صاحب الايات في الافاق ، المحمول على البراق ، صلى الله عليه واله .
السلام على الامام العادل ، والصيب الهاطل ، صاحب المعجزات والفضائل
والبراهين والدلائل ، السيد الحلاحل ، والبطل المنازل . واليعسوب للدين ، و
من هو للاحكام فاصل ، وللركوع مواصل ، وللمارقة من الدين قاتل ، الامام
* ( هامش ص 191 ) ( 1 ) صحاح الجوهرى ج 1 ص 317 . *
[192]
البطين الاصلع ، والبطل الاورع ، والهمام المشفع ، الذي هو عن الشرك أنزع ، صاحب
احد وحنين ، وأبي شبر وشبير ، المهذب الانساب الذي لم يلحقه عمه ( 1 ) الجاهلية ، ولم
يطعن في صميمه بشائبة مشاب ، حليف المحراب ، المكنى بأبي تراب ، المودع بأرض
النجف ، العالي النسب والشرف مولاي أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب عليه
مني أفضل السلام .
السلام على الطاهرة الحميدة ، والبرة التقية الرشيدة ، التقية من الارجاس
المبرأة من الادناس ، الزكية المفضلة على نساء العالمين ، السعيدة المطلوبة
بالاحقاد ، المفجوعة بالاولاد ، الحورية الزهراء ، المهذبة من الخناء ، المشفعة
يوم اللقاء ، ابنة نبيك ، وزوجة وليك ، وام شهيدك ، فاطمة الانفطام ، مربية
الايتام ، العارفة بالشرايع والاحكام ، عليها من وليها أفضل السلام .
السلام على الامام المعصوم ، والسبط المظلوم ، والمضطهد المسموم ، بدر
النجوم ، والمودع بالبقيع ، ذي الشرف الرفيع ، السيد الزكي ، والمهذب
التقي ، أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السلام .
السلام على الامام القتيل والسيد النبيل الذي هو للرسول نجل وسليل
والذي طهره الجليل ، والذي نطق بفضله التنزيل ، وناغاه جبرئيل ، سيد كل
قتيل الذي فنده أهل التحريف والتبديل ، الذين زخرفوا دينهم بالاباطيل ، ولم
يفرقوا بين التحريم والتحليل ، أشباه أهل الفيل ، عليهم لعائن الله جيلا بعد جيل
وقبيلا بعد قبيل ، قتيل الطغاة ، وجديل الغواة ، الظلمة البغاة ، المستودع بأرض
كربلا الذي صلت عليه وتولت دفنه ملائكة السماء الحسين بن علي عليهما السلام
السلام على النور الساطع ، والبرق اللامع ، والعالم البارع ، سليل النبوة
وفطيم الوصية خدن التأويل والزناد القادح ، والضياة اللائح والمتجر الرابح
وبرج البروج . ذي الثفنات راهب العرب السجاد زين العابدين البكاء علي بن
الحسين عليهما السلام .
* ( هامش ص 192 ) ( 1 ) عهر خ ل . *
[193]
السلام على الامام الصادق المقال ، المتكرم المفضال ، المجيب عن كل
سؤال ، المخبر عن الله بالارزاق والاجال الذي لا يعرف الكذب ولا الانتحال ، البعيد
الشبيه والمثال الامام المعصوم محمد بن علي باقر العلوم عليهما السلام .
السلام على الامام الصادق مبين المشكلات ، ومظهر الحقايق ، المفحم بحجته
كل ناطق ، مخرس ألسنة أهل الجدال مسكن الشقاشق ، العليم عند أهل المغارب
والمشارق ، جعفربن محمد الصادق عليهما السلام .
السلام على المام التقي والمخلص الصفى والنور الاحمدي والشهاب
المضي عروة الله الوثقى ، التي من تمسك بها نجى ومن تخلف عنها هوى النور
الانوار والضياء الازهر موسى بن جعفر عليهما السلام .
السلام على الامام الرضي والشيخ العلوي المحكم في إمضاء حكمه في
النفوس ، المستودع بأرض طوس ، علي بن موسى الرضا عليهما السلام .
السلام على الباب الاقصد ، والطريق الارشد ، والعالم المؤيد ، ينبوع
الحكم ، ومصباح الظلم ، سيد العرب والعجم ، الهادي إلى الرشاد ، الموفق
بالتأييد والسداد ، محمد بن علي الجواد عليهما السلام .
السلام على الامام منحة الجبار ، المختار من المهديين الابرار ، المخبر عما
غبر من الاخبار ، الذي كان له القرآن دثارا وشعارا ، سيد الوري علي بن محمد
المولود بالعسكر ، الذي حذر بمواعظه وأنذر عليه السلام .
السلام على الامام المنزه عن المآثم ، المطهر من المظالم ، الحبر العالم
الذي لم تأخذه في الله لومة لائم ، العالم بالاحكام ، المغيب ولده عن عيون
الانام ، البدر التمام ، التقي النقي ، الطاهر الزكي ، أبي محمد الحسن بن علي
العسكري عليهما السلام .
السلام على الامام العالم ، الغائب عن الابصار ، والحاضر في الامصار ، و
الغائب عن العيون ، والحاضر في الافكار ، بقية الاخيار ، الوارث ذا الفقار ،
الذي يظهر في بيت الله الحرام ذي الاستار ، وينادي بشعار يا ثارات الحسين أنا
[194]
الطالب بالاوتار ، أنا قاصم كل جبار ، القائم المنتظر ، ابن الحسن عليه وآله
أفضل السلام .
اللهم عجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واجعلنامن أنصاره
وأعوانه ، الذابين عنه ، المجاهدين في سبيله ، والمستشهدين بين يده ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، وتقبل منا الاعمال ، وبلغنا برحمتك جميع الامال ، و
أفسح الاجال ، اللهم إنا نسألك الرضا ، والعفو عما مضى ، والتوفيق لما
تحب وترضى .
ثم تقبل التربة وتنصرف مغبوطا إنشاء الله ( 1 ) .
ق : مثله وفي آخره : ثم تقبل التربة وتنصرف بعد أن تصلي ركعتي
الزيارة .
توضيح : قال الجوهري ( 2 ) الصوب نزول المطر ، والطيب السحاب ذو
الصوب ، والهاطل الماطر بالمطر المتتابع ، والحلاحل بالضم السيد الشجاع
أو الضخم الكثير المروة ، والرزين في نجابة ، والبطل بالتحريك الشجاع تبطل
جراحته فلا يكترث لها ، وتبطل عنده دماء الاقران ، والمنازلة المقابلة والمبارزة
في القتال ، والصلع انحسار شعر مقدم الرأس والاروع من يعجبك بحسنه و
جهارة منظره أو بشجاعته ، والهمام بالضم الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع
السخي .
" قوله " في صميمه أي نسبه الخالص " قوله " فاطمة الانفطام كذا في النسخ
والصواب فاطمة الافطام ، جمع جمع للفطيم أي تفطم محبيها من النار ، والنجل
الولد ، ويقال : ناغت الام صبيها أي لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة ، و
الفند الخطأ في القول والكذب ، والزخرف من القول حسنه بترقيش الكذب
* ( هامش ص 194 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 254 - 256 .
( 2 ) صحاح الجوهرى ج 1 ص 164 . *
[195]
والجيل بالكسر الصنف من الناس .
وجدلته أي رميته وصرعته ، والخدن بالكسر الصاحب ، ومن يخادنك في
كل أمر ظاهر وباطن ، وقد مر تفسير ذي الثفنات ، وأنه إنما سمي عليه السلام بذلك
لكثرة سجوده ، إذ كان في جبهته عليه السلام مثل ثفنة البعير . وقال الجزري ( 1 ) في حديث
علي عليه السلام إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان ، الشقشقة الجلدة الحمراء
التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ، شبه الفصيح
المنطيق بالفحل الهادر ، ولسانه بشقشقته ونسبها إلى الشيطان لما يدخله من
الكذب والباطل .
أقول : هذه الزيارة لعلها من مؤلفاته رحمه الله ، أو من أمثاله كما
يشهد به نظامه .
( الزيارة العاشرة ) .
رواها الشيخ في المصباح والسيد في الاقبال والمزار وغيرهما ، قال الشيخ
قال ابن عياش حدثني خير بن عبدالله عن مولاه يعني أبا القاسم الحسين بن روح
رضي الله عنه قال : زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول إذا دخلت :
الحمدلله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب ، وأوجب علينا من حقهم ما قد
وجب ، وصلى الله على محمد المنتجب ، وعلى أوصيائه الحجب ، اللهم فكما أشهدتنا
مشهدهم ، فأنجز لنا موعدهم ، وأوردنا موردهم ، غير محلئين عن ورد في دار المقامة
والخلد ، والسلام عليكم ، إني قصدتكم واعتمدتكم بمسألتي وحاجتي ، و
هي فكاك رقبتي من النار والمقر معكم في دار القرار ، مع شيعتكم الابرار ، و
السلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار ، أنا سائلكم وآملكم ، فيما إليكم فيه
التفويض وعليكم ( 2 ) التعويض ، فبكم يجبر المهيض ، ويشفى المريض ، وعندكم ما تزداد
الارحام وما تغيض .
* ( هامش ص 195 ) ( 1 ) النهاية ج 2 ص 249 .
( 2 ) فيه خ . *
[196]
إني بسركم مؤمن ، ولقولكم مسلم ، وعلى الله بكم مقسم في رجعتي
بحوائجي وقضائها وإمضائها ، وإنجاحها وإبراحها ( 1 ) وبشئوني لديكم
وصلاحها .
والسلام عليكم سلام مودع ، ولكم حوائجه مودع ، يسأل الله إليكم المرجع
وسعيه إليكم غير منقطع ، وأن يرجعني من حضرتكم خير مرجع ، إلى جناب ممرع
وخفض موسع ، ودعة ومهل ، إلى حين الاجل ، وخير مصير ومحل ، في النعيم
الازل ، والعيش المقتبل ، ودوام الاكل ، وشرب الرحيق والسلسل ، وعل
ونهل ، لا سأم منه ولا ملل ، ورحمة الله وبركاته وتحياته حتى العود إلى
حضرتكم ، والفوز في كرتكم ، والحشر في زمرتكم ، والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته وصلواته وتحياته ، وهو حسبنا الله ونعم الوكيل ( 2 ) .
بيان : قوله عليه السلام غير محلئين عن ورد بالحاء المهملة وفتح اللام المشددة
مهموزا قال الجزري ( 3 ) في الحديث يرد علي يوم القيامة رهط فيحلؤن عن الحوض
أي يصدون عنه ، ويمنعون من وروده ، والورد بالكسر الماء الذي ترد عليه ، و
المهيض العظم المكسور " قوله " عليه السلام وما تزداد الارحام معطوف على قوله يجبر
وما مصدرية أو موصولة والاول أقل تكلفا .
وفي بعض النسخ وعندكم ما تزداد ، وهو أظهر ، ثم المراد به إما ازدياد
مدة الحمل ، أو عدد الاولاد ، أو دم الحيض وما تغيض أي ما تنقص " قوله " عليه السلام
وإبراحها في أكثر النسخ بالباء الموحدة والحآء المهملة أي إظهارها من برح
الامر إذا ظهر ، ويقال : أبرحه أي أعجبه وأكرمه وعظمه ، وفي بعضها إيزاحها
بالياء المثناة التحتانية والزاء المعجمة والحاء المهملة ولم نجد له معنى .
" قوله " عليه السلام : وبشؤني لديكم معطوف على قوله بحوائجي ، وقوله :
* ( هامش ص 196 ) ( 1 ) ايزاحها خ .
( 2 ) مصباح الطوسى ص 572 والاقبال ص 111 .
( 3 ) النهاية ج 1 ص 281 . *
[197]
وصلاحها عطف تفسير له أي رجعتي بصلاح شؤني المتعلقة بكم من محبتكم ومودتكم
والقرب عندكم وطاعتكم ، وفي بعض النسخ ولشؤني باللام فهو معطوف على
قوله في رجعتي .
" قوله عليه السلام : " ولكم حوائجه مودع قوله مودع إما مجرور بالعطف على مودع
أو مرفوع ليكون مع الظرف جملة حالية " قوله " وسعيه بنصبه بالعطف على المرجع
ونصب الغير على الحالية ، أو برفعهما ليكون جملة حالية عن المضمر في المرجع
والجناب الفناء ، والرحل والناحية ، ويقال أمرع الوادي إذا صار ذاكلاء
في المثل أمرع واديه وأجني حلبه ، يضرب لمن اتسع أمره واستغنى ، والخفض
الدعة والراحة ويقال عيش خافض ، ويقال : أوسع أي صار ذاسعة ، وأوسع الله
عليه أغناه ، والدعة السعة في العيش ، والمهمل بالفتح وبالتحريك السكينة والرفق
وبالتحريك التقدم في الخير أيضا .
" قوله عليه السلام " : وخير مصير كأنه معطوف على قوله إليكم المرجع ، و
عطفه على خير مرجع بعيد ، ويحتمل عطفه على الجمل السابقة بتقدير أي نسأل
أو مثله ، ويحتمل جره بالعطف على الاجل وهو أيضا بعيد ، والازل بالتحريك
القدم ، ولعل المراد به هنا الدوام في الابد مجازا ، ويقال اقتبل أمره أي استأنفه
والسلسل كجعفر المآء العذب أو البارد ، ومن الخمر اللينة ، والعل بالفتح الشربة
الثانية ، أو الشرب بعد الشرب تباعا ، والنهل بالتحريك أول الشرب " قوله "
حتى العود إما غاية للتسليم أو للنعم المذكورة قبله في البرزخ ، أو لامر مقدر
بقرينة ما سبق ، أي أسئل الكون في تلك النعم حتى العود .
( الزيارة الحادية عشرة ) .
زيارة المصافقة وجدت في نسخة قديمة من تأليفات أصحابنا ما هذا لفظه : روى
غير واحد أن زيارة ساداتنا عليهم السلام إنما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب
العباد ، وسبيل الزاير أن يقول عند زيارتهم عليهم السلام :
[198]
جئتك يا مولاي زائرا لك ، ومسلما عليك ، ولائذا بك ، وقاصدا إليك
اجدد ما أخذه الله عزوجل لكم في رقبتي ، من العهد والبيعة ، والميثاق بالولاية
لكم ، والبراءة من أعدائكم ، معترفا بالمفروض من طاعتكم .
ثم تضع يدك اليمنى على القبر وتقول :
هذه يدي مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا ، فاقبل ذلك مني يا إمامي ،
فقد زرتك وأنا معترف بحقك ، مع ما ألزم الله سبحانه من نصرتك ، وهذه يدي
على ما أمر الله عزوجل به من موالاتكم ، والاقرار بالمفترض من طاعتكم ، و
البراءة من أعدائكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم قبل الضريح الشريف وقل :
يا سيدي ومولاي وإمامي والمفترض علي طاعته ، أشهد أنك بقيت على
الوفاء بالوعد ، والدوام على العهد ، وقد سلف من جميل وعدك ، لمن زار
قبرك ما أنت المرجو للوفاء به ، والمؤمل لتمامه ، وقد قصدتك من بلدي ، و
جعلتك عند الله معتمدي ، فحقق ظني ، ومخيلتي فيك ، صلوات الله عليك وسلم
تسليما كثيرا .
اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه ، وأرجو منك النجاة من النار ،
وبآبائه وأبنائه صلوات الله عليهم ، رضينا بهم أئمة وسادة وقادة ، اللهم أدخلني
في كل خير أدخلتهم فيه ، وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه ، واجعلني معهم
في الدنيا والاخرة برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .
ثم تصلي ركعات الزيارة عند كل إمام ركعتين وتنصرف فاذا فعلت ذلك
كانت الزيارة مثل العهد المجدد .
أقول : ورواها بعض أصحابنا المتأخرين عن الشيخ المفيد قدس الله روحه
بهذه العبارة بعينها .
( الزيارة الثانية عشرة ) .
زيارة وجدتها أيضا في الكتاب المذكور والمظنون أنها من المؤلفات غير مروية
[199]
عن الائمة الهداة وهي هذه :
السلام على كافة الانبياء والمرسلين ، السلام على حجج الله على العالمين ،
السلام على محمد بن عبدالله خاتم النبيين ، السلام على الرسول الصادق الامين
السلام على البشير النذير ، السلام على القمر الزاهر المنير ، السلام على العلم
الظاهر ، السلام على البدر الباهر ، السلام على قرة عين المؤمنين ، السلام على من
أرسله الله رحمة العالمين .
السلام على من أصفاه الله واصطفاه ، السلام على من اختاره الله واجتباه ،
السلام على صفوة الله الخالق ، السلام على حجة الله على أهل المغارب والمشارق
السلام على الصادع بالرسالة ، السلام على واضح الحجة والدلالة ، السلام على
الحاكم العادل ، السلام على الحبر الفاضل ، السلام على السراج المنير ، السلام
على شفيع يوم النشور ، السلام على الرؤف الرحيم ، السلام على السخى الكريم ،
السلام على شريف الاشراف ، السلام على طاهر الاباء والاسلاف .
السلام على المخصوص بالرسالة من خير قبيل ، السلام على المؤيد بالوحي
والتنزيل ، السلام على الشفيع المشفع ، السلام على الرفيع الارفع ، السلام على
النبي الامي ، السلام على الرسول العربي ، السلام على خطيب الانبياء ، وزين
الارض والسماء ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على أمير المؤمنين حقا ، السلام على أمين الله إخلاصا وصدقا ،
السلام على خاتم الوصيين ، السلام على سيد المستخلفين ، السلام على خيرة رب


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 199 سطر 19 إلى صفحه 207 سطر 18

العالمين .
السلام على وصي سيد المرسلين ، السلام على الامام الولي ، السلام على
الخليفة المكي ، السلام على حجة الله العلي ، السلام على الحق الجلي ، السلام
على ذي الجود والبذل ، السلام على مفقود النظير والمثل ، السلام على من سلم
الاعداء لفضله ، السلام على من عقم النساء أن يلدن بمثله .
السلام على سيد الائمة ، السلام على رباني الامة ، السلام على الصديق
[200]
الاكبر ، السلام على الفاروق بين الحق والمنكر ، السلام على الراسخ في العلوم
السلام على ناصر المظلوم ، السلام على أخي الرسول ، السلام على بعل البتول ،
السلام على العلم الاشهر ، السلام على الفاروق الازهر ، السلام على النباء العظيم
السلام على الصراط المستقيم ، السلام على أبي السبطين ، السلام على المصلي إلى
القبلتين .
السلام على ناصر الاسلام ، السلام على مكسر الاصنام ، السلام على
موضح المشكلات ، السلام على كاشف الشبهات ، السلام على المفزع في الملمات
السلام على مجلي الكربات .
السلام على إمام الابرار ، السلام على قسيم الجنة والنار ، السلام على مبير
الكفار ، السلام على غيظ الفجار ، السلام على صاحب المعجزات ، السلام على
من كان لله أكبر الايات ، السلام على العلم الهادي ، السلام على الحق البادي
السلام على والى الاحرار ، السلام على أبي الائمة الابرار ، السلام على
وارث النبيين .
السلام على قائد الغر المحجلين ، السلام على يعسوب الدين ، السلام على
قدوة المؤمنين ، السلام على العالم بالكتاب ، السلام على الناطق بالصواب ،
السلام على ذي الحكمة وفصل الخطاب ، السلام على العالم بالانساب و
الاسباب ، السلام على داحي باب خيبر ، السلام على أبي شبير وشبر ، ورحمة الله
وبركاته .
السلام على الصديقة الطاهرة ، السلام على النبعة النبوية الناضرة ، السلام
على الزكية العارفة ، السلام على المظلومة الصابرة ، السلام على خصيمة الفجرة
السلام على ام الائمة البررة ، السلام على البضعة النبوية ، السلام على الدرة
الاحمدية .
السلام على فاطمة البتول ، السلام على الزهراء ابنة الرسول ، السلام على
المطهرة من الارجاس ، السلام على المبرأة من الادناس ، السلام على المحروسة
[201]
من الوسواس ، السلام على المفضلة على كافة نساء الناس ، السلام على مريم
الكبرى .
السلام على الانسية الحوراء ، السلام على من والدها النبي ، السلام
على من بعلها الوصي ، السلام على من بوركت وبورك نسلها ، السلام على من
الائمة من ذريتها وولدها ، السلام على الشجرة الزيتونة ، المباركة الميمونة
ورحمة الله وبركاته .
السلام على ريحانتي الرسول ، السلام على قرتي عين البتول ، السلام على
حجتي الله المنان ، السلام على حليفي الكرم والاحسان ، السلام على المذكورين
في سورة الرحمن ، السلام على المعبر عنهما باللؤلؤ والمرجان ، السلام على
المجاهدين في الله الشهيدين ، السلام على المظلومين المهتضمين ، السلام على
الصابرين المحتسبين ، السلام على النجمين الزاهرين ، السلام على السيدين الفاضلين
السلام على السبطين الريحانتين ، السلام على القدوتين الهاديين ، السلام على
الامينين الصفوتين ، السلام على الزكيين الخيرتين ، السلام على الطاهرين
الوليين ، السلام على الرضيين العالمين ، السلام على الامامين الاخوين ، السلام
على الصنوين الخليفتين ، السلام على الحسن والحسين الطاهرين ، ورحمة الله
وبركاته .
السلام على سيد المسلمين ، السلام على ولي الله الامين ، السلام على ربيع
الارامل والمساكين ، السلام على الامام علي بن الحسين زين العابدين ، ورحمة الله
وبركاته .
السلام على حجة الله الطاهر ، السلام على بحر العلوم الزاخر ، السلام على
ذى المناقب والمفاخر ، السلام على الامام محمد بن علي الباقر ورحمة الله وبركاته .
السلام على حجة الله على الخلائق ، السلام على محقق الحقايق
السلام على ذي المكارم والسوابق . السلام على الامام جعفر بن محمد الصادق ورحمة
الله وبركاته .
[202]
السلام على حجة الله على العوالم ، السلام على الوصي الرضي العالم
السلام على الحق الناجم ، السلام على الامام موسى بن جعفر النور الكاظم
ورحمة الله وبركاته .
السلام على حجة الله المرتضى ، السلام على سيف الله المنتضى ، السلام
على العادل في القضاء ، السلام على الامام علي بن موسى الرضا ورحمة الله
وبركاته .
السلام على حجة الله على العباد ، السلام على أمين الله في البلاد ، السلام
على المخصوص بالتوفيق والسداد ، السلام على الامام محمد بن علي الجواد ، و
رحمة الله وبركاته .
السلام على حجة الله على كل رائح وغادي ، السلام على سيد الحضار
والبوادي ، السلام على النور البادي ، السلام على الامام علي بن محمد الهادي ، ورحمة الله
وبركاته .
السلام على حجة الله السري ، السلام على العز القعسري ، السلام على الزناد
الورى ، السلام على الامام الحسن بن علي العسكري ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على حجة الله على الانس والجان ، السلام على من وعده الله بالنصر
والامكان ، السلام على مظهر العدل والايمان ، السلام على من به يعبد الرحمان في
كل مكان ، السلام على من به يظهر الله دينه على الاديان ، السلام على مولانا
وسيدنا الامام ، القائم بأمر الله صاحب الزمان ، ورحمة الله وبركاته .
السلام على العترة الطيبين ، السلام على الاسرة الطاهرين ، السلام على من
نص الله على إمامتهم في التوراة والانجيل ، السلام عليكم يا آل الله وأنصاره
وظلال الله وأنواره ، وخلفاء الله وامراءه ، لابذلن لكم يا سادتي مودتي و
محبتي ومواساتي ، فانها مذخورة لكم ، ونصرتى لكم معدة ، فان أمرتموني
يا سادتي أطعت ، وإن نهيتموني يا قادتي انتهيت ، وإن استنصرتموني يا حماتي
نصرت ، فلا مذهب لي عنكم ، ولابد لي منكم ، ولا وفادة لي إلا إليكم ، لانكم
[203]
أوجه الله الحاضرة ، وعيونه الناظرة ، وأياديه الباسطة ، مسلم إليكم سلطان الدنيا
ومملكة الاخرة .
السلام على تيجان الاوصياء ، وخلفاء الاصفياء ، ووارثي علوم الانبياء
السلام على رؤساء الصديقين ، والعترة الطاهرة من آل طه ويس ، السلام على
علماء الاعلام ، والهادين إلى دارالسلام ، الناطقين عن الله بأصدق الحديث وأطيب
الكلام ، صلى الله عليهم أوتاد الكائنات ، وأعلام الهدايات ، وغاية الموجودات
ما سكنت السواكن وتحركت المتحركات ، إنه حميد مجيد ، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته .
اللهم إني أشهد بحقائق الايمان وصدق اليقين ، أنهم خلفاؤك في أرضك ،
وحججك على عبادك ، والوسائل إليك ، وأبواب رحمتك ، فصل عليهم أجمعين ،
واجعل حظي من دعائك إجابته ، ولا تجعل حظي منه تلاوته .
اللهم اجعل مقامي في هذا المشهد المقدس المطهر ، مقام إجابة واستعطاف
ولا تجعله مقام إهانة واستخفاف ، فقد عرفناك يا رب معطيا قبل السؤال ، فكيف
لا نرجوك عند الضراعة والابتهال ، لا سيما قد وعدتنا بالاجابة حين أمرتنا بالدعاء
وضمنت لنا بلوغ الرجاء ، وأنت أوفى الضامنين ، وأرحم الراحمين ، إلهي
عصيتك في بعض الاوقات ، وآمنت بك في كل الاوقات ، فكيف يغلب بعض عمري
مذنبا كل عمري مؤمنا .
إلهي وعزتك لو كان لي صبر على عذابك ، أو جلد على احتمال عقابك ، لما
سألتك العفو عني ، ولصبرت على انتقامك مني ، سخطا على نفسي ، كيف
عصتك ، ومقتا لها كيف أقبلت عليها و أدبرت معرضة عنك ، إلهي كيف آيس
من رحمتك وأنت أرحم الراحمين ، وكيف أرجع بالخيبة وأنت أكرم الاكرمين .
إلهي أسئلك بأسمائك التي كتبتها على قلوب أصفيائك ، محمد وآله امنائك ،
فعرفوا ما عرفتهم ، وفهموا ما فهمتهم ، وعقلوا ما أوحيت إليهم من خصائصك
[204]
وعزائمك ، وضربت أمثالهم ، وأنرت برهانهم ، وقرنت باسمك ( 1 ) أسماءهم ، إلا
ما خلصتني من كل سوء أنا فيه ، ومن جميع الشدائد ومن أهوال يوم القيامة .
إلهي كيف أفرح وقد عصيتك ، وكيف أحزن وقد عرفتك ، وكيف
أدعوك وأنا عاص ، وكيف لا أدعوك وأنت كريم ، اللهم صل على محمد وآل محمد
ولا تجعل لي في هذا المقام الشريف ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا سقما
إلا شفيته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا مريضا إلا عافيته ، ولا غائبا إلا حفظته
ورددته ، ولا عدوا إلا قصمته ، ولا جبارا إلا كسرته ورددته ، ولا حاجة
من حوائج الدنيا والاخرة لك يا رب فيها رضا ولي فيها صلاح إلا قضيتها
يا رب العالمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بيان : الحبر بالكسر وقد يفتح العالم أو الصالح " قوله " اخلاصا وصدقا
متعلقان بالتسليم أو علتان للامانة " قوله " على النبعة إما مصدر بمعنى الفاعل
أي العين النابعة من العلوم والحكم ، أو شجر يتخذ منه القسي أي غصن شجرة
النبوة وتفرعت منها الائمة ، وزخر البحر تملا وارتفع ، والناجم الطالع الظاهر
والسري كغني الشريف ذوالمروة ، والقعسرة التقوى على الشئ والصلابة والشدة
والقعسر القديم والقعسري الضخم الشديد ، والمراد هنا الشدة والصلابة في
الدين أو القدم في المجد والكرم ، والزناد ما يقدح به النار ، ووريه هنا كناية
عن كثرة اقتباس العلوم منه عليه السلام .
( الزيارة الثالثة عشرة )
مأخوذة أيضا من الكتاب المذكور قال : وداع لساير الائمة صلوات الله عليهم :
السلام عليكم يا سادة المؤمنين ، وأئمة المتقين ، وأعلام المهتدين ، وورثه
النبيين ، وسلالة المرسلين ، وقدوة الصالحين ، وحجج الله على العالمين ، قد
آن لكم مني الوداع ، وحان التعجيل له والاسراع ، لا من سأم لكم ، ولا ملل
للمقام عندكم ، لكن لاسباب مانعة ، وملمات عن الاقامة دافعة ، يتضح لها
* ( هامش ص 204 ) ( 1 ) بأسمائك خ . *
[205]
الاعتذار ، ويتعذر معها اللبث والقرار .
فأستودعكم الله ، وأسأله بكم رضاه ، وداع عازم على العود إليكم ، متأسف
لتعذر المقام لديكم ، وكيف لا يتأسف على فراق مشاهدكم الشريفة المعظمة ،
وبقاع قبوركم المباركة المكرمة ، وفيها يستجاب الدعاء ، ويصرف السوء
والبلاء ، ويمحى الشقاء ، ويشفى الداء ، وبكم يؤمن العذاب ، وتهون الصعاب
وينجح الطلاب ، ويرجح الثواب ، وبكم تتم النعمة ، ونعم الرحمة ، وتندفع
النقمة ، وتنكشف الغمة ، وتقبل التوبة ، وتغفر الحوبة ، وتزكو الاعمال ،
وتنال الامال ، ويتحقق الرجاء ، وتبلغ السراء ، وتدفع الضراء ، وتهدى
الاراء وترشد الاهواء ، وتحصل السيادة ، وتكمل السعادة ، ويقبل الايمان
ويدرك الامان ، وتدخل الجنان ، وعنكم يسأل الانس والجان .
فوا أسفا لمفارقة جنابكم ، وواشوقاه إلى تقبيل أعتابكم ، والولوج بإذنكم
لابوابكم ، وتعفير الخد على أريج ترابكم ، واللياذ بعرصاتكم ، ومحال أبدانكم
وأشخاصكم ، المحفوفة بالملائكة الكرام ، والمتحوفة من الله بالرحمة والسلام
وددت أن ( 1 ) كنت لها سادنا ، وفي جوارها قاطنا ، لا يزعجني عنها الرحيل ، ولا يفوتني
بها المقيل ، ليكثر بها إلمامي ، واستلامي لها وسلامي .
فأسأل الله الذي هداني لمعرفتكم ، وأكرمني بمحبتكم ، وتعبدني بولايتكم
وندبني إلى زيارتكم ، العود ما أبقاني إلى حضرتكم ، والبشارة إذا توفاني
بمرافقتكم ، والحشر في زمرتكم ، والدخول في شفاعتكم ، فياليت شعري يا سادتي
كيف حالي في رحلتي ، أمغفورة ذنوبي ، ومستورة عيوبي ، ومقضية حاجتى ،
ومنجحة طلبتي ، فذاك الذي أملته ، وفي كرمكم توسمته ، فما أسعدني بكم ،
وأعظم فوزي بحبكم ، أم راحل بوزري ، مثقل به ظهري ، محجوبا دعائي ،
خائبا رجائي .
فياشقوتاه إن كانت هذه حالى ، ويا خيبة آمالي ، يأبى ذلك بركم و
* ( هامش ص 205 ) ( 1 ) لوكنت خ ل . *
[206]
إحسانكم ، وجميل وعدكم لزائركم وضمانكم ، وتأبى مكارم أخلاقكم وطهارة
شيمكم ، وأعراقكم ، وكرمكم على ربكم ، وعنايتكم بزائركم ومحبكم ، أن يرد
سؤاله ، أويخيب لديه ( 1 ) آماله ، ويأبى الله إلا تصديق وعدكم ، وتحقيق الرجاء
بقصد كم ، إسعافا وإكراما لقاصدكم ، وإتحافا بالخيرات لزائركم ، وكذلك
الظن بكم ، والمرجو من فضله لشيعتكم .
واشهدالله وأعهد عليه ، واشهد كم أني على ما عاهدته عليه من الاقرار
بولايتكم ، والا عتقاد لفرض طاعتكم ، والاعتراف بفضلكم ، والقيام بنصركم ، والتقرب
إلى الله بحبكم ، والطاعة له بالكون معكم ، وهذه يدي على ما أمرالله به من
الوفاء بعهدكم ، والبيعة الواجبة لكم ، لا أبغي بذلك بدلا ، ولا اريد عنه
تحويلا .
وأشهد أن ذلك من الله أمر عازم وحتم على الامة لازم ، لا حجة لمن جهله
ولا عذر لمن أهمله ، أدين الله بذلك في السر والاعلان ، والذكر والنسيان ، وفي
الممات والمحيا والاخرة والاولى ، وعلى بعد الدار ، وقرب المزار ، اللهم
فصل على محمد وآل محمد ، وثبتني على ذلك حتى ألقاك ، ووفقني لطاعتك ورضاك
وانفعني بما علمتني ، وزدني من الخير ما ألهمتني ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ،
فلك الحمد على ما أوليتني .
فأسألك يا من لا تحصى نعمه ، ولا يوازى كرمه ، أن تصلي على محمد وآل
محمد ، ولا تجعله آخر العهد مني لزيارة أوليائك ، والالمام بمشاهد حججك و
أصفيائك ، وألهمني بها شكر آلائك ، والالحاح بمسألتك ودعائك ، واستجب لي
ما دعوتك ، وأعطنى بفضلك كل ما سألتك ، واغفرلي مغفرة وازعة وارحمني
بجودك رحمة واسعة يؤمنني بها من سخطك والنار وتسكنني بفضلك بها دار القرار
مع الائمة الاطهار ، وشيعة آل محمد الابرار .
واجعلنى ممن يسرت حسابه ، وأحسنت إليك مآبه ، ومحوت سيئاته ، وضاعفت
* ( هامش ص 206 ) ( 1 ) لديكم خ ل . *
[207]
حسناته ، وحشرته في زمرة محمد وآل محمد الطاهرين ، صلواتك عليهم أجمعين ، واغفر
لوالدي وللمؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين .
توضيح الارج والاريج توهج ريح الطيب ، واللوذ واللواذ واللياذ بالشئ
الاستتار والاحتصان به ، والسادن الخادم والامام النزول ، والشيمة بالكسر الطبيعة
( قوله ) وأعراقكم أي اصولكم وآبائكم ( قوله ) أمر عازم ، لعله بمعنى المفعول أي
معزوم عليه ، أوأسند العزم إليه مجازا ( قوله ) وازعة أي كافة عن العقاب أو عن المعاودة في الاثم .
( الزيارة الرابعة عشرة ) :
منقولة من الكتاب المذكور قال : زيارة جامعة لسائر الائمة والمشاهد على
ساكنيها السلام تستأذن بما تقدم وتقول :
السلام عليكم يا محال معرفة الله ، السلام عليكم يا مساكن بركة الله ، السلام
عليكم يا أوعيه تقديس الله ، السلام عليكم يا حفظة سر الله ، السلام عليكم يا من
انتجبهم الله لخلقه أعلاما ، ولدينه أنصارا ، ولعلمه وسره خزانا ، ورثكم كتابه
وخصكم بكرائم التنزيل ، وضرب لكم مثلا من نوره ، وأجرى فيكم من روحه
فصلى الله عليكم يا ساداتي وموالي .
السلام عليك يا محمد المصطفى ، السلام عليك يا علي المرتضى ، السلام عليك
يا فاطمة الزهراء ، السلام عليكما أيها السيدان الحسن والحسين ، السلام عليك
يا علي بن الحسين ، السلام عليك يا محمد بن علي ، السلام عليك أيها الصادق جعفر
ابن محمد ، السلام عليك يا موسى بن جعفر ، السلام عليك يا علي بن موسى ، السلام


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 207 سطر 19 إلى صفحه 215 سطر 18

عليك يا محمد بن علي ، السلام عليك يا علي بن محمد ، السلام عليك يا حسن بن علي ،
السلام عليك يا حجة الله المنتظر .
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، السلام عليكم أيها الدعائم والاركان ، المخصوصون بالامامة ، أنا وليكم وزائركم
[208]
المقرب إلى الله بحبكم ، اوالي وليكم ، وأبرأ إلى الله بكم من عدوكم ،
وأستشفع إلى الله عزوجل ، وأسأله أن يصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وعليكم
صلاة دائمة كثيرة متصلة لا انقطاع لها ولا زوال ، وأسأله بكم ، واقدمكم أمام
حوائجي ، فكونوا لي شفعاء يا سادتي في فكاك رقبتي من النار ، وأن يقضي لي
بكم حوائجي كلها للاخرة والدنيا ، وأن يكفيني وأهلي وولدي ، والمؤمنين
والمؤمنات ، شر كل ذى شر ، من الجن والانس ، من صغير أو كبير ، فقد
رجوت أن لا أنصرف من مشهدك يا مولاي ، صلوات الله عليك ، إلا بقضاء حوائجي
وما فزعت إليك فيه ، ورجوته من حسن معونته وبركته بزيارتك ( 1 ) صلوات الله
عليك وعلى الائمة من آبائك ، الائمة من ولدك ، ورحمة الله وبركاته .
ثم قبل الضريح وقل : السلام عليكم يا آل محمد ، يا آل الله وأنصاره ،
وضلال الله وأنواره ، لابذلن لكم مودتي ومهجتي ، ومواساتي ومالي ، فإنها
لكم مذخورة ، ونصرتي لكم معدة ، حتى يأذن الله لكم ، فان أمرتموني يا موالي
أطعت ، وإن نهيتموني يا سادتي كففت ، وإن استنصرتموني يا قادتي نصرت ، وإن
استعنتموني يا سادتي أعنت ، وإن استنجد تموني يا هداتي أنجدت ، وإن استعبدتموني
يا ولاتي تعبدت .
فلكم يا أئمتي عبوديتي بعدالله تعالى طوعا سرمدا ، وعليكم سلامي وتحياتي
سلاما مجددا ، وصلوات الله عليكم ورحمة الله وبركاته .
فاذا أردت الوداع فقل : قد قضيت يا مولاي بعض الارب من زيارتك ، ولو
فعلت يا مولاي ما يجب ما يجب علي ، لجعلت عرصتك دار إقامة ، ولكنني من أبناء الدنيا
أكدح فيها كما جرت عادة من مضى ، فأسأل الله البار الرحيم ، أن يصلي
على محمد وآل محمد وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكم ، وجميع المؤمنين ، إنه
أرحم الراحمين ، وهو على كل شئ قدير .
ثم ادع الله كثيرا بما أردت انشاء الله تعالى .
* ( هامش ص 208 ) ( 1 ) بركة زيارتك خ ل . *
[209]
أقول : أوردت في هذا الكتاب من الجوامع بعدد المعصومين صلوات الله عليهم
أجمعين ، لكن أفضلها وأوثقها الثانية ، ثم الاولى والرابعة والخامسة والسادسة
والسابعة ، ثم العاشرة والثالثة .
ورأيت في بعض الكتب زيارات جامعة اخرى تركتها إما لعدم الوثوق بها
أو لتكرر مضامينها مع ما نقلناه ، وقد ذكر الكفعمي أيضا جامعة كبيرة في البلد
الامين أوردتها في أعمال يوم الجمعة ( 1 ) وفيما ذكرناه كفاية إنشاءالله تعالى
( ومرت جامعة في باب زيارة النبي صلى الله عليه واله من البعيد ) ( 2 ) .
* ( هامش ص 209 ) ( 1 ) وسننقلها في آخر الكتاب لمزيد الفائدة انشاءالله تعالى .
( 2 ) كذا في هامش النسخة المخطوطة بخط يده الشريف ، والجامعة التى مرت هى
في ج 100 ص 189 تحت الرقم 12 ، راجعة . *
[210]
9 * ( ( باب ) ) *
* " ( آخر في زيارتهم عليهم السلام في ) " *
* " ( ايام الاسبوع ) " *
والصلاة والسلام عليهم مفصلا
1 - تم ( 1 ) : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم
عن عبدالرحمن بن أحمد الموصلي ، عن الصقر بن أبي دلف قال : لما حمل
المتوكل سيدنا أبا الحسن صلى الله عليه جئت أسأل عن خبره قال : فنظر الزرافي
إلي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه ، فادخلت إليه ، فقال : يا صقر
ما شأنك ؟ فقلت خير أيها الاستاد فقل : اقعد ، فأخذني ما تقدم وما تأخر
وقلت أخطأت في المجئ ، قال : فزجر الناس عنه ، ثم قال لي : شأنك وفيم جئت
قلت : لخير ما ، قال : لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك ، فقلت له ومن مولاي ؟ مولاي
أميرالمؤمنين ، قال : اسكت مولاك هو الحق لا تحتشمني فاني على مذهبك ،
فقلت : الحمدلله فقال : أتحب أن تراه ؟ قلت : نعم ، قال : اجلس حتى يخرج
صاحب البريد من عنده .
قال : فجلست ، فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة
- وأومى إلى بيت - فدخلت فإذا هو جالس على صدر حصير وبحذائه قبر محفور
قال : فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس ، ثم قال لى : يا صقر فما أتى بك ؟ قلت :
* ( هامش ص 210 ) ( 1 ) جمال الاسبوع ص 25 وكان الرمز ( تم ) وهو رمز فلاح السائل ولما لم اعثر
على الحديث في المطبوع منه وكانت الرواية في جمال الاسبوع وكان رمزه عند المؤلف ( جم )
فمن المظنون قويا ان قلم الناسخ سها في ذلك فكتب ( تم ) بدل ( جم ) وفيه ( عصائب )
بدل ( عصابة ) . *
[211]
جئت أتعرف خبرك ، قال : ثم نظرت إلى القبر فبكيت ، فنظر إلي فقال :
يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء ، فقلت : الحمد لله .
ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه واله لا أعرف معناه ، قال :
وما هو ؟ قلت قوله : لا تعادوا الايام فتعاديكم ما معناه ؟ فقال : نعم الايام نحن
ماقامت السماوات والارض ، فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه واله ، والاحد أميرالمؤمنين
والاثنين الحسين والحسين عليهم السلام والثلثا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر
ابن محمد ، والاربعا موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا ، والخميس
ابني الحسن والجمعة ابن ابني ، وإليه تجمع عصائب الحق ، فهذا معنى
الايام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة ثم قال : ودع واخرج فلا
آمن عليك .
( ذكر زيارة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم في يومه وهو يوم السبت ) .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنك رسوله ، وأنك محمد
ابن عبدالله ، وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لا متك ، وجاهدت
في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأديت الذي عليك من الحق ، وأنك
قد رؤفت بالمؤمنين ، وغلظت على الكافرين ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين
فبلغ الله بك أشرف محل المكرمين ، الحمدلله الذي استنقذنا بك من الشرك
والضلال .
اللهم صل على محمد وآله ، واجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين
وانبيائك المرسلين ، وعبادك الصالحين ، وأهل السماوات والارضين ، ومن سبح
لك يا رب العالمين من الاولين والاخرين ، على محمد عبدك ورسولك ونبيك
وأمينك ونجيك وحبيبك وصفيك وصفوتك وخاصتك وخالصتك وخيرتك
من خلقك ، وأعطه الفضل والفضيلة والوسيلة والدرجة الرفيعة ، وابعثة مقاما
محمودا يغبطه به الاولون والاخرون ، اللهم إنك قلت " ولو أنهم إذ ظلموا
[212]
أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " إلهى
فقد أتيتك منيبا مستغفرا تائبا من ذنوبي ، فصل على محمد وآله ، واغفرها لي ، يا
سيدنا ، أتوجه بك وبأهل بيت نبيك إلى الله تعالى ربك وربي ليغفرلي .
ثم استرجع ثلاثا وقل :
اصبنا بك يا حبيب قلوبنا ، فما أعظم المصيبة بك حيث انقطع عنا الوحي ،
وحيث فقدناك فانا لله وإنا إليه راجعون ، يا سيدنا يارسول الله ، صلوات الله
عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين هذا يوم السبت وهو يومك ، وأنا فيه
ضيفك وجارك ، فأضفني وأجرني ، فانك كريم تحب الضيافة ، ومأمور بالاجارة
فأضفني وأحسن ضيافتي ، وأجرنا وأحسن إجارتنا ، بمنزلة الله عندك ، وعند آل
بيتك ، وبمنزلتهم عنده ، وبما استودعكم الله من علمه ، فانه أكرم الاكرمين .
( زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام ) .
برواية من شاهد صاحب الزمان عليه السلام وهو يزور بها في اليقظة لا في النوم
يوم الاحد وهو يوم أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام .
السلام على الشجرة النبوية ، والدوحة الهاشمية المضيئة ، المثمرة
بالنبوة ، المونعة بالامامة ، السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح ، السلام عليك
وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين ، السلام عليك وعلى الملائكة المحدقين
بك ، والحافين بقبرك ، يامولاى يا أميرالمؤمنين ، هذا يوم الاحد وهو يومك
وباسمك ، وأنا ضيفك فيه وجارك ، فأضفنى يا مولاي وأجرني ، فانك كريم
تحب الضيافة ، ومأمور ( 1 ) بالاجارة ، فافعل مارغبت إليك فيه ، ورجوته منك بمنزلتك
وآل بيتك عندالله وبمنزلته عندكم ، وبحق ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وعليكم أجمعين .
( زيارة الزهراء عليها السلام ) .
السلام عليك يا ممتحنة ، امتحنك الذي خلقك ، فوجدك لما امتحنك صابرة
* ( هامش ص 212 ) ( 1 ) مأمول خ ل . *
[213]
أنا لك مصدق ، صابر على ما أتى به أبوك ووصيه صلوات الله عليهما ، وأنا أسألك
إن كنت صدقتك إلا ألحقتني بتصديقي لهما ، لتسر نفسي ، فاشهدي أني طاهر
بولايتك وولاية آل نبيك محمد صلى الله عليه واله .
أقول : ووجدت في هذه الزيارة زيادة برواية اخرى وهي : السلام عليك
يا ممتحنة ، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك ، وكنت لما امتحنك به صابرة
ونحن لك أولياء مصدقون ، ولكل ما أتى به أبوك صلى الله عليه واله ، وأتى به وصيه عليه السلام
مسلمون ، ونحن نسألك اللهم إذ كنا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة
العالية ، لنبشر ( 1 ) أنفسنا ، بأنا قد طهرنا بولايتهم عليهم السلام .
( يوم الاثنين وهو باسم الحسن والحسين صلوات الله عليهما ) .
( زيارة أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ) .
من كتاب الشيخ محمد بن علي الطرازي :
السلام عليك يا ابن رسول رب العالمين ، السلام عليك يا ابن أميرالمؤمنين السلام
عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام
عليك يا أمين الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نورالله ، السلام عليك يا
صراط الله ، السلام عليك يا بيان حكم الله ، السلام عليك يا ناصر دين الله ، السلام
عليك أيها السيد الزكي ، السلام عليك أيها البر الوفي ، السلام عليك أيها
القائم الامين ، السلام عليك أيها العالم بالتأويل ، السلام عليك أيها الهادي المهدي
السلام عليك أيها الطاهر الزكي ، السلام عليك أيها التقي النقي ، السلام عليك أيها
الحق الحقيق ، السلام عليك أيها الشهيد الصديق ، السلام عليك يا أبا محمد الحسن
ابن علي ، ورحمة الله وبركاته .
( زيارة الحسين بن على عليه السلام من غير كتاب الطرازي ) .
السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أميرالمؤمنين ، السلام عليك
يا ابن سيدة نساء العالمين ، أشهد أنك أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت
* ( هامش ص 213 ) ( 1 ) لتبشر خ ل . *
[214]
بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا ، وجاهدت في الله حق جهاده
حتى أتاك اليقين ، فعليك السلام مني ، مابقيت وبقي الليل والنهار ، وعلى
آل بيتك الطيبين ، أنا يا مولاي مولى لك ولال بيتك ، سلم لمن سالمكم ، و
حرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم وجهركم ، وظاهركم وباطنكم ، لعن الله
أعداءكم من الاولين والاخرين ، وأنا أبرا إلى الله تعالى منهم .
يا مولاى يا أبا محمد ، يا مولاي يا أبا عبدالله ، هذا يوم الاثنين وهو يومكما
وباسمكما ، وأنا فيه ضيفكما فأضيفاني ، فأحسنا ضيافتي ، فنعم من استضيف به
أنتما ، وأنا فيه من ( 1 ) جواركما فأجيراني ، فانكما مأموران بالضيافة والاجارة
فصلي الله عليكما وآلكما الطيبين .
( يوم الثلثا ) وهو با سم علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد
صلوات الله عليهم أجمعين ( زيارتهم عليهم السلام ) .
السلام عليكم يا خزان علم الله ، السلام عليكم يا تراجمة وحي الله ، السلام
عليكم ياأئمة الهدى ، السلام عليكم يا أعلام التقى ، السلام عليكم يا أولاد رسول
الله ، أنا عارف بحقكم ، مستبصر بشأنكم ، معاد لاعدائكم ، موال لاوليائكم ،
بأبي أنتم وامي صلوات الله عليكم ، اللهم إني أتوالى آخرهم كما تواليت أولهم
وأبرء من كل وليجة دونهم ، وأكفر بالجبت والطاغوت واللات والعزى
صلوات الله عليكم يا موالي ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا سيد العابدين
وسلالة الوصيين ، السلام عليك ياباقر علم النبيين ، السلام عليك يا صادقا مصدقا
في القول والفعل .
يا موالي هذا يومكم ، وهو يوم الثلثاء ، وأنا فيه ضيف لكم ، ومستجير
بكم ، فأضيفونى وأجيروني ، بمنزلة الله عندكم وآل بيتكم الطيبين الطاهرين .
( يوم الاربعا ) وهو باسم موسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن
علي ، وعلي بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
* ( هامش ص 214 ) ( 1 ) في جواركما خ ل . *
[215]
( زيارتهم عليهم السلام ) .
السلام عليكم يا أولياء الله ، السلام عليكم يا حجج الله ، السلام عليكم يا نور
الله في ظلمات الارض ، السلام عليكم صلوات الله عليكم وعلى آل بيتكم الطيبين
الطاهرين ، بأبي أنتم وامي لقد عبدتم الله مخلصين ، وجاهدتم في الله حق جهاده
حتى أتاكم اليقين ، فلعن الله أعداءكم من الجن والانس أجمعين ، وأنا أبرأ إلى
الله وإليكم منهم ، يا مولاي ياأبا إبراهيم موسى بن جعفر ، يا مولاي يا أبا الحسن
علي بن موسى ، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي ، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن
محمد ، أنا مولى لكم ، مؤمن بسركم وجهركم ، متضيف بكم في يومكم هذا ، و
هو يوم الاربعاء ، ومستجير بكم فأضيفوني وأجيروني ، بآل بيتكم الطيبين
الطاهرين .
( يوم الخميس ) وهو يوم الحسن بن علي صاحب العسكر صلوات الله
عليهم وسلم : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله وخالصته ، السلام عليك
يا إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين ، صلى الله عليك وعلى
آل بيتك الطيبين الطاهرين ، يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي ، أنا مولى لك و
لال بيتك ، وهذا يومك وهو يوم الخميس ، وأنا ضيفك فيه ومستجير بك فأحسن
ضيافتي وإجارتي ، بحق آل بيتك الطيبين الطاهرين .
( يوم الجمعة ) وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه وهو اليوم
الذي يظهر فيه عجله الله .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 215 سطر 19 إلى صفحه 223 سطر 18

( زيارته عليه السلام ) .
السلام عليك يا حجة الله في أرضه ، السلام عليك يا عين الله في خلقه ، السلام
عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون ، ويفرج به عن المؤمنين ، السلام عليك
أيها المهذب الخائف ، السلام عليك أيها الولي الناصح ، السلام عليك يا سفينة النجاة
السلام عليك يا عين الحياة ، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين
[216]
السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الامر ، السلام عليك يا مولاي
أنا مولاك ، عارف باولاك واخراك ، أتقرب إلى الله تعالى بك وبآل بيتك وأنتظر
ظهورك و ظهور الحق على يدك ، وأسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعلني
من المنتظرين لك ، والتابعين والناصرين لك على أعدائك ، والمستشهدين بين يديك
في جملة أوليائك .
يا مولاي يا صاحب الزمان ، صلوات الله عليك وعلى آل بيتك ، هذا يوم
الجمعة ، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك ، وقتل
الكافرين بسيفك ، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك ، وأنت يا مولاي كريم من أولاد
الكرام ، ومأمور بالاجارة فأضفني وأجرني ، صلوات الله عليك ، وعلى أهل بيتك
الطاهرين .
بيان : قوله : المونعة من قولهم أينع الثمر إذا حان قطافه .
ق : ذكر السلام والصلاة على النبي وأمير المؤمنين والائمة من ولده
عليهم أفضل التحية والسلام ، فأول ذلك على أنبياء الله والمرسلين ،
السلام على حجج الله في العالمين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا حجة الله
السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا محمد بن عبدالله ، السلاام عليك يا أكرم
المرسلين ، وخاتم النبيين ، وسيد الاولين والاخرين .
اللهم إنك دعوتنا لتشهدنا على أنفسنا أنك ربنا وسيدنا ومولانا ، فأجبناك
بالاقرار لك ، وأشهدتنا بذلك على أنفسنا ، فقلت في كتابك المنزل ، على نبيك
المرسل " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى " ( 1 ) .
ثم أشهدتنا على أنفسنا أن محمدا صلواتك عليه رسولك ، خاتم النبيين وسيد
المرسلين ، وإمام المتقين ، وأن علي بن أبي طالب ، سيد العرب أمير المؤمنين
* ( هامش ص 216 ) ( 1 ) الاعراف : 172 . *
[217]
ووصي رسول رب العالمين ، ثم أمرتنا بالطاعة فقلت " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول ، واولي الامر منكم " ( 1 ) فأخذت بذلك علينا العهد والمواثيق
لئلا نقول إنا كنا عن هذا غافلين .
ثم أمرتنا بالصلاة والسلام على محمد نبيك وعلى أهل بيته حججك على خلقك
المباركين الاخيار ، الائمة العادلين الطاهرين [ الاخيار ] الابرار ، الذين أذهبت
عنهم الرجس ، وطهرتهم تطهيرا ، فدللتنا على رضاك من القول والعمل في ذلك شرفا
وتعظيما لنبيك صلواتك عليه وتكريما فقلت : إن الله وملائكته يصلون على النبي
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " ( 2 ) لبيك اللهم لبيك ، لبيك اللهم
ربنا وسعديك ، تلبية الضعيف بين يديك ، تلبية الخائف الفقير إليك ، سمعنا لك
وأطعنا ، ربنا وسيدنا ومولانا .
اللهم اجعل شرائف صلواتك وتحياتك ورأفتك ورحمتك وتحيتك ، على
محمد عبدك ، ورسولك إلى خير خلقك ، وصفيك وخليلك لنفسك ، ونجيك لعلمك
وأمينك على سرك ، وخازنك على غيبك ومؤدي عهدك ، ومنجز وعدك ، والداعى
إليك وحدك ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، البشير النذير ، السراج المنير
الطهر الطاهر ، العلم الزاهر ، المبعوث بالرسالة ، والهادي من الضلالة ، الذي
جعلته رحمة للعالمين ، ونورا يستضيئ به المؤمنون ، وبشيرا بجزيل ثوابك ، ونذيرا
بالاليم من عقابك .
وأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك ، وبلغ رسالاتك ، وتلى آياتك ، وأمر
بطاعتك ، ونهى عن معصيتك ، فبين أمرك ، وأظهر دينك ، وأعلى الدعوة لك ، و
جاهد في سبيلك ، وعبدك حتى أتاه اليقين من قولك .
فصل اللهم أنت عليه كما هديتنا به من الضلالات ، وخلصتنا به من الغمرات
وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات ، وأدخلتنا به في الصالحات ، وأعطيتنا به الحسنات
* ( هامش ص 217 ) ( 1 ) النساء : 59 .
( 2 ) الاحزاب : 56 . *
[218]
وأذهبت به عنا السيئات ، ورفعت لنا به الدرجات ، اللهم فاجزه عنا أفضل و
أعظم وأشرف جزاء النبيين ، وخير ماجازيت نبيا عن امته .
اللهم وصل عليه أنت وملائكتك المقربون ، وأنبياؤك ورسلك المصطفون
وأولياؤك وعبادك المؤمنون ، وأهل طاعتك أجمعون ، من أهل السماوات وأهل
الارضين ، اللهم وابعثه المقام المحمود ، الذي وعدته في الموقف المشهود ، تبيض
به وجهه ، ويغبط به الاولون والاخرون ، مقاما تفلج به حجته ، وتقيل به عثرته
وتقبل به شفاعته ، وتكرم به مرافقته ، وتلحق به ذرياته ، وتورد عليه عترته ، و
تقر عينه بشيعته ، وتعظم برهانه ، وترفع شأنه ، وتعلي مكانه .
اللهم فاجعله أقرب النبيين منك منزلا ، وأدناهم منك محلا ، وأفضلهم عندك
نزلا ، وأعظمهم لديك حبا وشرفا ، وأعلاهم مكانا وزلفى ، وأرفعهم عندك درجة
وغرفا ، وسيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين ، وولي المؤمنين ،
ونبى رحمة وسيد الامة ، ومفتاح البركة ، والمنقذ من الهلكة ، ورسول رب
العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واستعملنا بطاعتك وسنته ، وتوفنا على
ملته ، وابعثنا في شيعته ، واحشرنا في زمرته ، ولا تحجبنا عن رؤيته ، ولا تحرمنا
مرافقته ، واجعلنا ممن تبعثنا معه حتى تسكنا غرفه ، وتوردنا حوضه ، وتخلدنا
في جواره .
اللهم إنا نؤمن به وبحبه ، فاحببنا لذلك ، ولا تفرق بيننا وبينه ، آمين
رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأبلغ محمدا عنا أفضل التحية
والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على أبي الائمة عليه أفضل السلام والرحمة ) .
السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا وصي
رسول الله ، السلام عليك يا وارث النبيين ، وأفضل الوصيين ، ووصي خير المرسلين
السلام عليك يا معز المؤمنين ، ورحمة الله وبركاته .
[219]
اللهم صل على علي بن أبي طالب ، الوصي المرتضى ، الخليفة المجتبى ،
والداعي إليك وإلى دار السلام ، صديقك الاكبر ، وفاروقك بين الحلال والحرام
ونورك الظاهر الجميل ، ولسانك الناطق بأمرك الحق المبين ، وعينك على الخلق
أجمعين ، ويدك العليا اليمين ، وحبلك المتين ، وعروتك الوثقى ، وكلمتك العليا
ووصي رسولك المرتضى ، وعلم الدين ، ومنار المتقين ، وخاتم الوصيين ، وسيد
المؤمنين ، وإمام المتقين ، بعد النبي محمد الامين ، وقائد الغر المحجلين ، صلاة
ترفع بها ذكره ، وتحسن بها أمره ، وتشرف بها نفسه ، وتظهر بها دعوته ، و
تنصر بها ذريته ، وتفلج حجته ، وتعز بها نصره ، وتكرم بها صحبته ، سيد
المؤمنين ومعلن الحق بالحق ، ودافع ( 1 ) جيوش الاباطيل ، وناصر الله ورسوله .
اللهم كما استعملته على خلقك فعمل فيهم بأمرك ، وعدل في الرعية ، وقسم
بالسوية ، وجاهد عدو نبيك ، وذب عن حريم الاسلام ، وحجز بين الحلال و
الحرام ، مستبصرا في رضوانك ، داعيا إلى إيمانك ، غير ناكل عن حزم ، ولا منثن
عن عزم ، حافظا لعهدك ، قاضيا بنفاد وعدك ، هاديا لدينك ، مقرا بربوبيتك ، و
مصدقا لرسولك ، ومجاهدا في سبيلك ، وراضيا بقولك ، فهو أمينك المأمون ،
وخازن علمك المكنون ، وشاهد ( 2 ) يوم الدين ، ووليك في العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وافسح له فسحا عندك ، وأعطه الرضا
من ثوابك الجزيل ، وعظيم جزائك الجليل ، اللهم واجعلنا له سامعين مطيعين ،
وجندا غالبين ، وحزبا مسلمين ، وأتباعا مصدقين ، وشيعة متألفين ، وصحبا مؤازرين ،
وأولياء مخلصين ، ووزراء مناصحين ، ورفقآء مصاحبين ، آمين رب العالمين ، اللهم
اجزه أفضل جزاء المكرمين ، وأعطه سؤله يا رب العالمين .
وأشهد أنه قد ناصح لرسولك ، وهدى إلى سبيلك ، وجاهد حق الجهاد
ودعا إلى سبيل الرشاد ، وقام بحقك في خلقك ، وصدع بأمرك ، وأنه لم يجر في
* ( هامش ص 219 ) ( 1 ) دامغ خ ل ظ .
( 2 ) مشاهد خ . *
[220]
حكم ، ولا دخل في ظلم ، ولم يسع في إثم ، وأنه أخو رسولك ، وأول من
آمن به وصدقه برسالاته ونصره ، وأنه وصيه ، ووارث علمه ، وموضع سره و
أحب الخلق إليه ، وأنه قرينه في الدنيا والاخرة ، وأبوسيدي شباب أهل
الجنة ، الحسن والحسين .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأبلغه عنا التحية والسلام ، واردد علينا
منه التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على السيدة فاطمة الزهراء الرشيدة ) السلام على سيدة
نساء العالمين ، وبنت سيد النبيين ، وام الائمة الطاهرين ، فاطمة بنت محمد
الاكرم ، وشقيقة البتول مريم ، أطهر النساء ، وبنت خير الانبياء ، السلام عليك
ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على السيدة المفقودة ، الكريمة المحمودة ، الشهيدة العالية
الرشيدة ام الائمة ، وسيدة نساء الامة ، بنت نبيك ، صاحبة وليك ، سيدة
النساء ، ووارثه سيد الانبياء ، وقرينة سيد الاوصياء ، المعصومة من كل
سوء ، صلاة طيبة مباركة ، مرفوعة مذكورة ، ترفع بها ذكرها في محل الابرار
الاخيار ، في أشرف شرف النبيين ، في أعلا عليين ، في الدرجات العلى ، في
الرفيع الاعلى .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وأعل كعبها ، وأكرم مآبها ، وأجزل ثوابها
وأدن منك مجلسها ، وشرف لديك مكانها ومثواها ، وانتقم لها من عدوها ، وضاعف
العذاب على من ظلمها ، والنقمة على من غصبها ، وخذ لها يا رب بحقها ،
؟ ؟ على كل شئ قدير ، اللهم صل على محمد و . وعلى آل محمد ، وأبلغها منا
التحية ، واردد علينا منها التحية ، والسلام عليها ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على السبط الاكبر ابن أمير المؤمنين علي المطهر ) .
السلام على السبط الثقة المرتضى ، وابن الوصي المرضي ، المقتول
المسموم ، والزكي المظلوم ، وسبط الرسول ، وابن البتول ، السلام عليك
[221]
يا سيدي ، يا حجة الله وابن حجته وأخا حجته ، السلام على الحسن بن علي ورحمة
الله وبركاته .
اللهم صل على الامام الثقة المرتضى ، وداعي الامة المجتبي ، الحسن
ابن علي ، خليفة الصادق ، والامين السابق ، العامل بالحق ، والقائل للصدق
والامام المقدم ، والولي المكرم ، وجوز البلاد ، وغيث العباد ، أطيب وأفضل
وأحسن وأكمل وأزكى وأنمى ما صليت على أحد من أوليائك وأصفيائك وأحبائك
صلاة تبيض بها وجهه ، وتطيب بها روحه ، وتكرم بها شأنه ، وتعلي بها مكانه ،
وتعظم بها شرفه ، وتزين بها غرفه ، وتشرف بها منزلته ، في دار القرار ، في
أعلا عليين ، في محل الابرار ، مع آبائه الصادقين الاخيار ، فقد عمل بطاعتك
ونهى عن معصيتك ، وفارق الغدر ، ونهى عن الشر ، وأحب المؤمنين ، وأبعد الفاسقين
وكان له أمد ، ولم يكن معه أحد ، ولم يتم له عدد ، فلزم عن أبيه الوصية
ودفع عن الاسلام البلية .
فلما خاف على المؤمنين الفتن ، ركن إلى الذي إليه ركن ، وكان بما
أتى عالما ، وعن دينه غير نائم ، فعبدك بالاجتهاد ، ولم يقنع بالاقتصاد ، فأثبت
الدين ، ومضى على اليقين .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واجزه عنا أفضل جزاء الصادقين ،
الدعاة المجتهدين ، القادة المعلمين ، صلى الله عليهم في الاولين والاخرين ،
وأبلغهم عنا السلام ، واردد علينا منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة
الله وبركاته .
( السلام والصلاة على السيد الثاني ، أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام :
السلام على السيد ( 1 ) الشهيد ، والسبط السعيد ، أبي الائمة ، وابن
خير نساء الامة ، السلام عليك يا سيدي يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته ، اللهم
* ( هامش ص 221 ) ( 1 ) زاد في هامش طبعة الكمبانى [ الكريم ] .
[222]
صلى على الامام المظلوم المقتول ، السيد سبط الرسول ، وابن البتول ، البشير
النذير ، ابن الوصي الوزير ، الحسين بن علي ، الزاكي الولي ، سيد شباب
أهل الجنة ، وإمام الهدى وأهل السنة ، القائد الرائد ، والعابد الزاهد ،
والراشد المجاهد ، كما عمل بطاعتك ، ونهى عن معصيتك ، وبالغ في رضوانك
وأقبل على إيمانك :
قاتل فيك عدوك علانية وسرا ، يدعو العباد إليك ، ويدلهم عليك ، قائما
بين يديك ، يهدم الجور بالصواب ، ويحيي السنة والكتاب ، فعاش في رضوانك
مكدودا ، ومات في أوليائك محمودا ، ومضى إليك شهيدا ، لم يعصك في ليل ولا نهار
وجاهد فيك المنافقين والكفار .
فاجزه اللهم عن الاسلام وأهله خير الجزاء ، وضاعف لقاتله العذاب ،
وشر المأوى ، فقد قاتل كريما ، وقتل مظلوما ، ومضى مرحوما ، يقول : أنا
ابن رسول الله محمد ، وابن من زكى وعبد ، فقتلوه بالعمد المتعمد ، وقاتلوه على
الايمان ، وأطاعوا في قتله الشيطان ، ولم يراقبوا فيه الرحمن ، فصل عليه
اللهم صلوات تشرف بها مقامه ، وتضاعف بها إكرامه ، وتعظم بها أمره ،
وتعجل بها نصره .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وخصه بأفضل قسم الفضائل ، وبلغه
أشرف المنازل ، وأعطه شرف المكرمين ، وارفعه برحمتك في المقربين ، في الرفيع
الاعلى ، في أعلى عليين ، وبلغه الدرجة الكبيرة ، والمنزلة الرفيعة ( 1 ) الخطيرة
والمنزلة الفضيلة ، والكرامة الجليلة ، واجزه عنا خير ما جازيت إماما عن رعيته
ورسولا عن امته ، وبلغه منا أفضل التحية والسلام ، واردد علينا التحية والسلام
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على سيد العابدين السجاد ذي الثفنات علي بن الحسين ) :
السلام على زين العابدين ، وقرة عين الناظرين ، علي بن الحسين ،
الامام المرضي ، وابن الائمة المرضيين ، السلام عليك يا سيدي ومولاي ورحمة
* ( هامش ص 222 ) ( 1 ) والرفعة الخطيرة خ . *
[223]
الله وبركاته ، اللهم صل على الامام العدل الامين ، علي بن الحسين ، إمام
المتقين ، وولي المؤمنين ، ووصي الوصيين ، وخازن وصايا المرسلين ، ووارث
علم النبيين ، وحجة الله العليا ، ومثل الله الاعلى ، وكلمة الوثقى .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واخصصه بين أوليائك من شرائف
صلواتك ، وكرائم تحياتك ، فقد ناصح في عبادك ، ونصح في عبادتك ، ونصح
في طاعتك ، وسارع في رضوانك ، وانتصب لاعدائك ، وبشر أولياءك ، بالعظيم
من جزائك ، وعبدك حق انقضت دولته ، وفنيت مدته ، وأزفت منيته ، وكان رؤفا بشيعته ،
رحيما برعيته ، مفزعا لاهل الهدى ، ومنقذا لهم من جميع الردى ، ودليلا لاهل
الاسلام ، على الحلال والحرام ، وعماد الدين ، ومنار المسلمين ، وحجة الله
على العالمين ( 1 ) .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وأبلغه منا التحية واردد علينا منه التحية
والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ) :
السلام على سمي نبي الهدى ، وباقر علم الورى ، محمد بن علي ، سيد
الوصيين ، ووارث علم النبيين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله
اللهم صل على محمد الباقر ، الطهر الطاهر ، فإنه قد أظهر الدين
وبركاته .
إظهارا ، وكان للاسلام منارا ، محمد بن علي ، وليك وابن وليك ، والصادع


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 223 سطر 19 إلى صفحه 231 سطر 18

بالحق والناطق بالصدق ، والباقر للدين بقرا ، والناثر العلم نثرا ، لم تأخذه
فيك لومة لائم ، وكان لامرك غير مكاتم ، ولعدوك مراغما ، فقضى الحق الذي كان
عليه ، وأدى الامر الذي صار إليه ، وأخرج من دخل في ولاية عبادك إلى ولايتك
وأدخل من خرج عن عبادتك إلى عبادة غيرك في عبادتك ، وأمر بطاعتك ، ونهى
* ( هامش ص 223 ) ( 1 ) على خلقه خ . *
[224]
عن معصيتك ، فأحيي القلوب بالهدى ، وأخرجها من الظلمة والعمى ، حتى انقضت دولته ، وانقطعت مدته ، ومضى بدين ربه مجاهرا ، وللعلم في خلقه باقرا
سمي جده رسول الله صلى الله عليه واله ، وشبيهه في فعله ، دواء لاهل الانتفاع ، وهدى لمن
أناب وأطاع ، ومنهلا للوارد والصادر ، ومطلبا للعلم منه يمتار .
اللهم كما جعلته نورا يستضئ به المؤمنون ، وإماما يهتدي به المتقون
حتى أظهر دينك ، وأعلن أمرك ، وأعلى الدعوة لك ، ونطق بأمرك ، ودعا إلى
جنتك ، فعز به وليك ، وذل به عدوك ، اللهم فصل عليه أنت وملائكتك
وأنبياؤك ورسلك وأولياؤك ، وعبادك من أهل طاعتك .
اللهم فأعطه سؤله ، وبلغه أمله ، وشرف بنيانه ، وأعل مكانه ، وارفع
ذكره ، وأعز نصره ، وشرفه في الشرف الاعلى ، مع آبائه المقربين ، الاخيار
السابقين ، الابرار المطهرين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، واجزه
عن الاسلام وأهله خير جزاء المجزيين ، يا أرحم الراحمين ، اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد ، وبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام
والسلام عليه ورحمه الله وبركاته .
( السلام والصلاة على جعفر بن محمد ، عليه صلوات الله الواحد الاحد ) .
السلام على الصادق ابن الصادقين ، حجة الله وابن حجته على
العالمين الصادق جعفر بن محمد ، خليفة من مضى ، وأبى سادة الاوصياء ، وكني سبط
نبي الهدى ، السلام عليك يا مولاي ، يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته ، اللهم
صل على الامام المهدي ، والراعي المؤدي ، وصي الاوصياء ، وإمام الاتقياء
علم الدين ، الناطق بالحق اليقين ، وغياث المسلمين ، وأبى اليتامى والمساكين
جعفر بن محمد ، الامام العالم ، والقاضي الحاكم ، العارف المرتضى ، والداعي
إلى الهدى ، من أطاعه اهتدى ، ومن صد عنه غوي .
اللهم فصل عليه كما عمل برضاك ، ونصح لاوليائك ، ورؤف بالمؤمنين
وغلظ على الكافرين والمنافقين ، وعبدك حتى أتاه اليقين ، شرع في أوليائك السنن
[225]
وأظهر فيهم العلم وأعلن ، وعطل البدع ، وأحيى الدين ونفع ، اللهم فصل
عليه واجزه عنا أفضل الجزاء ، بما أحيى من سنتك ، وأقام من دينك ، وسارع
إلى رضاك ، وعمل بتقواك ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، خير جزاء المجزيين
وأبلغه أفضل درجات العلى ، في مقام آبائه الاعلى ، وضاعف له الرضا . وحيه
منا بالتحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على موسى الامين ، العبد الصالح المكين ) .
السلام على سمي كليم رب العلى ، وابن خير الاوصياء ، وابن سيدة
النساء ، ووارث علم الانبياء ، السلام على نورالله في الارض والسماء ، السلام على
خازن علم نبي الهدى ، والمحنة العظمى ، الامين الرضا المرتضى ، وأبي الامام الرضا
موسى بن جعفر ، خليفة الرحمن ، وإمام اهل القرآن ، وصاحب التأويل و
التنزيل ، السلام عليك يا سيدي يا أبا إبراهيم ، ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على الوصي الامين ومفتاح باب الدين ، والعلم الواضح المبين
وابن رسول رب العالمين ، موسى بن جعفر عليه السلام ، خليفة الله على المؤمنين ،
صاحب العدل ، والحق اليقين ، وخازن بقايا علم النبيين ، وعيبة علم المرسلين
ومعدن وحى النبيين ، ووارث السابقين ، ووعاء مواريث الائمة الماضين ، العالم
بما انزل من عندالله بما كان أو يكون ، إمام الهدى ، ووارث من مضى من الاولياء
وسيد أهل الدنيا ، فأظهر به دينه على الدين كله ولو كره المشركون وبالوصي
من ولده وذريته .
( السلام والصلاة على الامام علي بن موسى الرضا ، صلوات الله عليه ) .
السلام على الرضا المرتضى ، سمى سيد الوصيين ، وإمام المتقين ( 1 ) ، خليفة
الرحمن ، وإمام أهل القرآن ، وصاحب التاويل ، ومعدن الفرقان ، وحامل
التوراة والانجيل ، وإفنآء ( 2 ) الخبيثات والاباطيل ، والقائل الفاعل ، والحاكم
* ( هامش ص 225 ) ( 1 ) امام المؤمنين خ .
( 2 ) مجتنب ظ . *
[226]
العادل ، والصادق البر ، والحائز الفخر ، جده سيد النبيين ، وأبوه سيد الوصيين
وإليه مآب الاولين والاخرين ، السلام عليك يا أبا الحسن علي بن موسى الرضا
ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وكما أكرمته بمحمد رسولك ، و
جعلته في الحق دليلك ، فدعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فأكمل له
العهد ، وتمم له الوعد ، وأيده وذريته وأولياءه بالنصر والجند ، ليخلص الدين
بالجد ، فيعمل في ذلك بالجهد ، ويصير لك الدين خالصا ، والحمد تاما ، اللهم
صل عليه حيا وميتا ، وعجل فرجنا به ، وبالوصي من بعده ، وانصره على
أهل طاعة الشيطان ، وأعزز به الايمان ، وأذلل به الشيطان .
( السلام والصلاة على الامام محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه ) :
السلام على الامام ابن الامام ، وابن السيد الانام ، هادي العباد ، وشافع
يوم التناد ، محمد بن علي الجواد ، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين ، وابن خير
الوصيين ، وسمي رب العالمين ، والامام المجتبى ، وابن الخليفة الرضا
اللهم صل عليه في الملاء الاعلى ، وبلغه الدرجات العلى ، واجزه عنا خير
جزاء المحسنين ، وشفعه فينا يوم الدين ، وأبلغه منا التحية والسلام ، واردد
علينا منه التحية والسلام والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام ) :
السلام عليك يا سيدي يا أبا الحسن علي بن محمد ، ورحمة الله وبركاته ،
اللهم صل على الامام ابن محمد الامام ، ابن خير الانام ، وابن الاوصياء الكرام
الدال عليك ، والداعي إليك ، المظهر للدين ، والمنتقم من الظالمين ، على
ابن محمد ، وارث الائمة ، وخازن الحكمة ، العالم بالتأويل ، ابن سيد النبيين ،
وامه سيدة نساء العالمين ، صلى الله عليهم أجمعين ، من الملاء الاعلى ، وفي
الاخرة والاولى .
اللهم كما خصصته بجده النبي المصطفى ، وبعلي المرتضى ، وبفاطمة
[227]
الزهراء ، سيدة النساء ، فعظم درجته ، وأعل منزلته ، وأكرم أولياءه ، آمين
رب العالمين ، وأبلغه منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام ،
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على الامام المنتجب ، الحسن بن على الثقة المنتخب ) .
السلام عليك أيها الامام التقي ، وابن الخلف الرضي ، سمي سبط نبي الهدى
ووارث من مضى من الاوصياء ، والمنقذ من الردى ، السراج الازهر ، والقمر
الانور ، السلام عليك يا سيدي يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على الامام الهادي ، والصادع الداعي ، الحاكم بالعدل ، و
القائم بما على محمد انزل ، الحسن بن علي ابن سيد المرسلين ، وأعنه على ما
استرعيته ، وادفع عنه واحفظ شيعته ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وأبلغه
منا التحية والسلام ، واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله
وبركاته .
( السلام والصلاة على الامام الخلف ، القائم بالحق ابن أفضل السلف ) .
السلام عليك يا حجة الله في عباده ، وخليفته في بلاده ، ونوره في
سمائه وأرضه ، والداعي إلى سنته وفرضه ، مبدل الجور عدلا ، ومفني الكفار قتلا
ودافع الباطل بظهوره ، ومظهر الحق بكلامه ، ومعيش العباد بفنائه ، الامام المنتظر
والعدل المختبر ، السلام عليك أيها الامام المهدي ، الثقة النقى ، وقاتل كل
خبث ردي ، السلام عليك من عبدك ، والمنتظر لظهور عدلك ، السلام عليك يا
مولاي وابن مولاي ، وسيدي وابن سادتي ، وعلى اولي عهدك ، والقوام بالامر
من بعدك ، السلام عليك وعليهم وعلى الائمة أجمعين ، ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على إمامنا وابن أئمتنا ، وسيدنا وابن سادتنا ، الوصي الزكي
التقي النقي الامام الباقي ، ابن الماضي حجتك في الارض على العباد ، وغيبك
الحافظ في البلاد ، والسفير فيما بينك وبين خلقك ، والقائم فيهم بحقك ، أفضل
[228]
صلواتك ، وبارك عليهم وعليه أفضل بركاتك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعله القائم المؤمل ، والعدل المعجل
وحفه بملائكتك المقربين ، وأيده منك بروح القدس ، يا رب العالمين ، واجعله
الداعي إلى كتابك ، والقائم بدينك ، واستخلفه في الارض كما استخلفت الذين
من قبله ، ومكن له دينه الذي ارتضيته له ، وأبدله من بعد خوفه أمنا ، يعبدك
لا يشرك بك شيئا ، وانتصر به وانصره نصرا عزيزا ، وافتح له فتحا مبينا يسيرا
واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا نصيرا ، وأظهر به لدينك ، وسنة
نبيك ، آمين حتى لا يستخفي بشئ من الحق ، مخافة أحد من المخلوقين ، وسلم
عليه أفضل السلام وأطيبه وأنماه ، واردد علينا منه التحية والسلام ، والسلام عليه
وعلى الائمة أجمعين ، ورحمة الله وبركاته .
( السلام والصلاة على ولاة عهد الحجة ، وعلى الائمه من ولده ،
والدعاة لهم ) :
السلام على ولاة عهده ، وعلى الائمة من ولده ، اللهم صل عليهم وبلغهم
آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعز نصرهم ، تمم لهم ما أسندت من أمرك إليهم ،
واجعلنا لهم أعوانا ، وعلى دينك أنصارا ، فانهم معادن كلماتك ، وخزائن علمك
وأركان توحيدك ، ودعائم دينك ، وولاة أمرك ، وخلصآؤك من عبادك ، وصفوتك
من خلفك ، وأولياؤك وسلائل أوليائك ، وصفوة أولاد أصفيائك ، وبلغهم منا
التحية والسلام ، واردد علينا منهم التحية والسلام ، والسلام عليهم ورحمة الله
وبركاته .
بيان : قوله جوز البلاد أي أشرف أهل البلاد ، قال الفيروز آبادي ( 1 ) جوز
الشئ وسطه ومعظمه ، والرائد الذي يرسل في طلب الكلاء ، والمراد هنا الشفيع .
اعلم أن النسخة كانت سقيمة وكان قد محي وسقط من السلام على الرضا والجواد
* ( هامش ص 228 ) ( 1 ) القاموس ج 2 ص 170 . *
[229]
والهادي عليهم السلام أشياء ، ولعل المراد بولاة عهد القائم خلفاؤه في زمانه عليه السلام ، في
أقطار الارض والله يعلم .
2 - مصبا : روي عنهم عليهما السلام أنه يصلي العبد في يوم الجمعة ثمان ركعات أربعا
تهدي إلى رسول الله صلى الله عليه واله وأربعا تهدي إلى فاطمة عليها السلام ، ويوم السبت أربع ركعات
تهدي إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذلك كل يوم إلى واحد من الائمة عليهم السلام
إلى يوم الخميس أربع ركعات تهدي إلى جعفر بن محمد عليه السلام ، ثم يوم الجمعة أيضا
ثمان ركعات أربعا تهدي إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، وأربع ركعات تهدي إلى فاطمة عليها السلام
ثم يوم السبت أربع ركعات تهدي إلى موسى بن جعفر عليه السلام ، ثم كذلك إلى يوم
الخميس تهدي إلى صاحب الزمان عليه السلام .
الدعاء بين كل ركعتين منها : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك
يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى
وليك - فلان - فصل على محمد وآله ، وبلغه إياها ، وأعطني أفضل أملي
ورجائي فيك ، وفي رسولك صلواتك عليه وآله وفيه ، ثم تدعو بما أحببت
إنشاء الله ( 1 ) .
3 - كا : علي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن زياد القندي ، عن
عبدالرحيم القصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك إني
اخترعت دعاء قال : دعني من اختراعك ، إذا نزل بك فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه واله
وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، قلت : كيف أصنع ؟ قال ، تغتسل
وتصلي ركعتين تستفتح فيهما استفتاح الفريضة ، وتشهد تشهد الفريضة ، فاذا فرغت من
التشهد وسلمت قلت :
اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يرجع السلام ، اللهم صل على
محمد وآل محمد ، وبلغ روح محمد مني السلام ، وأرواح الائمة الصادقين سلامي
واردد علي منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ، اللهم إن هاتين
* ( هامش ص 229 ) ( 1 ) مصباح الطوسي ص 225 . *
[230]
الركعتين هدية مني إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، فأثبني عليهما ما أملت ورجوت ،
فيك وفي رسولك يا ولي المؤمنين .
ثم تخر ساجدا وتقول : يا حي يا قيوم ، يا حي لا يموت ، يا حي لا إله إلا أنت
ياذا الجلال والاكرام يا أرحم الراحمين ، أربعين مرة ، ثم ضع خدك الايسر
فتقولها أربعين مرة ، ثم ضع خدك الايمن فتقولها أربعين مرة ، ثم ترفع رأسك
وتمد يدك فتقول أربعين مرة ، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول
ذلك أربعين مرة .
ثم خذ لحيتك بيد اليسرى وابك أو تباك وقل : يا محمد يا رسول الله ! أشكو
إلى الله وإليك حاجتي ، وأشكو إلى أهل بيتك الراشدين حاجتي ، وبكم أتوجه
إلى الله في حاجتي .
ثم تسجد وتقول : يا الله يا الله - حتى ينقطع نفسك - صل على محمد وآل
محمد ، وافعل بي كذا وكذا ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فأنا الضامن على الله عزوجل
أن لا تبرح حتى تقضي حاجتك ( 1 ) .
* ( هامش ص 230 ) ( 1 ) الكافى ج 3 ص 476 . *
[231]
10 * " ( باب ) " *
* " ( كتابة الرقاع للحوايج إلى الائمة صلوات الله ) " *
* " ( عليهم والتوسل والاستشفاع بهم في روضاتهم ) " *
* " ( المقدسة وغيرها ) " *
1 - صبا : عن محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : سمعت أبا العباس بن
كشمرد في داره ببغداد وسأله شيخنا أبوعلي محمد بن همام بن سهيل الكاتب - ره -
أن يذكر لنا حاله ، إذاكان عند الهجري بالانبار ( 1 ) حدثنا أبوالعباس أنه كان
ممن اسر بالهيت مع أبي الهيجاء بن حمدان قال : وكان أبوطاهر سليمان مكرما
لابي الهيجاء برا به ، وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه ، ويستدعيه أيضا بالليل
للحديث معه .
فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن
ويسأله إطلاقي ، فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه وعاد من عنده ولم يأتني ، وكان من عادته أن يغشاني ، ورفيقي في كل ليلة عند
عوده من عند سليمان ، فتسكن نفوسنا ، ويعرفنا أخبار الدنيا ، فلما لم يعاودنا
في تلك الليلة مع سؤالى إياه الخطاب في أمري ، استوحشت لذلك ، فصرت إليه إلى
منزله المرسوم به .
وكان أبوالهيجاء مبرزا في دينه ، مخلصا في ولاية سادته ، متوفرا على إخوانه
فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا ، وقال : والله يا أبا العباس لقد تمنيت
أن مرضت سنة ولم أجر ذكرك ، قلت : ولم ؟ قال : لاني لما ذكرتك له اشتد


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 231 سطر 19 إلى صفحه 239 سطر 18

غضبه وغيظه ، وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرن بضرب رقبتك غدا عند طلوع
* ( هامش ص 231 ) ( 1 ) بالاحساء خ ل . *
[232]
الشمس ، ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة
وهو مصر على قوله ، وأعاد يمينه بما خبرتك عنه .
قال : ثم جعل أبوالهيجاء يطيب نفسي ، وقال ، يا أخي لولا أني ظننت أن
لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها ، لطويت عنك ، ما أطلعتك عليه من نيته
وسترت ما أخبرتك به عنه ، ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمك من
هذه الحالة الغليظة إليه ، فانه جل ذكره يجير ولا يجار عليه ، وتوجه إلى الله تعالى
بالعدة والذخيرة للشدائد والامور العظيمة ، بمحمد وعلي وآلهما الائمة
الهادين صلوات الله عليهم أجمعين .
قال أبوالعباس : فانصرفت إلى موضعي الذي انزلت فيه في حالة عظيمة من
الاياس من الحياة ، واستشعار الهلكة ، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني ، و
أقبلت على القبلة ، فجعلت اصلي واناجي إلى ربي ، وأتضرع إليه ، وأعترف له
بذنوبي ، وأتوب منها ذنبا ذنبا ، وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن
والحجة لله في أرضه ، المأمول لاحياء دينه ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين
قال : ولم أزل في المحراب قائما أتضرع إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأستغيث به و
أقول : يا أميرالمؤمنين أتوجه بك إلى الله تعالى ربي وربك فيما دهمني
وأظلني .
ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام ، إلى أن انتصف الليل ، وجاء وقت
الصلاة والدعاء ، وأنا أستغيث إلى الله ، وأتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله
عليه ، إذ نعست عيني فرقدت ، فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي : يا ابن كشمرد !
قلت : لبيك يا أمير المؤمنين فقال : مالي أراك على هذه الحالة ؟ فقلت : يا مولاي
أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده ، بغير وصية يسندها إلى
متكفل بها ، أن يشتد قلقه وجزعه ، فقال : تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين
الذي توعدك ، فيما أرصدك به من سطواته ، اكتب :
[233]
بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل - فلان بن فلان - إلى المولى
الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وسلام على آل يس ، ومحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن وحجتك
يا رب على خلقك ، اللهم إني لمسلم ، وإني أشهد أنك الله إلهي ، وإله الاولين
والاخرين ، لا إله غيرك ، وأتوجه إليك بحق هذه الاسماء التي إذا دعيت بها
أجبت ، وإذا سئلت بها أعطيت ، لما صليت عليهم وهونت علي خروجي ، وكنت
لي قبل ذلك عياذا ( 1 ) ومجيرا ، ممن أراد أن يفرط علي ، أو يطغى .
واقرأ سورة يس ، وادع بعدها بما أحببت ، يسمع الله منك ويجب ، ويكشف
همك وكربك ، ثم قال لي مولاي : اجعل الرقعة في كتلة من طين وارم بها في البحر
فقلت : يا مولاي البحر بعيد مني ، وأنا محبوس ممنوع من التصرف فيما ألتمس ،
فقال ارم بها في البئر ، وفيما دنا منك من منابع الماء .
قال ابن كشمرد : فانتهبت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام ،
وأنا مع ذلك قلق ، غير ساكن النفس ، لعظيم الجرم ، وضعف اليقين من الادميين
فلما أصبحنا وطلعت الشمس ، استدعيت فلم أشك أن ذلك لما وعدت به من القتل
فلما دخلت على أبي طاهر وهو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي ، وعن
يمينه رجلان على كرسيين ، وعلى يساره أبوالهيجا على كرسي وإذا كرسي آخر
إلى جانب أبي الهيجا ليس عليه أحد .
فلما بصربي أبوطاهر استدناني حتى وصلت إلى الكرسي ، فأمرني بالجلوس عليه ، فقلت في نفسي : ليس عقيب هذا إلا خير ، ثم أقبل علي فقال :
قد كنا عزمنا في أمرك على ما بلغك ، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك ، وأن
نخيرك أحد أمرين إما أن تجلس ( 2 ) فنحسن إليك ، وإما أن تنصرف إلى عيالك
فنحسن إجازتك ، فقلت له : في المقام عند السيد النفع والشرف ، وفي الانصراف
* ( هامش ص 233 ) ( 1 ) غياثا خ ل .
( 2 ) تخدمنا خ ل . *
[234]
إلى عيالي ، ووالدتي عجوز كبيرة الثواب والاجر ، فقال : افعل ما شئت فالامر
مردود إليك .
فخرجت منصرفا من بين يديه ، فناداني فرددت إليه ، فقال لي من تكون
من علي بن أبي طالب ؟ فقلت : لست نسيبا له ولكني وليه ، فقال ، تمسك بولايته
فهو أمرنا باطلاقك والافراج عنك ، فلم يمكنا المخالفة لامره ، ثم أمسك ، فجهزت
وأصحبني من أوصلني مكرما إلى مأمني فلك الحمد ( 1 ) .
2 - كف : من رقاع الاستغاثات في الامور المخوفات القصة الكشمردية تكتب
الحمد وآية الكرسي وآية العرش ثم تكتب : بسم الله الرحمن الرحيم من
العبد الذليل . .
أقول : وساقها إلى قوله أو يطغى ثم قال : ثم تدعو بما تختار ، وتكتب هذه
القصة في قرطاس ، ثم تضع في بندقة طين طاهر نظيف : ثم تقرأ عليها سورة يس
ثم ترمي في بئر عميقة ، أو نهر أو عين ماء عميقة تنجح إنشاء الله تعالى .
ثم قال : ومنها استغاثة المهدي عليه السلام تكتب ماسنذكره في رقعة وتطرحها
على قبر من قبور الائمة عليهم السلام أو فشدها واختمها واعجن طينا نظيفا واجعلها فيه
واطرحها في نهر ، أو بئر عميقة ، أو غدير ماء ، فانها تصل إلى صاحب الامر عليه السلام
وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه تكتب :
بسم الله الرحمان الرحيم ، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا ، و
شكوت ما نزل بي مستجيرا بالله عزوجل ثم بك ، من أمر قد دهمني ، وأشغل
قلبي ، وأطال فكري ، وسلبني بعض لبي ، وغير خطير نعمة الله عندي ، أسلمني عند
تخيل وروده الخليل ، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إلى الحميم ، وعجزت عن
دفاعه حيلتي ، وخانني في تحمله صبري ، وقوتي ، فلجأت فيه إليك ، وتوكلت في
المسألة لله جل ثناؤه عليه وعليك ، في دفاعه عني ، علما بمكانك من الله رب
العالمين ، ولى التدبير ، ومالك الامور ، واثقا بك في المسارعة في الشفاعة إليه جل
* ( هامش ص 234 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 272 - 273 . *
[235]
ثناؤه في أمري ، متيقنا لاجابته تبارك وتعالى إياك باعطاء سؤلي ، وأنت يا مولاي
جدير بتحقيق ظني ، وتصديق أملي فيك في أمر - كذا وكذا - فيما لا طاقة لي
بحمله ، ولا صبر لي عليه ، وإن كنت مستحقا له ولاضعافه ، بقبيح أفعالي ، و
تفريطي في الواجبات التي لله عزوجل فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف
وقدم المسألة لله عزوجل في أمري قبل حلول التلف ، وشماتة الاعداء ، فبك بسطت
النعمة علي .
واسأل الله جل جلاله لي نصرا عزيزا ، وفتحا قريبا ، فيه بلوغ الامال
وخير المبادي وخواتيم الاعمال ، والامن من المخاوف كلها في كل حال ، إنه جل
ثناؤه لما يشاء فعال ، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل .
ثم تصعد النهرأو الغدير وتعمد بعض الابواب إما عثمان بن سعيد العمروي
أو ولده محمد بن عثمان ، أو الحسين بن روح ، أو علي بن محمد السمري ، فهؤلاء
كانوا أبواب المهدي عليه السلام فتنادي بأحدهم : يا فلان بن فلان ، سلام عليك أشهد أن
وفاتك في سبيل الله ، وأنك حى عند الله مرزوق ، وقد خاطبتك في حياتك التي لك
عندالله عزوجل ، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا عليه السلام فسلمها إليه ، فأنت
الثقة الامين ، ثم ارمها في النهر أو البئر أو الغدير ، تقضى حاجتك إنشاء الله ( 1 ) .
بيان : الكتلة بالضم من التمر والطين وغيره ما جمع ذكره الفيروزآبادي ( 2 )
وآية العرش لعلها آية السخرة كما صرح به في البلد الامين ، وذكر فيه هاتين
الرقعتين مثل ما ذكرنا ، وقد أسلفناهما في كتاب الدعاء في أبواب أدعية الحاجات
بأسانيد مع تفيسيرات وزيادات مع ساير رقاع الاستغاثات .
3 - ثم قال رحمه الله في البلد الامين : عن الصادق عليه السلام إذا كان لك حاجة إلى الله
تعالى أوخفت شيئا فاكتب في بياض بعد البسملة : اللهم إني أتوجه إليك بأحب
الاسماء إليك ، وأعظمها لديك ، وأتقرب وأتوسل إليك ، بمن أوجبت حقه
* ( هامش ص 235 ) ( 1 ) مصباح الكفعمي ص 405 والبلد الامين ص 157 .
( 2 ) القاموس ج 4 ص 43 . *
[236]
عليك ، بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام - وتسميهم -
اكفني كذاو كذا ، ثم تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين ، وتطرحها في
ماء جار أو بئر فإنه تعالى يفرج عنك ( 1 ) .
ثم قال : وروى عن الصادق عليه السلام ، أنه قال : من قل عليه رزقه أو ضاقت
معيشته أو كانت له حاجة مهمة من أمر دنياه وآخرته ، فليكتب في رقعة بيضاء
ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس ، وتكون الاسماء في سطر واحد .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الملك الحق المبين ، من العبد الذليل ، إلى
المولى الجليل ، سلام على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر
وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم سيدنا ومولانا صلوات الله عليهم أجمعين
رب مسني الضر والخوف ، فاكشف ضري ، وآمن خوفي ، بحق محمد وآل محمد
وأسئلك بكل نبي ووصي وصديق وشهيد ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، يا أرحم
الراحمين .
اشفعوا لي يا ساداتي بالشأن الذي لكم عندالله ، فإن لكم عند الله
لشانا من الشأن ، فقد مسني الضر يا ساداتي والله أرحم الراحمين ، فافعل بي
يارب كذا و كذا ( 2 ) .
ثم قال : ومنها ما يكتب أيضا على كاغذ ويرسل في الماء .
بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل إلى المولى الجليل ، رب
إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، بحق محمد وآله ، صل على محمد وآله
واكشف همي وفرج عني غمي ، برحمتك يا أرحم الراحمين ( 3 ) .
4 - ق : نسخة رقعة تكتب ويوجه بها إلى مشهد مولانا أميرالمؤمنين علي
ابن أبي طالب عليه أفضل السلام :
* ( هامش ص 236 ) ( 1 ) لم اعثر على هذه الرقعة في مظانها في البلد الامين ووجدتها في المصباح ص 403
بزيادة في آخرها فليراجع .
( 2 - 3 ) البلد الامين ص 157 *
[237]
عبدك يا أميرالمؤمنين - فلان بن فلان - بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد
لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله ، وصلى الله على السادة الطيبين الطاهرين
محمد نبيه وآله الصادقين الفاضلين ، وسلم تسليما ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، أقوى معين ، وأهدى دليل ، يا مولاي وإمامي
يا أميرالمؤمنين ، صلى الله عليك وعلى أخيك رسوله ونبيه ، وابنيك السبطين
الفاضلين ، سيدى شباب أهل الجنة ممن خلق الله ، وعرسك البتول الطاهرة
الزكية ، سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين ، عليكم السلام .
أشكو إليك يا مولاي يا أميرالمؤمنين ، ما أنا فيه - من كذا وكذا - وأسئلك
بحق مولاك عليك ، وبحق أخيك محمد نبيه ، صلى الله عليكما ، وبحقك وموضعك
من الله ، وبحق أبنائك أئمة الهدى ، صلوات الله عليكم أجمعين ، وبحق الزهراء
الطاهرة ، أن تشفع لي إلى الله الكريم ، في كشف ذلك ، وتفريجه وإغنائي عن
- كذا وكذا - وردي إلى كذا وكذا ، وأن يبارك لي في نفسي وولدي وأخي
واختي وزوجتي ، وما تحويه يدي ، وأن يرحمني ويغفر لي ، ويرضى عني
ويلحقني بكم ، ولا يفرق بيني وبينكم ، ويميتني على طاعتكم ، وموالاتي إياكم
ويخرج أولادي مؤمنين قائلين بكم ، وأن يبلغني محابي في نفسي ، وجميع إخواني
وأن يرحمني ووالدي وأهلي وولدي ، ويرضى عني وعنهم ، ويدخل علي وليهم
في قبورنا الضياء والنور ، والفسحة والسرور ، وأن يبتدى في كلما دعوت لنفسي
والمؤمنين والمؤمنات .
سمع الله ذلك منك في وليك ، وشفعك فيه ، وحشره معك ، ولا فرق بينك
وبينه ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، توكلت
على الحي الدائم .
اشهدك أني اوالي من والاك ، وأبرأ إلى الله من أعدائك ، وممن ظلمك
وابتزك حقك ، وقدم غيرك عليك ومن قتلك ، اللهم فاكتب لي هذه الشهادة
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أهل البيت المبارك وحسبنا الله ونعم الوكيل .
[238]
5 - ق : يروى عن عبدالله بن جعفر الحميري قال : كنت عند مولاي أبي محمد
الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه
يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان وكتب إليه ، يا عبدالله إن
الله عزوجل يمتحن عباده ليختبر صبرهم ، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين
فعليك بالصبر ، واكتب إلى الله عزوجل رقعة وأنفذها إلى مشهد الحسين بن علي
صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عزوجل ، وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب
في الرقعة :
إلى الله الملك الديان ، المتحنن المنان ، ذي الجلال والاكرام ، وذي المنن
العظام ، والايادي الجسام ، وعالم الخفيات ، ومجيب الدعوات ، وراحم العبرات
الذي لا تشغله اللغات ، ولا تحيره الاصوات ، ولا تأخذه السنات ، من عبده الذليل
البائس الفقير ، المسكين الضعيف المستجير ، اللهم أنت السلام ، ومنك السلام
وإليك يرجع السلام ، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام ، والمنن العظام
والايادي الجسام ، إلهي مسني وأهلي الضر ، وأنت أرحم الراحمين ، وأرأف
الارأفين ، وأجود الاجودين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل الفاصلين .
اللهم إني قصدت بابك ، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك ، واستغثت بك
واستجرت بك ، يا غياث المستغيثين أغثني ، يا جار المستجيرين ، أجرني ، يا
إله العالمين خذ بيدي ، إنه قد علا الجبابرة في أرضك ، وظهروا في بلادك ، واتخذوا
أهل دينك خولا ، واستأثروا بفئ المسلمين ، ومنعوا ذوى الحقوق حقوقهم التي
جعلتها لهم ، وصرفوها في الملاهى والمعازف واستصغروا آلاءك وكذبوا أولياءك
وتسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت ، ويذلوا من أعززت ، واحتجبوا عمن يسألهم
حاجة ، أو من ينتجع منهم فائدة ، وأنت مولاي سامع كل دعوة ، وراحم كل عبرة
ومقيل كل عثرة ، سامع كل نجوى ، وموضع كل شكوى ، لا يخفى عليك ما في
السماوات العلى ، والارضين السفلى ، وما بينهما وما تحت الثرى .
[239]
اللهم إني عبدك ابن أمتك ، ذليل بين بريتك ، مسرع إلى رحمتك ،
راج لثوابك ، اللهم إن كل من أتيته فعليك يدلني ، وإليك يرشدني ، وفيما
عندك يرغبني ، مولاي وقد أتيتك راجيا ، سيدي وقد قصدتك مؤملا ، يا خير
مأمول ، ويا أكرم مقصود ، صل على محمد وعلى آل محمد ، ولا تخيب أملي ،
ولا تقطع رجائي ، واستجب دعائي ، وارحم تضرعي ، يا غياث المستغيثين أغثني
يا جار المستجيرين أجرني ، يا إله العالمين خذ بيدي ، أنقذني واستنقذني ،
ووفقني واكفني .
اللهم إني قصدتك بأمل فسيح ، وأملتك برجاء منبسط ، فلا تخيب أملي
ولا تقطع رجائي ، اللهم إنه لا يخيب منك سائل ، ولا ينقصك نائل ، يا رباه
يا سيدا يا مولاه يا عماداه يا كهفاه يا حصناه يا حرزاه يا لجآه .
اللهم إياك أملت يا سيدي ، ولك أسلمت مولاي ، ولبابك قرعت ، فصل
على محمد وآل محمد ، ولا تردني بالخيبة محزونا ( 1 ) واجعلني ممن تفضلت عليه
بإحسانك ، وأنعمت عليه بتفضلك ، وجدت عليه بنعمتك ، وأسبغت عليه آلاءك
اللهم أنت غياثي وعمادي ، وأنت عصمتي ورجائي ، مالي أمل سواك ، ولا رجاء
غيرك .
اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وجد علي بفضلك ، وامنن علي
باحسانك ، وافعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، يا أهل التقوى
وأهل المغفرة ، وأنت خير لي من أبي وامي ومن الخلق اجمعين .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 239 سطر 19 إلى صفحه 247 سطر 18

اللهم إن هذه قصتي إليك لا إلى المخلوقين ، ومسئلتي لك إذ كنت خير
مسؤول وأعز مأمول ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وتعطف علي باحسانك
ومن علي بعفوك وعافيتك ، وحصن ديني بالغنى ، واحرز أمانتي بالكفاية ، واشغل
قلبي بطاعتك ، ولساني بذكرك ، وجوارحي بما يقربني منك .
اللهم ارزقني قلبا خاشعا ، ولسانا ذاكرا ، وطرفا غاضا ، ويقينا صحيحا
* ( هامش ص 239 ) ( 1 ) محروما خ ل . *
[240]
حتى لا احب تعجيل ما أخرت ، ولا تقديم ما أجلت ، يا رب العالمين ، ويا أرحم
الراحمين ، صل على محمد وآل محمد ، واستجب دعائي ، وارحم تضرعي ، وكف
عني البلاء ، ولا تشمت بي الاعداء ، ولا حاسدا ولا تسلبني نعمة ألبستنيها ، ولا تكلني
إلى نفسي طرفة عين أبدا ، يا رب العالمين ، وصل على محمد النبي وآله
وسلم تسليما .
6 - ق : دعاء يدعى به في المهمات والشدائد بعد صلاة الليل مع رقعة تكتب
وشرح الحال في ذلك : تخلص النية وتزيل عنك الشك في الطوية وتعمل على
أن تصلي فريضة العشآء الاخرة ، ثم تصلي الركعتين وأنت جالس تقرأ في
الاولى الفاتحة وسورة الواقعة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، وتدع
الكلام والحديث ، ولا تتشاغل بشئ من ( 1 ) التسبيح والذكر ، فاذا دخلت في فراشك
تسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم تضطجع على جانبك الايمن وأنت تذكر الله ، إلى
أن يغشاك النوم ، وكلما استيقظت ذكرت الله عزوجل بالتقديس والتعظيم ، و
ما يحضرك من الذكر .
فاذا كان الثلث الاخير قمت فأسبغت الوضوء وصليت ثمان ركعات متصلات
تقرأ في ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة ، ثم تصلي اثنتين
تقرأ في الاولى الحمد وسبح اسم ربك الاعلى ، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها
الكافرون ، فاذا فرغت منهما قمت فصليت ركعة الوتر تقرأ فيها الحمد وقل هو الله
أحد ، وتدعو بدعآء الوتر ، وتطيل القنوت بخشوع وتضرع واستكانة .
فاذا فرغت من الوتر وسلمت ، قمت قياما فرفعت يدك اليمنى برقعة كتبتها
بخطك على ما أشرح لك ، وكشفت رأسك واعتمدت باليد اليسرى على ظهرك
وتقول : يارب - حتى ينقطع النفس منك ، يا سيدي - كذلك - يا مولاي -
كذلك - هذا مقام العائذ الضارع ، الذليل الخاشع ، البائس الفقير ، المسكين الحقير
المستكين المستجير الذي لا يحد لكشف ما به غيرك ، ولا يرجع فيما قد أحاط به
* ( هامش ص 240 ) ( 1 ) سوى ظ *
[241]
إلى سواك ، سيدي أنا من قد علمت ، وفى ما عرفت من ضعفي عن عبادتك إلا
بتوفيقك ، وتقصيري عن شكرك إلا بعونك ، اقر بذنبي في ذلك ، وأعترف بجرمي
وأسئل الصفح عني ، فصل على محمد وآله ، وأبلغهم الساعة الساعة الساعة ،
عني أفضل التحية والسلام ، واقبلني بهم اللهم على ما كان مني ، وارحم
ضعف ركني ، واستجب دعائي برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم تبكي أو تباكي ثم تمسك عن الدعاء وأنت بطرف خاشع ، ويدك
بالرقعة مرفوعة نحو السماء ، ولتكن في ذلك خاليا وحدك ، وبحيث لا يراك أحد
إن استطعت ، وكن كذلك إلى أن يلوح الفجر إن أطقت ، وإن نكلت ( 1 ) عن ذلك
وأعييت وقل صبرك ، فاسجد وعفر خديك ، وارفع سبابتك اليمنى ، وخدك
على الارض ، واستجر بربك واستغث به ، وقل :
سيدي أوبقتني الذنوب ، وحيرتني الخطوب ، وأحدقت به ( 2 ) الكروب ،
وانقطع رجائي في كشف ذلك إلا منك ، وثقتي لمن تنصرف عنك ، إلهي وسيدي فانظر
بعين رأفتك إلى ، وجد بجودك وإحسانك علي ، وأجرني في ليلتي ، واقبل قصتي
واقض حاجتي ، واستجب دعوتي ، واكشف حيرتي ، وأزل الفقر والفاقة عني
وأعذني من شماتة الاعداء ، ودرك الشقآء ، وأعطني سؤلي ومسئلتي بجودك و
كرمك يا مولاي ، إنك قريب مجيب .
وانو ترك شئ مما أنت عليه بنية مقلع منيب ، فان الله عزوجل أكرم
مدعو ، وأقرب مجيب .
( نسخة الرقعة ) .
بسم الله الرحمن الرحيم ، من العبد الذليل ، الحقير الفقير ، المذنب الجاني
على نفسه ، المنقطع به ، السائل المستكين ، المقر بذنوبه ، الظالم لنفسه ، المستجير
بربه ، إلى المولى الكريم العظيم ، العلي الاعلى ، رب السموات والارضين ،
* ( هامش ص 241 ) ( 1 ) كللت خ ل .
( 2 ) بى خ ل ظ . *
[242]
مالك الامور ، وعلام الغيوب ، من لا ضد له ، ولا ند له ، ولا صاحبة ولا ولد له
الاحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .
أقول بخضوع وخشوع ، رب علمت سوءا وظلمت نفسي ، فصل على محمد
وآله ، واعف عني ، واغفر خطائي واصفح عن زللي وخذ بيدي بجودك ومجدك
ثم أقول يا أكرم الاكرمين يا غاية الطالبين يا مجيب دعوة المضطرين ، يا منفس
عن المكروبين ، يا أرحم الراحمين .
إلهي وسيدي أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك - فلان بن فلان - أنشأتني
وكنت صغيرا ، وأغنيتني وكنت فقيرا ، ورفعتني وكنت حقيرا ، وجبرتني و
كنت كسيرا ، ومننت على بما أنت أهله وأعلم به مني ، نئشتني وعزتك وجلالك
من المحنة تكرما ، ونعشتني بعد قلة ، وأسبغت علي النعمة ، وأوجبت علي
المنة ، وبلغني فوق الامنية لتبلوني فتعرف شكرى ، ومقدار سعيي وطاعتي و
إقراري وإنابتي ، أخذا بالفضل علي وتأكيدا للحجة فيما لدي ، فجحدت حق
نعمتك ، ونسيت ما عندي من مننك ، وقادني الجهل والعمى إلى ركوب الزلل
والخطاء ، حتى وقعت في غواية الردى ، وتبدلت بالتقصير والعمى ، وركبت
طريق من حار وطغى ، وركبت فحل بي ما كنت أخفتني وبرح مني الخفاة ،
وصرت إلى حال البؤس والضراء ، بعد إحسانك الكامل ، ونعمتك المترادفة
وسترك الجميل ، وصيانتك التامة .
إلهي وسيدي ومولاي ، فقد تغير بالزلل حالي ، وكسف بالي ، وظهر
اختلالي ، وشاعت فاقتي ، وشهر فقري ، وانقطعت من المخلوقين آمالي ، وأنت
العائد على العاصين بالنعم ، والاخذ على المسيئين بالاحسان والمنن ، فضلا منك
وطولا ، وجودا ومجدا ، وولي باتمام ما ابتدأت في أمري مني ، ورب ما أسديت
من معروفك عندي ، فقد ظلمت نفسي ، وفرطت في أمري ، وقصرت في حقك
عندي ، وأنا عائذ منك بك ، هاربا إليك عنك ، من الحرمان وسوء القضاء
متوسل بك إليك في قبولي والصفح عني ، وإتمام ما أنعمت به علي وإصلاحه لي ،
[243]
وكشف الضر والفقر والفاقة عني ، والاخلال والبلوى حتى يجري حالي على
أجمل حال ، وأسبغ نعمة كانت علي في وقت من الاوقات .
يا رب إن كانت دنوبي أخلقت وجهي ( 1 ) عندك ، وغيرت حالي فاني أسئلك
وأتوجه إليك ، وأتوسل إليك ، وأتقرب إليك ، وأستشفع إليك ، واقسم عليك
يامن لا مسؤل غيره ولا رب سواه ، بجاه سيدنا محمد رسولك ، وبجاه أوليائك
وخيرتك وأصفيائك ، وأحبائك من خلقك ، علي أمير المؤمنين وفاطمة ، والحسن
والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر
وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن على ، والخلف
الصدق الصالح صاحب زمانك ، والقائم بحجتك وأمرك ، وعينك في عبادك من
ولد نبيك صلواتك عليهم أجمعين ، وسلامك ورحمتك وبركاتك خالصا .
وأسئلك بحقك عليهم وبالحق الذي جعلته لهم عليك ، وعلى جميع خلقك
أن تصلي عليهم أجمعين ، وتبلغهم سلامي الساعة الساعة ، وتكشف بهم ضري ،
وتفرج بهم همي ، وتخرجني بهم عن حيرتي ، إلى روحك وفرجك وخلاصك
وعافيتك ، وأن تغفر ذنوبي التي أصارتني إلى ما أنا فيه ، وأن تأخذ بيدي وتعفو
عني عفوا ألقاك به وأنت مني راض ، وتتم ما ابتدأت به من أمري إحسانا إلي ،
وتكميلا للنعمة عندي ، وحراسة لي ما أبقيتني ، وتفتح ما أنغلق من أسبابي
فترزقني الساعة الساعة الساعة منك رزقا واسعا ، واسعا واسعا ، صبا صبا صبا
حلالا طيبا من غير كد ولا كدر ، ولا منة من أحد من خلقك ، إلا سعة من عطاياك
السابغة ، وخزائنك العظيمة في سمائك وأرضك .
فمن فضلك أسئل ، فصل على محمد وآله وعجل ذلك علي في يسر منك
وعافية ونعمة وسلامة وحميد عاقبة ، وسهل لي قضاء ديوني كلها ، وصلاح شؤني كلها
عاجلا عاجلا غير آجل ، وخذ بناصيتي إلى العمل بطاعتك ، وطاعة محمد وآله
صلواتك عليهم ، فيما تهبه لي ، واحرسه علي وعندي ما أبقيتني ، واقبل علي
* ( هامش ص 243 ) ( 1 ) جاهى خ ل . *
[244]
بصباح يكون لي فيه كامل الفلاح والصلاح والنجاح ، وتعجيل السراح ، يامن
بيده خزائن كل مفتاح ، فانك على كل شئ قدير ، وما تشاء من أمر يكون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والصلاة على رسوله وآله الطاهرين
الاخيار الابرار ، وعلى جبرائيل وميكائيل ، وجميع الملائكة المقربين ، والانبياء
والمرسلين والائمة الطاهرين ، صلوات الله عليهم ، وما شاء الله كان وهو خير
الغافرين وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ثم تأخذ الرقعة فترمي بها في بحر أو في نهر جار يقضي الله حوائجك ويفرج
عنك إنشاء الله عزوجل .
7 - ق : نسخة رقعة تكتب إلى الله سبحانه عند المهمات .
روي عن أبي جعفر الاول عليه السلام أنه قال : إذا دهمك أمر يهمك أو عرض
لك حاجة يعلم الله سبحانه حقيقتها ، وصدق القول فيها ، فهو عالم بالغيوب ، و
خفيات الامور ، فكن طاهرا ، وصم يوم الخميس ، اصبح يوم الجمعة فاكتب
في الرقعة ما أنا ذاكره لك بمداد أو بحبر ، واطو الورقة ، واعمد إلى وسط البحر
فاستقبل القبلة ، وسم الله عزوجل جلاله ، صل على رسول الله صلى الله عليه واله وعلى
آله الابرار ، وقل : الله لكل شئ ، وارم بها في البحر ، فان الله جلت عظمته يقضي
حاجتك ، ويكفيك بقدرته .
تكتب سورة الحمد وآية الكرسي - إلى قوله - هم فيها خالدون ، والم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم - إلى قوله - وقودها النار ، وقل اللهم مالك
الملك - إلى قوله - بغير حساب ، وإن ربكم الله الذي خلق السموات والارض
- إلى قوله - قريب من المحسنين ، ولقد جائكم رسول من أنفسكم - إلى قوله -
رب العرش العظيم ، وقل ادعو الله أو ادعوا الرحمن - إلى قوله - : وكبره
تكبيرا .
ثم تكتب الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد رب
العالمين ، وطه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - إلى قوله - له الاسماء الحسنى ، يا الله
[245]
يا الله يا الله ، يا كهفي إذا ضاقت علي مذاهبي ، وعظمت همومي ، وقل صبري ، و
ضعفت حيلتي ، وكثرت فاقتي وساءت ظنوني ، وقنطت نفسي ، وعجزت عن تدبير
حالي ، وتحيرت في أمري ، خلقتني كيف شئت ، وكنت عن خلقي غنيا ، فصل
على محمد وآل محمد وفرج همومي ، واكشف غمومي ، وأزل عذاب قلبي ، وغير ما ترى
من سوء حالي ، وآمن خوفي ، ويسر ما قد تعسر من أمري ، واجعل لي من
أمري مخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب إنك تقدر على ذلك ، يا محيي العظام
وهى رميم .
ثم تكتب : من العبد الذليل إلى المولى الجليل ، الله الذي لا إله إلا هو الحي
القيوم ، الدائم الديموم ، القديم الازلي الابدي ، ، بديع السماوات والارض ، و
فاطرهما ونورهما ، ذوالجلال والاكرام ، والاسماء العظام ، وسلام على آل ياسين
في العالمين محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي و
محمد وعلي والحسن وحجتك يا رب على خلقك .
اللهم إني أسألك يا رب لانك أنت إلهى وخالقي ، وإله الاولين والاخرين لا
إله غيرك ، ولا معبود سواك ، أتوجه إليك بحق هذه الاسماء التي إذا دعيت بها أجبت
وإذا سئلت بها أعطيت ، إلا صليت عليهم أجمعين ، وفعلت بي كذا وكذا - وتكتب
ذكر حاجتك في الورقة - وتصلي على محمد وآل محمد ، ورحمة الله وبركاته على أهل
البيت ، وعلى أصحاب محمد المنتجبين الاخيار الذين لا غيروا ولا بدلوا ، ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
بيان الحبر بالكسر الذي يكتب به ، ولعل الترديد من الراوي .
8 - ؟ ؟ : سمعت الشيخ أبا عبدالله الحسين بن الحسن بن بابويه رضي الله عنه
بالري سنة أربعين وأربعمائة يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي ابن بابويه
رحمه الله ، قال : حدثني بعض مشايخي القميين قال : كربنى أمر ضقت به ذرعا ولم
يسهل في نفسي أن أفشيه لاحد من أهلي وإخواني ، فنمت وأنا به مغموم فرأيت في
النوم رجلا جميل الوجه حسن اللباس ، طيب الرايحة ، خلته بعض مشايخنا القميين
[246]
الذين كنت أقرأ عليهم ، فقلت في نفسي إلى متى اكابد همي وغمي ولا أفشيه لاحد
من إخواني ، وهذا شيخ من مشايخنا العلماء أذكر له ذلك ، فلعلي أجد لي عنده
فرجا فابتدأني وقال : ارجع فيما أنت بسبيله إلى الله تعالى ، واستعن بصاحب
الزمان عليه السلام واتخذه لك مفزعا ، فانه نعم المعين ، وهو عصمة أوليائه
المؤمنين ، ثم أخذ بيده اليمنى وقال : زره وسلم عليه ، ورسله أن يشفع لك إلى الله
تعالى في حاجتك .
فقلت له : علمني كيف أقول فقد أنساني همي بما أنا فيه كل زيارة ودعاء ،
فتنفس الصعداء وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومسح صدري بيده وقال :
حسبك الله لا بأس عليك تطهر وصل ركعتين ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت
السماء وقل : سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته الدائمة ، وبركاته القائمة
على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته على خلقه وعباده ، وسلالة
النبوة ، وبقية العترة والصفوة ، صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ، ومعلن
أحكام القرآن ، مطهر الارض ، وناشر العدل في الطول والعرض ، الحجة القائم
المهدي ، والامام المنتظر المرضي ، الطاهر ابن الائمة الطاهرين ، الوصي ابن
الاوصياء المرضيين ، الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين ، السلام عليك يا إمام
المسلمين والمؤمنين ، السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكمة
الوصيين ، السلام عليك يا عصمة الدين ، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين
السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين ، السلام عليك يا مولاي يا صاحب
الزمان ، يا ابن أمير المؤمنين ، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام
عليك يا ابن الائمة الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي ، سلام مخلص
لك في الولاء ، أشهد أنك الامام المهدي قولا وفعلا وأنك الذي تملاء الارض
قسطا وعدلا ، فعجل الله فرجك ، وسهل الله ومخرجك ، وقرب زمانك ، وكثر
أنصارك ، وأعوانك ، وأنجز لك موعدك ، وهو أصدق القائلين " ونريد أن نمن
[247]
على الذين استضعفوا في الارض ، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " يا مولاي
حاجتي - كذا وكذا - فاشفع لي في نجاحها ، وتدعو بما أحببت .
قال : فانتبهت وأنا موقن بالروح والفرج ، وكان على بقية من ليلي
واسعة فبادرت وكتبت ما علمنيه خوفا أن أنساه ، ثم تطهرت وبرزت تحت السماء
وصليت ركعتين قرأت في الاولى بعد الحمد كما عين لي إنا فتحنا لك فتحا مبينا
وفي الثانية بعد الحمد إذا جآء نصر الله والفتح ، فلما سلمت قمت وأنا مستقبل
القبلة وزرت ، ثم دعوت حاجتي واستغثت بمولاي صاحب الزمان ، ثم سجدت
سجدة الشكر وأطلت فيها الدعاء حتى خفت فوات صلاة الليل ، ثم قمت وصليت
وردي ، وعقبت بعد صلاة الفجر ، وجلست في محرابي أدعو .
فلا والله ما طلعت الشمس حتى جاءني الفرج مما كنت فيه ، ولم يعد إلى
مثل ذلك بقية عمري ، ولم يعلم أحد من الناس ما كان ذلك الامر الذي أهمني
إلى يوم هذا ، والمنة لله وله الحمد كثيرا .
لد : استغاثة إلى المهدى عليه السلام ، وهي بعد الغسل وصلاة ركعتين تحت السماء
تقرأ في الاولى بالحمد ، والفتح ، وفي الثانية بالحمد والنصر ، فاذا سلمت فقم و
قل : سلام الله الكامل إلى آخر الزيارة ( 1 ) .
أقول : وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي الله عنهم ما
هذا لفظه : هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه الله عن الائمة عليهم السلام وقال : ما دعوت
في أمر إلا رأيت سرعة الاجابة وهو : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 247 سطر 19 إلى صفحه 255 سطر 18

محمد صلى الله عليه واله يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة ، يا سيدنا ومولانا ، إناتوجهنا
واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله
اشفع لنا عند الله .
يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ، يا علي بن أبي طالب ، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي
* ( هامش ص 247 ) ( 1 ) البلد الامين ص 158 . *
[248]
حاجاتنا يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله .
يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا قرة عين الرسول ، يا سيدتنا ومولاتنا ،
إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدى حاجاتنا ، يا وجيهة
عند الله اشفعي لنا عند الله .
يا أبا محمد يا حسن بن علي أيها المجتبى ، ياابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي
حاجاتنا يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله
يا أبا عبدالله ، يا حسين بن علي أيها الشهيد ، ياابن رسول الله يا حجة الله على
خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك
بين يدى حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله .
يا أبا الحسن يا علي بن الحسين يا زين العابدين ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله
على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، و
قدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لناعند الله .
يا أبا جعفر يا محمد بن علي ، أيها الباقر ياابن رسول الله ، يا حجة الله على
خلقه ، يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين
يدى حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله
يا أباعبدالله يا جعفر بن محمد أيها الصادق ، ياابن رسول الله يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي
حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله
يا أبا الحسن ، يا موسى بن جعفر ، أيها الكاظم ، ياابن رسول الله ، يا حجة
الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله
وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله .
يا أبا الحسن يا علي بن موسى أيها الرضا يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على
[249]
خلقه ، ياسيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، و قدمناك
بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عندالله .
يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها الجواد ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين
يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله
يا أبا الحسن يا علي بن محمد أيها الهادي النقي ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين
يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله .
يا أبا محمد ، يا حسن بن علي ، أيها المجتبى ، يا ابن رسول الله ، يا حجة الله
على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إناتوجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ،
وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عند الله ، اشفع لنا عند الله .
يا وصي الحسن ، والخلف الحجة ، أيها القائم المنتظر ، يا ابن رسول الله
يا حجة الله على خلقه ، يا سيدنا ومولانا ، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا
بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيها عندالله ، اشفع لنا عندالله .
ثم يسأل حاجته فانها تقضى إنشاء الله تعالى .
9 - ق : روى مثله إلا أنه روي في الكل بصيغة المتكلم وحده وزاد في آخره : يا سادتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي ، ليوم فقري وحاجتي إلى الله ،
وتوسلت بكم إلى الله ، واستشفعت بكم إلى الله ، فاشفعوا لي عند الله ، واستنقدوني
من ذنوبي عند الله ، فانكم وسيلتي إلى الله ، وبحبكم وبقربكم أرجو نجاتا من
الله ، فكونوا عندالله رجآئي ، يا سادتي ، يا أولياء الله ، صلى الله عليهم أجمعين
ولعن الله أعداء الله ظالميهم ، من الاولين والاخرين ، آمين رب العالمين .
10 - ق : أبوالقاسم عبيدالله بن عبدالواحد الدارمي الكاتبي النصيبي قال : وجدت
بخط أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد - رحمه الله - على ظهر جزء من كتبه بعد
[250]
وفاته ، حدثني أبوالوفا الشيرازي قال : كنت محبوسا في حبس أبي إلياس بكرمان
على حال ضيقة ، فأكثرت الشكوى إلى الله عزوجل والاستغاثة بموالينا ، قال :
ونمت فرأيت في النوم مولانا رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال لي : لا تستشفع بي وبولدي
هذين يعني الحسن والحسين صلوات الله عليهما لامر من أمر الدنيا ، وهذا أبوحسن
ينتقم لك من أعدائي ، قال : قلت : يا رسول الله وكيف ينتقم لي من أعدائي وقد لبب
بحبل في عنقه فلم ينتصر ، وغصب حقه فلم يقتدر ؟
قال : فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه واله متعجبا وقال : ذلك لعهد عهدته إليه و
قد وفى به .
وأما الحسن فلكذا ، وأما الحسين فلكذا ، ولم يزل صلى الله عليه واله يسمى واحدا
واحدا من الائمة صلوات الله عليهم ، ويذكر ما يستشفى به له مما غاب عن أبي
القاسم في الوقت ، وهو مسطور في الرواية إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان صلوات
الله عليه فقال : وأما صاحب الزمان فاذا بلغ السكين منك هكذا وأوما بيده إلى
حلقه فقل : يا صاحب الزمان أغثني ، يا صاحب الزمان أدركني ، قال : فصحت
في نومي ، يا صاحب الزمان أغثني ، يا صاحب الزمان أدركنى ، فانتبهت والموكلون
يأخذون قيودي .
تمام رواية أبى القاسم الدارمي مما وجده بخط ابن الجنيد ، وأما علي بن
الحسين فللنجاة من السلاطين ومعرة الشياطين ، وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد
فللاخرة وما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه ، وأما أبوإبراهيم موسى فالتمس به
العافية من الله عزوجل ، وأما أبوالحسن الرضا فاطلب به السلامة في الاسفار ، وفي
البراري والبحار ، وأما أبوجعفر الجواد فاستنزل به الرزق من الله عزوجل .
وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الاخوان وما تبتغيه من طاعة الله عزوجل
وأما الحسن فللاخرة ، وأما صاحب الزمان فاذا بلغ منك السيف المذبح فاستغث
به ، وتمام الحديث قد تقدم في الرواية .
[251]
الدعاء المتضمن للتوسل بكل واحد من الائمة عليهم السلام لما جعل له .
اللهم صل على محمد وأهل بيته ، وأسئلك اللهم بحق محمد وابنته وابنيها
الحسن والحسين عليهم السلام إلا أعنتني بهم على طاعتك ورضوانك ، وبلغتني
بهم أفضل ما بلغته أحدا من أوليائهم في ذلك ،
وأسئلك بحق وليك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، إلا انتقمت لي به
ممن ظلمني ، وكفيتني به مؤنة من يريدني بظلم أبدا ما أبقيتني .
وأسئلك بحق وليك علي بن الحسين عليهما السلام ، إلا كفيتني به ، ونجيتني
من جور السلاطين ، ونفث الشياطين .
وأسئلك اللهم بحق ولييك محمد بن علي ، وجعفر بن محمد عليهما السلام ، إلا أعنتني
بهما على أمر آخرتي بطاعتك .
وأسئلك اللهم بحق وليك العبد الصالح ، موسى بن جعفر الكاظم بغيظه
عليه السلام ، إلا عافيتني به مما أخافه وأحذره على بصري ، وجميع ساير جسدي ، وجوارح بدني ، ما ظهر منها وما بطن ، من جميع الاسقام والامراض ، والاعلال
والاوجاع ، بقدرتك يا أرحم الراحمين .
وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن موسى الرضا عليه السلام ، إلا أنجيتني به
وسلمتني مما أخافه وأحذره ، في جميع أسفاري ، في البرارى والقفار ، والاودية
والغياض والبحار .
وأسئلك اللهم بحق وليك أبي جعفر الجواد عليه السلام ، إلا جدت علي به
من فضلك ، وتفضلت علي به من وسعك ، ما أستغني به عما في أيدي خلقك ،
وخاصة يا رب لئامهم ، وبارك لي فيه ، وفيما لك عندي من نعمك وفضلك ورزقك
إلهي انقطع الرجاء إلا منك ، وخابت الامال إلا فيك ، يا ذاالجلال والاكرام ،
أسئلك بحق من حقه عليك واجب ، وأن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تبسط
علي ما حظرته من رزقك ، وأن تسهل ذلك وتيسره في خير منك وعافية ، وأنا في
[252]
خفض عيش ودعة ، يا أرحم الراحمين .
وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن محمد عليه السلام ، إلا أعنتني به على قضاء
نوافلي وبر إخواني وكمال طاعتك .
وأسئلك اللهم بحق وليك الحسن بن علي عليه السلام ، الهادي الامين ، الكريم
الناصح ، الثقة العالم ، إلا أعنتني به على أمر آخرتي .
وأسئلك اللهم بحق وليك وحجتك على عبادك ، وبقيتك في أرضك المنتقم
لك من أعدائك ، وأعداء رسولك ، بقية آبائه الطاهرين ، ووارث أسلافه الصالحين
صاحب الزمان ، صلى الله عليه وعلى آبائه الكرام ، المتقدمين الاخيار ، إلا
تداركتني به ، ونجيتني من كل كرب وهم ، وحفظت علي قديم إحسانك إلي
وحديثه ، وأدررت علي جميل عوائدك عندي ، يا رب أعني به ، ونجني من
المخافة ، ومن كل شدة وعظيمة ، وهول ونازلة ، وغم ودين ، ومرض وسقم ،
وآفة وظلم ، وجور وفتنة ، في ديني ودنياي وآخرتي ، بمنك ورأفتك ورحمتك
وكرمك وتفضلك وتعطفك .
يا كافي موسى عليه السلام فرعون ، ويا كافي محمد صلوات الله عليه وآله ما أهمه ،
ويا كافي علي عليه السلام ما أهمه يوم صفين ، ويا كافي علي بن الحسين عليه السلام يوم
الحرة ، ويا كافي جعفر بن محمد أبا الدوانيق ، صل على محمد وآله واكفني ما أهمني
في دار الدنيا ، وكل هول دون الجنة ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
يا قاضي الحوائج ، يا وهاب الرغائب ، يا معطي الجزيل ، يا فكاك العناة .
اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك قادر على قضاء حوائجي ، فصل على محمد
وآله وعجل يا رب فرج وليك ، وابن بنت نبيك ، واقض يا الله حوائج أهل
بيت محمد ، واقض لي يا رب بمحمد وأهل بيته حوائج الدنيا والاخرة ، صغيرها
وكبيرها ، في يسر منك وعافية ، وتمم علي ، وهنئني بهم كرامتك وألبسني
بهم عافيتك ، وتفضل علي بعفوك ، وكن لي بحق محمد وأهل بيته ، في جميع اموري
[253]
وليا وحافظا ، وناصرا وكالئا ، وراعيا وساترا ورازقا ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ
لم يكن ، لا يعجزالله شئ طلبه في الارض ولا في السماء ، هو كائن هو كائن إنشاء الله .
اقول : رويته سالفا في أبواب أدعية الحوائج في كتاب الدعاء من كتاب
قبس المصباح بتغيير في المتن والسند .
11 لد : قصة مروية عن أبي الحسن العسكري عليه السلام ، يكتب : بسم الله الرحمن
الرحيم ، إلى الله الملك الديان ، الرؤف المنان ، الاحد الصمد ، من
عبده الذليل البائس المستكين فلان بن فلان اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ،
وإليك يعود السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام ، وصلوات الله على محمد وآله وبركاته وسلامه .
أما بعد فان من يحضرنا من أهل الاموال والجاه قد استعدوا من أموالهم
وتقدموا بسعة جاههم في مصالحهم ، ولم شؤونهم ، وتأخر المستضعفون المقلون
من تنجز حوائجهم ، لابواب الملوك ومطالبهم ، فيامن بيده نواصي العباد أجمعين
ويا مقرا بولايته للمؤمنين ، ومذل العتاة الجبارين ، أنت ثقتي ورجائي ، وإليك مهربي
وملجاى ، وعليك توكلي ، وبك اعتصامي وعياذي ، فألن يا رب صعبه ، وسخر لي قلبه ،
ورد عني نافره ، واكفني ما تعيه ( 1 ) فان مقادير الامور بيدك ، وأنت الفعال لما تشاء ،
لك الحمد ، وإليك يصعد الحمد ، لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، تمحو ما تشاء
وتثبت ، وعندك ام الكتاب ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين ، والسلام عليهم ورحمة
الله وبركاته .
فأنه روى أن بعض موالي العسكري عليه السلام ، يعلمه ما هو فيه من البلاء وكان
في حبس المتوكل ، وكان المتوكل قد جهر يستوعده بالعقوبة ، فاستعد له أهل
الثروة بالتحف ، ولم يكن عند الرجل شئ فأمره الهادي عليه السلام ، بكتابة هذه القصة
فكتبها ليلا في ثلاث رقاع ، وأخفاها في ثلاثة أماكن ، فما كان إلا عند انبساط
الشمس ، حتى فرج الله عزوجل عنه بمنه ولطفه ( 2 ) .
* ( هامش ص 253 ) ( 1 ) بوائقه خ ل .
( 2 ) البلد الامين ص 159 . *
[254]
12 قبس : روى المفضل بن عمر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كانت لك حاجة
إلى الله وصقت بها ذرعا ، فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا ، وسبح تسبيح
فاطمة عليها السلام ، ثم اسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي فاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدك
الايمن على الارض ، وقل مثل ذلك ، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة
وعشر مرات واذكر حاجتك فإن الله يقضيها .
13 لد : تصلي ركعتين فإذا سلمت فكبر الله ثلاثا وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام واسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدك الايمن وقل
كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك ، ثم ضع خدك الايسر على الارض وقل
كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات ، واذكر حاجتك
تقضى ( 1 ) .
* ( هامش ص 254 ) ( 1 ) البلد الامين ص 159 . *
[255]
11 * ( ( باب ) ) *
* " ( الزيارة بالنيابة عن الائمة عليهم ) " *
* " ( السلام وغيرهم ) " *
1 كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا ، عن
علي بن محمد بن الاشعث ، عن علي بن إبراهيم الحضرمي ، عن أبيه قال : رجعت من
مكة فأتيت أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد ، وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر
فقلت له : يا ابن رسول الله إني إذا خرجت إلى مكة ربما قال لي الرجل طف عني
أسبوعا وصل ركعتين فربما شغلت عن ذلك ، فاذا رجعت لم أدر ما أقول له .
قال : إذا أتيت مكة فقضيت نسكك فطف اسبوعا وصل ركعتين وقل :
اللهم إن هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وامي وعن زوجتي وعن ولدي وعن
حامتي وعن جميع أهل بلدي ، حرهم وعبدهم ، وأبيضهم وأسودهم ، فلا تشاء
أن تقول للرجل : إني قد طفت عنك وصليت عنك ركعتين إلا كنت صادقا .
فاذا أتيت قبر النبي صلى الله عليه واله ، فقضيت ما يجب عليك ، فصل ركعتين ثم قف
عند رأس النبي صلى الله عليه واله ، ثم قل : السلام عليك يا نبي الله من أبي وامي وزوجتي وولدي
وحامتي ومن جميع أهل بلدي ، حرهم وعبدهم ، أبيضهم وأسودهم ، فلا تشاء
أن تقول للرجل : إني قد أقرأت رسول الله صلى الله عليه واله عنك السلام ، إلا كنت
صادقا ( 1 ) .
يب : من خرج زائرا عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من عمل الزيارة :


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 255 سطر 19 إلى صفحه 263 سطر 18

اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو شعث أو لغوب فأجر فلان بن فلان فيه
وأجرني في قضائي عنه ، فاذا سلم على الامام فليقل في آخر التسليم : السلام عليك
* ( هامش ص 255 ) ( 1 ) الكافى ج 4 ص 316 والتهذيب ج 6 ص 109 . *
[256]
يا مولاى عن فلان بن فلان أتيتك زائرا عنه فاشفع له عند ربك ، ثم يدعو
له بما أحب انشاء الله ( 1 ) .
3 يب : محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن الحسن عن عبدالله عن أحمد
ابن محمد عن داود الصرمي قال قلت له يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام : إني
زرت أباك وجعلت ذلك لك ( 2 ) فقال : لك من الله أجر وثواب عظيم ومنا المحمدة ( 3 ) .
4 يب : يقول الزائر إذا ناب عن غيره : اللهم إن فلان بن فلان
أوفدني إلى مواليه وموالي لازور عنه رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا من سوء
الحساب ، اللهم إنه يتوجه إليك بأوليائك ، الدالين عليك ، في غفرانك ذنوبه
وحط سيئاته ، ويتوسل إليك بهم ، عند مشهد إمامه صلوات الله عليه ، اللهم فتقبل
منه ، واقبل شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم فيه .
اللهم جازه على حسن نيته ، وصحيح عقيدته ، وصحة موالاته ، أحسن
ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ، وأدم له ما خولته ، واستعمله صالحا فيما آتيته
ولا تجعلني آخر وافد له يوفده ، اللهم أعتق رقبته من النار ، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب واجعله من رفقاء محمد وآل محمد ، وبارك له في ولده ، وماله
وأهله وما ملكت يمينه .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وحل بينه وبين معاصيك ، حتى لا يعصيك
وأعنه على طاعتك وطاعة أوليائك ، حتى لا تفقده حيث أمرته ، ولا تراه حيث نهيته
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واغفر له وارحمه ، واعف عنه وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعذه من هول المطلع ، ومن فزع يوم القيامة
وسوء المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي في الدنيا والاخرة .
* ( هامش ص 256 ) ( 1 ) التهذيب ج 6 ص 105 وفيه من عمل الزيارة الخ .
( 2 ) لهم خ ل .
( 3 ) التهذيب ج 6 ص 110 . *
[257]
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك ، وتحفته
في مقامي هذا عند إمامي صلى الله عليه أن تقيل عثرته ، وتقبل معذرته ، وتتجاوز
عن خطيئته ، وتجعل التقوى زاده ، وما عندك خيرا له في معاده ، وتحشره في
زمرة محمد وآل محمد صلى الله عليه واله وتغفرله ولوالديه ، فانك خير مرغوب إليه ، وأكرم
مسؤل اعتمد العباد عليه ، اللهم ولكل موفد جائزة ، ولكل زائر كرامة ، فاجعل
جائزته في موقفي هذا غفرانك ، والجنة له ( 1 ) ولجميع المؤمنين والمؤمنات .
اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه ، فأسألك يا الله بحق
محمد وآل محمد أن لا تحرمني بعد ذلك الاجر والثواب ، من فضل عطائك وكرم
تفضلك .
ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول : يا مولاي
يا إمامي عبدك - فلان بن فلان - أوفدني زائرا لمشهدك ، يتقرب إلى الله عزوجل
بذلك وإلى رسوله وإليك ، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار من العقوبة ، فاغفر
له ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ،
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، أسئلك أن تصلي على
محمد وآل محمد ، وتستجيب لي فيه وفي جميع إخواني وأخواتي وولدي وأهلي بجودك
وكرمك يا أرحم الراحمين ( 2 ) .
أقول : قال مؤلف المزار الكبير روى أصحابنا جمعا أن أبا عبدالله عليه السلام
أرسل إلى بعض الشيعة فقال : خذ هذه الدراهم فحج عن ابني إسماعيل يكن لك
تسعة أسهم من الثواب ولاسماعيل سهم واحد ، وقد أنفذ أبوالحسن العسكري
عليه السلام زائرا عنه إلى مشهد أبي عبدالله عليه السلام فقال ، إن لله مواطن يحب أن
يدعى فيها فيجيب ، وإن حاير الحسين عليه السلام من تلك المواطن ( 3 ) .
* ( هامش ص 257 ) ( 1 ) ولى خ .
( 2 ) التهذيب ج 6 ص 116 .
( 3 ) المزار الكبير ص 196 . *
[258]
فاذا خرجت زائرا عن أخ لك أو حاجا باجرة ، فصل ركعتين بالموضع
الذي تقصده ، فاذا فرغت منهما فسبح ثم قل :
اللهم إن فلانا أوفدني إليك لعلمه بحسن ثوابك ، معتقدا أنك تسمع و
تجيب ، وتعاقب وتثيب ، اللهم فاجعل خطواتي عنه كفارة لما سلف من ذنوبه
وصلواتي ( 1 ) عنه شاهده له بصدق الايمان ، مثبتة له في ديوان الغفران ، اللهم
ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر - فلان بن فلان - فيه و
أجرني عليه .
وكذلك تقول عند النبي صلى الله عليه واله وعند الائمة عليهم السلام .
ثم تقول : عقيب الكلام :
السلام عليك يا مولاي من - فلان بن فلان - فاني أتيتك زائرا عنه فاشفع
لي وله عند ربك ، اللهم أوصل عليه من رحمتك ما يستغنى به عن رحمة من سواك
وإن كان ميتا ، قال بعد ذلك : اللهم جاف الارض عن جنبيه ، واجعل رحمتك
واصلة إليه ، واجعل ما أفعله من المناسك شاهدا له ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
وإذا زرت عن أخيك أو امك أو أبيك فسلم على الامام عليه السلام على نسق
التسليم ثم قل : اللهم كن لفلان ابن فلان عونا ومعينا وناصرا وكالئا وراعيا حيث كان
بمحمد وآله الطاهرين .
ثم صل ركعتين فاذا سلمت منهما فاسجد وقل في سجودك : اللهم لك
صليت ولك ركعت ولك سجدت ، لانه لا تنبغي الصلاة إلا لك ، اللهم قد جعلت
ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هدية مني إلى - فلان بن فلان - فتقبل ذلك
له منى وأجرني عليه خير الجزاء برحمتك .
وأفضل ما يقال : اللهم إن - فلان بن فلان - أوفدني إلى مولاه ومولاي لازور
عنه رجاء لجزيل الثواب ، وساق الدعاء إلى آخر ما ذكره الشيخ رحمهما الله ( 2 ) .
* ( هامش ص 258 ) ( 1 ) صلاتي خ ل .
( 2 ) المزار الكبير ص 196 198 . *
[259]
6 - ثم قال : وروي عن بعض العلماء الصادقين عليهم السلام أنه سئل عن الرجل
يصلي ركعتين أو يصوم يوما أو يحج أو يعتمر أو يزور رسول الله صلى الله عليه واله أو أحد
الائمة ، ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لاخ له في الدين ، أو يكون له على ذلك
ثواب ؟ فقال : إن ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره
شئ ( 1 ) .
7 - صبا : صفة من ينوب عن غيره : إذا عزمت على ذلك من منزلك وكنت
مستأجرا للنيابة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إني أعوذ بك أن نبيع
الدين بالدنيا ، أو نستبدل الظلمة بالضياء ، أو نختار الاعداء على الاولياء ،
اللهم فاجعلنا مع محمد وآل محمد في الدنيا والاخرة ، واجمع الدنيا والاخرة لنا
برحمتك ، فقد علمت قلة صبرنا على الفقر ، وتغتسل في منزلك وتصلي ركعتين
فانه روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ما استخلف عبد على أهله خلافة أفضل
من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا ويقول :
اللهم إني اريد زيارة ولي الله عن - فلان بن فلان ويذكره باسمه
ونسبه وأنت تعلم يا رب أن الفقر والفاقة حملني علي أن أزور عنه غير بائع
منه ديني ، ولا مؤثر حاله على طاعتي لك ، ولولا أنك بفضل رحمتك أذنت أن
أزور عنه لما زرت عن سواي ، ولصبرت على الفقر والفاقة والمسكنة ، اللهم
فتقبل ذلك منه ، وحقق ظنه ، وأجرني في زيارتي عنه ، ولا تخيب رجاءه في .
وحقق أمله ، فانه إنما وجهني في هذا الوجه ، طلبا لمرضاتك ، وتقربا إليك .
اللهم فأعطه سؤله ، وبلغني ما توجهت له ، وأستودعك اليوم نفسي وديني
وخواتيم عملي وولدي ووالدي ، الشاهد منا والغائب ، وجميع أهلي حزانتي
وما ملكتنيه ، اللهم احفظنا واحفظ علينا ، واجعلني وإياهم في ودائعك التي لا
تضيع ، واصرف عني وعن رفقائي في طريقي كل محذور ، حتى تردني إلى
وطني ظافرا بما أتوقعه في هذا القصد من قبولك زيارتي عن - فلان بن فلان -
* ( هامش ص 259 ) ( 1 ) المزار الكبير ص 198 . *
[260]
وإعطائك إياه .
ثم تختار من الادعية ما أحببت ، فاذا سلمك الله وبلغت موضع الاخذ في
الزيارة ، وأردت الاغتسال لها فقل عند الغسل : اللهم إني اغتسلت هذا الغسل
عن - فلان بن فلان - فاجعله له نورا وطهورا وحرزا وشفاء عن كل داء وسقم
ومن كل آفة وعاهة ، ومن شر ما يخاف ويحذر ، وطهر قلبه وجوارحه و
عظامه ولحمه ودمه وشعره وبشره ومخه ، وما أقلت الارض منه ، واجعله
له شاهدا يوم فقره إليه وحاجته ، وأجرني على ذلك ، وطهرني من الذنوب يا
أرحم الراحمين .
ثم البس أطهر ثيابك ، ويستحب أن يكون الثياب لمن تزور عنه ،
وامش بسكينة وتأنية ، وأكثر من التهليل والتحميد ، فاذا دنوت من باب
المشهد فقل : اللهم هذا باب يشرع إلى قبر فيه باب من أبوابك ، اللهم فكما فتحته على
- فلان - ورزقته إنفاذي إليه ، فلا تغلقن أبواب توبتك عنه ، واعصمه من الذنوب
اللهم وإن لك في كل يوم إلى زوار هذا المكان لحظات تنيلهم فيها رحمتك ،
فبحقك على نفسك ، وبحق أوليائك عليك ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل
- فلان بن فلان - كالشاهد لهذا المكان في نيل بركاتك ورحمتك .
ثم ادخل المشهد وقل : الحمد لله الذي جعلني من عمار مساجده ، اللهم
صل على محمد وآل محمد ، واختم عمل - فلان بن فلان - بأحسنه ، ولا تزغ قلبه
بعد إذ هديته ، وهب له من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
ثم ادع لنفسك بما أحببت ( 1 ) ثم مل إلى القبلة وتسبح تسبيح الزهراء
عليها السلام وقل :
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله
* ( هامش ص 260 ) مصباح الزائر ص 265 - 266 . *
[261]
وأشهد أن عليا عليه السلام عبدالله وأخو رسوله ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
ثم ادخل وقف عند الرأس وقل : اللهم إني اشهدك ، واشهد ملائكتك
أني اسلم على أهل بيت النبوة عن - فلان بن فلان - فانه وجهني إلى هذا الموضع
الشريف ، عن غير استكبار منه ، لقصده والتسليم عليه ، وتقليب وجهه على هذه
التربة ، إلا أن أشغالا صدته ، وعوائق منعته ، فوجهني لاسلم عليه وعلى جميع
الائمة المرضيين .
اللهم أنت عالم أن - فلان بن فلان - يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عليا أمير المؤمنين والائمة من
ولده أئمته وسادته ، يتولاهم ويتبرأ من أعدائهم ، وقل : اللهم إني اسلم عن
- فلان بن فلان - على وليك ، فبلغه عنه السلام ، يا ولى الله إني اسلم عليك
السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك
يا إمام المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، آدم ومن دونه من الانبياء والاوصياء
والمؤمنين .
ثم تنكب على القبر وتقول : أتيتك بأبي أنت وامي زائرا وافدا إليك
عن - فلان بن فلان - متوجها بك إلى الله ، فاشفع له عند الله ، فقد قصدك هاربا
من ذنوبه راجيا الخلاص من عقوبة ربه تعالى ، يا ولي الله كن - لفلان بن فلان -
شافعا واقض حاجته في دينه وعقباه .
ثم ترفع رأسك وتصلي عند الرأس ركعتين وتقول : اللهم إني أسئلك بحق
نبيك المصطفى ، وعلي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، وبحق الحسن والحسين
وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي
ابن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والخلف الصالح
سمي نبيك ، احفظ - فلان بن فلان - من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن
شماله ، واصرف الاسواف عنه ، وأعطه امنيته ، وخاصة الحاجة التي يريد قضاءها
منك في زيارتي هذه قبر وليك ، يا أرحم الراحمين .
[262]
فاذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته ثم قل : اللهم إني اشهدك وكفى
بك شهيدا ، واشهد هذا الامام صلواتك عليه أن - فلان بن فلان - ائتمنني وسألني
أن أزور عنه قبر مولاه ومولاي ، وأدعو له عند قبره ، فاشهدك أني أديت الامانة
وبذلت المجهود ، وزرت عند قبر وليك ، ولم اشرك في زيارتي عنه أحدا من خلقك
فاقبل ذلك منه ، واحشره في زمرة محمد وآل محمد ، وأورده حوضهم ، واجعله
من حزبهم ، ومكنه في دولتهم ، وأفلج حجته ، وأنجح طلبته ، اللهم صل على
محمد وآل محمد ، وبلغ أرواحهم وأجسادهم عن - فلان بن فلان - السلام في هذه
الساعة ، وأجرني في زيارتي عنه ، يا أرحم الراحمين .
وتقول : اللهم إن فلان بن فلان - أوفدني إلى مولاه ومولاي لازور
عنه ، رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا من سوء الحساب ( 1 ) .
أقول : وساق الدعاء إلى آخر ما أخرجناه من التهذيب سواء .
ثم قال السيد - رحمه الله - وغيره : إذا أردت أن تزور عن أخيك أو أبيك
أو امك أو ذي سبب أو نسب أو غيرهم تطوعا ، فسلم على الامام عليه السلام على نسق
التسليم المأمور به ، فاذا فرغت فصل ركعتين ، فاذا سلمت منهما فقل : اللهم
لك صليت ، ولك ركعت ولك سجدت ، لانه لا ينبغي الصلاة إلا لك ، اللهم
وقد جعلت ثواب زيارتي وصلاتي هاتين الركعتين هدية مني إلى مولاي فلان
بن فلان عليه السلام عن - فلان بن فلان - فتقبل ذلك مني ، وأجرني عليه ، إنك على
كل شئ قدير .
وإن أردت أن تزور عن جميع إخوانك المؤمنين ، وعن جميع من يوصيك
بالزيارة عنه والدعاء له تطوعا ، فزر الامام الذي تكون عنده ، واقصد بها النيابة
وصل ركعتين ثم قل :
اللهم إني زرت هذه الزيارة ، وصليت هذه الصلاة ، وهاتين الركعتين
* ( هامش ص 262 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 266 - 267 . *
[263]
وجعلت ثوابهما ، هدية مني إلى مولاي - فلان بن فلان - عن جميع إخواني
المؤمنين والمؤمنات ، وعن جميع من أوصاني بالزيارة والدعاء له ، اللهم تقبل
ذلك مني ومنهم ، برحمتك ياأرحم الراحمين .
فانك إذا قلت لاحدهم : إني قد صليت وزرت وسلمت على الامام عنك كنت
صادقا في قولك .
وإن كنت نائبا عن غيرك فقل بعد الزيارة والصلاة والدعاء : اللهم ما
أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر - فلان بن فلان - عنه وأجرني
في نيابتي عنه ، السلام عليك يا مولاي عن - فلان بن فلان - أتيتك زائرا عنه ،
فاشفع لي عند ربك ، وتدعو له ولجميع المؤمنين ، وكذلك تفعل في الوداع ( 1 ) .
ق : إذا لم يكن خروجك لقبورهم زائرا لنفسك بل مستأجرا عن أخ من
إخوانك فقل :
اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين ، واجعل ثواب وأجر جميع ما
نالني وينالني في سفرى هذا ، في بدئي ومرجعي من تعب ونصب ووصب ومصيبة
في مال ونفقة ، وكل غم وهم وكد وغير ذلك ، مما يكسب الثواب ، ويوجب
الحسنات ، ويحط الاوزار والسيئات والخطايا ، إلى أن بلغت هذا المشهد الذي
شرفته وعظمت حرمته - لفلان بن فلان - الذي أوفدني له وعنه وبماله ونفقته
إنك رؤف رحيم وعلى كل شئ قدير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلى الله على
محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين ( 1 ) .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 263 سطر 19 إلى صفحه 272 سطر 7

* ( هامش ص 263 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 265 . *
[264]
12 * ( باب ) *
* " تزوير الميت وتقريبه إلى المشاهد المقدسة ( 1 ) " *
1 - كا : علي عن أبيه ، عن بكر بن صالح والعدة ، عن ابن زياد ، عن محمد بن
سليمان الديلمي ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول : لما حضر الحسن بن علي عليه السلام الوفاة قال للحسين عليه السلام : يا
أخي إني اوصيك فاحفظها ، إذا أنامت فهيئني ووجهني إلى رسول الله صلى الله عليه واله
لاحدث به عهدا ثم اصرفني إلى امي عليها السلام ثم ردني فادفنى بالبقيع ( 2 ) .
2 - كا : محمد بن الحسن وعلى بن محمد ، عن سهل بن زياد مثله ( 3 ) .
أقول : قد مضى مثله بأسانيد في باب شهادته عليه السلام ، ويمكن أن يستدل به
على استحباب تقريب الموتى إلى المشاهد المشرفة والضرايح المقدسة كما هو
المتعارف لعموم الناس .
* ( هامش ص 264 ) ( 1 ) لم يوجد هذا الباب في مطبوعة تبريز .
( 2 ) الكافى ج 1 ص 300 .
( 3 ) الكافى ج 1 ص 302 . *
[265]
* ( ( أبواب ) ) *
* " ( زيارات أولاد الائمة عليهم السلام وأصحابهم ) " *
* " ( وخواصهم وساير المؤمنين ، وذكر ) " *
* " ( ساير الاماكن الشريفة ) " *
1 * ( ( باب ) ) *
* " ( زيارة فاطمة بنت موسى عليهما السلام بقم ) " *
1 - ثو ، ن : أبي وابن المتوكل ، عن على ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد
قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلام فقال عليه السلام :
من زارها فله الجنة ( 1 ) .
2 - مل : علي بن بابويه عن علي عن أبيه مثله ( 2 ) .
3 - مل : أبي وأخي والجماعة عن أحمد بن ادريس وغيره عن العمركي
عمن ذكره عن ابن الرضا عليه السلام قال : من زار قبر عمتي بقم فله الجنة ( 3 ) .
4 - أقول : رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم عن أبيه
* ( هامش ص 265 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 وعيون الاخبار ج 2 ص 267 .
( 2 و 3 ) كامل الزيارات ص 324 . *
[266]
عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال قال ، يا سعد عندكم لنا قبر ، قلت :
جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام ؟ قال : نعم ، من زارها عارفا بحقها فله
الجنة ، فاذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة ، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة ،
وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، واحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ثم قل :
السلام على آدم صفوة الله ، السلام على نوح نبي الله ، السلام على إبراهيم
خليل الله ، السلام على موسى كليم الله ، السلام على عيسى روح الله ، السلام عليك
يا رسول الله ، السلام عليك يا خير خلق الله ، السلام عليك يا صفي الله ، السلام
عليك يا محمد بن عبدالله ، خاتم النبيين ، السلام عليك يا أميرالمؤمنين علي بن
أبي طالب ، وصي رسول الله ، السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام
عليكما يا سبطى نبي الرحمة ، وسيدى شباب أهل الجنة ، السلام عليك يا علي بن
الحسين سيد العابدين ، وقرة عين الناظرين ، السلام عليك يا محمدبن علي ، باقر
العلم بعد النبي ، السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البار الامين ، السلام
عليك يا موسى بن جعفر الطاهر الطهر ، السلام عليك يا على بن موسى الرضا
المرتضى ، السلام عليك يا محمد بن علي التقي ، السلام عليك يا علي بن محمد ، النقي
الناصح الامين ، السلام عليك يا حسن بن علي ، السلام على الوصي من بعده ،
اللهم صل على نورك وسراجك ، وولي وليك ، ووصي وصيك ، وحجتك
على خلقك .
السلام عليك يابنت رسول الله ، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة ، السلام
عليك يا بنت أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين ، السلام عليك
يا بنت ولي الله ، السلام عليك يا اخت ولي الله ، السلام عليك يا عمة ولي الله .
السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك
عرف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيكم وسقانا
بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم ، أسأل الله أن يرينا
فيكم السرور والفرج ، وأن يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلى الله عليه واله ، وأن
[267]
لا يسلبنا معرفتكم إنه ولي قدير .
أتقرب إلى الله بحبكم ، والبراءة من أعدائكم ، والتسليم إلى الله ، راضيا به غير منكر ولا مستكبر ، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راض ، نطلب بذلك وجهك
يا سيدي ، اللهم ورضاك والدار الاخرة ، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة ، فان
لك عندالله شأنا من الشأن .
اللهم إني أسألك أن تختم لي بالسعادة ، فلا تسلب مني ما أنا فيه ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم استجب لنا وتقبله بكرمك وعزتك
وبرحمتك وعافيتك ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، وسلم تسليما يا أرحم
الراحمين .
5 - تاريخ قم : للحسين بن محمد القمي باسناده عن الصادق عليه السلام قال :
إن لله حرما وهو مكة ، ولرسوله حرما وهو المدينة ، ولامير المؤمنين حرما
وهو الكوفة ، ولنا حرما وهو قم ، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة
من زارها وجبت له الجنة قال عليه السلام ذلك ولم تحمل بموسى امه ( 1 ) .
6 - وبسند آخر عنه عليه السلام أن زيارتها تعدل الجنة ( 2 ) .
* ( هامش ص 267 ) ( 1 - 2 ) تاريخ قم ( الترجمة الفارسية ) 215 طبع ايران سنة 1353 . *
[268]
2 * ( ( باب ) ) *
* " ( فضل زيارة عبدالعظيم بن عبدالله ) " *
* " ( الحسنى رضى الله عنه ) " *
1 - ثو : علي بن أحمد عن حمزة بن القاسم عن محمد العطار عن رجل
عن الحسن أبي الحسن العسكري عليه السلام ، قال : دخلت عليه فقال : أين كنت ؟ فقلت :
زرت الحسين عليه السلام ، قال : أما لو أنك زرت قبر عبدالعظيم عندكم لكنت كمن
زار الحسين بن علي صلوات الله عليهما ( 1 ) .
2 - مل : علي بن بابويه عن محمد العطار عن بعض أهل الري عن أبي
الحسن العسكري عليه السلام ، مثله ( 2 ) .
3 - جش : الحسين بن عبدالله عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين السعد -
ابادي عن البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان وسكن
سربا في دار رجل من الشيعة في سك الموالي ، وكان يعبد الله في ذلك السرب ،
ويصوم نهاره ويقوم ليله ، وكان يخرج مستترا يزور القبر المقابل قبره ، وبينهما
الطريق ، ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام ، فلم يزل يأوى إلى
ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم
السلام ، حتى عرفه أكثرهم .
فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى الله عليه واله ، قال له : إن رجلا من
* ( هامش ص 268 ) ( 1 ) ثواب الاعمال ص 89 .
( 2 ) كامل الزيارات ص 324 . *
[269]
ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باب ( 1 ) عبدالجبار بن
عبدالوهاب - وأشار إلى المكان الذي دفن فيه - فذهب الرجل ليشترى شجرة الرجل
ومكانها من صاحبها ، فقال له : لاي شئ تطلب الشجرة ومكانها ؟ فأخبره بالرؤيا ، فذكر
صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع
الباغ وقفا على الشريف والشيعة ، يدفنون فيه فمرض عبدالعظيم ومات رحمه الله
فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : أنا أبوالقاسم
عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام ( 2 ) .
* ( هامش ص 269 ) ( 1 ) في المصدر : باغ عبدالجبار .
( 2 ) رجال النجاشى ص 173 طبع بمبئى . *
[270]
3 - * ( ( باب ) ) *
* " ( فضل بيت المقدس ) " *
الايات : اسرى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله .
1 - ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام ، قال :
أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله ، ومسجد
بيت المقدس ، ومسجد الكوفة ( 1 ) .
2 - ثو : أبي عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن
أبي محمد الرازي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام
قال : صلاة في بيت المقدس ألف صلاة ، وصلاة في المسجد الاعظم مائة ( ألف ) صلاة
وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة ، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة
صلاة ، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة ( 2 ) .
سن : عن النوفلي مثله ( 3 ) .
بيان : في بعض النسخ في المسجد الاعظم مائة ألف صلاة ، فالمراد المسجد
الحرام ، وفي بعضها مائة صلاة فالمراد جامع البلد ، والاخير أظهر .
3 - شى : عن جابر الجعفي قال : قال محمد بن علي : يا جابر ما أعظم فرية
أهل الشام على الله يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع
* ( هامش ص 270 ) ( 1 ) أمالى الطوسى ج 1 ص 379 .
( 2 ) ثواب الاعمال ص 29 .
( 3 ) المحاسن ج 1 ص 55 وص 57 في أحاديث متفرقة . *
[271]
قدمه على صخرة بيت المقدس ، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا
الله تبارك وتعالى أن نتخذها مصلى .
يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولاشبيه ، تعالى عن صفة الواصفين ، وجل عن أوهام المتوهمين ، واحتجب عن عين الناظرين ، لا يزول مع الزائلين
ولا يفل مع الافلين ، ليس كمثله شئ ، وهو السميع العليم ( 1 ) .
بيان : الظاهر أن المراد بالعبد النبي صلى الله عليه واله ، حيث وضع قدمه الشريف
عليه ليلة المعراج ( 2 ) وعرج منه كما هو المشهور ، ويحتمل غيره من الانبياء
والاوصياء عليهم السلام ، وعلى أي حال يدل على استحباب الصلاة عليه .
* ( هامش ص 271 ) ( 1 ) تفسير العياشي ج 1 ص 59 .
( 2 ) بل الظاهر من الحجر أن المراد به مقام ابراهيم وبه أثر قدمه الشريف وقد
أمرنا الله عزوجل بقوله " واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى " أن نتخذه مصلى . *
[272]
4 * ( ( باب ) ) *
* " ( آداب زيارة أولاد الائمة عليهم السلام ) " *
قال السيد علي بن طاووس - قدس الله روحه - : ذكر زيارة قبور أولاد
الائمة صلوات الله عليهم وسلامه .
إذا أردت زيارة أحد منهم ، كالقاسم بن الكاظم عليه السلام أو العباس بن
أمير المؤمنين عليه السلام ، أو علي بن الحسين عليه السلام المقتول بالطف ، ومن جرى في
الحكم مجراهم ، تقف على قبر المزور منهم صلوات الله عليهم فقل :


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 272 سطر 8 إلى صفحه 280 سطر 18

السلام عليك أيها السيد الزكي ، الطاهر الولي ، والداعي الحفي ،
أشهد أنك قلت حقا ، ونطقت حقا وصدقا ، ودعوت إلى مولاى ومولاك علانية وسرا
فاز متبعك ( 1 ) ونجا مصدقك ، وخاب وخسر مكذبك ، والمتخلف عنك ، اشهد لي
بهذه الشهادة لاكون من الفائزين بمعرفتك ، وطاعتك ، وتصديقك واتباعك ،
والسلام عليك يا سيدي وابن سيدي ، أنت باب الله المؤتى منه ، والمأخوذ عنه
أتيتك زائرا ، وحاجاتى لك مستودعا ، وها أناذا أستودعك دينى وأمانتي ، وخواتيم ، عملي ، وجوامع أملي ، إلى منتهى أجلي ، والسلام عليك ورحمة الله
وبركاته ( 2 ) .
( زيارة اخرى ) يزارون بها أيضا سلام الله عليهم تقول :
السلام على جدك المصطفى ، السلام على أبيك المرتضى الرضا ، السلام على
السيدين الحسن والحسين ، السلام على خديجة سيدة نساء العالمين ، السلام
* ( هامش ص 272 ) ( 1 ) فاز مسعدك خ .
( 2 ) مصباح الزائر ص 260 . *
[273]
على فاطمة ام الائمة الطاهرين ، السلام على النفوس الفاخرة ، بحور العلوم الزاخرة ، شفعائي في الاخرة ، وأوليائي عند عود الروح إلى العظام
الناخرة أئمة الخلق وولاة الحق ، السلام عليك أيها الشخص الشريف الطاهر
الكريم أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ومصطفاه ، وأن عليا وليه ومجتباه
وأن الامامة في ولده إلى يوم الدين ، نعلم ذلك علم اليقين ، ونحن لذلك معتقدون
وفي نصرهم مجتهدون ( 1 ) .
بيان : أقول ذكر المفيد رحمه الله في المزار الزيارة الاولى لاولاد الائمة
عليهم السلام ، ثم اعلم أن المشاهد المنسوبة إلى أولاد الائمة الهادية والعترة
الطاهرة وأقاربهم صلوات الله عليهم ، يستحب زيارتها والالمام بها ، فان في تعظيمهم
تعظيم الائمة وتكريمهم ، والاصل فيهم الايمان والصلاح ، إلى أن يعلم
منهم خلافهما ، كجعفر الكذاب وأضرابه ، لكن المعلوم حاله
من بينهم بالجلالة ، والمعروف بالنبالة جعفر بن أبي طالب عليه السلام المدفون بموتة ، و
فاطمة بنت موسى عليهما السلام المدفونة بقم ، وعبد العظيم الحسنى المقبور بالرى رضي الله
عنه ، وقد مر فضل زيارتهما ، وعلي بن جعفر عليه السلام المدفون بقم وجلالته ، أشهر من أن يحتاج إلى البيان ، وأما كونه مدفونا في قم فغير مذكور في الكتب المعتبرة ، لكن أثر قبره الشريف موجود قديم وعليه اسمه مكتوب .
وأما غيرهم فبعضهم يظن فضلهم بما يظهر من حالهم من الاخبار ، وبعضهم
يظن سوء رأيهم وفعلهم من تتبع الاثار كأولاد الحسن عليه السلام الذين خرجوا وادعوا
ظاهرا ما ليس لهم ، مثل محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن وغيرهما ( 6 ) وكبعض * ( هامش ص 273 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 261 .
( 2 ) من الغريب من المصنف أن يذهب إلى هذا الرأى في الثائرين من أبناء الائمة
عليهم السلام وخصوصا من ذكرهم بعد ما سبق منه في تاريخ الامام الصادق ( ع ) في باب
أحوال اقربائه وعشائره فقد روى عن الاقبال جميع ما ذكره السيد ابن طاووس قدس
سره ورواه من الاحاديث الدالة على مدح اولئك السادة ومعرفتهم بالحق وانهم مضوا *
[274]
أولاد موسى عليه السلام الذين وثبوا على الرضا عليه السلام وأحضروه عند القاضي ، وكموسى
المبرقع ابن الجواد عليه السلام المدفون بقم ، وقدورد بعض الاخبار في ذمه كما مر .
لكن لا يقدح فيهم بمجرد الاخبار النادرة مع أنه ورد في الخبر النهي عن القدح
فيهم والتعرض لهم ( 1 ) .
* ( هامش ص 274 ) وهم مرضيون للائمة عليهم السلام .
وقد احتمل السيد ابن طاووس في ، توجيه ما ورد في بعض الكتب من مفارقتهم
للصادقين ( ع ) أنه محمول على التقية لئلا ينسب اظهارهم لانكار المنكر وثورتهم على
الحاكمين الجائرين إلى الائمة الطاهرين ( ع ) فيؤخذون بجرائر القوم ، وقد اطال السيد
الكلام في تنزيههم من ص 51 إلى ص 53 ونقله عنه المؤلف برمته في ج 48 من ص 298
إلى ص 304 فراجع .
وان الباحث المتتبع في تاريخ اولئك العلويين الثائرين يجد أكثر من دليل على
أنهم كانوا دعاة إلى بيعة الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وانما لم يشيروا إلى امام بعينه حفظا
له عن نقمة السلطات الحاكمة وتفاديا له عن القتل ، وقد ذكرنا في مقدمة الرسالة
الذهبية ( طب الامام الرضا ( ع ) ) المطبوعة في النجف الاشرف سنة 1385 جانبا من تاريخ
أولئك ما يسلط الاضواء على حسن نيتهم في الثورة وجميل سرائرهم في الدعوة فحرى
بالقراء مراجعة ذلك .
( 1 ) لقد روى شيخنا المجلسى في مرآت العقول ج 1 ص 262 نقلا عن الصدوق
باسناده قول الامام الصادق عليه السلام لبعض أهل مجلسه وقد اراد أن يتناول زيد بن على
عليه السلام فنهره عليه السلام فقال : مهلا ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا الابسبيل خير
انه لم تمت نفس منا الا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة .
ولذلك شواهد كثيرة في الاخبار منها حديث المفضل المروى في العياشى ج 1 ص 283
قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله ( وان من اهل الكتاب الا ليومنن به قبل موته ) فقال
هذه نزلت فينا خاصة : انه ليس برجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر *
[275]
وقد مر بسط القول في ذلك في باب أحوال زيد بن علي عليهما السلام ( 1 ) .
* ( هامش ص 275 ) للامام بامامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا ( تالله لقد آثرك الله
علينا ) .
وروى ذلك الفيض في تفسيره الصافى ج 1 ص 411 وعقبه بقوله : يعنى ان ولد فاطمة هم المعنيون باهل الكتاب هنا وذلك لقوله سبحانه ( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا ) فانهم المرادون بالمصطفين هناك اه .
وذكر الطبرسى في مجمعه ج 9 ص 409 عن ميسر بن عبدالعزيز عن الصادق عليه
السلام انه قال : الظالم لنفسه هنا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد منا العارف بحق الامام
والسابق بالخيرات هو الامام ، وهولاء كلهم مغفور لهم .
وعن زياد بن المنذر عن أبى جعفر عليه السلام قال : اما الظالم لنفسه منا فمن عمل
صالحا وآخر سيئا ، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن
والحسين ومن قتل من آل محمد صلى الله عليه وآله شهيدا .
وورد في الخرايج للراوندى في باب معجزات الامام الباقر عليه السلام ص 31 طبع
الهند نهى الامام الصادق عليه السلام للحسن بن راشد عن تناول زيد بن على وتنقصه ثم قال
عليه السلام : يا حسن ان فاطمة لعظمها عند الله حرم ذريتها على النار وفيهم أنزلت ( ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات ) فاما الظالم لنفسه الذى لا يعرف ، والمقتصد العارف بحق الامام ، يا حسن لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذى فضل فضله اه .
وقد روى الامير الزاهد الشيخ ورام في آخر كتابه تنبيه الخواطر ج 2 ص 522 طبع النجف الاشرف شاهدا على ذلك قصة الشريف عمر بن حمزة أعرضنا عن ذكرها لطولها ، إلى
غير ذلك مما يقطع ألسنة المعادين وسبيل المعتدين عن تناول أبناء الزهراء ( ع ) والدخول فيما
بينهم الا بسبيل خير كما ؟ ؟ في الخبر الاول ولا يعزب عن بال القارى ما ورد في التوقيع الخارج
من الناحية المقدسة من قوله عليه السلام : واما سبيل عمى جعفر وولده فسبيل أخوة
يوسف .
( 1 ) مرالكلام في ج 46 ص 198 وما بعدها وص 205 من هذه الطبعة الاسلامية .
[276]
وتقدم ذكر ما يظهر من حال كل منهم من الاخبار في أبواب تاريخ الائمة
الاخيار عليهم السلام ، فلا نعيده ههنا حذرا من التكرار .
والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد قبره قريب من الغري ومعروف ( 1 ) .
* ( هامش ص 276 ) ( 1 ) لقد سبق أنا ذكرنا في هامش ص 283 ج 48 من البحار ( الطبعة الاسلامية )
في باب أحوال أولاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام شيئا من ترجمة القاسم ابن الامام
موسى بن جعفر ( ع ) وذكرنا أن قبره قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية وهو مزار متبرك
به يقصده الناس للزيارة وطلب البركة ، ثم ذكرنا قول ياقوت في معجمه والبغدادى في
مراصده : أن بشوشه قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد قبر القاسم بن موسى
ابن جعفر .
ولم يكن ذكرنا لقول ياقوت وابن عبد الحق البغدادى اختيارا منا لقولهما ، بل
ذكرنا اولا اختيارنا وذكرنا قولهما ثانيا احاطة للقارى بما ذهب اليه هذان في كتابيهما ،
ولكن مع الاسف الشديد أن يتوهم بعض المعلقين المحدثين أن ذكرنا لقول ياقوت
وصاحبه اختيار منا لذلك فنسبه الينا وهذا الوهم من سوء الفهم ونسأله التسديد
والعصمة .
ولا يعزب عن ذهن القارئ ان ما ذهب اليه شيخنا المؤلف في تعيين قبر القاسم
المذكور حيث قال : وقبره قريب من الغرى ، انما هو مبنى على ظنه أو انه من سهو القلم
والعصمة لله وحده ، واحتمال ان يكون مراده قربه من الغرى بالنسبة إلى بعده عن بلده
اصفهان كما احتمله بعضهم بعيد غايته .
وقد اشتهر عن الرضا عليه السلام انه قال : من لم يزرنى فليزر أخى القاسم ، ولم اقف على
مصدر لهذا الحديث الا أنه مستفيض حتى نظمه بعض الشعراء ومنهم السيد على بن يحيى بن
حديد الحسينى من أعلام القرن الحادى عشر وقد ترجمه صاحب نشوة السلافة ، فقد
نظم السيد المذكور الحديث المشهور بقوله مخاطبا القاسم ( ع ) كما في البابليات ج 1
ص 162 :
أيها السيد الذى جاء فيه قول صدق ثقاتنا ترويه *
[277]
وأما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص ، ويجوز زيارتهم بما ورد في
زيارة ساير المؤمنين ، ويجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان ، من
ذكر فضلهم ، والتوسل والاستشفاع بهم ، وبآبائهم الطاهرين عليهم السلام .
وكذا يستحب زيارة المراقد المنسوبة إلى الانبياء عليهم السلام كابراهيم وإسحاق
ويعقوب ( 1 ) وذي الكفل ( 2 ) ويونس ( 3 ) وغيرهم ، صلوات الله عليهم أجمعين .
* ( هامش ص 277 ) بصحيح الاسناد قد جاء حقا عن أخيه لامه وأبيه
اننى قد ضمنت جنات عدن للذى زارنى بلا تمويه
واذا لم يطق زيارة قبرى حيث لم يستطع وصولا اليه
فليزر في العراق قبر أخى القاسم وليحسن الثناء عليه
( 1 ) قبورهم عليهم السلام في موضع واحد يسمى اليوم بالخليل نسبة إلى ابراهيم خليل
الرحمن ( ع ) بقرب بيت المقدس بينهما مسيرة يوم كما في معجم البلدان ، واسمه
الاصلى حبرون وقيل حبرى ، وذكر ياقوت عن الهروى أنه قال : دخلت القدس في
سنة 670 ه واجتمعت فيه وفى مدينة الخليل بمشايخ حدثونى أنه في سنة 513 ه في
أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل اليها جماعة من الفرنج باذن
الملك فوجدوا فيها ابراهيم الخليل واسحاق ويعقوب عليهم السلام وقد بليت أكفانهم
وهم مستندون إلى حائط ، وعلى رؤوسهم قناديل ، مكشوفة فجدد الملك أكفانهم
ثم سد الموضع .
( 2 ) وهو حزقيل النبى وقبره في برملاحة موضع في أرض بابل قرب حلة دبيس
ابن مزيد شرقى قرية يقال لها القسونات وكذا فيه قبر باروخ استاذ حزقيل وقبر يوسف
الريان ، وقبر يوشع وليس يوشع بن نون ، وقبر عزرة وليس عزرة الكاتب كما في معجم البلدان
وتعرف اليوم الناحية باسم الكفل نسبة اليه يمر بها المارة تقع في منتصف الطريق بين
الكوفة والحلة .
( 2 ) قبره في نينوى من الموصل كما دلت على ذلك اخبار وآثار وهو المشهور *
[278]
وكذا يستحب زيارة كل من يعلم فضله وعلو شأنه ومرقده ورمسه من أفاضل
صحابة النبي صلى الله عليه واله كسلمان ( 1 ) . . .
* ( هامش ص 278 ) أيضا ، الا أن المرحوم العلامة السيد مهدى القزوينى ذكر في كتابه فلك النجاة ص 335
ذلك وقال : والاصح أنه عن الغرى ستة عشر فرسخا ، ولم يعين جهته ، ولم نعرف
بقرب الغرى موضعا ينسب اليه سوى المقام الذى على شاطى ء الفرات وهو المكان الذى
ألقته فيه الحوت وقد أشار إلى ذلك ايضا السيد القزوينى رحمه الله فراجع .
( 1 ) هو أبوعبدالله وقيل في كنيته ايضا أبوالحسن وأبواسحاق كما في الكشى ،
أسلم عند قدوم النبى صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وكان قبل ذلك قرأ الكتب في طلب الدين ،
وكان عبدا لقوم من بنى قريظة فكاتبهم فأدى النبى صلى الله عليه وآله كتابته وعتق ، وأول مشاهده مع
النبى صلى الله عليه وآله الخندق وقيل في حفره أنه كان برأى منه .
وقد وردت أخبار كثيرة في فضله كقوله صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل البيت ، وكقوله صلى الله عليه وآله
أمرنى ربى بحب أربعة قالوا أصحابه : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : على بن أبى
طالب ( ع ) والمقداد بن الاسود وأبوذر الغفارى وسلمان .
وقد كتب في أخباره وما ورد في فضله جماعة من المؤلفين ، وأوفى من كتب
هو خاتمة المحدثين الشيخ النورى رحمه الله ، فانه كتب كتابا سماه ( نفس الرحمان
في فضائل سلمان ) جمع فيه فأوعى .
توفى سلمان رضى الله بالمدائن في سنة 34 ه عن عمر طويل قيل بلغ ثلاثمائة
سنة وقيل غير ذلك وتولى غسله وتجهيزه الامام أميرالمؤمنين ( ع ) جاءه من المدينة إلى
المدائن وذلك أمر مستفيض ثابت اشتهر حتى نظمه الشعراء .
ومما يستطرف نقله في المقام ما رواه القاضى المرعشى في مجالس المؤمنين ج 1
ص 507 أن الخليفة المستنصر بالله العباسى خرج يوما إلى زيارة قبر سلمان سلام الله عليه
ومعه السيد عز الدين ابن الاقساسى فقال له الخليفة في الطريق : ان من الاكاذيب ما
يرويه غلاة الشيعة من مجئ على بن أبى طالب ( ع ) من المدينة إلى المدائن لما توفى
سلمان وتغسيله اياه ومراجعته في ليلته إلى المدينة ، فأجابه ابن الاقساسى بالبديهة *
[279]
وأبي ذر ( 1 ) .
* ( هامش ص 279 ) بقوله :
أنكرت ليلة اذ صار الوصى إلى ارض المدائن لما أن لها طلبا
وغسل الطهر سلمانا وعاد إلى عراص يثرب والاصباح ما وجبا
وقلت ذلك من قول الغلاة وما ذنب الغلاة اذا لم يوردوا كذبا
فآصف قبل رد الطرف من سبأ بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا
فأنت في آصف لم تغل فيه بلى في ( حيدر ) أنا غال ان ذا عجبا
ان كان ( أحمد ) خير المرسلين فذا خير الوصيين أو كل الحديث هبا
وقد وردت الابيات بتغيير وتفاوت في مناقب آل أبى طالب للحافظ ابن شهر آشوب
السروى في ج 2 ص 131 ونسبت إلى ابى الفضل التميمى وبناءا على ذلك فيكون الشريف
الاقساسى استشهد بها ولم تكن له اذان وفاة الحافظ ابن شهر آشوب سنة 588 قبل ولادة
المستنصر بسنة فلاحظ .
( 1 ) اسمه جندب بن جنادة كما هو مشهور وقيل في اسم أبيه غير ذلك ، صحابى
جليل مشهود من السابقين إلى الاسلام هاجر بعد وقعة بدر ، وفيه قال النبى صلى الله عليه وآله : ما
أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر ، يعيش وحده ، ويموت
وحده ، ويبعث وحده ، ويدخل في الجنة وحده . وله مواقف جليلة في الاسلام ، نفاه
عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام حين ثقل عليه وجوده لامره بالمعروف و
انكاره المنكر .
ولما حل بالشام ازداد في دعوته فثقل على معاوية ذلك لما كان يلمسه من استجابة
الناس لابى ذر فكتب إلى عثمان يطلب ابعاده عن الشام فأجابه بحمله على أصعب مركب ،
فسيره مع من يغذ به السير بعنف على قتب بغير وطاء ، فأجهده ذلك فما وصل المدينة الا
وقد تهرى لهم فخذيه وبلغ منه الجهد .
فجرى بينه وبين عثمان كلام أغضبه فحاول استمالة أبى ذر بالاموال فلم يفلح فنفاه
إلى الربذة وهي قرية تبعد عن المدينة بثلاثة أيام قريبة من ذات عرق فعاش هناك وحيدا *
[280]
والمقداد ( 1 ) وعمار ( 2 ) وحذيفة ( 3 ) وجابر الانصاري ( 4 ) .
وكذا أفاضل أصحاب كل من الائمة عليهم السلام المعلوم حالهم من كتب رجال
الشيعة ، كميثم التمار ( 5 ) . .
* ( هامش ص 280 ) ثم مات وحيدا وكان ذلك سنة 32 ه .
( 1 ) هو ابن عمرو البهرانى وانما نسب إلى الاسود لانه حالفه في الجاهلية فتبناه
فنسب اليه حتى نزل قوله تعالى ( ادعوهم لابآئهم ) وهو من السابقين إلى الاسلام هاجر
إلى الحبشة الهجرة الثانية فهو عليه الصحابة وهو أول من عدا به فرسه في سبيل الله
لانه لم يكن فرس مع غيره في يوم بدر ، زوجه النبى صلى الله عليه وآله ضباعة بنت الزبير بن
عبدالمطلب .
( 2 ) هو ابواليقظان صحابى جليل مشهور من السابقين الاولين وممن عذب في سبيل
الله ، شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلى الله عليه وآله وكان ممن هاجر إلى الحبشة ثم المدينة ،
وشهد مع الامام أمير المؤمنين الجمل وصفين ، وكان ينادى في صفين الرواح الرواح إلى
الجنة ، اليوم ألقى الاحبة محمدا وحزبه ، فقتلته الفئة الباغية كما أخبره النبى الصادق
الامين صلى الله عليه وآله حين قال له : وتقتلك الفئة الباغية ، استشهد بصفين سنة 37 ه .
( 3 ) صحابى جليل وابن صحابى جليل وكان أبوه اليمان العبسى ممن استشهد بأحد
وصح عن النبى صلى الله عليه وآله أنه أعلم حذيفة بما كان وما يكون إلى ان تقوم الساعة كما في
صحيح مسلم وغيره ، مات حذيفة بالمدائن سنة 36 ه وكان قبره وقبر عبدالله الانصارى
على ضفة نهر دجلة ، ونتيجة ما حصل في الضفة من التأكل بسبب مياه الفيضان فقد خشيت


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 280 سطر 19 إلى صفحه 288 سطر 18

الحكومة العراقية على قبريهما من الانهيار فنقلت بقايا رفاتيهما إلى مشهد سلمان فدفنا
هناك وكان ذلك في سنة 1350 ه .
( 4 ) صحابى وابن صحابى شهد بدرا وثمانى عشر غزوة مع النبى صلى الله عليه وآله ، وهو من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( ع ) ، وعرف بانقطاعه إلى اهل البيت بقى حتى ادرك
ايام الباقر ( ع ) ومات بالمدينة سنة 78 عن اربع وتسعين سنة .
( 5 ) من وجوه صحابة الامام امير المؤمنين ( ع ) وحواريه واصفيائه وحملة أسراره *
[281]
ورشيد الهجري ( 1 ) وقنبر ( 2 ) وحجر بن عدي ( 3 ) . .
* ( هامش ص 281 ) وحاله في الجلالة وعظيم المنزلة اشهر من ان يذكر ، صلبه الدعى ابن الدعى عبيدالله بن زياد
عام 61 ه قبل ان يرد الحسين ( ع ) إلى العراق بعشرة ايام في السبخة خارج مسجد الكوفة
عند دار عمرو بن الحريث وقبره اليوم ظاهر مشيد يؤمه الناس بالزيارة والتبرك .
( 1 ) بضم الراء من علية اصحاب الامام امير المؤمنين ( ع ) والحسن والحسين ( ع )
وهو ممن القى اليه علم المنايا والبلايا حتى كان يسميه الامام رشيد البلايا لانه مازال
يلفى الرجل بعد الرجل فيقول : انت تموت بكذا وانت تموت بكذا ، قتله ابن مرجانة عبيدالله بن زياد
بعد ان قطع يديه ورجليه وثم لسانه ودفن بباب النخيلة من الكوفة ، وقبره اليوم بقرب
جسر العباسيات بقرب قرية ذى الكفل وعليه قبة .
( 2 ) هو مولى اميرالمؤمنين ( ع ) وخادمه الخاص وقد كان ممن يحمل اسرار الامام
عليه السلام ذبحه الحجاج بن يوسف الثقفى ظلما وجريمته تفانيه في حب مولاه ، و
ذريته .
( 3 ) من سادات الصحابة وفد على النبى صلى الله عليه واله هو وأخوه هانى بن عدى ، وقد
شهد القادسية مع المسلمين وأبلى بلاءا حسنا ثم صحب الامام اميرالمومنين عليه السلام فكان
من وجوه أصحابه وذوى الرأى والاشارة والتدبير شهد معه الجمل والصفين
أخذه الدعى زياد بن أبيه مع جماعة من شيعة وأرسلهم مكبلين بالحديد إلى معاوية
بالشام ، وكانت عدتهم أربعة عشر رجلا فعرض عليهم البراءة من الامام أمير المؤمنين عليه
السلام فلم يفعلوا فأمر معاوية بقتل ثمانية منهم وترك ستة فكان حجر بن عدى ممن قتل في
ذلك اليوم وكانت حادثة حجر وأصحابه احدى بوائق معاوية وقد استنكرها عليه سادات
المسلمين ووجوه الصحابة لاحظ ابن الطبرى وابن الاثير حوادث سنة 51 ه
ودفن حجر وأصحابه بمرج عذراء وقد بنيت عليهم قبة جدد تعميرها قبل اعوام و
قد طلب منى المرحوم شيخ العراقين بيات أن أكتب له مختصرا في ترجمة اولئك الشهداء
ليكتب على جدران القبة في الكتيبة فكتب في ذلك الوقت ما تيسر عن تراجمهم وأسباب *
[282]
وزرارة ( 1 ) ومحمد بن مسلم ( 2 ) وبريد ( 3 ) . .
* ( هامش ص 282 ) قتلهم ونقمة المسلمين على معاوية في فعلته النكراء فياويله من حجر وأصحاب حجر ، فلقد
روى ابن سيرين قال بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول : يومى منك يا حجر
طويل .
( 1 ) اسمه عبد ربه ولقبه زرارة يكنى بأبى على وأبى الحسن من عيون أصحاب الامامين
الصادقين وأكابر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام ، وردت في مدحه روايات دلت
على سمو مكانته وجلالة شأنه عند الائمة عليهم السلام أغنت عن الاطناب في مدحه
له كتب رواها عنه جماعة من أصحابنا وله أولاد منهم الحسن والحسين ورومى و
عبيد وعبدالله ويحيى وله أخوة منهم عمران وبكير وعبدالرحمان وعبدالملك ، ولهم أولاد لهم
جميعا روايات كثيرة واصول وتصانيف ، وبيتهم من بيوت الشيعة الشامخة رفيع العماد كثير
الاوتاد ، توفى زرارة سنة 150 بعد وفاة الامام الصادق ( ع ) ( عن شرح مشيخة الفقيه ص 9 بقلم
سماحة السيد الوالد دام ظله )
( 2 ) هو أبوجعفر الاوقص الطحان الاعور السمان الطائفى الكوفى القصير الحداج
الثقفى مولاهم من أصحاب الصادقين والكاظم عليهم السلام ، وجه اصحابنا بالكوفة ، فقيه
ورع محدث .
وكان من أوثق الناس وممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ومن جملة حوارى
الامام الباقر عليه السلام ومن أوتاد الارض وأعلام الدين كما في خبر جميل بن دراج ، ومن
القوامين بالقسط والقوامين بالصدق وأحب الناس أحياءا وأمواتا إلى الصادق عليه السلام
كما في خبر داود بن سرحان وخبر البقباق وخبر عمر بن يزيد والجميع مروى في الكشى ،
كما فيه من الاخبار الدالة على جلالة قدره ورفيع منزلته ما يغنينا عن الاطناب في مدحه
سمع عن الباقر عليه السلام ثلاثين ألف حديث ومن الصادق عليه السلام ستة عشر ألف حديث
روى عنه خلق كثير ، له كتاب يسمى الاربعمائة مسأله في أبواب الحلال والحرام رواه
العلا بن رزين مات سنة ( 150 ) عن شرح مشيخة الفقيه ص 6 - 7 باقتضاب )
( 3 ) وجه من وجوه الشيعة ومحدث فقيه من فقهاء أصحاب الائمة له مكانة محترمة عند *
[283]
وأبي بصير ( 1 ) والفضيل بن يسار ( 2 ) وأمثالهم مع العلم بموضع قبرهم .
وكذا المشاهير من محدثي الشيعة وعلمائهم ، الحافظين لاثارهم الائمة الطاهرين
وعلومهم ، كالمفيد ( 3 ) . .
* ( هامش ص 283 ) * الائمة عليهم السلام وذكره الكشى ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وممن اتفقت على
تصديقه وانقادوا له بالفقه وهو من أوتاد الارض واعلام الدين كما في خبر جميل عن الصادق ( ع )
( 1 ) الظاهر مراد المولف هو ليث بن البخترى المرادى الكوفى لانه من أوتاد الارض وأعلام
الدين كما في خبر جميل عن الصادق ( ع ) روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ورد في
مدحه من الحديث ما يدل على جلالته وعظيم مكانته ، روى ذلك الكشى في رجاله وربما عد
ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم والاقرار لهم بالفقه وهو أحد المخبتين الذين
بشرهم الامام الصادق عليه السلام بالجنة ( شرح المشيخة ص 18 )
( 2 ) هو ابوالقاسم النهدى عربى صميم ثقة جليل القدر روى عن الصادقين عليهما السلام
ومات في أيام الصادق عليه السلام أصله كوفى نزل البصرة ، ورد في مدحه من الروايات ما يغنى
عن الاطناب في مدحه واطرائه
خصوصا ما رواه الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه ص 32 حيث ذكر عن ربعى بن عبدالله
عن غاسل الفضيل بن يسار أنه قال انى لاغتسل الفضيل وأن يده لتسبقنى إلى عورته قال
فخبرت بذلك أبا عبدالله عليه السلام فقال : رحم الله الفضيل بن يسار هو منا أهل البيت .
( 3 ) هو محمد بن محمد بن النعمان الحارثى عربى صميم يكنى بأبى عبدالله ويعرف
بابن المعلم ويلقب بالمفيد ، ولد في 11 شهر ذى القعدة سنة 336 او سنة 338 في سويقة
ابن البصرى بعكبراء - على عشرة فراسخ من بغداد في ناحية الدجيل ( وكان ربعة نحيفا
اسمر ، خشن اللباس كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصيام دقيق الفطنة ماضى
الخاطر حسن اللسان والجدل صبورا على الخصم ، جميل العلانية .
ماكان ينام من الليل الاهجعة ثم يقوم يصلى او يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن
تخرج في العلم عدة مشايخ أذعن لهم الخاصة والعامة بالفضل ، أنها هم سيدنا الوالد
دام ظله في ترجمته في مقدمة التهذيب ص 11 - 14 - إلى 61 شيخا . *
[284]
والشيخ الطوسي ( 1 ) . .
* ( هامش ص 284 ) كما أنه تخرج عليه جماعة من أئمة اهل العلم والفضل ذكر أعيانهم سيدنا الوالد
ايضا في ترجمته ص 14 - 16 - وفيهم أمثال الشريف المرتضى واخيه الرضى
وشيخ الطائفة الطوسى - رحمهم الله - والنجاشى وسلار والكراجكى وعضد الدولة
البويهى .
خلف من الاثار العلمية مكتبة ضخمة ، غذت الفكر الاسلامى في مختلف الفنون وقد
ذكرها سيدنا الوالد دام ظله في ترجمته من ص 22 إلى ص 30 وأنهاها إلى 194 مؤلفا
كما ذكر جميل الثناء عليه من أقطاب المسلمين وكلهم ألسنة ثناء وتقدير ، توفى رحمه
الله في ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان المبارك سنة 413 وعمره 75 سنة
أو 77 سنة .
وكانت وفاته ببغداد فشيعه من الشيعة بما يقدر بثمانين الف سوى غيرهم من سائر
المذاهب والفراق ، ووضعت جنازته بميدان الاشنان - وكان واسعا - للصلاة عليه ، فصلى
عليه تلميذه الشريف المرتضى وصلى الناس خلفه ، ثم حمل إلى داره فدفن فيها وبقى أربع
سنين ثم تقل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش فدفن إلى جانب شيخه أبى القاسم جعفربن
محمد بن قولويه - صاحب كامل الزيارات - عند رجلى الامامين الكاظمين ، وهو مزار
معروف متبرك به .
( باقتضاب عن مقدمة التهذيب الاحكام سماحة سيدنا الوالد دام ظله )
( 1 ) هو أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسى شيخ الطائفة وزعيمها ، ولد في شهر
رمضان سنة 385 ، قدم بغداد من طوس سنة 408 وهو ابن ثلاثة وعشرين سنة ، حضر
على الشيخ المفيد نحوا من خمس سنين ولازمة حتى توفى رحمة الله فاختص بعده بالشريف
المرتضى طيلة 13 سنة .
جعل له الخليفة القائم بامر الله العباسى كرسى الكلام والافادة ، ولم يكونوا
يسمحوا به الا لوحيد عصره . استقل بزعامة الطائفة بعد موت شيخه الشريف المرتضى في
سنة 436 وبقى في بغداد طيلة اثنى عشر عاما ، ثم غادرها إلى النجف الاشرف سنة 448 *
[285]
والسيد بن الجليلين المرتضى ( 1 ) والرضي ( 2 ) . . .
* ( هامش ص 285 ) * ليضع حجر الزاوية للهيئة العلمية النجفية ، فهو مؤسسها وبانى مجدها واليه يرجع
الفضل في اختيارها وتشييد جامعتها العلمية ، توفى سنة 460 في محرم الحرام عن خمسة
وسبعين عاما ودفن في داره التى حولت بعده مسجدا حسب وصيته ، وقبره اليوم أحد
المزارات المقصودة لطلب الخير والبركة . خلف من الاثار العلمية أكثر من خمسين كتابا
في فنون الاسلام ، ولقد من الله على أن وفقنى للقيام ببعض الخدمات في نشر كتابيه
الاستبصار والتهذيب اللذين تولى تحقيقهما سماحة سيدنا الوالد دام ظله وطبعا في
النجف الاشرف .
( 1 ) هو الشريف ذو المجدين علم الهدى ابوالقاسم على بن الشريف النقيب أبى
احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم ( ع )
مفخرة الشيعة الامامية وبطل من ابطال العلم اوحد أهل زمانه علما وعملا ، انتهت اليه
الرئاسة في المجد والشرف وفى العلم والدين حتى لقب بذى المجدين وكان اماما في
علم الكلام والفقه والادب والشعر .
ولد في رجب سنة 355 ه وخلف من الاثار العلمية مؤلفات قيمة اشتهر منها كتات
الغرر والدرر المطبوع مكررا وكتاب الشافى في الامامة وكتاب تنزيه الانبياء
وغيرها .
توفى في 25 ربيع الاول سنة 436 ه وتولى غسله أبوالحسين النجاشى والشريف
ابويعلى الجعفرى والفقيه سالار بن عبدالعزيز الديلمى ، وصلى عليه ولده ودفن في
داره ببغداد أولا ثم نقل إلى جوار جده الحسين ( ع ) فدفن مع أبيه وأخيه قدس الله
أرواحهم .
( 2 ) هو الشريف ذو الحسبين أبوالحسن محمد بن أبى أحمد الحسين الموسوى كان
نابغة عصره وامام مصره أشعر الطالبيين تولى نقابة الاشراف والنظر في المظالم وامارة
الحاج في سنة 388 وأبوه حى وكان الهمة رفيع المنزلة ، بلغ من اعتداده بشرفه واعتماده على كفائته أن كتب إلى القادر العباسى قصيدة يقول فيها : *
[286]
والعلامة الحلى ( 1 ) وغيرهم رضي الله عنهم .
* ( هامش ص 286 ) * عطفا أمير المؤمنين فاننا في دوحة العلياء لا نتفرق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت أبدا كلانا في المعالى معرق
الا الخلافة ميزتك فاننى أنا عاطل منها وأنت مطوق
ولد ببغداد سنة 359 ه ونشأ بها ، خلف من الاثار القيمة والمؤلفات الممتعة ما
لا تزال غرة المكتبة الاسلامية ومعنيها الذى لا ينضب وفي مقدمتها تفسيره حقائق التأويل
وتلخيص البيان والمجازات النبوية وكتاب نهج البلاغة الكتاب الذى قيل فيه انه دون
كلام الخالق وفوق كلام المخلوق إلى غير ذلك .
توفى ببغداد يوم الاحد سادس محرم سنة 406 ه وحضر حين وفاته الوزير فخر
الملك في داره مع سائر الوزراء والاعيان والقضاة والاشراف وهم حفاة مشاة وصلى
عليه الوزير المذكور ودفن في داره في محلة الكرخ بخط مسجد الانباريين ثم نقل بعد
ذلك إلى كربلاء فدفن عند جده الجسين ( ع ) .
( 1 ) هو الامام الشيخ الاوحد آية الله على الاطلاق جمال الدين ابومنصور الحسن
ابن سديد الدين يوسف بن زين الدين على بن المطهر الحلى ولد في 29 شهر رمضان سنة
648 ه وكان من أعاظم فقهاء الطائفة جامعا لشتى العلوم مكثرا للتصانيف مجيدا فيها
تضلع في الكلام والفقه والاصول مع قوة عارضة وكمال حجة وبليغ بيان ، له تأليفات
قيمة تزيد على مائة مصنف ، وقيل انه وجد بخطه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنفاته
غير ما وجد بخط غيره .
وهو الذى ناظر علماء السنة فأفحمهم وظهر عليهم ، وحديث نصرته لمذهب الحق
في بلاط السلطان محمد الجايتو خان الملقب بشاه خدا بنده في سنة 708 مشهور وسببه
تشيع السلطان المذكور ومن حينه انتشر المذهب في ايران و أمر السلطان بتغيير الخطبة
في تمام ممالكه وتغيير نقوش السكة ونقش الاسامى المباركة عليها والاذان بحى على خير
العمل وكل ذلك ببركة العلامة الحلى رحمه الله .
توفى يوم السبت 21 محرم الحرام سنة 726 ه ونقل إلى النجف الاشرف ودفن *
[287]
ومقابر قم مملوة من الافاضل والمحدثين ، وتعظيمهم من تعظيم الدين ، و
إكرامهم من إكرام الائمة الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين .
5 * ( ( باب ) ) *
* " زيارة سلمان الفارسى رضى الله عنه وسفراء " *
* " ( القائم عليه السلام ) " *
1 - قال السيد قدس الله روحه : إذ أردت زيارته تقف على قبره وتستقبل
القبلة وتقول : السلام على رسول الله ، محمد بن عبدالله خاتم النبيين ، السلام على
أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، السلام على الائمة المعصومين الراشدين ، السلام
على الملائكة المقربين ، السلام عليك يا صاحب رسول الله الامين ، السلام عليك يا
ولي أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مودع أسرار السادة الميامين ، السلام عليك يا
بقية الله من البررة الماضين ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، ورحمة الله وبركاته
أشهد أنك أطعت الله كما أمرك ، واتبعت الرسول كما ندبك ، وتوليت
خليفته كما ألزمك ، ودعوت إلى الاهتمام بذريته كما وقفك ، وعلمت الحق يقينا
* ( هامش ص 287 ) * في الحجرة التى إلى جنب المنارة الشمالية من حرم الامام أمير المؤمنين ( ع ) . وقبره
اليوم ظاهر مزار للمؤمنين في مدخل البهو على يمين الداخل إلى حرم العلوى على صاحبه
السلام ( وقد كتبت له ترجمة ضيافة في مقدمة كتابه الالفين الطبعة الثانية التى ستصدر
قريبا ان شاء الله في النجف الاشرف من المطبعة الحيدرية ) . *
[288]
واعتمدته ( 1 ) كما أمرك ، وأشهد أنك باب وصي المصطفى ، وطريق حجة الله
المرتضى وأمين الله فيما استودعت من علوم الاصفياء .
أشهد أنك من أهل بيت النبي النجباء ، المختارين لنصرة الوصي ، أشهد
أنك صاحب العاشرة ، والبراهين والدلايل القاهرة ، وأقمت الصلاة وآتيت
الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وأديت الامانة ، ونصحت لله و
لرسوله ، وصبرت على الاذى في جنبه ، حتى أتاك اليقين .
لعن الله من جحدك حقك ، وحط من قدرك ، لعن الله من أذاك في مواليك
لعن الله من أعنتك في أهل نبيك ، لعن الله من لامك في ساداتك ، لعن الله عدو آل محمد
من الجن والانس من الاولين والاخرين ، وضاعف عليهم العذاب الاليم .
صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وعليك يا مولى أمير المؤمنين ، وصلى الله على روحك الطيبة ، وجسدك الطاهر ،
وألحقنا بمنه ورأفته إذا توفانا بك ، وبمحل السادة الميامين ، وجعلنا معهم بجوارهم
في جنات النعيم .
صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، وصلى الله على إخوانك الشيعة البررة ، من
السلف الميامين ، وأدخل الروح والرضوان على الخلف من المؤمنين ، وألحقنا
وإياهم بمن تولاه من العترة الطاهرين ، وعليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات ، ثم صل مندوبا ما بدا لك ، فاذا
أردت وداعه رحمة الله عليه ، فليكن ذلك بالوداع الذي نذكره عقيب مايأتي من


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 288 سطر 19 إلى صفحه 296 سطر 18

زياراته رضوان الله عليه ( 2 ) .
أقول : وجدت هذه الزيارة نقلا عن خط علي بن السكون قدس الله روحه ،
وزاد بعد قوله على الملائكة المقربين : ثم ضع يدك اليسرى عليه وقل :
* ( هامش ص 288 ) ( 1 ) اعتقدته كما ألهمك خ ل .
( 2 ) مصباح الزائر ص 261 . *
[289]
2 - ثم قال السيد رحمة الله عليه :
( زيارة اخرى ) لسلمان الفارسي رضوان الله عليه ثانية تقول :
السلام على سيدنا محمد ( 1 ) خاتم النبيين ، وعلى آله الائمة الطاهرين ، السلام
على أنبياء الله أجمعين وملائكته المقربين ، وعباده الصالحين ، السلام عليك أيها
العبد الصالح ، والمؤمن المخلص الناصح ، السلام عليك يا من خلطه إيمانه بأهل
البيت الطاهرين ، وباعده إسلامه من جملة الكفار والمشركين .
السلام عليك يا أبا عبدالله ووصيه ( 2 ) وصاحب رسوله وصفيه ، السلام عليك
أيها الطائع العابد الخاشع الزاهد ، السلام عليك يا سلمان ، ورحمة الله وبركاته .
أشهد أنك عشت حميدا ، ومضيت سعيدا ، لم تنكث عهدا ، ولا حللت من الشرع
عقدا ، ولا رضيت منكرا ، ولا أنكرت معروفا ، ولا واليت مخالفا ، ولا خالفت
مؤالفا ، ولا بعت دينك بدنياك ، ولا آثرت على ما يبقى ما يفنى .
وأشهد أنك مضيت على سنة خاتم النبيين ، وولاية أمير المؤمنين ، وأهل
البيت الطاهرين ، وأنك صرت إلى أحمد جوار ، وأسعد قرار ، فهنأك الله إنعامه
المؤبد ، وإكرامه المجدد ، وجعلك في زمرة مواليك الطاهرين ، وأئمتك
الاكرمين ، ونفعني بزيارتك ، وإخلاصي في محبتك ، وجمع بيننا في مستقر الرحمة
ومحل النعمة إنه على ذلك قدير .
اللهم إني أسئلك بحق محمد ، وأهل بيته الطاهرين الهادين ، أن تصلي
عليهم أجمعين ، وأن تضاعف أكرامك وإنعامك وترادف إحسانك وامتنانك ، على
عبدك سلمان ، الذي شرفته بالاسلام والايمان ، والقرب من نبيك ووصيه عليهما السلام
وأن تجعل زيارتي له كفارة لذنوبي ، وممحصة ( 3 ) لعيوبي ، وزيادة في يقيني
ومؤكدة لايماني ، وأن تحمدني عاقبة أمري في دنياي وديني ، وتغفر لي ولوالدي
وأهلي ، إنك على كل شئ قدير ، وحسبي الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .
* ( هامش ص 289 ) ( 1 ) النبى خ . ( 2 ) ووليه خ ل .
( 3 ) تمحصة خ ل . *
[290]
ثم تقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر . وتصلي ركعتين وتدعو بما أحببت فانه
مرجو الاجابة ، إن شاء الله تعالى ( 1 ) . ( زيارة ثالثة ) لسلمان رحمه الله .
السلام عليك أيها الولي المؤتمن ، والصفي المختزن ، وصاحب ( 2 ) الحق على
طول الزمن ، مدرك علم الاولين ، ومسر علم الاخرين ، المدلول على الرسول
بالايات والنعت ، والصفات والوقت ، حتى أتاه بالبشارة ، عند محتضر النذارة
فأدى إليه بشارة المسلمين به ، ودلالتهم عليه ، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه ، ومقاليد الدنيا والاخرة في يديه ، وبأوصيائه من بعده ، القائمين بعهده ، لما علمه من
الاخبار ، على سالف الاعصار ، فجعلك النبي صلى الله عليه واله من أهل بيته وقرابته ، تفضيلا
لك على صحابته ، إذ كنت أولهم إلى معرفته قدما ، وآخرهم به نطقا ، وأدعاهم إليه
حقا ( 3 ) فقد أتيناك زائرين ، ولالاء الله ذاكرين ، تعرضا لرحمته ، واعترافا بنعمته .
فأسئل الله الذي خصك بصدق الدين ، ومتابعة الخيرين الفاضلين ، أن
يحييني حياتك ، ويميتني مماتك ، على إنكار ما أنكرت ، والرد على من خالفت
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ( 4 ) .
( زيارة رابعة ) لسلمان رضى الله عنه وأرضاه :
السلام عليك يا أبا عبدالله سلمان ، السلام عليك يا تابع صفوة الرحمن ،
السلام عليك يا من تميز من أهل الايمان ، السلام عليك يا من خالف حزب الشيطان
السلام عليك يا من نطق بالحق ، ولم يخف صولة السلطان ، السلام عليك يا من
نابذ عبدة الاوثان ، السلام عليك يا خير من تابع الوصى ، زوج سيدة النسوان .
السلام عليك يا من جاهد في الله غير مرتاب مع النبي ، والوصي
* ( هامش ص 290 ) ( 1 ) مصباح الزائر ص 262 .
( 2 ) طالب خ ل .
( 3 ) ارعاهم له حقا خ .
( 4 ) مصباح الزائر ص 262 . *
[291]
أبي السبطين ( 1 ) [ السلام عليك يا من صدق فكذبه أقوام ] . السلام عليك
يا من قال له سيد الخلق من الانس والجان ، أنت منا أهل البيت لا يدانيك
إنسان ، السلام عليك يا من تولى أمره عند وفاته أبو الحسنان ( 2 ) السلام عليك
يا من جوزيت عنه بكل إحسان ، السلام عليك فقد كنت على خير أديان ، السلام
عليك ورحمة الله وبركاته .
أتيتك يا أبا عبدالله زائرا قاضيا فيك حق الامام ، وشاكرا لبلائك في الاسلام
فأسأل الله الذي خصك بصدق الدين ، ومتابعة الخيرين الفاضلين ، أن يحييني
حياتك ، وأن يميتني مماتك ، ويحشرني محشرك ، على إنكار ما أنكرت ، ومنابذة
من نابذت ، والرد على من خالفت ، ألا لعنة الله على الظالمين ، من الاولين
والاخرين ، فكن لي يا أبا عبدالله شاهدا بهذه الدعوة والزيارة ، عند إمامي
وإمامك صلى الله عليه واله ، وجمع الله بيني وبينك وبينهم في مستقر من رحمته ، وجعلنا
وإياهم وجميع المؤمنين والمؤمنات ، في جنات النعيم ، بمنه وجوده .
ثم صل صلاة الزيارة وما بدالك ، وادع الله كثيرا لنفسك وللمؤمنين ،
فاذا عزمت على الانصراف عن زيارته فقف عليه للوادع وقل :
السلام عليك يا أبا عبدالله أنت باب الله المؤتى منه ، والمأخوذ عنه ، أشهد أنك
قلت حقا ، ودعوت صدقا ، ودعوت إلى مولاي مولاك علانية وسرا ، أتيتك زائرا ، وحاجاتي لك مستودعا ، وها أناذا مودعك أستودعك ديني وأمانتي ، وخواتيم
عملي وجوامع أملي إلى منتهى أجلي ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وصلى
الله على محمد وآله الاخيار ، ثم ادع كثيرا وانصرف إنشاء الله تعالى ( 3 ) .
بيان : قوله : صاحب العاشرة أي الدرجة العاشرة من الايمان .
لما روى بأسانيد عن الصادق عليه السلام : إن الايمان عشر درجات ، فالمقداد
* ( هامش ص 291 ) ( 1 ) أبوالسبطان خ ل .
( 2 ) أبوالحسنين خ ل .
( 3 ) مصباح الزائر ص 263 .
[292]
في الثامنة ، وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة ( 1 ) .
" قوله " يا من تميز ، من أهل الايمان في بعض النسخ المصححة ، يا من
لم يتميز ، فالمراد بأهل الايمان أهل البيت عليهم السلام ، " قوله " أبوالبسطان هذا
على سبيل الحكاية كأبو الحسنان .
ثم قال السيد رحمة الله عليه : زيارة أبواب الحجة صلوات الله عليه منسوبة
إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه : تسلم على رسول الله صلى الله عليه واله ،
وعلى أمير المؤمنين عليه السلام بعده ، وعلى خديجة الكبرى ، وعلى فاطمة الزهراء
وعلى الحسن والحسين ، وعلى الائمة عليهم السلام ، إلى صاحب الزمان صلوات الله
عليه ثم تقول :
السلام عليك يا فلان بن فلان ، أشهد أنك باب الولي أديت عنه وأديت
إليه ، ما خالفته ولا خالفت عليه ، قمت خاصا ، وانصرفت سابقا ، جئتك عارفا بالحق
الذي أنت عليه ، وأنك ما خنت في التأدية والسفارة ، السلام عليك من باب
ما أوسعك ، ومن سفير ما آمنك ، ومن ثقة ما أمكنك .
أشهد أن الله اختصك بنوره ، حتى عاينت الشخص ، فأديت عنه
وأديت إليه .
ثم ترجع فتبتدئ بالسلام على رسول الله صلى الله عليه واله إلى صاحب الزمان ، وتقول
بعد ذلك : جئتك مخلصا بتوحيد الله ، وموالاة أوليائه ، والبراءة من أعدائهم ،
ومن الذين خالفوك يا حجة المولى ، وبك اللهم ( 2 ) توجهي ، وبهم إليك توسلي .
ثم تدعو وتسأل الله ما تحب تجب إن شاء الله تعالى ( 3 ) .
أقول : وجدت في بعض النسخ القديمة من مؤلفات أصحابنا زيارة مولانا أبي
* ( هامش ص 292 ) ( 1 ) ورد ذلك في خصال الصدوق ج 2 ص 213 214 طبع الاسلامية وفى
روضة الواعظين للفتال النيسابورى ص 213 214 طبع الحيدرية سنة 1386 ه
( 2 ) وبك اليهم توجهى إلى الله وتوسلى خ ل .
( 3 ) مصباح الزائر ص 264 . *
[293]
محمد عثمان بن سعيد العمروي الاسدي :
السلام عليك أيها العبد الصالح ، الناصح لله ولرسوله ولاوليائه ، المجد في
خدمة ملوك الخلائق ، امناء الله وأصفيائه ، السلام عليك أيها الباب الاعظم ، والصراط الاقوم ، والولي الاكرم ، السلام عليك أيها المتوج بالانوار الامامية
المتسربل بالجلابيب المهدية ، المخصوص بالاسرار الاحمدية والشهب العلوية ،
والمواليد الفاطمية ، السلام عليك يا قرة العيون ، والسر المكنون ، السلام عليك
يا فرج القلوب ، ونهاية المطلوب ، السلام عليك يا شمس المؤمنين ، وركن
الاشياع المنقطعين ، السلام على ولي الايتام ، وعميد الجحاجحة الكرام ،
السلام على الوسيلة إلى سر الله في الخلائق ، وخليفة ولي الله الفاتق الراتق .
السلام عليك يا نائب قوام الاسلام ، وبهاء الايام ، وحجة الله الملك العلام على
الخاص والعام ، الفاروق بين الحلال والحرام ، والنور الزاهر ، والمجد الباهر في
كل موقف ومقام .
السلام عليك يا ولي بقية الانبياء ، وخيرة إله السماء ، المختص
بأعلى مراتب الملك العظيم ، المنجي من متالف العطب العميم ، ذى اللواء المنصور
والعلم المنشور ، والعلم المستور ، المحجة العظمى ، والحجة الكبرى ، سلالة
المقدسين ، وذرية المرسلين ، وابن خاتم النبيين ، وبهجة العابدين ، وركن
الموحدين ، ووارث الخيرة الطاهرين ، صلى الله عليهم صلاة لا تنفد وإن نفد
الدهر ، ولا تحول وإن حال الزمن والعصر .
اللهم إني اقدم بين يدى سؤالى ، الاعتراف لك بالوحدانية ، ولمحمد
بالنبوة ، ولعلي بالامامة ، ولذريتهما بالعصمة وفرض الطاعة ، وبهذا الولي
الرشيد ، والمولى السديد ، أبي محمد عثمان بن سعيد أتوسل إلى الله بالشفاعة
إليه ، ليشفع إلى شفعائه ، وأهل مودته وخلصائه ، أن يستنقذوني من مكاره
الدنيا والاخرة .
اللهم إني أتوسل إليك بعبدك عثمان بن سعيد ، واقدمه بين يدى حوائجي
[294]
أن تصلي على محمد وآل محمد وشيعته وأوليائه ، وأن تغفر لي الحوب والخطايا ،
وتستر علي الزلل والسيئات ، وترزقني السلامة من الرزايا ، فكن لي يا ولي
الله شافعا نافعا ، وركنا منيعا دافعا ، فقد ألقيت إليك بالامال ، ووثقت منك بتخفيف الاثقال ، وقرعت بك يا سيدي باب الحاجة ، ورجوت منك جميل سفارتك
وحصول الفلاح بمقام غياث أعتمد عليه وأقصد إليه ، وأطرح نفسي بين يديه ،
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
ثم صل صلاة الزيارة وأهدها له ولشركائه في النيابة صلى الله عليهم أجمعين
ثم ودعه مستقبلا له إن شاء الله تعالى .
[295]
6 * ( ( باب ) ) *
* " ( زيارة المؤمنين وآدابها ) " *
1 - مل : محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
عمرو بن عثمان الرازي قال : سمعت أبا الحسن الاول عليه السلام يقول : من لم
يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا ، يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر
على صلتنا فليصل صالحي موالينا ، يكتب له ثواب صلتنا ( 1 ) .
2 - مل : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن محمد بن عبدالله بن مهران
عن عمرو بن عثمان ، عن الرضا عليه السلام مثله ( 2 ) .
3 - مل : أبي والكليني وجماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى ، عن الاشعري
قال : كنت بفيد فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع قال : فقال
لي علي بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر ، عن الرضا عليه السلام ، قال : من أتى
قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات
أمن يوم الفزع الاكبر ، أو يوم الفزع ( 3 ) .
4 - مل : محمد بن الحسين بن مت الجوهري ، عن الاشعري مثله ، إلا أن
فيه واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات
أمن من فزع الاكبر ( 4 ) .
5 - مل : عنه ، عن الاشعري ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو
عن أبان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ، كيف
أضع يدي على قبور المسلمين ( 5 ) ؟ فأشار بيده إلى الارض فوضعها عليها وهو مقابل
القبلة ( 6 ) .
* ( هامش ص 295 ) ( 1 3 ) كامل الزيارات ص 319 .
( 4 و 6 ) " : 320 .
( 5 ) المؤمنين خ ل . *
[296]
6 - دعوات الراوندى : عن داود الرقي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام
يقوم الرجل على قبر أبيه وقربيه وغير قريبه هل ينفعه ذلك ؟ قال ؟ نعم إن
ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية ، يفرح بها .
7 وقيل لامير المؤمنين عليه السلام : ما شأنك جاورت المقبرة ؟ فقال : إني
أجدهم جيران صدق يكفون السيئة ، ويذكرون الاخرة .
8 وقال ابن عباس : إن رجلا ضرب خباءه على قبر ولم يعلم أنه قبر من ؟
فقرأ تبارك الذي بيده الملك ، فسمع صائحا يقول : هي المنجية ، فذكر ذلك
للنبي صلى الله عليه واله ، فقال : هي المنجية من عذاب القبر .
9 مل : عنه ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن عبدالله الحجال
عن صفوان الجمال ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان رسول الله صلى الله عليه واله
يخرج في ملا من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول : السلام عليكم أهل الديار ثلاثا رحمكم الله ثلاثا ثم يلتفت إلى أصحابه
فيقول : هؤلاء خير منكم ، فيقولون يا رسول الله ولم ؟ آمنوا وآمنا ، و جاهدوا
وجاهدنا ؟ فيقول : إن هؤلاء آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، ومضوا على ذلك
وأنا لهم على ذلك شهيد ، وأنتم تبقون بعدي ، ولا أدري ما تحدثون بعدي ( 1 ) .
10 مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن
زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : دخل علي
أمير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه فنادى : يا أهل التربة ، ويا أهل الغربة ، ويا أهل الخمود ،
ويا أهل الهمود أما أخبارما عندنا فأموالكم قد قسمت ، ونساؤكم قد نكحت ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 296 سطر 19 إلى صفحه 305 سطر 18

ودوركم قد سكنت فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال : أما والله لو يؤذن لهم
في الكلام لقالوا : لم يتزود مثل التقوى زاد ( 2 ) .
بيان : خمود النار سكون لهبها ، ويقال أخمد إذا سكن وسكت ، والهمود
* ( هامش ص 296 ) ( 1 - 2 ) كامل الزيارات ص 320 . *
[297]
الموت ، وطفؤا النار أو ذهاب حرارتها ، والهامد البالي المسود المتغير .
11 - النوادر : لعلي بن أسباط ، عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن
أبي عبدالله عليه السلام ، قال : إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم
وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم ( 1 ) .
12 - مل : الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جده
محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام : كيف اسلم على أهل القبور ؟ قال : نعم تقول : السلام على أهل الديار
من المؤمنين والمسلمين ، أنتم لنا فرط ، ونحن إنشاء الله بكم لاحقون ( 2 ) .
13 - مل : أبي ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمه ، عن ابن أبي نجران ،
عن عبدالله بن سنان مثله ( 3 ) .
14 - مل : الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن أبي
المقدام ، عن أبيه قال : مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع ، فمررنا بقبر رجل
من أهل الكوفة من الشيعة ، فقلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك هذا قبر رجل
من الشيعة ، قال : فوقف عليه وقال : اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس
وحشته ، وآمن روعته ، وأسكن إليه من رحمتك ما يستغنى بها عن رحمة من سواك
وألحقه بمن كان يتولاه ( 4 ) .
15 - مل : أبي ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن القاسم
ابن سليمان ، عن جراح المدائني قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف التسليم
على أهل القبور ؟ قال : تقول : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ،
رحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين ، وإنا إنشاء الله بكم لاحقون ( 5 ) .
* ( هامش ص 297 ) ( 1 ) نوادر على بن اسباط الاصول الستة عشر ص 126 ولم يوجد هذا الخبر في
مطبوعة تبريز وكذا ما روى عن دعوات الراوندى .
( 2 - 5 ) كامل الزيارات ص 321 *
[298]
16 - ورواه البرقي ، عن أبيه ، عن النضر مثله ( 1 ) .
17 - مل : وجدت في بعض الكتب : محمد بن سنان ، عن المفضل ( * ) قال : من
قرأ إنا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكا يعبدالله عند قبره ،
ويكتب للميت ثواب ؟ ؟ ذلك الموت ، فاذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول
إلا صرفه الله عنه بذلك الملك ، حتى يدخله الله به الجنة ، ويقرأ مع إنا أنزلناه
سورة الحمد والمعوذتين وقل هوالله أحد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة ،
وإنا أنزلناه سبع مرات ( 2 ) .
18 - صبا : عن المفضل مثله ( 3 ) .
19 - مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبان ، عن ابن اورمه ، عن النضر
عن ابن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : كان
رسول الله صلى الله عليه واله إذا مر بالقبور قال : السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين ،
وإنا إنشاء الله بكم لاحقون ( 4 ) .
20 - وبهذا الاسناد عن ابن اورمة عن علي بن الحكم عن ابن عجلان قال : قام
أبوجعفر عليه السلام على قبر رجل فقال : اللهم صل وحدته ، وآنس وحشته ، وأسكن
إليه من رحمتك ورأفتك ، ما يستغني عن رحمة من سواك ( 5 )
21 - مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن البرقى ، عن الوشا ، عن علي بن أبي حمزة
قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف نسلم على أهل القبور ؟ قال : تقول : السلام على أهل
الديار من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، أنتم لنا فرط وإنا بكم
إنشاء الله لاحقون ( 6 )
* ( هامش ص 298 ) ( 1 - 2 ) كامل الزيارات ص 322 وفى نسخة في الحديث الثانى هكذا ( وتقرأ بعد
الحمد انا أنزلناه سبعا والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسى ثلاثا ثلاثا )
( * ) الفضيل خ ل .
( 3 ) مصباح الزائر ص 264 وفيه الفضيل بدل المفضل ولعله من تصحيف النساخ .
( 4 - 6 ) كامل الزيارات ص 322 . *
[299]
مل : أبي وعلي بن الحسين وغيرهما عن سعد ، عن البرقى ، عن أبيه ، عن
هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : مر أميرالمؤمنين
عليه السلام على القبور فأخذ في الجادة ثم قال عن يمينه : السلام عليكم يا أهل القبور
من أهل القصور ، أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، وإنا إنشاءالله بكم لاحقون ،
ثم التفت عن يساره وقال : مثل ذلك ( 1 ) .
23 - مل : ابن الوليد عمن ذكره عن البرقي ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم
عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلم
فيقول : السلام على أهل القبور ، السلام على من كان فيها من المسلمين والمؤمنين ،
أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، وإنا بكم لاحقون ، وإنا إليه راجعون
يا أهل القبور بعد سكنى القصور ، يا أهل القبور بعد النعمة والسرور ، صرة إلى
القبور يا أهل القبور كيف وجدتم طعم الموت ؟ ثم تقول : ويل لمن صار إلى النار ،
فيهريق دمعته ثم ينصرف ( 2 ) .
24 - وعنه باسناده عن البرقي ، عن بعض أصحابه ، عن عباس بن عامر القضبانى
عن يقطين ، عن المسلى قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يقول إذا دخل الجبانة : السلام
على أهل الجنة ( 3 ) .
25 - صبا : إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس ، وإلا ففى
أي وقت شئت ، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول : اللهم ارحم
غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأسكن إليه من رحمتك رحمة
يستغنى بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه . ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة
* ( هامش ص 299 ) ( 1 - 3 ) كامل الزيارات ص 323 والمسلى في الحديث الاخير نسبة إلى المسلية قبيلة
من مذحج وذكر في هامش المطبوعة نقلا عن المير مصطفى - التفريشى - أنه قال : كان
اسمه محمد بن عبدالله ويطلق على ربيع بن محمد بن عمر أيضا ويحتمل أن يطلق على
اسماعيل بن على وبحر الكوفى وخباب الكوفى وخلاد بن عامر أيضا . *
[300]
القدر سبع مرات ( 1 ) .
29 - وروي في صفة زيارتهم رواية اخرى عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : نزور الموتى ؟ فقال : نعم قلت : فيعلمون بنا إذا أتيناهم قال : إي والله ليعلمون
بكم ويفرحون بكم ، ويستأنسون إليكم ، قال : قلت : فأي شئ نقول : إذا أتيناهم قال :
قل : اللهم جاف الارض عن جنوبهم ، وصاعد إليك أرواحهم ، ولقهم منك رضوانا
وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم ، وتونس [ به ] وحشتهم ، إنك على كل
شئ قدير .
وإذا كنت بين القبور فاقرأ قل هوالله أحد إحدى عشرة مرة ، وأهد ذلك
لهم ، فقد روى أن الله يثيبه على عدد الاموات . ( 2 ) .
27 - يه : كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت
فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له ( 3 ) .
28 - وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام : إذا دخلت المقابر فطأ القبور
فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك ، ومن كان منافقا وجد ألمه ( 4 ) .
29 - اقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا ناقلا عن المفيد قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : من قرأ آية من كتاب الله في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه
الله ثواب سبعين نبيا ، ومن ترحم على أهل المقابر نجى من النار ، ودخل الجنة
وهو يضحك .
30 - وعنه صلى الله عليه واله قال : إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لاهل
القبور ، أدخله الله تعالى قبركل ميت ، ويرفع الله للقارئ درجة ستين نبيا
وخلق الله من كل حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة .
31 - وروى عن الحسين بن علي عليه السلام ، قال : من دخل المقابر فقال : * ( هامش ص 300 ) ( 1 - 2 ) مصباح الزائر ص 264 .
( 3 ) من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 114 .
( 4 ) نفس المصدر ج 1 ص 115 . *
[301]
اللهم رب هذه الارواح الفانية ، والاجساد البالية ، والعظام النخرة التي خرجت
من الدنيا وهي بك مؤمنة ، أدخل عليهم روحا منك وسلاما مني . كتب الله له بعدد
الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات .
وهذا دعاء علي عليه السلام لاهل القبور : بسم الله الرحمن الرحيم السلام على
أهل لا إله إلا الله من أهل لا إله إلا الله ، يا أهل لا إله إلا الله ، بحق لا إله إلا
الله كيف وجدتم قول لا إله إلا الله ، من لا إله إلا الله ، يا لا إله إلا الله ، بحق
لا إله إلا الله ، اغفر لمن قال لا إله إلا الله ، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا
الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله .
فقال علي عليه السلام : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله ، يقول : من قرأ هذا الدعاء
أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة ، وكفر عنه سيئات خمسين سنة
ولابويه أيضا .
32 - وروى أن أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليه أن تقف وتقول :
اللهم ولهم ما تولوا ، واحشرهم مع من أحبوا .
33 - وقال في كتاب العدة روى عن النبي صلى الله عليه واله : من دخل المقابر فقرأ سورة
يس خفف الله عنه يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات ( 1 ) .
اقول : قد تقدم ساير الاخبار المروية في فضل زيارة المؤمنين وآدابها في
أبواب الجنائز من كتاب الطهارة .
* ( هامش ص 301 ) ( 11 ) عدة الداعى ص 105 .
تم والحمد لله على توفيقه ما أردناه من التعليق على كتاب المزار من هذه الموسوعة
القيمة - بحار الانوار - ونسأله تعالى أن يتم توفيقه لنا ويكمل احسانه علينا بانجاز باقى
هذه الموسوعة تحقيقا وتعليقا انه ولى ذلك وحده ، والحمد لله بدءا وختاما ، وأنا الاقل :
محمد مهدى السيد حسن الموسوى الخرسان . *
[302]
7 * ( باب ) *
* " ( نادر في اكرام القادم من الزيارة ) " *
1 - روى في بعض مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى ، عن معلى بن خنيس
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا انصرف الرجل من إخوانكم من
زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه ، وسلموا عليه ، وهنؤوه بما وهب الله له ، فان
لكم مثل ثوابه ، ويغشاكم ثواب مثل ثوابه ، من رحمة الله ، وإنه مامن رجل يزورنا
أو يزور قبورنا إلا غشيته الرحمة وغفرت له ذنوبه :
[ صورة خط المؤلف رحمة الله عليه : ]
والحمد لله الذي وفقني لاتمام هذا المجلد من كتاب بحار الانوار في المشهد
المقدس المنور الغروى على مشرفه وأخيه وزوجته وأولاده الطاهرين ألف
ألف ألف صلاة وتحية وسلام بعد انصرافي عن حج بيت الله الحرام ، وزيارة قبر
النبي صلى الله عليه وآله ، والائمة الكرام المقبورين في جواره عليهم الصلاة
والسلام ، وكان ذلك في ليلة مبعث النبي صلى الله عليه واله ، السابع والعشرين من شهر
رجب الاصب ، من شهور سنة إحدى وثمانين بعد الالف ، من الهجرة المقدسة
النبوية .
ثم الحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة على سيدنا المرسلين ، وفخر
العالمين محمد وعترته الاكرمين ، الغر الميامين ، فالمرجو من إخواني المؤمنين ،
الناظرين في هذا الكتاب ، والزائرين بما أودعته فيه ، أن يترحموا علي ، ويدعوا
لي بالغفران ، والرحمة والرضوان ، في روضات أئمتي ومشاهدهم عليهم السلام ، في
حياتي وبعد وفاتي ، وهل الدعاء إلا لمثلي ، لكثرة زلاتي وهفواتي ، غفر الله
لي ولوالدي وسائر المؤمنين ، بحق أئمتي وسادتي .
[303]
* ملحق بهذا الجزء *
[305]
قد وعدنا في ذيل الصفحة 209 أن ننقل ما أورده المؤلف في باب أعمال يوم
الجمعة من صلوات الجامعة على الرسول والائمة عليهم السلام فنقول :
قال المؤلف قدس الله روحه :
من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا : فاذا صليت الفجر يوم الجمعة ، فابتدئ
بهذه الشهادة ، ثم بالصلوة على محمد وآله وهي هذه :
اللهم أنت ربي ورب كل شئ ، [ وخالقي ] وخالق كل شئ ، آمنت
بك وبملائكتك وكتبك ورسلك ، وبالساعة والبعث والنشور ، وبلقائك والحساب
ووعدك ووعيدك ، وبالمغفرة والعذاب ، وقدرك وقضائك ، ورضيت بك ربا ،
وبالاسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه واله نبيا ، وبالقرآن كتابا وحكما ، وبالكعبة قبلة
وبحججك على خلقك حججا وأئمة ، وبالمؤمنين إخوانا ، وكفرت بالجبت والطاغوت
وباللات والعزى ، وبجميع ما يعبد دونك ، واستمسكت بالعروة الوثقى لاانفصام
لها والله سميع عليم .
وأشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار الارضين السابعة سواك
باطل ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، كنت قبل الايام والليالي ، وقبل
الازمان والدهور ، وقبل كل شئ ، إذ أنت حي قبل كل حي ، وحي بعد كل
حي ، تباركت وتعاليت في عليائك ، وتقدست في أسمائك ، لا إله غيرك ولا رب
سواك ، وأنت حي قيوم ملك قدوس متعال أبدا لا نفاد لك ولا فناء ، ولا زوال ، ولا
غاية ، ولا منتهى .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 305 سطر 19 إلى صفحه 313 سطر 18

لا إله في السماوات والارضين إلا أنت ، تعظمت حميدا ، وتحمدت كريما
وتكبرت رحيما ، وكنت عزيزا قديما ، قديرا مجيدا ، تعاليت قدوسا رحيما
قديرا ، وتوحدت إلها جبارا قويا عليا عليما عظيما كبيرا ، وتفردت بخلق
الخلق كلهم ، فما خالق بارئ مصور متقن غيرك ، وتعاليت قاهرا معبودا مبدئا
معيدا منعما مفضلا جوادا ماجدا رحيما كريما .
فأنت الرب الرحيم الذي لم تزل ولا تزال وتضرب بك الامثال ، ولا يغيرك
[306]
الدهور ، ولا يفنيك الزمان ولا تداولك الايام ، ولا يختلف عليك الليالي
ولا تحاولك الاقدار ( 1 ) ولا تبلغك الاجال ، لا زوال لملكك ولا فناء لسلطانك
ولا انقطاع لذكرك ، ولا تبديل لكلماتك ، ولا تحويل لسنتك ، ولا خلف لوعدك
ولا تأخذك سنة ولا نوم ولا يمسك نصب ولا لغوب .
فأنت الجليل القديم الاول الاخر الباطن الظاهر القدوس ، عزت أسماؤك
وجل ثناؤك ، ولا إله سواك ، وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا ، لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد .
أنت الدائم في غير وصب ( 2 ) ولا نصب ، لم تشغلك رحمتك عن عذابك ، ولا عذابك
عن رحمتك ، خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهم ولا انس بهم ، وابتدعتهم لا من
شئ كان ولا بشئ شبهتهم .
لا يرام عزك ، ولا يستضعف أمرك ، لا عز لمن أذللت ، ولا ذل لمن أعززت
أسمعت من دعوتك وأجبت من دعاك .
اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك توفنيه يوم تسأل الصادقين
عن صدقهم ، وذلك قولك " لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا " .
اللهم إني أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى الله عليه واله ، وبايماني به ، وبطاعتي له
وتصديقي بما جاء به من عندك ، فنزل به الروح الامين من وحيك على محمد نبي
الرحمة ، القائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ، وبمعصيته تهتك
العصمة صلى الله عليه وآله ورحم وكرم يا داحي المدحوات ( 3 ) ويا باني
* ( هامش ص 306 ) ( 1 ) لا تحاولك الاقدار : أى لا تقصدك ولا تريدك التقديرات كالعباد يتوجه اليهم
قضاياك وتقديراتك .
( 2 ) الوصب : المرض .
( 3 ) داحي المدحوات : أى باسط المبسوطات ، والدحو : البسط أراد بها الارضين
المبسوطة كالارض التى نسكنها ، والمراد بالبسط أن تكون صالحة للاستقرار كالفراش كما
قال عزوجل " الذي جعل لكم الارض فراشا " . *
[307]
المسموكات ( 1 ) ويا مرسي المرسيات ( 2 ) ويا جبار السموات وخالق القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها ، وباسط الرحمة للمتقين .
اجعل شرايف صلواتك ، ونوامي بركاتك ( 3 ) ، ورأفته تحننك
وعواطف زواكي رحمتك ، على محمد عبدك ورسولك ، الفاتح لما اغلق ، والخاتم
لما سبق ، ومظهر الحق بالحق ( 4 ) ودامغ الباطل كما حملته فاضطلع بأمرك ، محتملا
لطاعتك ، مستوفزا ( 5 ) في مرضاتك ، غير ناكل في قدم ( 6 ) ولا واهن في عزم ،
حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبس القابس ( 7 ) وبه هديت القلوب بعد خوضات الفتن ، وأقام موضحات الاعلام ، ومنيرات الاسلام ونائرات
الاحكام .
* ( هامش ص 307 ) ( 1 ) المسموكات : المرفوعات وفي النهج " وداعم المسموكات " وفي كتاب الغارات
" وبارئ المسموكات " والداعم الحافظ المقيم من أن ينهدم ويخر .
( 2 ) المرسيات : الجبال الثوابت الرواسخ ، يقال : أرسى الشئ ارساء اذا أثبته . و
أرسى الوتد في الارض : أثبته واحكمه . وكان القياس أن يقال المرسوات كامدحوات .
( 3 ) الشرائف جمع شريفة كالنوامى جمع نامية .
( 4 ) يعنى أنه أظهر كلمة الحق بنفس الحق ورفع علم الحق على القناة الحق ، فهو حق
في حق وأما الناس الذين يريدون اظهار كلمة الحق بالباطل ورفع علمه بدعامة الباطل ، فقد
حاولوا احقاق الحق بالباطل ، والباطل لا يثبت الا الباطل .
( 5 ) مستوفزا : أي مهتما مستعجلا ، والوفز العجلة ، واستوفز في قعدته : انتصب
فيها غير مطمئن وقد تهيأ للثوب ، وتوفز للشئ تهيأ .
( 6 ) في النهاية : في حديث على عليه السلام " غير ناكل في قدم " آى في تقدم ،
ويقال رجل قدم اذا كان شجاعا ، وقد يكون القدم بمعنى التقدم .
( 7 ) قال في النهاية : ورى الزند : اذا خرجت ناره ، وأوراه غيره اذا استخرجه
ومنه حديث على ( ع ) " حتى أورى قبسا لقابس " أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدى . *
[308]
فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ،
وبعيثك ( 1 ) نعمة ورسولك رحمة ، فافسح له مفسحا في عدلك ، واجزه مضعفات الخير
من فضلك ، مهنآت غير مكدرات من فوز فوائدك المحلول ( 2 ) وجزيل عطائك
الموصول .
اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله ومثواه ( 3 ) واتمم
له نوره ، وأرناه بابتعاثك إياه مرضى المقالة ، مقبول الشهادة ، ذا منطق عدل ،
وخطة ( 4 ) فصل وحجة وبرهان عظيم الجزاء .
اللهم اجعلنا شافعين مخلصين وأولياء مطيعين ، ورفقاء مصاحبين ، أبلغه منا
السلام ، وأوردنا عليه وأورد عليه منا السلام .
اللهم إني أشهد والشهادة حظى والحق على ، أن محمدا عبدك ورسولك
ونبيك وصفيك ونجيك وأمينك ونجيبك وحبيبك ، وصفوتك من خلقك ، وخليلك
وخاصك وخالصتك ، وخيرتك من بريتك ، النبي الذي هديتنا به من الضلالة
وعلمتنا به من الجهالة ، وبصرتنا به من العمى ، وأقمتنا به على المحجة العظمى ،
وسبيل التقوى ، وأخرجتنا به من الغمرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات .
أمينك على وحيك ، ومستودع سرك وحكمتك ، ورسولك إلى خلقك ،
وحجتك على عبادك ، ومبلغ وحيك ، ومؤدي عهدك ، وجعلته رحمة للعالمين ،
ونورا يستضئ به المؤمنون ، يبشر بالجزيل من ثوابك ، وينذر بالاليم من عقابك .
* ( هامش ص 308 ) ( 1 ) البعيث بمعنى مبعوث : فعيل بمعنى مفعول ، وقد مر في الكتاب شرح بعض هذه
الفقرات عند الزيارة من الزيارات الجامعة .
( 2 ) المحلول صفة للفوز أو للفوائد ، وذكر بتأويل لرعاية السجع ، وهو بمعنى
الحال أو المحلل ولعل فيه تصحيفا .
( 3 ) في المطبوعة : " سؤله ومثويه " وهو تصحيف .
( 4 ) في النهاية : فيه : أن يفصل الخطة : أى اذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه .
الخطة الحال والامر والخطب . *
[309]
فأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك ، وعبدك حتى أتاه اليقين من وعدك ،
وأنه لسانك في خلقك ، وعينك والشاهد لك ، والدليل عليك ، والداعي إليك
والحجة على بريتك ، والسبب فيما بينك وبينهم .
وأنه قد صدع بأمرك ، وبلغ رسالتك ، وتلا آياتك ، وحذر أيامك ( 1 )
وأحل حلالك ، وحرم حرامك ، وبين فرائضك ، وأقام حدودك وأحكامك ،
وحض على عبادتك ، وأمر بطاعتك ، وائتمر بها ونهى عن معصيتك ، وانتهى عنها
ودل على حسن الاخلاق وأخذ بها ، ونهى عن مساوى الاخلاق واجتنبها ، ووالى
أولياءك قولا وعملا ، وعادى أعداءك قولا وعملا ، ودعا إلى سبيلك بالحكمة
والموعظة الحسنة .
وأشهد أنه لم يكن ساحرا ولا مسحورا ، ولا شاعرا ولا مجنونا ، ولا كاهنا
ولا أفاكا ( 2 ) ولا جاحدا ولا كذابا ولا شاكا ولا مرتابا وأنه رسولك وخاتم
النبيين ، وجاء بالوحي من عندك ، وصدق المرسلين .
وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الاليم ، وأن الذين آمنوا به
واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المتقون .
اللهم صل على محمد وآله أفضل وأشرف وأكمل وأكبر وأطيب وأطهر وأتم
وأعم وأزكى وأنمى وأحسن وأجمل وأكثر ما صليت على أحد من الاولين
والاخرين إنك حميد مجيد .
اللهم صل على محمد حيا وصل على محمد ميتا ، وصل على محمد مبعوثا ، وصل على
روحه في الارواح الطيبة ، وصل على جسده في الاجساد الزاكية .
اللهم شرف بنيانه ، وكرم مقامه ، وأضئ نوره ، وأبلغه الدرجة الوسيلة
عندك في الرفعة والفضيلة ، وأعطه حتى يرضى وزده بعد الرضى ، وابعثه مقاما
محمودا ، اللهم صل عليه بكل منقبة من مناقبه ، وموقف من موافقه ، وحال من
* ( هامش ص 309 ) ( 1 ) أى الايام التى تنزل فيها العقوبات على المجرمين في الدنيا والاخرة .
( 2 ) الافاك : الكذاب ، والافك : الكذب المختلق .
[310]
أحواله رأيته لك فيها ناصرا ، وعلى مكروه بلائه صابرا ، صلاة تعطيه بها خصائص
من عطائك ، وفضائل من حبائك ، وتكرم بها وجهه ، وتعظم بها خطره ، وتنمي بها
ذكره ، وتفلج بها حجته ، وتظهر بها عذره ، حتى تبلغ به أفضل ما وعدته من
جزيل جزائك ، وأعددت له من كريم حبائك ، وذخرت له من واسع عطائك .
اللهم شرف في القيامة مقامه ، وقرب منك مثواه ، واعطه أعظم الوسائل
وأشرف المنازل ، وعظم حوضه ، وأكرم وارديه ، وكثرهم ، وتقبل في امته شفاعته
وفيمن سواهم من الامم ، وأعطه سؤله في خاصته وعامته ، وبلغه في الشرف والتفضيل
أفضل ما بلغت أحدا من المرسلين ، الذين قاموا بحقك ، وذبوا عن حرمك ، وأفشوا
في الخلق إعذارك وإنذارك ، وعبدوك حتى أتاهم اليقين .
اللهم اجعل محمدا أفضل خلقك منك زلفى ، وأعظمهم عندك شرفا ، وأرفعهم
منزلا وأقربهم مكانا ، وأوجههم عندك جاها وأكثرهم تبعا ، وأمكنهم شفاعة
وأجزلهم عطية .
اللهم صلى على محمد وآله صلاة يثمر سناها ، و يسمو أعلاها ، وتشرق أولاها
وتنمى اخراها ، نبي الرحمة والقائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ،
وبمعصيته تهتك العصمة وسلم عليه سلاما غزيرا يوجب كثيرا ويؤمن ثبورا أبدا
إلى يوم الدين .
وعلى آله مصابيح الظلام ومرابيع ( 1 ) الانام ، ودعائم الاسلام الذين
إذا قالوا صدقوا ، وإذا خرس المغتابون نطقوا ، آثروا رضاك ، وأخلصوا حبك
واستشعروا خشيتك ، ووجلوا منك ، وخافوا مقامك ، وفزعوا من وعيدك ، ورجوا
أيامك ، وهابوا عظمتك ، ومجدوا كرمك وكبروا شأنك ، ووكدوا ميثاقك
وأحكموا عرى طاعتك واستبشروا بنعمتك ، وانتظروا روحك ، وعظموا جلالك
وسددوا عقود حقك بموالاتهم من والاك ، ومعاداتهم من عاداك ، وصبرهم على
ما أصابهم في محبتك ، ودعائهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى سبيلك ، ومجادلتهم
* ( هامش ص 310 ) ( 1 ) المرابيع : الامطار التى تجئ في أول الربيع . *
[311]
بالتي هي أحسن من عاند ، وتحليلهم حلالك ، وتحريمهم حرامك ، حتى أظهروا
دعوتك ، وأعلنوا دينك ، وأقاموا حدودك ، واتبعوا فرائضك ، فبلغوا في ذلك
منك الرضى ، وسلموا لك القضاء ، وصدقوا من رسلك من مضى ، ودعوا إلى سبيل
كل مرتضى .
الذين من اتخذهم مآبا سلم ، ومن استتر بهم جنة عصم ، ومن دعاهم إلى
المضلات لبوه ، ومن استعطاهم الخير آتوه ، صلاة كثيرة طيبة زاكية نامية مباركة
صلاة لا تحد ولا تبلغ ، ولا يدرك حدودها ، ولا يوصف كنهها ، ولا يحصى عددها
وسلام عليهم بانجاز وعدهم ، وسعادة جدهم ، وإسناء رفدهم ، كما قلت " السلام
على آل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين " .
اللهم اخلف فيهم محمدا أحسن ما خلفت أحدا من المرسلين في خلفائهم ،
والائمة من بعدهم ، حتى تبلغ برسولك وبهم ، كمال ما تقربه أعينهم في
الدنيا والاخرة ، مما لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء
بما كانوا يعملون ، واجعلهم في مزيد كرامتك ، وجزيل جزائك ، ومما لا
عين رأت ، ولا اذن سمعت ، وأعطهم ما يتمنون ، وزدهم بعد ما يرضون ، وعرف
جميع خلقك فضل محمد وآل محمد ومنزلتهم منك حتى يقروا بفضلك بفضلهم و
شرفهم ، ويعرفوا لهم حقهم الذي أوجبت عليهم ، من فرض طاعتهم ومحبتهم ،
واتباع أمرهم ، واجعلنا سامعين لهم مطيعين ، ولسنتهم تابعين ، وعلى عدوهم من
الناصرين ، وفيما دعوا إليه ودلوا عليه من المصدقين .
اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك ، وبما أمرتنا به على ألسنتهم ، ونشهد أن
ذلك من عندك ، فبرضاهم نرجوا رضاك ، وبسخطهم نخشى سخطك .
اللهم فتوفنا على ملتهم واحشرنا في زمرتهم ، واجعلنا ممن تقر عينه غدا
برؤيتهم ، وأوردنا حوضهم ، واسقنا بكأسهم ، وأدخلنا في كل خير أدخلتهم فيه
وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منه ، حتى نستوجب ثوابك ، وننجو من عقابك
ونلقاك وأنت عنا راض ، ونحن لك مرضيون ، صلوات الله ربنا الرؤف الرحيم
[312]
على نبينا وآله أجمعين .
اللهم إنا نسألك بمحمد وآل محمد الموصوفين ، بمعرفتك ، تقربا إليك بالمسألة
وهربا منك إليك ، غير بالغ في مسئلتي لهم معشار ما برحمتك أعتقد لهم ، إلا التماس
المناصحة لهم ، وثواب موعودك ، والتوجه إليهم بهم والشفاعة لنا منهم .
اللهم إني أسألك لال محمد الماضين من أئمة الهدى أفضل المنازل عندك ، و
أحبها إليك من الشرف الاعلى ، والمكان الرفيع من الدرجات العلى ، يا شديد
القوى ، نفحة من عطائك التى لا من فيها ولا أذى ، خصهم منك بالفوز العظيم في النضرة
والنعيم ، والثواب الدائم المقيم الذي لا نصب فيه ولا يريم ( 1 ) .
اللهم أسكنهم الغرف المبنية على الفرش المرفوعة ( 2 ) والسرر المصفوفة
متكئين عليها متقابلين ، لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ( 3 ) إلا قيلا سلاما سلاما ( 4 )
يا رب العالمين .
اللهم ارفع محمدا في أعلى عليين ، فوق منازل المرسلين ، وملائكتك المقربين
وجميع النبيين . وصفوتك من خلقك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم
اجزهم بشكر نعمتك ، وتعظيم حرمتك ، جزاء لا جزاء فوقه ، وعطاء لا عطاء مثله
وخلودا لا خلود يشاكله ، ولا يطمع أحد في مثله ، ولا يقدر أحد قدره ، ولا
تهتدي الالباب إلى طلبه ، نعمة لما شكروا من أياديك وإرصادا ( 5 ) لما صبروا على
الاذى فيك .
* ( هامش ص 312 ) ( 1 ) أى لا يبرح ولا يزول .
( 2 ) أى الرفيعة القدر أو المنضدة المرتفعة . وقيل : هي النساء .
( 3 ) لغوا : أى باطلا ، ولا تاثيما أى نسبة إلى اثم ، اى لا يقال لهم اثيم .
( 4 ) اى قولا سلاما سلاما ، وسلاما بدل من قليلا كقوله تعالى ، " لا يسمعون فيها
لغوا الا سلاما " أو صفة له أو مفعوله بمعنى الا أن يقولوا سلاما ، أو مصدر ، والتكرير
للدلالة على فشو السلام بينهم .
( 5 ) الارصاد : الاعداد . *
[313]
اللهم وعلى الباقي منهم فترحم ، وما وعدتهم من نصرك فتمم ، وأشياعهم
من كل سوء فسلم ، وبهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم ( 1 ) وأموال الظلمة
وليك فغنم ، وكن لهم وليا وحافظا وناصرا ، واجعلهم والمؤمنين أكثر نفيرا ( 2 )
وأنزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا ، وابعث لهم من أنفسهم لدماء أسلافهم ثارا ،
ولا تدع على الارض من الكافرين ديارا ، ولا تزد الظالمين إلا خسارا .
اللهم مد لال محمد وأشياعهم في الاجال ، وخصهم بصالح الاعمال ، ولا
تجعلنا ممن يستبدل بهم الابدال ( 3 ) يا ذا الجود والفعال ( 4 ) .
اللهم خص آل محمد بالوسيلة ( 5 ) ، وأعطهم أفضل الفضيلة ، واقض لهم في
الدنيا بأحسن القضية ، واحكم بينهم وبين عدوهم بالعدل والوفا ، واجعلنا يا رب
لهم أعوانا ووزراء ، ولا تشمت بنا وبهم الاعداء .
اللهم احفظ محمدا وآل محمد ، وأتباعهم وأوليائهم بالليل والنهار من أهل
الجحد والانكار ، واكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار ، وسلطهم على كل ناكث
ختار ( 6 ) حتى يقضوا من عدوك وعدوهم الاوطار ( 7 ) ، واجعل عدوهم
مع الاذلين والاشرار ، وكبهم رب على وجوههم في النار ، إنك الواحد
* ( هامش ص 313 ) ( 1 ) التحطيم : التكسير .
( 2 ) النفير : من ينفر مع الرجل من قومه ، وقيل : هو جمع نفر ، وهم المجتمعون
للذهاب إلى العدو .
( 3 ) أى تذهب بنا لعدم قابليتنا لنصرة الحق ، وتأتى بغيرنا لذلك ، ومنه الدعاء " و


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 313 سطر 19 إلى صفحه 322 سطر 9

لا تستبدل بى غيرى " .
( 4 ) الفعال - كسحاب - اسم الفعل الحسن والكرم أو يكون في الخير والشر
قاله الفيروزآبادى .
( 5 ) الوسيلة درجة للنبى صلى الله عليه وآله في القيامة تختص به ، وقد مر شرحها في أبواب
المعاد .
( 6 ) الختار : الغدار .
( 7 ) الاوطار جمع الوطر : الحاجة . *
[314]
القهار .
اللهم وكن لوليك في خلقك وليا وحافظا وقائدا وناصرا حتى تسكنه أرضك
طوعا ، وتمتعه فيها طولا ، وتجعله وذريته فيها الائمة الوارثين ، واجمع له شمله ( 1 )
وأكمل له أمره ، وأصلح له رعيته ، وثبت ركنه ، وافرغ الصبر منك عليه ( 2 )
حتى ينتقم فيشتفي ( 3 ) ويشفي حزازات قلوب نغلة ، و حرارات صدوره وغرة ( 4 )
وحسرات أنفس ترحة ( 5 ) من دماء مسفوكة ، وأرحام مقطوعة [ وطاعة ] مجهولة ( 6 )
قد أحسنت إليه البلاء ، ووسعت عليه الالاء ، و أتممت عليه النعماء في حسن الحفظ
منك له .
اللهم اكفه هول عدوه ، وأنسهم ذكره ، وأرد من أراده ، وكد من كاده ، و
امكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء ( 7 ) عليهم ، اللهم فض جمعهم ، وفل حدهم ،
* ( هامش ص 314 ) ( 1 ) يقال : جمع الله شملهم أى ما تشتت من أمرهم .
( 2 ) قال الراغب في المفردات : افرغت الدلو : صببت ما فيه ، ومنه استعير :
" أفرغ علينا صبرا " .
( 3 ) الاشتفاء والتشفى : زوال ما في القلب من الغيظ ، وشفاء الغيظ : ازالته ،
( 4 ) الحزازة وجمع في القلب من غيظ ونحوه ، قاله الجوهرى ، وقال ، نغل قلبه
على : أى ضغن ، وقال : الوغرة شدة توقد الحر ، ومنه قيل : في صدره على وغر - بالتسكين -
أى ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ .
( 5 ) الترح : ضد الفرح قاله الجوهرى .
( 6 ) أى جهلهم بوجوب طاعتهم .
( 7 ) الدائرة : عبارة عن الخط المحيط ، ثم عبر بها عن الحادثة ، والدورة
والدائرة في المكروه ، كما يقال دولة في المحبوب ، قال تعالى : " نخشى ان تصيبنا
دائرة " وقوله عزوجل : " ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء " اى يحيط بهم
السوء احاطة دائرة بمن فيها ، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه . قاله الراغب في
المفردات . *
[315]
و أرعب قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، واصدع شعبهم ( 1 ) ، وشتت أمرهم ، فانهم أضاعوا
الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، وعملوا السيئات ، واجتنبوا الحسنات ، فخذهم بالمثلات ( 2 )
وأرهم الحسرات ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على جميع المرسلين والنبيين ، الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا
لك المواثيق بالطاعة ، ودعوا العباد بالنصيحة ، وصبروا على ما لقوا في جنبك ( 3 )
من الاذى ، والتكذيب ، صل على أزواجهم وذراريهم ، وجميع أتباعهم من
المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليهم جميعا ورحمة الله
وبركاته .
اللهم صل على ملائكتك المقربين ، وأهل طاعتك أجمعين ، صلاة زاكية
نامية طيبة ، وخص آل نبينا الطيبين ، السامعين لك المطيعين ، القوامين بأمرك ،
الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وارتضيتهم لدينك أنصارا ، وجعلتهم
حفظة لسرك ، و مستودعا لحكمتك ، وتراجمة لوحيك ، وشهداء على خلقك ،
وأعلاما لعبادك ، و منارا في بلادك ( 4 ) فانهم عبادك المكرمون ، الذين لا يسبقونك
بالقول ، وهم بأمرك يعملون ، يخافون بالغيب ( 5 ) وهم من الساعة مشفقون ،
* ( هامش ص 315 ) ( 1 ) الشعب ، الصدع في الشئ ، واصلاحه ايضا ، وشعبت الشئ فرقته ، و
شعبته : جمعته ، وهو من الاضداد ، تقول التأم شعبهم : اذا اجتمعوا بعد التفرق ، وتفرق
شعبتهم : اذا تفرقوا بعد الاجتماع ، قاله الجوهرى .
( 2 ) المثلة - بفتح الميم وضم الثاء - العقوبة ، والجمع : المثلات :
( 3 ) اى في طاعتك وقربك .
( 4 ) الاعلام ، جمع العلم ، وهو العلامة يهتدى بها في الطريق ، والمنار ايضا علم
الطريق والموضع المرتفع توقد في اعلاه النار ليهتدى به من ضل الطريق ، واستعير
لهم لاهتداء الخلق بهم عليهم السلام .
( 5 ) حال عن الفاعل او المفعول : اى حالكونهم غائبين عن الخلق او عن ربهم ، او
حالكون ربهم غائبا عنهم ، أو المراد بالغيب ، القلب ، فالباء للالة . *
[316]
بصلوات ( 1 ) كثيرة طيبة زاكية مباركة نامية بجودك وسعة رحمتك من جزيل ما
عندك في الاولين والاخرين ( 2 ) واخلف عليهم في الغابرين ( 3 ) .
اللهم اقصص بنا آثارهم ، واسلك بنا سبلهم ، وأحينا على دينهم ، وتوفنا
على ملتهم ، وأعنا على قضاء حقهم الذي أوجبته علينا لهم ، وتمم لنا ما عرفتنا
من حقهم ، والولاية لاوليائهم ، والبراءة من أعدائهم ، والحب لمن أحبوا ، والبغض لمن أبغضوا ، والعمل بما رضوا ، والترك لما كرهوا ، كما جعلتهم
السبب إليك ، والسبيل إلى طاعتك ، والوسيلة إلى جنتك ، والادلاء على طرقك .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم تقوله ألف مرة إن قدرت
عليه وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم ، اللهم اجعل فرجي معهم يا أرحم الراحمين .
ثم قل مائة مرة : صلوات الله وملائكته ورسله وجميع خلقه على محمد النبي و
آل محمد ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته ( 4 ) .
* ( هامش ص 316 ) ( 1 ) قوله : بصلوات متعلق بخص .
( 2 ) في الاولين أى خصهم بذلك من بين الاولين والاخرين أو اجعل ذلك في الاولين
منهم والاخرين .
( 3 ) أى كن خليفة محمد صلى الله عليه وآله أو من مضى من الائمة في الغابرين أى
في الباقين منهم .
( 4 ) مامر من التذييل كان باقتباس من بتانات المؤلف قدس سره .
[320]
كلمة المحقق : -
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمدلله رب العالمين وكفى ، والصلاة والسلام على محمد المصطفى ، وآله
الامناء الخلفاء واللعنة على اعدائهم من اهل الجفاء .
وبعد فهذا هو القسم الثالث من الجزء الثاني والعشرين من الموسوعة
الاسلامية الكبرى ( بحار الانوار ) يتضمن بقية كتاب المزار ، وقد تم والحمدلله
تحقيقه بمراجعة نصوصه على غالب المصادر المنقول عنها بعد مقارنة نسختنا - مطبوعة
الكمباني - مع طبعة تبريز ، وقد أشرت في الهامش إلى بعض ما وجدته زائدا في
طبعة تبريز ولم يكن في نسختنا ، كما أشرت إلى ما امتازت به نسختنا من اضافات
ذكرت في الهامش ولم أجدها في طبعة تبريز .
اما التعليق عليه فلم ارغب في التوسع والاطناب ، وتسويد الهوامش بكل
ماله صلة واكتفيت بذكر التخريج وشئ يسير مما لابد من التنبيه عليه ، وسطور
من تراجم اعلام أغنت شهرتهم عن التوسع في سرد حياتهم ، وتفصيل تاريخهم ،
اعتمادا على ما سبق من شيخنا المؤلف رحمه الله في سالف أجزائه حيث ذكر تراجم
كثير منهم ، اما غير هؤلاء ممن لم يسبق له ذكر فقد نبهت على بعض جوانب عظمتهم
اداء لبعض حقوقهم ، وتقديرا لخدماتهم الاسلامية ، وتنبيها للقارئ في الاستزادة
من المصدر المذكور آخر الترجمة .
وقد استفدت كثيرا في هذا الجزء بأقسامه الثلاثة من ارشادات سماحة سيدي
الوالد دام ظله وتوجيهاته التي كانت لي خير عون ، كما اعتمدت في هذا القسم خاصة
على ما كتبه دام ظله في مقدمة تهذيب الاحكام ومقدمة من لايحضره الفقيه وشروحه
لمشيختي التهذيبين والفقيه فجزاه الله خيرا ، وحفظه لنا ملاذا وذخرا .
[321]
والحمد لله على تمام نعمته حيث وفقني للقيام بهذه الخدمة الدينية مشاركة
مني مع سيادة الناشر المحترم جناب الموفق الاخ الحاج سيد اسماعيل كتابجي دام
توفيقه ومجده ، وسعد اقباله وجده .
فاسأله تعالى ان يحالفنا توفيقه بكرمه لمواصلة العمل في انجاز بقية أجزاء
هذه الموسوعة العظيمة ، والاسراع بتقديم تلك الاجزاء إلى أيدي القراء الكرام
في وقت قريب ، انه ولي التوفيق وهو سميع مجيب ، والحمدلله بدءا وختاما .
النجف الاشرف - 15 شوال المكرم سنة 1388 ه .
محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
[322]
بسمه تعالى
انتهى الجزء الاخر من المجلد الثاني والعشرين
من كتاب بحار الانوار ، وهو الجزء التاسع والتسعون
يحتوى على 19 بابا من ابواب الزيارات .
وقد بذلنا جهدنا في تصحيحه طبقا للنسخة التي
صححها الفاضل الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان
بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي التوفيق .
ولقد أتاح الله لنا عند مقابلة أوراق الطباعة وتصحيحها
نسخة مخطوطد ثمينة ، وعلى هامش عدة من صفحاتها خط


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 95 من صفحة 322 سطر 10 إلى صفحه 322 سطر 15

المؤلف العلامة ( كما سيأتي صورها الفتوغرافية بعد ذلك )
وكانت فيها زيادات قد أدرجنا ما يتعلق بهذا المجلد ص 31
وص 88 وص 209 ، وفيما يلي نستدرك زياداتها الاخرى
مزيدا للفائدة ، وبالله العصمة .
السيد ابراهيم الميانجي - محمد الباقر البهبودي