بسمه تعالى


-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 2

[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح لنا مناهج الهدى بمفاتيح الكلم ، ومصابيح الظلم
سيد الورى محمد الذي بشر به الانبياء جميع الامم ، وأهل بيته الاطهرين الذين هم
معادن الكرم ، وسادة العرب والعجم ، وببقائهم تم نظام العالم ، صلوات الله عليه
وعليهم ما نهار أضاء وليل أظلم .
اما بعد : فهذا هو المجلد السابع من كتاب بحار الانوار مما الفه الخاطئ
القاصر العاثر محمد بن محمد تقي المدعو بباقر ، أوتيا كتابهما يمينا في اليوم الآخر
وهو مشتمل على جمل أحوال الائمة الكرام عليهم الصلاة والسلام ودلائل إمامتهم
وفضائلهم ومناقبهم وغرائب أحوالهم .
1 * ( باب ) *
* ( الاضطرار إلى الحجة وان الارض لا تخلو من حجة ) *
الايات : الرعد " 13 " : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " 8 " .
القصص " 28 " : ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " 51 " .
تفسير : قال الطبرسي رحمة الله عليه في قوله تعالى : " إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد " فيه أقوال : أحدها أن معناه إنما أنت منذر ، أي مخوف ، وهاد لكل
قوم ، وليس إليك إنزال الآيات ، فانت مبتدأ ، ومنذر خبره ، وهاد عطف على
منذر ، وفصل بين الواو والمعطوف بالظرف .
والثاني : أن المنذر محمد ، والهادي هو الله .
[ 2 ]
والثالث : أن معناه إنما أنت منذر يا محمد ، ولكل قوم نبي يهديهم وداع
يرشدهم .
والرابع : أن المراد بالهادي كل داع إلى الحق .
روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا المنذر
وعلي الهادي من بعدي ، يا علي بك يهتدي المهتدون .
وروى أبوالقاسم الحسكاني في شواهد التنزيل بالاسناد عن إبراهيم بن الحكم
ابن ظهير عن أبيه عن حكم بن جبير عن أبي بردة الاسلمي قال : دعا رسول الله
صلى الله عليه وآله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله
بيد علي عليه السلام بعدما تطهر فألزقها بصدره ثم قال : " إنما أنت منذر " ثم ردها إلى
صدر علي عليه السلام ثم قال : " ولكل قوم هاد " ثم قال : إنك منارة الانام ، وراية
الهدى ( 1 ) ، وأمير القرى ( 2 ) أشهد على ذلك ( 3 ) أنك كذلك .
وعلى هذه الاقوال الثلاثة يكون هاد مبتدأ ، ولكل قوم خبره ، على قول
سيبويه ، ويكون مرتفعا بالظرف على قول الاخفش انتهى ( 4 ) .
أقول : على هذا الوجه الاخير تدل أخبار هذا الباب وهي أظهر من الآية
الكريمة بوجوه لا يخفى على أولي الالباب .
1 - ختص : عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي الحسن ( 5 ) قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام حي يعرف ( 6 ) .
ختص : عن الرضا عليه السلام قال : قال أبوجعفر عليه السلام مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) غاية الهدى خ ل .
( 2 ) في نسخة : وامير القراء .
( 3 ) في نسخة : بذلك .
( 4 ) مجمع البيان 6 : 278 .
( 5 ) لعل المراد من ابى الحسن هذا على بن موسى الرضا عليه السلام ، يؤيد ذلك ان
الكلينى روى الحديث باسنادين في الكافى عن الرضا عليه السلام راجع اصول الكافى 1 : 177 .
( 6 ) الاختصاص : 268 .
( 7 ) الاختصاص : 268 . ( * )
[ 3 ]
ختص : عن داود الرقي عن العبد الصالح مثله ( 1 ) .
2 - ير : أحمد ، عن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي قال : سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي عليه السلام
فألزمها يده ثم قال : إنما أنت منذر ، ثم ضم يده إلى صدره وقال : ولكل قوم
هاد ، ثم قال : يا علي أنت أصل الدين ومنار الايمان ، وغاية الهدى ، وقائد
الغر المحجلين ، أشهد بذلك ( 2 ) .
3 - ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد العجلي
عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : المنذر في كل ( 3 ) زمان منا هاد يهديهم ( 4 ) إلى ما جاء به نبي
الله ، ثم الهداة من بعده ( 5 ) علي عليه السلام ، ثم الاوصياء واحدا بعد واحد ( 6 ) .
4 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين ، عن النضر وفضالة ، عن موسى بن بكر
عن الفضيل قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : " إنما أنت
منذر ولكل قوم هاد " قال : كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم ( 7 ) .
5 - ير : أحمد ، عن الحسين ، عن صفوان ، عن ابن حازم ، عن عبدالرحيم
القصير ( 8 ) عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " إنما أنت منذر ولكل
* ( هامش ) * ( 1 ) الاختصاص : 269 ، رواه الكلينى في الاصول 1 : 177 باسناده عن محمد بن يحيى
العطار عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى عمير عن الحسن بن محبوب عن داود الرقى .
( 2 ) بصائر الدرجات ، 10 فيه : اشهد لك بذلك .
( 3 ) في المصدر وفى نسخة : [ وفى كل زمان ] فلعل الصحيح على ذلك : انا المنذر
وفى كل زمان منا هاد .
( 4 ) اى يهدى الامة .
( 5 ) في المصدر ، ثم الهداة من بعد على عليه السلام .
( 6 ) بصائر الدرجات : 9 و 10 .
( 7 ) بصائر الدرجات : 10 . القرن : اهل زمان واحد ورواه النعمانى في كتاب الغيبة
ص 54 باسناده عن موسى بن بكير عن المفضل وفيه : للقرن الذى هو منهم .
( 8 ) في البصائر والغيبة ، عبدالرحمن القصير . ( * )
[ 4 ]
قوم هاد " فقال عليه السلام : رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر ، وعلي الهادي ، والله ما ذهبت ( 1 )
منا وما زالت فينا إلى الساعة ( 2 ) .
نى : ابن عقدة عن محمد بن سالم عن علي بن الحسين بن زنباط عن ابن حازم
مثله ( 3 ) .
6 - ير : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل
عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : " إنما أنت منذر و
لكل قوم هاد " فقال عليه السلام : رسول الله المنذر ، وعلي عليه السلام الهادي ، يا با محمد فهل
منا هاد اليوم ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى رفعت
إليك ، فقال : رحمك الله يا با محمد ، ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك
الرجل ماتت الآية مات الكتاب ، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن
مضى ( 4 ) .
بيان : قوله عليه السلام : [ لو كانت ] جملة شرطية ، والشرط فيها قوله : [ إذا
نزلت ] مع جزائه ( 5 ) أعني قوله : [ ماتت الآية ] وقوله : [ مات الكتاب ] جزاء
له ( 6 ) ، وهو على هيئة قياس استثنائي ، وقوله : [ ولكنه حي ] رفع للتالي ، و
المراد بموت الآية عدم عالم بها ومفسر لها ، وبموت الكتاب ، رفع حكمه وعدم
* ( هامش ) * ( 1 ) اى هذه الاية .
( 2 ) بصائر الدرجات : 10 .
( 3 ) غيبة النعمانى : 54 فيه ، [ احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن بن عقدة قال
حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدى في شوال سنة احدى وثمانين ومائتين قال : حدثنى
على بن الحسين بن زنباط عن منصور بن حازم عن عبدالرحمن بن البصير ] والظاهر ان البصير
مصحف القصير وفيه : قال رسول الله : المنذر انا وعلى الهادى ، اما والله ما ذهبت وما زالت
منا حتى الساعة جعلنا الله لما يرضيه عاملين .
( 4 ) بصائر الدرجات : 10 .
( 5 ) اى جزاء إذا .
( 6 ) في نسخة : جزاء لو . ( * )
[ 5 ]
التكليف بالعمل به ، والحاصل أنه لو لم يكن بعد النبي صلى الله عليه واله من يعلم الآيات
ويفسرها كما هو المراد منها لزم بطلان حكمها ، ورفع التكليف بها ، لقبح تكليف
الغافل والجاهل مع عدم القدرة على العلم ، وبطلان التالي ظاهر بالاجماع وضرورة
الدين .
7 - ير : أحمد بن محمد ، عن صفوان عن ابن مسكان عن الحجر ( 1 ) عن حمران
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق
وبه يعدلون " قال : هم الائمة عليهم السلام ( 2 ) .
8 - ك : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد
معا عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر ( 3 ) عليه السلام في قول الله
عزوجل : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال : إمام هاد لكل قوم في زمانهم ( 4 ) .
9 - ك : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابيه ( 5 ) عن ابن أبي عمير عن ابن
اذينة وبريد العجلي ( 6 ) قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : " إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد " فقال : المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي الهادي وفي كل زمان امام منا
يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله ( 7 ) .
10 - ك ، لى : السناني عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن الفضل
ابن الصقر عن أبي معاوية عن الاعمش عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن علي بن
الحسين عليهم السلام قال : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين
* ( هامش ) * ( 1 ) المعهود : حجر بلا الف ولام
( 2 ) بصائر الدرجات : 11 . والاية في الاعراف : 181 .
( 3 ) في المصدر ، لابى عبدالله عليه السلام ، وفى نسخة : ما معنى قول الله عزوجل .
( 4 ) اكمال الدين : 375 فيه : كل امام هادى كل قوم في زمانه .
( 5 ) المصدر خال عن قول : عن ابيه .
( 6 ) في المصدر : عن بريد .
( 7 ) اكمال الدين : 375 . ( * )
[ 6 ]
وقادة ( 1 ) الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان أهل ( 2 ) الارض كما
أن النجوم أمان لاهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على
الارض إلا باذنه ، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا
ينشر الرحمة ، ويخرج بركات الارض ، ولولا ما في الارض منا لساخت بأهلها ( 3 )
ثم قال عليه السلام : ولم تخل الارض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ظاهر مشهور
أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ، ولولا ذلك لم
يعبد الله ، قال سليمان ( 4 ) : فقلت للصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة
الغائب المستور ؟ قال عليه السلام : كما يتفعون بالشمس إذا سترها السحاب ( 5 ) .
ج : مرسلا إلى قوله عليه السلام : لم يعبد الله ( 6 ) .
بيان : ماد الشئ يميد ميدا : تحرك .
11 - ك ، ع ، لى : أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس ( 7 )
عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم
هشام بن الحكم ، حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن سالم ، والطيار
وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم ، وهو شاب ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا
هشام ، قال : لبيك يا بن رسول الله ، قال : ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد ؟
وكيف سألته ؟ قال هشام : جعلت فداك يا بن رسول الله إني اجلك وأستحييك ولا
يعمل لساني بين يديك ، فقال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : يا هشام إذا أمرتكم بشئ
فافعلوه ، قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) في الامالى : وقائد الغر المحجلين .
( 2 ) في اكمال الدين والاحتجاج : لاهل الارض .
( 3 ) اى خسفت بهم .
( 4 ) اى سليمان بن مهران الاعمش .
( 5 ) اكمال الدين : 119 و 120 ، أمالى الصدوق : 112 .
( 6 ) احتجاج الطبرسى ص 173 .
( 7 ) اى يونس بن عبدالرحمن كما في المصدر . ( * )
[ 7 ]
عظم ذلك علي ، فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة
فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف
وشملة مرتد بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فافرجوا لي ، ثم قعدت في
آخر القوم على ركبتي ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن
مسألة ؟ قال : فقال : نعم ، قال : قلت له : ألك عين ؟ قال ( 1 ) : يا بني أي شئ هذا
من السؤال ( 2 ) ؟ فقلت : هكذا مسألتي ، فقال : يا بني سل وإن كانت مسألتك
حمقا ( 3 ) قال : فقلت : أجبني فيها ، قال : فقال لي : سل ، فقلت : ألك عين ؟ قال :
نعم ، قال : قلت : فما ترى بها ؟ قال : الالوان والاشخاص ، قال : فقلت : ألك
أنف ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أتشمم بها الرائحة ، قال : قلت :
ألك فم ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به ؟ قال : أعرف به طعم الاشياء ( 4 ) ، قال :
قلت : ألك لسان ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به ؟ قال : أتكلم به ، قال : قلت :
ألك اذن ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الاصوات ، قال :
قلت : ألك يد ( 5 ) ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أبطش بها ، وأعرف بها
اللين من الخشن ، قال : قلت : ألك رجلان ؟ قال : نعم ، قلت : ما تصنع بهما ؟
قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان ، قال : قلت : ألك قلب ؟ قال : نعم ، قلت :
وما تصنع به ؟ قال : اميز به كل ما ورد على هذه الجوارح ، قال : قلت : أفليس
* ( هامش ) * ( 1 ) قال : إذا يرى شئ كيف يسأل عنه يا بنى خ ل .
( 2 ) هكذا في الامالى والعلل ، وفى الاكمال : [ يا بنى اى شئ هذا من السؤال إذا
ترى شيئا كيف تسأل عنه ؟ ] واما الاحتجاج ورجال الكشى ففيهما تصحيف . راجعهما .
( 3 ) في العلل والاحتجاج : [ وان كان مسائلتك حمقى ] ويحتمل ان تكون كلمة
[ حمقا ] في الكتاب وسائر المصادر بالمد .
( 4 ) في الملل والاكمال : [ اعرف به المطاعم على اختلافها ] وفى رجال الكشى :
[ اذوق به الطعم ] وفى الاحتجاج : اعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها .
( 5 ) في العلل والاكمال والاحتجاج : [ الك يدان ؟ ] وفيها الضمائر الاتية على صيغة
التثنية . ( * )
[ 8 ]
في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة
قال : يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته
ردته إلى القلب فتقن ( 1 ) اليقين ويبطل الشك ، قال : فقلت : إنما أقام الله القلب
لشك الجوارح ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فلابد من القلب وإلا لم يستقم ( 2 ) الجوارح ؟
قال : نعم ، قال : فقلت : يا أبا مروان إن الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتى
جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ، ويتقن ما شك فيه ( 3 ) ويترك هذا الخلق
كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم اماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم
ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟ قال : فسكت ولم يقل شيئا
قال : ثم التفت إلي فقال : أنت هشام ؟ فقلت : لا ، فقال لي : أجالسته ؟ فقلت :
لا ، فقال : فمن أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت إذا هو ، قال : ثم
ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتى قمت ، فضحك أبوعبدالله عليه السلام ثم
قال : يا هشام من علمك هذا ؟ قال : فقلت : يا بن رسول الله جرى على لساني ، قال :
يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى ( 4 ) .
كش : محمد بن مسعود عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي إسحاق عن محمد بن
يزيد القمي عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم عن يونس مثله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) فتقر به خ فتستيقن خ . اقول : في الاكمال : [ فيقربه اليقين ] وفى العلل :
[ فيستيقن اليقين ] وفى الامالى : [ فييقن اليقين ] وفى الاحتجاج ورجال الكشى ونسخة
من الكتاب : فتيقن اليقين .
( 2 ) لم تستيقن خ : اقول : في الاكمال والعلل والاحتجاج والكشى : [ لم يستيقن ]
وفى الامالى : لم يستقم .
( 3 ) في الامالى : [ وييقن ما شك فيه ] وفى رجال الكشى : [ وتيقن ما شكت فيه ]
وفى الاكمال والاحتجاج : [ وينفى ما شكت فيه ] وفى العلل : وينفى ما شككت فيه .
( 4 ) اكمال الدين : 120 ، علل الشرايع ، 75 و 76 ، أمالى الصدوق : 351 و 352
وفى المصادر اختلافات لفظية راجعها .
( 5 ) رجال الكشى ، 175 - 177 فيه : محمد بن مسعود قال : حدثنى على بن محمد بن ( * )
[ 9 ]
ج : عن يونس مثله ( 1 ) .
12 - ج : عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 9 سطر 3 الى ص 17 سطر 2

رجل من الشام ( 2 ) فقال : إني صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة
أصحابك ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : كلامك هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ، أو
من عندك ؟ فقال : من كلام رسول الله بعضه ، ومن عندي بعضه ، فقال له أبوعبدالله
عليه السلام : فأنت إذا شريك رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : لا ، قال : فسمعت الوحي
عن الله ( 3 ) ؟ قال : لا ، قال : فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : لا
قال : فالتفت الي أبوعبدالله عليه السلام فقال : يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم
ثم قال : يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته ، قال يونس : فيالها من حسرة ، فقلت :
جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام وتقول : ويل لاصحاب الكلام يقولون : هذا
ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق ، وهذا لا ينساق ( 4 ) وهذا نعقله وهذا لا نعقله
فقال أبوعبدالله عليه السلام : إنما قلت : ويل لقوم تركوا قولي بالكلام ( 5 ) وذهبوا إلى
ما يريدون به ، ثم قال : اخرج إلى الباب من ترى ( 6 ) من المتكلمين فأدخله ، قال :
فخرجت فوجدت حمران بن أعين ( 7 ) وكان يحسن الكلام ، ومحمد بن النعمان
* ( هامش ) * يزيد الفيروزانى القمى قال : حدثنى محمد بن احمد بن يحيى عن أبى اسحاق قال : حدثنى محمد
ابن حماد عن الحسن بن ابراهيم قال : حدثنى يونس بن عبدالرحمن عن يونس بن يعقوب .
( 1 ) احتجاج الطبرسى : 200 .
( 2 ) في المصدر والكافى : من اهل الشام .
( 3 ) في الكافى : عن الله عزوجل يخبرك .
( 4 ) في هامش النسخة المطبوع : اى هذا يؤدى إلى المطلوب وهذا لا يؤدى ، أو هذا
ينساق إلى نهج الاصطلاح وهذا لا ينساق
( 5 ) في هامش النسخة المطبوع : فيه دلالة على ان علم الكلام حق لكن لابد من سماعه
من المعصوم .
( 6 ) في نسخة : فانظر من ترى وفى المصدر : فمن ترى .
( 7 ) هو حمران بن اعين الشيبانى كوفى تابعى اخو زرارة ، كان من اكبر مشايخ الشيعة ( * )
[ 10 ]
الاحول ( 1 ) فكان متكلما ( 2 ) وهشام بن ( 3 ) سالم وقيس ( 4 ) الماصر وكانا متكلمين ، وكان
قيس عندي أحسنهم كلاما ، وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين عليهما السلام فأدخلتهم
عليه ، فلما استقربنا المجلس وكنا في خيمة لابي عبدالله عليه السلام في طرف جبل في
طريق الحرم وذلك قبل الحج بأيام أخرج أبوعبدالله عليه السلام رأسه من الخيمة فإذا
هو ببعير يخب قال ( 5 ) : هشام ورب الكعبة قال : وكنا ظننا ( 6 ) أن هشاما رجل
من ولد عقيل كان شديدا المحبة لابي عبدالله عليه السلام ، فإذا هشام بن الحكم ( 7 ) قد
* ( هامش ) * المفضلين الذين لا يشك فيهم ، احد حملة القرآن ، وكان عالما بالنحو واللغة ، يروى عن
الامامين الباقر والصادق عليهما السلام .
( 1 ) هو محمد بن على بن النعمان ابوجعفر الاحول كوفى صرفى يلقب عندنا مؤمن
الطاق ، والعامة يلقبونه الشيطان الطاق ، كان متكلما حاذقا حاضر الجواب من اصحاب الامامين
الصادق والكاظم عليهما السلام وصنف كتبا كثيرة وله حكايات مشهورة مع أبى حنيفة
( 2 ) في المصدر : وكان متكلما .
( 3 ) هو هشام بن سالم الجواليقى الجعفى . ولى بشر بن مروان من ثقات اصحاب الامامين
الصادق والكاظم عليهما السلام ومتكلميهم .
( 4 ) ليس له ذكر في كتب التراجم ، ويظهر من الحديث انه كان من مهرة علم الكلام
وحذاق المتكلمين ، وكان تعلم من الامام السجاد عليه السلام .
( 5 ) أى قال ابوعبدالله عليه السلام : هذا هشام
( 6 ) في نسخة : [ وكنا قلنا ان ] وفى الكافى ، قال : وظننا ان هشاما .
( 7 ) هو ابومحمد هشام البغدادى الكندى المتكلم المعروف الشيعى كان ينزل بنى شيبان
بالكوفة وانتقل إلى بغداد سنة 199 ، ويقال : مات في هذه السنة ايضا ترجمه اصحاب التراجم
في كتبهم ، قال ابن النديم في الفهرست : 6 : هو من جلة اصحاب ابى عبدالله جعفر بن محمد
الصادق عليه السلام ، وهو من متكلمى الشيعة الامامية وبطائنهم وممن دعا له الصادق عليه السلام
فقال : اقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك
وهو الذى فتق في الامامة ، وهذب المذهب ، وسهل طريق الحجاج فيه ، وكان حاذقا بصناعة
الكلام ، حاضر الجواب ، وكان اولا من اصحاب الجهم بن صفوان ثم انتقل إلى القول بالامامة
بالدلائل والنظر : وكان منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى بن خالد ، والقيم بمجالس كلامه
ونظره ثم تبع الصادق عليه السلام فانقطع اليه ، وتوفى بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة ، وقيل ( * )
[ 11 ]
ورد وهو أول ما اختطت ( 1 ) لحيته ، وليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه ، قال :
فوسع له أبوعبدالله عليه السلام وقال له : ناصرنا بقلبه ويده ولسانه ، ثم قال لحمران :
كلم الرجل يعني الشامي ، فكلمه حمران وظهر عليه ، ثم قال : يا طافي كلمه
فكلمه فظهر عليه ، يعني بالطافي محمد بن النعمان ( 2 ) ثم قال لهشام بن سالم : فكلمه
فتعارفا ، ثم قال لقيس الماصر : كلمه ، فكلمه ، فأقبل أبوعبدالله عليه السلام تبسم ( 3 )
من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ، ثم قال للشامي : كلم هذا الغلام ، يعني
هشام بن الحكم فقال : نعم ، ثم قال الشامي لهشام : يا غلام سلني في إمامة هذا ، يعني
أبا عبدالله عليه السلام ، فغضب هشام حتى ارتعد ، ثم قال له : أخبرني يا هذا أربك أنظر
لخلقه أم خلقه لانفسهم ؟ فقال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره
لهم في دينهم ماذا ؟ قال : كلفهم وأقام لهم حجة ودليلا على ما كلفهم ( 4 ) وأزاح
في ذلك عللهم ، فقال له هشام : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟ قال الشامي : هو
رسول الله ، قال هشام : فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله من ؟ قال : الكتاب والسنة ، فقال :
* ( هامش ) * بل في خلافة المأمون ، وكان هشام ، يقول : ما رأيت مثل مخالفينا عمدوا إلى من ولاه الله من
سمائه فعزلوه ، والى من عزله من سمائه فولوه ، ويذكر قصة مبلغ سورة براءة ومرد ابى بكر
وايراد على عليه السلام بعد نزول جبرئيل عليه السلام قائلا لرسول الله صلى الله عليه وآله عن الله
تعالى : انه لا يؤديها عنك الا انت او رجل منك فرد ابا بكر وانفذ عليا عليه السلام ، وترجمه في
ص 250 ، ايضا واطراه وذكر من كتبه عدة كثيرة ، وقد نسب مخالفونا اليه امورا شنيعة هو عنها
برئ ، ولعلها كانت مما اعتقد بها قبل رجوعه إلى الصادق عليه السلام كما يشير اليه بعض الاحاديث
ووثقوه علماؤنا الامامية وأطرأوه بمدائح جليلة .
( 1 ) اختط الغلام : اذا نبت لحيته .
( 2 ) في الاحتجاج ، فكلمه فظهر عليه محمد بن نعمان ، وفى الكافى ، فظهر عليه الاحول .
( 3 ) في الاحتجاج ونسخة من الكتاب : [ يتبسم ] وفى الكافى : يضحك من كلامهما مما
قد اصاب الشامى ، فقال للشامى .
( 4 ) في الاحتجاج : [ على ما كلفهم به ] وفى الكافى : [ قال : اقام لهم حجة ودليلا كيلا
يتشتتوا او يختلفوا ، يتألفهم ، ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم ، قال : فمن هو ؟ ] قوله : ازاح
عللهم أى ازالها . ( * )
[ 12 ]
هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى رفع عنا الاختلاف
ومكننا من الاتفاق ؟ فقال الشامي : نعم ، قال هشام : فلم اختلفنا نحن وأنت جئتنا من
الشام فخالفتنا ( 1 ) وتزعم أن الرأي طريق الدين وأنت مقر بان الرأي لا يجمع على
القول الواحد المختلفين ، فسكت الشامي كالمفكر ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : مالك
لا تتكلم ؟ قال : إن قلت : إنا ما اختلفنا كابرت ، وإن قلت : إن الكتاب والسنة
يرفعان عنا الاختلاف أبطلت ، لانهما يحتملان الوجوه ، وإن ( 2 ) قلت : قد
اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذا الكتاب والسنة ، ولكن لي
عليه مثل ذلك ( 3 ) ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : سله تجده مليا ، فقال الشامي لهشام :
من أنظر للخلق . ربهم أم أنفسهم ؟ فقال : بل ربهم أنظر لهم ، فقال الشامي :
فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ( 4 ) ويرفع اختلافهم ، ويبين لهم حقهم من باطلهم ؟
فقال هشام : نعم ، قال الشامي : من هو ؟ قال هشام أما في ابتداء الشريعة فرسول
الله صلى الله عليه وآله ، وأما بعد النبي صلى الله عليه واله فغيره ، قال الشامي : من هو غير ( 5 ) النبي القائم
مقامه في حجته ؟ قال هشام : في وقتنا هذا أم قبله ؟ قال الشامي : بل في وقتنا هذا
قال هشام : ( 6 ) هذا الجالس يعني أبا عبدالله عليه السلام الذي نشد ( 7 ) إليه الرحال
ويخبرنا بأخبار السماء ( 8 ) وراثة عن أب عن جد ، قال الشامي : وكيف لي بعلم
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة والاحتجاج : تخالفنا
( 2 ) النسخة المخطوطة والاحتجاج خاليان من قوله : وإن قلت إلى قوله : ولكن .
( 3 ) في الكافى : الان ان لى عليه هذه الحجة .
( 4 ) في الكافى : من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ؟ فقال
هشام : في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله او الساعة قال الشامى : وقت رسول الله رسول الله
صلى الله عليه وآله ، والساعة من ؟ فقال هشام : هذا القاعد الذى تشد اليه الرحال .
( 5 ) في الاحتجاج : واما بعد النبى فعترته ، قال الشامى : من هو عترة النبى .
( 6 ) في النسخة المطبوعة : خبر هذا .
( 7 ) في الاحتجاج والكافى : [ تشد ] اقول : هذا كناية عن كثرة من يفد اليه من الافاق
لتعلم الاحكام وكسب الحقائق والعلوم .
( 8 ) في الكافى : باخبار السماء والارض . ( * )
[ 13 ]
ذلك ؟ فقال هشام : سله عما بدا لك ، قال : ( 1 ) قطعت عذري ، فعلي السؤال ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : أنا أكفيك المسألة يا شامي ، اخبرك عن ( 2 ) مسيرك وسفرك
خرجت يوم كذا ، وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومر بك كذا ، فأقبل
الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول : صدقت والله ، ثم قال الشامي :
أسلمت لله الساعة ، فقال له أبوعبدالله : بل آمنت بالله الساعة إن الاسلام قبل الايمان
وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون ، قال الشامي : صدقت فأنا
الساعة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي الانبياء ( 3 )
قال : فأقبل أبوعبدالله عليه السلام على حمران فقال : يا حمران تجري الكلام على الاثر
فتصيب ، والتفت إلى هشام بن سالم فقال : تريد الاثر ولا تعرف ، ثم التفت إلى
الاحول فقال : قياس رواغ ( 4 ) تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ، ثم التفت
إلى قيس الماصر فقال : تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول صلى الله عليه وآله أبعد
ما تكون منه ، تمزج الحق بالباطل ، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل ، أنت
والاحول قفازان حاذقان ، قال يونس بن يعقوب : فظننت والله أنه عليه السلام يقول
لهشام : قريبا مما قال لهما ، فقال عليه السلام : يا هشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إذا
هممت بالارض طرت ، مثلك فليكلم الناس ، اتق الزلة والشفاعة من وراءك ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " فأنت إذا شريك رسول الله صلى الله عليه وآله " يدل على بطلان الكلام
الذي لم يؤخذ من الكتاب والسنة ، وقيل : لما كانت مناظرته في الامامة والمناط
فيها قول الشارع قال له ذلك ، لانه إذا بنى أمرا لابد فيه من الرجوع إلى الشارع
على قول الرسول ، وقوله معا يلزمه الشركة معه صلى الله عليه وآله في الرسالة ، فلما نفى
* ( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج والكافى : قال الشامى .
( 2 ) في النسخة المطبوعة : عن سيرك .
( 3 ) في النسخة المطبوعة : الاوصياء .
( 4 ) اى كثير الخداع والمكر .
( 5 ) الاحتجاج : 198 - 200 . ( * )
[ 14 ]
الشركة قال عليه السلام : " فسمعت الوحي عن الله ؟ " أي المبين لاصول الدين عموما
أو خصوص الامامة ، إعلام الله بها ، إما بوساطة الرسول ، أو بالوحي ، بلا واسطة
وما بواسطة الرسول فهو من كلامه صلى الله عليه وآله لا من عندك ، فتعين عليك في قولك :
" من عندي " أحد الامرين : إما الوحي إليك بسماعك من الله بلا واسطة ، أو وجوب
طاعتك كوجوب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما نفاهما بقوله : لا ، في كليهما لزمه
نفي ما قاله : ومن عندي ، ولذا قال عليه السلام : هذا خاصم نفسه ، وقيل : مخاصمة نفسه
من جهة أنه اعترف ببطلان ما يقوله من عنده ، لان شيئا لا يكون مستندا إلى
الوحي ولا إلى الرسول صلى الله عليه وآله ولا يكون قائله في نفسه واجب الاطاعة لا محالة يكون
باطلا .
أقول : ويحتمل أن يكون المراد بالكلام الذي ردد عليه السلام الحال فيه بين
الامرين الكلام في فروع الفقه ، ولا مدخل للعقل فيها ، ولابد من استنادها إلى
الوحي ، فمن حكم فيها برأيه يكون شريكا للرسول صلى الله عليه وآله في تشريع الاحكام ، و
التعميم أظهر ، حسن الكلام أي تعلمه ، قال يونس التفات ، أو قال ذلك عند الحكاية
" فيا لها من حسرة " النداء للتعجب " من حسرة " تميز للضمير المبهم .
قوله : هذا ينقاد ، يعني أنهم يزنون ما ورد في الكتاب والسنة بميزان
عقولهم الواهية ، وقواعدهم الكلامية فيؤمنون ببعض ، ويكفرون ببعض ، كما
هو دأب الحكماء وأكثر المتكلمين ، أو الاول إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة
في مجادلاتهم : سلمناه ، لكن لا نسلم ذلك .
والثانى : وهو قوله : " هذا ينساق " إشارة إلى قولهم للخصم : أن يقول :
كذا ، وليس للخصم أن يقول : كذا .
وفي الكافي ( 1 ) بعد قوله : " ولما استقر بنا المجلس " قوله : وكان أبوعبدالله
عليه السلام قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 174 . ( * )
[ 15 ]
قال : فأخرج أبوعبدالله عليه السلام رأسه من فازته فاذا هو ببعير يخب .
أقول : الفازة : مظلة بعمودين . والخب ( 1 ) ضرب من العدو ، تقول : خب
الفرس يخب بالضم خبا وخببا : إذا راوح بين يديه ورجليه ، وأخبه صاحبه
ذكرهما الجوهري ( 2 ) قوله : فتعارفا ، أي تكلما بما حصل به التعارف بينهما ، و
عرف كل منهما رتبة الآخر وكلامه ، بلا غلبة لاحدهما على الآخر ، وفي بعض
النسخ : [ فتعارقا ] أي وقعا في الشدة والعرق ، وفي بعضها : [ فتعارقا ] أي لم
يظهر أحدهما على الآخر . قوله : " وقد استخذل " في بعض النسخ بالذال ، أي
صار مخذولا مغلوبا لا ينصره أحد ، وفي بعضها بالزاء من قولهم : انخزل في كلامه
أي انقطع .
وفي الكافي : فأقبل أبوعبدالله عليه السلام يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي .
فيمكن أن يقرأ الشامي بالنصب ، أي من الذال ( 3 ) الذي أصابه من المغلوبية
والخجلة ، أو بالرفع بأن تكون كلمة " ما " مصدرية ، أي من إصابة الشامي
وكون كلامه صوابا ، فالضحك لمغلوبية قبيس .
قوله : " فغضب " إنما غضب لسوء أدب الشامي في التعبير عن الامام عليه السلام
والاشارة إليه بما يوهم التحقير . والملئ بالهمزة وقد يخفف فيشدد الياء : الثقة
الغني قوله : " على الاثر " أي على حسب ما يقتضيه كلامك السابق فلا يختلف
كلامك بل يتعاضد ، أو على أثر كلام السائل ووفقه ، أو على مقتضى ، ما روي عن
رسول الله صلى الله عليه وآله من الاخبار المأثورة . وراغ من الشئ : مال وحاد . قوله : " إن
باطلك أظهر " أي أغلب على الخصم ، أو أبين في رد كلامه . قوله : " وأقرب ما
تكون " الظاهر أن " أقرب " مبتداء و " أبعد " خبره ، والجملة حال عن فاعل
" تتكلم " أي والحال أن أقرب حال تكون أنت عليه من الخبر أبعد حال تكون
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة والقاموس : والخبب .
( 2 ) في النسخة المخطوطة : ذكرهما الفيروز آبادى .
( 3 ) هكذا في النسخة المطبوعة ، وسقطت الكلمة عن النسخة المخطوطة ، ولعل
الصحيح : الذل . ( * )
[ 16 ]
عليه من الخبر ، والظرفان صلتان للقرب والبعد ، و " ما " مصدرية ، أي أقرب
أوقات كونك من الخبر أبعدها ، ويحتمل أن يكون " أبعد " منصوبا على الحالية
سادا مسد الخبر ، كما في قولهم : أخطب ما يكون الامير قائما ، على اختلافهم
في تقدير مثله كما هو مذكور في محله ، قال الرضي رضي الله عنه في شرحه على
الكافية بعد نقل الاقوال في ذلك : واعلم أنه يجوز رفع الحال الساد مسد الخبر
عن أفعل المضاف إلى ما المصدرية الموصولة بكان أو يكون ، نحو أخطب ما يكون
الامير قائم ، هذا عند الاخفش والمبرد ، ومنعه سيبويه ، والاولى جوازه لانك
جعلت ذلك الكون أخطب مجازا ، فجاز جعله قائما أيضا ، ثم قال : ويجوز أن
يقدر في أفعل المذكور زمان مضاف إلى ما يكون ، لكثرة وقوع ما المصدرية مقام
الظرف ، نحو قولك : " ماذر شارق " فيكون التقدير أخطب أوقات ما يكون الامير
قائم ، أي أوقات كون الامير ، فيكون قد جعلت الوقت أخطب وقائما ، كما يقال :
" نهاره صائم : وليلة قائم " انتهى قوله .
" قفازان " بالقاف ثم الفاء ثم الزاء المعجمة من قفز بمعنى وثب ، وفي
بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف وإعجام ( 1 ) الراء من فقزت الخرز : ثقبته ، و
الاول أظهر .
قوله عليه السلام : " تلوي رجليك " يقال : لويت الحبل : فتلته ، ولوى الرجل
رأسه : أمال وأعرض ، ولوت الناقة ذنبها : حركته ، والمعنى أنك كلما قربت
تقع من الطيران على الارض تلوي رجليك ، كما هو دأب الطيور ثم تطير ولا تقع
والغرض أنك لا تغلب من خصمك قط ، وإذا قرب أن يغلب عليك تجد مفرا
حسنا فتغلب عليه ، والزلة إشارة إلى ما وقع منه في زمن الكاظم عليه السلام من ترك ( 2 )
* ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح : واهمال الراء ، من فقرت الخرز : ثقبته .
( 2 ) وقد ذكر رحمه الله وجها لتركه التقية ، وهو انه كان مأمورا بالتقية إلى مدة معلوم
وكان بعدها مأذونا في التبليغ والبحث مع المخالفين . ( * )
[ 17 ]
التقية كما سيأتي في أبواب تاريخه عليه السلام وفي الكافي : " والشفاعة من ورائها ( 1 ) "
وهو أظهر .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 17 سطر 3 الى ص 25 سطر 3

13 - ع : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن صفوان بن يحيى عن ابن حازم قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني ناظرت قوما فقلت : ألستم تعلمون أن رسول الله هو
الحجة من الله على الخلق ؟ فحين ذهب رسول الله صلى الله عليه وآله من كان الحجة من بعده ؟
فقالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيه المرجى والحروري و
الزنذيق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه ، فعرفت أن القرآن لا يكون
حجة إلا بقيم ، ما قال فيه من شئ كان حقا ، قلت : فمن قيم القرآن ؟ قالوا :
قد كان عبدالله بن مسعود وفلان وفلان وفلان ( 2 ) يعلم ، قلت : كله ؟ قالوا : لا
فلم أجد أحدا يقال : إنه يعرف ذلك كله إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ، وإذا كان
الشئ بين القوم وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري
وقال هذا : لا أدري ( 3 ) فأشهد أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان قيم القرآن ، و
كانت طاعته مفروضة ، وكان حجة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الناس كلهم ، وإنه
عليه السلام قال في القرآن فهو حق ، فقال : رحمك الله ، فقبلت رأسه ، وقلت :
إن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يذهب حيت ترك حجة من بعده كما ترك رسول
الله حجة من بعده ، وإن الحجة من بعد علي عليه السلام الحسن بن علي عليه السلام ، و
أشهد على الحسن بن علي عليه السلام أنه كان الحجة وأن طاعته مفترضة ، فقال : رحمك الله
فقبلت رأسه وقلت : أشهد ( 4 ) على الحسن بن علي عليه السلام انه لم يذهب حتى ترك
حجة من بعده كما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوه ، وأن الحجة بعد الحسن الحسين
ابن علي عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : رحمك الله ، فقبلت رأسه ، وقلت ،
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 174 .
( 2 ) في رجال الكشى : فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة يعلم .
( 3 ) ذكر في العلل قوله . [ هذا لا ادرى ] ثلاث مرات .
( 4 ) في النسخة المطبوعة : انى أشهد . ( * )
[ 18 ]
وأشهد على الحسين بن علي عليه السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ( 1 ) وأن
الحجة من بعده علي بن الحسين عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : رحمك الله
فقبلت رأسه وقلت : وأشهد على علي بن الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة
من بعده ، وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبوجعفر عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة
فقال : رحمك الله ، قلت : أصلحك الله أعطني رأسك ، فقبلت رأسه ، فضحك ، فقلت :
أصلحك الله قد علمت أن أباك عليه السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك
أبوه ، فأشهد بالله أنك أنت الحجة من بعده ، وأن طاعتك مقترضة ، فقال : كف
رحمك الله ، قلت : أعطني رأسك أقبله ، فضحك قال : سلني عما شئت فلا انكرك بعد
اليوم أبدا ( 2 ) .
كش : جعفر بن محمد بن أيوب عن صفوان عن منصور بن حازم قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام : إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل الخلق يعرفون
بالله ، قال : صدقت قلت : من عرف من أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك
الرب رضا وسخطا ، وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا برسول ، فمن لم يأته الوحي
فينبغى أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة ، وأن لهم الطاعة المفترضة
فقلت للناس : أليس تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجة من الله على خلقه .
وساق الحديث إلى آخره نحوا مما مر وفيه : وقال : هذا لا أدري - ثلثا - و
قال : هذا أدري ، ولم ينكر عليه كان القول قوله ( 3 ) .
توضيح : المرجئة : فرقة من المخالفين يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية
كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة ، سموا مرجئة لانهم قالوا : إن الله أرجأ تعذيبهم
على المعاصي ، أي أخره ، وقد يطلق على جميع العامة لتأخيرهم أمير المؤمنين
عليه السلام عن درجته إلى الرابع ، والحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى
* ( هامش ) * ( 1 ) زاد في رجال الكشى : كما ترك ابوه .
( 2 ) علل الشرايع : 75 .
( 3 ) رجال الكشى : 264 و 265 . ( * )
[ 19 ]
الحروراء موضع قرب الكوفة كان أول اجتماعهم فيه . وفي الكافي والكشي :
والقدري ( 1 ) .
وقد يطلق على الجبرية والمفوضة كما مر ، والزنديق هو النافي للصانع
تعالى أوهم الثنوية . وقيم القوم : من يقوم بسياسة امورهم . وضحكه عليه السلام لتكرار
التقبيل . والامر بالكف للتقية وقوله عليه السلام : فلا انكرك ، أي لا أتقيك ، عبر
عنه بلازمه ، لانه إنما يتقى من لا يعرف غالبا ، أو لا انكر أنك من شيعتنا .
14 - ع : الطالقاني عن الجلودي عن المغيرة بن محمد عن رجاء بن سلمة عن
عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : لاي شئ يحتاج إلى
النبي والامام ؟ فقال : لبقآء العالم على صلاحه ، وذلك أن الله عزوجل يرفع
العذاب عن أهل الارض إذا كان فيها نبي أو إمام ، قال الله عزوجل : " وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم ( 2 ) " وقال النبي صلى الله عليه وآله : " النجوم أمان لاهل السماء ، و
أهل بيتي أمان لاهل الارض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السمآء ما يكرهون
وإذا ذهب أهل بيتى أتى أهل الارض ما يكرهون " يعني بأهل بيته الائمة الذين
قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته فقال : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول واولي الامر منكم ( 3 ) " وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا
يعصون ، وهم المؤيدون الموفقون المسددون ، بهم يرزق الله عباده ، وبهم يعمر
بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم تخرج بركات الارض ، وبهم يمهل أهل
المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا
يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين ( 4 ) .
15 - ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن نعمان الرازي
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 168 و 169 .
( 2 ) الانفال : 33 .
( 3 ) النساء : 59 .
( 4 ) علل الشرايع : 52 . ( * )
[ 20 ]
قال : كنت أنا وبشير الدهان عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : لما انقضت نبوة آدم
وانقطع أكله أوحى الله عزوجل إليه : أن يا آدم قد انقضت نبوتك ، وانقطع أكلك
فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوة وأثرة العلم والاسم الاعظم
فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله ، فإني لم أدع ( 1 ) الارض بغير عالم يعرف
به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لمن أطاعه ( 3 ) .
سن : أبي عن محمد بن سفيان عن نعمان الرازي مثله ، وفيه : يكون نجاة
لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور النبي الآخر ( 3 ) .
بيان : الاثرة بالضم : البقية من العلم يؤثر ، كالاثرة والاثارة ذكره
الفيروز آبادي .
16 - فس : أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : المنذر
رسول الله صلى الله عليه وآله ، والهادي أمير المؤمنين عليه السلام بعده والائمة عليهم السلام وهو قوله :
" ولكل قوم هاد ( 4 ) " في كل زمان إمام هاد مبين ، وهو رد على من ينكر أن في
كل عصر وزمان إماما ، وأنه لا يخلو الارض من حجة ، كما قال أمير المؤمنين
عليه السلام : لا يخلو الارض من قائم بحجة الله ، إما ظاهر مشهور ، وإما خائف
مغمور ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ( 5 ) .
17 - ع : أبي عن سعد عن اليقطيني عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن
أبي إسحاق الهمداني قال : حدثني الثقة من أصحابنا أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام
يقول : اللهم لا تخلو الارض من حجة لك على خلقك ظاهر أو خافي مغمور لئلا
تبطل حججك وبيناتك ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المحاسن : لن أدع .
( 2 ) علل الشرايع : 76 فيه : لمن اطاعنى .
( 3 ) المحاسن : 235 فيه : وآثار العلم ، ولعله مصحف : واثارة من العلم .
( 4 ) ذكرنا موضع الاية في صدر الباب .
( 5 ) تفسير القمى : 336 . والظاهر أن قوله : " وهو رد " إلى آخر الحديث من كلام القمى
( 6 ) علل الشرائع : 76 . ( * )
[ 21 ]
18 - ع : أبي ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب
عن يعقوب السراج قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : تبقى الارض بلا عالم حي ظاهر يفرغ ( 1 ) إليه الناس في حلالهم وحرامهم ؟ فقال لي : إذا لا يعبد الله يا أبا يوسف ( 2 ) .
19 - ع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن سنان وصفوان وابن
المغيرة وعلي بن النعمان كلهم عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن الله لا يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان
فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولولا
ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرق بين الحق والباطل ( 3 ) .
20 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : تبقى الارض بغير إمام ؟ قال : لو بقيت
الارض بغير إمام ساعة لساخت ( 4 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب معا
عن محمد بن الفضيل مثله ( 5 ) .
بيان : يقال : ساخت قوائمه في الارض ، أي دخلت وغابت ، ولا يبعد أن
يكون سوخ الارض كناية عن رفع نظامها وهلاك أهلها .
21 - ع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد الخشاب ، عن جعفر بن
محمد ، عن كرام قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الامام
وقال : إن آخر من يموت الامام لئلا يحتج أحدهم على الله عزوجل تركه بغير
حجة ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) يفرغ إليه : قصده . وفى نسخة ، [ يفرع ] وفى الصمدر : [ يفزع ] أى يلجأ إليه .
( 2 ) علل الشرايع ، 76 .
( 3 ) علل الشرايع : 76 .
( 4 ) علل الشرايع : 76 .
( 5 ) اكمال الدين : 116 .
( 6 ) علل الشرايع 76 . ( * )
[ 22 ]
22 - ع : أبي ، عن سعد ، عن الخشاب ، عن ابن أبي نجران ، عن عبدالكريم
وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام إن جبرئيل نزل على محمد صلى الله عليه وآله يخبر عن ربه عزوجل
فقال له : يا محمد لم أترك الارض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي ، ويكون
نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضل
الناس ، وليس في الارض حجة وداع إلي ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري و
إني قد قضيت ( 1 ) لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ، ويكون حجة على الاشقياء ( 2 ) .
23 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن
ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يصلح الناس إلا بامام
ولا تصلح الارض إلا بذلك ( 3 ) .
24 - ع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن ابن ( 4 )
عمارة بن الطيار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو لم يبق في الارض إلا رجلان
لكان أحدهما الحجة ( 5 ) .
25 - ع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة عن أبي جعفر
عليه السلام قال : والله ما ترك ( 6 ) الارض منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدى
له إلى الله ، وهو حجة الله على عباده ، ولا تبقى الارض بغير حجة لله على عباده ( 7 ) .
ير : محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام
مثله ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : قد قضيت .
( 2 ) علل الشرايع : 76 .
( 3 ) علل الشرايع : 76 فيه : لا يصلح الناس إلا إمامهم .
( 4 ) في المصدر : [ عن أبى عمارة بن الطيار ] وفى تنقيح المقال : أبوعمارة الطيار .
( 5 ) علل الشرايع : 76 .
( 6 ) في النسخة المخطوطة : ما ترك الله .
( 7 ) علل الشرايع . 76 .
( 8 ) بصائر الدرجات : 143 فيه : بغير : امام حجة الله على عباده . ( * )
[ 23 ]
نى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد عيسى ، عن محمد بن الفضيل
عن الثمالي مثله ( 1 ) .
26 - ع : أبي ، عن الحميري ، عن السندي بن محمد ، عن العلا ، عن محمد
عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا تبقى الارض بغير إمام ظاهر أو باطن ( 2 ) .
27 - ك ، ع : أبي ، عن الحميري ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حفص ، عن
عيثم بن أسلم ( 3 ) عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : و
الله ما ترك الله الارض ( 4 ) منذ قبض آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله عزوجل
وهو حجة الله عزوجل على العباد ، من تركه هلك ، ومن لزمه نجا حقا على
الله عزوجل ( 5 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن
يحيى ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام مثله ( 6 ) .
كش : أبوسعيد بن سليمان ، عن اليقطيني ، عن يونس وصفوان وجعفر بن
بشير جميعا عن ذريح مثله ( 7 ) .
28 - ع : أبي ، عن محمد بن يحيى ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن
إبراهيم ، عن زيد الشحام ، عن داود بن العلا ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) غيبة النعمانى : 68 فيه : بغير امام حجة لله على عباده .
( 2 ) علل الشرايع : 76 .
( 3 ) في نسخة : [ عثيم ] بتقديم الثاء . وفى الاكمال : ابراهيم بن هاشم عن أبى جعفر
عن عثمان بن اسلم .
( 4 ) في الاكمال : ما ترك الله الارض قط .
( 5 ) علل الشرايع : 76 و 77 ، اكمال الدين : 133 .
( 6 ) اكمال الدين : 127 ، الاسناد فيه هكذا : حدثنا أبى رحمه الله قال : حدثنا عبدالله
ابن جعفر عن محمد بن عيسى عن جعفر بن بشير وصفوان بن يحيى جميعا عن ذريح عن أبى
عبدالله عليه السلام مثله سواء .
( 7 ) رجال الكشى : 237 راجعه . ( * )
[ 24 ]
ما خلت الدنيا منذ خلق الله السماوات والارض من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة
حجة لله فيها على خلقه ( 1 ) .
29 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب والنهدي ، عن أبي داود
المسترق ، عن أحمد بن عمر الحلال ( 2 ) عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت : هل تبقى
الارض بغير إمام ؟ فإنا نروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : لا تبقى إلا أن يسخط
الله على العباد ، فقال : لا لا تبقي ( 3 ) إذا لساخت ( 4 ) .
30 - ع : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب واليقطيني معا ، عن
محمد بن الفضيل ، عن الثمالي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : تبقى الارض بغير إمام
قال : لو بقيت بغير إمام لساخت ( 5 ) .
غط : سعد مثله ( 6 ) .
نى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني مثله ( 7 ) .
31 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب واليقطني
جميعا ، عن محمد بن سنان ، وعلي بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل لم يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم
الزيادة والنقصان في الارض ، وإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله
لهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين امورهم ، ولم يفرقوا
بين الحق والباطل ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع : 77
( 2 ) في المصدر : الخلال بالمعجمة ، وظاهر النجاشى الاول حيث فسر الحل بالشيرج .
( 3 ) في نسخة ، لو بقيت بغير امام لساخت .
( 4 و 5 ) علل الشرايع : 77 .
( 6 ) غيبة الطوسى : 142 .
( 7 ) غيبة النعمانى : 69 .
( 8 ) علل الشرايع . ص 77 . ( * )
[ 25 ]
ير : اليقطيني مثله ( 1 ) .
ختص : الثلاثة جميعا مثله ( 2 ) .
32 - ع : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، ومحمد بن عبدالجبار ، عن


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 25 سطر 4 الى ص 33 سطر 4

عبدالله بن محمد الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إن الارض لا تخلو من أن يكون فيها من يعلم الزيادة والنقصان
فإذا جاء المسلمون بزيادة طرحا ، وإذا جاؤا بالنقصان أكمله لهم ، فلولا ذلك اختلط
على المسلمين امورهم ( 3 ) .
ير : محمد بن عبدالجبار ، عن الحجال مثله ( 4 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن إسحاق بن عمار ، عن مولى
لابي عبدالله عليه السلام مثله ( 5 ) .
33 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، ومحمد بن عبدالجبار ، عن البرقي
عن فضالة بن أيوب ، عن شعيب ، عن أبي حمزة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لن تبقى
الارض إلا وفيها من يعرف الحق ، فإذا زاد الناس فيه قال : قد زادوا ، وإذا نقصوا
منه قال : قد نقصوا ، وإذا جاؤا به صدقهم ، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق
من الباطل ( 6 ) .
ير : محمد بن عبدالجبار مثله ( 7 ) .
ختص : باسناده عن أبي حمزة مثله ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 96 .
( 2 ) الاختصاص : 288 و 289 .
( 3 ) علل الشرائع : 77 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 96 فيه : لاختلط على المسلمين امرهم .
( 5 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 6 ) علل الشرايع : 77 .
( 7 ) بصائر الدرجات : 96 فيه : وفيها رجل منا يعرف الحق .
( 8 ) الاختصاص : 289 فيه : [ الحسن بن على بن النعمان عن ابى حمزة الثمالى ] و
فيه : وفيها رجل منا يعرف الحق . ( * )
[ 26 ]
34 - ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر
عن يحيى الحلبي ، عن شعيب الحذاء ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : إن الارض لا تبقى إلا ومنا فيها من يعرف الحق ، فإذا زاد الناس قال :
قد زادوا ، وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا ، ولولا أن ذلك كذلك لم يعرف الحق
من الباطل ( 1 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد مثله ( 2 ) .
35 - ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني
عن يونس ، عن إسحاق بن عمار ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن
الله لم يدع الارض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان من دين الله عزوجل
فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، ولولا ذلك لالتبس على
المسلمين أمرهم ( 3 ) .
ير : إبراهيم بن هاشم مثله ( 4 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن اليقطيني ، عن
يونس ، عن أبي الصباح ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 5 ) .
36 - ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أسباط
عن سليم مولى طربال عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن
الارض لن تخلو إلا وفيها عالم كلما زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله
لهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمورهم ، ولم يفرقوا
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع : 77 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 96 فيه : [ النضر بن سويد عن محمد بن عبدالرحمن عن شعيب
الحداد ] اقول : هو شعيب بن اعين الحداد الكوفى
( 3 ) علل الشرايع : 77 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 96 فيه : لالتبست على المسلمين امورهم .
( 5 ) اكمال الدين : 117 فيه : لالتبست على المسلمين امورهم . ( * )
[ 27 ]
بين الحق والباطل ( 1 ) .
37 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد واليقطيني ، عن ابن أبي عمير ، عن
منصور بن يونس ، عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول :
إن الارض لا تخلو إلا وفيها عالم كلما زاد المؤمنون شيئا ردهم إلى الحق ، و
إن نقصوا شيئا تممه لهم ( 2 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا عن الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط
عن سليم مولى طربال ، عن إسحاق مثله ( 3 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أسباط مثله ( 4 ) .
نى : الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس
وسعدان بن مسلم عن إسحاق مثله ( 5 ) .
38 - ع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن علي بن إسماعيل الميثمي
عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبدالاعلى مولى آل سام ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته
يقول : ما ترك الله الارض بغير عالم ينقص ما زاد الناس ، ويزيد ما نقصوا ، ولولا
ذلك لاختلط على الناس امورهم ( 6 ) .
ك : ابن الوليد عن سعد والحميري معا عن اليقطيني مثله ( 7 ) .
ير : الحميري ، عن اليقطيني مثله ( 8 ) .
39 - ن ، ع : أبي عن سعد ، عن ابن عيسى ، وعلي بن إسماعيل بن عيسى
* ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرايع : 77 .
( 2 ) علل الشرايع : 77 .
( 3 ) اكمال الدين : 128 فيه : كيما ان زاد .
( 4 ) بصائر الدرجات : 96 .
( 5 ) غيبة النعمانى : 68 فيه : كيما ان زاد .
( 6 ) علل الشرايع : 78 .
( 7 ) اكمال الدين : 118 فيه : [ أبى ومحمد بن الحسن ] وفيه : لاختلطت .
( 8 ) بصائر الدرجات : 96 . ( * )
[ 28 ]
عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن القاسم ( 1 ) عن محمد بن الفضيل ، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت له : تكون الارض ولا إمام فيها ؟ فقال : إذا
لساخت بأهلها ( 2 ) .
ير : محمد بن علي بن إسماعيل ، عن ابن معروف مثله ( 3 ) .
40 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن النصر ، عن محمد بن
الفضيل ، عن الثمالي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام تبقى الارض بغير إمام ؟ قال :
لا ، لو بقيت الارض بغير إمام لساخت ( 4 ) .
ير : محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل مثله ( 5 ) .
ير : محمد بن الحسين . عن النضر بن شعيب ، عن محمد بن الفضيل مثله ( 6 ) .
41 - ن ، ع : أبي ، عن سعد ، عن عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد الاشعري
عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت : فإنا نروي عن أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال : لا تبقى الارض بغير إمام إلا أن يسخط الله على العباد ، فقال
لا تبقى اذن لساخت ( 7 ) .
ير : محمد بن الحسين ، عن أبي داود المسترق عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن
عليه السلام مثله ( 8 ) .
42 - ن ، ع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن الوشاء قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) في العيون والبصائر : عن محمد بن الهيثم .
( 2 ) علل الشرائع ، 77 ، عيون الاخبار : 150 فيهما : قال ، لا ، إذا .
( 3 ) بصائر الدرجات : 144 فيه : قال : لا ، إذا .
( 4 ) علل الشرائع : 77 .
( 5 و 6 ) بصائر الدرجات : 144 فيه : قال : لو بقيت .
( 7 ) علل الشرائع : 77 : عيون الاخبار : 150 فيهما : هل تبقى الارض بغير امام ؟
قال : لا ، قلت : فانا .
( 8 ) بصائر الدرجات : 144 فيه : هل يبقى الارض بغير امام ؟ فانا نروى . ( * )
[ 29 ]
قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : هل تبقى الارض بغير إمام ؟ فقال : لا ، فقلت :
فإنا نروي أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد ، فقال عليه السلام : لا تبقى إذا
لساخت ( 1 ) .
نى : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن المعلى مثله ( 2 ) .
ير : عباد بن سليمان ( 3 ) مثله إلا أن فيه فإنا نروي عن أبي عبدالله عليه السلام
أنه قال : لا تبقى ( 4 ) .
43 - ن ، ع : أبي ، عن سعد ، عن الحسن بن علي الدينوري ( 5 ) ومحمد بن أحمد
ابن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن سعيد بن جناح ( 6 ) عن سليمان بن جعفر
الجعفري قال : سألت الرضا عليه السلام فقلت : تخلو الارض من حجة ؟ فقال : لو خلت
الارض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها ( 7 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا عن الحميرى ، عن أحمد بن هلال مثله ( 8 ) .
ير : محمد بن محمد ، عن أبي طاهر محمد بن سليمان ، عن أحمد بن هلال مثله ( 9 ) .
44 - فس : " وإن من امة إلا خلا فيها نذير " قال : لكل زمان إمام ( 10 )
45 - فس : " أفنضرب عنكم الذكر صفحا " استفهام ، أي ندعكم مهملين لا
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون اخبار الرضا : 150 ، علل الشرائع : 77
( 2 ) غيبة النعمانى : 99 .
( 3 ) اى عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن احمد بن عمر عن ابى الحسن الرضا عليه السلام
أقول : ورواه الصفار أيضا باسناده عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد مثله .
( 4 ) بصائر الدرجات : 144 .
( 5 ) في نسخة : الزيتونى . أقول : في العيون : [ الزيتونى ] وفى العلل : الدينورى .
( 6 ) في العيون : [ عن سعيد بن سليمان ] وفى العلل : عن سعيد .
( 7 ) عيون الاخبار : 150 و 151 : علل الشرائع : 77 .
( 8 ) اكمال الدين : 118 .
( 9 ) بصائر الدرجات : 144 فيه : حجة الله .
( 10 ) تفسير القمى : 545 والاية في سورة فاطر : 24 . ( * )
[ 30 ]
نحتج عليكم برسول أو بامام أو بحجج ( 1 ) ؟
46 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام أن
النبي صلى الله عليه وآله قال : في كل خلف من امتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين
تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجهال ( 2 ) وإن أئمتكم وفدكم
إلى الله فانظروا من توفدون في دينكم وصلاتكم ( 3 ) .
ك : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن أبي الحسن
الليثي ، عن الصادق عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم مثله إلا أن فيه : وإن
أئمتكم قادتكم إلى الله ، فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم ( 4 ) .
بيان : وفد إليه وعليه : ورد ، وأوفده عليه وإليه ، والوافد : السابق من
الابل ، والانفاد والتوفيد : الارسال . والوفد : الذين يقصدون الامراء لزيارة
واسترفاد وانتجاع .
47 - ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : إن الحجة لا تقوم لله عزوجل على خلقه إلا بامام حي يعرفونه ( 5 ) .
48 - فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن معاوية بن حكيم ، عن
أحمد بن محمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : " ولقد وصلنا
لهم القول لعلهم يتذكرون " قال عليه السلام : إمام بعد إمام ( 6 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن حماد بن عيسى ، عن بعض أصحابه
ومحمد بن اليهثم عن أبيه جميعا عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 606 و 607 والاية في سورة الزخرف : 5 .
( 2 ) في الاكمال ، وتأويل الجاهلين .
( 3 ) قرب الاسناد : 37 فيه : في دينكم وصلواتكم .
( 4 ) اكمال الدين : 128 .
( 5 ) قرب الاسناد : 153 .
( 6 ) تفسير القمى ص : 489 . والاية في سورة القصص : 51 .
( 7 ) بصائر الدرجات : 151 . ( * )
[ 31 ]
49 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل :
" ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " قال : إمام بعد إمام ( 1 ) .
50 - كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن حماد بن عيسى
عن عبدالله بن جندب قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " ولقد وصلنا
لهم القول لعلهم يتذكرون " قال : إمام ( 2 ) إلى إمام ( 3 ) .
قب : عبدالله بن جندب مثله ( 4 ) .
51 - ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن موسى بن عيسى ، عن أبي الحسن
الثالث ، عن آبائه عن الصادق عليهم السلام في قوله : " ولقد وصلنا لهم القول " قال :
إمام بعد إمام ( 5 ) .
بيان : على تفسيره لعل المعنى وصلنا لهم القول : أي بيان الحق والانذار
وتبليغ الشرايع بنصب إمام بعد إمام ، أو القول والاعتقاد بولاية إمام بعد إمام ، و
المراد ( 6 ) به قوله تعالى " إني جاعل في الارض خليفة " ( 7 ) أي هذا الوعد ، والتقدير
متصل إلى آخر الدهر .
وقال البيضاوي : أي أتبعنا بعضه بعضا في الانزال ليتصل التذكير ، أو في
النظم ليتقرر الدعوة بالحجة ، والمواعظ بالمواعيد ، والنصايح بالعبر ( 8 ) .
وقال الطبرسى : أي أتينا بآية بعد آية ، وبيان بعد بيان ، وأخبرناهم
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 217 .
( 2 ) في النسخة المطبوعة : اماما .
( 4 ) اصول اكافى : 1 : 415 . فيه : سألت أبا الحسن عليه السلام .
( 4 ) مناقب آل ابيطالب : 3 : 523
( 5 ) امالى ابن الطوسى : ص : 184 ، 185 .
( 6 ) في النسخة المخطوطة : أو المراد .
( 7 ) البقرة : 30 .
( 8 ) انوار التنزيل : 2 : 219 . ( * )
[ 32 ]
بأخبار الانبياء والمهلكين من اممهم ( 1 ) .
52 - ن ، ع : في علل الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام فان قال : فلم
جعل اولي الامر ، وأمر بطاعتهم ؟ قيل : لعلل كثيرة ، منها أن الخلق مما وقفوا
على حد محدود ، وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت
ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا ، يأخذهم بالوقف عندما أبيح لهم ويمنعهم
من التعدى والدخول فيما خطر عليهم ، لانه لو لم يكن ذلك كذلك لكان أحد
لا يترك لذته ومنفعة ( 2 ) لفساد غيره ، فجعل عليه قيما يمنعهم من الفساد ، ويقيم فيهم
الحدود والاحكام ، ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا
إلا بقيم ورئيس لما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا ، فلم يجز في حكمة الحكيم
أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد لهم منه ، ولا قوام لهم إلا به ، فيقاتلون به عدوهم
ويقسمون به فيئهم ، ويقيم لهم جمعتهم ( 3 ) وجماعتهم ، ويمنع ظالمهم من مظلومهم ، و
منها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة ، وذهب الدين
وغيرت السنة ( 4 ) والاحكام ، ولزاد فيه المبتدعون ، ونقص منه الملحدون ، وشبهوا
ذلك على المسلمين ، لانا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم
واختلاف أهوائهم ، وتشتت أنحائهم ( 5 ) ، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به
الرسول ( 6 ) فسدوا على ما بينا ( 7 ) ، وغيرت الشرائع والسنن والاحكام
والايمان ، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 7 : 358 .
( 2 ) في العيون والعلل : منفعته .
( 3 ) في العلل : ويقيمون به جمعتهم .
( 4 ) في العيون والعلل : وغيرت السنن .
( 5 ) في العلل : وتشتت حالاتهم .
( 6 ) في العلل : الرسول الاول .
( 7 ) في العلل : على نحو ما بيناه .
( 8 ) عيون الاخبار : 249 : علل الشرائع 95 . ( * )
[ 33 ]
53 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان
عن ابن أورمة عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالحميد بن أبي
الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : عاش نوح بعد النزول من السفينة خمسمائة
سنة ، ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال : يا نوح إنه قد انقضت نبوتك ، واستكملت أيامك


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 33 سطر 5 الى ص 41 سطر 5

فيقول الله تعالى : ادفع ميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك إلى ابنك سام
فاني لا أترك الارض إلا وفيها علم يعرف به طاعتي ، ويكون نجاة فيما بين قبض
النبي وبعث النبي الآخر ، ولم أكن أترك الناس بغير حجة وداع إلي ، وهاد
إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، فاني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به
السعداء ، ويكون حجة على الاشقياء ، قال : فدفع نوح عليه السلام جميع ذلك إلى ابنه
سام ، وأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به ، قال وبشرهم نوح بهود عليه السلام
وأمهم باتباعه ، وأمرهم أن يفتحوا الوصية كل عام فينظروا فيها فيكون ذلك عبدا
لهم كما أمرهم آدم عليه السلام ( 1 ) .
54 - ك : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد
ابن أبي خلف ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان بين عيسى وبين
محمد صلى الله عليه وآله خمسمائة عام منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر ، قلت :
فما كانوا ؟ قال : كانوا مستمسكين بدين عيسى عليه السلام ، قلت : فما كانوا ؟ قال : مؤمنين
ثم قال عليه السلام : ولا تكون الارض إلا وفيها عالم ( 2 ) .
55 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن
محمد بن الهيثم ( 3 ) ، عن محمد بن الفضيل قال : قلت للرضا عليه السلام : أتبقى الارض بغير
إمام ؟ ( 4 ) فقال : لا ، قلت : فإنا نروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنها لا تبقى بغير إمام
* ( هامش ) * ( 1 ) قصص الانبياء : مخطوط ، والحديث في ص 29 من نسخة عندى .
( 2 ) اكمال الدين : 96 فيه : [ متمسكين ] وفيه : قال : كانوا مؤمنين .
( 3 ) في النسخة المخطوطة : محمد بن القاسم .
( 4 ) في نسخة : بغير عالم . ( * )
[ 34 ]
إلا أن يسخط الله على أهل الارض ، أو على العباد ، فقال : لا ، لا تبقى إذا لساخت ( 1 ) .
ك : أبي ، عن سعد والحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن
الحسن بن علي الخزار ، عن أحمد بن عمر ، عن الرضا عليه السلام مثله ( 2 ) .
ني : الكليني ، عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل مثله ( 3 ) .
56 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميرى معا ، عن اليقطيني وابن
أبي الحطاب معا ، عن زكريا المؤمن وابن فضال معا ، عن أبي هراسة عن أبي جعفر
عليه السلام قال : قال : لو أن الامام رفع من الارض ساعة لماجت بأهلها كما يموج
البحر بأهله ( 4 ) .
نى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني مثله ( 5 ) .
ير : عن اليقطيني مثله ( 6 ) .
57 - ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وإبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن
مهزيار ، عن الحسن بن سعيد عن أبي علي الجبلي ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي
عبدالله عليه السلام في حديث له في الحسين بن علي عليه السلام يقول في آخره : ولولا من على
الارض من حجج الله لنفضت الارض ما فيها وألقت ما عليها ، إن الارض لا تخلو
ساعة من الحجة ( 7 ) .
58 - ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن أبي داود المسترق
عن أحمد بن عمر قال : قلت للرضا عليه السلام : إنا روينا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 116 فيه : لا ، لو تبقى إذا لساخت .
( 2 ) اكمال الدين : 117 راجعه
( 3 ) غيبة النعمانى : 69 .
( 4 ) اكمال الدين : 116 فيه : عن سعد عن اليقطينى عن زكريا بن محمد المؤمن .
( 5 ) غيبة النعمانى : 69 فيه : لساخت باهلها وماجت .
( 6 ) بصائر الدرجات : 124 .
( 7 ) اكمال الدين : 116 و 117 فيه : لنفضت الارض بما فيها . ( * )
[ 35 ]
إن الارض لا تبقى بغير إمام ، أو تبقى ولا إمام فيها ؟ فقال : معاذ الله لا تبقى ساعة
إذا لساخت ( 1 ) .
59 - ك : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي
محمود قال : قال الرضا عليه السلام : نحن حجج الله في أرضه ( 2 ) وخلفاؤه في عباده ، و
امناؤه على سره ، ونحن كلمة التقوى ، والعروة الوثقى ، ونحن شهداء الله وأعلامه
في بريته ، بنا يمسك الله السماوات والارض أن تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر
الرحمة ، لا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوما بغير حجة لماجت
بأهلها كما يموج البحر بأهله ( 3 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " نحن كلمة التقوى " إشارة إلى قوله تعالى : " وألزمهم
كلمة التقوى ( 4 ) " وفسرها المفسرون بكلمة الشهادة ، وبالعقائد الحقة ، إذ بها
يتقى من النار ، أو هي كلمة أهل التقوى ، وإطلاقها عليهم إما باعتبار أنهم عليهم السلام
كلمات الله يعبرون عن مراد الله ، كما أن الكلمات تعبر عما في الضمير ، أو باعتبار
أن ولايتهم والقول بامامتهم سبب للاتقاء من النار ، ففيه تقدير مضاف ، أي ذو كلمة
التقوى ، " والعروة الوثقى " إشارة إلى أنهم هم المقصودون بها في قوله تعالى : " فقد
استمسك بالعروة الوثقى ( 5 ) " ويحتمل هنا أيضا حذف المضاف ، والعروة : كل ما
يتعلق أو يتمسك به .
60 - ك : أبي ، عن سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه
علي ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف ، عن الحسن بن زياد قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الارض لا تخلو من أن يكون فيها حجة عالم ، إن الارض
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 117
( 2 ) في المصدر : في خلقه .
( 3 ) اكمال الدين : 177 .
( 4 ) الفتح : 26 .
( 5 ) البقرة : 256 . ( * )
[ 36 ]
لا يصلحها إلا ذلك ، ولا يصلح الناس إلا ذلك ( 1 ) .
ع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن سعد بن أبي خلف مثله ( 2 ) .
61 - ك ، أبي ، وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن اليقطيني
وابن أبي الخطاب معا ، عن محمد بن سنان ، عن حمزة بن الطيار عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : لو لم يبق من الدنيا ( 3 ) إلا اثنان لكان أحدهما الحجة ، أو كان الباقي الحجة
الشك من محمد بن سنان ( 4 ) .
ك : ابن الوليد ، عن سعد والحميري معا ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن
أبي عمير ، عن حمزة بن حمران عنه عليه السلام مثله ( 5 ) .
62 - ك : بهذا الاسناد عن اليقطيني ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن
أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لم يدع الارض بغير عالم
ولولا ذلك لما عرف الحق من الباطل ( 6 ) .
نى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني مثله ( 7 ) .
63 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن يزيد ، عن
أحمد بن هلال في استقامته ( 8 ) عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة
قال : قلت لابي عبد الله عليه الاسلام : يمضي الامام وليس له عقب ؟ قال : لا يكون ذلك
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 177 .
( 2 ) علل الشرايع : 76 . لم يذكر فيه صدره ، وفيه : قال : [ الارض لا يكون الا و
فيها عالم يصلحهم ] ورواه فيه عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى عن صفوان بن
يحيى عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا يصلح الناس الا
امامهم ولا تصلح الارض الا بذلك .
( 3 ) في المصدر : لو لم يبق من اهل الارض .
( 4 ) اكمال الدين : 117 . فيه وفى نسخة من الكتاب : او كان الثانى .
( 5 ) اكمال الدين : 134 فيه : او كان الثانى .
( 6 ) اكمال الدين : 117 فيه : بغير امام .
( 7 ) غيبة النعمانى : 68 .
( 8 ) لانه رجع بعد ذلك إلى النصب او الغلو على اختلاف . ( * )
[ 37 ]
قلت : فيكون ( 1 ) ؟ قال : لا يكون إلا أن يغضب الله عزوجل خلقه فيعاجلهم ( 2 ) .
بيان : قوله : " فيكون " لعله زيد من الرواة ، أو سأله تأكيدا ، أو فهم من
الكلام السابق عدم تحقق ذلك فيما مضى ، فسأل أنه هل يكون ذلك فيما يستقبل
أو أنه سأله بعدما علم أنه لا يكون إماما ( 3 ) بغير عقب أنه هل يكون العقب غير
إمام ؟ أو هل يكون الدهر بغير إمام ( 4 ) .
64 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن الحميري ، عن محمد بن أحمد بن أبي
سعيد الغضنفري ( 5 ) ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
سمعته يقول : لو بقيت الارض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد
عذابه ، أن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه ، وأمانا في الارض لاهل الارض
لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض ما دمنا بين أظهرهم ، وإذا أراد الله أن
يهلكهم ولا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا الله ، ثم يفعل الله ما يشاء ( 6 )
وأحب ( 7 ) .
65 - ك : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن
مصدق ، عن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لم تخلو ( 8 ) الارض منذ كانت من
حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية : " يريدون ليطفؤا نور
الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ فكيف ] وفى نسخة منه : فيكون ماذا قال : لا يكون ذلك إلا .
( 2 ) اكمال الدين : 118 .
( 3 ) هكذا في المطبوع : وفى النسخة المخطوطة : لا يكون الامام .
( 4 ) وعلى ما ذكرنا من اختلاف النسخة لا حاجة إلى هذه التأويلات .
( 5 ) في المصدر : محمد بن احمد عن أبي سعيد العصفرى .
( 6 ) في نخسة : ما شاء .
( 7 ) اكمال الدين : 118 .
( 8 ) الصحيح : [ لم تخل ] وفى المصدر : قال : سمعته وهو يقول : لم تخل .
( 9 ) اكمال الدين : 128 . والاية في الصف : 8 . ( * )
[ 38 ]
66 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن النهدي ، عن نجم بن خالد
البرقي ( 1 ) ، عن خلف بن حماد ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ( 2 ) .
ك : أبي ، عن الحميري ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي هلال
عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم عنه عليه السلام مثله ( 3 ) .
ير : الهيثم النهدي ، عن البرقي ، عن خلف بن حماد مثله ( 4 ) .
67 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن الحميري ، عن أحمد بن إسحاق قال :
دخلت علي أبي محمد العسكري عليه السلام فقال : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس
فيه من الشك والارتياب ؟ فقلت له : يا سيدي ! لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا
امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال : بالحق ، فقال : يا أحمد أما علمتم أن الارض لا تخلو
من حجة ، وأنا ذلك الحجة ، أو قال : أنا الحجة ( 5 ) .
68 - ك : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن أحمد بن إسحاق قال : خرج عن
أبي محمد عليه السلام إلى بعض رجاله في عرض كلام له : ما مني أحد من آبائي بما منيت
به من شك هذه العصابة في ، فإن كان هذا الامر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت
فللشك موضع ، وإن كان متصلا ما اتصلت امور الله عزوجل فما معنى هذا
الشك ؟ ( 6 ) .
بيان : يقال : مني بكذا ، على بناء المجهول ، أي ابتلى به ، قوله : " إلى وقت "
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المطبوعة : [ عن نجم محمد بن خالد ] وفيه تصحيف ، وفى المصدر :
الهيثم بن أبى مسروق النهدى عن محمد بن خالد عن نجم خالد البرقى عن خالد بن حماد .
( 2 ) اكمال الدين : 128 .
( 3 ) اكمال الدين : 135 . فيه : عن ابن هلال .
( 4 ) بصائر الدرجات : 143 فيه : خلف بن حماد عن ابان بن تغلب .
( 5 ) اكمال الدين : 128 . فيه : [ فقال : احمد الله على ذلك يا أحمد ] وفيه : و
انا الحجة .
( 6 ) اكمال الدين : 128 فيه : ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك . ( * )
[ 39 ]
حاصله أنكم إذا اعتقدتم ودنتم به إلى دين الامامية ( 1 ) فيلزمكم القول بكل ما
فيه ، ومنها القول بعدم توقيت تعيين الامام إلى وقت وعدم انقطاع الخلافة عن الارض
إلى انقضاء الدنيا ، فإذا قلتم ذلك فلا مجال للشك لظهور كوني أقرب الناس إلى
الامام الاول ، وأولى الناس بهذا الامر ، والمراد بامور الله تعالى تكاليفه وأحكامه .
69 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن إبراهيم بن
مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن علي بن النعمان والوشاء معا عن الحسين بن أبي
حمزة الثمالي ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لن تخلو الارض إلا و
فيها ( 2 ) منا رجل يعرف الحق ، فإذا زاد الناس فيه قال : قد زادوا ، وإذا نقصوا
منه قال : قد نقصوا ، وإذا جاؤا به صدقهم ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق
من الباطل . قال عبدالحميد بن عواض الطائي : بالذي لا اله إلا هو لسمعت هذا
الحديث من أبي جعفر عليه السلام ، بالله الذى لا إله إلا هو لسمعته منه ( 3 ) .
70 - ك : أبي ، عن سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه
علي ، عن النضر ، عن عاصم بن حميد ، وفضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن
مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عليا عليه السلام عالم هذه الامة ، والعلم يتوارث
وليس يهلك منا أحد إلا ترك من أهل بيتي من يعلم مثل علمه . أو ما شاء الله ( 4 ) .
71 - ك : بهذا الاسناد عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي
عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله وأبا جعفر عليهما السلام قال : إن العلم الذي
اهبط مع آدم لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكل شئ من العلم وآثار الرسل
والانبياء لم يكن من أهل هذا البيت وهو باطل ، وإن عليا عليه السلام عالم هذه الامة
وإنه لن يموت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه ، أو ما شاء الله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : [ بدين الامامية ] وفى النسخة المخطوطة ، بدين الله .
( 2 ) في النسخة المخطوطة : وفيها امام منا .
( 3 ) اكمال الدين : 129 فيه : بالله الذى لا اله الا هو لقد سمعت هذا الحديث .
( 4 ) اكمال الدين : 129 .
( 5 ) اكمال الدين : 129 . ( * )
[ 40 ]
72 - ك : بهذا الاسناد عن علي بن مهزيار وفضالة ( 1 ) بن أيوب ، عن أبان بن
عثمان ، عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الارض
لا تترك إلا وعالم ( 2 ) يعلم الحلال والحرام ، وما يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إلى
الناس ، قلت : جعلت فداك علم ماذا ؟ فقال : وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
عليه السلام ( 3 ) .
73 - ك : بهذا الاسناد عن علي بن مهزيار ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان
عن الحسن بن زياد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : هل تكون الارض إلا وفيها
إمام ؟ قال : لا تكون إلا وفيها إمام لحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه ( 4 ) .
74 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن اليقطيني
عن يونس عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : لم يترك
الله الارض بغير عالم يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إليهم ، يعلم الحلال والحرام
قلت : جعلت فداك بماذا يعلم ؟ قال : بمواريثه من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن
أبي طالب عليه السلام ( 5 ) .
75 - ك : بهذا الاسناد عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله قال : سمعته
يقول : إن العلم الذي انزل مع آدم لم يرفع ، وما مات منا عالم إلا ورث علمه
إن الارض لا تبقى بغير عالم ( 6 ) .
76 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن يزيد
عن عبدالله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد معا ، عن أبي عبدالله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عن فضالة بن ايوب .
( 2 ) في المصدر : الا بعالم .
( 3 ) اكمال الدين : 129 فيه : علم بماذا ؟ قال : وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى عليه السلام .
( 4 ) اكمال الدين : 129 . فيه : وفيها امام عالم لحلالهم ولحرامهم .
( 5 ) اكمال الدين : 129 و 130 فيه : بوراثة .
( 6 ) اكمال الدين : 130 فيه : ورث علمه من بعده . ( * )
[ 41 ]
عن آبائه عليهم السلام قال : قال امير المؤمنين عليه السلام : لا يزال في ولدي مأمون مأمول ( 1 ) .
77 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن أبي -
الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني فيقول لي : ألستم
تروون أنه من مات وليس له إمام فموتته موتة جاهلية ؟ فأقول له : بلى ، فيقول :


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 41 سطر 6 الى ص 49 سطر 6

قد مضى أبوجعفر عليه السلام فمن إمامكم اليوم ؟ فأكره - جعلت فداك - أن أقول له :
جعفر عليه السلام ، فأقول : أئمتي آل محمد صلى الله عليه وآله ، فيقول لي : ما أراك صنعت شيئا ، فقال
عليه السلام : ويح سالم بن أبي حفصة ، لعنه الله ، وهل يدري سالم ما منزلة الامام ؟
إن منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، فانه لن يهلك منا
إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل
الذي دعا إليه فإنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه ( 2 ) .
78 - ك : أبي عن سعد والحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن
محمد المسلمي ( 3 ) عن عبدالله بن سليمان العامري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما زالت
الارض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ، ويدعو إلى سبيل
الله ، ولا تنقطع الحجة من الارض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة ، فإذا رفعت
الحجة أغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع
الحجة ، اولئك شرار من خلق الله ، وهم الذين يقوم عليهم القيامة ( 4 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلي مثله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 132 و 133 .
( 2 ) اكمال الدين : 133 .
( 3 ) هكذا في الكتاب وفى البصائر والمحاسن ، وفى الاكمال ( مسكى ) وكلاهما
مصحفان عن المسلى ، منسوب إلى مسلية : ابوبطن من مذحج ، وهو مسلية بن عامر بن عمرو
ابن علة بن جلد بن مالك بن ادد . ومالك هو مذحج .
( 4 ) اكمال الدين : 133 فيه : اغلقت ابواب التوبة .
( 5 ) بصائر الدرجات : 141 . ( * )
[ 42 ]
سن : علي بن الحكم ، عن المسلي مثله ( 1 ) .
79 - ك : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان
عن الرضا عليه السلام قال : إن الارض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا ( 2 ) .
80 - ك : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى عن البزنطي ، عن
عقبة بن جعفر قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : قد بلغت ما بلغت وليس لك
ولد ، فقال : يا عقبة إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى ولده من بعده ( 3 ) .
81 - ك : أبي ( 4 ) وابن المتوكل ، عن الحميرى ، عن اليقطيني ، عن ابن
محبوب ، عن البطائني ( 5 ) ، عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : إن الله أجل
وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام عدل ( 6 ) .
82 - ك : أبي ، عن الحميري ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب
عن العلا ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما تبقى الارض يوما
واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الامة ( 7 ) .
83 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن الحميري ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن
منصور بن يونس ، عن عبدالرحمان بن سليمان ، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام عن
الحارث بن نوفل قال : قال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله :
يا رسول الله أمنا الهداة أم من غيرنا ؟ قال : لا ، بل منا الهداة إلى يوم القيامة بنا
استنقذهم الله من ضلالة الشرك ، وبنا يستنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون
* ( هامش ) * ( 1 ) المحاسن : 236 .
( 2 ) اكمال الدين : 133 فيه : ابن الوليد عن سعد والحميرى .
( 3 ) اكمال الدين : 133 . فيه : عتبة بن جعفر .
( 4 ) اقتصر في المصادر على روايته عن ابن المتوكل .
( 5 ) في المصدر : [ على بن أبى حمزة الثمالى ] قوله : البطائنى مصحف .
( 6 ) اكمال الدين : 133 .
( 7 ) اكمال الدين : 134 فيه : عبدالله بن جعفر الحميرى " عن عبدالله بن محمد بن
عيسى خ " عن احمد بن محمد بن عيسى . ( * )
[ 43 ]
إخوانا بعد الضلالة ( 1 ) .
84 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن عيسى
واليقطيني معا ، عن الاهوازي عن جعفر بن بشير وصفوان معا ، عن المعلى بن
عثمان ، عن المعلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام هل كان الناس إلا وفيهم
من قد امروا بطاعته منذ كان نوح ؟ قال : لم يزل كذلك ، ولكن أكثرهم لا يؤمنون ( 2 ) .
سن : أبي ، عن صفوان ، عن المعلى بن خنيس مثله ( 3 ) .
ك : أبي ، عن الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق ، عن
هارون بن حمزة ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وفيه : أمين قد امروا ، وقال :
لم يزالوا ( 4 ) .
85 - ك : ابن الوليد ، عن سعد والحميري معا ، عن محمد بن الحسين ، عن
محمد بن سنان ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لو لم يكن في الارض
إلا إثنان لكان أحدهما الحجة ، ولو ذهب أحدهما بقي الحجة ( 5 ) .
86 - ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب
عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ليس تبقى الارض
يا با خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس ، ولم يبق ( 6 ) منذ خلق الله آدم
وأسكنه الارض ( 7 ) .
87 - ك : ابن الوليد عن سعد والحميري معا ، عن أيوب بن نوح ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 134 فيه : [ بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة ] وفيه : و
بنا استنقذهم من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون اخوانا بعد ضلالة الفتنة ، كما بنا اصبحوا
اخوانا بعد ضلالة الشرك ، وبنا يختم الله كما بنا يفتح .
( 2 ) اكمال الدين : 134 . فيه : ابا جعفر ( ابا عبدالله خ ) عليه السلام وفيه : لم يزالوا .
( 3 ) المحاسن : 235 فيه : لم يزالوا كذلك .
( 4 ) اكمال الدين : 135 .
( 5 ) اكمال الدين : 135 .
( 6 ) في النسخة المخطوطة : ولم تبق .
( 7 ) اكمال الدين : 135 فيه : فأسكنه الارض . ( * )
[ 44 ]
صفوان ، عن عبدالله بن خراش عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سأله رجل فقال : لن تخلو
الارض ساعة إلا وفيها إمام ؟ قال : لا تخلو الارض من الحق ( 1 ) .
88 - ك : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن
ابن مهزيار ، عن ابن بشار ( 2 ) قال : قال الحسين بن خالد للرضا عليه السلام وأنا حاضر :
تخلو الارض من إمام ؟ قال : لا ( 3 ) .
89 - ير : الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن شعيب ، عن أبي حمزة
عن أبي جعفر عليه السلام إنه قال : لم تخل الارض إلا وفيها منا رجل يعرف الحق
فإذا زاد الناس فيه شيئا قال : زادوا ، وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا ( 4 ) .
90 - ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب واليقطيني
وعبدالله بن عامر جميعا ، عن ابن أبي نجران ، عن الحجاج الخشاب ، عن معروف
ابن خربوذ قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما مثل
أهل بيتي في هذه الامة كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ( 5 ) .
91 - ك : أبي وابن الوليد وماجيلويه جميعا ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن
الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن محمد بن سعيد ( 6 ) عن فضل بن خديج ( 7 ) ، عن
كميل بن زياد النخعي .
وحدثنا ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى
وابن هاشم معا ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي ، عن عبد
الرحمان بن جندب ، عن كميل .
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 135 فيه : تخلو الارض لا يكون فيها امام ؟
( 2 ) في النسخة المخطوطة : الحسن بن بشار .
( 3 ) اكمال الدين : 135 و 136 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 96 فيه وفى النسخة المخطوطة : فقد زادوا .
( 5 ) اكمال الدين : 164 .
( 6 ) في المصدر المطبوع : [ عمر بن سعيد ] وفى نسخة . محمد بن سعيد .
( 7 ) لعل الصحيح : فضيل بن خديج كما يأتى . ( * )
[ 45 ]
وحدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ( 1 ) ، عن محمد بن داود بن سليمان ، عن
موسى بن إسحاق ، عن ضرار بن صرد ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي عن عبد
الرحمان ، عن كميل .
وحدثنا الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن
حميد ( 2 ) .
وحدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الصلت ، عن محمد بن العباس الهروي
عن محمد بن إسحاق بن سعيد ، عن محمد بن إدريس الحنظلي ، عن إسماعيل بن موسى
الفزاري ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل بن
زياد - واللفظ للفضل بن خديج ( 2 ) عن كميل بن زياد - قال : أخذ أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة فما أصحر تنفس ثم
قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول لك :
الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ، أتباع كل
ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيؤا بنور العلم فيهتدوا ( 4 ) ولم يلجأوا إلى
ركن وثيق فينجوا ( 5 ) يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس
المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق ، يا كميل محبة ( 6 ) العلم
دين يدان به ، يكسب الانسان الطاعة في حياته ( 7 ) وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عبدالله بن عبدالوهاب بن نصر بن عبدالوهاب القرشى .
( 2 ) في النسخة المخطوطة وفى المصدر : عن عاصم بن حميد عن الثمالى عن عبدالرحمن
عن كميل .
( 3 ) في المصدر : واللفظ [ لفضيل بن خديج ] أقول : في لسان الميزان أيضا : [ فضيل
ابن خديج ] راجع ج 4 : 453 .
( 4 و 5 ) النسخة المخطوطة والمصدر خاليان من قوله : فيهتدوا . وقوله : فينجوا .
( 6 ) في نسخة : معرفة العلم .
( 7 ) في المصدر : يكسب الانسان به الطاعة . ( * )
[ 46 ]
صنيع ( 1 ) المال يزول بزواله ، يا كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء
باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها ( 2 ) إن
ههنا وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما ، لو أصبت له حملة ، بلى اصيب ( 3 ) لقنا
غير مأمون عليه ، مستعملا ( 4 ) آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله على عباده
وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة ( 5 ) الحق لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح
الشك في قلبه لاول عارض من شبهة الامة ( 6 ) لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة
سلس القياد للشهوة ( 7 ) أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ
أقرب شبهابهما الانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا
تخلو الارض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ( 8 ) لئلا
تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين اولئك ؟ اولئك والله الاقلون عددا ، و
الاعظمون قدرا ( 9 ) بهم يحفظ الله حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، و
يزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا ( 10 ) روح
اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و
صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، يا كميل اولئك خلفاء الله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ومنفعة المال تزول بزواله .
( 2 ) في المصدر : هاه .
( 3 ) في المصدر : [ بل اصبت ] وفى النهج : بلى اصيب .
( 4 ) في المصدر : يستعمل آلة الدين في الدنيا ، ويستظهر بحجج الله عزوجل على خلقه
وبنعمته على عباده لتتخذ الضعفاء وليجة دون ولى الحق ، او منقادا .
( 5 ) في نسخة مصححة من المصدر : او منقادا لجملة الحق .
( 6 ) هكذا في نسخة مصححة من المصدر ، وفى المطبوع : من شبهة ، الا لا ذا ولا ذاك .
( 7 ) في المصدر : او منهوما باللذات ، سلس القياد للشهوات .
( 8 ) في المصدر : اما ظاهر مشهور او خاف معمور .
( 9 ) في المصدر : [ والاعظمون خطرا ] اقول : اى قدرا .
( 10 ) في المصدر : هجم بهم العلم على حقائق الامور فباشروا . ( * )
[ 47 ]
في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه ( 1 ) شوقا إلى رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولكم .
وفي رواية عبدالرحمان بن جندب : فانصرف إذا شئت .
وحدثنا بهذا الحديث القاسم بن محمد السراج ، عن القاسم بن أبي صالح ، عن
موسى بن إسحاق القاضي ، عن ضرار ( 2 ) عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان
عن كميل قال : أخذ أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام بيدي وأخرجني إلى
ناحية الجبان ، فلما أصحر جلس ، ثم قال : يا كميل احفظ عني ما أقول لك :
القلوب أوعية فخيرها أوعاها .
وذكر الحديث مثله ، إلا أنه قال فيه : بلى ( 3 ) لا تخلو الارض من قائم
بحجة ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته .
ولم يذكر فيه : ظاهرا مشهورا ، ولا خائفا مغمورا ( 4 ) .
وقال في آخره : إذا شئت فقم .
وأخبرنا به بكر بن علي الشاشي ، عن محمد بن عبدالله بن إبراهيم البزاز
الشافعي ، عن ضرار ( 5 ) عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال :
أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي إلى ( 6 ) ناحية الجبان ، فلما أصحر جلس ثم
تنفس ، ثم قال : يا كميل بن زياد احفظ ما أقول لك ، القلوب أوعية فخيرها أوعاها
الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ، أتباع كل
ناعق .
وذكر الحديث بطوله إلى آخره .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ هاى هاى ] وفى نسخة منه : آه آه .
( 2 ) في المصدر : [ قال : حدثنا ابونعيم ابراهيم بن صرار بن صرار ] والظاهر انه
مصحف ، وصحيحه : ابونعيم ضرار بن صرد . راجع تقريب التهذيب : 239 .
( 3 ) في المصدر : اللهم بلى .
( 4 ) في المصدر : ظاهر أو خاف مغمور .
( 5 ) في المصدر : بعد الشافعى : قال : حدثنا موسى بن اسحاق قال : حدثنا ضرار بن
ضرر . أقول : هو مصحف صرد .
( 6 ) في المصدر : فأخرجنى إلى ناحية . ( * )
[ 48 ]
وحدثنا به علي بن عبدالله الاسواري ، عن مكي بن أحمد ، عن عبدالله بن
محمد السيرفي ( 1 ) ، عن محمد بن إدريس ، عن إسماعيل بن موسى ، عن عاصم ، عن
الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : أخذ بيدي علي بن أبي طالب عليه السلام
فأخرجنى إلى الجبان ، فلما أصحر جلس ثم تنفس ، ثم قال : يا كميل بن زياد
القلوب أوعية فخيرها أوعاها . وذكر مثله .
وحدثنا به أحمد بن محمد بن الصقر ، عن موسى بن إسحاق ، عن ضرار ، عن
عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل .
وحدثنا به أبومحمد بكر بن علي الشاشي ، عن محمد بن عبدالله الشافعي ، عن
بشير بن موسى ( 2 ) عن عبيد بن الهيثم ، عن إسحاق بن محمد ، عن عبدالله بن الفضل
ابن الحباج ( 3 ) عن هشام بن محمد السائب ، عن أبي مخنف لوط بن يحيى ، عن فضيل
ابن خديج ، عن كميل قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة
فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبان ( 4 ) وذكر فيه : اللهم بلى لا تخلو الارض من
قائم لله بحججه ، ظاهر مشهور ، أو باطن مغمور ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته .
وقال في آخره : انصرف إذا شئت ( 5 ) .
بيان : قد مر هذا الخبر بشرحه بأسانيد في باب فضل العلم ( 6 ) .
92 - ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن عبدالله بن الفضل ، عن عبدالله
النوفلي ، عن عبدالله بن عبدالرحمان ، عن أبي مخنف ، عن عبدالرحمان بن جندب
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عبدالله بن محمد بن الحسن المشرقى .
( 2 ) في المصدر : حدثنا بشر بن موسى ابوعلى الاسدى .
( 3 ) في النسخة المخطوطة [ الحياج ] وفى المصدر : عبدالله بن الفضل بن عبدالله بن
أبى الصياح ( الهياج خ ) بن محمد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب .
( 4 ) في المصدر : إلى الجبانة . وفيه : اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة .
( 5 ) اكمال الدين : 169 - 171 .
( 6 ) اخرجه المصنف مسندا عن الخصال والامالى ومرسلا عن نهج البلاغة وتحف
العقول وكتاب الغارات في ج 1 : 187 - 149 مع شرح اجزاء الحديث راجعه . ( * )
[ 49 ]
عن كميل بن زياد أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لي في كلام طويل : اللهم إنك لا تخلي
الارض من قائم لله بحجة ، إما ظاهر مشهور ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حجج
الله وبينانه ( 1 ) .
ك : ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي مخنف
مثله ( 2 ) .
93 - ك : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 49 سطر 7 الى ص 57 سطر 7

أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : سمعت عليا عليه السلام يقول في
كلام طويل : اللهم إنك لا تخلي الارض من قائم بحجة ، إما ظاهر ، أو خائف
مغمور ، لئلا تبطل حججك وبيناتك ( 3 ) .
ك : ابن المتوكل : عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن
عبدالرحمان بن موسى ، عن محمد بن الزيات ، عن أبي صالح عن كميل مثله ( 4 ) .
ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب ، و
الهيثم النهدي جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي اسحاق الهمداني
قال : حدثني الثقة من أصحابنا عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكر مثله ( 5 ) .
94 - ك : أبي ، عن سعد ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن
آبائه عن علي عليه السلام أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم إنه لابد لارضك
من حجة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ، ويعلمهم علمك ، لئلا تبطل حجتك
ولا يضل تبع أولياءك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع ، أو مكتتم ، أو مترقب
إن غاب من الناس شخصه في حال هدنتم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 171 فيه : [ خاف ] واسناد الحديث في المصدر المطبوع لا يخلو
عن تصحيفات ونقص .
( 2 ) اكمال الدين : 171 فيه : [ اللهم بلى لا تخلو ] وفيه : او خاف .
( 3 ) اكمال الدين : 171 فيه : [ او خاف ] قال الصدوق : ولهذا الحديث طرق كثيرة .
( 4 و 5 ) اكمال الدين : 171 و 176 راجع الفاظهما . ( * )
[ 50 ]
مثبتة ، فهم بها عاملون ( 1 ) .
95 - ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن
أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل أجل وأعظم من أن
يترك الارض بغير إمام ( 2 ) .
96 - ير : محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : الارض لا تكون إلا وفيها عالم ، لا يصلح الناس إلا ذاك ( 3 ) .
97 - ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلا قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : تبقى الارض يوما بغير إمام ؟ قال : لا ( 4 ) .
98 - ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن
أيوب بن جرير ( 5 ) عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما كانت الارض
إلا ولله فيها عالم ( 6 ) .
99 - ير : بعض أصحابنا ، عن الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن الحسن بن
زياد العطار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما يكون الارض إلا وفيها عالم ، قال :
بلى ( 7 ) .
100 - ير : عنه ، عن الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن الحارث بن المغيرة
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الارض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه
ولا يحتاج إلى الناس ، يعلم الحرام والحلال ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 176 فيه : [ اتباع اولياءك ] وفيه او مكتتم مترقب ان غاب عن
الناس شخصه في حال هديهم لم يغب عنهم علمه وادابه .
( 2 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 3 و 4 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 5 ) في النسخة المخطوطة : [ ايوب بن الحر ] وفى المصدر : ايوب بن حر .
( 6 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 7 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 8 ) بصائر الدرجات : 143 فيه : يعلم الحلال والحرام . ( * )
[ 51 ]
101 - ير : أحمد ، عن عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف
عن الحسن بن زياد العطار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الارض لا تكون
إلا وفيها حجة ، إنه لا يصلح الناس إلا ذلك ، ولا يصلح الارض إلا ذاك ( 1 ) .
سن : ابن يزيد مثله ( 2 ) .
102 - ير : علي بن إسماعيل ، عن أحمد بن النضر ، عن الحسين بن أبي
العلا قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : تترك الارض بغير إمام ؟ قال : لا ، قلنا له :
تكون الارض وفيها إمامان ؟ قال : لا ، إلا إمام صامت لا يتكلم ، ويتكلم الذي قبله ( 3 ) .
103 - ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن محمد بن عمارة ، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال : إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام حتى يعرف ( 4 )
بيان : في بعض النسخ : [ حتى يعرف ] يمكن أن يقرأ [ يعرف ] على بناء
التفعيل المعلوم ، فالمستتر راجع إلى الامام ، والاظهر أنه على بناء المجرد المجهول
فالمستتر إما راجع إلى الله ، أو إلى الامام ، وفي بعضها [ إلا بإمام حي يعرف ]
وفي بعضها : [ حق يعرف ] فالرجوع إلى الامام على النسختين أظهر بل هو متعين .
104 - ير : محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب والحجال ، عن العلا ، عن محمد
عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا تبقى الارض بغير إمام ظاهر ( 5 ) .
105 - ير : محمد بن عيسى وأحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : تخلو الارض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه
الناس في حلالهم وحرامهم ؟ فقال : يا با يوسف ! لا ، إن ذلك لبين في كتاب الله
تعالى ، فقال : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا " عدوكم ممن يخالفكم
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 142 .
( 2 ) المحاسن : 234 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 143 . ( * )
[ 52 ]
" ورابطوا " إمامكم " واتقوا الله " فيما يأمركم وفرض عليكم ( 1 ) .
بيان : قوله : [ ظاهر ] أي حجته وإمامته لا شخصه عليه السلام ، وأما قوله :
[ تفزع إليه الناس ] أي في الجملة ولو بعد ظهوره ، أو الاعم من كل الناس و
بعضهم ، فإن في حال غيبة الامام يفزع إليه بعض خواص أصحابه ، ويحتمل أن
يكون الغرض بيان الحكمة في وجوده ، أي إمام من شأنه أن يفزع الناس إليه إن
لم يمنع مانع ، وأما الاستشهاد ، بالآية فلظهور عموم الحكم وشموله لجميع الازمان
ومرابطة الامام لا يكون إلا مع وجوده .
106 - ير : أحمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق
ابن مصدقة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لن تخلو الارض من حجة عالم
يحيي فيها ما يميتون من الحق ، ثم تلا هذه الآية : " يريدون ليطفئوا نور الله
بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " ( 2 ) .
107 - ير : الهيثم النهدي ، عن أبيه ، عن يونس بن يعقوب قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو لم تكن في الدنيا إلا إثنان لكان أحدهما الامام ( 3 ) .
108 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن ابن سنان ، عن حمزة
ابن الطيار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو لم يبق في الارض إلا إثنان ، لكان
أحدهما الحجة على صاحبه ( 4 ) .
109 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن ابن سنان ، عن ابن عمارة
ابن الطيار قال : قال : لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة ، ولو
ذهب أحدهما بقي الحجة ( 5 ) .
110 - ير : محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن أبي عمارة بن الطيار قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 143 والاية في آل عمران : 200 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 143 . والاية في الصف : 8 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 143 . فيه وفى النسخة المخطوطة : لكان الامام احدهما .
( 4 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 143 . ( * )
[ 53 ]
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو لم يبق في الارض إلا إثنان لكان أحدهما الحجة ( 1 ) .
111 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن البرقي عن فضالة ، عن أبي عبيدة قال :
قلت لابي جعفر عليه السلام : إن سالم بن أبي حفصة قال : أما بلغك أنه من مات ليس
له إمام مات ميتة جاهلية ؟ فقلت : بلى ، فقال : من إمامك ؟ قلت : أئمتي آل محمد
صلى الله عليه وآله ، قال : فقال : والله ما أسمعك عرفت إماما ، قال : فقال أبوجعفر
عليه السلام : ويح من سالم ، يدري سالم ما منزلة الامام ؟ الامام أعظم وأفضل
ما يذهب ( 2 ) إليه سالم والناس أجمعون ، وإنه لم يمت منا ميت قط إلا جعل الله من
بعده من يعمل مثله عمله ، ويسير بسيرته ، ويدعو إلا مثل الذى دعا إليه ، وإنه لم
يمنع الله ما أعطى داود أن يعطي سليمان أفضل مما أعطى داود ( 3 ) .
112 - ير : الحسن بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبدالله بن الوليد
عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا يكون الارض
إلا وفيها عالم يعلم مثل علم الاول وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي -
طالب عليه السلام ، يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد ( 4 ) .
113 - ير : محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلا ، عن عبدالله
ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام عالم هذه
الامة ، والعلم يتوارث ، وليس يمضي منا أحد حتى يرى من ولده من يعلم علمه
ولا تبقى الارض يوما بغير إمام منا تفزع إليه الامة ، قلت : يكون إمامان ؟ قال :
لا إلا وأحدهما صامت لا يتكلم حتى يمضي الاول ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 143 .
( 2 ) في المصدر : مما يذهب .
( 3 ) بصائر الدرجات : 149 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 150 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 150 قوله : فزع إليه : استغاثه . لجأ إليه . وفى المصدر :
تفرغ إليه . اى تقصده الامة . أقول : زاد في النسخة المخطوطة بعد ذلك الحديث المتقدم تحت
رقم 48 ، المنقول عن البصائر ، وحديث العامرى المتقدم تحت رقم 78 ، المنقول عن المحاسن .
والظاهر انهما من زيادة الناسخ . ( * )
[ 54 ]
114 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن يوسف ( 1 ) عن ابن مهران ، عن ابن البطائني
عن أبيه ، عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا والله لا يدعو ( 2 )
الله هذا الامر إلا وله من يقوم له إلى يوم تقوم الساعة ( 3 ) .
115 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن سالم بن عبدالرحمان ، عن عثمان بن سعيد
الطويل ، عن أحمد بن سير ، عن موسى بن بكر ، عن المفضل عن أبي عبدالله عليه السلام
في قوله : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( 4 ) " قال : كل إمام هاد للقرن الذي
هو فيهم ( 5 ) .
116 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن
الحسين بن عبدالملك ومحمد بن أحمد القطواني ( 6 ) جميعا عن ابن محبوب ، عن هشام بن
سالم ، عن الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت من يوثق به من أصحاب
أمير المؤمنين يقول : قال أمير المؤمنين من خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها : اللهم
لابد لك من حجج في أرضك ، حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك ، ويعلمونهم
علمك ، لئلا يتفرق أتباع أوليائك ، ظاهر غير مطاع ، أو مكتتم خائف يترقب . إن
غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث ( 7 )
علمهم ( 8 ) وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة وهم بها عاملون ، يأنسون بما يستوحش
منه المكذبون ، ويأباه المسرفون بالله ، كلام يكال ( 8 ) بلا ثمن ، من كان يسمعه
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المطبوعة : احمد بن يوسف .
( 2 ) الصحيح كما في المصدر : لا يدع الله
( 3 ) غيبة النعمانى : 25
( 4 ) ذكر موضع الاية في صدر الباب .
( 5 ) غيبة النعمانى : 54 .
( 6 ) في نسخة الكمبانى : القطرانى .
( 7 ) في نسخة الكمبانى : مبثوت ( ث خ ) عملهم .
( 8 ) في النسخة المخطوطة : [ يدان ] وفى نسخة من المصدر : يدال ( * )
[ 55 ]
يعقله ( 1 ) فيعرفه ويؤمن به ويتبعه وينهج نهجه فيصلح به ، ثم يقول : فمن هذا و
لهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويؤدونه كما يسمعونه من العالم ، ثم
قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة : اللهم وإني لاعلم الغيب أن ( 2 ) العلم لا
يأرز كله ولا ينقطع مواده ، فإنك لا تخلي أرضك من حجة على خلقك ، إما
ظاهر مطاع ( 3 ) أو خائف مغمور ليس بمطاع ، لكيلا تبطل حجتك ، ويضل أولياؤك
بعد إذ هديتهم ( 4 ) .
نى : الكليني ، عن علي بن محمد ، عن سهل ، وعن محمد بن يحيى وغيره عن
أحمد بن محمد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام
ابن سالم ، عن الثمالي عن أبي إسحاق مثله ( 5 ) .
بيان : قال الجزري : الهدنة : السكون ، والصلح ، والموادعة بين المسلمين
والكفار ، وبين كل متحاربين ، وقال : فيه إن الاسلام ليأرز إلى المدينة كما
تأرز الحية إلى جحرها ، أي ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها انتهى .
فالمعنى في الخبر أن العلم ينقبض وينضم ويخرج من بين الناس لفقد حامله ، و
لعل المراد بمواد العلم الائمة .
117 - نى : الكليني ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن
علي ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : تبقى الارض
بغير إمام ؟ قال : لا ( 6 ) .
118 - نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ من كان يسمعه بعقله ] وفى نسخة منه : [ لو كان من سمعه بعقله ]
وفى نسخة : فيفلح به .
( 2 ) في المصدر : اللهم وانى لاعلم أن العلم .
( 3 ) في نسخة : [ اما ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور لكن ] وفى المصدر : من
حجة على ظاهر مطاع ، أو خائف مغمور ليس بمطاع .
( 4 و 5 ) غيبة النعمانى ، 67 و 68 .
( 6 ) غيبة النعمانى : 68 . ( * )
[ 56 ]
الحكم ، عن الربيع بن محمد المسلي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : ما زالت الارض إلا وفيها حجة ( 1 ) يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس
إلى سبيل الله ( 2 ) .
بيان : لعل كلمة " إلا " ( 3 ) هنا زائدة كما قال الاصمعي ، وابن جني ، و
حملا عليه قول ذي الرمة :
حراجيج ما تنفك إلا مناخة * على الخسف أو ترمي ( 4 ) بها بلدا قفرا
وحمل عليه ابن مالك قوله :
أرى الدهر إلا منجنونا بأهله .
والحراجيج جمع الحرجوج ، وهي الناقة الطويلة على وجه الارض ، و
المنجنون : الدولاب ، ويحتمل أن يكون " ما زالت " من زال يزول ، أي لا تزول
ولا تتغير من حال إلى حال إلا وفيها إمام ، والدنيا لا تخلو عن التغير فلا يخلو
من الامام ، أو المعنى لا تزول ولا تفني الدنيا إلا وفيها إمام ، أي الامام باق في
الارض إلا أن تفني ، ولا يبعد أن يكون تصحيف " ما كانت " .
أقول : سيأتي في خطبة الغدير ما يدل على المقصود من الباب .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ما زالت الارض لله فيها حجة .
( 2 ) غيبة النعمانى : 68 .
( 3 ) قد عرفت ان المصدر خال عن كلمة [ إلا ] فلا حاجة إلى هذه التأويلات .
( 4 ) في النسخة المخطوطة : او نرمى . ( * )
[ 57 ]
2 * ( باب ) *
* ( آخر في اتصال الوصية وذكر الاوصياء من لدن آدم ) *
* ( إلى آخر الدهر ) *
1 - لى ( 1 ) : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن الحسن بن
محبوب ، عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : أنا سيد النبيين ، ووصيي سيد الوصيين ، وأوصيائي ( 2 )
سادة الاوصياء ، إن آدم سأل الله عزوجل أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 57 سطر 8 الى ص 65 سطر 8

عزوجل إليه : إني أكرمت الانبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم
الاوصياء ( 3 ) ثم أوحى الله عزوجل إليه : يا آدم أوص إلى شيث ، فأوصى آدم
إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شبان ، وهو ابن نزلة
الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا ، وأوصى شبان إلى
محلث ( 4 ) وأوصى محلث ( 5 ) إلى محوق ، وأوصى محوق إلى عميشا ( 6 ) وأوصى عميشا ( 7 )
إلى اخنوخ وهو إدريس النبي ، وأوصى إدريس ألى ناحور ( 8 ) ودفعها ناحور ( 9 )
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة الكمبانى : ( ك ) وهو مصحف .
( 2 ) في الاكمال وامالى الطوسى : واوصياؤه سادة الاوصياء .
( 3 ) في نسخة : " فقال آدم عليه السلام : يا رب اجعل وصيى خير الاوصياء فاوحى "
أقول : يوجد ذلك في اكمال الدين .
( 4 و 5 ) في الامالى والاكمال ونسخة من امالى الشيخ : [ مجلث ] وفى نسخة اخرى
محلف . ومحلث .
( 6 و 7 ) في الاكمال ونسخة من الامالى : [ غثميشا ] وفى نسخة من امالى الصدوق و
امالى الطوسى : [ عثميشا ] وفى نسخة من امالى الطوسى : علميشا .
( 8 و 9 ) في نسخة من الاكمال : [ ياخور ] وقيل : ناخور . ( * )
[ 58 ]
إلى نوح النبي ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثامر ، وأوصى عثامر
إلى برعيثاشا ( 1 ) وأوصى برعيثاشا ( 2 ) إلى يافث ، وأوصى يافث إلى بره ، وأوصى
بره إلى جفيسه ( 3 ) وأوصى جفيسه ( 4 ) إلى عمران ، ودفعها عمران إلى إبراهيم
الخليل ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، و
أوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى يثريا ( 5 )
وأوصى يثريا ( 6 ) إلى شعيب ، ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران ، وأوصى موسى
ابن عمران إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى داود ، وأوصى داود إلى
سليمان ، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا ، إلى زكريا
ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم ، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا ، و
أوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر ، و
أوصى منذر إلى سليمة ، وأوصى سليمة إلى بردة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ودفعها
إلي بردة ، وأنا أدفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك
إلى أوصيائك من ولدك واحد بع واحد حتى يدفع ( 7 ) إلى خير أهل الارض بعدك
ولتكفرن بك الامة ، ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي
والشاذ عنك ( 8 ) في النار ، والنار مثوى للكافرين ( 9 ) .
ما : الغضائري عن الصدوق مثله ( 10 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) في امالى الطوسى : [ برعيشاشا ] وفى الاكمال ونسخة من امالى الصدوق :
برعيثاثا .
( 3 و 4 ) في الاكمال ونسخة من الامالى : [ جفسيه ] وفى امالى الطوسى : [ حبشه ]
وفى نسخة : حفيسه .
( 5 و 6 ) في الامالى والاكمال ونسخة من امالى الطوسى : بثرياء .
( 7 ) في الاكمال ونسخة من امالى الطوسى : [ حتى تدفع ] اى الوصية .
( 8 ) شذ عنه اى ندر عنه وانفرد
( 9 ) أمالى الصدوق : 242 .
( 10 ) امالى ابن الطوسى : 282 و 283 . ( * )
[ 59 ]
ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى وابن
أبي الخطاب والنهدي وإبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن محبوب عن مقاتل مثله ( 1 ) .
بيان : لعله عليه السلام غير الاسلوب من أوصى إلى دفع ، بالنسبة إلى أرباب
الشرائع للاشارة إلى أنهم عليهم السلام لم يكونوا نوابا عمن تقدمهم ، ولا حافظين لشريعتهم
وأما التعبير بالدفع في الائمة عليهم السلام فلعله للمشاكلة ، أو لتعظيمهم بجعلهم بمنزلة
اولي العزم من الرسل ، أو لان الدفع لم يكن عند الوصية ، أو لاختلاف الوصية
بالنبوة والامامة ، ويمكن أو يقال : التعبير بالدفع ليس لكون المدفوع إليه
صاحب شريعة مبتداه ، بل لبيان عظم شأن المدفوع إليه وكونه إماما ، والامامة
تختص باولي العزم وأئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين كما سيأتي في الاخبار ، ثم
إن الخبر يدل على بقاء يحيى بعد زكريا عليه السلام خلافا للمشهور ، وينافي بعض
الاخبار الدالة على موت يحيى قبل عيسى ، كما مر ، وربما قيل بتعدد يحيى بن
زكريا ، ولا يخفى بعده ، وقد مر بعض القول فيه .
2 - شى : عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : لما قرب ابنا آدم القربان فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من
الآخر ، قال : تقبل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، دخله من ذلك حسد
شديد ، وبغى على هابيل ، ولم يزل يرصده ، ويتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا
عن آدم ، فوثب عليه فقتله ، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما
من المحاورة قبل أن يقتله ، قال : فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا
ودخله حزن شديد ، قال : فشكى إلى الله ذلك ، فأوحى الله إليه أني واهب لك
ذكرا يكون خلفا لك من هابيل ، قال : فولدت حوا غلاما زكيا مباركا ، فلما
كان يوم السابع سماه آدم شيث ، فأوحى الله إلى آدم إنما هذا الغلام هبة مني
لك ، فسمه هبة الله ، قال : فسماه هبة الله .
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 122 : فيه : [ واحدا بعد واحد ] وفيه [ فالمقبل عليك كالمقيم
معى ] وتقدم في كتاب النبوة ذكر الاوصياء باسامى اخر . راجع ج 11 : 265 و 266 . ( * )
[ 60 ]
قال : فلما دنا أجل آدم أوحى الله إليه أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك
إلي يوم كذا وكذا ، فأوص إلى خير ولدك وهو هبتي الذي وهبته لك ، فأوص
إليه ، وسلم إليه ما علمناك من الاسماء والاسم الاعظم ، فاجعل ذلك في تابوت ، فاني
احب أن لا يخلو أرضي ( 1 ) من عالم يعلم علمي ، ويقضي بحكمي ، أجعله حجتي
على خلقي .
قال : فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء ، فقال لهم : ياو لدي
إن الله أوحى إلي انه رافع إليه روحي ، وأمرني أن اوصي إلى خير ولدي ، وإنه
هبة الله ، وأن الله اختاره لي ولكم من بعدي ، اسمعوا له وأطيعوا أمره ، فانه
وصيي وخليفتي عليكم ، فقالوا جميعا : نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه ، قال :
فأمر بالتابوت ( 2 ) فعمل ثم جعل فيه علمه والاسماء والوصية ، وثم دفعه إلى هبة
الله ، وتقدم إليه في ذلك ، وقال له : انظر يا هبة الله إذا أنا مت فاغسلني وكفني
وصلى علي ، وأدخلني في حفرتي ، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما فاخرج
عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا ثم اجعلها في التابوت واحتفظ به ولا تأمنن
عليه أحدا غيرك ، فإذا حضرت وفاتك وأحسست ( 3 ) بذلك من نفسك فالتمس خير
ولدك ، وألزمهم لك صحبة ، وأفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت
به إليك ، ولا تدعن الارض بغير عالم منا أهل البيت .
يا بني إن الله تباك وتعالى أهبطني إلى الارض وجعلني خليفته فيها حجة
له على خلقه ، فقد أوصيت إليك بأمر الله ، وجعلتك حجة الله على خلقه في أرضه
بعدي فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة ووصيا وتسلم إليه التابوت وما
فيه كما سلمته إليك ، وأعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في
نبوته الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ، ومن تخلف عن فلكه غرق ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : فانى لا احب أن يخلو ارضى .
( 2 ) التابوت : الصندوق .
( 3 ) في نسخة : وخشيت . ( * )
[ 61 ]
أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه ، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير
ولده وألزمهم له ، وأفضلهم عنده ، وسلم إليه التابوت وما فيه ، وليضع كل
وصي وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض ، فمن أدرك نبوة نوح
فليركب معه ، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه ، ولا يتخلف عنه أحد .
واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل وولده ، فقد رأيتم ما فعل
بأخيكم هابيل فاحذروه وولده ولا تناكحوهم ولا تخالطوهم ، وكن أنت يا هبة
الله وإخوتك ( 1 ) وأخواتك في أعلى الجبل واعزله وولده ، ودع الملعون قابيل و
ولده في أسفل الجبل .
قال : فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت و
أذعن به ، قال : وهبط عليه ملك الموت فقال آدم : دعني يا ملك الموت حتى أتشهد
واثني على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي ، فقال آدم : أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أني عبدالله وخليفته في أرضه ، ابتدأني باحسانه
وخلقني بيده ، لم يخلق خلقا بيده سواي ، ونفخ في من روحه ، ثم أجمل صورتي
ولم يخلق على خلقي أحدا قبلي ، ثم أسجد لي ملائكته ، وعلمني الاسماء كلها
ولم يعلمها ملائكته ، ثم أسكنني جنته ، ولم يكن جعلها دار قرار ، ولا منزل استيطان
وإنما خلقني ليسكنني الارض للذي أراد من التقدير والتدبير ، وقدر ذلك
كله قبل أن يخلقني ، فمضيت في قدرته وقضائه ونافذ أمره ، ثم نهاني أن آكل
من الشجرة فعصيته وأكلت منها فأقالني عثرتي ، وصفح لي عن جرمي ، فله الحمد
على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني .
قال : فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه .
فقال أبوجعفر عليه السلام : إن جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه وبالمسحاة معه
قال : ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم ، قال : فغسله هبة -
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة الكمبانى : واخوانك . ( * )
[ 62 ]
الله وجبرئيل وكفنه وحنطه ( 1 ) ثم قال : يا هبة الله تقدم فصل على أبيك ، و
كبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله وقام جبرئيل عن
يمينه والملائكة خلفهما فصلى عليه وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، وانصرف
جبرئيل والملائكة فحفروا له بالمسحاة ثم أدخلوه في حفرته ، ثم قال جبرئيل :
يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم
أهل البيت .
فقال أبوجعفر عليه السلام : فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله وبما أوصاه أبوه
فاعتزل ولد الملعون قابيل ، فلما حضرت وفاة هبة الله أوصى إلى ابنه ( 2 ) قينان ، و
سلم إليه التابوت وما فيه وعظام آدم ( 3 ) وقال له : إن أنت أدركت نبوة نوح
فاتبعه ، واحمل التابوت معك في فلكه ، ولا تخلفن عنه ، فإن في نبوته يكون
الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ومن تخلف عنه غرق .
قال : فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته وولد أبيه بطاعة الله ، قال : فلما
حضرت قينان الوفاة أوصى إلى مهلائيل ( 4 ) وسلم إليه التابوت وما فيه والوصية
فقام مهلائيل بوصية قينان وسار بسيرته ، فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى
انبه برد ( 5 ) فسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه والوصية ، فتقدم إليه في نبوة نوح
فلما حضرت وفاة برد ( 6 ) أوصى به إلى ابنه ( 7 ) اخنوخ ، وهو إدريس ، فسلم إليه
التابوت وجميع ما فيه والوصية ، فقام اخنوخ بوصية برد ( 8 ) فلما قرب أجله
أوحى الله إليه : اني رافعك إلى السماء ، وقابض روحك في السماء ، فأوص إلى
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وجبرئيل كفنه وحنطه .
( 2 ) الظاهر ان ها هنا سقطا أو اختصارا من النساخ أو الراوى ، لان الوصى بعد هبة الله ابنه
انوش ، ثم قينان بن انوش .
( 3 ) في المصدر : وعظام آدم ووصية آدم .
( 4 ) في المصدر : إلى ابنه مهلائيل .
( 5 و 6 و 8 ) في المصدر وقصص الانبياء : يرد بالياء .
( 7 ) في المصدر : اوصى إلى ابنه اخنوخ . ( * )
[ 63 ]
إبنك حرقا سيل ( 1 ) فقام حرقا سيل بوصية اخنوخ ، فلما حضرته الوفاة أوصى
إلى ابنه نوح وسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية ، قال : فلم يزل التابوت
عند نوح حتى حمله معه في فلكه ، فلما حضرت نوحا الوفاة أوصى إلى ابنه سام ، و
سلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه والوصية .
قال حبيب السجستاني : ثم انقطع حديث أبي جعفر عليه السلام عندها ( 2 ) .
3 - شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما أكل آدم
من الشجرة اهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأم ، ثم ولد قابيل واخته
توأم ، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا ، وكان هابيل صاحب غنم
وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب قابيل كبشا من أفضل غنمه ، وقرب قابيل من
زرعه ما لم يكن ينقى كما أدخل بيته ، فتقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربان
قابيل ، وهو قول الله : " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذا قربا قربانا فتقبل
من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ( 3 ) " وكان القربان يأكله ( 4 ) النار ، فعمد
قابيل إلى النار فبنى لها بيتا ، وهو أول من بنى بيوت النار ، فقال : لاعبدن هذه
النار حتى يتقبل قرباني ثم إن إبليس عدو الله أتاه وهو يجري من ابن آدم
مجرى الدم في العروق فقال له : يا قابيل قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك
وإنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، يقولون : نحن أبناء الذي
تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، فاقتله لكيلا يكون له عقب يفتخرون
على عقبك ، فقتله ، فلما رجع قابيل إلى آدم قال له : يا قابيل أين هابيل ؟ فقال :
اطلبوه ( 5 ) حيث قربنا القربان ، فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا ، فقال آدم : لعنت
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر وقصص الانبياء : [ خرقاسيل ] أقول : اوعزنا سابقا في كتاب النبوة
ان اليعقوبى والمسعودى قد صرحا ان وصى اخنوخ ابنه متوشلخ ، ووصى متوشلخ ابنه لمك و
هو ازفخشد ، ووصيه ابنه نوح . راجع ج 11 : 266 .
( 2 ) تفسير العياشى 1 : 306 - 309 .
( 3 ) المائدة : 27 .
( 4 ) في المصدر : تأكله النار .
( 5 ) في المصدر : فقال : اطلبه . ( * )
[ 64 ]
من أرض كما قبلت دم هابيل ، فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ، ثم إن آدم
سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله ، لان الله وهبه له وأخته توأم ، فلما
انقضت نبوة آدم واستكملت أيامه أوحى الله إليه : أن يا آدم قد قضيت ( 1 ) نبوتك
واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث
العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك ، فإني لم أقطع
العلم والايمان والاسم الاعظم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم
القيامة ، ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، ويعرف به طاعتي و
يكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح .
وبشر آدم بنوح ، وقال : إن الله باعث نبيا اسمه نوح ، فإنه يدعو إلى
الله ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان ، فكان بين آدم وبين نوح عشرة آباء كلهم
أنبياء ، وأوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق
به ، فإنه ينجو من الغرق ، ثم إن آدم مرض المرضة التي مات فيها ، فأرسل هبة
الله فقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرأه مني السلام ، وقل
له : يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة ( 2 ) فقال جبرئيل : يا هبة الله
إن أباك قد قبض صلى الله عليه وآله وما نزلنا إلا للصلاة عليه فارجع ، فرجع فوجد آدم قد
قبض ، فأراه جبرئيل كيف يغسله ، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه ، قال هبة
الله : يا جبرئيل تقدم فصل على آدم ، فقال له جبرئيل : إن الله أمرنا أن نسجد
لابيك آدم وهو في الجنة ، فليس لنا أن نؤم شيئا ( 3 ) من ولده ، فتقدم هبة الله
فصلى عليه أبيه آدم وجبرئيل خلفه ، وجنود الملائكة ، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة
فأمره جبرئيل ، فرفع من ذلك خمسا وعشرين تكبيرة ، والسنة اليوم فينا خمس
تكبيرات ، وقد كان يكبر على أهل بدر تسعا وسبعا .
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة : قد قضت نبوتك .
( 2 ) في اكمال الدين : ففعل ، فقال له جبرئيل
( 3 ) في الاكمال : احدا من ولده . ( * )
[ 65 ]
ثم إن هبة الله لما دفن آدم صلى الله عليه أتاه قابيل فقال : يا هبة الله إني
قد رأيت آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا ، وهو العلم الذي دعا به أخوك
هابيل فتقبل منه قربانه ، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي
فيقولون : نحن أبناء الذي تقبل منه قربانه ، وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، و
إنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا ، قتلتك كما قتلت أخاك
هابيل ، فلبث هبة الله والعقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم والايمان و
الاسم الاكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة ( 1 ) حتى بعث الله نوحا وظهرت
وصية هبة الله ( 2 ) حين نظروا في وصية آدم ، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به أبوهم


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 65 سطر 9 الى ص 73 سطر 9

آدم فآمنوا به واتبعوه وصدقوه ، وقد كان آدم أوصى إلى هبة الله أن يتعاهد هذه
الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يوم عيدهم فيتعاهدون بعث نوح وزمانه الذي
يخرج فيه ، وكذلك في وصية ( 3 ) كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله .
قال هشام بن الحكم : قال أبوعبدالله عليه السلام : لما أمر الله آدم أن يوصي إلى
هبة الله أمره أن يستر ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان ، فأوصى إليه وستر ذلك ( 4 ) .
أقول : قد مضى الخبر بتمامه وطوله في باب جوامع ( 5 ) أحوال الانبياء عليهم السلام
من كتاب النبوة ، ومضى خبر آخر طويل في اتصال الوصية في باب أحوال ( 6 )
ملوك الارض من ذلك الكتاب ، فلم نعدهما حذرا من التكرار والاطناب .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : واثار العلم والنبوة
( 2 ) في المصدر : وصية هبة الله في ولده .
( 3 ) في الاكمال : وكذلك جرى في وصيته .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 309 - 311 .
( 5 ) في ج 11 : 43 - 52 ، رواه المصنف هناك عن اكمال الدين وروضة الكافى .
راجعه .
( 6 ) في ج 14 : 515 . ( * )
[ 66 ]
3 * ( باب ) *
* ( ان الامامة لا تكون الا بالنص ، ويجب على الامام ) *
* ( النص على من بعده ) *
الآيات :
القصص " 28 " : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان
الله وتعالى عما يشركون " 68 " .
الزخرف " 43 " : وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا
بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون " 32 " .
تفسير : قوله تعالى : " ويختار " أي يختار من يشاء للنبوة والامامة ، فقد
روى المفسرون أنه نزل في قولهم : " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم " وقيل : " ما " موصولة مفعول ليختار ، والراجع إليه محذوف ، والمعنى
ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة ، أي الخير والصلاح ، وعلى الاول الخيرة بمعنى
التخير ، كالطيرة بمعنى التطير ، وعلى التقديرين يدل على أن اختيار الامام الذي
له الرياسة في الدين والدنيا لا يكون برأي الناس ، كما لا يخفى على منصف " من
القريتين " أي من إحدى القريتين : مكة والطائف " عظيم " بالجاه والمال ، كالوليد
ابن المغيرة ، وعروة بن مسعود الثقفي .
" أهم يقسمون رحمة ربك " قال البيضاوي : إنكار فيه تجهيل وتعجيب من
تحكمهم ، والمراد بالرحمة النبوة " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا "
وهم عاجزون عن تدبيرها ، وهي خويصة أمرهم في دنياهم ، فمن أين لهم أن يدبروا
أمر النبوة التي هي أعلى المراتب الانسبة " ورفعنا بعضهم " أي وأوقعنا بينهم التفاوت
في الرزق وغيره " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " أي ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم
[ 67 ]
ليحصل بينهم تألف وتضام ينتظم بذلك نظام العالم لا لكمال في الموسع ، ولا النقص
في المقتر ثم إنهم لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرف ، فيكف يكون فيما
هو أعلى منه " ورحمة ربك " أي هذه النبوة وما يتبعها " خير مما يجمعون " من حطام
الدنيا والعظيم من رزق منها لامنه انتهى .
وأقول : الآيتان صريحتان في أن الرزق والمراتب الدنيوية لما كانت بقسمته
وتقديره سبحانه فالمراتب الاخروية والدرجات المعنوية كالنبوة وما هو تاليها في
أنه رفعة معنوية وخلافة دينية وهي الامامة أولى وأحرى بأن تكون بتعيينه تعالى
ولا يكلها إلى العباد ، وأيضا إذا قصرت عقول العباد عن قسمة الدرجات الدنيوية
فهي أحرى بأن تكون قاصرة عن تعيين منزلة هي تشتمل على الرياسة الدينية
والدنيوية معا ، وهذا بين بحمد الله في الآيتين على وجه ليس فيه ارتياب ولا شك
والله الموفق للصواب .
1 - ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : دخلت على الرضا عليه السلام بالقادسية
فقلت له : جعلت فداك إني اريد أن أسألك عن شئ وأنا اجلك والخطب فيه جليل
وإنما اريد فكاك رقبتي من النار ، فرآني وقد دمعت فقال : لا تدع شيئا تريد أن
تسألني عنه إلا سألتني عنه ، قلت له : جعلت فداك إني سألت أباك وهو نازل في هذا
الموضع عن خليفته من بعده فدلني عليك ، وقد سألتك منذ سنين - وليس لك ولد - عن
الامامة فيمن تكون من بعدك ؟ فقلت : في ولدي ، وقد وهب الله لك ابنين ، فأيهما
عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك ؟ فقال لي : هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته
فقلت له : جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به من أبيك ، ولست آمن الاحداث ، فقال :
كلا إن شاء الله ، لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة أحتج بها عليك وعلى
غيرك ، أما علمت أن الامام الفرض عليه والواجب من الله إذا خاف الفوت على نفسه
أن يحتج في الامام من بعده بحجة معروفة مبينة ، إن الله تبارك وتعالى يقول في
كتابه : " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ( 1 ) فطب
* ( هامش ) * ( 1 ) التوبة : 115 . ( * )
[ 68 ]
نفسا وطيب بأنفس أصحابك ، فإن الامر يجئ على غير ما يحذرون إن شاء الله ( 1 )
2 - ب : بالاسناد قال : قلت للرضا عليه السلام : الامام إذا أوصى إلى الذي يكون
من بعده بشئ ففوض إليه فيجعله حيث يشاء أو كيف هو ؟ قال : إنما يوصي
بأمر الله عزوجل فقال له : إنه قد حكى عن جدك قال : أترون أن هذا الامر
إلينا نجعله حيث نشاء ؟ لا والله ما هو إلا عهد ( 2 ) من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فرجل
مسمى ، فقال : فالذي قلت ( 3 ) لك من هذا ( 4 ) .
ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن صفوان ، عنه عليه السلام
مثله ( 5 ) .
3 - ج : سعد بن عبدالله القمي قال : سألت القائم عليه السلام في حجر أببه فقلت :
أخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لانفسهم ، قال : مصلح
أو مفسد ؟ قلت : مصلح ، قال : هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم
أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت : بلى ، قال : فهي العلة ، أيدتها
لك ببرهان يقبل ذلك عقلك ؟ قلت : نعم ، قال : أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم
الله ، وأنزل عليهم الكتب ، وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الامم ، وأهدى
أن لو ثبت الاختيار ( 6 ) ، ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام ، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال
علمهما إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن ؟
قلت : لا ، قال : فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي
عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد : ص 166 / 167 فيه : قد رأيت ما ابتلينا به في ابيك .
( 2 ) في نسخة الكمبانى : انما هو عهد .
( 3 ) في نسخة : قلت له .
( 4 ) قرب الاسناد : 154 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 139 فيه : انما يقضى بامر الله .
( 6 ) في المصدر : فاهدى إلى ثبت الاختيار . ( * )
[ 69 ]
إيمانهم وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله عزوجل : " واختار
موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ( 1 ) " الآية ، فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله
للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح دون الافسد علمنا
أن لا اختيار لمن لا يعلم ما تخفي الصدور ، وما تكن الضمائر ، وتنصرف عنه السرائر ( 2 )
وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والانصار ، بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوي الفساد
لما أرادوا أهل الصلاح ( 3 ) .
4 - ل : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن سلمة بن الخطاب ، عن
منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن الصباح المزني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
عرج بالنبي صلى الله عليه وآله السماء مائة وعشرين مرة ، ما من مرة إلا وقد أوصى الله عزوجل
فيها إلى النبي بالولاية لعلي والائمة من بعده عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض ( 4 ) .
ير : علي بن محمد بن سعيد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد اليمانى
عن منيع مثله ( 5 ) .
5 - ب : علي ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : كان يقول قبل أن يؤخذ بسنة
إذا اجتمع عنده أهل بيته : ما وكد الله ( 6 ) على العباد في شئ ما وكد عليهم بالاقرار
بالامامة ، وما جحد العباد شيئا ما جحدوها ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الاعراف : 155 .
( 2 ) في نسخة : وتتصرف عنه السرائر .
( 3 ) الاحتجاج : 259 و 260 .
( 4 ) الخصال 2 : 149 فيه : اوصى الله عزوجل النبى .
( 5 ) بصائر الدرجات : 23 .
( 6 ) في هامش النسخة المطبوعة وكد العقد : اوثقة والرجل : شده والوكد بالضم :
السعى والجهد ، كذا ذكره الفيروز آبادى في القاموس ، وحاصل معنى الحديث ان الله تعالى ما عهد
على العباد بشئ مثل عهده عليهم بالاقرار بالامامة ، وهم لم ينكروا شيئا مثل انكارها فالمضاف
محذوف في قوله : ما وكد ، اى مثله ما وكد .
( 7 ) قرب للاسناد : 123 . ( * )
[ 70 ]
6 - ل : ابن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مالك
عن محمد بن الحسين الزيات ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل ، عن الصادق عليه السلام قال :
قلت له : يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين عليه السلام دون الحسن ( 1 )
وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه ، وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام :
إن موسى هارون عليهما السلام كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون
دون صلب موسى ، ولم يكن لاحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ؟ وإن الامامة خلافة
الله عزوجل ليس لاحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن
لان الله هو الحكيم في أفعاله ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، الخبر ( 2 ) .
7 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا عن ابن أبي الخطاب
عن ابن اسباط عن ابن بكير عن عمرو بن الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
أترون الامر ( 3 ) إلينا نضعه حيث نشاء ؟ كلا والله إنه لعهد معهود من رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى رجل فرجل ، حتى ينتهي إلى صاحبه ( 4 ) .
8 - ير : أحمد بن محمد ( 5 ) عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن عمرو بن
الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أترون الموصي منا يوصي إلى من
يريد ؟ لا والله ، ولكنه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فرجل حتى ينتهي الامر
إلى صاحبه ( 6 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير عن بكير وجميل عن عمرو بن الاشعث مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : دون ولد الحسن
( 2 ) الخصال 1 : 146 .
( 3 ) المراد بالامر الامامة .
( 4 ) إكمال الدين : 128 و 129 .
( 5 ) في نسخة الكمبانى : [ احمد بن محمد عن ابيه عن ابن ابى عمير ] ولكن النسخة
المخطوطة والمصدر خاليان عن الزائد .
( 6 ) بصائر الدرجات : 139 فيه : حتى ينتهى إلى صاحبه .
( 7 ) بصائر الدرجات : 139 . ( * )
[ 71 ]
ير : أحمد بن الحسن عن أبيه عن ابن بكير عن عمرو بن الاشعث مثله ( 1 ) .
9 - ير : أحمد بن محمد ، عن عبدالله الحجال ، عن داود بن يزيد عمن ذكره
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أترون لامر إلينا أن نضعه فيمن شئنا ؟ كلا ، والله إنه
عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى
صاحب هذا الامر ( 2 ) .
10 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن عمرو بن عثمان عن حسان
عن سدير ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سمعته يقول : أترون الوصيه إنما هو شئ
يوصى به الرجل إلى من شاء ؟ ثم قال : إنما هو عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل
فرجل حتى انتهى إلى نفسه ( 3 ) .
ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 4 ) .
11 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن عمر بن أبان قال : ذكر أبوعبدالله
عليه السلام الاوصياء ، وذكرت إسماعيل ( 5 ) وقال : لا والله يا أبا محمد ذاك إلينا
ما هو إلا إلى الله ينزل واحد بعد واحد ( 6 ) .
12 - ير : محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط ، عن ابن بكير ، عن عمرو بن
الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أترون هذا الامر إلينا نضعه حيث
شئنا ؟ كلا والله ، إنه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فرجل حتى ينتهي إلى
صاحبه ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 - 3 ) بصائر الدرجات : 139 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 139 فيه : يوصى بها الرجل منا إلى من شاء ؟ انما هو عهد من
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل .
( 5 ) اى ذكرت اسماعيل ابنه هل هو من الاوصياء . وهل توصى اليه ؟
( 6 ) بصائر الدرجات : 139 فيه : واحدا بعد واحد .
( 7 ) بصائر الدرجات : 139 . ( * )
[ 72 ]
13 - ير : أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن بكير ، عن عمرو ( 1 )
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنا عنده نحوا من عشرين إنسانا ، فقال : لعلكم ترون
أن هذا الامر إلى رجل منا نضعه حيث نشاء ؟ كلا والله إنه لعهد من رسول الله
صلى الله عليه وآله ، يسمى رجل فرجل حتى انتهى إلى صاحبه ( 2 ) .
14 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبيه ، عن البطائني ، عن
أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته وطلبت وقضيت إليه ( 3 ) أن يجعل هذا الامر
إلى إسماعيل ، فأبى الله إلا أن يجعله لابي الحسن موسى عليه السلام ( 4 ) .
15 - ير : الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد ، عن علي بن محمد ، عن
بكر بن صالح الرازي ، عن محمد بن سليمان المصري ، عن عثمان بن أسلم ، عن
معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الامامة عهد من الله عزوجل معهود
لرجل مسمى ، ليس للامام أن يزويها عمن يكون من بعده ( 5 ) .
16 - ير : محمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن منصور ، عن
كلثوم ، عن عبدالرحمان الخزاز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان لاسماعيل بن
إبراهيم ابن صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه ، فأبى الله ذلك ، فقال : يا إسماعيل
هو فلان ، فلما قضى الله الموت على إسماعيل فجاء وصيه ( 6 ) وقال : يا بني إذا
حضر الموت فافعل كما فعلت ، فمن أجل ذلك ليس يموت إمام إلا أخبره الله إلى
من يوصي ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) لعله عمرو بن الاشعث المتقدم .
( 2 ) بصائر الدرجات : 139 .
( 3 ) في نسخة : ونصبت اليه .
( 4 ) بصائر الدرجات : 139 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 139 . قوله : يزويها ، اى ليس له أن يصرفها عمن يكون بعده
( 6 ) في النسخة المخطوطة : [ وجاء وصيه ] وفى المصدر : [ وجاء وصيه فقال ] وفيه :
عن اجل ذلك .
( 7 ) بصائر الدرجات : 140 . ( * )
[ 73 ]
17 - ير : السندي بن محمد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن حجر ، عن
حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما مات منا عالم حتى يعلمه الله
إلى من يوصي ( 1 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن عمرو بن أبان ، عن حمران
عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 2 ) .
ير : محمد بن عبدالجبار ، عن محمد البرقي ، عن فضالة ، عن عمرو بن أبان ، عن
سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 3 ) .
18 - ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير وابن فضال ، عن مثنى الحناط
عن الحسن الصيقل قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لا يموت الرجل منا حتى يعرف


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 73 سطر 10 الى ص 81 سطر 10

وليه ( 4 ) .
19 - ير : محمد بن القاسم ، عن صفوان ، عن المعلى ، بن أبي عثمان ، عن المعلى
بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الامام يعرف الامام الذي من بعده
فيوصي إليه ( 5 ) .
20 - ير : محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن العلا ، عن عبدالله بن أبي
يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يموت الامام حتى يعلم من يكون بعده ( 6 ) .
21 - ير : على بن إسماعيل ، عن أحمد بن النضر الخزاز ، عن الحسين بن
أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الامام يعرف الامام الذي يكون من بعده ( 7 ) .
ير : محمد بن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 8 ) .
ير : محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن شعيب ، عن أبي حمزة ، عن
أبي جعفر عليه السلام مثله ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) بصائر الدرجات : 140 .
( 3 - 5 ) بصائر الدرجات : 140 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 140 فيه : يكون من بعده .
( 7 - 9 ) بصائر الدرجات : 140 . ( * )
[ 74 ]
ير : محمد بن عيسى ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن الحسين بن أبي العلاء
عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 1 ) .
22 - قب : محمد بن سنان ، عن الصادق عليه السلام قي قوله : " يخلق ما يشاء ويختار "
قال : اختار محمدا وأهل بيته .
علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن حماد بن مسلمة ، عن أنس قال النبي صلى الله عليه وآله :
إن الله خلق آدم من طين كيف يشاء ( 2 ) .
ثم قال : " ويختار " إن الله اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق ( 3 ) .
فانتجبنا ، فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب عليه السلام الوصي ، ثم قال :
" ما كان لهم الخيرة " يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكني أختار من أشاء
فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ، ثم قال : " سبحان الله " يعني تنزيها
لله " عما يشركون " به كفار مكة ، ثم قال : " وربك " يا محمد " يعلم ما تكن
صدورهم " من بغض المنافقين لك ولاهل بيتك " وما يعلنون " بألسنتهم من الحب
لك ولاهل بيتك ( 4 ) .
يف : روى محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالى : " وربك يخلق ما يشاء
ويختار ما كان لهم الخيرة " قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله " وربك يخلق ما يشاء "
قال : إن الله عزوجل خلق آدم . وذكر مثله ( 5 ) .
23 - قب : ابن جرير الطبري لما كان النبي صلى الله عليه وآله يعرض نفسه على القبائل
جاء إلى بني كلاب فقالوا : نبايعك على أن يكون لنا الامر بعدك ، فقال : الامر لله
فإن شاء كان فيكم ، وكان في غيركم ( 6 ) ، فمضوا ولم يبايعوه وقالوا : لا نضرب لحربك
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 140 . ( 2 ) في نسخه : شاء .
( 3 ) في المصدر : عن جميع الخلق .
( 4 ) مناقب آل ابيطالب 1 : 220 والاية في القصص : 68 و 89 . تمامها : سبحانه و
تعالى عما يشركون .
( 5 ) الطرائف : 24 .
( 6 ) في المصدر : كان فيكم او في غيركم . ( * )
[ 75 ]
بأسيافنا ثم تحكم علينا غيرنا .
الماوردى : في أعلام النبوة إنه قال عامر بن الطفيل للنبي وقد أراد به
غيلة : يا محمد مالي إن أسلمت ؟ فقال : لك ما للاسلام ، وعليك ما على الاسلام ، فقال :
ألا تجعلني الوالي من بعدك ؟ قال : لس لك ذلك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل
تغزو في سبيل الله القصة ( 1 ) .
24 - قب : أبوذر عن النبي صلى الله عليه وآله من استعمل غلاما في عصابة فيها من هو
أرضى لله منه فقد خان الله .
وقال أبوالحسن الرفا لابن رامين الفقيه : لما خرج النبي صلى الله عليه وآله من المدينة
ما استخلف عليها أحدا ؟ قال : بلى استخلف عليا ، قال : وكيف لم يقل لاهل المدينة
اختاروا فإنكم لا تجتمعون على الضلال ! قال : خاف عليهم الخلف والفتنة ، قال :
فلو وقع بينهم فساد لاصلحه عند عودته ، قال : هذا أوثق ، قال : فاستخلف أحدا بعد
موته ؟ قال : لا ، قال : فموته أعظم من سفره ، فكيف أمن على الامة بعد موته ما خافه
في سفره وهو حي عليهم ؟ فقطعه ( 2 ) .
25 - نى : ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد بن مسعود ، عن محمد بن عبدالله الحلبي
عن عبدالله بن بكير ، عن عمرو بن ( 3 ) الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول و
نحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلا فأقبل علينا وقال : لعلكم ترون أن
هذا الامر في الامامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء ، والله إنه لعهد من الله نزل
على رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجال مسمين رجل فرجل حيت ينتهى إلى صاحبها ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابيطالب 1 : 221 .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 221 و 222 قوله : فقطعه اى قطع عذره وألزمه .
( 3 ) في المصدر وفى النسخة المخطوطة : [ عمر بن الاشعت ] وفيه تصحيف وصحيحه :
[ عمرو ] كما تقدم .
( 4 ) غيبة النعمانى : 23 فيه : حتى تنتهى إلى صاحبها ( * )
[ 76 ]
4 * ( باب ) *
* ( وجوب معرفة الامام ، وانه لا يعذر الناس بترك الولاية ) *
* ( وان من مات لا يعرف امامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق ) *
1 - سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الدهان قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة
جاهلية " فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر
الناس بجهالة ( 1 ) ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ، ولنا الانفال
ولنا صفو المال ( 2 ) .
بيان : قوله : قد رأيتم أصحاب علي ، أي طاعتهم له ( 3 ) ، فالمراد خواصهم
أو رجوعهم عنه وكفرهم بعدم طاعتهم له كالخوارج ، قوله : " لنا كرايم القرآن " أي
نزلت فينا الآيات الكريمة ونفائسها ، وهي ما تدل على فضل ومدح ، والمراد
بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل
باصول الدين وفروعه .
2 - سن : ابن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي اليسع عيسى بن السري
قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الارض لا تصلح إلا بالامام ، ومن مات لا يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه ، وأهوى
بيده إلى صدره يقول : لقد كنت على أمر حسن ( 4 ) .
3 - سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن الحسين بن أبي العلا
* ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر : بجهالته .
( 2 ) محاسن البرقى 153 و 154 .
( 3 ) او المعنى انهم كانوا بصراء في دينهم ، يدرون بمن يأتموا .
( 4 ) محاسن البرقى : 154 . ( * )
[ 77 ]
قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : " من مات ليس له إمام مات
ميتة جاهلية " فقال : نعم ، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين عليه السلام وتركوا
عبدالملك بن مروان اهتدوا ، فقلنا ، من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة
كفر ؟ فقال : لا ميتة ضلال ( 1 ) .
بيان : لعله عليه السلام إنما نفى الكفر لان السائل توهم أنه يجري عليه أحكام
الكفر في الدنيا ، فنفى ذلك ، وأثبت له الضلال عن الحق في الدنيا ، وعن الجنة
في الآخرة ، فلا يدخل الجنة أبدا ، فلا ينافي الاخبار الآتية التي أثبتوا فيها لهم
الكفر ، فإن المراد بها أنهم في حكم الكفار في الآخرة ، ويحتمل أن يكون نفي
الكفر لشمول من لا يعرف المستضعفين ، لان فيهم احتمال النجاة من العذاب
فسائر الاخبار محمولة من سواهم وسيأتي القول في ذلك في كتاب الايمان والكفر
انشاء الله تعالى .
4 - سن : النضر ، عن يحيى ، عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول : قال أبي : من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية ( 2 ) .
5 - سن : محمد بن علي ، عن علي بن النعمان النخعي ، عن الحارث بن
المغيرة النضري قال : سمعت عثمان بن المغيرة يقول : حدثني الصادق عن علي
عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من مات بغير إمام جماعة مات ميتة
جاهلية " قال الحارث بن المغيرة ( 3 ) : فلقيت جعفر بن محمد عليهما السلام ، فقال : نعم
قلنا ( 4 ) : فمات ميتة جاهلية ؟ قال : ميتة كفر وضلال ونفاق ( 5 ) .
6 - سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل قال :
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهلية . ولا يعذر
الناس حتى يعرفوا إمامهم . ومن مات وهو عارف لامامه لا يضره تقدم هذه الامر
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) محاسن البرقى : 154 .
( 3 ) اى لعثمان بن المغيرة .
( 4 ) القائل عثمان بن المغيرة ، اى قلنا للصادق عليه السلام .
( 5 ) محاسن البرقى : 155 . ( * )
[ 78 ]
أو تأخره ، ومن مات عارفا لامامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه ( 1 ) .
7 - ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن الحسن بن طريف ( 2 ) ، عن صالح
بن أبي حماد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : من مات و
ليس له إمام مات ميتة جاهلية ، فقلت له كل من مات وليس له إمام مات ميتة
جاهلية ؟ قال : نعم ، والواقف كافر ، والناصب مشرك ( 3 ) .
8 - نى : أحمد بن محمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن
يحيى عن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : يا يحيى من بات ليلة لا يعرف فيها
إمام زمانه مات ميتة جاهلية ( 4 ) .
9 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن العباس بن عامر ، عن عبد
الملك بن عتبة ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ( 5 ) .
10 - نى : الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نصر
عن أبي الحسن عليه السلام في قوله : " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله " قال :
من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى ( 6 ) .
11 - نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان
عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من
ليست إمامته من الله كان مشركا ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) محاسن البرقى : 155 و 556 .
( 2 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفيه تصحيف ، والصحيح : الحسن بن ظريف بالمعجمة .
( 3 ) اكمال الدين : 375 .
( 4 ) غيبة النعمانى : 62 .
( 5 ) غيبة النعمانى : 63 في نسخة منه : من مات ولم يعرف امام زمانه مات .
( 6 ) غيبة النعمانى : 63 والاية في سورة القصص : 50 .
( 7 ) غيبة النعمانى : 63 و 64 فيه : من ليس بامامته من الله . ( * )
[ 79 ]
12 - نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رياح ، عن أحمد بن
علي الحميري ، عن الحسين بن أيوب ، عن عبدالكريم بن الخثعمي ( 1 ) عن ابن
أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجل يتولاكم ويبرأ من عدوكم ويحلل
حلالكم ، ويحرم حرامكم ، ويزعم أن الامر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم
إلا أنه يقول : إنهم قد اختلوا فيما بينهم وهم الائمة القادة ، وإذا اجتمعوا على
رجل فقالوا : هذا ، قلنا : هذا ، فقال : عليه السلام : إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية ( 2 ) .
13 - نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر القرشي ، عن أبي جعفر
الهمداني ( 3 ) عن محمد بن سنان ، عن سماعة بن مهران قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام
رجل يتوالى عليا ويتبرأ من عدوه ، ويقول : كل شئ يقول : إلا أنه يقول :
قد اختلفوا فيما بينهم ( 4 ) وهم الائمة القادة ، فلست أدري أيهم الامام ، وإذا اجتمعوا
على رجل أخذت بقوله ، وقد عرفت أن الامر فيهم ، قال : إن مات هذا على ذلك
مات ميتة جاهلية ، ثم قال : للقرآن تأويل يجري كما يجري الليل والنهار ، و
كما تجري الشمس والقمر ، فادا جاء تأويل شئ منه وقع ، فمنه ما قد جاء ، ومنه
ما يجئ ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام : للقرآن تأويل ، لعل المعنى أن ما نعلمه من بطون
القرآن وتأويلاته لابد من وقوع كل منها في وقته ، فمن ذلك اجتماع الناس على
إمام واحد في زمان القائم وليس هذا أوانه ، أو أنه دل القرآن على عدم خلو
الزمان من الامام ، ولابد من وقوع ذلك ، فمنهم من مضى ، ومنهم من يأتي .
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة ، [ عبدالكريم الخثعمى ] وفى المصدر : عبدالكريم بن
عمرو الخثعمى .
( 2 ) غيبة النعمانى : 65 و 66 .
( 3 ) في نسخة من المصدر : قال : حدثنا ابوجعفر الهمدانى قال : حدثنى موسى بن
سعدان عن عمار بن مروان .
( 4 ) في المصدر والنسخة المخطوطة ، قد اختلفوا بينهم .
( 5 ) غيبة النعمانى ، 66 في نسخة منه : ومنه ما لم يجئ . ( * )
[ 80 ]
14 - نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن سيف ، عن أبيه
عن حمران قال : وصفت لابيعبد الله عليه السلام رجلا يتوالى أمير المؤمنين عليه السلام ويتبرأ
من عدوه ، ويقول كل شئ يقول : إلا أنه يقول : إنهم اختلفوا فيما بينهم ، وهم
الائمة القادة ، ولست أدري أيهم الامام ، وإذا اجتمعوا على وجه واحد أخذنا
بقوله : وقد عرفت أن الامر فيهم رحمهم الله جميعا ، فقال : إن مات هذا مات ميتة
جاهلية ( 1 ) .
وعن علي بن يوسف ، عن أخيه الحسين ، عن معاذ بن مسلم ، عن أبي عبدالله
عليه السلام مثله ( 2 ) .
15 - كش : حمدويه وإبراهيم ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن فضيل
الاعور ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : إن سالم بن أبي حفصة
يقول : ما بلغك أنه من مات وليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهلية ؟ فأقول : بلى
فيقول : من إمامك ؟ فأقول : أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام فيقول : والله ما أسمعك
عرفت إماما ، قال أبوجعفر عليه السلام : ويح سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الامام
منزلة الامام يا زياد ( 3 ) أفضل وأعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ( 4 ) .
16 - فس : جعفر بن محمد ( 5 ) عن عبدالكريم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن
الفضيل ، عن أبي حمزة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : لا يعذر الله يوم القيامة أحدا
يقول : يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة على الناس كافة ، وفي شيعة ولد
فاطمة أنزل الله هذه الآية خاصة : " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله " الآية ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) غيبة النعمانى : 66 .
( 3 ) زياد بن عيسى ، أو ابن أبي رجاء هو أبوعبيدة الحذاء .
( 4 ) رجال الكشى : 153 و 154 .
( 5 ) في المصدر : جعفر بن أحمد .
( 6 ) تفسير القمى : 579 والاية في سورة الزمر : 53 . ( * )
[ 81 ]
مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن ابن مهزيار
عن الحسن بن سعيد ( 1 ) عن محمد بن الفضيل مثله ( 2 ) .
17 - ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله وينظر
الله إليه فليتوال آل محمد ويتبرأ من عدوهم ويأتم بالامام منهم ، فإنه إذا كان
كذلك نظر الله إليه ، ونظر إلى الله ( 3 ) .
بيان : المراد بالنظر إلى الله النظر إلى رحمته وكرامته أو إلى أوليائه ، أو
غاية معرفته بحسب وسع المرء وقابليته ( 4 ) .
18 - ن : بإسناد التميمي عن الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 81 سطر 11 الى ص 89 سطر 11

بما عمل في الجاهلية والاسلام ( 5 ) .
19 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن الحسن بن علي بن بزيع عن قاسم
ابن الضحاك ، عن مشير بن ( 6 ) حوشب أخي العوام ، عن أبي سعيد الهمداني ، عن
أبي جعفر عليه السلام " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا " قال : والله لو أنه تاب وآمن
وعمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ( 7 ) ومعرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك
شيئا ( 8 ) .
بيان : أقول : قد ذكر شبيه ما ذكر هنا في مواضع من القرآن : أولها في
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة من المصدر : الحسين بن سعيد .
( 2 ) معانى الاخبار : 37 راجعه .
( 3 ) قرب الاسناد : 153 .
( 4 ) أو كناية عن تقرب العبد إلى الله تعالى .
( 5 ) عيون الاخبار : 219 .
( 6 ) في المصدر والنسخة المخطوطة : منير بن حوشب .
( 7 ) في نسخة : ولايتنا ومحبتنا .
( 8 ) امالى ابن الشيخ 162 . ( * )
[ 82 ]
سورة مريم هكذا : " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ( 1 ) "
وثانيها : في سورة طه هكذا : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالح ثم
اهتدى ( 2 ) " وثالثها في الفرقان هكذا : " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك
يبدل الله سيئآتهم حسنات ( 3 ) " .
ورابعها في القصص هكذا : " فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن
يكون من المفلحين ( 4 ) " ولا يناسب ما هنا إلا الاولى والثانية ، لكن يخدش الاولى
أنه ليس فيه ذكر الاهتداء ( 5 ) والثانية أنه لا توافق بين صدريهما ، والظاهر أنه
كان [ لمن تاب ] فصحفه الرواة أو النساخ ، ويحتمل أن يكون عليه السلام ذكر الاولى
إشارة إلى أن الاهتداء مطوي فيها أيضا .
20 - ع : علي بن حاتم فيما كتب إلي عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن
الحسين ، عن الحسين بن الوليد ، عن ابن بكير ، عن حنان بن سدير قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام : لاي علة لم يسعنا إلا أن نعرف كل إمام بعد النبي صلى الله عليه وآله
ويسعنا أن لا نعرف كل إمام قبل النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال : لاختلاف الشرائع ( 6 ) .
21 - مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن
محمد بن أسلم ( 7 ) عن الحسن بن محمد الهاشمي ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش
عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قلت له : ما أدنى ما يكون
به الرجل ضالا ؟ قال : أن لا يعرف من أمر الله بطاعته ، وفرض ولايته ، وجعله
* ( هامش ) * ( 1 ) مريم : 60 .
( 2 ) طه : 82 .
( 3 ) الفرقان : 70
( 4 ) القصص : 67 .
( 5 ) لا يحتاج إلى ذكر الاهتداء لان الظاهر ان الامام عليه السلام اراد ان الاية مقيدة
بذلك ، فمن آمن وعمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتهم لم ينفعه ذلك .
( 6 ) علل الشرائع : 81 .
( 7 ) في المصدر : عن محمد بن مسلم . ( * )
[ 83 ]
حجة في أرضه ، وشاهده على خلقه ، قلت : فمن هم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : الذين
قرنهم الله بنفسه ونبيه ، فقال : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واولي الامر منكم " قال : فقبلت رأسه وقلت : أوضحت لي ، وفرجت عني
وأذهبت كل شك كان في قلبي ( 1 ) .
22 - ع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيدالله ، عن ابن أبي
عثمان ، عن عبدالكريم عن عبيدالله ، عن سلمة بن عطا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
خرج الحسين بن علي عليهما السلام على أصحابه فقال : أيها الناس إن الله عزوجل
ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته
عن عبادة ما سواه ، فقال له رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟
قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته .
قال الصدوق رحمة الله عليه : يعني بذلك أن يعلم أهل كل زمان ( 2 ) زمان
أن الله هو الذي لا يخليهم في كل زمان من إمام معصوم ، فمن عبد ربا لم يقم لهم
الحجة فإنما عبد غير الله عزوجل ( 3 ) .
بيان : لعله عليه السلام إنما فسر معرفة الله بمعرفة الامام لبيان أن معرفة الله
لا يحصل إلا من جهة الامام ، أو لاشتراط الانتفاع بمعرفته تعالى بمعرفته عليه السلام ، ولما
ذكره الصدوق رحمه الله أيضا وجه .
23 - فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي
جميلة ، عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا أبان إن الله لا يطلب
من المشركين ( 4 ) زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول : " وويل للمشركين
الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ( 5 ) " قلت له : كيف ذاك جعلت
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 112 والاية في سورة النساء : 59 .
( 2 ) في المصدر : ان يعلم اهل كل زمان ان الله
( 3 ) علل الشرايع : 14 .
( 4 ) في المصدر : يا ابان اترى ان الله طلب من المشركين .
( 5 ) فصلت : 6 و 7 . ( * )
[ 84 ]
فداك ؟ فسره لي ، فقال : ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول ، وهم
بالائمة الآخرين كافرون ، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الايمان به فإذا آمنوا
بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض ( 1 ) .
بيان : فسر عليه السلام المشرك بمن أشرك مع الامام الحق إماما آخر ، والآخرة
بالائمة الآخرة ، وهذا بطن من بطون الآية ، ويدل الخبر على أن المشركين
بالله غير مكلفين بالفروع ، والمخالفين مكلفون بها ، وهو خلاف المشهور بين الامامية
ويمكن حمله على أن المراد أن تكليف الذين لا يعرفون الله ورسوله بالايمان بهما أهم
وآكد من دعوتهم إلى الفروع ، لا أنهم غير مكلفين بها ، وهذه القدر كاف لتأييد
كون المراد بالمشرك المعنى الذي ذكره عليه السلام .
24 - ن : فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون من شرائع الدين : من مات
لا يعرف أئمته مات ميتة جاهلية ( 2 ) .
25 - ثو : أبي ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أحمد بن علي ، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي هارون العبدي ، عن
أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا وعنده نفر من أصحابه
فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام إذ قال : " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة " فقال
رجلان من أصحابه : فنحن نقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما تقبل
شهادة أن لا إله إلا الله من هذا ومن شيعته الذين أخذ ربنا ميثاقهم ، فقال الرجلان :
فنحن نقول : لا إله إلا الله ( 3 ) فوضع رسول الله يده على رأس علي عليه السلام ثم قال :
علامة ذلك أن لا تحلا عقده ولا تجلسا مجلسه ، ولا تكذبا حديثه ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 589 .
( 2 ) عيون الاخبار : 265 . فيه : وان الارض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه
في كل عصر واوان ، وانهم العروة الوثقى " إلى أن قالى " ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة
جاهلية .
( 3 ) في المصدر : اخذ ربنا ميثاقهم فوضع .
( 4 ) ثواب الاعمال : 7 و 8 . ( * )
[ 85 ]
26 - ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد
ابن عمر ، عن حماد بن عثمان ، عن عيسى بن السري قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية " قال أبوعبدالله
عليه السلام : أحوج ما يكون إلى معرفته إذا بلغ نفسه هذه ، وأشار بيده إلى صدره
فقال : لقد كنث على أمر حسن ( 1 ) .
سن : عبدالعظيم الحسني مثله ( 2 ) .
بيان : " أحوج " مبتداء مضاف إلى " ما " وهي مصدرية ، و " يكون " تامة
ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز والمقصود نسبتها إلى فاعل المصدر ( 3 ) باعتبار بعض
أحوال وجوده و " إلى معرفته " متعلق بأحوج ، و " إذا " ظرف وهو خبر أحوج .
27 - ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن مهران ، عن رجل ، عن
أبي المغرا ، عن أبي ذريح ( 4 ) ، عن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : منا الامام
المفروض طاعته ، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا ، والله ما ترك الله الارض منذ
قبض الله عزوجل آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، حجة على العباد ، ومن
تركه هلك ( 5 ) ومن لزمه نجا حقا على الله ( 6 ) .
سن : ابن مهران مثله ( 7 ) .
28 - ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن فضيل الاعور ، عن
أبي عبيدة الحذاء قال : كنا زمان أبي جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي
* ( هامش ) * ( 1 ) ثواب الاعمال : 198 .
( 2 ) محاسن البرقى : 92 فيه : احوج ما يكون العبد .
( 3 ) لا يحتاج إلى ذلك بعدما عرفت من نسخة المحاسن .
( 4 ) في ثواب الاعمال والمحاسن ، عن ذريح .
( 5 ) في ثواب الاعمال والمحاسن : من تركه هلك .
( 6 ) ثواب الاعمال : 198 .
( 7 ) محاسن البرقى : 92 . ( * )
[ 86 ]
لها ، فلقينا سالم بن أبي خفصة فقال : يا با عبيدة من إمامك ؟ قلت : أئمتي آل محمد
صلى الله عليه وآله ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت أنا وأنت معي أنا جعفر
عليه السلام وهو يقول : من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ؟ قلت : بلى
لعمري فرزقني الله المعرفة قال : فقلت لابي عبدالله عليه السلام : إن سالم بن أبي حفصة
قال لي : كذا وكذا ، فقال لي : يا با عبيدة ( 1 ) إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف
من بعده من يعمل مثل عمله ( 2 ) ويسير بمثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه
يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ( 3 ) ما أعطى داود أن أعطى سليمان ، قال : ثم قال : يا با -
عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس بينة ( 4 ) .
29 - سن : محمد بن علي بن محبوب ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول : إن من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من الله
فإن سعيه غير مقبول ، وهو ضال متحير ، ومثله كمثل شاة ( 5 ) ضلت عن راعيها
وقطيعها فتاهت ذاهبة وجائية يومها ، فلما أن جنها الليل ( 6 ) بصرت بقطيع غنم
مع راعيها فجاءت إليها ، فباتت معها في ربضها ، فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت
راعيها وقطيعها ، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بسرح قطيع غنم
آخر فعمدت نحوها وحنت إليها ، فصاح بها الراعي : الحقي بقطيعك ، فإنك
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : بلى لعمرى لقد كان ذلك ، ثم قعد ذلك بثلاث او نحوها دخلنا على ابى
عبدالله عليه السلام فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له : لقيت سالما فقال لى : كذا وكذا
وقلت له : كذى وكذى ، فقال ابو عبدالله عليه السلام : يا ويل لسالم يا ويل لسالم . ثلاث مرات
اما يدرى سالم ما منزلة الامام ، الامام اعظم مما يذهب إليه سالم والناس اجمعين ، يا عبيدة
( 2 ) في المصدر : من يعمل بمثل عمله .
( 3 ) في المصدر : لم يمنع الله .
( 4 ) بصائر الدرجات : 150 فيه بعد قوله : ما اعطى : ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو
امسك بغير حساب ، قال : قلت : ما اعطاه الله جعلت فداك ؟ قال : نعم يا با عبيدة انه . اه .
( 5 ) في المصدر : كمثل شاة لا راعى لها ضلت .
( 6 ) في الغيبة : فلما جنها الليل . ( * )
[ 87 ]
تائهة متحيرة ، قد ضللت عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيرة لا راعى لها
يرشدها إلى مرعاها ، أو يردها ، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها
وهكذا يا محمد بن مسلم بن أصبح من هذه الامة لا إمام له من الله عادل أصبح تائها
متحيرا إن مات على حاله تلك مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمد إن أئمة
الحق وأتباعهم على دين الله إلى آخره ( 1 ) .
30 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن الفضيل بن إبراهيم ( 2 ) وسعدان بن إسحاق
وأحمد بن الحسين بن عبدالله ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا ، عن ابن
محبوب ( 3 ) مثله ، وفيه : اعلم يا محمد إن أئمة الحق وأتباعهم هم الذين على دين
الله ، وإن أئمة الجور لمعزولون عن دين الله والحق فقد ضلوا وأضلوا فأعمالهم
التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على
شئ ذلك هو الضلال البعيد ( 4 ) .
نى : علي بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن محمد بن أحمد القلانسي ، عن
إسماعيل بن مهران ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن بكير وجميل معا ، عن محمد بن مسلم
مثله ( 5 ) .
بيان : في الكافي بعد قوله : متحير : " والله شانئ لاعماله ( 6 ) " الشنأة : البغض
والقطيع : طائفة من البقر والغنم ونحوها . وهجم على الشئ : أتاه بغتة . والحنين :
الشوق . وربض الغنم بالتحريك : مأواها ، والسرح : المال السائم . قوله : ضيعتها
* ( هامش ) * ( 1 ) محاسن البرقى : 92 و 93 .
( 2 ) في نسخة من المصدر : [ محمد بن المفضل بن ابراهيم ] وهو الصحيح ، والرجل
هو محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة أبوجعفر الاشعرى من ثقات اصحابنا الكوفيين .
( 3 ) فيه : الحسن بن محبوب الزراد عن على بن رئاب عن محمد بن مسلم .
( 4 ) غيبة النعمانى : 62 و 63 وفيه : اختلافات لفظية راجعه .
( 5 ) غيبة النعمانى : 63 .
( 6 ) اصول الكافى : 1 : 374 و 375 راجعه . ( * )
[ 88 ]
الضمير إما راجع إلى الذئب ، أي مالها ومتاعها ، أو إلى القطيع ، أي التى ضاعت
منها ، أو إلى الشاة ، فالضيعة مصدر ، أي اغتنم ضياعها وكونها بلا راع وحافظ و
هو أظهر ، ووجه التمثيل ظاهر ، فإن من كان له إمام من أئمة الهدى ثم ضل
وتحير عن إمامه واتبع غيرهم فكلما أتى إماما من أئمة الجور ورأى منه خلاف
ما كان يراه من أئمة الحق نفر منه وأتى غيره ، وكلما رأى إمام الجور منه خلاف
ما في يده من الباطل يزجره ويطرده لئلا يفسد عليه أتباعه ، فهو كذلك حتى يستولي
عليه الشيطان فيخرجه من الدين رأسا ، أو يدخله متابعة واحد من أئمة الجور
31 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن اليقطيني
وابن يزيد وابن هاشم جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي
عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد
حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية "
ثم عرضه على جابر وابن عباس فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك ، وسمعنا ( 1 )
من رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن سلمان قال : يا رسول الله إنك قلت : من مات وليس
عليه إمام مات ميتة جاهلية ، من هذا الامام ( 2 ) ؟ قال : من أوصيائي يا سلمان ، فمن
مات من امتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ( 3 ) فإن جهله وعاداه
فهو مشرك ، وإن جلهه ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك ( 4 ) .
32 - ك : العطار ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن الخشاب ، عن
غير واحد ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الامام علم بين الله عز
وجل وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ( 5 ) .
33 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن اليقطيني ، عن ابن فضال : عن ثعلبة
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وسمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 2 ) في المصدر : من هذه الامام يا رسول الله ؟
( 3 ) في المصدر : وليس له إمام يعرفة مات ميتة جاهلية .
( 4 ) إكمال الدين : 231 .
( 5 ) اكمال الدين : 230 . ( * )
[ 89 ]
عن محمد بن مروان ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من مات وليس له إمام
مات ميتة جاهلية ، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم ( 1 ) .
أقول : أوردنا بعضها في كتاب الكفر والايمان في باب كفر المخالفين ( 2 ) .
34 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن الفضيل ، وسعدان بن إسحاق وأحمد بن
الحسين ومحمد بن أحمد القطواني جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن
مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أرأيت من جحد إماما منكم ما حاله ؟
قال : من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام
لان الامام من الله ، ودينه دين الله ، ومن برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال
إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله مما قال ( 3 ) .
35 - كش : جعفر بن أحمد ، عن صفوان ، عن أبي اليسع قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام : حدثني عن دعائم الاسلام التي بني عليها ، ولا يسع أحدا من الناس


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 89 سطر 12 الى ص 97 سطر 12

تقصير في شئ منها التي من قصر عن معرفة شئ منها كتب عليه ذنبه ( 4 ) ولم يقبل
منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه ، وقبل منه عمله ، ولم يضر به ما فيه بجهل
شئ من الامور جهله ، قال : فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والايمان برسول الله
صلى الله عليه وآله ، والاقرار بما جاء به من عند الله ، ثم قال : الزكاة والولاية شئ دون
شئ فضل ( 5 ) يعرف لمن أخذ به ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من مات لا يعرف ( 6 ) إمام
زمانه مات ميتة جاهلية " وقال الله عزوجل : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و
* ( هامش ) * ( 1 ) اكمال الدين : 230 .
( 2 ) في نسخه : كفر المنافقين .
( 3 ) غيبة النعمانى : 63 .
( 4 ) في المصدر المطبوع : كبت عليه دينه .
( 5 ) في المصدر : والولاية لشئ دون شئ فصل يعرف لمن اخذ به .
( 6 ) في المصدر : ولم يعرف امام زمانه . ( * )
[ 90 ]
أطيعوا الرسول واولي الامر منكم ( 1 ) " وكان علي عليه السلام ( 2 ) ، وقال آخرون ( 3 )
لا بل معاوية ، وكان حسن ، ثم كان حسين ، وقال آخرون ( 4 ) : هو يزيد بن معاوية
لا سواه ( 5 ) ، ثم قال : أزيدكم ؟ قال بعض القوم : زده جعلت فداك ، قال : ثم كان
علي بن الحسين عليه السلام ، ثم كان أبوجعفر وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون
إليه من حلال ولا حرام إلا ما تعلموا من الناس ، حتى كان ( 6 ) أبوجعفر عليه السلام ففتح
لهم وبين لهم وعليهم ( 7 ) فصاروا يعلمون الناس بعدما كانوا يتعلمون منهم ، والامر
هكذا يكون ، والارض لا تصلح إلا بامام ، ومن مات ولا يعرف ( 8 ) إمامه مات ميتة
جاهلية ، وأحوج ما تكون إلى هذا ( 9 ) إذا بلغت نفسك هذا المكان - وأشار بيده
إلى حلقه - وانقطعت من الدنيا تقول : لقد كنت على رأي حسن .
قال ابواليسع عيسى بن السري : وكان أبوحمزة وكان حاضر المجلس إنه
قال فيما يقول : كان أبوجعفر عليه السلام إماما حق الامام ( 10 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) النساء : 95 .
( 2 ) ذكر في الكافى الاية اولا ثم بعدها الخبر وفيه : [ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
وكان عليا عليه السلام ] أقول : اى كان كل واحد من رسول الله صلى الله عليه آله وعلى
عليه السلام في زمانهما اماما واولى الامر .
( 3 و 4 ) في المصدر والكافى : وقال الاخرون .
( 5 ) في المصدر والنسخة المخطوطة : [ لاسواء ] وفى الكافى : [ وقال الاخرون : يزيد
بن معاوية وحسين بن على ولا سواء ولا سواء ، قال : ثم سكت ثم قال : ازيدك ؟ فقال له حكم
الاعور : نعم جعلت فداك ] قوله : ولا سواء ولا سواء ، أى لا سواء على ومعاوية ، ولا الحسين ويزيد .
( 6 ) في الكافى : وكانت الشيعة قبل ان يكون ابوجعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم
وحرامهم حتى كان .
( 7 ) في المصدر : وعلمهم .
( 8 ) في المصدر والكافى : لا يعرف .
( 9 ) في الكافى : واحوج ما تكون إلى ما انت عليه .
( 10 ) رجال الكشى : 266 و 267 فيه : [ وكان ابوحمزة حاضر المجلس انه قال لك فما
تقول ] ولعل الصحيح : وانه قال فيما يقول . ( * )
[ 91 ]
بيان : قوله : " كتب عليه ذنبه " في بعض النسخ : " كبت عليه دينه " بتقديم
الباء على التاء من الكبت ، وهو الصرف والاذلال ، وفي الكافي : " فسد عليه دينه "
وهو أظهر ، قوله : " ثم قال : الزكاة " لعله سقط منه شئ ، وفي الكافى هكذا :
" والاقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الاموال الزكاة والولاية التي أمر الله
عزوجل بها ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله ، قال : فقلت له : هل في الولاية شئ دون شئ
فضل يعرف لمن أخذ به ؟ قال : نعم ، قال الله عزوجل " .
فقوله : " وحق " إما مجرور بالعطف على قوله : " ما جاء " فيكون تخصيصا
بعد التعميم لبيان مزيد الاهتمام ، أو مرفوع بالخبرية للزكاة ، أو بالعطف على
الشهادة ، وفيه بعد معنى ، ويمكن أن يقرأ على صيغة الماضي المجهول . قوله :
" شئ دون شئ " أي خصوصية وعلامة تعرف لمن أخذ بها ، أو دليل وبرهان يحتج
به من ادعاها ، ولكل من الوجهين شواهد في الكلام كما لا يخفى ، ويمكن الجمع
بين الوجهين بأن يكون " شئ دون شئ " إشارة إلى الدليل ، و " فضل " إشارة إلى
شرائط الامامة ، وإن كان بعيدا ، وعلى التقادير الآخذ إما الامام ، أو الموالي له
وحاصل الجواب أن الآية على وجوب طاعة اولي الامر فتجب طاعتهم ومعرفتهم
ودل الخبر على أن لكل زمان إماما لابد من معرفته ومتابعته ، وكان الامر
مرددا بين علي ومعاوية ، ثم بين الحسن وبنيه ، ثم بين الحسين وبنيه وبين يزيد
والعقل يحكم بعدم المساواة بين الاولين والآخرين ، ولم يذكر الغاصبين الثلاثة
تقية وإشعارا بأن القول بخلافتهم بالبيعة يستلزم القول بخلافة مثل معاوية ويزيد
وبالجملة لما كان هذا أشنع والتقية فيه أقل خصه بالذكر ، مع أن بطلان خلافة
معاوية يستلزم بطلان خلافتهم لاشتراك العلة ، وكلمة " كان " في المواضع تامة .
قوله عليه السلام : " وبين لهم وعليهم " في الكافي : وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم
وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعدما كانوا يحتاجون إلى الناس
وهكذا كان الامر ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 2 : 20 فيه : [ وهكذا يكون الامر ] رواه الكلينى عن محمد بن يحيى
عن احمد بن محمد عن صفوان : وعن ابى على الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان . ( * )
[ 92 ]
قوله : " وكان أبوحمزة " لعله كان : " قال أبوحمزة " وعلى نسخة " كان " هي
تامة ، أي كان في الحياة ( 1 ) والحاصل أن عيسى ذكر أن أبا حمزة ذكر هذه التتمة
وأنا لم أسمعها .
36 - ختص : عن عمر بن يزيد ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : سمعته
يقول : من مات بغير إمام ميتة جاهلية ، إمام حي يعرفه ، قلت : لم أسمع
أباك يذكر هذا ، يعني إماما حيا ، فقال : قد والله قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال :
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية ( 2 ) .
37 - ختص : عن محمد بن علي الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من مات
وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية ( 3 ) .
38 - ختص : عن أبي الجارود قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من مات
وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية ، قال : قلت : إمام حي جعلت فداك ؟
قال : إمام حي ، إمام حي ( 4 ) .
39 - كنز الكراجكي : عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي ، عن أحمد بن محمد بن
عبدالله بن عياش ( 5 ) ، عن محمد بن عمر ، عن الحسن بن عبدالله بن محمد بن العباس
الرازي ، عن أبيه ( 6 ) ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عليه وعليهم السلام عن
أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات وليس له إمام من ولدي مات
* ( هامش ) * ( 1 ) ذكرنا قبلا ان الموجود في المصدر : [ وكان أبوحمزة حاضر المجلس ] فعليه لا
يحتاج إلى تكلف .
( 2 ) الاختصاص : 268 و 269 .
( 3 ) الاختصاص : 269 .
( 4 ) الاختصاص : 269 .
( 5 ) في المصدر : [ احمد بن محمد بن عبدالله بن عباس ] والظاهر انه مصحف : [ عبيد الله
ابن عياش ] وهو احمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بن ابراهيم بن ايوب الجوهرى
صاحب كتاب مقتضب الاثر ، يروى من جماعة منهم محمد بن عمر بن محمد الجعانى .
( 6 ) المصدر وعيون الاخبار يخلوان عن قوله : عن ابيه . ( * )
[ 93 ]
ميتة جاهلية ، يؤخذ بما عمل في الجاهلية والاسلام ( 1 ) .
40 - ومنه عن أبي الرجا محمد بن علي بن طالب البلدي ، عن عبدالواحد
ابن عبدالله الموصلي ، عن محمد بن همام بن سهل ( 2 ) ، عن عبدالله بن جعفر الحميري
عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي علي الخراساني ، عن
عبدالكريم بن عبدالله ، عن سلمة بن عطا ، عن أبي عبدالله الامام الصادق عليه السلام
قال : خرج الحسين بن علي عليه السلام ذات يوم على أصحابه فقال بعد الحمد لله
جر وعز ، والصلاة على محمد رسوله صلى الله عليه وآله : يا أيها الناس إن الله والله ما خلق
العباد إلا ليعرفوه ، فاذا عرفوه عبدوه ، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من
سواه ، فقال له رجل : بأبي أنت وامي بابن رسول الله ما معرفة الله ؟ قال : معرفة
أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ( 3 ) .
أقول : ثم قال الكراجكي قدس الله روحه : اعلم أنه لما كانت معرفة الله
وطاعته لا ينفعان من لم يعرف الامام ، ومعرفة الامام وطاعته لا تقعان إلا بعد معرفة الله
صح أن يقال : إن معرفة الله هي معرفة الامام وطاعته ، ولما كانت أيضا المعارف
الدينية العقلية السمعية تحصل من جهة الامام ، وكان الامام آمرا بذلك وداعيا
إليه صح القول بأن معرفة الامام وطاعته هي معرفة الله سبحانه ، كما تقول في
المعرفة بالرسل وطاعته ، إنها معرفة بالله سبحانه ، قال الله عزوجل : " من يطع
الرسول فقد أطاع الله ( 4 ) " وما تضمنه قول الحسين عليه السلام من تقدم المعرفة على
العبادة غاية في البيان والتنبيه .
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الكراجى : 151 ، ورواه الصدوق في عيون الاخبار : 219 باسناده عن محمد
بن عمر بن محمد الجعابى وفيه : ويؤخذ .
( 2 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، وهو مصحف ( سهيل ) والرجل هو محمد بن ابى بكر
همام بن سهيل الكاتب الاسكافى من مشايخ أصحابنا ومتقدميهم ، ولد في سنة 258 ومات سنة
332 ( او ) 336 .
( 3 ) كنز الكراجكى 151 .
( 4 ) النساء : 80 . ( * )
[ 94 ]
وجاء في الحديث من طريق العامة ، عن عبدالله بن عمر بن الخطاب أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من مات وليس في عنقه بيعة الامام ( 1 ) ، أو ليس في عنقه عهد
الامام مات ميتة جاهلية .
وروى كثير منهم أنه عليه السلام قال : من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة
جاهلية .
وهذان الخبران يطابقان المعني في قول الله تعالى : " يوم ندعو كل اناس
بامامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابه ولا يظلمون فتيلا ( 2 ) " .
فإن قال الخصوم : إن الامام ههنا هو الكتاب ، قيل لهم : هذا انصراف
عن ظاهر القرآن بغير حجة توجب ذلك ولا برهان ، لان ظاهر التلاوة يفيد أن
الامام في الحقيقة هو المقدم في الفعل والمطاع في الامر والنهي ، وليس يوصف بهذا
الكتاب ، إلا أن يكون على سبيل الاتساع والمجاز ، والمصير إلى الظاهر من حقيقة
الكلام أولى إلا أن يدعو إلى الانصراف عنه الاضطرار وأيضا فان أحد الخبرين
يتضمن ذكر البيعة والعهد للامام ، ونحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس
ولا معنى لان يكون له عهد في الرقاب ، فعلم أن قولكم في الامام : إنه الكتاب
غير صواب .
فإن قالوا : ما تنكرون أن يكون الامام المذكور في الآية هو الرسول ؟ قيل
لهم : إن الرسول قد فارق الامة بالوفاة ، وفي أحد الخبرين أنه إمام الزمان ، و
هذا يقضي أنه حي ناطق موجود في الزمان ، فأما من مضى بالوفاة فليس يقال :
إنه إمام إلا على معنى وصفنا للكتاب بانه إمام ، ولولا أن الامر ( 3 ) كما ذكرناه
لكان إبراهيم الخليل عليه السلام إمام زماننا ، لانا عاملون بشرعه متعبدون بدينه ، وهذا
فاسد إلا على الاستعارة والمجاز ، وظاهر قول النبي صلى الله عليه وآله : " من مات وهو لا يعرف
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : بيعة الامام .
( 2 ) النساء : 49 .
( 3 ) في المصدر والنسخة المخطوطة : ولو أن الامر . ( * )
[ 95 ]
إمام زمانه " يدل على أن لكل زمان إماما في الحقيقة يصح أن يتوجه منه الامر
ويلزم له الاتباع ، وهذا واضح لمن طلب الصواب ، ومن ذلك ما أجمع عليه أهل
الاسلام من قول النبي صلى الله عليه وآله : " إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :
كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فأخبر أنه
قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده وحكمته ، وإنه لا يزال
وجودهم مقرونا بوجوده ، في هذا دليل على أن الزمان لا يخلو من إمام ، ومنه
ما اشتهر بين الرواة من قوله : في كل خلف من امتي عدل من أهل بيتي ينفي عن
هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وإن أئمتكم وفودكم إلى الله
فانظروا من توفدون في دينكم ( 1 ) .
5 * ( باب ) *
* ( ان من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع ) *
1 - ك : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن ابن مسكان
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات ( 2 ) .
ك : ابن الوليد ، عن الصفار وابن متيل والحميري جميعا عن ابن أبي الخطاب
وابن يزيد وابن هاشم جميعا ، عن ابن أبي عمير وصفوان معا ، عن ابن مسكان مثله ( 3 ) .
نى : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن جمهور عن صفوان
مثله ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الكراجكى : 151 و 152 .
( 2 ) إكمال الدين : 228 .
( 3 ) اكمال الدين : 229 .
( 4 ) غيبة النعمانى : 63 . ( * )
[ 96 ]
نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن سيف ، عن أبان ، عن
حمران عنه عليه السلام مثله ( 1 ) .
2 - ك : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن
محمد بن سعيد ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : من عرف الائمة
ولم يعرف الامام الذي في زمانه أمؤمن هو ؟ قال : لا ، قلت : أمسلم هو ؟ قال : نعم .
قال الصدوق رحمه الله : الاسلام هو الاقرار بالشهادتين ، وهو الذي به تحقن
الدماء والاموال ، والثواب على الايمان ، وقال النبي صلى الله عليه وآله : من شهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فقد حقن ماله ودمه إلا بحقهما ، وحسابه على الله
عزوجل ( 2 ) .
3 - ك : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلي ( 3 ) ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام في حديث
طويل يقول في آخره : كيف يهتدي من لم يبصر ؟ وكيف يبصر من لم ينذر ؟
اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأقروا بما نزل من عند الله عزوجل ، اتبعوا آثار
الهدى ، فإنها علامات الامانة والتقى ، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم
وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن ، اقصدوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا
من وراء الحجب الآثار تستكملوا من دينكم ، وتؤمنوا بالله ربكم ( 4 ) .
بيان : لعل المراد بآثار الهدى ( 5 ) الائمة عليهم السلام ، أو علومهم وأخبارهم
وسننهم وآدابهم . والمنار : الامام . قوله عليه السلام : " من وراء الحجب " يحتمل أن يكون
* ( هامش ) * ( 1 ) غيبة النعمانى : 63 .
( 2 ) اكمال الدين : 229 .
( 3 ) في المصدر : محمد بن عبدالرحمن بن ابى ليلى عن أبيه عن أبى عبدالله الصادق
عليه السلام .
( 4 ) اكمال الدين : 229 و 230 فيه : تستكملوا امر دينكم .
( 5 ) او كان ذلك مصحف [ آثار الهداة ] او اطلق الهدى على الائمة عليهم السلام من
باب زيد عدل . ( * )
[ 97 ]
المراد حجب الحق تعالى ، أي إنكم لما كنتم محجوبين عن الحق تعالى بالحجب
النورانية والظلمانية فاطلبوا آثار أنوار الحق وهم الائمة عليهم السلام ، ويحتمل
أن يكون المراد بالحجب الائمة عليهم السلام فانهم حجب الرب والوسائط بينه وبين
الخلق فيرجع إلى المعنى الاول ، أو المراد التمسوا بعد غيبة الحجب عنكم آثارهم
وأخبارهم .
4 - ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن علي بن محمد ، عن عمران
ابن محمد بن عبدالحميد ( 1 ) ، عن محمد بن الفضيل عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت والائمة من ولدك بعدي حجج الله على
خلقه ، وأعلامه في بريته ، فمن أنكر واحدا منهم ( 2 ) فقد أنكرني ، ومن عصا واحدا
منهم ( 3 ) فقد عصاني ، ومن جفا واحدا منهم ( 4 ) فقد جفاني ، ومن وصلكم فقد وصلني
ومن أطاعكم فقد أطاعني ، ومن والاكم فقد والاني ، ومن عاداكم فقد عاداني
لانكم مني ، خلقتم من طينتي ، وأنا منكم ( 5 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 97 سطر 13 الى ص 105 سطر 13

5 - نى : ابن عقدة ، عن الحسن بن حازم ( 6 ) ، عن عبيس بن هشام ( 7 )
عن عبدالله بن جبلة ، عن الحكم بن أيمن ، عن محمد بن تمام قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : إن فلانا مولاك يقرئك السلام ويقول لك : اضمن لي الشفاعة
* ( هامش ) * في المصدر : [ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوى السمرقندى رحمه الله
قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن ابيه عن محمد بن على قال : حدثنى عمران عن محمد
بن عبدالحميد ] وفى نسخة مصححة : على بن محمد بدل [ محمد بن على ] وفيها نقل عن نسخة :
[ عمران بن محمد ] والظاهر ان الصحيح : عمران عن محمد بن عبدالحميد ، وهو عمران بن
موسى الخشاب الاشعرى الذى يروى عن محمد بن عبدالحميد .
( 2 - 4 ) في المصدر : منكم .
( 5 ) اكمال الدين : 230 .
( 6 ) في المصدر : حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ( ابومحمد الحسن بن
حازم ، خ ص ) .
( 7 ) في نسخة : [ عيسى بن هشام ] وفى اخرى : [ عبيس بن هاشم ] وكلاهما مصحفان
والرجل هو عباس بن هشام الناشرى الاسدى قال النجاشى : كسر اسمه فقيل : عبيس . ( * )
[ 98 ]
فقال : أمن موالينا ؟ قلت : نعم ، قال : أمره أرفع من ذلك ، قال : قلت : إنه رجل
يوالي عليا ولم يعرف من بعده من الاوصياء ، قال : ضال ، قلت : فأقر بالائمة
جميعا وجحد الآخر ، قال : هو كمن أقر بعيسى وجحد بمحمد صلى الله عليه وآله ، أو أقر
بمحمد وجحد بعيسى ( 1 ) عليه السلام ، نعوذ بالله من جحد حجة من حججه .
قال النعماني رحمه الله : فليحذر من قرأ هذا الحديث وبلغه هذا الكتاب أن
يجحد أحدا من الائمة ، أو يهلك نفسه بالدخول في حال يكون منزلته فيها منزلة
من جحد محمدا أو عيسى صلى الله عليهما - نبوتهما ( 2 ) .
6 - نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل
عن منصور بن يونس ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجل قال
لي : اعرف الاخير من الائمة ولا يضرك أن لا تعرف الاول ، قال : فقال : لعن
الله هذا فاني أبغضه ولا أعرفه ، وهل يعرف الاخير إلا بالاول ( 2 ) .
بيان : قوله : " ولا أعرفه " إما جملة حالية ، أى مع أني لا أعرفه ابغضه بسبب
هذا القول ، أو معطوف على " ابغضه " أي لا أعرفه من شيعتي .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وحجد عيسى .
( 2 ) غيبة النعمانى : 55 .
( 3 ) غيبة النعمانى : 64 . فيه : وهل عرف الاخير . ( * )
[ 99 ]
6 * ( باب ) *
* ( ان الناس لا يهتدون الا بهم ، وانهم الوسائل بين الخلق ) *
* ( وبين الله ، وانه لا يدخل الجنة الا من عرفهم ) *
1 - لى : ابن مسرور ( 1 ) ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن زياد الازدي
عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بلية ( 2 ) الناس عظيمة إن دعوناهم
لم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا ( 3 ) .
2 - ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحجال ، عن نصر -
العطار عمن رفعه باسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : ثلاث اقسم
أنهن حق : إنك والاوصياء من بعدك عرفاء ( 4 ) لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم
وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، وعرفاء لا يدخل النار إلا من
أنكركم وأنكرتموه ( 5 ) .
3 - ع : الدقاق ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل
النيسابوري أن العالم كتب إليه يعني الحسن بن علي عليهما السلام أن الله عزوجل بمنه
ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه
* ( هامش ) * ( 1 ) زاد في نسخة الكمبانى [ عن أبيه ] وهى زائدة .
( 2 ) في نسخة الكمبانى : [ بلية الله الناس ] والمصدر والنسخة المخطوطة يطابقان الصلب
( 3 ) امالى الصدوق : 363 ( م 89 ) ذيله : قال المفضل : وسمعت الصادق عليه السلام
يقول لاصحابه : من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه فانها لم تخن اباه .
( 4 ) العرفاء جمع عريف ، وهو القيم بامور القبيلة ، او الجماعة من الناس يلى امورهم
ويتعرف الامير منه احوالهم . فعيل بمعنى فاعل .
( 5 ) الخصال 1 : 73 . ( * )
[100]
إليكم ( 1 ) ، لا إله إلا هو ، ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم ، و
ليمحص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض
عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية ، وجعل لكم
بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض ، ومفتاحا إلى سبيله ، ولولا محمد ، والاوصياء من
ولده كنتم حيارى كالبهائم ، لا تعرفون فرضا من الفرائض ، وهل يدخل قرية إلا من
بابها ؟ فلما من الله عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم قال الله عزوجل : " اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ( 2 ) " وفرض
عليكم لاوليائه حقوقا أمركم بأدائها ، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم
وأموالكم ومأكلكم ومشربكم ، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ، وليعلم
من يطيعه منكم بالغيب ، وقال الله تبارك وتعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى ( 3 ) " فاعلموا أن من بخل فانما يبخل عن نفسه ( 4 ) ، إن الله هو
الغني وأنتم الفقراء إليه ، لا إله إلا هو ، فاعلموا ( 5 ) من بعد ما شئتم ، فسيرى الله
عملكم ، ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
تعملون والعاقبة للمتقين . والحمد لله رب العالمين ( 6 ) .
4 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن
سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إذا كان
يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط ، ولم يجز أحد إلا من كان معه
* ( هامش ) * ( 1 ) تخلو النسخة المخطوطة : عن كلمة : [ اليكم ] وفى المصدر : بل رحمة منه
( عليكم خ ) .
( 2 ) المائدة : 3 .
( 3 ) الشورى : 23 .
( 4 ) في نسخة : فانما يبخل على نفسه .
( 5 ) الصحيح كما في المصدر : فاعملوا .
( 6 ) علل الشرايع : 93 و 94 . ( * )
[101]
كتاب فيه براة بولايتك ( 1 ) .
5 - ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن محمد بن عبيد
عن الحسن بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن المثنى الازدي أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام
يقول : نحن السبب بينكم وبين الله عزوجل ( 2 ) .
6 - ما : علي بن إبراهيم الكاتب ، عن محمد بن أبي الثلج ، عن عيسى بن
مهران ، عن محمد بن زكريا ، عن كثير بن طارق قال : سألت زيد بن علي بن الحسين
عليه السلام عن قول الله تعالى : " لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا "
فقال : يا كثير إنك رجال صالح ولست بمتهم ، وإني أخاف عليك أن تهلك ، إن
كل إمام جائر فإن أتباعهم إذا امر بهم إلى النار نادوا باسمه فقالوا : يا فلان يا
من أهلكنا هلم الآن فخلصنا مما نحن فيه ، ثم يدعون بالويل والثبور فعندها يقال
لهم : " لا تدعوا اليوم ثبوا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا " ثم قال زيد بن علي رحمه
الله : حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وأتباعك
يا علي في الجنة ( 3 ) .
7 - ج : عن عبدالله بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل
من أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى : إن الحسن البصري يزعم أن الذين
يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم من يدخل النار ، فقال أبوجعفر عليه السلام : فهلك إذا
مؤمن آل فرعون ، والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عزوجل
رسوله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا ههنا ، وكان
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 14 و 15 فيه : فلم يجز احد .
( 2 ) امالى ابن الشيخ : 97 .
( 3 ) امالى ابن الشيخ : 36 . ورواه أيضا في ص 86 عن المفيد ، عن الجعابى عن
ابن عقدة عن العباس بن بكر عن محمد بن زكريا وفيه : وانى خائف عليك ان تهلك انه إذا
كان يوم القيامة امر الله بأتباع كل امام جائر إلى النار فيدعون بالويل والثبور ويقولون
لامامهم : يا من اهلكنا هلم الان فخلصنا مما نحن فيه فعندها يقال لهم . ( * )
[102]
عليه السلام يقول : محنة الناس علينا عظيمة : إن دعوناهم لم يجيبونا ، وإن تركناهم
لم يهتدوا بغيرنا ( 1 ) .
أقول : قد مضى بأسانيد في باب كتمان العلم ، وباب من يؤخذ منه العلم
في كتاب العقل ( 2 ) .
8 - ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن علي ، عن الحسين بن سعيد ، عن
علي بن الصلت ، عن الحكم وإسماعيل ، عن بريد قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول : بنا عبدالله ، وبنا عرف الله ، وبنا وحد الله ، ومحمد صلى الله عليه وآله حجاب الله ( 3 ) .
بيان : أي كما أن الحجاب متوسط بين المحجوب والمحجوب عنه ، كذلك
هو صلى الله عليه وآله واسطة بين الله وبين خلقه .
9 - شى : عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين
عليه السلام في خطبته : قال الله : " اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا
من دونه أولياء قليلا ما تذكرون " ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، و
في تركه الخطأ المبين ( 4 ) .
10 - بشا : أبوعلي بن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر
عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن الحسين بن سفيان ، عن أبيه ، عن محمد بن
إسماعيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال : من
دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك ( 5 ) .
11 - بشا : الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه
* ( هامش ) * ( 1 ) احتجاج الطبرسى : 180 .
( 2 ) راجع ج 2 : 64 و 81
( 3 ) بصائر الدرجات : 19 . أقول : الحجاب : الستر وكل ما احتجب به . كل ما حال
بين شيئين . حرز يكتب فيه شئ ويلبس وقاية لصاحبه في زعمهم من تأثير السلاح او العين أو
غير ذلك حجاب الشمس : ضوءها .
( 4 ) تفسير العياشى 2 : 9 . والاية في سورة الاعراف : 3 .
( 5 ) بشاره المصطفى : 119 - 117 . ( * )
[103]
الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر بن بابويه ، عن ماجيلويه ، عن علي ، عن
أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن حكم بن أيمن ، عن محمد الحلبي قال : قال
لي أبوعبدالله عليه السلام : إنه من عرف دينه من كتاب الله عزوجل زالت الجبال قبل
أن يزول ، ومن دخل في أمر بجهل خرج منه بجهل ، قلت : وما هو في كتاب الله
عزوجل ؟ قال : قول الله عزوجل : " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا ( 1 ) " وقوله عزوجل : " من يطع الرسول فقد أطاع الله ( 2 ) " وقوله عز
وجل : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ( 3 ) "
وقوله تبارك اسمه : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاء وهم راكعون ( 4 ) " وقوله جل جلاله : " فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما ( 5 ) " وقوله عزوجل : " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و
إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصك من الناس ( 6 ) " ومن ذلك قول رسول
الله لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه
وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الحشر : 7 .
( 2 ) النساء : 80 .
( 3 ) النساء : 59 .
( 4 ) المائدة : 57 .
( 5 ) النساء : 65 .
( 6 ) المائدة : 67 .
( 7 ) بشارة المصطفى : 156 و 157 . ( * )
[104]
7 * ( باب ) *
* ( فضائل أهل البيت عليهم السلام والنص عليهم جملة ) *
* ( من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها ) *
1 - بشا : عمر بن إبراهيم الحسني ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن علي بن
عمر السكري ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، عن يحيى بن معن ( 1 ) عن
قريش بن أنس ، عن محمد بن عمرو ( 2 ) عن أبي اسامة ، عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : خيركم خيركم لاهلي من بعدي ( 3 ) .
2 - بشا : محمد بن الحسن الجواني ، عن الحسين بن علي الداعي ، عن جعفر
ابن محمد الحسني ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن عبدالعزيز بن عبدالملك الاموي
عن سليمان بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الربيع ، عن حماد بن عيسى ، عن طاهرة
بنت عمرو بن دينار ، عن أبيها ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن
لكل نبي عصبة ( 4 ) ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في الكتاب ، وفى المصدر : حدثنا أبويحيى زكريا بن معن في شعبان سنة
227 ، أقول : كلاهما مصحفان والصحيح : يحيى بن معين ، وهو يحيى بن معين بن عون بن زياد
ابن بسطام بن عبدالرحمن بن ابو زكريا البغدادى ، كان امام الجرح والتعديل ، يروى عن جماعة
منهم قريش بن انس ، ويروى عنه جماعة منهم احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفى الكبير
ولد في 158 وتوفى بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله في 233 .
( 2 ) في المصدر : [ محمد بن عمر ] ولعله مصحف ، وقد ذكر ابن حجر في تهذيب
التهذيب من رواة قريش بن انس محمد بن عمرو .
( 3 ) بشارة المصطفى : 46 .
( 4 ) في نسخة الكمبانى : ان لكل بنى اب عصبة . ( * )
[105]
خلقوا من طينتي ، وويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم
أبغضه الله ( 1 ) .
3 - بشا : الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن
علي الكاتب ، عن الحسن بن علي بن عبدالكريم ، عن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
عن عباد بن يعقوب ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر
قال : رأيت أبا ذر رحمه الله أخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني
أنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول : من قاتلني في الاولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال
إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق
ومثل باب حطة من دخله نجا ، ومن لم يدخله هلك ( 2 ) .
4 - بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن محمد بن أحمد بن محمد بن عامر ، عن محمد
ابن جعفر التميمي ، عن محمد بن الحسين الاشناني ، عن عبدالله بن يعقوب ( 3 ) عن
حسين بن زيد ، عن جعفر عن أبيه عن علي ، أو الحسن بن علي عليهم السلام ( 4 ) قال :


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 105 سطر 14 الى ص 113 سطر 14

إن الله افترض خمسا ولم يفترض إلا حسنا جميلا : الصلاة والزكاة والحج و
الصيام وولايتنا أهل البيت ، فعمل الناس بأربع واستخفوا بالخامسة ، والله لا
يستكملوا الاربع حتى يستكملوها بالخامسة ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بشارة المصطفى : 47 و 48 فيه : [ حدثنا الزاهد ابوطالب يحيى بن محمد بن
الحسن الجوانى الحسينى رحمه الله في داره بآمل لفظا وقراءة سنة ثمان وتسع جميعا وخمسمائة
قال : حدثنا السيد الزاهد أبوعبدالله الحسين بن على بن الداعى الحسينى قال : حدثنا السيد
الجليل أبوابراهيم جعفر بن محمد الحسينى قال : اخبرنا الحاكم أبوعبدالله محمد بن عبدالله
الحافظ ] وفيه : ويل .
( 2 ) بشارة المصطفى : 106 فيه : آخذا .
( 3 ) في المصدر : [ عباد بن يعقوب الاسدى ] والظاهر انه عباد بن يعقوب الرواجنى
أبوسعيد الاسدى .
( 4 ) في المصدر : عن على بن الحسين بن على عليهم السلام .
( 5 ) بشارة المصطفى : 130 و 131 . راجع اسناده ففيه تاريخ سماع الحديث وغيره ( * )
[106]
5 - بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن أبي عمرو ( 1 ) عن ابن عقدة ، عن
إبراهيم بن إسحاق بن يزيد ، عن إسحاق بن يزيد ، عن سعد بن حازم ، عن الحسين
ابن عمر ، عن رشيد ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : نحن النجباء
وأفراطنا أفراط الانبياء ، حزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى
بيننا وبينهم فليس منا ( 2 ) .
بيان : " أفراطنا " أي أولادنا الذين يموتون قبلنا أولاد الانبياء ، أو شفعاؤنا
شفعاء الانبياء ، قال الجزري : فيه " أنا فرطكم على الحوض " أي متقدمكم إليه
يقال : فرط يفرط فهو فارط وفرط : إذا تقدم وسبق القوم ليردتاد لهم الماء ، و
يهيئ لهم الدلاء والارشية ، ومنه الدعاء للطفل الميت : " اللهم اجعله لنا فرطا "
أي أجرا يتقدمنا .
6 - كنز : ذكر الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه الله في كتاب مصباح الانوار
بإسناد عن الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا ميزان
العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين حباله ، وفاطمة علاقته ، والائمة من
بعدهم يزنون المحبين والمبغضين الناصبين الذين عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين ( 3 ) .
7 - يف : روي عن أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تسمكتم بهما لن
تضلوا بعدي ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الارض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
وقد روي أن أبا بكر قال : عترة النبي علي .
8 - ومن ذلك في المعنى رواية أحمد بن حنبل أيضا في مسنده بإسناده إلى إسرائيل
ابن عثمان بن المغيرة بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أبي عمر عبد الواحد بن محمد .
( 2 ) بشارة المصطفى : 155 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 49 . ( * )
[107]
أو خارج من عنده ، فقلت له : ما سمعت ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إني تارك فيكم
الثقلين ؟ قال : نعم .
9 - ومن ذلك ما رواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى زيد من
ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الارض ( 2 ) وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض .
10 - ومن ذلك في المعنى ما رواه مسلم في صحيحه من طرق ، فمنها من الجزء
الرابع منه من أجزاء في أواخر الكراس الثانية من أوله من النسخة المنقول
منها ( 3 ) باسناده إلى يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سيرة ( 4 ) وعمر بن
مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا عنده قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت معه خلفه ، لقد
لقيت ( 5 ) يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال :
يا ابن أخي لقد كبرت سني وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول
الله صلى الله عليه وآله فما حدثتكم فاقبلوه ، ومالا أذكره ( 6 ) فلا تكلفوني .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : لقيت زيد بن ارقم داخلا على المختار أو خارجا من عنده ، فقلت :
سمعت .
( 2 ) في المصدر : انى تارك فيكم الحليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى
الارض .
( 3 ) في المصدر : في الجزء الرابع منه من اجزاء الستة في آخر الكراس الثانية من اوله
من النسخة المنقولة منها .
( 4 ) في نسخة : [ وحصين بن شهرة ] وكلاهما مصحفان ، والصحيح كما في صحيح
مسلم : [ حصين بن سبرة ] بالباء .
( 5 ) في النسخة المخطوطة وصحيح مسلم : [ وصليت معه لقد لقيت ] والمصدر خال
منه إلى قوله : حدثنا .
( 6 ) في المصدر : [ وما لم احدثكم لا تكلفونيه ] وفى صحيح مسلم : ومالا فلا تكلفونيه . ( * )
[108]
ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد أيها الناس أنا بشر يوشك
أن يأتيني رسول ربي فاجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله فيه
النور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به .
فحث على كتاب الله تعالى ورغب فيه . ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله
في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ( 1 ) الخبر .
ورواه أيضا مسلم في صحيحه بهذه المعاني في الجزء الرابع المذكور على
حد ثماني عشر قائمة من أوله من تلك النسخة .
11 - ومن ذلك في المعنى من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء
الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي
بإسنادهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إني تارك فيكم ثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الارض . وعترتى أهل بيتي لن يفرتقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف
تخلفوني في عترتي .
12 - ومن ذلك في هذه المعنى ما رواه الشافعي ابن المغازلي من عدة ( 2 )
طرق في كتابه باسنادها ، فمنها قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إني أوشك أن ادعى
فاجيب ، وإني تلرك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ( 3 ) ممدود من السماء إلى
الارض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) رواه مسلم في صحيحه 7 : 122 .
( 2 ) في النسخة المخطوطة : [ في عدة طرق باسناده ] وفى المصدر : ما رواه الفقيه
الشافعى ابن المغازلى عن عدة طرق باسانيدها ، اقول : ابن المغازلى اسمه على بن محمد بن
الطيب الخطيب الواسطى .
( 3 ) في المصدر : انى قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبل الله الممدود
( 4 ) قد سقطت من المصدر المطبوع قطعة طويلة وهى من هنا إلى ما يذكره عن الزمحشرى . ( * )
[109]
قال عبد المحمود : لقد أثبت في عدة طرق ، وقد تركت من الحديث بالمعنى
مقدار عشرين رواية لئلا يطول الكتاب بتكرارها مستندة من رجال الاربعة المذاهب
المشهور حالهم بالعلم والزهد والدين .
قال عبد المحمود ( 1 ) : كيف خفي عن الحاضرين مراد النبي بأهل بيته صلى الله عليه وآله
وقد جمعهم لما انزلت آية الطهارة تحت الكساء ، وهم علي وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس ، وقد وصف أهل
بيته الذين قد جعلهم خلفا منه بعد وفاته مع كتاب الله تعالى بأنهم لا يفارقون كتاب
الله تعالى في سر ولا جهر ولا في غضب ولا رضى ولا غنى ولا ففر ، ولا خوف ولا أمن
فاولئك الذين أشار اليهم جل جلاله .
13 - ومن ذلك باسناده إلى ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي
قال : آل عقيل وآل جعفر وآل عباس .
14 - ومن ذلك باسناده إلى علي بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو
يريد أن يدخل على المختار فقلت : بلغني عنك شئ ، فقال : ما هو ؟ قلت : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي
قال : اللهم نعم .
15 - ومن ذلك باسناده أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني فرطكم على
الحوض فأسألكم حين تلقوني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما ، فاعتل علينا
لا ندري ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين فقال : يا نبي الله بأبي أنت و
امي ما الثقلان ؟ قال : الاكبر منهما كتاب الله ، طرف بيد الله تعالى ، وطرف
بأيديكم فتمسكوا به ، ولا تزلوا وتضلوا ، والاصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي
وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تعزوهم ( 2 ) ، فإني سألت اللطيف الخبير فأعطاني
* ( هامش ) * ( 1 ) قد سمى ابن طاوس نفسه في الطرائف بعبد المحمود .
( 2 ) هكذا ، ولعل الصحيح : ولا تغزوهم . ( * )
[110]
أن يردا علي الحوض كهاتين - : وأشار بالمسبحة والوسطى - ناصرهما ناصري ، و
خاذلها خاذلي ، وعدوهما عدوي ، ألا وأنه لن تهلك امة قبلكم حتى تدين
بأهوائها ، وتظاهر على نبيها ، وتقتل من يأمر بالقسط فيها .
قال عبد المحمود : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم ، يتضمن
الكتاب والعترة ، فانظروا وأنصفوا هل جرى من التمسك بهما قد نص عليهما
وهل اعتبر المسلمون من هؤلاء من أهل بيته الذين ما فارقوا الكتاب ؟ وهل فكروا
في الاحاديث المتضمنة أنهما خليفتان من بعده ؟ وهل ظلم أهل بيت نبي من الانبياء
مثل ما ظلم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ، بعد هذه الاحاديث المذكورة المجمع على صحتها ؟
وهل بالغ نبي أو خليفة أو ملك من ملوك الدنيا في النص على من يقوم مقامه بعد
وفاته أبلغ مما اجتهد فيه محمد رسول الله ؟ لكن له اسوة بمن خولف من الانبياء
قبله ، وله اسوة بالله الذي خولف في ربوبيته بعد هذه الاحاديث المذكورة المجمع
على صحتها .
16 - ومن ذلك ما رواه عن المسمى عندهم جار الله فخر خوارزم أبوالقاسم
محمود بن عمر الزمخشري بإسناده إلى محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال : حدثنا
الحسن بن حمزة ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن زياد
عن حميد بن صالح يرفع الحديث بأسماء رواته وتركت ذلك اختصار ، قال : قال
النبي صلى الله عليه وآله : فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والائمة
من ولدها امناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلف
عنهم هوى . هذا لفظ الحديث المذكور .
17 - ومن ذلك باسناد الشيخ مسعود السجستاني أيضا في كتابه عن ابن زياد
مطرف قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل
الجنة التي وعدني ربي بها وهي جنة الخلد فليتوال علي بن أبي طالب وذريته من
بعده ، فانهم لن يخرجوهم من باب هدى ، ولن يدخلوهم في باب ضلالة .
18 - وفي رواية اخرى عن السجستاني إلى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله
[111]
قال : من أحب أن يتمسك بالقضيب الياقوت الاحمر الذي غرسه الله تعالى في جنة
عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته الطاهرين عليهم السلام .
19 - ومن ذلك باسناد الحافظ مسعود بن ناسر السجستاني عن ربيعة السعدي
قال : أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقال لي : من الرجل ؟ قلت : ربيعة السعدي ، فقال لي : مرحبا مرحبا بأخ لي
قد سمعت له ولم أر شخصه قبل اليوم ، حاجتك ؟ قلت : ما جئت في طلب غرض من
الاغراض الدنيوية ، ولكني قدمت من العراق من عند قوم قد افترقوا خمس
فرق ، فقال حذيفة : سبحان الله تعالى وما دعاهم إلى ذلك والامر واضح بين
وما يقولون ؟ قال : قلت : فرقة تقول : أبوبكر أحق بالامر وأولى بالناس ، لان
رسول الله صلى الله عليه وآله سماه الصديق ، وكان معه في الغار ، وفرقة تقول : عمر بن الخطاب
لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " اللهم أعز الدين بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب "
فقال حذيفة : الله تعالى أعز الدين بمحمد ، ولم يعزه بغيره ، وقال فرقة : أبوذر
الغفاري رضي الله عنه لان النبي قال : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على
ذي لهجة أصدق من أبي ذر " فقال حذيقة : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق منه وخير
وقد أظلته الخضراء وأقلته الغبراء ، وفرقة تقول : سلمان الفارسي لان رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول فيه : " أدرك العلم الاول وأدرك العلم الآخر ، وهو بحر
لا ينزف ، وهو منا أهل البيت " ثم إني سكت ، فقال حذيفة : ما منعك من ذكر
الفرقة الخامسة ؟ قال : قلت : لاني منهم ، وإنما جئت مرتادا لهم ( 1 ) وقد عاهدوا الله
على أن لا يخالفوك ، وأن لا ينزلوا عند أمرك ( 2 ) ، فقال لي : يا ربيعة اسمع مني
وعه واحفظه وقه ، وبلغ الناس عني ، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أخذ الحسين
بن علي ووضعه على منكبه ، وجعل يقي بعقبه ، وهو يقول : " أيها الناس إنه من
* ( هامش ) * ( 1 ) اى جئت طالبا لهم حقيقة الحال .
( 2 ) لعل المعنى : وأن لا يقفوا عند امرك . او فيه سقط صحيحه : وأن لا ينزلوا الا
عند امرك . ( * )
[112]
استكمال حجتي على الاشقياء من بعدي التاركين ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
ألا وإن التاركين ولاية علي بن أبي طالب هم المارقون من ديني ، أيها الناس
هذا الحسين بن علي خير الناس جدا وجدة : جده رسول الله صلى الله عليه وآله سيد ولد آدم
وجدته خديجه سابقة نساء العالمين إلى الايمان بالله وبرسوله ، وهذا الحسين خير -
الناس أبا واما ، أبوه علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ووزيره وابن
عمه ، وامه فاطمة بنت محمد رسول الله ، وهذا الحسين خير الناس عما وعمة ، عمه
جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وعمته ام
هانئ بنت أبي طالب ، وهذا الحسين خير الناس خالا وخالة ، خاله القاسم بن
رسول الله ، وخالته زينب بنت محمد رسول الله ، ثم وضعه عن منكبه ودرج بين يديه
ثم قال : أيها الناس وهذا الحسين جده في الجنة ، وجدته في الجنة ، وأبوه في
الجنة ، وامه في الجنة ، وعمه في الجنة ، وعمته في الجنة ، وخاله في الجنة ، و
خالته في الجنة ، وهو في الجنة ، وأخوه في الجنة ، ثم قال : أيها الناس إنه لم
يعط أحد من ذرية الانبياء الماضين ما اعطي الحسين ، ولا يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم خليل الله ، ثم قال : أيها الناس لجد الحسين خير من جد
يوسف ، فلا تخالجنكم الامور بأن الفضل والشرف والمنزلة والولاية ليست إلا
لرسول الله صلى الله عليه وآله وذريته وأهل بيته ، فلا يذهبن بكم الاباطيل .
قال الشيخ مسعود بن ناصر الحافظ السجستاني : هذا الحديث حسن .
قال عبد المحمود : وقد وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الاصول اسم
مصنفه محمد بن محمد بن النعمان ويلقب بالمفيد قد أورد فيه الاحتجاج على صحة الامامة
بحديث نبيهم محمد صلى الله عليه وآله : " إني تارك فيكم الثقلين " وهذا لفظه : لا يكون شئ أبلغ
من قول القائل : قد تركت فيكم فلانا ، كما يقول الامير إذا خرج من بلده واستخلف
من يقوم مقامه لاهل البلد : قد تركت فيكم فلانا يرعاكم ويقوم فيكم مقامي ، و
كما يقول من أراد الخروج عن أهله ، وأراد أن يوكل عليهم وكيلا يقوم بأمرهم :
قد تركت فيكم فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ، فإذا كان ذلك كذلك هو النص الجلي
[113]
الذي لا يحتمل غيره إذا أخلف في جميع الخلق أهل بيته ، وأمرهم بطاعتهم ، والانقياد
لهم بما أخبر به عنهم من العصمة ، وإنهم لا يفارقون الكتاب ، ولا يتعدون الحكم
بالصواب ، هذا لفظه في المعنى ، ولعمري إنني أرى عقلي شاهد أن من نعى نفسه إلى
قومه وقال كما قال نبيهم : " إني بشر يوشك أن ادعى فاجيب " ثم قال بعد ذلك
" إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي " كما رووه في كتبهم فإنه
لا يشك عاقل إنه قصد أن كتاب الله وعترته الذين لا يفارقون كتابه يقومان مقامه
بعد وفاته ، وإن التمسك بهم أمان من الضلال ، والله إنني قد قلت هذا المقال
وليس لي غرض فاسد بحال ، وقد ذكروا أخبارا كثيرة بهذا المعنى انتهى ما أخرجناه
من الطرائف ( 1 ) .
20 - وروى ابن بطريق رحمه الله في العمدة من مسند أحمد بن حنبل بإسناده
إلى علي بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من
عنده فقلت له : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إني تارك فيكم الثقلين " ؟ قال : نعم ( 2 ) .
21 - وبإسناده أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إني قد تركت فيكم الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 113 سطر 15 الى ص 121 سطر 15

من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض .
قال ابن نمير ( 3 ) : قال بعض أصحابنا عن الاعمش قال : انظروا كيف تخلفوني
فيهما ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الطرائف : 28 و 29 .
( 2 ) العمدة : 34 رواه باسناده عن عبدالله بن احمد بن حنبل عن ابيه عن اسود بن عامر
عن اسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن على بن ربيعة .
( 2 ) ابن نمير كنية لمحمد بن عبدالله نمر الهمدانى الكوفى الحافظ ، ولابيه عبدالله نمير
الهمدانى ابوهشام الكوفى .
( 4 ) العمدة : 34 رواه باسناده عن عبدالله بن احمد بن حنبل عن ابيه عن ابن نمير عن
عبدالملك بن ابى سليمان عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى . ( * )
[114]
22 - وبإسناده أيضا عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنى تارك
فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض ، أو ما بين السماء إلى
الارض ، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .
23 - ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكرامة
الثانية باسناده عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سيرة ( 2 ) وعمر بن
مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد
خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد بما سمعت ( 3 ) من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : يا بن أخي والله
لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله
فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فينا
خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى علهى ووعظ ثم ذكر ، و
قال : ( 4 ) أما بعد ألا أيها الناس ، إنما أنا أبشر يوشك أن يأتيني رسول ربي
فاجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ( 5 ) : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا
بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي
اذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، فقال
له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل
* ( هامش ) * ( 1 ) العمدة : 34 رواه باسناده عن شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد
ابن ثابت .
( 2 ) في المصدر : [ شبره ] وكلاهما مصحفان عن [ سبرة ] والحديث يوجد في صحيح
مسلم 7 : 122 باسناده عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير :
حدثنا اسماعيل بن ابراهيم حدثنى ابوحيان حدثنى يزيد بن حيان قال : انطلقت انا وحصين بن
سبرة وعمر بن مسلم .
( 3 ) في المصدر وصحيح مسلم : حدثنا يا زيد ما سمعت .
( 4 ) في المصدر وصحيح مسلم : وذكر ثم قال .
( 5 ) في نسخة الكمبانى : الثقلين . ( * )
[115]
بيته ، ولكن أهل بيته ، من حرم عليه الصدقة بعده .
ثم روى بأسانيد آخر مثل ذلك من زيد بن أرقم ، وفي بعضها : " وقلنا : من
أهل بيته ، ونساؤه ؟ فقال : لا ، أيم الله أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر
ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة
بعده ( 1 ) .
ثم ذكر رحمه الله رواية أبي سعيد الخدري بأسانيد من تفسير الثعلبي ، ومن
مناقب ابن المغازلي ، ومن الجمع بين الصحاح الستة من سنن أبي داود السجستاني
ومن صحيح الترمذي ( 2 ) فلا نعبدها حذرا من التكرار .
24 - وروي من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن المظفر ، عن عبدالله بن
أحمد الحافظ ( 3 ) عن أحمد بن محمد بن الاشعث ، عن مسعود بن موسى بن إسماعيل ( 4 )
قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن
الحسين عن أبيه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فضل أهل
بيتى على الناس كفضل البنفسج علي سائر الادهان انتهى ما أخرجناه من العمدة ( 5 ) .
25 - أقول : وروى ابن الاثير في جامع الاصول نقلا من صحيح مسلم
حديث يزيد بن حيان نحوا مما مر إلى قوله : ولكن أهل بيته من حرم الصدقة
بعده ، ثم زاد قال : ومن هم ؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس
قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) العمدة 35 .
( 2 ) العمدة : 36 راجعه .
( 3 ) في نسخة الكمبانى : [ عبدالله بن محمد ] ولعله عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عثمان
المعروف بن السقا الراوى عن ابن الاشعث .
( 4 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : محمد بن محمد بن الاشعث عن موسى
ابن اسماعيل بن موسى ، ومحمد هذا صاحب كتاب الجعفريات المطبوع ، والحديث يوجد فيه في
ص 181 وفيه : [ فضلنا اهل البيت على سائر الناس ] وفى المستدرك ، كفضل دهن البنفسج .
( 5 ) العمدة : 198 .
( 6 ) أقول : يوجد ذلك كله في صحيح مسلم المطبوع ايضا . ( * )
[116]
زاد في رواية ، كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان
على الهدى ، ومن أخطأه ضل ( 1 ) .
26 - وفي رواية نحوه غير أنه قال : " ألا وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب
الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة " وفيه :
" فقلنا من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا " إلى آخر ما مر ( 2 ) .
27 - وروي من صحيح الترمذي عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد
حسن وحسين وقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي
يوم القيامة ( 3 ) .
28 - وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن
والحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ( 4 ) ، انتهى ما أخرجته من جامع
الاصول .
29 - وروى ابن بطريق أيضا في المستدرك من كتاب الفردوس عن أمير المؤمنين
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا أهل بيت قد أذهب الله عنا الفواحش
ما ظهر منها وما بطن ( 5 ) .
30 - وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا أهل بيت اختار الله
عزوجل لنا الآخرة على الدنيا .
وروى رواية الثقلين من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني عن أبي سعيد
الخدري وزيد بن أرقم مثل ما مر ( 6 ) .
31 - من خد الشهيد قدس سره عن النبي صلى الله عليه وآله من أحب أن ينسئ الله
له في أجله وأن يتمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة ، فإنه من
لهم يخلفني فيهم بتك ( 7 ) الله عمره ، وورد على يوم القيامة مسودا وجهه ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 - 4 ) جامع الاصول . . . ليست نسخته عندى .
( 5 و 6 ) السمتدرك : مخطوط ، ونسخته ليست موجودة عندى .
( 7 ) اى قطع الله عمره وقصره .
( 8 ) لم نظفر بخط الشهيد رحمه الله . ( * )
[117]
32 - نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته عند ذكر آل النبي صلى الله عليه وآله :
هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، و
جبال دينه ، بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه
ومنها يعني قوما آخرين : زرعوا الفجور ، وسقوه الغرور ، وحصدوا الثبور
لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الامة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه
أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالى ، وبهم يلحق التالى ، و
لهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ( 1 ) .
33 - يف : روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا "
بأسانيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين
خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله
حبل ممدود ما بين السماء والارض ، أو قال : إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا
وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) .
34 - وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من
عدة طرق ، فمنها بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا
بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعد ووعظ وذكر ، ثم
قال : أما بعد أيها الناس فإنما أنا ( 3 ) بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب
وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب
الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي
اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ( 4 )
* ( هامش ) * ( 1 ) نهج البلاغة : القسم الاول : 29 و 30 .
( 2 ) الطرائف : 29 . والاية في سورة آل عمران : 103 .
( 3 ) في المصدر : انما انا .
( 4 ) ذكر ذلك في النسخة المخطوطة مرتين وفى المصدر مرة واحدة . ( * )
[118]
في إحدى روايات الحميدي : فقلنا من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، أيم
الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ( 1 ) ثم يطلقها فترجع إلى أبيها
وقومها الخبر ( 2 ) .
35 - أقول : قال ابن الاثير في جامع الاصول : جابر بن عبدالله قال : رأيت
رسول الله في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته العضباء ( 3 ) يخطب فسمعته يقول :
إني تركت فيكم ما إن أخذتم به له تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي أخرجه
الترمذي .
36 - زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من الارض
إلى السماء ، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف
تخلفوني ، فيهما ، أخرجه الترمذي ( 4 ) .
37 - قال ابن الاثير في النهاية : في الحديث : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب
الله وعترتي ، سماهما ثقلين : لان الاخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، ويقال لكل
خطير نفيس : ثقيل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما ، وتفخيما لشأنهما انتهى ( 5 ) .
أقول : ستأتي أخبار الثقلين وغيرها في باب الغدير ، وأبواب النصوص و
غيرها من كتاب تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد مضى كثير منها في باب حجة الوداع
وباب ما خص الله به رسوله صلى الله عليه وآله وغيرهما .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وأيم الله ان المرأة تكون مع الرجل اعصر من الدهر .
( 2 ) الطرائف : 29 .
( 3 ) في النهاية : كان اسم ناقته العضباء ، هو علم لها منقول من قولهم : ناقة عضباء اى
مشقوقة الاذن ولم تكن مشقوقة الاذن ، وقال بعضهم : انها كانت مشقوقة الاذن ، وقال الزمخشرى
هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى قصيرة اليد .
( 4 ) جامع الاصول . . . . . لم نجد نسخته .
( 5 ) النهاية 1 : 155 و 156 فيه : ويقال لكل خطير : ثقل . ( * )
[119]
38 - ج : قال سليم بن قيس : بينما أنا وحميش بن معتمر ( 1 ) بمكة إذ قام
أبوذر وأخذ بحلقة الباب ثم نادى بأعلى صوته في الموسم : أيها الناس من عرفني
فقد عرفني ، ومن جهلني فأنا جندب ( 2 ) أنا أبوذر ، أيها الناس إني سمعت نبيكم
يقول : إن مثل أهل بيتي في امتي كمثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، و
من تخلف عنها ( 3 ) غرق ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، أيها الناس إني سمعت
نبيكم يقول : إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم ( 4 ) بهما : كتاب الله
وأهل بيتي ، إلى آخر الحديث .
فلما قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال : ما حملك ما قمت به في الموسم ؟
قال : عهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني به ، فقال : من يشهد بذلك ؟ فقام
علي عليه السلام والمقداد فشهدا ، ثم انصرفوا يمشون ثلاثتهم فقال عثمان : إن هذا و
صاحبيه يحسبون أنهم في شئ ( 5 ) .
39 - لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن
أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : من دان بديني ، وسلك منهاجي ، واتبع سنتي فليدن بتفضيل الائمة
من أهل بيتي على جميع امتي ، فإن مثلهم في هذه الامة مثل باب حطة في بني
إسرائيل ( 6 ) .
40 - ما : المفيد : عن على بن محمد الكاتب ، عن الحسن بن على بن عبدالكريم
عن إبراهيم بن محمد الثقفى ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبى
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ حبش بن معمر ] وفى النسخة المخطوطة وبعض الاسانيد : [ حبيش
ابن معتمر ] وفى الكل تصحيف ، والصحيح : حنش بن المعتمر بالنون .
( 2 ) في المصدر : فانا جندب بن جنادة .
( 3 ) في المصدر : من تركها غرق .
( 4 ) في المصدر : ما ان تمسكتم .
( 5 ) في نسخة : [ في شغل ] . الاحتجاج : 83 .
( 6 ) امالى الصدوق : 46 . ( * )
[120]
إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر قال : رأيت أبا ذر رحمه الله آخذا بحلقة باب الكعبة
مستقبل الناس بوجهه وهو يقول : من عرفني فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني
فأنا أبوذر الغفاري ، قال : ( 1 ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من قاتلني في الاولى
وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجال ، إنما مثل أهل
بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب
حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك ( 2 ) .
بيان : ومن لم يعرفني ، أي بهذا الاسم فأنه بالكينة أشهر .
41 - ما : هلال بن محمد بن جعفر ، عن علي بن محمد البزاز ، عن إبراهيم بن
إسحاق ، عن محمد بن الحسن السكوني ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أبان بن
تغلب ، عن حبيش بن المعتمر ( 3 ) عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إنما مثل
أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 4 ) .
42 - ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمود بن بنت الاشج ، عن محمد
ابن عبدالرحمان الذهلي عن أبي حفص الاعشى ، عن فضيل الرسان ، عن ابن
أبي عمر مولى ابن الحنفية ، عن أبي عمر زاذان ، عن أبي شريحة ( 5 ) حذيفة بن
اسيد قال : رأيت أبا ذر متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول : أنا جندب ، من
عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر ( 6 ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
* ( هامش ) * ( 1 ) المصدر خال عن قوله : قال .
( 2 ) امالى ابن الشيخ : 37 و 38 .
( 3 ) الاسناد في المصدر هكذا : اخبرنا ابوالفتح هلال ابن محمد بن جعفر الحفار قال :
حدثنى أبوسليمان محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن على بن الحسين بن
على بن أبى طالب قال : اخبرنا على بن محمد البزاز قال : حدثنا إبراهيم بن اسحاق بن أبى
العنيس القاضى قال : حدثنا محمد بن الحسن السلولى قال : حدثنا صالح بن أبى الاسود عن ابان
ابن تغلب عن حنش بن المعتمر .
( 4 ) امالى ابن الشيخ 223 .
( 5 ) الصحيح : أبوسريحة بالمهملتين .
( 6 ) في المصدر : ومن لم يعرفنى فانا اعرفه بنفسى انا أبوذر . ( * )
[121]
من قاتلني في الاولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجال ، إنما مثل
أهل بيتي في امتي كمثل سفينة في لجة البحر ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف
عنها غرق ، ألا هل بلغت ؟ ألا هل بلغت ألا هل بلغت ؟ قالها ثلاثا ( 1 ) .
43 - ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن عيسى
ابن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالرحمان بن الاسود ، عن علي بن
الحزور ( 2 ) عن أبي عمر البزاز ، عن رافع مولى أبي ذر قال : قال صعد أبوذر
رضي الله عنه على درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب ، ثم أسند ظمره إليه ثم قال
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبوذر ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : إنما مثل أهل بيتي في هذه الامة كمثل سفينة نوح من
ركبها نجا ، ومن تركها هلك ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : اجعلوا أهل بيتي
منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتدي
إلا بالرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ( 3 ) .
44 - ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن سليمان ، عن سويد بن
سعيد ، عن المفضل بن عبدالله ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن حبيش بن ( 4 ) المعتمر
قال : سمعت أبا ذر الغفاري رضي الله وهو يقول : أيها الناس من عرفني فقد عرفني


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 121 سطر 16 الى ص 129 سطر 16

ومن لم يعرفني ( 5 ) فأنا أبوذر : جندب بن جنادة الغفاري ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من دخلها
نجا ، ومن تخلف عنها هلك ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى ابن الشيخ : 293 .
( 2 ) بالحاء المهملة والزاء المعجمة والواو المشددة والرجل هو على بن أبى فاطمة
الكوفى ترجمه ابن حجر في التقريب : 369 وقال : مات بعد سنة 130 .
( 3 ) امالى ابن الشيخ : 307 .
( 4 ) في نسختى المصححة من الامالى : حنش بن المعتمر . وهو الصحيح .
( 5 ) في المصدر : ومن لم يعرفنى فانا اعرفه بنفسى .
( 6 ) امالى ابن الشيخ : 327 . أقول : روى الحاكم في المستدرك 3 : 150 عن احمد ( * )
[122]
ما : جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن حميد الرازي
عن عبدالله بن عبد القدوس ، عن الاعمش ، عن أبي إسحاق مثله ( 1 ) .
45 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن
تخلف عنها زخ في النار ( 2 ) .
صح : عنه عليه السلام مثله ( 3 ) .
بيان : قال ابن الاثير في النهاية ( 4 ) : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من
تخلف عنها زخ به في النار " أي دفع ورمي ، يقال : زخه يزخه زخا .
46 - شى : عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في
قول الله : " وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم " قال : قال أبوجعفر عليه السلام : نحن
باب حطتكم ( 5 ) .
47 - م : قال أمير المؤمنين عليه السلام : هؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطة
وأنتم يا معشر امة محمد نصب لكم باب حطة أهل بيت محمد عليه السلام ، وامرتم باتباع
هداهم ، ولزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم ، وليزداد المحسنون
منكم ، وباب حطتكم أفضل من باب حطتهم ، لان ذلك كان بأخاشيت ( 6 ) ونحن
* ( هامش ) * ابن جعفر بن حمدان الزاهد عن العباس بن ابراهيم القراطيسى عن محمد بن اسماعيل الاحمسى
عن مفضل بن صالح عن أبى إسحاق عن حنش الكنانى قال : سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول و
هو آخذ بباب الكعبة : من عرفنى فانا من عرفنى ومن انكرنى فانا أبوذر ، سمعت اه وفيه :
من ركبها .
( 1 ) امالى الطوسى . .
( 2 ) عيون الاخبار : 196 .
( 3 ) صحيفة الرضا : 2 ؟ .
( 4 ) النهاية 2 : 132 .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 45 . والاية في سورة البقرة : 58 .
( 6 ) اخاشيب جمع خشب ، وفى المصدر : باب خشب . ( * )
[123]
الناطقون الصادقون المؤمنون ( 1 ) الهادون الفاضلون ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن النجوم في السماء أمان من الغرق ، وأهل بيتي أمان لامتي من الضلالة في
أديانهم ، لا يهلكون ما دام منهم من يتبعون هديه وسنته ، أما إن رسول الله صلى الله عليه وآله
قد قال : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، وأن يسكن جنة عدن التي
وعدني ربي ( 2 ) وأن يمسك قضيبا غرسه بيده وقال الله : كن فكان ، فليتول علي
ابن أبي طالب عليه السلام ، وليوال وليه ، وليعاد عدوه ، وليتول ذريته الفاضلين
المطيعين لله من بعده ، فإنهم خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين
بفضلهم من امتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 3 ) .
48 - ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن القاسم الاكفاني ، عن
عباد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان الحضرمي ( 4 ) عن الاعمش عن مورق العجلي
قال : رأيت أبا ذر آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فأنا جندب ، و
إلا فأنا أبوذر الغفاري ، برح الخفاء ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنما مثل
أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل
باب حطة يحط الله بها الخطايا ( 5 ) .
بيان : في القاموس : برح الخفاء كسمع : وضع الامر .
49 - يف : ابن المغازلي في عدة أحاديث منها باسناده إلى بشر بن الفضل
قال : سمعت الرشيد ( 6 ) يقول : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي عن أبيه عن ابن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : المنتصبون . المرتضون خ ل .
( 2 ) في المصدر : وان يسكن الجنة التى وعدنى ربى .
( 3 ) تفسير العسكرى : 227 .
( 4 ) في المصدر : اخبرنا محمد يعنى المفيد عن أبى بكر محمد بن عمر عن على بن
العباس عن ابن عثمان الحضرمى .
( 5 ) امالى الطوسى : 94 ، فيه ، يحط به الخطايا .
( 6 ) في المصدر : الرشيد يقول : سمعت المهدى يقول : سمعت المنصور . ( * )
[124]
عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا
ومن تخلف عنها هلك .
50 - وروى ابن المغازلى باسناده عن ابن جبير ( 1 ) عن ابن عباس عن النبى
صلى الله عليه وآله قال ( 2 ) : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ( 3 )
ومن تخلف عنها غرق .
وروى أيضا باسناده من طريقين إلى ابن المعتمر وإلى سعيد بن المسيب برواياته
معا عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله مثله .
51 - وروى أيضا باسناده إلى سلمة بن الاكوع عن أبيه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها فجا ( 4 ) .
اقول : روى ابن بطريق في العمدة ( 5 ) تلك الاخبار بأسانيد من مناقب ابن
المغازلى ، وفي المستدرك من فضائل الصحابة للسمعانى تركناها مخالفة التكرار
مع وضوح الحق عند ذوي الابصار .
52 - ورأيت في كتاب سليم بن قيس : قال أبان بن أبي عياش : دخلت
على علي بن الحسين عليه السلام وعنده أبوالطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وكان من خيار أصحاب على عليه السلام ، ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة بن ام سلمة
زوجة النبي صلى الله عليه وآله فعرضت عليه كتاب سليم بن قيس فقال لي : صدق سليم رحمه الله
فقلت له : جعلت فداك إنه يضيق صدري ببعض ما فيه لان فيه هلاك امة محمد صلى الله عليه وآله
رأسا من المهاجرين والانصار رأسا والتابعين ( 6 ) غيركم أهل البيت وشيعتكم
فقال : يا أخا عبدالقيس أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إن مثل أهل بيتى
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : [ ابن جريح ] وفى المصدر : سعيد بن جبير .
( 2 ) في المصدر : انه قال .
( 3 ) في المصدر : من ركبها نجا .
( 4 ) الطرائف : 32 .
( 5 ) العمدة 187 و 188 .
( 6 ) في المصدر : من المهاجرين والانصار والتابعين . ( * )
[125]
كمثل ( 1 ) سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وكمثل باب
حطة في بني اسرائيل " ؟ قلت : نعم ، فقال : من حدثك ؟ فقلت : سمعته من أكثر
من مائة من الفقهاء ، فقال : ممن ؟ فقلت : سمعته من حبيش ( 2 ) بن المعتمر ، وذكر
أنه سمعه من أبي ذر وهو آخذ بحلقة الكعبة ينادي به نداء ، يرويه عن رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فقال : وممن ؟ فقلت : ومن الحسن بن أبي الحسن البصري
إنه سمعه من أبي ذر ، ومن المقداد بن الاسود ، ومن على بن أبي طالب عليه السلام
فقال : وممن ؟ فقلت : ومن سعيد بن المسيب وعلقمة بن قيس وأبي ظبيان
الحسينى ( 3 ) ومن عبدالرحمان بن أبي ليلى كل هؤلاء أخبر أنه سمعه من أبي
ذر ، قال أبوالفضيل وعمر بن أبي سلمة : ونحن والله سمعناه من أبي ذر ، وسمعناه
من على عليه السلام والمقداد وسلمان ، ثم أقبل عمر بن أبي سلمة فقال : والله لقد سمعته
ممن هو خير من هؤلاء كلهم ، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، سمعته إذ نادى ووعاه
قلبي ، فأقبل على بن الحسين ( 4 ) عليه السلام فقال : أو ليس هذا الحديث وحده ينتظم
جميع ما أفظعك ( 5 ) وعظم في صدرك من تلك الاحاديث ؟ اتق الله يا أخا عبدالقيس
فإن وضح لك أمر فاقبله وإلا فاسكت تسلم ، ورد علمه إلى الله ، فإنك بأوسع
مما بين السماء والارض ( 6 ) .
53 - ك ، لى : ابن البرقى ، عن أبيه ، عن جده ، عن غياث ( 7 ) بن إبراهيم
عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : مثل اهل بيتى في امتى كمثل .
( 2 ) الصحيح كما في المصدر : حنش .
( 3 ) في المصدر : [ الجنبى ] وهو الصحيح ، والرجل هو حصين بن جندب بن الحارث
والجنبى نسبة إلى جنب : قبيلة من اليمن .
( 4 ) في المصدر : فاقبل على على بن الحسين عليه السلام .
( 5 ) في نسخة : ما قطعك .
( 6 ) كتاب سليم بن قيس : 58 - 60 . فيه : في اوسع مما بين السماء والارض .
( 7 ) في الاكمال والامالى : عن جده عن ابيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم . ( * )
[126]
قال رسول الله لعلى بن أبي طالب : يا على أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ولن
تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب ( 1 ) من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لانك
مني ، وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، و
سريرتك سريرتي ، وعلانيتك علانيتي ، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي
سعد من أطاعك ، وشقي من عصاك ، وربح من تولاك ، وخسر من عاداك ، وفاز
من لزمك ، وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الائمة من ولدك بعدي مثل سفينة
نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم
طلع نجم إلى يوم القيامة ( 2 ) .
54 - ك ، لى : الحسن بن علي بن شعيب ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن
أحمد بن أبي حازم ، عن ( 3 ) عبيد الله بن موسى ، عن شريك عن الركين ( 4 ) بن الربيع
عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك
فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من
بعدي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 5 ) .
بيان : المراد بعدم افتراقهما أن لفظ القرآن كما نزل وتفسيره وتأوليه
عندهم ، وهم يشهدون بصحة القرآن والقرآن يشهد بحقيتهم وإمامتهم ، ولا يؤمن
بأحدهما إلا من آمن بالآخر ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في الاكمال : فكذب
( 2 ) امالى الصدوق : 162 اكمال الدين : 140 .
( 3 ) في نسخة والاكمال : [ عبدالله ] والصحيح ما في المتن وهو عبيد الله بن موسى بن
ابى المختار باذام العبسى الكوفى ابومحمد الثقة يروى عن اسرائيل وغيره ، توفى سنة 213 .
( 4 ) في نسخة : [ الركيز ] وفى الاكمال : [ ذركة ] وكلاهما مصحفان ، والصحيح :
[ ركين ] بالتصغير وهو ركين بن الربيع بن عميلة الفزارى ابوالربيع الكوفى مات سنة 131
قاله ابن حجر في التقريب ، ووثقه فيه .
( 5 ) امالى الصدوق : 249 ، اكمال الدين : 137 .
( 6 ) او المراد ان القرآن كما هو الحجة على الناس إلى يوم القيامة فعترته وهم الائمة ( * )
[127]
55 - لى : ابن البرقي ، عن جده عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد
عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أخبرني
جبرئيل عن الله جل جلاله أنه قال : علي بن أبي طالب حجتي على خلقي وديان
ديني ، اخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري ، ويدعون إلى سبيلي بهم أدفع العذاب
عن عبادي وإمائي ، وبهم انزل رحمتي ( 1 ) .
56 - لى : ابن شاذويه المؤدب ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن عيسى
عن محمد بن سنان ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي عن
أبيه ، عن جده ، عن عمر بن أبي سلمة عن امه ام سلمة رضي الله عنها قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي بن أبي طالب والائمة من ولده بعدي سادة أهل الارض
وقادة الغر المحجلين يوم القيامة ( 2 ) .
بيان : قال الجزري : في الحديث : امتي الغر المحجلين ، أي بيض مواضع
الوضوء من الايدي والاقدام ، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين
للانسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه .
57 - لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الحسين ( 3 ) بن عبيد الله ، عن محمد بن
عبدالله ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول :
أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وآله : يا محمد إني خلقتك ولم تك شيئا ، ونفخت فيك
من روحى كرامة مني ، أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا
فمن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني ، وأوجبت ذلك في علي وفي نسله
من اختصصت منهم لنفسي ( 4 ) .
* ( هامش ) * عليهم السلام قولهم حجة على الناس إلى يوم القيامة وان القرآن كما هو باق إلى القيامة و
لا يرتفع ولا تنسخة شريعة اخرى فكذلك عترته صلى الله عليه وآله باقية إلى يوم القيامة ، و
ثابتة خلافتهم إلى آخر الدهر .
( 1 ) امالى الصدوق : 325 .
( 2 ) امالى الصدوق : 347 .
( 3 ) الحسن خ ل .
( 4 ) امالى الصدوق : 360 فيه : حتى اوجبت لك . ( * )
[128]
58 - لى : ابن المتوكل عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن
علي بن سالم ، عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعد الخفاف ، عن الاصبغ بن
نباته ، عن عبدالله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء
السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل
جلاله : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك ، فلي فاخضع ، وإياي فاعبد ، وعلي فتوكل
وبي فثق ، فاني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا ، وبأخيك علي خليفة
وبابا ، فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه
يميز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يقام ديني ، وتحفظ حدودي ، وتنفذ أحكامي
وبك وبه وبالائمة من ولده أرحم عبادي وإمائي ، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي
وتقديسي وتهليلي وتكبيري وتمجيدي ، وبه اطهر الارض من أعدائي ، واورثها
أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى ، وكلمتي العليا ، وبه احيي
عبادي وبلادي بعلمي ، وله اظهر الكنوز والذخاير بمشيتي ، وإياه اظهر على
الاسرار والضمائر بارادتي ، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري ، وإعلان
ديني ، وذلك وليي حقا ، ومهدي عبادي صدقا ( 1 ) .
59 - لى : ابن البرقى ، عن أبيه ، عن جده ، عن خلف بن حماد ( 2 ) ، عن
أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عن على عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا على أنت أخي ووارثي ووصيي
وخليفتي في أهلي وامتي في حياتي وبعد مماتي ، محبك محبي ، ومبغضك مبغضي
يا علي أنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا على أنا وأنت والائمة من ولدك سادة في الدنيا
وملوك في الآخرة ، من عرفنا فقد عرف الله ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزوجل ( 3 )
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى الصدوق : 375 .
( 2 ) الاسناد وفى الصمدر هكذا : حدثنا على بن عيسى القمى رضى الله عنه قال : حدثنى
على بن محمد ماجيلويه قال : حدثنى احمد بن ابى عبدالله البرقى عن ابيه عن خلف بن حماد
الاسدى .
( 3 ) امالى الصدوق : 390 . ( * )
[129]
60 - لى : أبي ، عن سعد ( 1 ) ، عن ابن عيسى ، عن البجلى ، عن جعفر بن محمد
بن سماعة ، عن ابن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ، عن أبي جعفر محمد بن على عن آبائه
صلى الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خذوا بحجزة هذا الانزع يعني عليا
فإنه الصديق الاكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه
الله ، ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي : الحسن
والحسين ، وهما ابناي ، ومن الحسين أئمة الهدى ( 2 ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي
فتولوهم ، ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ، ومن يحلل
عليه غضب من ربه فقد هوى ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ( 3 ) .
بيان : قال الجزري : فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمان ، أي اعتصمت
به ، والتجأت إليه مستجيرة ، وأصل الحجزة : موضع شد الازار ، ثم قيل للازار :
حجزة ، للمجاورة ، واحتجز الرجل بالازار : إذا شده على وسطه ، فاستعان ( 4 )
للاعتصام والالتجاء ، والتمسك بالشئ والتعلق به ، ومنه الحديث الآخر : يا ليتني
آخذ بحجزة الله ، أي بسبب منه .
61 - فس : قال رسول الله في حجة الوداع في مسجد الخيف : إني فرطكم
وإنكم واردون علي الحوض : حوض عرضه ما بين بصرى ( 5 ) وصنعاء ، فيه
قدحان من فضة عدد النجوم ، ألات وإني سائلكم عن الثقلين ، قالوا : يا رسول الله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 129 سطر 17 الى ص 137 سطر 17

وما الثقلين ( 6 ) ؟ قال : كتاب الله الثقل الاكبر ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم
فتمسكوا به لن تضلوا ولن تزلوا ، وعترتي وأهل بيتي ( 7 ) ، فإنه قد نبأني اللطيف
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ابى ومحمد بن الحسن رضى الله عنه قالا : حدثنا سعد بن عبدالله .
( 2 ) في المصدر : ومن الحسين أئمة هداة .
( 3 ) امالى الصدوق : 130 و 131 .
( 4 ) هكذا في الكتاب والصحيح كما في النهاية : ( فاستعاره ) راجع النهاية 1 : 236 .
( 5 ) بصرى كحبلى : بلدة بالشام .
( 6 ) في المصدر : وما الثقلان ؟
( 7 ) في المصدر : والثقل الاصغر عترتى واهل بيتى . ( * )
[130]
الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، كاصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه -
ولا أقول : كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه ( 1 ) .
بيان : هذا لا ينافي ما مر من التشبيه بالسبابة والوسطى ، لان المنظور هناك
كان التشبيه في عدم المفارقة ، والتشبيه بها بين الاصبعين من اليد الواحدة كان أنسب
والمقصود ههنا التشبيه في عدم التفاضل والتوافق في الفضل ، والتشبيه بالسبابتين
ههنا أوفق مع احتمال السقط من النساخ .
62 - فس : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته : وقد علم المستحفظون من
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أنه قال : إني وأهل بيتي مطهرون فلا تسبقوهم فتضلوا ، و
لا تتخلفوا عنهم فتزلوا ، ولا تخالفوهم فتجهلوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ، هم
أعلم الناس كبارا ، وأحلم الناس صغارا ، فاتبعوا الحق وأهله حيث كان ( 2 ) .
بيان : المستحفظون ، بفتح الفاء ، أي الذين استودعهم الرسول الاحاديث
وطلب منهم حفظها ، وأوصاهم بتبليغها ، وفي القاموس : استحفظه إياه : سأله أن
يحفظه ، ومنهم من قرأ بكسر الفاء ، أي الذين حفظوا الاحاديث طالبين لها
والاول أظهر .
63 - فس : أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة دعي محمد ( 3 ) فيكسى حلة وردية ثم يقام عن
يمين ( 4 ) العرش ، ثم يدعى بابراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام ( 5 ) عن يسار العرش ثم يدعى
بعلي أمير المؤمنين فيكسى حلة وردية فيقام ( 6 ) عن يمين النبي صلى الله عليه وآله ، ثم يدعى
باسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عند يسار إبراهيم عليه السلام ( 7 ) ، ثم يدعى بالحسن
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 4 و 5 .
( 2 ) تفسير القمى : 5 و 6 .
( 3 ) في المصدر : يدعى محمد .
( 4 - 6 ) في المصدر المطبوع ، [ على ] مكان [ عن ] .
( 7 ) في المصدر : [ فيقام على يمين امير المؤمنين عليه السلام ] وفى نسختى المخطوطة
مثل ما في المتن . ( * )
[131]
فيكسى حلة وردية فيقام عن ( 1 ) يمين أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم يدعى بالحسين فيكسى
حلة وردية فيقام عن ( 2 ) يمين الحسن ، ثم يدعى بالائمة فيكسون حللا وردية
فيقام كل واحد ، عن يمين صاحبه ، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يدعى
بفاطمة عليها السلام ونساؤها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير الحساب ، ثم ينادي
مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والافق الاعلى : نعم الاب أبوك يا محمد
وهو إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك وهو علي بن أبي طالب : ونعم السبطان سبطاك
وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن ، ونعم الائمة الراشدون
ذريتك وهم فلان وفلان ، ونعم الشيعة شيعتك ، ألا إن محمدا ووصيه وسبطيه هم
الفائزون ( 3 ) ، ثم يؤمر بهم إلى الجنة وذلك قوله : فمن زحزح عن النار وادخل
الجنة فقد فاز ( 4 ) .
64 - ك ، مع ، ل : الحسن ( 5 ) بن عبدالله بن سعيد العسكرى ، عن محمد بن
حمدان القشيري ، عن المغيرة بن محمد بن المهلب ، عن أبيه ، عن عبدالله بن داود ، عن
فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر : كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلى الارض ( 6 ) ، وعترتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض ، فقلت لابي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته ( 7 ) .
65 - ك ، مع ، ن : علي بن الفضل البغدادى قال : سمعت أبا عمر ( 8 ) صاحب
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) في المصدر المطبوع : [ على ] مكان [ عن ]
( 3 ) في المصدر : ووصيه وسبطيه والائمة من ذريته هم الفائزون .
( 4 ) تفسير القمى : 116 و 117 والاية في سورة آل عمران ، 185 .
( 5 ) في نسخة : الحسين .
( 6 ) زاد في الاكمال : ( طرف بيد الله ) وفى المعانى : طرف بيد الله وطرف بيدى .
( 8 ) اكمال الدين : 137 ، معانى الاخبار : 32 ، الخصال : 1 - 34
( 8 ) في الاكمال والمعانى : [ ابا عمرو ] صاحب ابى العباس تغلب يقول : سمعت ابا ( * )
[132]
أبي العباس تغلب يسأل عن معنى قوله : " إني تارك فيكم الثقلين " لم سميا بثقلين ؟
قال : لان التمسك بهما ثقيل ( 1 ) .
66 - ك : محمد بن عمر البغدادي ( 2 ) ، عن محمد بن الحسن بن حفص ، عن محمد
بن عبيد ، عن صالح بن موسى ، عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم
بهما وعملتم بما فيهما : كتاب الله وسنتي ( 3 ) ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ( 4 ) .
67 - محمد بن عمر ( 5 ) ، عن القاسم بن عباد ، عن سويد ، عن عمر بن صالح ( 6 )
عن زكريا ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله عزوجل حبل ممدود ، وعترتي
أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 7 ) .
68 - ك : الحسن بن عبدالله بن سعيد ، عن محمد بن أحمد بن حمدان ، عن الحسين
* ( هامش ) * العباس تغلب يسأل اقول : الصحيح : [ ابا عمر ] والرجل هو محمد بن عبدالواحد الباوردى
غلام ثعلب كما ان الصحيح : [ ثعلب ] بالمثلثة ، وهو ابوالعباس احمد بن يحيى بن زيد النجوى
الشيبانى ،
( 1 ) اكمال الدين : 137 معانى الاخبار : 32 : عيون الاخبار : 34 فيهما : [ بالثقلين ]
وفى الاكمال : الثقلين .
( 2 ) في المصدر : [ محمد بن عمرو البغدادى عن محمد بن الحسين بن جعفر الخثعمى ]
ومحمد بن عمرو لعله الجبائى .
( 3 ) هذا من تحريفات ابى هريرة المدلس الوضاع ، وقد عرفت من اخبار كثيرة انه
قال : [ وعترتى ] وخبر الثقلين من الاخبار المتواترة التى لا يشك فيها .
( 4 ) اكمال الدين : 136 .
( 5 ) في المصدر : محمد بن عمرو الحافظ
( 6 ) في المصدر المطبوع : عمرو بن مصالح
( 7 ) اكمال الدين : 136 . ( * )
[133]
بن حميد ، عن أخيه الحسين ( 1 ) عن علي بن ثابت ، عن سعاد بن سليمان ( 2 ) عن
أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني امرؤ
مقبوض ، وأوشك أن ادعى فاجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل ( 3 )
من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما ( 4 ) لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ( 5 ) .
69 - ك : القطان ، عن العباس بن الفضل ، عن محمد بن علي بن منصور
عن عمرو بن عون ، عن خالد ، عن الحسن بن عبدالله . عن أبي الضحى ( 6 ) ، عن
زيد بن أرقم : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي
أهل بيتي فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 7 ) .
70 - ك : الحسن بن علي بن شعيب ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن
الحسين بن الحسن الحميري بالكوفة ، عن الحسن بن الحسين المغربي ، عن عمرو
بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : أتيت
جابر بن عبدالله فقلت : أخبرنا عن حجة الوداع ، فذكر حديثا طويلا ، ثم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تاريك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله
عزوجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم قال : اللهم اشهد ( 8 ) ثلاثا .
71 - ك : الحسن بن عبدالله بن سعيد ، عن محمد بن أحمد بن حمدان القشيري
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عن اخيه : الحسن بن حميد .
( 2 ) في نسخة من الكتاب ومصدره : [ سواد بن هوى بن سليمان ] والصحيح ما
في المتن .
( 3 ) أكبر : خ ل .
( 4 ) وانهما : خ ل .
( 5 ) اكمال الدين : 136 و 137 .
( 6 ) كنية لمسلم بن صبيح الهمدانى
( 7 ) اكمال الدين : 136 .
( 8 ) اكمال الدين : 137 . ( * )
[134]
عن المغيرة بن محمد ، عن عبد الغفار بن محمد ، عن حريز بن عبدالحميد ، ( 1 ) عن الحسن
بن عبدالله ( 2 ) عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني
تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانهما ( 3 )
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 4 ) .
72 - ك : محمد بن عمر ، عن عبدالله بن يزيد ، عن محمد بن طريف ( 5 ) عن ابن
فضيل ، عن الاعمش عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد
بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كأني قد دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم
الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، و
عترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما ( 6 ) .
73 - ك : محمد بن عمر ، عن محمد بن حسين بن حفص ، عن عباد بن يعقوب
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : [ جرير ] بالجيم والراء وهو جرير بن عبد
الحميد بن قرط الضبى الكوفى نزيل الرى وقاضيها ، يروى عن الحسن بن عبيدالله
( 2 ) هكذا في الكتاب وفى المصدر : [ الحسن بن عبيدالله ] وهو الصحيح ، وهو الحسن
ابن عبيدالله بن عروة النخعى ابوعروة الكوفى ، يروى عن جماعة منهم ابوالضحى ، ويروى عنه
جماعة منهم جرير بن عبدالحميد .
( 3 ) والحديث يوجد في المستدرك 3 : 148 رواه عن ابى بكر محمد بن الحسين بن
مصلح الفقيه بالرى عن محمد بن ايوب عن يحيى بن المغيرة السعدى عن جرير بن عبدالحميد
عن الحسن بن عبدالله النخعى عن مسلم بن صبيح عن زيد بن ارقم قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله ، إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله واهل بيتى وانهما لن يتفرقا ، اه اقول : فيه وهم
من النساخ والصحيح كما عرفت : الحسن بن عبيد الله ، ومسلم بن صبيح هو ابوالضحى .
( 4 ) اكمال الدين : 137 .
( 5 ) في نسخة الكمبانى : [ ظريف ] بالظاء المعجمة وهو وهم ، الرجل محمد بن
طريف بن خليفة البجلى ابوجعفر الكوفى يروى عن محمد بن الفضيل بن غزوان الضبى ابى -
عبدالرحمن الكوفى .
( 6 ) اكمال الدين : 138 فيه ، [ انى تاريك ] وفيه فانهما . ( * )
[135]
عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجبي ( 1 ) عن عبدالملك ، عن عطية أنه سمع أبا سعيد
يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم
به لن تضلوا من بعدي : الثقلين ، وأحدهما ( 2 ) الاكبر من الآخر كتاب الله عزوجل
حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض ( 3 ) .
74 - ك : جعفر بن نعيم ، عن عمه محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، عن
عبيد بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبيش ( 4 ) بن المعتمر قال :
رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : ألا من
عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر جندب بن السكن ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : إني خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي
وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وإن مثلهما فيكم كسفينة نوح ، من
ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ( 5 ) .
75 - ك : محمد بن أحمد العلوي ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن
عبيدالله بن موسى ، عن شريك ، عن الزكين بن الربيع ( 6 ) ، عن القاسم بن حسان
عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم خليفتين ( 7 ) : كتاب
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : الحرى ( الحبى خ ل ) وفى كلها تصحيف ، والصحيح : [ الجنى ]
بفتح الجيم فسكون النون ثم الباء نسبة إلى جنب : قبيلة من اليمن ، والرجل هو ابومالك
عمرو بن هاشم الجنبى الكوفى ترجمه ابن حجر في التقريب وتهذيب التهذيب .
( 2 ) في المصدر : [ انى تارك ] وفيه : [ لن تضلوا بعدى ] وفيه : احدهما اكبر .
( 3 ) اكمال الدين : 138 .
( 4 ) قد عرفت سابقا ان صحيحه : حنش بن المعتمر .
( 5 ) اكمال الدين : 139 .
( 6 ) في نسخة من الكتاب ومصدره ( زكريا ) وكلاهما مصحفان والصحيح ، ركين راجع
ما ذكرنا سابقا .
( 7 ) الثقلين خ ل . ( * )
[136]
الله وعترتي أهل بيتي ، فانهما ( 1 ) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) .
76 - ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل ، عن إسحاق بن إبراهيم
عن عيسى بن يونس ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد
الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من
الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 3 ) .
77 - ك : أبي ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن
حريز ، عن الحسن بن عبدالله ( 4 ) ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي
صلى الله عليه وآله قال : إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض ( 5 ) .
78 - ير : محمد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي
ويدخل الجنة التي وعدني ربي جنة عدن منزلي ، قضيب من قضبانها غرسه ربي
بيده ، ثم قال له : كن فكان ، فليتول عليا من بعدي ، والاوصياء من ذريتي
أعطاهم الله فهمي وعلمي ، وأيم الله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 6 ) .
79 - ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن أبي عبدالله الحذاء ( 7 )
عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن
* ( هامش ) * ( 1 ) وانهما خ ل .
( 2 ) اكمال الدين : 139 .
( 3 ) اكمال الدين : 139 . فيه : فانهما .
( 4 ) ذكرنا آنفا أن الصحيح : [ جرير عن الحسن بن عبيدالله ] وهو جرير بن عبدالحميد
ابن قرط الضبى عن الحسن بن عبيدالله بن عروة النخعى .
( 5 ) اكمال الدين : 139 . فيه : كتاب الله وعترتى اهل بيتى فانهما .
( 6 ) بصائر الدرجات : 15 .
( 7 ) لعل الصحيح : ابوعبيدة الحذاء ( * )
[137]
يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ( 1 ) ، ويدخل جنة ربي جنة عدن قضيب من قضبانها غرسه
ربي بيده فقال له : كن فكان ، فليتول عليا عليه السلام ، والاوصياء من بعده ، وليسلم
لفضلهم ، فإنهم الهداة المرضيون ، أعطاهم فهمي وعلمي ، وهم عترتي من دمي
ولحمي ، أشكو إلى الله عدوهم من امتي ، المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي
والله ليقتلن ابني ولا أنالهم الله شفاعتي ( 2 ) .
80 - ير : محمد بن الحسين ، عمن رواه ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم
عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن أبيه ، عن عمر بن علي بن أبي طالب قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : من أحب أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل جنة عدن
التي وعدني ربي قضيب من قضبانها غرسه بيده ثم قال له : كن فكان ، فليتول
علي بن أبي طالب عليه السلام والاوصياء من بعده من ذريتي ( 3 ) فإنهم لن يدخلوكم
في باب ضلال ، ولن يخرجوكم من باب هدى ، ولا تعلموهم فأنهم أعلم منكم ( 4 ) .
81 - ير : يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن
إبراهيم بن مهزب الاسدي ( 5 ) عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله :
إن أهل بيتي الهداة بعدي أعطاهم الله فهمي وعلمي ، وخلقوا من طينتي ، فويل
للمنكرين حقهم من بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 6 ) .
82 - ير : العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن الثمالي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 137 سطر 18 الى ص 145 سطر 18

ويدخل جنة ربي جنة عندن منزلي ، قضيب من قضبانها غرسها الله ربي بيده فليتول
عليا والائمة من بعده ، فإنهم أئمة الهدى ، أعطاهم الله فهما وعلما ، فهم عترتي
* ( هامش ) * ( 1 ) مماتى خ ل
( 2 ) بصائر الدرجات : 15 فيه : ولا ينالهم الله شفاعتى .
( 3 ) في المصدر : والاوصياء من ذريتي .
( 4 ) بصائر الدرجات : 16 .
( 4 ) الصحيح كما في المصدر : إبراهيم بن مهزم الاسدى .
( 6 ) بصائر الدرجات : 15 . ( * )
[138]
من لحمي ودمي ، إلى الله أشكو من عاداهم من امتي ، والله ليقتلن ابني ، لا أنالهم
الله شفاعتي ( 1 ) .
83 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن ابن فضال ، عن محمد بن سالم ، عن أبان بن
تغلب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أراد أن يحيى
حياتي ، ويموت مماتي ، ويدخل جنة ربي جنة عدن غرسها ( 2 ) بيده فليتول عليا
وليتول وليه ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالاوصياء من بعده ، فإنهم عترتي من لحمي
ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، إلى الله أشكو من امتي المنكرين لفضائلهم
القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي ( 3 ) .
84 - ير : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم عن
عبدالقاهر ، عن جابر الجعفي عن أبي الجعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من
سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ( 4 ) ويدخل جنة عدن قضيب غرسه ربي
فليتول علي بن أبي طالب وأوصياءه من بعدي ، فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال
ولا يخرجونكم من باب هدى ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ، وإني سألت ربي
أن لا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا علي الحوض معي هكذا - وضم بين
أصبعيه - وعرضه ما بين صنعاء إلى أب ( 5 ) فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم ( 6 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : الاب : عين باليمن ، وبالكسر قرية باليمن .
أقول : قد أوردنا بعض أسانيد تلك الاخبار في باب نص الرسول عليه وعليهم
السلام ، وبعضها في باب أخبار الرسول بشهادة الحسين .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 15
( 2 ) لعل المراد من غرسها قضيب منها كما تقدم في الروايات ويأتى .
( 3 ) بصائر الدرجات : 15 .
( 4 ) مماتى خ ل .
( 5 ) في المصدر : إلى ابلة .
( 6 ) بصائر الدرجات : 15 . ( * )
[139]
85 - وروى ابن بطريق رحمه الله في المستدرك من كتاب حلية الاولياء باسناده
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي
ويسكن جنة عدن التي غرسها الله فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد
بالائمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، ويل
للمكذبين بفضلهم من امتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم شفاعتي ( 1 ) .
86 - وبإسناده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أحب أن
يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي التي غرس
قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن
يدخلكم في ضلالة ( 2 ) .
87 - ومن كتاب الفردوس باسناده إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، و
الائمة من بعدي عموده ، يوزن ( 3 ) فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) المستدرك مخطوط ليست نسخته عندى ، والحديث يوجد في حلية الاولياء 1 : 86
رواه ابن نعيم باسناده عن محمد بن المظفر عن محمد بن جعفر بن عبدالرحيم عن احمد بن
محمد بن يزيد بن سليم عن عبدالرحمن بن عمران بن أبى ليلى اخو محمد بن عمران عن يعقوب
ابن موسى الهاشمى عن ابن أبى رواد عن اسماعيل بن امية عن عكرمة عن ابن عباس وفيه :
[ ويسكن جنة عدن غرسها ربى فليوال ] وفيه : وويل .
( 2 ) المستدرك : مخطوط . ولم نجد عاجلا الحديث في حلية الاولياء في مناقب على
عليه السلام ولعله في موضع آخر منه أو رواه من كتاب فضائله ، نعم يوجد في المجلد الاول
في ص 86 حديثا نحوه وهو ما رواه عن فهد بن إبراهيم بن فهد عن محمد بن زكريا الغلابى
عن بشر بن مهران عن شريك عن الاعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله : من سره أن يحيى حياتى ويموت ميتتى ويتمسك بالقصبة الياقوتة التى خلقها الله
بيده ثم قال لها : كونى ، فكانت فليتول على بن أبى طالب من بعدى رواه شريك أيضا عن الاعمش
عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى الطفيل عن زيد بن ارقم ورواه السدى عن زيد بن ارقم ورواه
ابن عباس .
( 3 ) في النسخة المخطوطة : توزن .
( 4 ) المستدرك : مخطوط . ( * )
[140]
88 - ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ذريح بن ( 1 ) يزيد عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله : إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله و
أهل بيتي فنحن أهل بيته ( 2 ) .
89 - ير : محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن القلانسى ( 3 ) ، عن
رجل عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الاكبر ، والثقل الاصغر ، إن
تمسكتم بهما لا تضلوا ، ولا تبدلوا ( 4 ) وإني سألت اللطيف الخبير أن لا يتفرقا
حتى يردا علي الحوض فأعطيت ذلك ، قالوا : وما الثقل الاكبر ؟ وما الثقل
الاصغر ؟ قال : الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله ، وسبب طرفه بأيديكم
والثقل الاصغر عترتي وأهل بيتي ( 5 ) .
90 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن هشام
ابن الحكم ، عن سعد الاسكاف قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول النبى صلى الله عليه وآله :
" إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض "
قال : فقال أبوجعفر عليه السلام : لا يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه ( 6 ) حتى
يردا علي الحوض ( 7 ) .
91 - ير : على بن محمد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن يحيى
ابن أديم ( 8 ) عن شريك ، عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه السلام : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله
* ( هامش ) * ( 1 ) هو ذريح بن محمد بن يزيد المحاربى .
( 2 ) بصائر الدرجات : 122
( 3 ) هو خالد بن ماد .
( 4 ) في نسخة : ولا تتبدلوا تذلوا .
( 5 ) بصائر الدرجات : 122 و 123 .
( 6 ) اى على كتاب الله واحكامه .
( 7 ) بصائر الدرجات : 123 .
( 8 ) لعل الصحيح : يحيى بن آدم ، وهو يحيى بن آدم بن سلميان الكوفى أبوزكريا
مولى بنى امية المتوفى سنة 203 الراوى عن شريك . ( * )
[141]
أصحابه بمنى فقال : " يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ، أما إن تمسكتم بهما
لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "
ثم قال : " أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة
البيت الحرام " ثم قال أبوجعفر عليه السلام : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا
وأما العترة فقتلوا ، وكل ودائع الله فقد تبروا ( 1 ) .
بيان : تبره تتبيرا ، أي كسر وأهلكه .
92 - شى : عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه قال : خطب
رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة بعد صلاة الظهر انصرف على الناس فقال : يا أيها الناس
إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر من نبى إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله
وإني لاظنني أوشك أن ادعى فاجيب وإني مسئول وإنكم مسئولون ، فهل
بلغتكم ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد بأنك قد بلغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك
الله عنا خيرا ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أيها الناس ألم تشهدوا أن لا إله إلا الله و
أن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث حق
من بعد الموت ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد " ثم قال : يا أيها الناس إن الله
مولاي ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ألا من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم
وال من والاه . وعاد من عاداه ، ثم قال : أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون
على الحوض ، وحوضي عرضه ما بين بصرى وصنعاء ( 2 ) فيه عدد النجوم قدحان
من فضة ، ألا وإني سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني
فيهما حتى تلقوني ، قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الاكبر كتاب
الله سبب طرفه بيد الله ( 3 ) وطرف في أيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا ، ألا
وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 122 .
( 2 ) في المصدر : وحوضى أعرض ما بين بصرى وصنعاء .
( 3 ) في النسخة المخطوطة والمصدر : بيدى الله . ( * )
[142]
سألت الله لهما ذلك فلاعطانيه فلا تسبقوهم فتهلكوا ( 1 ) ولا تعلموهم فهم أعلم منكم ( 2 ) .
شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام مثله ( 3 ) .
93 - جا : الجعابي ، عن محمد بن عبدالله العلوي ( 4 ) عن أبيه ، عن الرضا
عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي بكم يفتح هذا
الامر ، وبكم يختم ، عليكم بالصبر فإن العاقبة للمتقين ، أنتم حزب الله ، و
أعداؤكم حزب الشيطان ، طوبى لمن أطاعكم ، وويل لمن عصاكم . أنتم حجة الله
على خلقه ، والعروة الوثقى من تمسك بها اهتدى ومن تركها ضل ، أسأل الله
لكم الجنة لا يسبقكم أحد إلى طاعة الله فأنتم أولى بها ( 5 ) .
94 - جا : الجعابي ، عن على بن إسحاق ، عن عثمان بن عبدالله ، عن أبي
لهيعة عن أبي ذرعة ، عن عمر بن على بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : يا على بنا ختم الله الدين ، كما بنا فتحه ، وبنا يؤلف الله بين قلوبكم ( 6 ) .
بعد العداوة والبغضاء ( 7 ) .
95 - فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى الامام جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
جده على بن الحسين عليه السلام ( 8 ) عن جابر الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في نسخة الكمبانى ، وفى النسخة المخطوطة : [ فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا
تقصروا عنهم فتهلكوا ] وفى المصدر : فلا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا .
( 2 و 3 ) تفسير العياشى : 4 و 5 .
( 4 ) في المصدر : [ محمد بن عبدالله بن على بن الحسين بن زيد بن على بن أبى طالب عليه السلام ]
والظاهر ان فيه تصحيف ولعله محمد بن عبدالله بن على بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين
ابن أبى طالب المترجم ابوه في رجال النجاشى ، قال : روى عن الرضا عليه السلام ، وله نسخة
رواها .
( 5 ) مجالس المفيد : 63 و 64 .
( 6 ) لعل الصحيح : ( قلوبهم ) او اراد قلوب الامة .
( 7 ) مجالس المفيد : 147 .
( 8 ) في الروضة : عن جده عن ابيه الحسين عليه السلام . ( * )
[143]
فاطمة بهجة قلبي ( 1 ) وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والائمة من ولدها
أمانتي ، والحبل المدود ، فمن اعتصم بهم فقد نجا ، ومن تخلف عنهم فقد هوى ( 2 ) .
96 - كشف : من مناقب الخوارزمي عن الامام جعفر بن محمد الصادق ، عن
الامام ( 3 ) محمد بن على الباقر ، عن أبيه الامام على بن الحسين زين العابدين ، عن
أبيه الامام الحسين بن على الشهيد عليهما السلام قال : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
من أحب أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل الجنة التي وعدني ربي
فليتول على بن أبي طالب وذريته ( 4 ) الطاهرين أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى من
بعده . فإنهم يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة ( 5 ) .
97 - يل ، فضل : بالاسناد يرفعه إلى ابن عباس أنه قال : لما رجعنا من
حجة الوداع جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده فقال : أتدرون ما أقول لكم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : اعلموا أن الله عزوجل من على أهل الدين إذ
هداهم بي ، وأنا أمن على أهل الدين إذ أهديهم بعلي بن أبي طالب ، ابن عمي و
أبي ذريتي ، ألا ومن اهتدى بهم نجا ، ومن تخلف عنهم ضل وغوى ، أيها الناس
الله الله في عترتي وأهل بيتي ، فإن فاطمة بضعة مني ، وولديها عضداي ، وأنا و
* ( هامش ) * ( 1 ) في الروضة : [ فاطمة مهجتى ] وفيه : [ والائمة من ولدها مادتى ] وفى الفضائل :
والائمة من ولدها امنائى وحبله الممدود .
( 2 ) الفضائل : 197 ، الروضة : 144 .
( 3 ) في المصدر : عن ابيه الامام .
( 4 ) في مناقب الخوارزمى : [ وذريته واهل بيته ] وفيه : [ من بعدى ] .
( 5 ) كشف الغمة : 31 . رواه الخوارزمى في مناقبه : 44 و 45 عن الامام الاجل
اخى شمس الائمة ابى الفرج محمد بن احمد المكى عن الامام الزاهد ابى محمد اسماعيل بن
على عن السيد الامام الاجل المرشد بالله أبى الحسين يحيى بن الموفق بالله عن أبى طاهر محمد
ابن على بن محمد بن يوسف الواعظ العلاف عن أبى جعفر محمد بن احمد بن محمد بن حماد ، عن
ابى محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن
أبى جعفر محمد بن على الباقر اه . ( * )
[144]
بعلها كالضوء ، اللهم ارحم من رحمهم ، ولا تغفر لمن ظلمهم ، ثم دمعت عيناه وقال :
كأني أنظر الحال ( 1 ) .
98 - وبالاسناد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه ، وجعل ذريتي من صلب على بن
أبي طالب مع فاطمة ابنتي ، وإن الله تعالى اصطفاهم كما اصطفى آدم ونوحا و
آل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، فاتبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم ، و
قدموهم ولا تتقدموا عليهم فإنهم أحلمكم صغارا ، وأعلمكم كبارا ، فاتبعوهم فإنهم
لا يدخلونكم في ضلال ، ولا يخرجونكم من هدى ( 2 ) .
99 - وبالاسناد يرفعه إلى أنس بن مالك والزبير بن العوام أنهما قالا :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه
وفاطمة علاقته ، والائمة من ولدهم ينصب لهم يوم القيامة ( 3 ) فتوزن فيه الاعمال
من المحبين لنا والمبغضين ( 4 ) .
100 - ن : حمزة العلوي ، عن على ، عن أبيه ، عن على بن معبد ، عن
الحسين بن خالد ، عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أحب
أن يركب سفينة النجاة ، ويستمسك بالعروة الوثقى ، ويعتصم بحبل الله المتين فليوال
عليا بعدي ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالهداة من ولده ، فإنهم خلفائي وأوصيائي
وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادة امتي ، وقادة الاتقياء إلى الجنة . حزبهم
حزبي ، وحزبي حزب الله عزوجل ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ( 5 ) .
101 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
* ( هامش ) * ( 1 ) الروضة : 146 و 147 . فيه : كالضياء .
( 2 ) الفضائل : 210 و 211 الروضة : 149 .
( 3 ) في الفضائل والروضة : والائمة من ولدهم عموده فينصب يوم القيامة .
( 4 ) الفضائل : 211 ، الروضة : 149 فيهما : والمبغضين لنا .
( 5 ) عيون الاخبار : 161 . ( * )
[145]
صلى الله عليه وآله : كأني قد دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما
أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى حبل ممدود من السماء إلى الارض : وعترتي
أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( 1 ) .
صح : عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
102 - ن : بإسناد التميمى عن الرضا آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت يا على وولدك خيرة الله من خلقه ( 3 ) .
103 - ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلى
مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأعن من أعانه ، وانصر من نصره
واخذل عدوه ، وكن له ولولده ، واخلفه فيهم بخير ، وبارك فيما أعطيتهم ( 4 )
وأيدهم بروح القدس ، احفظهم حيث توجهوا من الارض ، واجعل الامامة فيهم
واشكر من أطاعهم ، وأهلك من عصاهم ، إنك قريب مجيب ( 5 ) .
104 - ن : بهذا الاسناد عن النبى صلى الله عليه وآله قال : لا يحل لاحد يجنب في هذا
المسجد إلا أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين ومن كان من أهلي فإنهم مني ( 6 ) .
105 - ك ، ن : بهذا الاسناد عن النبى صلى الله عليه وآله قال : إني تارك فيكم الثقلين :
كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ( 7 ) .
106 - ن : بهذا الاسناد عن النبى صلى الله عليه وآله قال : وسط الجنة لي ولاهلي ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) عيون الاخبار : 199 .
( 2 ) صحيفة الرضا : 23 و 24 .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 145 سطر 19 الى ص 153 سطر 18

( 3 ) عيون الاخبار : 220 .
( 4 ) في المصدر : وبارك لهم فيما تعطيهم .
( 5 ) عيون الاخبار : 220 و 221 .
( 6 ) عيون الاخبار : 221 .
( 7 ) عيون الاخبار : 223 ، اكمال الدين : 138 فيه : وعترتى اهل بيتى .
( 8 ) عيون الاخبار : 226 فيه : ولاهل بيتى . ( * )
[146]
107 - ما : أبوعمرو ( 1 ) عن ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد بن المستورد
عن إسماعيل بن صبيح ، عن سفيان بن إبراهيم عن عبدالمؤمن بن القاسم ، عن الحسن
ابن عطية العوفى ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول : إني تارك فيكم الثقلين ، ألا إن أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله
حبل ( 2 ) ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا
حتى يردا على الحوض ، وقال : ألا إن أهل بيتي عيني ( 3 ) التي آوي إليها ، ألا
وإن الانصار ترسي ( 4 ) فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم ( 5 ) .
بيان : يظهر من بعض كتب المخالفين أن مكان عيني : عيبتي ، ومكان ترسي :
كرشي ( 6 ) وقال في النهاية : فيه الانصار كرشي وعيبتي ، أراد أنهم بطانته و
موضع سره وأمانته ، والذين يعتمد عليهم في اموره ، واستعار الكرش والعيبة
لذلك ، لان المجتر يجمع علفه في كرشه ، والرجل يضع ثيابه في عيبته ، وقيل :
أراد بالكرش الجماعة ، أي جماعتي وصحابتي ، يقال : عليه كرش من الناس ، أي
جماعة ( 7 ) .
108 - ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن بشير بن محمد بن نصر ( 8 ) البلخى ، عن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ ابوعمر ] وهو أبوعمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد
ابن مهدى .
( 2 ) في المصدر والنسخة المخطوطة : كتاب الله ممدود .
( 3 ) في المصدر : عيبتى .
( 4 ) في المصدر : كرشى .
( 5 ) امالى الطوسى : 160 .
( 6 ) وقد عرفت ان المصدر أيضا يوافق ذلك وان نسخة المصنف كانت مصحفة .
( 7 ) في المجمع : الكرش : الجماعة من الناس ، وفى خبر النبى صلى الله عليه وآله :
" الانصار كرشى " اى انهم منى في المحبة والرأفة بمنزلة الاولاد الصغار لان الانسان مجبول
على محبة ولده الصغير ، وكرش الرجل : عياله من صغار ولده .
( 8 ) في النسخة المخطوطة : [ بشر ] وفى المصدر : أبى نصر بشر بن محمد بن نصر . ( * )
[147]
أحمد بن عبدالصمد الهروي ، عن خاله أبي الصلت ، عن الرضا عن آبائه عليهم السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تكفل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك
به شيئا ( 1 ) .
109 - ك ، مع : محمد بن الحسن البغدادي ( 2 ) عن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز
عن بشر بن الوليد ، عن محمد بن طلحة ، عن الاعمش ، عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد
الخدري إن النبي صلى الله عليه وآله قال : إني أوشك أن ادعى فاجيب ، وإني تارك فيكم
الثقلين : كتاب الله عزوجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض
وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما ( 3 ) .
110 - ك ، ن ، مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير
عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عن الحسين عليهم السلام قال : سئل أمير -
المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله " إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي "
من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والائمة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم
مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله
حوضه ( 4 ) .
111 - ك ، مع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة
عن أبيه ، عن الصادق عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني
مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض كهاتين - وضم بين سبابتيه - فقام إليه جابر بن عبدالله الانصاري
* ( هامش ) * ( 1 ) امالى ابن الشيخ : 329 .
( 2 ) في الاكمال والمعانى : [ محمد بن جعفر بن الحسن ] وفى نسخة من المعانى :
الحسين .
( 3 ) اكمال الدين : 136 ، معانى الاخبار : 32 .
( 4 ) اكمال الدين : 139 ، عيون الاخبار : 34 ، معانى الاخبار : 32 . ( * )
[148]
فقال : ( 1 ) يا رسول الله ومن عترتك ؟ قال : : علي والحسن والحسين والائمة من
ولد الحسين إلى يوم القيامة .
قال الصدوق قدس الله روحه : حكى محمد بن بحر ( 2 ) الشيباني ، عن محمد بن
عبدالواحد ( 3 ) صاحب أبي العباس تغلب ( 4 ) في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة
أنه قال : حدثني أبوالعباس تغلب ( 5 ) قال : حدثني ابن الاعرابي قال : العترة
قطاع ( 6 ) المسك الكبار في النافجة ، وتصغيرها عتيرة ، والعترة : الريقة العذبة ، و
تصغيرها : عتيرة ، والعترة : شجرة تنبت على باب وجار الضب .
وأحسبه أراد ( 7 ) وجار الضبع ، لان الذي للضب مكو ، وللضبع وجار
ثم قال : وإذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي
لذلك لا تنمو ولا تكبر ، والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فيقولون : " أذل من
عترة الضب " قال : وتصغيرها عتيرة ، والعترة : ولد الرجل وذريته من صلبه
فلذلك سميت ذرية محمد صلى الله عليه وآله من علي وفاطمة عليهما السلام ( 8 ) ، قال تغلب ( 9 ) :
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدرين : وقال :
( 2 ) يحيى خ ل : أقول : في اكمال الدين : [ محمد بن يحيى الشيبانى ] والظاهر انه
محمد بن بحر الرهنى ابوالحسين الشيبانى المتكلم الفقيه الشيعى كان عالما بالاخبار له نحو من
خمسمائة مصنف ورسالة ترجمه اصحابنا في كتبهم الرجالية وترجمه ياقوت في معجم الادباء 6 :
417 ويذكر الصدوق عن كتاب له في تفضيل الانبياء والائمة صلوات الله عليهم فصلا طويلا في
العلل : 18 .
( 3 ) في اكمال الدين : [ محمد بن عبدالجبار ] وهو مصحف ولعله من النساخ والرجل
هو ابوعمر الزاهد محمد بن عبدالواحد المطرز الباوردى المعروف بغلام ثعلب ، احد ائمة اللغة
( 4 و 5 و 9 ) هكذا في الكتاب ومصدره وهو مصحف ثعلب بالثاء المثلثة وهو ابوالعباس
احمد بن يحيى بن زيد النحوى الشيبانى امام الكوفيين في النحو واللغة .
( 6 ) في اكمال الدين : قطع المسك .
( 7 ) الوجار بالكسر والفتح : حجرة الضبع وغيرها والمكو والمكى : حجر الارنب
ونحوه .
( 8 ) في المصدر : عترة محمد صلى الله عليه وآله . ( * )
[149]
فقلت لابن الاعرابى : فما معنى قول أبي بكر في السقيفة : نحن عترة رسول الله
صلى الله عليه وآله ؟ قال : أراد بلدته وبيضته ، وعترة محمد صلى الله عليه وآله
لامحالة ولد فاطمة عليها السلام ، والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاذ علي عليه السلام بسورة
براءة ، وقوله صلى الله عليه وآله : " امرت أن لا يبلغها عني ألا أنا أو رجل مني " فأخذها منه
ودفعها إلى من كان منه دونه ، فلو كان أبوبكر من العترة نسبا دون تفسير ابن
الاعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة منه ، ودفعها إلى علي عليه السلام
وقد قيل : إن العترة : الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها حجرا يأوي إليه ، و
هذا لقلة هدايته ، وقد قيل : إن العترة : أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من
اصولها وعروقها ، والعترة في غير هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله : " لا فرعة ولا عتيرة "
قال الاصمعي : كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على أنه إذا بلغت غنمه مائة
أن يذبح رجيه ( 1 ) وعتايره ، فكان الرجل ربما بخل بشاته فيصيد الظباء ويذبحها
عن غنمه عن آلهتهم ليوفي بها نذره ، وأنشد الحارث بن حلزة :
عننا باطلا وظلما كما * تعتر عن حجرة الربيض الظبأ
يعني يأخذونها بذنب غيرها كما يذبح اولئك الظبأ عن غنمهم وقال الاصمعى :
والعترة : الريح ، والعترة أيضا : شجرة كثيرة اللبن ، صغيرة يكون نحو القامة ( 2 )
ويقال : العتر : الذكر ، عتر يعتر عترا : اذا نعظ .
وقال الرياشى : سألت الاصمعي عن العترة فقال : هو نبت مثل المرز نجوش
ينبت متفرقا .
ثم قال الصدوق رضي الله عنه : والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة
وسلالة النبي صلى الله عليه وآله ، وهم الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالامامة على لسان نبيه
صلى الله عليه وآله ، وهم اثنا عشر أولهم على ، وآخرهم القائم عليهم السلام ، على جميع
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة والمعانى : [ رحيبه ] وفى الاكمال : وجيبه ، ولعل الصحيح :
رجيبه وعتايره .
( 2 ) في الاكمال : نحو تهامة . ( * )
[150]
ما ذهبت إليه العرب من معنى العترة ، وذلك أن الائمة عليهم السلام من بين جميع
بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة ، وعلومهم
العذبة عند أهل الحكمة والعقل ( 1 ) وهم الشجرة التي رسول الله صلى الله عليه وآله أصلها ( 2 ) و
أمير المؤمنين عليه السلام فرعها ، والائمة من ولده أغصانها ، وشيعتهم ورقها ، وعلمهم ثمرها
وهم عليهم السلام اصول الاسلام على معنى البلدة والبيضة ، وهم عليهم السلام الهداة على معنى
الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها حجرا يأوي إليه لقلة هدايته ، وهم أصل
الشجرة المقطوعة . لانهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يوصلوا فنبتوا من
اصولهم وعروقهم ، لا يضرهم قطع من قطعهم ، وإدبار من أدبر عنهم ، إذ كانوا من
قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبي الله صلى الله عليه وآله ، ومن معنى العترة هم المظلومون
المؤاخذون ( 3 ) بما لم يجرموه ، ولم يذنبوه ، ومنافعهم كثيرة ، وهم ينابيع العلم
على معنى الشجرة الكثيرة اللبن ، فهم عليهم السلام ذكران غير اناث على معنى قول من
قال : إن العترة هو الذكر ، وهم جند الله عزوجل وحزبه على معنى قول الاصمعي :
إن العترة الريح ، قال النبي : " الريح جند الله الاكبر " في حديث مشهور عنه
عليه السلام ، والريح عذاب على قوم ورحمة لآخرين ، وهم عليهم السلام كذلك ، كالقرن
المقرون ( 4 ) إليهم بقول النبي : " إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل
بيتي " قال الله عزوجل : " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد
الظالمين إلا خسارا ( 5 ) " وقال عزوجل : " وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم
زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في
قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ( 6 ) " .
* ( هامش ) * ( 1 ) اهل الحل والعقدة خ ل .
( 2 ) في المعانى : التى قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انا اصلها .
( 3 ) في المصدرين : المأخوذون .
( 4 ) في المصدرين : كالقران المقرون اليهم .
( 5 ) الاسراء : 82 .
( 6 ) التوبة : 124 و 125 . ( * )
[151]
وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة ( 1 ) على المعنى الذي ذهب إليه من قال :
إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا ، وبركاتهم منبثة في المشرق
والمغرب ( 2 ) .
توضيح : قوله : " لان الذي للضب مكو " أقول : الذي يظهر مما عندنا من
كتب اللغة هو أن الوجار لا يختص بالضبع ، وإن كان فيه أكثر استعمالا ، و
ذكروا أن المكو جحر الثعلب والارنب ، وقال الجزري : الفرعة بفتح الراء :
أول ما تلد الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم . وقال الجوهري : عن لي كذا عننا ، أي
ظهر وعرض ، وقال : حجرة القوم : ناحية دارهم ، وقال : الربيض الغنم برعاتها
المجتمعة في مربضها . وقال الجوهري : عترة الرجل : نسله ورهطه الادنون ، و
قال : العتر أيضا : العتيرة ، وهي شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم ، يقال :
" هذا أيام ترجيب وتعتار " وربما كان الرجل ينذر نذرا إن رأى ما يحب يذبح
كذا وكذا من غنمه ، فإذا وجب ضاقت نفسه عن ذلك فيعتر بدل الغنم ظباء ، وهذا
أراد الحارث بن حلزة بقوله : عننا باطلا البيت .
وقال في النهاية : " وفيه خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي " عترة
الرجل : أخص أقاربه ، وعترة النبي بنو عبدالمطلب ، وقيل : أهل بيته الاقربون
وهم أولاده وعلي وأولاده ، وقيل : عترته الاقربون والابعدون منهم ، والمشهور
المعروف أن عترته أهل بيته الذين حرمت عليهم الزكاة .
وفيه : إنه أهدى إليه عتر ، العتر : نبت ينبت متفرقا ، فإذا طال وقطع أصله
خرج منه شبه اللبن ، وقيل : هو المرز نجوش ( 3 ) .
112 - وأقول : روى السيوطي في الدر المنثور عن أحمد باسناده عن زيد بن
* ( هامش ) * ( 1 ) في الاكمال : اصحاب المشاهد المتفرقة والترب الباذخة .
( 2 ) اكمال الدين : 142 و 144 ، معانى الاخبار : 32 و 33 .
( 3 ) النهاية 3 : 72 وزاد فيه : وفى حديث آخر : يفلغ رأسى كما تفلغ العترة . هى
واحدة العتر ، وقيل : هى شجرة العرفج . وفيه ذكر العتر وهو جبل بالمدينة من جهة القبلة . ( * )
[152]
ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم خليفتين ( 1 ) : كتاب الله حبل
ممدود ما بين السماء إلى الارض ( 2 ) وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا ( 3 ) حتى
يردا علي الحوض ( 4 ) .
113 - وروى أيضا عن الطبرانى باسناده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : إني لكم فرط ( 5 ) ، وأنتم واردون على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني
في الثقلين : قيل : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الاكبر كتاب الله سبب طرفه
بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والاصغر عترتي ، و
إنهما لن يفترقا ( 6 ) حتى يردا على الحوض ، وسألت لهما ذلك ربي فلا تقدموهما
فتهلكوا ، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم ( 7 ) .
114 - وروى أيضا عن سعيد ( 8 ) وأحمد والطبرانى عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا
بعدي : أمرين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض
وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ( 9 ) .
115 - ير : محمد بن الحسين وعبدالله بن محمد جميعا عن ابن محبوب ، عن العلا
عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما والله إن في أهل بيتي من
عترتي لهداة مهتدين من بعدي يعطيهم ( 10 ) علمي وفهمي وحلمي وخلقي ، وطينتهم من
* ( هامش ) * ( 1 ) الثقلين خ ل .
( 2 ) والارض خ ل .
( 3 ) في المصدر : لن يتفرقا .
( 4 ) الدر المنثور 2 : 60 .
( 5 ) في المصدر : وانكم .
( 6 ) في المصدر : لن يتفرقا .
( 7 ) في النسخة المخطوطة : فلا تقدموها فتهلكوا ولا تعلموها فانها اعلم منكم .
( 8 ) في النسخة المخطوطة : ( سعد ) وفى المصدر : ابن سعد .
( 9 ) الدر المنثور 2 : 60 .
( 10 ) اى يعطيهم الله . ( * )
[153]
طينتي الطاهرة ، فويل للمنكرين لحقهم ، المكذبين لهم من بعدي ، القاطعين فيهم
صلتي ، المستولين عليهم ، والآخذين منهم حقهم ، ألا فلا أنالهم الله شفاعتي ( 1 ) .
116 - ير : السندي ، عن صفوان ، عن عبدالله بن سعد الاسكاف ، عن حريز
عن محمد بن عمر ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيى حياتي
ويموت ميتتي ( 2 ) ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضيب من قضبانها غرسه بيده
ثم قال له : كن فكان ، فليتول علي بن أبي طالب من بعدي ، والاوصياء من ذريتي
فإنهم لا يخرجونكم من هدى ولا يعيدونكم في ردى ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ( 3 ) .
117 - ير : عبدالله بن عامر ، عن الحجال ، عن داود بن أبي يزيد عن أحدهما
عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل
جنة ربي جنة عدن غرسها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والاوصياء من
بعده فإنهم لحمي ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ( 4 ) .
118 - أقول : روى البرسي في مشارق الانوار عن ابن عباس قال : خطب
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : معاشر الناس إن الله أوحى إلي أني مقبوض ، وأن ابن
عمي هو أخي ووصيي وولي الله وخليفتي ، والمبلغ عني ، وهو إمام المتقين ، و
قائد الغر المحجلين ، ويعسوب الدين ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وأن تبعتموه
نجوتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله
بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إن الله عزوجل أنزل علي القرآن
وعلى سفيره ، فمن خالف القرآن ضل ، ومن تبع غير على ذل ، معاشر الناس


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 153 سطر 19 الى ص 161 سطر 18

ألا إن أهل بيتي خاصتي وقرابتي وأولادي وذريتي ولحمي ودمي ووديعتي ، و
إنكم مجموعون غدا ، ومسئولون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم ، فمن
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 15
( 2 ) مماتى خ ل .
( 3 ) بصائر الدرجات : 15 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 16 . ( * )
[154]
آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن نصرهم فقد نصرني ، ومن أعزهم
فقد أعزني ، ومن طلب الهدى من غيرهم فقد كذبني ، فاتقوا الله وانظروا ما أنتم
قائلون غدا ، فاني خصم لمن كان خصمهم ومن كنت خصمه فالويل له ( 1 ) .
- وروى الصدوق في كتاب فضائل الشيعة باسناده عن محمد القبطي ( 2 ) عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : الناس أغفلوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام يوم غدير خم
كما أغفلوا قوله يوم مشربة ام إبراهيم ، أنى الناس يعودونه فجاء على عليه السلام ليدنو
من رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجد مكانا ، فلما رأى رسول الله أنهم لا يفرجون لعلي عليه السلام
قال ( 3 ) : يا معشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حى بين ظهرانيكم ، أما
والله لئن غبت فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الروح والراحة والرضوان والبشرى
والحب والمحبة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللاوصياء من بعده ، حق علي
أن ادخلهم في شفاعتي ، لانهم أتباعي ، فمن تبعني فانه مني ، مثل جرى في إبراهيم
لاني ( 4 ) من إبراهيم وإبراهم مني ، وديني دينه ، وسنتي سنته ، وفضله فضلي
وأنا أفضل منه ، وفضلي له فضل ، تصديق قول ربي : " ذرية بعضها ( 5 ) من بعض
والله سميع عليم " ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مشارق الانوار . . لم تكن نسخته عندى .
( 2 ) الاسناد هكذا : ابى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد القبطى قال :
سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول
( 3 ) في بصائر الدرجات : انهم لا يوسعون لعلى عليه السلام نادى يا معشر الناس فرجوا
لعلى ثم اخذ بيده فقعده على فراشه ثم قال .
( 4 ) في البصائر : [ مثل جرى في من اتبع ابراهيم ] وفيه : [ دينه ، دينى ، وسنته
سنتى ] وفيه : تصديق قولى قوله تعالى .
( 5 ) آل عمران : 34 .
( 6 ) فضائل الشيعة : 154 ضميمة كتاب على والشيعة ، ذيله : ( وكان رسول الله صلى الله
عليه وآله قد اثبت رجله في مشربة ام ابراهيم حين عاده الناس ) ورواه الصفار في البصائر :
16 باسناده عن ابراهيم بن هاشم عن ابى عبدالله البرقى عن خلف بن حماد عن محمد القبطى ( * )
[155]
تتميم : قال السيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب الشافي حاكيا عن
الناصب الذي تصدى فيه لرد مزخرفاته وخرافاته : قال صاحب الكتاب : دليل
لهم آخر ، وربما تعلقوا بما روي عنه صلى الله عليه وآله من قوله : " إني تارك فيكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض " وإن ذلك يدل على أن الامامة فيهم ، وكذلك العصمة ، وربما قووا
ذلك بما روي عنه صلى الله عليه وآله : " إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها
نجا ومن تخلف عنها غرق " وأن ذلك يدل على عصمتهم ، ووجوب طاعتهم ، و
حظر العدول عنهم ، قالوا : وذلك يقتضي النص على أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم قال :
وهذا إنما يدل على أن إجماع العترة لا يكون إلا حقا ، لانه لا يخلو من أن
يريد عليه السلام بذلك جملتهم أو كل واحد منهم ، وقد علمنا أنه لا يجوز أن يريد بذلك
إلا جملتهم ، ولا يجوز أن يريد كل واحد منهم ، لان الكلام يقتضي الجمع ، ولان
الخلاف قد يقع بينهم على ما علمناه من حالهم ، ولا يجوز أن يكون قول كل منهم ( 1 )
حقا ، لان الحق لا يكون في الشئ وضده ، وقد ثبت اختلافهم فيما هذا حاله
ولا يجوز أن يقال : إنهم مع الاختلاف ( 2 ) لا يفارقون الكتاب ، وذلك يبين أن
المراد به أن ما أجمعوا عليه يكون حقا حتى يصح قوله : " لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض " وذلك يمنع من أن المراد بالخبر الامامة لان الامامة لا تصح في
جميعهم ، وإنما يختص بها الواحد منهم ، وقد بينا أن المقصد بالخبر ما يرجع
إلى جميعهم ، ويبين ما قلناه : إن أحدا مما خالفنا في هذا الباب لا يقول في كل
واحد من العترة : إنه بهذه الصفة ، فلابد من أن يتركوا الظاهر إلى أمر آخر
يعلم به أن المراد بعض من بعض ، وذلك الامر لا يكون إلا ببينة ، وليس لهم أن
يقولوا : إذا دل على ثبوت العصمة فيهم ولم يصح إلا في أمير المؤمنين عليه السلام ثم في
واحد واحد من الائمة فيجب أن يكون هو المراد ، وذلك أن لقائل أن يقول :
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولا يجوز ان يكون قول كل واحد منهم حقا .
( 2 ) في المصدر : مع هذا الاختلاف . ( * )
[156]
إن المراد عصمتهم فيما اتفقوا عليه ، ويكون ذلك أليق بالظاهر ، وبعد فالواجب
حمل الكلام على ما يصح أن يوافق العترة فيه الكتاب ، وقد علمنا أن في كتاب الله
تعالى دلالة على الامور ، فيجب أن يحمل قوله صلى الله عليه وآله في العترة على ما يقتضي كونه
دلالة ، وذلك لا يصح إلا بأن يقال : إن إجماعها حق ودليل ، فأما طريقة الامامية
فمباينة لهذا الفصل والمقصد ، وقد قال شيخنا أبوعلي : إن ذلك إن دل على الامامة
فقول : " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " يدل على ذلك ، وقوله : " إن
الحق ينطق على لسان عمر وقلبه " يدل على أنه الامام ، وقوله عليه السلام : " أصحابي
كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " كمثل ذلك .
ثم قال في جواب هذه الكلمات يقال له : أما قوله : " إني تارك فيكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض " فانه دال على أن إجماع أهل البيت حجة على ما أقررت به
ودال أيضا بعد ثبوت هذه الرتبة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي بغير فصل
وعلى غير ذلك مما أجمع أهل البيت عليه ، ويمكن أيضا أن يجعل حجة ودليلا على
أنه لابد في كل عصر في جملة هذا البيت ( 1 ) من حجة معصوم مأمون يقطع
على صحة قوله : وقوله : " إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح " يجرى مجرى
الخبر الاول في التنبيه على أهل البيت والارشاد إليهم ، وإن كان الخبر الاول
أعم فائدة وأقوى دلالة ، ونحن نبين الجملة التي ذكرناها ، فإن قيل : دلوا
على صحة الخبر قبل أن تتكلموا في معناه ، قلنا : الدلالة على صحته تلقي الامة
له بالقبول ، وإن أحدا منهم مع اختلافهم في تأويله لم يخالف في صحته ، وهذا
يد على أن الحجة قامت به في أصله ، وأن الشك مرتفع فيه ( 2 ) ومن شأن
علماء الامة إذا ورد عليهم خبر مشكوك في صحته أن يقدموا الكلام في أصله ، و
إن الحجة به غير ثابتة ، ثم يشرعوا في تأويله ، فإذا رأينا جميعهم عدلوا عن هذه
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : في جملة اهل البيت .
( 2 ) في المصدر : وان الشك مرتفع عنه . ( * )
[157]
الطريقة في هذا الخبر وحمله كل منهم على ما يوافق طريقته ومذهبه ، دل ذلك
على صحة ما ذكرناه .
فإن قيل : فما المراد بالعترة فإن الحكم متعلق بهذا الاسم الذي لابد من
بيان معناه ؟
قلنا : عترة الرجل في اللغة : هم نسله كولده وولد ولده ، وفي أهل اللغة من
وسع ذلك فقال : إن عترة الرجل هم أدنى قومه إليه في النسب ، فعلى القول الاول
يتناول ظاهر الخبر وحقيقته الحسن والحسين وأولادهما عليهم السلام ، وعلى القول الثاني
يتناول من ذكرناه ، ومن جرى مجراهم في الاختصاص بالقرب من النسب ، على
أن الرسول قد قيد القول بما أزال به الشبهة ، وأوضح القول ( 1 ) بقوله : " عترتي
أهل بيتي " فوجه الحكم إلى من استحق هذين الاسمين ، ونحن نعلم أن من يوصف
من عترة الرجل بأنهم أهل بيته هو ما قدمنا ذكره من أولاده وأولاد أولاده ، و
من جرى مجراهم في النسب القريب ، على أن الرسول عليه السلام قد بين من يتناوله
الوصف بأنه من أهل البيت ، وتظاهر الخبر بأنه صلى الله عليه وآله جمع أمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام في بيته وجللهم بكسائه ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فنزلت الآية ( 2 ) فقالت ام سلمة : " يا
رسول الله ألست من أهل بيتك ؟ فقال : لا ، ولكنك على خير " فخص هذا الاسم
بهؤلاء ، دون غيرهم ، فيجب أن يكون الحكم متوجها إليهم وإلى من الحق بهم
بالدليل ، وقد أجمع كل من أثبت فيهم هذا الحكم أعني وجوب التمسك والاقتداء
على أن أولادهم في ذلك يجرون مجراهم ، فقد ثبت توجه الحكم إلى الجميع .
فإن قيل : على بعض ( 3 ) ما أوردتموه يجب أن يكون أمير المؤمنين عليه السلام ليس
من العترة إن كانت العترة مقصورة على الاولاد وأولادهم ( 4 ) ؟
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : واوضح الامر .
( 2 ) راجع الاحزاب 33 .
( 3 ) في المصدر : فان قيل : فعلى بعض .
( 4 ) في المصدر : على الاولاد وأولاد أولادهم . ( * )
[158]
قلنا : من ذهب إلى ذلك من الشيعة يقول : إن أمير المؤمنين عليه السلام وإن لم
يتناوله هذا الاسم على الحقيقة كما لا يتناوله اسم الولد فهو عليه السلام أبوالعترة
وسيدها وخيرتها ، والحكم في المستحق بالاسم ثابت له بدليل غير تناول الاسم
المذكور في الخبر .
فإن قيل : فما تقولون في قول أبي بكر بحضرة جماعة الامة : " نحن عترة
رسول الله صلى الله عليه وآله وبيضته التي انفقأت عنه " وهو يقتضي خلاف ما ذهبتهم إليه ؟
قلنا الاعتراض بخبر شاذ يرده ويطعن عليه أكثر الامة على خبر مجمع عليه
مسلمة روايته لا وجه له ، على أن قول أبي بكر هذا لو كان صحيحا لم يكن من حمله
على التجوز والتوسع بد ، لان قرب أبي بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في النسب
لا يقتضي أن يطلق عليه لفظة عترة على سبيل الحقيقة ، لان بني تيم بن مرة وإن
كانت إلى بني هاشم أقرب ممن بعد عنهم بأب أو بأبوين فكذلك من بعد منهم بأب
أو بأبوين أو أكثر من ذلك هو أقرب إلى بني هاشم ممن بعد أكثر من هذا البعد
وفي هذا ما يقتضي أن يكون قريش كلهم عترة واحدة ، بل يقتضي أن يكون جميع
ولد معد بن عدنان عترة ، لان بعضهم أقرب إلى بعض من اليمن ، وعلى هذا
التدريج حتى يجعل جميع بني آدم عترة واحدة ، فصح بما ذكرناه أن الخبر إذا
صح كان مجازا ، فيكون وجه ذلك ما أراده أبوبكر من الافتخار بالقرابة من نسب
الرسول الله صلى الله عليه وآله ، فأطلق هذه اللفظة توسعا ، وقد يقول ( 1 ) أحدنا لمن ليس بابن
له على الحقيقة : إنك ابني وولدي ، إذا أراد الاختصاص والشفقة ، وكذلك
قد يقول لمن لم يلده : أنت أبي ، فعلى هذا يجب أن يحمل قول أبي بكر وإن كانت
الحقيقة يقتضي خلافه ، على أن أبا بكر لو صح كونه من عترة الرسول على سبيل
الحقيقة لكان خارجا عن حكم قوله : " إني مخلف فيكم " لان الرسول الله صلى الله عليه وآله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وقد يقول من له ادنى شعبة بقوم وأيسر علقة بنسبهم : انا من فلان على
سبيل التوسع ، وقد يقول : ( * )
[159]
قيد ذلك بصفة معلومة إنها لم تكن في أبي بكر وهي قوله : " أهل بيتي " ولا شبهة
في أنه لم يكن من أهل البيت الذين ذكرنا أن الآية نزلت فيهم ، واختصتهم ، ولا
ممن يطلق عليه في العرف أنه من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله ، لان من اجتمع مع
غيره بعد عشرة آباء أو نحوهم لا يقال : إنه من أهل بيته ، فإذا صحت هذه الجملة
التي ذكرناها وجب أن إجماع العترة حجة ، لانه لو لم يكن بهذه الصفة لم يجب
ارتفاع الضلال عن التمسك بالعترة على كل وجه وإذا كان قد بين أن المتمسك
بالعترة لا يضل ثبت ما ذكرناه .
فإن قيل : ما أنكرتم أن يكون صلى الله عليه وآله إنما نفى الضلال عن المتمسك ( 1 )
بالكتاب والعترة معا ، فمن أين أن التمسك بالعترة وحدها بهذه الصفة ؟
قلنا : لولا أن المراد بالكلام أن المتمسك بكل واحد من الكتاب والعترة
لا يضل لكان لا فائدة في إضافة ذكر العترة إلى الكتاب ، لان الكتاب إذا كان حجة
فلا معنى لاضافة ما ليس بحجة إليه ، والقول في الجميع أن المتمسك بهما محق
لان هذا حقيقة العبث ، على أن إضافة العترة إذا لم يكن قولهم ( 2 ) حجة كاضافة
غيرهم من سائر الاشياء فأي معنى لتخصيصهم ، والتنبيه عليهم ، والقطع على أنهم
لا يفترقون حتى يردوا القيامة ؟ وهذا مما لا إشكال في سقوطه ، وإذا صح أن إجماع
أهل البيت حجة قطعنا على صحة كل ما اتفقوا عليه ، ومما اتفقوا عليه القول بامامة
أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي بلا فصل ، مع اختلافهم في حصول ذلك بنص جلي
أو خفي أو بما يحتمل التأويل وبما لا يحتمله ( 3 ) .
فإن قيل : كيف تدعون الاجماع من أهل البيت على ما ذكرتم وقد رأينا
كثيرا منهم يذهب مذهب المعتزلة في الامامة ؟
قلنا : أما نحن فما رأينا أحدا من أهل البيت يذهب إلى خلاف ما ذكرناه
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : انما نفى الضلال عمن تمسك .
( 2 ) في المصدر : إذا لم تكن في قولهم الحجة .
( 3 ) في المصدر : أو لا يحتمله . ( * )
[160]
وكل من سمعنا عنه فيما مضى بخلاف ما حكيناه فليس أولا ( 1 ) إذا صح ذلك عنه
ممن يعترض بقوله على الاجماع لشذوذه ، وأكثر من يدعى عليه هذا القول الواحد
والاثنان ، وليس بمثل هذا اعتراض على الاجماع ، ثم إنك لا تجد أحدا ممن يدعى
عليه هذا من جملة علماء أهل البيت ، ولا من ذوي الفضل منهم ، ومتى فتشت عن
أمره وجدته متعرضا بذلك لفائدة مولعا به على بعض أغراض الدنيا ، ومتى طرقنا
الاعتراض بالشذوذ والآحاد على الجماعات أدى ذلك ( 2 ) إلى بطلان استقرار الاجماع
في شئ من الاشياء ، لانا نعلم أن في الغلاة والاسماعيلية من يخالف في الشرائع
وأعداد الصلاة ( 3 ) وغيرها ، ومنهم يذهب إلى أنه كان بعد الرسول عدة
أنبياء ، وأن الرسالة ما انختمت به ، ومع ذلك فلا يمنعنا ( 4 ) هذا من أن ندعي
الاجماع على انقطاع النبوة ، وتقرر اصول الشرائع ( 5 ) ، ولا يعتد بخلاف من
ذكرناه ، ومعلوم ضرورة أنهم أضعاف من أظهر من أهل البيت خلاف المذهب الذي
ذكرناه في الامامة ، على أنا قد شاهدنا وناظرنا بعض من يعد في جملة الفقهاء وأهل
الفتيا على أن الله تعالى يعفو عن اليهود والنصارى وإن لم يؤمنوا ولا يعاقبهم وعلى
غير ذلك مما لا شك في أن الاجماع حجة فيه ، على أنا لو جعلنا القول بذلك معترضا
على أدلتنا على إجماع أهل البيت ( 6 ) وقلنا بقول من يحكى ذلك عنه لم يقدح فيما
ذكرناه ، لان في المعلوم ( 7 ) أن أزمنة كثيرة لا يعرف فيها قائل بهذا المذهب من أهل
البيت كزماننا هذا وغيره ، وإنا لم نشاهد في وقتنا ( 8 ) قائلا بالمذهب الذي أفسدناه
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فليس اولى .
( 2 ) في المصدر : إلى الجماعات إدى هذا .
( 3 ) في المصدر : كاعداد الصلاة .
( 4 ) في المصدر : ومع هذا فلا يمنعنا ذلك :
( 5 ) في المصدر : وتقرير اصول الشرائع .
( 6 ) في المصدر : وعلى اجماع اهل البيت .
( 7 ) في المصدر : لم يقدح فيما اعتمدناه ، لان من المعلوم .
( 8 ) في المصدر : في وقتنا هذا . ( * )
[161]
ولا أخبرنا عمن هذه حاله فيه ، والمعتبر في الاجماع كل عصر فثبت ما أوردناه ( 1 )
فأما ما يمكن أن يستدل بهذا الخبر عليه من ثبوت حجة مأمون في جملة أهل البيت
في كل عصر فهو أنا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله إنما خاطبنا بهذا القول على جهة
إزاحة العلة لنا ، والاحتجاج في الدين علينا ، والارشاد إلى ما يكون فيه نجاتنا من
الشكوك والريب والذي يوضح ذلك أن في رواية زيد بن ثابت هذا الخبر : " وهما :
الخليفتان من بعدي " وإنما أراد أن المرجع إليهما بعدي في ما كان يرجع إلى فيه
في حياتي ، فلا يخلو من أن يريد أن إجماعهم حجة فقط ، دون أن يدل القول على
أن فيهم في كل حال من يرجع إلى قوله ويقطع على عصمته ، أو يريد ما ذكرناه
فلو أراد الاول لم يكن مكملا للحجة ( 2 ) ولا مزيحا لعلتنا ، ولا مستخلفا من
يقوم مقامه فينا لان العترة أولا قد يجوز أن يجمع على القول الواحد ، ويجوز أن
لا يجمع بل يختلف ، فما هو الحجة من إجماعها ليس بواجب ، ثم ما اجتمعت
عليه هو جزء من ألف جزء من الشريعة ، وكيف يحتج علينا في الشريعة بمن لا
نصيب عنده من حاجتنا إلا القليل من الكثير ، وهذا يدل على أنه لابد في كل
عصر من حجة في جملة أهل البيت ، مأمون مقطوع على قوله ، وهذا دليل على وجود
الحجة على سبيل الجملة ، وبالادلة الخاصة يعلم من الذي هو حجة منهم على
سبيل التفصيل ، على أن صاحب الكتاب قد حكم بمثل هذه القضية في قوله : إن
الواجب حمل الكلام على ما يصح أن يوافق فيه العترة للكتاب ، وأن الكتاب إذا
كان دلالة على الامور وجب في العترة مثل ذلك . وهذا صحيح ليجمع بينهما في


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 161 سطر 19 الى ص 169 سطر 18

اللفظ والارشاد إلى التمسك بهما ليقع الامان من الضلال ، والحكم بأنهما لا
يفترقان إلى القيامة ، وإذا وجب في الكتاب أن يكون دليلا وحجة وجب مثل ذلك
في قولهم : أعني العترة ( 3 ) ، وإذا كانت دلالة الكتاب مستمرة غير منقطعة وموجودة
* ( هامش ) * ( 1 ) فثبت ما اردناه .
( 2 ) في المصدر : لم يكن مكملا للحجة علينا .
( 3 ) في المصدر : في قول العترة . ( * )
[162]
في كل حال وممكنة إصابتها في كل زمان وجب مثل ذلك في قول العترة المقرون
بها ، والمحكوم له بمثل حكمها ، وهذا لا يتم إلا بأن يكون فيها في كل حال من
قوله حجة ، لان إجماعها على الامور ليس بواجب على ما بيناه ، والرجوع ( 1 )
إليهما مع الاختلاف وفقد المعصوم لا يصح ، فلابد مما ذكرناه .
وأما الاخبار الثلاثة التي أوردها على سبيل المعارضة للخبر الذي تعلقنا به
فأول ما فيها أنها لا تجري مجرى خبرنا في القوة والصحة ، لان خبرنا مما
نقله المختلفون ، وسلمه المتنازعون ، وتلقته الامة بالقبول ، وإنما وقع اختلافهم
في تأويله ، والاخبار التي عارض بها لا يجري هذا المجرى ، لانها مما تفرد المخالف
بنقله ، وليس فيها إلا ما إذا كشفت عن أصله وفتشت عن سنده ظهر لك انحراف
من راويه ، وعصبية من مدعيه ، وقد بينا فيما تقدم سقوط المعارضة بما يجري
هذا المجرى من الاخبار .
فأما ما رواه من قوله : " اقتدوا بالذين من بعدي " فقد تقدم الكلام عليه
عند معارضته بهذا الخبر استدلالنا بخبر الغدير واستقصيناه هناك فلا معنى لاعادته ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : والرجوع اليها .
( 2 ) فذكر بعد بيان ان هذا الخبر لا يدانى خبر الغدير لانه من الاخبار الاحاد ، و
خبر الغدير من الاخبار المتواترة ، ومما اجمعت الامة على قبوله وجوها في تضعيفه وعدم
دلالته ، منها ان راوى الخبر عبدالملك بن عمير وهو من شيع بنى امية وممن تولى القضاء
لهم وكان شديد النصب والانحراف عن اهل البيت ظنينا في نفسه وامانته ، وروى انه كان
يمر على اصحاب الحسين عليه السلام وهم جرحى فيجهز عليهم فلما عوتب قال : اريد ان اريحهم
ومنها ان الامر بالرجلين يستحيل لانهما مختلفان في كثير من احكامهما وافعالهما ، والاقتداء
بالمختلفين والاتباع لهما متعذر غير ممكن ، ومنها ان ذلك يقتضى عصمتهما وليس هذا بقول
لاحد فيهما ، ومنها انه لو كان ثابتا لاحتج به أبوبكر لنفسه في السقيفة ولما يعدل إلى رواية
ان الائمة من قريش ، ولاحتج به أيضا على طلحة لما نازعه على نصبه لعمر ، ولما احتج بقوله :
اقول : يا رب وليت عليهم خير اهلك ، وأيضا لو كان الخبر صحيحا لكان حاظرا مخالفة الرجلين
وموجبا لموافقتهما في جميع اقوالهما وافعالهما مع ان كثيرا من الصحابة قد خالفهما في كثير
من احكامهما ، وكان يجب ان ينبها المخالفين على مقتضى هذا الخبر ان مخالفتهما محظورو ( * )
[163]
وأما ما رواه من قوله : " إن الحق لينطق على لسان عمر " فهو مقتض إن
كان صحيحا عصمة عمر ، والقطع على أن أقواله كلها حجة ، وليس هذا مذهب
أحد في عمر ، لانه لا خلاف في أنه ليس بمعصوم ، وإن خلافه سائغ ، وكيف يكون
الحق ناطقا على لسان عمر ، ثم يرجع في الاحكام من قول إلى قول ويشهد على
نفسه بالخطأ ويخالف في الشئ ثم يعود إلى قول من خالفه فيوافقه عليه ، ويقول :
" لولا علي لهلك عمر ولولا معاذ لهلك عمر " ؟ وكيف لم يحتج بهذا الخبر هو
لنفسه في بعض المقامات التي احتاج فيها ( 1 ) ؟ ولم يقل أبوبكر لطلحة لما قال له :
" ما تقول لربك إذ وليت علينا فظا غليظا " : أقول له : وليت من شهد الرسول
صلى الله عليه وآله بأن الحق ينطق على لسانه .
وليس لاحد أن يدعي في الامتناع من الاحتجاج بذلك سببا مانعا كما ندعيه
في ترك أمير المؤمنين عليه السلام الاحتجاج بالنص ، لانا قد بينا فيما تقدم أن لتركه
عليه السلام ذلك سببا ظاهرا ، وهو تأمر القوم عليه ، وانبساط أيديهم ، وأن
* ( هامش ) * ممنوع ، على ان ذلك لو اقتضى النص بالامامة لاقتضى ما رووه عنه صلى الله عليه وآله من قوله :
" اصحابى كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم " امامة الكل ، وكذلك ما رووه من انه قال : " اهتدوا
بهدى عمار ، وتمسكوا بعهد ابن ام عبد " ولو جاوزنا ذلك وسلمنا صحة الخبر لم يكن فيه
تصريح بنص لانه مجمل لم يبين في اى شئ يقتدى بهما ، كما إن قوله : بعدى ايضا مجمل ليس
فيه دلالة على ان المراد بعد وفاتى ، او بعد حال اخرى من احوالى ، ولهذا قال بعض اصحابنا
ان سبب هذا الخبر ان النبى صلى الله عليه وآله كان سالكا بعض الطريق وهما متأخرين عنه فقال
صلى الله عليه وآله لبعض من سأله عن الطريق الذى يسلكه في اللحوق به : اقتدوا باللذين
من بعدى .
أقول : ويبطله أيضا احاديث رووها في عدم استخلاف النبى صلى الله عليه وآله كقوله :
" لو كنت مستخلفا احدا لاستخلفت ابا بكر " ويبطله ايضا احالة أبى بكر الامر يوم السقيفة
إلى أبى عبيدة وعمر . وتخلف بنى هاشم ووجوه من الصحابة كابى ذر وسلمان وعمار ومقداد
وسعد بن عبادة وجماعة من الانصار عن بيعته . واقرار عمر بعدم استخلاف النبى صلى الله
عليه وآله في مواضع متعددة .
( 1 ) في المصدر : احتاج إلى الاحتجاج ، وكيف لم يقل . ( * )
[164]
التقية والخوف واجبان ممن له سلطان ، ولا تقية على عمر وأبي بكر من أحد ، لان
السلطان فيهما ولهما ، والتقية منهما ولا عليهما ( 1 ) على أن هذا الخبر لو كان
صحيحا في سنده ومعناه لوجب على من ادعى أنه يوجب الامامة أن يبين كيفية
إيجابه لذلك ، ولا يقتصر على الدعوى المحضة ، وعلى أن يقول : إذا جاز أن
يدعى في كذا وكذا أنه يوجب الامامة جاز في هذا الخبر ، لانا لما ادعينا في
الاخبار التي ذكرناها ذلك لم نقتصر على محض الدعوى ، بل بينا كيفية دلالة ما
تعلقنا به على الامامة ، وقد كان يجب عليه إذا عارضنا بأخباره أن يفعل مثل ذلك
فأما ما تعلق به من الرواية عنه صلى الله عليه وآله بأنه قال : " أصحابي كالنجوم بأيهم
اقتديم اهتديتم " فالكلام في أنه غير معارض قوله : " إني مخلف فيكم الثقلين " و
غيره من أخبارنا جار على ما بيناه آنفا ، فاذا تجاوزنا عن ذلك كان لنا أن نقول :
لو كان هذا الخبر صحيحا لكان موجبا لعصمة كل واحد من الصحابة ، ليصح و
يحسن الامر بالاقتداء بكل واحد منهم ( 2 ) ومنهم من ظهر فسقه وعناده وخروجه
على الجماعة ( 3 ) وخلافه للرسول صلى الله عليه وآله ، ومن جملة الصحابة معاوية وعمرو بن
العاص وأصحابهما ، ومذهب صاحب الكتاب وأصحابه فيهم معروف ، وفي جملتهم
طلحة والزبير ومن قاتل أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الجمل ، ولا شبهة في فسقهم ، و
إن ادعى مدعون أن القوم تابوا بعد ذلك ، ومن جملتهم من قعد عن بيعة أمير المؤمنين
عليه السلام ولم يدخل مع جماعة المسلمين في الرضا بامامته ، ومن جملتهم من حصر
عثمان ومنعه الماء وشهد عليه بالردة ثم سفك دمه ، فكيف يجوز مع ذلك أن يأمر
الرسول صلى الله عليه وآله بالاقتداء بكل واحد من الصحابة ؟ ولابد من حمل هذا الخبر إذا
صح على الخصوص إذ لابد فيمن عنى به وتناوله من أن يكون معصوما لا يجوز
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : لان السلطان كان فيهما ولهما ، والتقية منهما لا عليهما .
( 2 ) زاد في المصدر بعد ذلك : وليس هذا قولا لاحد من الامة فيهم ، وكيف يكونون
معصومين ويجب الاقتداء بكل واحد منهم وفيهم من ظهر .
( 3 ) في المصدر : وخروجه عن الجماعة . ( * )
[165]
الخطأ عليه في أقواله وأفعاله ، ونحن نقول بذلك ونوجه بهذا الخبر لو صح إلى
أمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام ، لان هؤلاء ممن ثبتت عصمته ، وعلمت
طهارته ، على أن هذا الخبر معارض بما هو أظهر منه وأثبت رواية مثل ما روي عن
النبى صلى الله عليه وآله من قوله : إنكم محشورون ( 1 ) إلى الله يوم القيامة حفاة عراة وإنه
سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال :
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لا يزالوا ( 2 ) مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم .
وما روي من قوله صلى الله عليه وآله : إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن يفارقني .
وقوله : أيها الناس بينا أنا على الحوض إذ مر بكم زمرا فتفرق بكم الطرق
فاناديكم : إلي هلموا ( 3 ) إلي الطريق ، فينادي مناد من قبل ربي : إنهم بدلوا
بعدك ، فأقول : ألا سحقا سحقا .
وما روي من قوله صلى الله عليه وآله : ما بال أقوام يقولون : إن رحم رسول الله صلى الله عليه وآله
لا ينفع ( 4 ) يوم القيامة ، بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ، وإني
أيها الناس فرطكم على الحوض ، فإذا جئتم قال الرجل منكم : يا رسول الله أنا
فلان بن فلان ، وقال الآخر : أنا فلان بن فلان ، فأقول : أما النسب فقد عرفته
ولكنكم أحدثتم بعدي ، وارتددتم القهقرى .
وقوله لاصحابه : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع
حتى لو دخل أحدهم في جحر ضب لدخلتموه ، فقالوا : يا رسول الله اليهودى والنصارى ؟
فقال : فمن إذا .
وقال في حجة الوداع لاصحابه : ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم
عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وبلدكم هذا ، ألا ليبلغ الشاهد
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : تحشرون .
( 2 ) في المصدر : لم يزالوا .
( 3 ) في المصدر : الا هلموا .
( 4 ) في النسخة المخطوطة : ( لا ينقطع ) وفى المصدر : ينقطع . ( * )
[166]
منكم الغائب ، ألا لاعرفتكم ترتدون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا
إني قد شهدت وغبتم .
فكيف يصح ما ذكره من الامر بالاقتداء على ما ذكرناه بمن تناوله اسم
الصحابة ، على أن هذا الخبر لو سلم من كل ما ذكرناه لم يقتض الامامة على ما
ادعاه صاحب الكتاب ، لانه لم يبين في لفظه الشئ الذي يقتدى بهم فيه ، ولا أنه
مما يقتضي الامامة دون غيرها ، فهو كالمجمل الذي لا يمكن أن يتعلق بظاهره ، و
كل هذا واضح ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الشافى : 177 . 9 . ( * )
[167]
* ( أبواب ) *
* ( الايات النازلة فيهم ) *
8 * ( باب ) *
* ( ان آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله ) *
1 - ن : فيما احتج الرضا عليه السلام على علماء العامة في فضل العترة الطاهرة
أنه سأل العلماء فقال : أخبروني عن قول الله عزوجل : " يس * والقرآن الحكيم
إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم ( 1 ) " فمن عنى بقوله : يس ؟ قالت العلماء :
يس محمد صلى الله عليه وآله لم يشك فيه أحد ، قال أبوالحسن عليه السلام : فإن الله عزوجل أعطى
محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحدكنه وصفه إلا من عقله ، وذلك أن الله عز
وجل لم يسلم على أحد إلا على الانبياء صلوات الله عليهم ، فقال تبارك وتعالى :
" سلام على نوح في العالمين ( 2 ) " وقال : " سلام على إبراهيم ( 3 ) " وقال : " سلام على
موسى وهارون ( 4 ) " ولم يقل : سلام على آل نوح ، ولم يقل : سلام على آل إبراهيم
ولا قال : سلام على آل موسى وهارون وقال عزوجل : " سلام على آل يس ( 5 ) "
يعني آل محمد عليهم السلام ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) يس : 1 - 3 .
( 2 ) الصافات 79 .
( 3 ) الصافات : 109 .
( 4 ) الصافات : 120 .
( 5 ) الصافات : 130 فيه : ( على إل ياسين ) وفى المصدر : على آل ياسين .
( 6 ) عيون الاخبار : 131 فيه : ولم يقل : سلام على آل موسى وهارون . ( * )
[168]
2 - أقول : روى الشيخ شرف الدين النجفي رحمه الله في كتاب تأويل الآيات
الباهرة من تفسير الشيخ محمد بن العباس قال : حدثنا الشيخ محمد بن القاسم ، عن
حسين بن حكم ، عن حسين بن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن أبان بن أبي عياش
عن سليم بن قيس عن علي عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله اسمه ياسين ، ونحن
الذين قال الله : " سلام على آل ياسين ( 1 ) " .
3 - وعن محمد بن العباس أيضا عن محمد بن الحسين الخثعمي ، عن عباد بن
يعقوب ، عن موسى بن عثمان ، عن الاعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله
عزوجل : " سلام على آل يس " قال : نحن هم آل محمد ( 2 ) .
4 - وعنه أيضا عن علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن
زريق بن مرزوق البجلى ، عن داود بن علية ( 3 ) عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن
ابن عباس في قوله عزوجل : " سلام على آل يس " قال : أي على آل محمد ( 4 ) .
فر : عبيد بن كثير باسناده عن ابن عباس مثله ( 5 ) .
فر : أحمد بن الحسن باسناده عن سليم بن قيس ، عن علي عليه السلام مثل الخبر
السابق ( 6 ) .
5 - فس : " يس والقرآن الحكيم " قال الصادق عليه السلام : ياسين اسم رسول
الله صلى الله عليه وآله ، والدليل عليه قوله : " إنك لمن المرسلين " ( 7 ) .
6 - فس : ثم ذكر عزوجل آل محمد فقال : " وتركنا عليه في الآخرين *
سلام على آل يس " فقال : يس محمد ، وآل محمد الائمة عليه وعليهم الصلاة والسلام ( 8 ) .
7 - مع ، لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن محمد بن سهل ، عن الخضر بن
* ( هامش ) * ( 1 و 2 و 4 ) كنز جامع الفوائد : 262 و 263 .
( 3 ) في المصدر : داود بن وعلة .
( 5 و 6 ) تفسير فرات : 131 .
( 7 ) تفسير القمى : 548 .
( 8 ) تفسير القمى : 559 و 560 . ( * )
[169]
أبي فاطمة ، عن وهب بن نافع ، عن كادح عن الصادق عن آبائه عن علي عليه السلام في
قوله عزوجل : " سلام على آل يس " قال : يس محمد ، ونحن آل يس ( 1 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن سهل مثله ( 2 ) .
8 - مع ، لى : الطالقانى ، عن الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن
سليمان بن داود ، عن الحكم بن ظهير ، عن السندي عن أبي مالك في قوله عزوجل
" سلام على آل يس " قال : يس محمد صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
9 - مع ، لى : أبي ، عن عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي
الاصبهاني ، عن محمد بن أبي عمر النهدي ، عن أبيه عن محمد بن مروان ، عن محمد بن
السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : " سلام على آل يس "
قال : على آل محمد عليهم السلام ( 4 )
10 - مع ، لى ( 5 ) : عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، عن عبيدالله بن يحيى بن
عبدالباقي ، عن أبيه ، عن علي بن الحسن ، عن عبدالرزاق ، عن صندل ( 6 ) ، عن
الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل : " سلام على آل يس "
قال : السلام من رب العالمين على محمد وآله صلى الله عليه وعليهم ، والسلامة
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 41 ، أمالى الصدوق : 282 فيه : ( وهيب ) وفيهما : عن ابيه
عن آبائه .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 262 فيه : وهيب بن نافع وفيه : نحن آل محمد .
( 3 ) معانى الاخبار : 41 امالى الصدوق : 282 . في المعانى قال : ياسين محمد صلى


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 169 سطر 19 الى ص 177 سطر 18

الله عليه وآله ونحن آل ياسين .
( 4 ) معانى الاخبار : 41 ، امالى الصدوق : 282 و 283 ، في المعانى : احمد بن
على الاصبهانى عن إبراهيم بن محمد الثقفى قال : اخبرنى احمد بن أبى عميرة النهدى ، راجع .
( 5 ) النسخة المخطوطة خالية عن رمز " لى " ولم نجد الحديث في الامالى أيضا .
( 6 ) في المعانى : ( حدثنا ابومحمد عبدالله بن يحيى بن عبدالباقي عن ابيه عن على
ابن الحسن بن عبدالغنى المعانى عن عبدالرزاق عن مندل ) اقول : مندل هو مندل بن على
العنزل ابوعبدالله الكوفى يقال : اسمه عمرو ومندل لقب . ( * )
[170]
لمن تولاهم في القيامة ( 1 ) ،
11 - مع : الطالقانى ، عن الجلوي ، عن محمد بن سهل ، عن إبراهيم بن
معمر ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبيه ، عن الاعمش عن يحيى بن وثاب ، عن أبي
عبدالرحمان السلمي أن عمر بن الخطاب كان يقرأ : " سلام على آل يس " قال
أبوعبدالرحمان : آل يس آل محمد عليهم السلام ( 2 ) .
كنزل : محمد بن العباس ، عن محمد بن سهل مثله ( 3 ) .
12 - أقول : قال العلامة قدس الله روحه في كشف الحق في قوله تعالى :
" سلام على آل يس " : عن ابن عباس : هم آل محمد صلى الله عليه وآله .
وقال الناصب الراد له في شرحه : أقول : صح هذا ، وآل يس آل محمد ، وعلي
عليه السلام منهم ، والسلام عليهم ، ولكن أين هو من دليل المدعى .
وقال السيد نور الله التستري نور الله ضريحه : قد خص الله تعالى في آيات
متفرقه من هذه السورة عدة من الانبياء بالسلام فقال : " سلام على نوح في
العالمين * سلام على إبراهيم * سلام على موسى وهارون " ثم قال : " سلام على آل
يس ( 4 ) " ثم ختم على السورة بقوله : " سلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين ( 5 ) "
ومن البين أن في السلام عليهم منفردا في أثناء السلام على الانبياء والمرسلين دلالة
صريحة على كونهم في درجة الانبياء والمرسلين ، ومن هو في درجتهم لا يكون إلا
إماما معصوما ، فيكون نصا في الامامة ، ولا أقل من كونه نصا في الافضلية ، و
يؤيد ذلك ما نقله ابن حجر في صواعقه عن فخر الدين الرازي أنه قال : إن
أهل بيته يساوونه في خمسة أشياء : في السلام قال : " السلام عليك أيها النبي "
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 41 .
( 2 ) معانى الاخبار : 41 . فيه : " آل ياسين " في الموضعين .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 262 و 263 فيه : " على آل ياسين " قال : على آل محمد
صلى الله عليه وآله .
( 4 و 5 ) الصافات : 79 و 109 و 120 و 181 و 182 . ( * )
[171]
وقال : " سلام على آل يس " وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وقال ( 1 ) : " طه " ( 2 )
أي يا طاهر ، وقال : " ويطهركم تطهيرا ( 3 ) " وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبة
قال الله تعالى : " فاتبعوني يحببكم الله ( 4 ) وقال : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى ( 5 ) " انتهى كلامه رفع الله مقامه ( 6 ) .
وقال إمامهم الرازي في تفسيره الكبير في تفسير هذه الآية الكريمة : قرأ نافع
وابن عامر ويعقوب " آل ياسين " على إضافة لفظ " آل " إلى لفظ " ياسين " والباقون بكسر
الالف وجزم اللام موصولة بياسين ، أما القراءة الاولى ففيها وجوه : الاول وهو
الاقرب أنا ذكرنا أنه إلياس بن ياسين ، فكان ، الياس آل يس ، والثاني أن آل
يس آل محمد صلى الله عليه وآله ، والثالث إن ياسين اسم القرآن ( 7 ) .
وقال الشيخ الطبرسي روح الله روحه : قرأ ابن عامر ونافع ورويس عن
يعقوب " آل يس " وقال ابن عباس : " آل يس " آل محمد صلى الله عليه وآله ( 8 ) .
وقال البيضاوي : قرأ نافع وابن عامر ويعقوب على إضافة " آل يس "
لانهما في المصحف مفصولان فيكون ياسين أبا إلياس ، وقيل : محمد صلى الله عليه وآله ، أو القرآن
أو غيره من كتب الله ، والكل لا يناسب نظم سائر القصص ( 9 ) .
أقول : فظهر اتفاق الكل على القراءة والرواية ، لكن بعضهم حملتهم العصبية
على عد هذا الاحتمال مع مطابقته لرواياتهم مرجوحا .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وفى الطهارة قال .
( 2 ) سورة طه : 1 .
( 3 ) الاحزاب : 33 .
( 4 ) الشورى : 23 .
( 5 ) آل عمران : 31 .
( 6 ) احقاق الحق 3 : 449 - 451 .
( 7 ) مفاتيح الغيب : سورة والصافات .
( 8 ) تفسير مجمع البيان 8 : 456 و 457 .
( 9 ) تفسير البيضاوى 2 : 333 . ( * )
[172]
9 * ( باب ) *
* ( انهم عليهم السلام الذكر ، وأهل الذكر وأنهم المسئولون ، وانه ) *
* ( فرض على شيعتهم المسألة ولم يفرض عليهم الجواب ) *
الايات : النحل " 16 " : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * بالبينات
والزبر " 43 و 44 " .
الانبياء " 21 " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " 7 " .
ص " 38 " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسان " 39 " .
تفسير : قيل : المراد بأهل الذكر أهل العلم وقيل : أهل الكتاب ، وستعلم
من الاخبار المستفيضة أنهم الائمة عليهم السلام لوجهين : الاول أنهم أهل علم القرآن
لقوله تعالى بعد تلك الآية في سورة النحل : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس
ما نزل إليهم ( 1 ) " .
والثاني : أنهم أهل الرسول ، وقد سماه الله ذكرا في قوله : " ذكرا
رسولا ( 2 ) " وهذا مما روته العامة أيضا روى الشهرستاني في تفسيره المسمى بمفاتيح
الاسرار عن جعفر بن محمد عليهما السلام إن رجلا سأله فقال : من عندنا يقولون : قوله
تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " : ان الذكر هو التوراة ، و
أهل الذكر هم علماء اليهود ، فقال عليه السلام : والله إذا يدعوننا إلى دينهم ، بل نحن
والله أهل الذكر الذين أمر الله تعالى برد المسألة إلينا ، قال : وكذا نقل عن علي
عليه السلام أنه قال : نحن أهل الذكر .
1 - قب : محمد بن مسلم وجابر الجعفي في قوله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر "
قال الباقر عليه السلام : نحن أهل الذكر .
* ( هامش ) * ( 1 ) النحل : 44 .
( 2 ) الطلاق : 10 و 11 . ( * )
[173]
قال أبوزرعة : صدق الله ، ولعمري أن أبا جعفر عليه السلام لاكبر العلماء .
قال أبوجعفر الطوسي : سمى الله رسوله ذكرا قوله تعالى : " قد أنزل الله
إليكم ذكرا رسولا ( 1 ) " فالذكر رسول الله ، والائمة أهله ، وهو المروي عن
الباقر والصادق والرضا عليهم السلام
وقال سليمان الصهرشتي : الذكر القرآن .
" إنا نحن نزلنا الذكر " وهم حافظوه والعارفون بمعانيه .
تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح وإسماعيل السدي وسفيان
الثورى إنه قال الحارث : سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية قال : والله إنا
نحن أهل الذكر ، نحن أهل العلم ، نحن معدن التأويل والتنزيل .
وروي عن الحسن بن علي في كلام له : وأعز به العرب عامة . وشرف من
شاء منهم خاصة ، فقال : وإنه لذكر لك ولقومك ( 2 ) .
2 - ن : فيما بين الرضا عليه السلام عند المأمون من فضل العترة الطاهرة أن
قال : وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله عزوجل : " فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون " فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون ، فقالت
العلماء : إنما عنى بذلك اليهود والنصارى ، فقال أبوالحسن عليه السلام : سبحان الله ، و
هل يجوز ذلك ؟ إذا يدعوننا إلى دينهم ، ويقولون : إنه أفضل من دين الاسلام
فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ فقال عليه السلام :
نعم ، الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن أهله ، وذلك بين في كتاب الله عزوجل حيث
يقول في سورة الطلاق : " فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين آمنوا قد أنزل الله اليكم
ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات " فالذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونحن
أهله ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) الطلاق : 10 و 11 .
( 2 ) مناقب آل ابيطالب 3 : 313 . والاية في سورة الزخرف : 44 .
( 3 ) عيون الاخبار : 132 . والاية في سورة الطلاق : 10 و 11 . ( * )
[174]
3 - فس : محمد بن جعفر ، عن عبدالله بن محمد ، عن سليمان بن سفيان ( 1 )
عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون " من المعنون بذلك ؟ قال : نحن ( 2 ) ، قلت : فأنتم المسئولون ؟
قال : نعم قلت : ونحن السائلون ؟ قال : نعم ، قلت : فعلينا أن نسألكم ؟ قال :
نعم ، قلت : وعلكيم أن تجيبونا ، قال : لا ، ذاك إلينا ، وإن شئنا فعلنا ، وإن شئنا
تركنا ، ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ( 3 ) .
ير : محمد بن الحسين ، عن أبي داود ، عن سليمان بن سفيان مثله ( 4 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي داود المسترق ، عن ثعلبة
مثله ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام : ذاك إلينا ، أي لم يفرض علينا جواب كل سائل ، بل إنما
يجب عند عدم التقية وتجويز التأثير ، ولعل الاستشهاد بالآية على وجه التنظير
أي كما أن الله تعالى خير سليمان بين الاعطاء والامساك في الامور الدنيوية
كذلك فوض إلينا في بذل العلم ، ويحتمل أن يكون في سليمان أيضا بهذا المعنى
أو الاعم .
4 - ب : ابن عيسى ، عن البزنطي فيما كتب إليه الرضا عليه السلام قال الله تبارك
وتعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وقال : " وما كان المؤمنون
لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا ، ولم يفرض
علينا الجواب ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عبدالله بن محمد عن ابى داود عن سليمان بن سفيان .
( 2 ) في المصدر : فقال : نحن والله فقلت .
( 3 ) تفسير القمى : 426 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 13 . فيه : وان شئتا لم نفعل .
( 5 ) بصائر الدرجات : 13 .
( 6 ) قرب الاسناد : 152 و 153 والاية الاولى في الانبياء : 7 والثانية في التوبة : ( * )
[175]
5 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد ، عن ربعي ، عن
الفضيل ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك و
سوف تسألون " قال : الذكر القرآن ، ونحن قومه ، ونحن المسئولون ( 1 ) .
6 - ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر
عليه السلام مثله ( 2 ) .
7 - ير : بهذا الاسناد عن بريد عن معاوية ( 3 ) ، عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله تبارك وتعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال : إنما
عنانا بها ، نحن أهل الذكر ، ونحن المسئولون ( 4 ) .
8 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن عبدالله بن
سلام ، عن أحمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن زرارة عنه عليه السلام مثله ( 5 ) .
9 - ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن يزيد قال : قال
أبوجعفر عليه السلام : " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
وأهل بيته أهل الذكر وهم المسئولون ( 6 ) .
بيان : فسر المفسرون الذكر بالشرف ، والسؤال بأنهم يسألون يوم
القيامة عن أداء شكر القرآن ، والقيام بحقه ، وعلى هذه الاخبار المعنى أنكم
تسألون عن علوم القرآن وأحكامه في الدنيا .
* ( هامش ) * 122 صدر الحديث : ( قال أبوجعفر عليه السلام : انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن
إذا خفنا خاف ومن إذا امنا امن فاولئك شيعتنا ، وقال الله ) ذيله : قال الله عزوجل : " فان
لم يستجيبوا لك فاعلموا انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله " يعنى
من اتخذ دينه رأيا بغير امام من ائمة الهدى .
( 1 ) بصائر الدرجات : 11 والاية في سورة الزخرف : 44 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 3 ) هكذا في الكتاب : وفى المصدر : ( بريد بن معاوية ) وهو الصحيح .
( 4 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 293 فيه : ( محمد بن عبدالرحمن بن سلام ) وفيه : ايانا
عنى ونحن اهل الذكر المسؤلون .
( 6 ) بصائر الدرجات : 12 . ( * )
[176]
10 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن عاصم ، عن أبي
بصير في قول الله تعالي : " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال : رسول الله
صلى الله عليه وآله وأهل بيته المسئولون ، وهم أهل الذكر ( 1 ) .
12 - ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان عن الرضا عليه السلام
في قول الله " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال : نحن هم ( 2 ) .
ير : أحمد عن الحسين عن صفوان مثله ( 3 ) .
13 - ير : بالاسناد ( 4 ) عن الرضا عليه السلام قال : قال الله : " فاسألوا أهل
الذكر " وهم الائمة " إن كنتم لا تعلمون " فعليهم أن يسألوهم وليس عليهم أن
يجيبوهم ، إن شاؤا أجابوا ، وإن شاؤا لم يجيبوا ( 5 ) .
14 - بالاسناد الاول ( 6 ) عن الرضا عليه السلام قال : قال الله تعالى : " فأسألوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " من هم ؟ قال : نحن هم ( 7 ) .
15 - ير : بهذا الاسناد قال : قلت لابي الحسن يكون الامام في حال يسأل
عن الحلال والحرام والذي يحتاج الناس إليه فلا يكون عنده شئ ؟ قال : لا ، و
لكن قد يكون عنده ولا يجيب ( 8 ) .
16 - ير : محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن
أبي بكر الحضرمي قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت
فقال : جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ، ما يحضرني مسألة واحدة منها
قال : ولا واحدة يا ورد ؟ قال : بلى قد حضرني واحدة ، قال : وما هي ؟ قال :
* ( هامش ) * ( 1 - 3 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 4 ) اراد بالاسناد اسناد عباد بن سليمان .
( 5 ) بصائر الدرجات : 13 . ( 6 ) اى اسناد عباد بن سليمان .
( 7 ) بصائر الدرجات : 13 فيه : قال : سألته عن قول الله تعالى .
( 8 ) بصائر الدرجات : 13 . ( * )
[177]
قول الله تبارك وتعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : يا ورد
أمركم الله تبارك وتعالى أن تسألونا ، ولنا إن شئنا أجبناكم ، وأن شئنا لم نجبكم ( 1 ) .
17 - ير : أحمد بن محمد ، عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته
يقول : قال علي بن الحسين عليه السلام : على الائمة من الفرض ( 2 ) ما ليس على شيعتهم
وعلى شيعتنا ما ليس علينا ، أمرهم الله أن يسألونا ، فقال : " فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون " فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب ، إن شئنا أجبنا ، وإن
شئنا أمسكنا ( 3 ) .
ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن الوشا مثله ( 4 ) .
18 - ير : أحمد بن محمد ، عن البزنطي قال : كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا
فكان في بعض ما كتبت إليه قال الله عز وجل : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون " وقال الله : " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة
منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "
فقد فرضت عليكم المسألة ، ولم يفرض علينا الجواب ، قال الله عزوجل : " فإن لم
يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى
من الله " ( 5 ) .
كا : العدة عن أحمد مثله ( 6 ) .
بيان : لعله عليه السلام فسر الآية بعدم وجوب التبليغ عند اليأس من التأثير كما
هو الظاهر من سياقها ( 7 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 177 سطر 19 الى ص 185 سطر 18

* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 12 . ( 2 ) في المصدر : من الفرائض .
( 3 و 4 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 13 والاية الاولى في الانبياء : 7 ، والثانية في التوبة : 122
والثالثة في القصص : 50 . راجع ذيل الحديث الرابع .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 212 .
( 7 ) او أشار بالاية إلى السر في امساكهم عن الجواب ، والمعنى انه لو نجيبكم عن كل
ما سألتمونا فربما لا تستجيبونا في بعض ذلك فتكونون اهل هذه الاية . ( * )
[178]
19 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سألت أبا
عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " من
هم ؟ قال : نحن قال : قلت : علينا أن نسألكم ؟ قال : نعم ، قلت : عليكم أن
تجيبونا ؟ قال : ذلك إلينا ( 1 ) .
ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير مثله ( 2 ) .
ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن
ابن على الزعفرانى ، عن البرقى ، عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ( 3 ) .
20 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " من هم ؟
قال : نحن ، قلت : فمن المأمورون بالمسألة ؟ قال : أنتم ، قال : قلت : فإنا نسألك
كما امرنا وقد طننت أنه لا يمنع مني إذا أتيته من هذا الوجه ، قال : فقال : إنما
امرتم أن تسألونا ، وليس لكم علينا الجواب ، إنما ذلك إلينا ( 4 ) .
21 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن معلى بن أبي عثمان ، عن معلى
ابن خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : " فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون " قال : هم آل محمد ، فعلى الناس أن يسألوهم ، وليس عليهم أن
يجيبوا ، ذلك إليهم ، إن شاؤا أجابوا ، وإن شاؤا لم يجيبوا ( 5 ) .
22 - ير : محمد بن الحسين عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة قال : قلت له :
يكون الامام يسأل عن الحلال والحرام ولا يكون عنده فيه شئ ؟ قال : لا ، فقال :
قال الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر الذكر " هم الائمة ( 6 ) " إن كنتم لا تعلمون "
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 12 فيه : [ هشام بن سالم عن زرارة ] وفيه : [ قال : نحن هم ]
وفيه : فعليكم .
( 3 ) امالى الطوسى : 61 فيه : فعليكم .
( 4 و 5 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 6 ) بيان من الامام عليه السلام ، او من الراوى ، قوله : من هم ؟ أى من هؤلاء الائمة ؟ ( * )
[179]
قلت : من هم ؟ قال : نحن ، قلت : فمن المأمور بالمسألة ؟ قال : أنتم ، قلت : فانا
نسألك وقد رمت أنه لا يمنع مني إذا أتيته من هذا الوجه قال : إنما امرتم أن
تسألوا ، وليس علينا الجواب ، إنما ذلك إلينا ( 1 ) .
بيان : كأن قوله : " هم الائمة " زيد من الرواة ، كما أنه لم يكن فيما
مضى ( 2 ) وعلى تقديره فالمراد بقوله : من هم من الائمة .
23 - ير السندي بن محمد ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : نحن أهل
الذكر ونحن المسؤلون ( 3 ) .
24 - ير : محمد بن الحسين ومحمد بن عبدالجبار عن ابن فضال ، عن ثعلبة
عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل
بيته هم أهل الذكر ، وهم الائمة ( 4 ) .
25 - ير : أحمد بن موسى ، عن الخشاب ، عن على بن حسان ، عن عبدالرحمان
ابن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
قال : الذكر محمد ، ونحن أهله ، ونحن المسؤلون ( 5 ) .
26 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في قول الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون " قال : نحن هم ( 6 ) .
27 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمانى ، عن
* ( هامش ) * ( 1 و 3 ) بصائر الدرجات ، 12 .
( 2 ) بل كان في حديث صفوان المتقدم تحت رقم 13 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 12 : قوله : " وهم الائمة " تخصيص لاهل بيته ، اى أهل بيته
هم الائمة او ان اهل بيته الذى يوصف باهل الذكر هم الائمة .
( 5 و 6 ) بصائر الدرجات : 12 . ( * )
[180]
محمد بن مروان ، عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : " فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : رسول الله صلى الله عليه وآله والائمة هم أهل الذكر ، قال
الله تعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال : نحن قومه ، ونحن
المسؤلون ( 1 ) .
28 - ير : ابن يزيد ، ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن
اذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت قول الله عزوجل : " فاسألوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : الذكر القرآن ، ونحن المسؤلون ( 2 ) .
29 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن أبي عثمان
عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله الله : " فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون " قال : هم آل محمد صلى الله عليه وآله ، فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال : هي
في أهل الكتاب ، قال : فلعنه وكذبه ( 3 ) .
30 - ير : أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن بكير ، عمن رواه عن
أبي جعفر عليه السلام في قوله الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : نحن
قلت : نحن المأمورون أن نسألكم ؟ قال : نعم . وذاك إلينا إن شئنا أجبنا ، وإن
شئنا لم نجب ( 4 ) .
31 - ير : السندي بن محمد عن العلا عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : قلت له : إن من عندنا يزعمون أن قول الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون " أنهم اليهود والنصارى ، قال : إذا يدعونهم إلى دينهم ، ثم أشار بيده
إلى صدره فقال : نحن أهل الذكر ، ونحن المسؤلون ( 5 ) .
32 - ير : أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار
الساباطي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : " فاسألوا أهل
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 12 ، والاية في سورة الزخرف : 44 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 3 - 5 ) بصائر الدرجات : 13 . ( * )
[181]
الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : هم آل محمد ، ألا وأنا منهم ( 1 ) .
33 - ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل
ابن جابر وعبدالكريم ، عن عبدالحميد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى :
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : كتاب الله الذكر ، وأهله آل محمد
الذين أمر الله بسؤالهم ، ولم يؤمروا بسؤال الجهال ، وسمى الله القرآن ذكرا
فقال : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " ( 2 ) .
[ 34 - ير : أحمد ، عن الحسين عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام في قوله الله : " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال : الذكر
القرآن ، وآل رسول الله أهل الذكر ، وهم المسؤلون ] ( 3 ) .
35 - ير : السندي عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله تبارك وتعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : الذكر
القرآن ، وآل رسول الله صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسؤلون ( 4 ) .
36 - ير : محمد بن جعفر بن بشير ، عن مثنى الحناط ، عن عبدالله بن عجلان
في قوله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل
بيته من الائمة هم أهل الذكر ( 5 ) .
37 - ير : ابن معروف عن حماد عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله :
" فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال : الذكر القرآن ، ونحن أهله ( 6 ) .
38 - ير : علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام
قال : قلت : يكون الامام يسأل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شئ ؟ قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 12 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 13 . والاية في سورة النحل : 44 .
( 3 ) هذا الحديث يوجد في النسخة المخطوطة دون نسخة الكمبانى ، كما ان الحديث
الاتى لا يوجد في النسخة المخطوطة ، وكلاهما يوجدان في المصدر راجع البصائر : 13 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 13 ، فيه : وقال : رسول الله صلى الله عليه وآله اهل بيته
اهل الذكر اه .
( 5 و 6 ) بصائر الدرجات : 13 . ( * )
[182]
لا ، ولكن قد يكون عنده ولا يجيب ( 1 ) .
39 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن سليمان النوفلى ، عن محمد بن عبدالرحمان
الاسدي والحسن بن صالح قال : أتاه رجل من الواقفة وأخذ بلجام دابته عليه السلام
وقال : إني اريد أن أسألك ، فقال : إذا لا اجيبك ، فقال : ولم لا تجيبني ؟ قال :
لان ذاك إلي ، إن شئت اجيبك ، وإن شئت لم اجبك ( 2 ) .
40 - ير : أحمد بن محمد ، عن أبي عبدالله النوفلى ، عن القاسم ، عن جابر قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام من مسألة أو سئل فقال : إذا لقيت موسى فاسأله عنها ، قال :
فقلت : أولا تعلمها ؟ قال : بلى ، قلت : فأخبرني بها ، قال : لم يؤذن لي في ذلك ( 3 ) .
بيان : إحالة الباقر عليه السلام جابرا على موسى عليه السلام غريب ، إذ كان ولادته
عليه السلام بعد وفاة الباقر عليه السلام بسنين ، وكان وفاة جابر في سنة ولادة الكاظم عليه السلام
على ما نقل ، إلا أن يكون المراد إن أدركته فسله ، أو يكون المراد بموسى بعض
الرواة ، ولم تكن المصلحة في خصوص هذا اليوم ، أو تلك الساعة في الجواب .
41 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن محمد بن حكيم قال : سألت أبا
الحسن عليه السلام عن الامام هل يسأل عن شئ من الحلام والحرام والذي يحتاج إليه
الناس ولا يكون عنده فيه شئ ؟ قال : لا ، ولكن يكون عنده ولا يجيب ، ذاك إليه
إن شاء أجاب ، وإن شاء لم يجب ( 4 ) .
42 - ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن النضر ، عن هارون ، عن
عبدالله بن عطا عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نحن اولو الذكر واولو العلم ، وعندنا
الحلال والحرام ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 13 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 13 فيه : لان ذلك .
( 3 ) بصائر الدرجات : 13 فيه : أو سئل عنها .
( 4 ) بصائر الدرجات : 13 و 14 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 150 . ( * )
[183]
43 - شى : عن حمزة بن محمد الطيار قال : عرضت على أبي عبدالله عليه السلام بعض
خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع فقال : كف فاسكت ( 1 ) ثم قال لي : اكتب ، و
أملى علي : إنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت فيه
ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى
قال الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ( 2 ) .
44 - شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له إن من عندنا
يزعمون أن قول الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " أنهم اليهود
والنصارى ، فقال : إذا يدعونكم إلى دينهم قال : ثم قال بيده ( 3 ) إلى صدره : نحن
أهل الذكر ونحن المسئولون وقال ( 4 ) : قال أبوجعفر عليه السلام : الذكر القرآن ( 5 ) .
كنز : علي بن سليمان الرازي عن الطيالسى ، عن العلا عن محمد مثله ( 6 ) .
45 - شى : عن أحمد بن محمد قال : كتب إلى أبوالحسن الرضا عليه السلام : عافانا
الله وإياك أحسن عافيته ، إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفا ، وإذا خفنا خاف ، و
إذا أمنا أمن ، قال الله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وقال : " فلولا
نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم " الآية ، فقد
فرضت عليكم المسألة ، والرد إلينا ، ولم يفرض علينا الجواب ، أو لم تنهوا عن
كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا ؟ إياكم وذاك ، فإنه إنما هلك من كان قبلكم
* ( هامش ) * ( 1 ) فامسك خ ل . في المصدر : فامسكت .
( 2 ) تفسير العياشى 2 : 260 .
( 3 ) ثم أومأ بيده خ ل .
( 4 ) اى قال محمد بن مسلم .
( 5 ) تفسير العياشى 2 : 260 و 261 .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 162 و 163 فيه : [ محمد بن العباس عن على بن سليمان
الزراد ] والظاهر أن الزراد والرازى كلاهما مصحفان عن [ الزرارى ] منسوب إلى زرارة بن
اعين ، والرجل هو على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبوالحسن الزرارى
وفيه . [ ثم أومأ بيده إلى صدره وقال : نحن ] . ( * )
[184]
بكثرة سؤالهم لانبيائهم قال الله : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن
تبدلكم تسؤكم " ( 1 ) .
46 - مد : باسناده إلى الثعلبى من تفسيره عن عبدالله بن محمد بن عبدالله ، عن
عثمان بن الحسن ، عن جعفر بن محمد بن أحمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن
على الربعى ، عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى : " فاسألوا
أهل الذكر " قال : نحن ( 2 ) .
47 - قال : وقال جابر الجعفى لما نزلت هذه الآية قال على عليه السلام : نحن
أهل الذكر ( 3 ) .
48 - أقول : روي في المستدرك باسناده عن الحافظ أبي نعيم باسناده عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله
تطمئن القلوب " أتدري من هم يا بن ام سليم ؟ قلت : من هم يا رسول الله ؟ قال :
نحن أهل البيت وشيعتنا ( 4 ) .
49 - قب : تفسير الثعلبى قال على عليه السلام في قوله : " فاسألوا أهل الذكر " :
نحن أهل الذكر .
50 - إبانة أبي العباس الفلكى قال على عليه السلام : ألا إن الذكر رسول الله
صلى الله عليه وآله ، ونحن أهله ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن منار الهدى ، و
أعلام التقى ، ولنا ضربت الامثال .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى 2 : 261 . تقدم الايعاز إلى موضع الايتين الاولتين في صدر الباب ،
واما الثالثة فهى في سورة المائدة : 101 .
( 2 ) الموجود في المصدر : " جعفر بن محمد عليهما السلام قال : نحن حبل الله الذى
قال الله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ولم يذكر الاية التى ذكرها المصنف
ولعلها سقطت من الطبع .
( 3 ) العمدة : 150 .
( 4 ) المستدرك : لم يطبع ، وليست نسخته عندى . والاية في سورة الرعد : 28 . ( * )
[185]
51 - الباقر عليه السلام إن النبي اوتي علم النبيين وعلم الوصيين ، وعلم ما
هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، ثم تلا : " هذا ذكر من معي وذكر من قبلي " يعني
النبي صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
52 - ختص : يعنى النبى صلى الله عليه وآله تفسير للضمير في معي وقبلى ، وليس هذا
فيما رواه فرات بن إبراهيم ( 2 ) .
53 - ختص : أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى عن أبيهما عن ابن المغيرة عن
عبدالله بن سنان عن موسى بن أشيم قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن
مسألة فأجابنى فيها بجواب ، فأنا جالس إذ دخل رجل فسأله عنها بعينها فأجابه
بخلاف ما أجابني ، فدخل رجل آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني و
خلاف ما أجاب به صاحبي ، ففزعت من ذلك وعظم على ، فلما خرج القوم نظر إلى
وقال : يا ابن أشيم كأنك جزعت ؟ فقلت : جعلت فداك إنما جزعت من ثلاثة أقاويل
في مسألة واحدة ، فقال : يا بن أشيم إن الله فوض إلى داود أمر ملكه فقال : " هذا
عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وفوض إلى محمد صلى الله عليه وآله أمر دينه فقال : " ما
آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وإن الله فوض إلى الائمة منا
وإلينا ما فوض إلى محمد صلى الله عليه وآله فلا تجزع ( 3 ) .
54 - فس : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله " قال : " الذين
آمنوا " الشيعة و " ذكر الله " أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام ، ثم قال : ألا بذكر الله
تطمئن القلوب ( 4 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 185 سطر 19 الى ص 193 سطر 18

55 - أقول : قال العلامة قدس سره في كتاب كشف الحق ، روى الحافظ
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 2 : 293 . والاية في سورة الانبياء : 24 .
( 2 ) لم نجده في الاختصاص ، ولم يذكر ايضا في النسخة المخطوطة .
( 3 ) الاختصاص : 329 و 330 . والاية الاولى في سورة ص : 40 والثانية في سورة
الحشر : 7 .
( 4 ) تفسير القمى : 341 . ( * )
[186]
محمد بن موسى الشيرازي ، من علماء الجمهور واستخرجه من التفاسير الاثنى عشر
عن ابن عباس في قوله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر " قال : هو محمد وعلى وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام ، وهم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت
النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، والله ما سمى المؤمن مؤمنا إلا كرامة
لامير المؤمنين عليه السلام . ورواه سفيان الثوري عن السدي عن الحارث انتهى ( 1 ) .
56 - كنز : محمد بن العباس ، عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه
عن الحصين بن مخارق ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في
قوله عزوجل : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : نحن أهل
الذكر ( 2 ) .
57 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام بن إسماعيل ( 3 ) ، عن عيسى بن
داود ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قول الله عزوجل : " لقد أنزلنا إليكم كتابا
فيه ذكركم أفلا تعقلون " قال : الطاعة للامام بعد النبي صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
بيان : لعل المراد أن الذكر الذي اشتمل عليه القرآن هو وجوب طاعة
الامام الذي هو موجب لعز الدنيا والآخرة .
58 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم ، عن حسين بن الحكم ، عن
حسين بن نصر ، عن أبيه عن ابن أبي عياش ( 5 ) ، عن سليم بن قيس عن على عليه السلام
* ( هامش ) * ( 1 ) احقاق الحق 3 : 482 و 484 .
( 2 ) كنز الفوائد : 162 فيه : [ عن ميسر بن محارف ] وفيه : نحن اهل الذكر ان
كنتم لا تعلمون .
( 3 ) في المصدر : محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل .
( 4 ) كنز الفوائد : 163 قال صاحب الكتاب بعد ذلك : معنى ذلك ان الذى انزل في
الكتاب الذى فيه ذكركم وشرفكم وعزكم هى طاعة الامام الحق بعد النبى صلى الله عليه وآله
انتهى . اقول : لعل المعنى انا انزلنا كتابا يتضمن ايات فيها شرفكم وعزكم وهى آيات
تدل على وجوب اطاعة الامام كقوله : اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم .
( 5 ) في المصدر : عن ابان بن ابى عياش . ( * )
[187]
قال : قوله عزوجل : و " إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " فنحن قومه
ونحن المسئولون ( 1 ) .
59 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين ( 2 ) عن
ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبى قال : قوله عزوجل : " وإنه لذكر لك
ولقومك وسوف تسألون " فرسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر ، و
هم المسئولون ، أمر الله الناس أن يسألوهم فهم ولاة الناس وأولاهم بهم ، فليس
يحل لاحد من الناس أن يأخذ هذا الحق الذي افترضه الله لهم ( 3 ) .
60 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن
يوسف عن صفوان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : قوله عزوجل : " وإنه
لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " من هم ؟ قال : نحن هم ( 4 ) .
61 - كنز : محمد بن العباس عن محمد البرقى عن الحسين بن سيف ، عن أبيه
عن ابني القاسم ، عن عبدالله ( 5 ) عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " وإنه
لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال : قوله : " ولقومك " يعني عليا أمير المؤمنين
عليه السلام ، وسوف تسألون عن ولايته ( 6 ) .
62 - شى : عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله تعالى : " ألا
بذكر الله تطمئن القلوب " قال : بمحمد صلى الله عليه وآله تطمئن القلوب ، وهو ذكر الله و
حجابه ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 292 و 293 .
( 2 ) في المصدر : عن محمد بن الحسن .
( 3 ) كنز الفوائد : 293 .
( 4 ) كنز الفوائد : 293 .
( 5 ) في المصدر : عن الحسين بن يوسف عن ابيه عن ابى القاسم بن عبدالله .
( 6 ) كنز الفوائد : 293 .
( 7 ) تفسير العياشى 2 : 211 . والاية في الرعد : 28 . ( * )
[188]
63 - فر : الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى :
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : نحن أهل الذكر ( 1 ) .
64 - فر : أحمد بن موسى باسناده عن زيد بن على عليه السلام في قول الله تعالى :
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال : إن الله سمى رسوله في كتابه
ذكرا ، فقال : " وأرسلنا إليكم ذكرا رسولا " وقال : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون " ( 2 ) .
65 - قب : ابن عباس في قوله : " إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار "
الآيات نزلت في أهل البيت عليهم السلام ( 3 ) .
بيان : لعله عليه السلام فسر " ذكرى الدار " بذكر الدنيا ولما بقي ذكر إبراهيم
وسائر الانبياء بهم عليهم السلام قال : نزلت الآية فيهم .
10 * ( باب ) *
* ( انهم عليهم السلام أهل علم القرآن والذين اوتوه والمنذرون ) *
* ( به والراسخون في العلم ) *
1 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسين الخثعمى ، عن عباد بن
يعقوب ، عن الحسين بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل
" فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به " قال : هم آل محمد " ومن هؤلاء من يؤمن به "
يعني أهل الايمان من أهل القبلة ( 4 ) .
2 - كنز : محمد بن العباس ، عن أبي سعيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن الحسين
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) تفسير فرات : 83 و 85 .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 444 والاية في سورة ص : 46 .
( 4 ) كنز الفوائدة : 222 فيه : [ والذين يؤمنون به يعنى اهل الايمان اه ] : اقول :
الاية في العنكبوت : 47 . ( * )
[189]
بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " فالذين آتيناهم الكتاب
يؤمنون به " قال : هم آل محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
قب : أبوالورد مثله ( 2 ) :
3 - كنز : محمد بن العباس عن على بن سليمان الزراري عن الطيالسى عن
ابن عميرة ( 3 ) عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " بل هو آيات بينات
في صدور الذين اوتوا العلم " فقلت له : أنتم هم ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : من عسى
أن يكونوا ونحن الراسخون في العلم ؟ ( 4 ) .
4 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن القاسم الهمدانى عن السياري ، عن
محمد البرقي عن على بن أسباط قال : سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عزوجل
" بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال : نحن هم ، فقال الرجل :
جعلت فداك حتى يقوم القائم عليه السلام ؟ قال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى
يجئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا ( 5 ) .
5 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن
عبدالله بن حماد عن عبدالعزيز العبدي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله
عزوجل : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال : هم الائمة
من آل محمد صلى الله عليه وآله ( 6 ) .
6 - شى : عن أبي ولاد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله : " الذين آتيناهم
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 222 فيه : الحصين بن مخارق .
( 2 ) مناقب آل ابيطالب : 485 .
( 3 ) اى سيف بن عميرة .
( 4 ) كنز الفوائد : 222 فيه : [ قال : ايانا عنى ، فقلت له : انتم هم ؟ ] والاية في
العنكبوت : 49 .
( 5 ) كنز الفوائد : 223 فيه : فاذا جاء صاحب السيف امر به غير هذا .
( 6 ) كنز الفوائد : 223 فيه : صلوات الله عليهم اجمعين باقية دائمة في كل حين . ( * )
[190]
الكتاب يتلونه تلاوته اولئك يؤمنون به " قال : هم الائمة عليهم السلام ( 1 ) .
كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد مثله ( 2 ) .
بيان : اختلف المفسرون في المراد بالكتاب فقيل : هو التوراة ، فالمراد بهم
مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل : هو القرآن ، فالمراد بهم مؤمنو هذه ألامة ، وهذا
التأويل مبني على الثاني ، وهو أوفق بالآية ، لان حق تلاوة القرآن موقوف
على فهم غوامضه والعمل بجميع مضامينه ، وهو مختص بهم عليهم السلام ، كما أن الايمان
الكامل به لا يتأتى إلا منهم .
7 - فس : " واوحي إلى هذا القران لانذركم به ومن بلغ " قال : من
بلغ هو الامام ، قال : محمد ينذر ، وإنا ننذركما أنذر به النبي صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
بيان : فاعل " قال " في الموضعين الامام عليه السلام .
وقال الطبرسي قدس سره : أي ولا خوف به من بلغه القرآن إلى يوم
القيامة ، وفي تفسير العياشي : قال أبوجعفر وأبوعبدالله عليهما السلام : معناه ومن بلغ
أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله عليه السلام .
وعلى هذا يكون قوله : " ومن بلغ " في موضع رفع عطفا على الضمير في
" انذر " ( 4 ) .
8 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن اذينه
عن مالك الجهني قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " واوحي إلي
هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ " قال : من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو
ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى 1 : 57 . والاية في سورة البقرة : 121 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 215 .
( 3 ) تفسير القمى : 183 . فيه : [ وانا نقول كما انذر به النبى ] أقول : والاية في
سورة الانعام : 19 .
( 4 ) مجمع البيان : 4 : 282 .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 416 . فيه : قلت : لابى عبدالله عليه السلام : قوله . ( * )
[191]
كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم الحسني عن ابن اذينة مثله ( 1 ) .
9 - قب : في تفسير العياشي عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
10 - وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين
اوتوا العلم " قال : إيانا عنى الائمة من آل محمد .
وروى هذا المعنى أبوبصير عنه عليه السلام ، وعبدالعزيز العبدي وهارون بن
حمزة عن الصادق عليه السلام ( 3 ) .
11 - بريد بن معاوية عن الصادق عليه السلام في قوله : " ومن عنده علم الكتاب "
قال : إيانا عنى ، وعلى أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبى صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
12 - فس : محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن
حفص عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن القرآن زاجر و
آمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار ، وفيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فيؤمن به
ويعمل به ويدين به ، وأما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به ، وهو قول الله : " فأما
الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم
تأويله إلا لله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " والراسخون
في العلم آل محمد صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
13 - فس : " قال الذين اوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين "
قال : " الذين اوتوا العلم " الائمة عليهم السلام ( 6 ) .
14 - فس : " ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق "
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 424 .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 314 .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 403 .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 504 . والاية في سورة الرعد : 43 .
( 5 ) تفسير القمى : 745 . فيه : [ وآل محمد الراسخون في العلم ] والاية في سورة
آل عمران : 7 .
( 6 ) تفسير القمى : 359 . والاية في سورة النحل : 27 . ( * )
[192]
قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام صدق رسول الله صلى الله عليه وآله بما أنزل الله عليه ( 1 ) .
15 فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر
عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخين في العلم ، فقد علم جميع ما
أنزل الله عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل
وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، قال : قلت : جعلت فداك إن أبا الخطاب كان
يقول فيكم قولا عظيما ، قال : وما كان يقول ؟ قلت : قال : إنكم تعلمون علم
الحلال والحرام ( 2 ) والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث بالليل والنهار ( 3 ) .
بيان : كذا في النسخ المتعددة التي عندنا ، والظاهر أنه سقط منه شئ كما
يظهر مما رواه في الاختصاص عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام كلام قد
سمعته من أبي الخطاب ، فقال : اعرضه على ، فقلت : يقول : إنكم تعلمون الحلال
والحرام وفصل ما بين الناس ، فسكت فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال : يا محمد
علم الحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار ( 4 ) .
16 - فس : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال : هم
الائمة عليهم السلام " وما يجحد بآياتنا " يعني ما يجحد أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام
" إلا ( 5 ) الظالمون " ( 6 ) .
17 - فر : بإسناده عن محمد بن موسى قال : سمعت زيد بن على عليه السلام يقول
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 539 والاية في سورة سبا : 6 .
( 2 ) في نسخة [ فقال : علم الحلال والحرام والقرآن ] وفى المصدر : انكم تعلمون
علم الحلال والحرام والقران ، قال : إن علم الحلال الحرام والقرآن يسير .
( 3 ) تفسير القمى : 87 و 88 .
( 4 ) الاختصاص : 314 رواه عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن هشام بن
سالم عن محمد بن مسلم وفيه : يا محمد كذا علم القران والحلال والحرام يصير اه .
( 5 ) في النسخة المخطوطة وفى المصدر : الا الكافرون .
( 6 ) تفسير القمى : 497 . فيه : قوله : " ما يجحد باياتنا " يعنى وما يجحد بامير المؤمنين
والائمة الا الكافرون . اقول ، الاية في سورة العنكبوت : 49 : ( * )
[193]
في قوله تعالى : " تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما يعقلها إلا العالمون " قال
زيد : نحن هم ، ثم تلا هذه الآية : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا
العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ( 1 ) " .
18 - فر : على بن محمد الزهري رفعه إلى زيد بن سلام الجعفى قال : دخلت
على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أصلحك الله إن خيثمة ( 2 ) حدثني عنك أنه سألك عن
قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد بآياتنا
إلا الظالمون " فحدثني أنك حدثته أنها نزلت فيكم خاصة وأنكم الذين اوتيتم
العلم ، قال : صدق والله خيثمة لهكذا حدثته ( 3 ) .
19 - شى : عن مالك الجهنى قال : قال أبوجعفر عليه السلام : " إنا أنزلنا
التوراة فيها هدى ونور " إلى قوله : " بما استحفظوا من كتاب الله " قال : فينا
نزلت ( 4 ) .
بيان : لعل المعنى أن الهدى والنور الذين كانا في التوراة هما الولاية ، و
يحتمل أن يكون المراد أن الربانيين والاحبار الذين استحفظوا كتاب الله ( 5 ) هم
الائمة عليهم السلام في بطن القرآن ، وقد ورد في كثير من الادعية والاخبار المستحفظين
من آل محمد عليهم السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 118 . والاية الاولى لم نجدها في المصحف وما وجدناه فيه فهى في
سورة البقرة : 252 هكذا : [ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وانك لمن المرسلين ] وفى
سورة آل عمران : 108 هكذا : [ تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ]


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 193 سطر 19 الى ص 201 سطر 18

وفى سورة الجاثية : 6 هكذا : [ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فباى حديث بعد الله و
آياته يؤمنون ] وكل واحد منها لن يطابقها ، والظاهر من تفسير فرات ان المراد الاية المذكورة
في سورة العنكبوت وهى : [ وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ] فوقع
تصحيف من النساخ :
( 2 ) بتقديم الياء على المثلثة .
( 3 ) تفسير فرات : 118 .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 322 والاية في سورة المائدة : 44 .
( 5 ) او مصداقهم في هذه الامة هم الائمة عليهم السلام . ( * )
[194]
20 - ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن الكنانى قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام : يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الانفال ، ولنا
صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله : " أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " ( 1 ) .
21 - ير : الهيثم النهدي ، عن العباس بن عامر ، عن عمر بن مصعب عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن من علم ما اوتينا تفسير القرآن وحكاية علم
تغيير ( 2 ) الزمان وحدثانه وإذا أراد الله بعبد خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع
لولى معرضا كأن لم يسمع ، ثم أمسك هنيئة ثم قال : لو وجدنا وعاء أو مستراحا
لعلمنا ، والله المستعان ( 3 ) .
بيان : إن من علم ما اوتينا " أي مما اوتينا من العلم ، أو المراد بما اوتينا
الامامة ، أي من العلوم اللازمة لها ، وفي الكافي : " تفسير القرآن وأحكامه و
علمه ( 4 ) " وحدثان الدهر بالكسر : نوبه وأحداثه ( 5 ) " أسمعهم " أي بمسامعهم الباطنة
ولو أسمع ظاهرا من لم يسمع باطنا لولى معرضا كأن لم يسمع ظاهرا ، ويظهر منه
الجواب الحق عن الشبهة المشهورة في قوله تعالى : " لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم
ولو أسمعهم لتولوا ( 6 ) " فإنهما ينتجان لو علم الله فيهم خيرا لتولوا ، والجواب أنه
ليس المقصود في الآية ترتيب القياس المنطقي ، فتكون الكبرى كلية فيكون المعنى
على أي حال أسمعهم لتولوا ، بل المعنى لو أسمعهم على هذا التقدير الذي لا يعلم
فيهم الخير لتولوا ، ولذا لم يسمعهم ، فالجملة الثانية مؤكدة للاولى ، ويحتمل أن
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 55 .
( 2 ) تغير الزمان خ ل . في المصدر : " تفسير القران واحكامه علم تغيير الزمان وحدثاته
والظاهر ان الصحيح : وعلم .
( 3 ) بصائر الدرجات : 53 ،
( 4 ) في الكافى : وعلم .
( 5 ) اى نوائبه واحداثه .
( 6 ) الانفال : 23 . ( * )
[195]
يكون في قوة استثناء نقيض التالي ، بأن يكون قياسا استثنائيا " هنيئة " أي ساعة
يسيرة " لو وجدنا وعاء " وفي الكافي : " أوعية " أي قلوبا كاتمة للاسرار حافظة
لها " أو مستراحا " أي من لم يكن قابلا لفهم الاسرار وحفظها كما ينبغي لكن لا
يفشيها ولا يترتب ضرر على الاطلاع عليها فتستريح النفس بذلك " لعلمنا " على بناء
التفعيل ، وفي بعض النسخ " لقلنا " كما في الكافي ( 1 ) .
22 - ير : أحمد بن محمد ، عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم
قال : دخلت عليه بعد ما قتل أبوالخطاب قال : فذكرت له ما كان يروي من أحاديثه
تلك العظام قبل أن يحدث ما أحدث ، فقال : بحسبك والله يا محمد أن تقول فينا :
يعلمون الحلال والحرام وعلم القرآن وفصل ما بين الناس ، فلما أردت أن أقوم
أخذ بثوبي فقال : يا محمد وأي شئ الحلال والحرام في جنب العلم ؟ إنما الحلال
والحرام في شئ يسير من القرآن ( 2 ) .
23 - ير : محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي داود
عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا على تعلم
الناس ( 3 ) تأويل القرآن بما لا يعلمون ، فقال على ما ابلغ رسالتك بعدك يا رسول
الله قال : تخبر الناس بما اشكل عليهم من تأويل القرآن ( 4 ) .
24 - ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم
قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : بحسبكم ( 5 ) أن تقولوا : يعلم علم الحلال والحرام و
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى : 1 ، 229 . رواه عن على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن
زياد عن القاسم بن الربيع عن عبيد بن عبدالله بن أبى هاشم الصيرفى عن عمرو بن مصعب عن
سلمة بن محرز قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول .
( 2 ) بصائر الدرجات : 53 فيه : فحسبك .
( 3 ) في المصدر : يا على انت تعلم الناس .
( 4 ) بصائر الدرجات : 53 .
( 5 ) لحسبكم خ ل . ( * )
[196]
علم القرآن وفصل ما بين الناس ( 1 ) .
25 - ير : السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطى عن
زيد بن على عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما دخل رأسي نوما ولا غمضا ( 2 )
على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى علمت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نزل به جبرئيل في ذلك
اليوم في حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي فيما نزل فيه وفيمن نزل ، فخرجنا
فلقينا المعتزلة فذكرنا ذلك لهم فقالوا : إن هذا الامر عظيم ، كيف يكون هذا
وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه ؟ فكيف يعلم هذا ؟ قال : فرجعنا إلى زيد فأخبرناه
بردهم علينا ، فقال : كان يتحفظ على رسول الله صلى الله عليه وآله عدد الايام التي غاب بها
فإذا التقيا قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا على نزل على في يوم كذا وكذا ، كذا و
كذا وفي يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ، حتى يعدها عليه إلى آخر اليوم الذي
وافى فيه فأخبرناهم بذلك ( 3 ) .
26 - ير : أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبدالله بن إبراهيم
الجعفري عن يعقوب بن جعفر قال : كنت مع أبي الحسن عليه السلام بمكة فقال له
رجل : إنك لتفسر من كتاب الله ما لم تسمع به ، فقال أبوالحسن : علينا نزل قبل
الناس ، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس ، فنحن نعرف حلاله وحرامه وناسخه
ومنسوخه وسفريه وحضريه ، وفي أي ليلة نزلت كم من آية ، وفيمن نزلت وفيما
نزلت ، فنحن حكماء الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، وهو قول الله تبارك وتعالى :
" ستكتب شهادتهم ويسألون " فالشهادة لنا ، والمسألة للمشهود عليه ، فهذا علم ما قد
أنهيته إليك وأديته إليك ما لزمني فان قبلت فأشكر وإن تركت فإن الله على كل
شئ شهيد ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 53 .
( 2 ) يوما غمضا ، نوم ولا غمض خ ل . اقول : في المصدر : ما دخل رأسى نوما ولا عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اه .
( 3 ) بصائر الدرجات : 54 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 54 . والاية في سورة الزخرف : 19 . ( * )
[197]
27 - ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن ابن اذينة
عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية : " ما من آية إلا ولها ظهر
وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ومطلع " ما يعني بقوله : " لها ظهر وبطن " قال :
ظهر وبطن هو تأويلها ، منه ما قد مضى ، ومنه ما لم يجئ ، يجري كما تجري الشمس
والقمر ، كلما جاء تأويل شئ ( 1 ) منه يكون على الاموات كما يكون على الاحياء
قال الله تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " ونحن نعلمه ( 2 ) .
بيان : لعل المراد بالحد : المنتهى ، وبالمطلع : مبدأ الظهور ، أي كلما فيه
من الاخبار الآتية فهو مشتمل على وقت حدوث ذلك الامر ونهايته ، أو المراد بالحد
زمان حدوث الامر ، وبالمطلع زمان ظهوره على الامام ، كما يشهد له بعض الاخبار
أو المراد بالحد الحكم ، وبالمطلع كيفية استنباطه منه . قوله عليه السلام : " يجري " أي
تجري الامور الكائنة التي يدل عليها القرآن ويقع تدريجا كجريان الشمس والقمر
قوله عليه السلام : " يكون على الاموات " أي كلما يظهر ويفيض على إمام العصر من
الامور البدائية من القرآن في الوقت الذي أراد الله إفاضته عليه يفيض أولا على
الائمة الذين مضوا ، ثم على إمام العصر عليه السلام لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم
كما سيأتي .
28 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن
عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قول الله عزوجل : " هذا ذكر من
معي وذكر من قبلي " قال : ذكر من معي علي عليه السلام ، وذكر من قبلي ذكر
الانبياء والاوصياء ( 3 ) .
29 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد البرقي
عن محمد بن سليمان عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قوله تعالى : " هذا
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : كلما جاء فيه تأويل شئ .
( 2 ) بصائر الدرجات : 55 . فيه : كما قال الله تعالى .
( 3 ) كنز الفوائد : 164 . ( * )
[198]
كتابنا ينطق عليكم بالحق ( 1 ) " قال : إن الكتاب لا ينطق ، ولكن محمد وأهل بيته
عليهم السلام هم الناطقون بالكتاب ( 2 ) .
بيان : لعله كان في قراءتهم عليهم السلام [ ينطق ] على بناء المجهول كما يدل عليه
ما روي في الكافي بهذا السند ( 3 ) .
30 - ير : محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
سمعته يقول : إن القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به
وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله تبارك وتعالى فأما
الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله
إلا الله والراسخون في العلم ( 4 ) .
31 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن أيوب بن الحر وعمران
* ( هامش ) * ( 1 ) الجاثية : 29 .
( 2 ) كنز الفؤاد : 300 .
( 3 ) الظاهر انه عليه السلام اراد ان نسبة النطق إلى الكتاب مجازى وبالحقيقة الناطق
هو الرسول صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام ، وذلك لما يحتاج ان يكون [ ينطق ] على
بناء المجهول . ولذا قال مؤلف الكنز بعد ذلك الحديث : هذا على سبيل المجاز تسمية المفعول
باسم الفاعل اذ جعل الكتاب هو الناطق دون غيره ، واما ما استشهد به لذلك من رواية الكافى
فهو ايضا لا يدل على ذلك ، بل هو يدل على انهم قرأوا [ عليكم ] مكان [ عليكم ] والرواية في
الروضة ص 50 هكذا : سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله
عليه السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " فقال : ان
الكتاب لم ينطق ولن ينطق ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الناطق بالكتاب قال الله
عزوجل : " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " قال : قلت : جعلت فداك انا لا نقرؤها هكذا فقال : هكذا
والله نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله ولكنه فيما حرف من كتاب الله . اقول :
فمعناه ان هذا القرآن كتابنا ينطق به على بالحق وعلى اى فسليمان ومحمد ابنه لا يعتمد على
ما ينفردان من الرواية قال النجاشى : قيل : كان سليمان غاليا كذابا وكذلك ابنه محمد لا يعمل
بما انفردا من الرواية .
( 4 ) بصائر الدرجات : 55 . ( * )
[199]
ابن علي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نحن الراسخون في العلم ، و
نحن نعلم تأويله ( 1 ) .
ير : أحمد بن محمد بن خالد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر
عليه السلام وذكر مثله ( 2 ) .
32 - ير : أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح قال : قال لي أبوعبدالله
عليه السلام : يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الانفال ، ولنا صفو
المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه ( 3 ) .
33 - ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن بريد العجلي عن
أحدهما عليهما السلام في قول الله تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ( 4 ) "
فرسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخين في العلم ، قد علمه الله جميع ما أنزله عليه من
التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده
يعلمونه كله ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه بعلم فأجابهم الله بقوله :
" يقولون ( 5 ) آمنا به كل من عند ربنا " والقرآن له خاص وعام ومحكم ومتشابه
وناسخ ومنسوخ ، والراسخون في العلم يعلمونه ( 6 ) .
ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام
مثله ( 7 ) .
بيان : قوله : " والذين لا يعلمون " مبتدأ ، والجملة الشرطية خبره ، و
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) بصائر الدرجات : 56
( 3 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 4 ) في نسخة الكمبانى : آل محمد صلى الله عليه وآله فرسول الله .
( 5 ) في المصدر : [ فاجابهم الله . يقولون ] أقول : ولعل الصحيح [ فأجابهم الله يقول ]
اى فأجابهم الذين لا يعلمون ما سمعوا منهم ، ثم ذكر الامام جوابهم من قوله تعالى قال : الله
يقول : يقولون .
( 6 و 7 ) بصائر الدرجات : 56 . ( * )
[200]
المراد بالذين لا يعلمون الشيعة ، أي الشيعة والمؤمنون إذا قال العالم ( 1 ) أي الامام
فيه أي القرآن أو في تأويل المتشابه ، وفي بعض النسخ " فيهم " أي الامام الذي
بين أظهرهم ، بعلم أي بالعلم الذي أعطاه الله وخصه به يقولون أي الشيعة في جواب
الامام بعدما سمعوا التأويل منه : " آمنا به " فالضمير في قوله : " فأجابهم " راجع
إلى الراسخين أي أجابهم من قبل الشيعة ، ويحتمل إرجاعه إلى الشيعة على طريقة
الحذف والايصال أي أجاب لهم .
34 - ير : يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة
عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : قول الله : " بل هو آيات بينات في
صدور الذين اوتوا العلم " قال : إيانا عنى ( 2 ) .
35 - ير : أحمد بن موسى عن الخشاب ، عن علي بن حسان عن عبدالرحمان
ابن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 3 ) .
36 - ير : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير وابن فضال عن الحناط عن
الحسن الصيقل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام . وذكر مثله ( 4 ) .
كنز : محمد بن العباس عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عن ابن
أبي عمير مثله ( 5 ) .
37 - ير : محمد بن عبدالحميد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر
عليه السلام قال : تلا هذه الآية : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "
قلت : أنتم هم ؟ قال أبوجعفر عليه السلام : من عسى أن يكونوا ؟ ( 6 ) .
38 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن عثمان بن عيسى عن علي بن
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة : اذا سمعوا قال العالم .
( 2 ) بصائر الدرجات : 55 / 56 .
( 3 و 4 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 5 ) كنز الفوائد : 222 و 223 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 56 . ( * )
[201]
أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ هذه الآية : " بل هو آيات بينات
في صدور الذين اوتوا العلم " ثم قال : يا با محمد والله ما قال بين دفتي المصحف ، قلت :
من هم جعل فداك ؟ قال : من عسى أن يكونوا غيرنا ؟ ( 1 ) .
بيان : قوله : " ما قال " الظاهر أن كلمة " ما " نافية ، أي لم يقل أن الآيات
بين دفتي المصحف ، بل قال : في صدور الذين اوتوا العلم ليعلم أن للقرآن حملة
يحفظونه عن التحريف في كل زمان وهم الائمة عليهم السلام ، ويحتمل على هذا أن يكون
الظرف في قوله تعالى : " في صدور الذين اوتوا العلم " متعلقا بقوله " بينات "
فاستدل عليه السلام على أن القران لا يفهمه غير الائمة عليهم السلام بهذه الآية ، لانه تعالى
قال : " الآيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " فلو كانت بينة في نفسها لما قيد
كونها بينة بصدور جماعة مخصوصة ، ويحتمل أن تكون " ما " موصولة فيكون بيانا
لمرجع ضمير " هو " في الآية ، أي الذي قال تعالى : " إنه آيات بينات " هو ما بين
دفتي المصحف ، ولا يخفى بعده .
39 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازى عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر
عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن
أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين
اوتوا العلم " قال : نحن ( 2 ) .
40 - ير : محمد بن الحسين عن يزيد عن هارون بن حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : سمعته يقول : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال : هي


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 201 سطر 19 الى ص 209 سطر 18

الائمة خاصة ( 3 ) .
41 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 56 : فيه [ قالوا : نحن ] ولعل الصحيح [ قالا ] اى ابا جعفر وابا -
عبدالله عليهما السلام .
( 3 ) بصائر الدرجات : 56 . ( * )
[202]
أيوب بن حر عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " بل
هو آيات بينات في صدور الدين اوتوا العلم " قلت : أنتم هم ؟ قال : من عسى أن
يكون ( 1 ) ؟
42 - ير : محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن أسباط قال : سأله الهيتى ( 2 )
عن قول الله عزوجل : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال :
هم الائمة ( 3 ) .
43 - ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي قال : سألت
أبا عبدالله عليه السلام وذكر مثله ( 4 ) .
44 - ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال : سألت
أبا الحسن الرضا عليه السلام . وذكر مثله ، وزاد في آخره : خاصة ( 5 ) .
ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن الفضيل قال : سألته عليه السلام وذكر
مثله ( 6 ) .
45 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب
ابن حر وعن عمران بن علي جميعا عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن
هذه الآية : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " فقال : والله ما قال
في المصحف ، قلت : فأنتم هم ؟ قال : فمن عسى أن يكون ( 7 ) .
46 - ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران و
عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " بل هو آيات بينات
في صدور الذين اوتوا العلم " قال : نحن الائمة خاصة " وما يعقلها إلا العالمون "
* ( هامش ) * ( 1 و 3 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 2 ) في المصدر : الهيسى .
( 4 ) في المصدر : 56 . فيه : [ قال : نحن وايانا ] أقول : ولعل الصحيح : نحن
وايانا عنى .
( 5 - 7 ) بصائر الدرجات ، 56 . ( * )
[203]
فزعم أن من عرف الامام والآيات ممن يعقل ذلك ( 1 ) .
47 - ير : محمد بن الحسين عن يزيد بن سعيد ( 2 ) عن هارون بن حمزة عن أبي
عبدالله عليه السلام مثله ( 3 ) .
بيان : قوله : ممن يعقل ، خبر " إن " وهو تفسير لقوله تعالى : وما يعقلها
إلا العالمون .
47 - ير : محمد بن خالد الطيالسى عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام قال : الرجس هو الشك ، ولا نشك في ديننا أبدا ، ثم قال : " بل هو
آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قلت : أنتم هم ؟ قال : من عسى أن يكون ( 4 ) ؟
48 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن القاسم بن محمد عن محمد بن يحيى عن
عبدالرحمان عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن هذا العلم انتهى إلى آي في القرآن ، ثم
جمع أصابعه ، ثم قال : بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ( 5 ) .
49 - ير : عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا
العلم " وقوله تعالى : " قل ( 6 ) هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون " قال : الذين اوتوا
العلم الائمة ، والنبأ ( 7 ) الامامة ( 8 ) .
50 - قب : روى بريد العجلى وأبوبصير وحمران وعبدالله بن عجلان و
عبد الرحيم القصير كلهم عن أبي جعفر عليه السلام ، وأسباط ( 9 ) بن سالم والحسن الصيقل
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 2 ) في المصدر : يزيد بن سعد .
( 3 ) بصائر الدرجات : 56 و 57 فيه : قال : [ هم الائمة خاصة ] والاية الثانية في سورة
العنكبوت : 43 .
( 4 و 5 و 8 ) بصائر الدرجات : 56 .
( 6 ) في المصدر : الذين اوتوا العلم ، قال : هم الائمة ، قال هو
( 7 ) في نسخة الكمبانى : والنبأ الائمة .
( 9 ) في المصدر : وروى اسباط بن سالم . ( * )
[204]
وحمران والمثنى الحناط وعبدالرحمان بن كثير وهارون بن حمزة الغنوي و
عبدالعزيز العبدي وسدير الصيرفي كلهم عن أبي عبدالله عليه السلام ، ومحمد بن الفضيل ( 1 )
عن الرضا عليه السلام قالوا في قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا
العلم " : نحن هو وإيانا عنى ( 2 ) .
51 - شى : عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية " شهد الله
أنه لا إله إلا هو والملائكة واوتوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "
قال أبوجعفر عليه السلام " شهد الله أنه لا إله إلا هو " فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها
لنفسه وهو كما قال : فأما قوله : " والملائكة " فإن أكرم الملائكة بالتسليم
لربهم ، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه ، وأما قوله : " واولو العلم قائما بالقسط "
فإن اولي العلم الانبياء الاوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط هو العدل في
الظاهر ، والعدل في الباطن أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
52 - شى : عن مرزبان القمي قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله :
" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واوتوا العلم قائما بالقسط " قال : هو الامام ( 4 ) .
53 - قب : أبوالقاسم الكوفي قال : روي في قوله : " وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم " أن الراسخون في العلم من قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب
وأخبر أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض .
وفي اللغة : الراسخ هو اللازم الذي لا يزول عن حاله : ولن يكون كذلك
إلا من طبعه الله على العلم في ابتداء نشؤه كعيسى في وقت ولادته ، قال : " إني عبدالله
آتاني الكتاب ( 5 ) " الآية ، فأما من بيقى السنين الكثيرة لا يعلم ثم يطلب العلم فيناله
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وروى محمد بن الفضيل .
( 2 ) مناقب آل أبى الطالب 3 : 522 .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 165 و 166 . والاية في سورة آل عمران : 18 .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 166 .
( 5 ) مريم : 30 . ( * )
[205]
من جهة غيره على قدر ما يجوز أن يناله منه فليس ذلك من الراسخين ، يقال : رسخت
عروق الشجر في الارض ، ولا يرسخ إلا صغيرا .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا
كذبا وبغيا علينا وحسدا لنا ( 1 ) أن رفعنا الله سبحانه ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم
وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، لا بهم ( 2 ) .
54 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : " والذين
يمسكون بالكتاب " إلى آخره ، نزلت ( 3 ) في آل محمد صلى الله عليه وآله وأشياعهم ، وقوله :
" وإذ تأذن ربك ليبعثن ( 4 ) " إلى آخره فهم امة محمد صلى الله عليه وآله تسوم أهل الكتاب سوء
العذاب يأخذون منهم الجزية ( 5 ) .
بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " والذين يمسكون بالكتاب "
أي يتمسكون به ، والكتاب التوراة أي لا يحرفونه ولا يكتمونه ، وقيل : الكتاب
القرآن ، والمتمسك به : امة محمد صلى الله عليه وآله . وفي قوله تعالى : " من يسومهم سوء
العذاب : أي ومن يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل وأخذ الجزية منهم ، والمعني
به امة محمد صلى الله عليه وآله عند جميع المفسرين ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وبغيا لنا وحسدا علينا .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 245 .
( 3 ) في المصدر : قال : [ نزلت ] والاية في سورة الاعراف : 170 .
( 4 ) الاعراف : 167 .
( 5 ) تفسير القمى : 228 و 229 فيه : يسومون اهل الكتاب .
( 6 ) مجمع البيان ج 4 ص 496 - 494 . والاية الاولى في الاعراف : 170 والثانية
ايضا في الاعراف : 167 . ( * )
[206]
11 * ( باب ) *
* ( انهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه ) *
1 - فس : جعفر بن أحمد عن عبدالكريم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " الذين كذبوا بآياتنا صم ،
وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم " قال أبوجعفر
عليه السلام : نزلت في الذين كذبوا في أوصيائهم ( 1 ) : " صم وبكم " كما قال
الله " في الظلمات " من كان من ولد إبليس فانه لا يصدق بالاوصياء ولا يؤمن بهم أبدا
وهم الذين أضلهم الله ، ومن كان من ولد آدم آمن بالاوصياء وهم على صراط مستقيم
قال : وسمعته يقول : " كذبوا بآياتنا " كلها ، في بطن القرآن : أن كذبوا
بالاوصياء كلهم ( 2 ) .
2 - فس : " والذين هم عن آياتنا غافلون " قال : أمير المؤمنين عليه السلام والائمة
والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام : ما لله آية أكبر مني ( 3 ) .
3 - فس : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن عبدالله عن
أحمد بن هلال عن امية بن على عن داود بن كثير الرقي قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن قول الله : " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " قال :
الآيات الائمة ، والنذر الانبياء ( 4 ) .
4 - فس : " فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : كذبوا باوصيائهم .
( 2 ) تفسير القمى : 187 .
( 3 ) تفسير القمى : 284 فيه : [ الايات أمير المؤمنين عليه السلام والائمة ] والاية في
يونس : 7 .
( 4 ) تفسير القمى : 296 . والاية في سورة يونس : 101 . ( * )
[207]
كفروا وكذبوا بآياتنا " قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والائمة عليهم السلام
" فاولئك لهم عذاب مهين " ( 1 ) .
5 - فس : " سيريكم آياته فتعرفونها " قال : أمير المؤمنين عليهم السلام
إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم ( 2 ) .
6 - فس : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ( 3 ) "
فإنه حدثنى أبي ، عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تخضع
رقابهم ، يعني بني امية ، وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الامر عليه السلام ( 4 ) .
7 - فس : " بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال : هم
الائمة عليهم السلام ، قوله : " وما يجحد بآياتنا " يعني ما يجحد أمير المؤمنين عليه السلام
والائمة عليهم السلام " إلا الكافرون " ( 5 ) .
بيان : إنما أطلق عليهم الآيات ، لانهم علامات جليلة واضحة لعظمة الله و
قدرته وعلمه ولطفه ورحمته .
8 - فس : " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته " أمير المؤمنين ( 6 )
والائمة عليهم السلام " وليتذكر اولوا الالباب " فهم أهل الالباب ( 7 ) .
بيان : لعله فسر الضمير في قوله " ليدبروا " بهم عليهم السلام ، ويحتمل كونه تفسيرا
للآيات . فتدبر .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 442 . والاية في الحج : 56 و 57 .
( 2 ) تفسير القمى : 481 فيه : [ قال : الايات امير المؤمنين ] والاية في النمل : 93 .
( 3 ) الشعراء 4 .
( 4 ) تفسير القمى : 469 .
( 5 ) تفسير القمى : 497 . فيه : [ وما يجحد بامير المؤمنين ] والاية في سورة العنكبوت
49 وفيها : [ الا الظالمون ] نعم في الاية 47 : الا الكافرون .
( 6 ) في المصدر : هم أمير المؤمنين .
( 7 ) تفسير القمى : 565 فيه : [ فهم اهل الالباب الثاقبة ] والاية في سورة ص : 29 . ( * )
[208]
9 - فس : " فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون " قال :
بالائمة يجحدون ( 1 ) .
10 - شى : عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " ما
ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " فقال : كذبوا ما هكذا هي ، إذا كان
ينسخها ويأت بمثلها لم ينسخها ( 2 ) ، قلت : هكذا قال الله ؟ قال : ليس هكذا قال
تبارك وتعالى قلت : فكيف قال ؟ قال : ليس فيها ألف ولا واو ، قال : " ما ننسخ من
آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها " يقول : ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير
منه من صلبه مثله ( 3 ) .
بيان : لعل المراد أنه خير بحسب المصلحة ، لا بحسب الفضائل .
11 - ير : عبدالله بن عامر عن أبي عبد الله البرقى عن الحسين بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن الثمالى قال : قال أبوجعفر عليه السلام إن عليا آية لمحمد صلى الله عليه وآله
وإن محمدا يدعو إلى ولاية على عليه السلام ( 4 ) .
12 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن
عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " هو الذي أنزل عليك
الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب " قال : أمير المؤمنين والائمة " واخر
متشابهات " قال : فلان وفلان وفلان ( 5 ) " فأما الذين في قلوبهم زيغ ( 6 ) فيتبعون ما تشابه
منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ( 7 ) " وهم
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 212 . والاية في سورة الاعراف : 9 .
( 2 ) في المصدر : اذا كان ينسى وينسخها او يأت بمثلها لم ينسخها .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 56 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 22 : 23 .
( 5 ) في الكافى والمناقب : قال : فلان وفلان .
( 6 ) في الكافى والمناقب : زيغ : اصحابهم واهل ولايتهم فيتبعون .
( 7 ) في الكافى والمناقب : [ والراسخون في العلم امير المؤمنين عليه السلام والائمة عليهم
السلام ] وفى التفسير : هم آل محمد . ( * )
[209]
أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام ( 1 ) .
شى ، قب : عن عبدالرحمان مثله ( 2 ) .
بيان : لعل المراد أن ما نزل في أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام من الآيات
محكمات ، والذين في قلوبهم زيغ وميل إلى الباطل يتبعون المتشابهات من الآيات
فيأولونها في أئمتهم ، مع أن تأويل المتشابهات لا يعلمه إلا الله والراسخون في
العلم ، أو يكون في هذا البطن من الآية ضمير [ منهم ] راجعا إلى من يتبع الكتاب
أو المذكور فيه ، أو يكون كلمة " من " ابتدائية ، أي حصل بسبب الكتاب ونزوله
الفريقان ، فيحتمل حينئذ أن يكون ضمير تأويله راجعا إلى الموصول في قوله : " ما
تشابه " أي يأولون أعمالهم القبيحة وأفعالهم الشنيعة ، ولا يبعد أيضا أن يكون المراد
تشبيه الائمة بمحكمات الآيات ، وشيعتهم بمن يتبعها ، وأعدائهم بالمتشابهات ، لاشتباه
أمرهم على الناس ، وأتباعهم بمن يتبعها ، والاول أظهر الوجوه ، والله يعلم .
13 - فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن
ابن عميرة عن عبدالاعلى بن أعين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن الله
يقول في كتابه : " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " إلى قوله : " مع القوم
الظالمين ( 3 ) " .
بيان : ل صلى الله عليه وآله أول الآيات بالائمة ، أو بالآيات النازلة فيهم عليهم السلام .
14 - ؟ : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 209 سطر 19 الى ص 217 سطر 18

أصحابه عن حمزة بن الربيع عن علي بن سويد قال : سألت العبد الصالح عليه السلام
عن قول الله عزوجل : " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات " قال : البينات هم
الائمة عليهم السلام ( 4 )
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 414 .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 522 ، تفسير العياشى 1 : 162 .
( 3 ) تفسير القمى : 192 . والاية في سورة الانعام : 68 .
( 4 ) تفسير القمى : 683 والاية في سورة التغابن : 6 . ( * )
[210]
15 - كا : علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن الحسين ( 1 ) عن عمر بن
يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن
قول الله تعالى : " ائت بقرآن غير هذا أو بدله " قال : قالوا : أو بدل عليا عليه السلام ( 2 ) .
بيان : صدر تلك الآيات : " وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون
لقاءنا ائت بقرآن " الآية ، وقد مر أن المراد بالآيات الائمة ، أو المراد بها
الآيات المشتملة على ذكر ولايتهم ، وعلى التقديرين إذا تتلى عليهم تلك الآيات
قال المنافقون : ائت بقرآن غير هذا ليس فيه مالا نرضى به من ولاية علي ، أو بدله
يعني عليا ، بأن يجعل مكان آية متضمنة له آية اخرى ، فقال الله تعالى لرسوله :
" قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف
إن عصيت ربي " أي بالتبديل من قبل نفسي " عذاب يوم عظيم " .
16 - كنز : الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده ( 3 ) عن أبي عبدالله عليه السلام
وقد سأله سائل عن قول الله عزوجل : " وأنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم "
قال : هو أمير المؤمنين ( 4 ) .
17 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس ( 5 ) عن عبدالله بن محمد عن
عيسى ( 6 ) عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال : سمعت الرضا عليه السلام
وهو يقول : قال أبي عليه السلام ( 7 ) وقد تلا هذه الآية : " وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي
حكيم " قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ احمد بن السحين ] وفى بعض النسخ منه : احمد بن الحسين بن
عمر بن يزيد .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 419 والاية في سورة يونس : 15 .
( 3 ) في المصدر : [ باسناده عن رجاله عن أبى حماد السمندى ] اقول : لعل الصحيح :
عن حماد السمندرى .
( 4 ) كنز الفوائد : 288 . والاية في سورة الزخرف : 4 .
( 5 ) في نسخة : احمد بن محمد بن ادريس .
( 6 ) في المصدر : عن عبدالله بن محمد بن عيسى .
( 7 ) في المصدر : قال أبوعبدالله عليه السلام .
( 8 ) كنز الفوائد : 288 . ( * )
[211]
18 - وروي عنه أنه سئل أين ذكر علي عليه السلام في ام الكتاب ؟ فقال في
قوله سبحانه : " اهدنا الصراط المستقيم " هو على عليه السلام ( 1 ) .
19 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن حماد الشاشي
عن الحسين بن أسد عن علي بن إسماعيل الميثمي عن عباس الصائغ عن ابن طريف
عن ابن نباته قال : خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى صعصعة بن
صوحان فإذا هو على فراشه ، فلما رأى عليا عليه السلام خف له ، فقال له علي عليه السلام :
لا تتخذن زيارتنا إياك فخرا على قومك ، قال : لا يا أمير المؤمنين ولكن ذخرا
وأجرا ، فقال له : والله ما كنت ( 2 ) إلا خفيف المؤنة ، كثير المعونة ، فقال صعصعة :
وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك إلا أنك بالله لعليم ، وأن الله في عينك لعظيم
وأنك في كتاب الله لعلي حكيم ، وأنك بالمؤمنين رؤف رحيم ( 3 ) .
20 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن إبراهيم
ابن هاشم عن علي بن معبد عن واصل بن سليمان عن ابن سنان عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاه أمير المؤمنين عليه السلام
حتى جلس عند رأسه فقال : رحمك الله يا زيد ، قد كنت خفيف المؤنة ، عظيم المعونة
فرفع زيد رأسه إليه فقال : وأنت جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فو الله ما علمتك
إلا بالله عليما ، وفي ام الكتاب عليا حكيما ، والله في صدرك عظيما ( 4 ) .
أقول : سيأتي في دعاء يوم الغدير : وأشهد أنه الامام الهادي الرشيد
أمير المؤمنين ، الذى ذكرته في كتابك ، فانك قلت : وإنه في ام الكتاب لدينا
لعلي حكيم ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 288 .
( 2 ) في المصدر : ما كنت علمتك .
( 3 ) كنز الفوائد : 288 و 289 .
( 4 ) كنز الفوائد : 289 فيه : [ على بن سعيد ] وفيه : وان الله في صدرك عظيما .
( 5 ) الزخرف : 4 . ( * )
[212]
12 * ( باب ) *
* ( ان من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الائمة ) *
* ( عليهم السلام ، وانهم آل ابراهيم وأهل دعوته ) *
الايات : آل عمران : " 3 " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل
عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " 33 و 34 " .
فاطر " 35 " : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " 32 "
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " إن الله اصطفى " أي اختار واجتبى " وآل
إبراهيم " أولاده ، وأما آل عمران فقيل : هم من آل إبراهيم أيضا ، فهم موسى
وهارون ابنا عمران ، وقيل : يعني بآل عمران مريم وعيسى لان مريم بنت
عمران ، وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين وقالوا أيضا : إن
آل إبراهيم هم آل محمد صلى الله عليه وآله الذين هم أهله ، ويجب أن يكون
الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح ، لانه سبحانه
لا يختار ولا يصطفى إلا من كان كذلك ، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة
فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما من آل إبراهيم وآل عمران ، سواء كان
نبيا أو إماما ، ويقال : الاصطفاء على وجهين : أحدهما أنه اصطفاه لنفسه ، أي جعله
خالصا له يختص به والثاني أنه اصطفاه على غير أي اختصه بالتفضيل على غيره
وعلى هذا الوجه معنى الآية " ذرية " أي أولادا وأعقابا " بعضها من بعض " قيل :
معناه في التناصر في الدين وقيل : في التناسل والتوالد ، فإنهم ذرية آدم ثم
ذرية نوح ثم ذرية إبراهيم عليهم السلام ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ، لانه قال :
الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض . واختاره الجبائي ( 1 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمعع البيان 2 : 433 . ( * )
[213]
وقال رحمه الله في قوله : " ثم أورثنا الكتاب " أي القرآن أو التوراة ، أو مطلق
الكتب " الذين اصطفينا من عبادنا " قيل : هم الانبياء ، وقيل : هم علماء امة محمد
صلى الله عليه وآله ، والمروي عن الباقر والصادق عليهم السلام أنهما قالا : هي لنا
خاصة ، وإيانا عنى ، وهذا أقرب الاقوال " فمنهم ظالم لنفسه " اختلف في مرجع
الضمير على قولين : أحدهما أنه يعود إلى العباد ، واختاره المرتضى رضي الله عنه
والثاني أنه يعود إلى المصطفين ، ثم اختلف في أحوال الفرق الثلاث على قولين :
أحدهما أن جميعهم ناج ، ويؤيده ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الآية : أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب ، وأما
المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيجس في المقام ثم يدخل الجنة
فهم الذين قالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن .
وروى أصحابنا عن ميسر بن عبدالعزيز عن الصادق عليه السلام أنه قال : الظالم
لنفسه منا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد منا العارف بحق الامام ، والسابق
بالخيرات هو الامام ، وهؤلاء كلهم مغفور لهم .
وعن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السلام أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا
صالحا وآخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، وأما السابق بالخيرات فعلى
والحسن والحسين عليهم السلام ومن قتل من آل محمد شهيدا .
والقول الآخر أن الفرقة الظالمة ( 1 ) غير ناجية ، قال قتادة : الظالم من
أصحاب المشئمة ، والمقتصد أصحاب الميمنة ، والسابق هم السابقون المقربون
" بإذن الله " أي بأمره وتوفيقه ولطفه ( 2 ) .
1 - فس : ثم ذكر آل محمد فقال : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا " وهم الائمة عليهم السلام ، قال : " فمنهم ظالم لنفسه " من آل محمد غير الائمة ، وهو
الجاحد للامام " ومنهم مقتصد " وهو المقر بالامام " ومنهم سابق بالخيرات باذن -
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ان الفرقة الظالمة لنفسها .
( 2 ) مجمع البيان 8 : 408 و 409 ذكر المصنف ملخص قول الطبرسى . ( * )
[214]
الله " وهو الامام ( 1 ) .
2 - مع : محمد بن على بن نصر البخاري ، عن أبي عبدالله العلوي باسناد
متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : " ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنه سابق
بالخيرات باذن الله " فقال : الظالم يحوم حوم نفسه ، والمقتصد يحوم حوم قلبه ، و
السابق يحوم حوم ربه عزوجل ( 2 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : الحوم : القطيع الضخم من الابل ، وحومة
البحر والرمل وغيره : معظمه وحام الطير على الشئ : دوم ( 3 ) ، وفلان على
الامر : رامه .
أقول : لعله كان " حول " فصحف ، ثم اعلم أن الاول هو الذي يتبع
شهوات نفسه ، والثاني هو الذي يصحح عقائد قلبه ، والثالث هو الذي لا يؤثر شيئا
على رضا ربه ، أو الثاني هو الذي بصدد إصلاح نفسه ، أو هو الذي يقصد في عبادته
منفعة لنفسه ، والثالث خلا عن مراد نفسه وهو درجة المقربين .
3 - مع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : " ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات
بإذن الله " فقال : الظالم منا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد العارف بحق الامام
والسابق بالخيرات باذن الله هو الامام " جنات عدن يدخلونها " يعني السابق
والمقتصد ( 4 ) .
4 - مع : الحسين بن يحيى البجلى عن أبيه عن أبي عوانه عن عبدالله بن يحيى
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 546 .
( 2 ) معانى لاخبار : 36 .
( 3 ) دوم الطائر أى حلق في السماء .
( 4 ) معانى الاخبار : 36 . ( * )
[215]
عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص ( 1 ) عن الثمالي قال : كنت جالسا في المسجد
الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له : يا بن رسول الله
إنا نريد أن نسألك عن مسألة ، فقال لهما : سلاعما أجبتما ( 2 ) ، قالا : أخبرنا عن
قول الله عزوجل : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " إلى آخر
الآيتين ، قال : نزلت فينا أهل البيت ، قال أبوحمزة : فقلت : بأبي أنت وامي فمن
الظالم لنفسه منكم ؟ قال : من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه
فقلت : من المقتصد منكم ؟ قال : العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين ، فقلت :
فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال : من دعا والله إلى سبيل ربه ، وأمر بالمعروف
ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا ، ولا للخائنين خصيما ( 3 ) ، ولم يرض
بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا ( 4 ) .
بيان : قوله : في الحالين أي في الشدة والرخاء ، أو في حال غلبة أهل الحق
وحال غلبة أهل الباطل .
5 - ج : عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية : " ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال : أي شئ تقول ؟ قلت : أقول : إنها خاص
لولد فاطمة عليها السلام ، فقال : من أشال ( 5 ) سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد
فاطمة عليها السلام وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية ، قلت : من يدخل فيها ؟ قال :
الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى ، والمقتصد منا أهل البيت
العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات الامام ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة من المصدر : عن ابى جعفر .
( 2 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : سلاعما أحببتما .
( 3 ) لعل " لا " زائدة ، او الصحيح : وكان للخائنين خصيما .
( 4 ) معانى الاخبار : 36 .
( 5 ) في المصدر : من سل سيفه ، أقول : قوله : ودعا الناس إلى نفسه ، اى ادعى الامامة
لنفسه .
( 6 ) الاحتجاج : 204 فيه : هو العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات هو الامام ( * )
[216]
بيان : في القاموس : شالت الناقة بذنبها شولا وشولانا وأشالته : رفعته .
6 - ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبي سلام المرعشي
عن سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : " ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات بإذن الله " قال : السابق بالخيرات الامام ( 1 ) .
ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان
عن ميسر عن سورة بن كليب مثله ( 2 ) .
7 - ير : محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن يونس وهشام عن الرضا عليه
السلام مثله ( 3 ) .
8 - ير : أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بزرج عن سليمان بن
خالد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام . وذكر مثله ( 4 ) .
ير : محمد بن الحسن عن البزنطي عن عبدالكريم عن سليمان بن خالد عنه عليه السلام
مثله ( 5 ) .
ير : عبدالله بن عامر عن الربيع بن أبي الخطاب عن جفر بن بشير عن
سليمان بن خالد عنه عليه السلام مثله ( 6 ) .
9 - ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل عن الرضا
عليه السلام مثله ( 7 ) .
10 - ير : أحمد بن موسى عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبدالرحمان
ابن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " ثم أورثنا الكتاب " الآية قال : إيانا عنى
" السابق بالخيرات " الامام ( 8 ) .
11 - ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بكير وفضيل ويريد
* ( هامش ) * ( 1 - 8 ) بصائر الدرجات : 14 . ( * )
[217]
وزرارة عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا " قال : السابق الامام ( 1 ) .
12 - ير أحمد بن الحسن عن ابن اذينة عن ابن بكير عن ميسر قال : سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : " ثم أورثنا الكتاب " الآية قال :
السابق بالخيرات الامام ( 2 ) .
13 - ير : سلمة عن الحسين بن موسى الاصم عن الحسين بن عمر قال : قلت
له وذكر مثله ( 3 ) .
14 - ير : سلمة بن الخطاب عن أبي عمران الارمني عن أبي السلام عن
سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى : " ثم أورثنا الكتاب "
الاية ، قال : فينا نزلت ، والسابق بالخيرات الامام ( 4 ) .
15 - ير : أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد عن مصدق عن عمار عن
أبي عبدالله عليه السلام : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال : هم آل محمد
صلى الله عليه وآله " والسابق بالخيرات " هو الامام ( 5 ) .
16 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيي الحلبي عن ابن
مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في هذه الآية :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية ، قال : السابق بالخيرات
الامام ، فهي في ولد علي وفاطمة عليهما السلام ( 6 ) .
17 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور عن عبد


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 217 سطر 19 الى ص 225 سطر 18

المؤمن الانصاري عن سالم الاشل وكان إذا قدم المدينة لا يرجع حتى يلقى أبا جعفر
عليه السلام قال : فخرج إلى الكوفة ، قلنا : يا سالم ما جئت به ؟ قال : جئتكم بخير
الدنيا والآخرة ، سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا " الآية ، قال : " السابق بالخيرات " هم الائمة ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 - 6 ) بصائر الدرجات : 14 .
( 7 ) بصائر الدرجات : 14 فيه : السابق بالخيرات هو الامام . ( * )
[218]
18 - كشف : من دلائل الحميري عن داود بن القاسم الجعفري قال : سألت
أبا محمد عن قول الله : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنه سابق بالخيرات باذن الله " فقال : كلهم من آل محمد ، الظالم
لنفسه الذي لا يقر بالامام ، قال : فدمعت عيني ، وجعلت افكر في نفسي في عظم
ما اعطي آل محمد ، على محمد وآله السلام ، فنظر إلي أبومحمد فقال : الامر أعظم مما
حدثتك نفسك من عظم شان آل محمد ، فاحمد الله فقد جعلت متمسكا بحبلهم تدعى
يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بامامهم ، فأبشر يا أبا هاشم فانك على خير ( 1 ) .
19 - أقول : روى السيد بن طاووس في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن
العباس بن مروان قال : حدثنا علي بن عبدالله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن
عثمان بن سعيد عن إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق
السبيعي قال : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : " ثم
أورثنا الكتاب " الاية فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا اسحاق ؟ يعني أهل الكوفة
قال : قلت : يقولون : إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ قلت :
فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال : هي لنا خاصة يا أبا اسحاق ، أما السابق
بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت ، وأما
المقتصد فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاء في التائبين ( 2 )
وهو مغفور له يا أبا إسحاق ، بنا يفك الله عيوبكم ( 3 ) وبنا يحل الله رباق ( 4 ) الذل
من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم ، لا بكم ، ونحن
كهفكم كأصحاب الكهف ، ونحن سفينتكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطتكم
كباب حطة بني إسرائيل .
* ( هامش ) * ( 1 ) كشف الغمة : 306 . فيه : ما اعطى الله آل محمد .
( 2 ) في المصدر : ففيه ما في الناس .
( 3 ) في الكنز : بنا يفك الله رقابكم .
( 4 ) في الكنز : [ وتاق ] لعله مصحف : [ رباق او وثاق ] والرباق جمع الربق :
حبل فيه عدة عرى يشد به البهم والوثاق : ما يشد به من قيد او حبل . ( * )
[219]
قال السيد : وروى تأويل هذه الآية من عشرين طريقا ، وفي الروايات
زيادات أو نقصان ( 1 ) .
كنز : محمد بن العباس مثله إلا أن فيه : " والامام منا " مكان : الشهيد منا
وفيه : وأما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له ( 2 )
فر : الحسين بن الحكم باسناده عن غالب بن عثمان مثله إلا أن فيه : ثم قال
يا أبا اسحاق بنا يقيل الله عثرتكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يقضي الله ديونكم
وبنا يفك الله وثاق ( 3 ) الذل من أعناقكم ، وبنا يختم ويفتح لا بكم ( 4 ) .
20 - كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد ( 5 ) عن الحسن بن سماعة عن
ابن أبي حمزة عن زكريا المؤمن عن أبي سلام عن سورة بن كليب قال : قلت لابي
جعفر عليه السلام : ما معنى قوله عزوجل : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا "
الآية ، قال : الظالم لنفسه الذي لا يعرف الامام ، قلت : فمن المقتصد ؟ قال : الذي
يعرف الامام ، قلت : فمن السابق بالخيرات ؟ قال : الامام قلت : فما لشيعتكم ؟
قال : تكفر ذنوبهم ، وتقضى ديونهم ، ونحن باب حطتهم ، وبنا يغفر لهم ( 6 ) .
21 - وأقول : قال السيد رضي الله عنه في سعد السعود : وجدت كثيرا من
الاخبار قد ذكرت بعضها في كتاب البهجة بثمرة المهجة متضمنة أن قوله جل جلاله :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا " إلى آخر الآية أن المراد بهذه الآية جميع
ذرية النبي صلى الله عليه وآله ، وأن الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه ، والمقتصد هو العارف
به ، والسابق بالخيرات هو إمام الوقت عليه السلام .
فمن روينا ذلك عنه الشيخ أبوجعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده .
* ( هامش ) * ( 1 ) سعد السعود : 107 و 108 .
( 2 ) كنز الفوائد : 251 و 252 .
( 3 ) رواق رباق خ ل .
( 4 ) تفسير فرات : 128 فيه اختلافات لفظية راجعه .
( 5 ) في المصدر : أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة .
( 6 ) كنز الفوائد : 252 . ( * )
[220]
إلى الصادق عليه السلام ، ورويناه من كتاب الواحدة لابن جمهور فيما رواه عن أبي محمد
الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، ورويناه من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر
الحميري عن مولانا الحسن العسكري ، ورويناه من كتاب محمد بن علي بن رباح
بإسناده عن الصادق عليه السلام ، ورواه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير
القرآن ، ورويناه من الجامع الصغير ليونس بن عبدالرحمن ، ورويناه من كتاب
عبدالله بن حماد الانصاري ، ورويناه من كتاب إبراهيم الخزاز وغيرهم رضوان
الله عليهم ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم والاشارة إليهم ( 1 ) .
22 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن حميد عن جعفر بن عبدالله
المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال : فهم آل محمد صفوة الله " فمنهم
ظالم لنفسه " وهو الهالك " ومنهم مقتصد " وهم الصالحون " ومنهم سابق بالخيرات
باذن الله " فهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، يقول الله عزوجل : " ذلك هو الفضل
الكبير " يعني القرآن ، يقول الله عزوجل : " جنات عدن يدخلونها " يعني آل محمد
يدخولون قصور جنات كل قصر من لؤلؤة واحدة ، ليس فيها صدع ولا وصل ( 2 )
لو اجتمع أهل الاسلام فيها ما كان ذلك القصر إلا سعة لهم ، له القباب من الزبرجد
كل قبة لها مصراعان : المصراع طوله اثنا عشر ميلا ، يقول الله عزوجل : " يحلون
فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * وقالوا الحمد لله الذي أذهب
عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " قال : والحزن : ما أصابهم في الدنيا من الخوف
والشدة ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) سعد السعود : 79 و 80 . أقول : قد ذكر بعد ذلك في نسخة الكمبانى رواية سورة
ابن كليب المتقدم تحت رقم 20 بعينها سندا ومتنا ومصدرا ، وحيث كانت مكررة من سهو النساخ
والنسخة المخطوطة كانت خالية عنها فاسقطناها .
( 2 ) الصدع : الشق في الشئ . والوصل : الاتصال . وبالضم والكسر : كل عضو على
حدة وذلك كناية عن كون ذلك القصر غير ذى أجزاء .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 352 و 353 . والايات في سورة فاطر : 32 - 34 . ( * )
[221]
بيان : أقول : ظهر من تلك الاخبار الضمائر راجعة إلى أهل البيت و
سائر الذرية الطيبة ، والظالم : الفاسق منهم ، والمقتصد الصالح منهم ، والسابق
بالخيرات : الامام ، ولا يدخل في تلك من لم تصح عقيدته منهم ، أو ادعى الامامة
بغير حق ، أو الظالم : من لم تصح عقيدته ، والمقتصد : من صحت عقيدته ، ولم يأت
بما يخرجه عن الايمان ، فعلى هذا قوله : " جنات عدن يدخلونها " الضمير فيه راجع
إلى المقتصد والسابق ، لا الظالم ، وعلى التقديرين المراد بالاصطفاء أن الله اصطفى
تلك الذرية الطيبة بأن جعل منهم أوصياء وأئمة ، لا أنه اصطفى كلا منهم ، وكذا
المراد بايراث الكتاب أنه أورثه بعضهم ، وهذا شرف للكل إن لم يضيعوه .
23 - كنز : عن شيخ الطائفة ، عن أبي جعفر القلانسي عن الحسين بن الحسن
عن عمرو بن أبي المقدام عن يونس بن حباب عن الباقر عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا ، و
إذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم ؟ والذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافى بعمل
سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية على بن أبي طالب ( 1 ) .
24 - كنز : شيخ الطائفة باسناده عن إبراهيم بن النخعي عن ابن عباس
قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول
الله صلى الله عليه وآله ، قال : ساخبركم ، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه ، وأتم نعمته
عليكم ، وكنتم أحق بها وأهلها ، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي فقال
النبى صلى الله عليه وآله : يا علي احفظ وصيتي ، وارع ذمامي ( 2 ) وأوف بعهدي ، وأنجز
عداتي ، واقض ديني ، وأحي سنتي ، وادع إلى ملتي ، لان الله تعالى اصطفاني و
اختارني فذكرت دعوة أخي موسى فقلت : اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت
هارون من موسى ، فأوحى الله عزوجل إلى : إن عليا وزيرك وناصرك والخليفة
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 49 .
( 2 ) في نسخة : وادفع ذمامى . ( * )
[222]
من بعدك ، ثم ( 1 ) يا علي أنت من أئمة الهدى ، وأولادك منك ( 2 ) ، فأنتم قادة
الهدى والتقى ، والشجرة التي أنا أصلها ، وأنتم فرعها ، فمن تمسك بها فقد نجا
ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى ، وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم
والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده فقال عزوجل من قائل : " إن الله
اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض
والله سميع عليم " فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران . و
أنتم الاسرة ( 3 ) من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمد صلى الله عليه وآله عليه وعليهم ( 4 ) .
25 - فس : قال العالم عليه السلام : نزل " وآل إبراهيم وآل عمران و
آل محمد على العالمين " فأسقطوا آل محمد من الكتاب ( 5 ) .
26 - ما : الفحام عن محمد بن عيسى عن هارون عن أبي عبدالصمد إبراهيم
عن أبيه عن جده إبراهيم بن عبدالصمد قال : سمعت جفعر بن محمد عليه السلام يقرأ
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين "
قال : هكذا نزلت ( 6 ) .
27 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : " الحمد لله ( 7 ) وسلام على
عباده الذين اصطفى " قال : هم آل محمد صلى الله عليه وآله ( 8 ) .
28 - قب : الصادق عليه السلام في قوله تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا ( 9 ) " نزلت في حقنا وحق ذرياتنا خاصة .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : ثم قال : يا على .
( 2 ) في المصدر : واولادى منك .
( 3 ) في نسخة : وانتم الاسوه .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 50 .
( 5 ) تفسير القمى : 91 .
( 6 ) امالى ابن الشيخ : 188 .
( 7 ) في المصدر : [ قل الحمد لله ] والاية في سورة النمل : 59 .
( 8 ) تفسير القمى : 478 .
( 9 ) فاطر : 32 . ( * )
[223]
29 - وفي رواية عنه وعن أبيه عليهما السلام هي لنا خاصة وإيانا عنى ،
30 - وفي رواية أبي الجارود عن الباقر عليه السلام هم آل محمد صلى الله عليه وآله .
31 - وعن زيد بن علي قال : نحن اولئك .
32 - أبان بن الصلت سأل المأمون العلماء عن معنى هذه الآية فقالوا : أراد
بذلك الامة كلها ، فقال للرضا عليه السلام : ما تقول يا أبا الحسن ؟ قال : أقول : أراد ( 1 )
بذلك العترة الطاهرة لا غيرهم .
33 - زياد بن المنذر عن الباقر عليه السلام هذه لآل محمد وشيعتهم .
34 - وعنه ( 2 ) عن الباقر عليه السلام : أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا صالحا
وآخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، وأما السابق بالخيرات فعلي عليه السلام
والحسن والحسين عليهم السلام ، ومن قتل من آل محمد شهيدا .
35 - وفي رواية سالم عنه عليه السلام : السابق بالخيرات الامام ، والمقتصد العارف
للامام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الامام ( 3 ) .
36 - الباقر عليه السلام في قول إبراهيم : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد "
نحن بقية تلك العترة ، وقال : كانت دعوة إبراهيم لنا خاصة ( 4 ) .
37 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن سهل ( 5 ) عن محمد بن إسماعيل
العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال :
سألته عن قول الله عزوجل : " اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية
آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا
تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا " قال : نحن ذرية إبراهيم ، ونحن
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : اراد الله .
( 2 ) في النسخة المخطوطة والمصدر : زياد بن المنذر .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 3 : 274 .
( 4 ) مناقب آل ابوطالب 3 : 314 ، والاية في سورة ابراهيم : 34 .
( 5 ) في المصدر : [ محمد بن همام بن سهل ] والظاهر ان الصحيح : محمد بن همام بن
سهيل . ( * )
[224]
المحمولون مع نوح ، ونحن صفوة الله ، وأما قوله : " وممن هدينا واجتبينا "
فهم والله شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا واجتباهم لديننا فحيوا عليه وماتوا عليه
وصفهم الله بالعبادة والخشوع ورقة القلب ، فقال : " إذا تتلى عليهم آيات الرحمان
خروا سجدا وبكيا " ثم قال عزوجل : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة
واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " وهو جبل ( 1 ) من صفر يدور في وسط ( 2 )
جهنم .
38 - فر : محمد بن القاسم بإسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : " فاجعل
أفئدة من الناس ( 3 ) " قال . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هي قلوب شيعتنا تهوي إلى محبتنا ( 4 ) .
39 - فر : أحمد بن القاسم بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله يحكي قول
إبراهيم خليل الله : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك
المحرم " إلى آخر القصة فقال عليه السلام ما قال : إليه ، يعني البيت ، ما قال إلا :
إليهم ( 5 ) أفترون أن الله فرض عليكم إتيان هذه الاحجار والتمسح بها ، ولم يفرض
عليكم إتياننا وسؤالنا وحبنا أهل البيت ؟ والله ما فرض عليكم غيره ( 6 ) .
40 - شى : عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " إني أسكنت من
ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " إلى قوله : " لعلهم يشكرون ، قال :
فقال أبوجعفر عليه السلام : نحن هم ، ونحن بقية تلك الذرية ( 7 ) .
41 - وفي رواية اخرى عن حنان بن سدير عنه عليه السلام : ونحن بقية تلك
العترة ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : جيل من صفر .
( 2 ) كنز الفوائد : 152 و 153 . والايتان في سورة مريم : 58 و 59 .
( 3 ) في المصدر : " فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم " والاية في ابراهيم : 34 .
( 4 ) تفسير فرات : 81 .
( 5 ) في قوله : تهوى الهيم .
( 6 ) تفسير فرات : 80 .
( 7 و 8 ) تفسير العياشى 2 : 231 . ( * )
[225]
42 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشا عن المثنى عن عبدالله بن عجلان
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه
وهذا النبي والذين آمنوا " هم الائمة ومن اتبعهم ( 1 ) .
43 - أقول : روى الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان عن عمر بن يزيد قال :
قال لي أبوعبدالله عليه السلام : أنتم والله من آل محمد ، قلت : من أنفسهم جعلت فداك ؟
قال : نعم ، والله من أنفسهم ، قالها ثلاثا ، ثم نظر إلي ونظرت إليه فقال : يا عمر
أن الله عزوجل يقول في كتابه : " إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ( 2 ) " .
44 - شى : عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : " إن
الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من
بعض " قال : نحن منهم ، ونحن بقية تلك العترة ( 3 ) .
45 - شى : عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله :
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم " فقال ( 4 ) : هو آل إبراهيم وآل محمد
" على العالمين " فوضعوا اسما مكان اسم ( 5 ) .
46 - شى : عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته
واستكملت أيامه أوحى الله : يا محمد قد قضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فاجعل
* ( هامش ) * اصول الكافى 1 : 416 . فيه : " قال : هم الائمة " والاية في سورة آل عمران : 68 .
( 2 ) مجمع البيان 2 : 458 .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 225 سطر 19 الى ص 233 سطر 18

( 3 ) تفسير العياشى 1 : 168 .
( 4 ) في المصدر : [ ان الله اصطفى ادم ونوحا ، فقال ] أقول : لعل المراد انه كان
[ ال محمد ] مكان [ آل عمران ] فوضعوا هذا مكان ذاك ، والحديث ينافى ما ثبت صحته
بالضرورة من المصحف الشريف واخبارا تقدم ويأتى مع انه من الاخبار الاحاد التى لا توجب
علما ولا عملا ، وانه مرسل مروى من كتاب العياشى الذى لم يثبت سماعه من المشايخ ، نعم
يأتى بعد ذلك قراءة ابن مسعود ولكنها لا تطابق ذلك .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 168 . ( * )
[226]
العلم الذي عندك من الايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة ، في
العقب من ( 1 ) ذريتك فإني لم أقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم
وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين
كانوا بينك وبين أبيك آدم ( 2 ) وذلك قول الله : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل
إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " وإن
الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من حلقه ، لا إلى
ملك مقرب ، ولا إلى نبي مرسل ولكنه أرسل ( 3 ) رسلا من ملائكته ، فقال له :
كذا وكذا ، يأمرهم بما يجب ، وينهاهم ( 4 ) عما يكره ، فقص عليه ( 5 ) أمر خلقه
بعلم ، فعلم ذلك العلم وعلم أنبياءه وأصفياءه من الانبياء والاعوان ( 6 ) والذرية
التي بعضها من بعض ، فذلك قوله : " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة
وآتيناهم ملكا عظيما " فأما الكتاب فهو النبوة ، وأما الحكمة فهم الحكماء من
الانبياء في الصفوة ، وأما الملك العظيم فهم الائمة الهداة في الصفوة ، وكل
هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية وفيهم العاقبة وحفظ
الميثاق حتى ينقضي الدنيا ، وللعلماء ولولاة الامر الاستنباط العلم والهداية ( 7 ) .
بيان : لم يجعل العلم ( 8 ) جهلا ، أي لم يجعل مبنيا على الجهل بأن يكون
أمر الحجة مجهولا ، أو لم يجعل العلم مخلوطا بالجهل ، بل لابد أن يكون الامام
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : في اهل بيتك عند على بن ابى طالب فانى .
( 2 ) ههنا تم المنقول من الوحى وما بعده من كلام أبى جعفر عليه السلام .
( 3 ) في نسخة : ارسل رسولا .
( 4 ) في المصدر : فأمرهم بما يجب ونهاهم عما يكره .
( 5 ) في المصدر : [ فقص عليه امر خلقه بعلمه ] اقول : الضمير في له وعليه : يرجع
إلى الرسول من الملائكة .
( 6 ) في نسخة : [ من الاباء والاخوان ] وفى نسخة الكمبانى : من الابناء والاعوان .
( 7 ) تفسير العياشى 1 : 168 و 169 فيه : وبولاة الامر .
( 8 ) اى لم يجعله في موضع مجهول بل بين وعرف مواضعه التى يجب الاخذ عنها . ( * )
[227]
عالما بجميع ما يحتاج إليه الخلق ، ولا يكون اختيار مثله إلا منه تعالى ، أو لم يبن
أحكامه بالظنون وإلا لكان جهلا . لانه قد لا يطابق الواقع ، ولم يكل أمره ، أي
أمر خلافته ونصب حججه ، ويحتمل إرجاع الضمير إلى العلم .
47 - شى : عن أبي عبدالرحمان عن أبي كلدة عن أبي جعفر عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الروح والراحة والرحمة والنصرة واليسر واليسار و
الرضا والرضوان والمخرج والفلج ( 1 ) والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن
أحب عليا وائتم بالاوصياء من بعده حقا ( 2 ) علي أن ادخلهم في شفاعتي ، و
حق على ربي أن يستجيب لي فيهم ، لانهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني ، مثل
إبراهيم جرى في ، لانه مني وأنا منه ، ودينه ديني ، وديني دينه ، وسنته سنتي
وسنتي سنته ، وفضلي فضله ، وأنا أفضل منه ، وفضلي له فضل ، وذلك تصديق قول
ربي " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 3 ) " .
48 - عن أيوب ( 4 ) قال : سمعني أبوعبدالله عليه السلام وأنا أقرأ : " إن
الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فقال لي : وآل
محمد ، كانت ، فمحوها ، وتركوا آل إبراهيم وآل عمران ( 5 ) .
49 - شى : عن أبي عمرو الزبيري ( 6 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له :
ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته ؟ قال : قول الله تبارك وتعالى :
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد " هكذا نزلت
* ( هامش ) * ( 1 ) الفلج : الفوز والغلبة
( 2 ) في المصدر : حق على .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 169 فيه : " جرى في ولايته منى وانا منه " وفيه تصحيف .
( 4 ) في اثبات الهداة : عن أبى ايوب .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 169 .
( 6 ) ترجمه الممقانى في باب الكنى وقال : لم اقف على اسمه . اقول : الظاهر هو
ابوعمرو محمد بن عمرو بن عبدالله بن مصعب بن الزبير الزبيرى المترجم في فهرست
النجاشى : 153 . ( * )
[228]
" على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ولا يكون الذرية من القوم
إلا نسلهم من أصلابهم .
وقال : " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " وآل عمران و
آل محمد ( 1 ) .
50 - كنز : محمد بن العباس عمن رواه عن محمد بن جمهور عن حماد عن حريز
عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " ولقد اخترناهم على علم على
العالمين ( 2 ) " قال : الائمة من المؤمنين فضلناهم على من سواهم ( 3 ) .
51 - أقول : روى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي باسناده عن الاعمش
عن أبي وائل قال : قرأت مصحف ( 4 ) عبدالله بن مسعود : ان الله اصطفى آدم ونوحا
وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ( 5 ) .
13 * ( باب ) *
* ( ان مودتهم أجر الرسالة ، وسائر ما نزل في مودتهم ) *
الآيات :
الرعد " 13 " : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " 38 " .
64 - حم عسق " 42 " : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و
من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور " 23 " .
* ( هامش ) * تفسير العياشى 1 : 169 و 170 زاد في نسخة من المصدر بعد الحديث : رواية ابى خالد
القماط عنه .
( 2 ) الدخان : 32 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 298 . فيه : [ روى عمن رواه ] والظاهر انه لم يخرجه
من كتاب محمد بن العباس .
( 4 ) في المصدر : قال : قرأت في مصحف عبدالله بن مسعود .
( 5 ) العمدة 27 و 28 . ( * )
[229]
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " ولقد أرسلنا " قال ابن عباس
عيروا رسول الله صلى الله عليه وآله بكثرة تزوج النساء ، وقالوا : لو كان نبيا لشغلته النبوة
عن تزوج النساء فنزلت الآية .
وروي أن أبا عبدالله عليه السلام قرأ هذه الآية ثم أومأ إلى صدره وقال : نحن
والله ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا " : اختلف في معناه
على أقوال : أحدها لا أسألكم في تبليغ الرسالة أجرا إلا التواد والتحاب فيما
يقرب إلى الله تعالى .
وثانيها : أن معناه إلا أن تودوني في قرابتي منكم وتحفظوني لها ، فهو
لقريش خاصة .
وثالثها : أن معناه إلا أن تودوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم ، عن علي
ابن الحسين عليه السلام وسعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وجماعة وهو المروي عن أبي -
جعفر وأبي عبدالله عليهما الصلاة والسلام ، وأخبرنا ، السيد أبوالحمد مهدي
بن نزار الحسيني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني ( 2 ) عن القاضي أبى بكر
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 297 .
( 2 ) منسوب إلى حسكان كغضبان : قرية من قرى نيسابور والرجل هو الحاكم ابوالقاسم
عبيد الله بن عبدالله بن احمد بن محمد بن حمد بن محمد بن حسكان القرشى العامرى النيسابورى
الحنفى يعرف بابن الحداد ، ترجمه الذهبى في تذكرة الحفاظ ووصفه بالقاضى المحدث ، وقال
شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث وهو من ذرية الامير عبدالله بن عامر بن كريز الذى افتتح
خراسان زمن عثمان ، وكان معمرا عالى الاسناد ، صنف وجمع ، وحدث عن جده وابن ابى الحسن
العلوى وابى عبدالله الحاكم وأبى طاهر بن محمش وأبى الحسن على بن السقا وأبى عبدالله
ابن باكويه وخلق ، واختص بصحبة ابى بكر ابن الحارث الاصبهانى النحوى واخذ عنه ، واخذ
ايضا عن الحافظ احمد بن على بن منجويه : وتفقه على القاضى ابى العلاء صاعد بن محمد وما زال
يسمع ويجمع ويفيد ، وقد اكثر عنه المحدث عبد النافر بن اسماعيل الفارسى وذكره في تاريخه
انتهى وترجمه ايضا ابن شهر آشوب في معالم العلماء وعد من تصانيفه شواهد التنزيل بقواعد ( * )
[230]
الحيري ( 1 ) عن أبي العباس الضبعي عن الحسن بن زياد السري ( 2 ) عن يحيى بن
عبدالحميد الحماني عن حسين الاشتر ( 3 ) عن قيس عن الاعمش عن ابن جبير عن
ابن عباس قال : " لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا " الاية ، قالوا : يا رسول الله
من هؤلاء الذين امرنا ( 4 ) بمودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولدهما .
وأخبرنا السيد أبوالحمد عن أبي القاسم بالاسناد المذكور في كتاب شواهد
التنزيل مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى
خلق الانبياء من أشجار شتى ، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة ، فأنا أصلها ، و
علي فرعها ( 5 ) ، والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقنا ( 6 ) فمن تعلق بغصن من
أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى ( 7 ) ، ولو أن عبدا عبدالله بين الصفا والمروة ألف عام
ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ، ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على
منخريه في النار ، ثم تلا " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " .
وروى زاذان عن علي عليه السلام قال : فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل
مؤمن ، ثم قرأ هذه الآية .
وإلى هذا أشار الكميت في قوله :
* ( هامش ) * التفضيل ، وخصائص على بن ابى طالب عليه السلام في القرآن ، ومسألة في تصحيح رد الشمس
وترغيم النواصب الشمس . توفى بعد سنة 490 .
( 1 ) في نسخة : " الحائرى " وفى المصدر : الحميرى .
( 2 ) في المصدر : الحسن بن على بن زياد السرى
( 3 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، والظاهر أن الصحيح الاشقر ، وهو الحسين بن الحسن
الاشقر الفزارى الكوفى يروى عن قيس بن الربيع ، راجع تهذيب التهذيب 2 : 335 و 336
وسيأتى في حديث عن تفسير فرات التصريح بذلك
( 4 ) في المصدر : امرنا الله بمودتهم .
( 5 ) زاد في المصدر : وفاطمة لقاحها .
( 6 ) في نسخة : [ ثمارنا والحسن والحسين اوراقنا ] وفى المصدر : ثمارها والحسن
والحسين اوراقها .
( 7 ) في المصدر : ومن زاغ عنها هوى . ( * )
[231]
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقى ومعرب ( 1 )
وعلى التقادير ففي المودة قولان : أحدهما أنه استثناء منقطع ، لان هذا
مما يحب بالاسلام فلا يكون أجرا للنبوة ، والاخر أنه استثناء متصل ، والمعنى
لا أسألكم أجرا إلا هذا ، فقد رضيت به أجرا ، كما أنك تسأل غيرك حاجة فيعرض
المسئول عليك برا ، فتقول له : اجعل بري قضاء حاجتي ، وعلى هذا يجوز أن
يكون المعنى لا أسألكم أجرا إلا هذا ونفعه أيضا عائد إليكم ، فكأني لا أسألكم
أجرا ( 2 ) .
وذكر أبوحمزة الثمالي في تفسيره : حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة واستحكم الاسلام قالت
الانصار فيما بينهم : يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله فنقول له : تعروك امور ، فهذه أموالنا
فاحكم ( 3 ) فيها غير حرج ولا محظور عليك ، فأتوه في ذلك فنزل ( 4 ) قل : " لا أسألكم
عليك أجرا إلا المودة في القربى " فقرأها عليهم ، فقال : تودون قرابتي من بعدي
فخرجوا من عنده مسلمين لقوله ، فقال المنافقون : إن هذا لشئ افتراه في
مجلسه ، أراد بذلك أن يذللنا لقرابته من بعده ، فنزلت : " أم يقولون افترى على
الله كذبا " فأرسل إليهم فتلاها عليهم ، فبكوا واشتد عليهم ، فأنزل الله : " وهو
الذي يقبل التوبة عن عباده " الآية ، فأرسل في أثرهم فبشرهم قال : " ويستجيب
الذين آمنوا " وهم الذين سلموا لقوله ، ثم قال تعالى : " ومن يقترف حسنة
نزد له فيها حسنا " أي من فعل طاعة نزد له في تلك الطاعة حسنا بان نوجب له الثواب .
وذكر أبوحمزة الثمالى عن السدي أنه قال : اقتراف الحسنة المودة لآل
محمد صلى الله عليه وآله .
* ( هامش ) * ( 1 ) اى فسرها كل من كان تتقى وتخفى رأيه . ومن كان يسعه اظهار رأيه وافصاح بمذهبه .
( 2 ) في المصدر : لم اسألكم اجرا .
( 3 ) في المصدر : ان تعرك امور فهذه اموالنا تحكم .
( 4 ) في المصدر : فنزلت . ( * )
[232]
وصح عن الحسن بن على عيله السلام أنه خطب الناس فقال في خطبته : أنا من
أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال : " قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " واقتراف الحسنة
مودتنا أهل البيت .
وروى إسماعيل بن عبدالخالق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إنها نزلت
فينا أهل البيت أصحاب الكساء ، انتهى كلامه اعلى الله مقامه ( 1 ) .
وقال العلامة روح الله روحه في كتاب كشف الحق : روى الجمهور في الصحيحين
وأحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال : لما نزل : " قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين
وجبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي وفاطمة وابناهما " ووجوب المودة يستلزم
وجوب الطاعة انتهى ( 2 ) .
وقال البيضاوي : " قل لا أسألكم عليه " على ما أتعاطاه من التبليغ والبشارة
" أجرا " نفعا منكم " إلا المودة في القربى " أن تودوني لقرابتي منكم ، أو تودوا
قرابتي ، وقيل : الاستثناء منقطع ، والمعنى لا أسألكم أجرا فقط ، ولكن أسألكم
المودة ، " وفي القربى " حال منها .
روي أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء ؟ قال : علي وفاطمة
وابناهما ، ثم قال : " ومن يقترف حسنة " ومن يكتسب طاعة سيما حب آل
الرسول صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
وقال الرازي في تفسيره الكبير : روى الكلبي عن ابن عباس قال : إن
النبي لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة ، فقال الانصار :
إن هذا الرجل قد هداكم الله على يده ، وهو ابن اختكم وجاركم في بلدكم
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 9 : 28 و 29 .
( 2 ) احقاق الحق : 3 .
( 3 ) انوار التنزيل 2 : 397 . ( * )
[233]
فاجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا ، ثم أتوه به فرده عليهم ونزل قوله تعالى :
" قل لا أسألكم عليه أجرا " أي على الايمان إلا أن تودوا أقاربي ، فحثهم على مودة
أقاربه ، ثم قال : نقل صاحب الكشاف ( 1 ) عن النبى صلى الله عليه وآله إنه قال : من مات على
حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن
مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل
الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير
ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها
ألا ومن مات على حب آل محمد صلى الله عليه وآله فتح له في قبره بابا إلى الجنة ، ألا ومن مات
على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل
محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة
مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة .
هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف ، وأنا أقول : آل محمد هم الذين يؤل
أمرهم إليه ، وكل من كان أول أمرهم إليه كانت أشد وأكمل كانوا هم الآل ، و
لا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله
أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل ، وأيضا اختلف
الناس في الآل فقيل : هم الاقارب ، وقيل : هم امته ، فإن حملناه على القرابة فهم
الآل . وإن حملناه على الامة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل ، فثبت أن على جميع


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 233 سطر 19 الى ص 241 سطر 18

التقديرات هم آل ، وما غيرهم هل يدخلون تحت لفظ الآل فمختلف فيه ، فثبت
على جميع التقديرات أنهم آل محمد صلى الله عليه وآله .
وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله من
قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) يوجد في الكشاف 4 : 173 .
( 2 ) تفسير الكشاف 4 : 172 . ( * )
[234]
فثبت أن هؤلاء الاربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا
مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الاول قوله تعالى : " إلا المودة في القربى " ووجه الاستدلال به ما سبق .
الثاني : لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحب ( 1 ) فاطمة ، قال صلى الله عليه وآله : " فاطمة
بضعة منى يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وآله أنه كان يحب
عليا والحسن والحسين عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الامة مثله ، لقوله
تعالى : " فاتبعوه لعلكم تفلحون " ( 2 ) ولقوله تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن
أمره ( 3 ) " ولقوله : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ( 4 ) " ولقوله
سبحانه : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ( 5 ) " .
الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة
التشهد في الصلوات وهو قوله : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم محمدا وآل
محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب
آل محمد واجب .
وقال الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض
* ( هامش ) * ( 1 ) ولم يكن حبه صلى الله عليه وآله لها ولعلى عليه السلام وابنيه حبا طبيعيا كحب
الاباء الابناء والاصهار ، بل كان حبا ناشئا عن ميز خلقى ومزية شرعى فيهم ، ويكشف عن
ذلك انه صلى الله عليه وآله اطلق في حق فاطمة عليها السلام قوله : انه يؤذيه ما يؤذيها ، و
قوله في حق على عليه السلام : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره
واخذل من خذله . وغير ذلك مما ورد في حقهم عليهم السلام .
( 2 ) لم نجدها في المصحف الشريف بهذا اللفظ والموجود في سورة الاعراف : 158 :
واتبعوه لعلكم تهتدون .
( 3 ) النور : 63 .
( 4 ) آل عمران : 31 .
( 5 ) الاحزاب : 21 . ( * )
[235]
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي
انتهى ( 1 ) .
وقال صاحب الكشاف زائدا على ما نقله عنه الرازي : روي عن علي عليه السلام
قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حسد الناس لي فقال : " أما ترضى أن تكون رابع
أربعة : أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا
وشمائلنا ، وذرياتنا خلف أزواجنا " .
وعن النبي صلى الله عليه وآله حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي
ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطلب ولم يجازه عليها فأنا اجازيه عليها
غدا إذا لقيني يوم القيامة .
وروي أن الانصار قالوا : فعلنا وفعلنا ، كأنهم افتخروا ، فقال عباس أو
ابن عباس : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاهم في مجالسهم فقال :
يا معشر الانصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال :
ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفلا تجيبوني ؟
قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أو
لم يكذبوك فصدقناك ؟ أولم يخذلوك فنصرناك ؟ قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله ، فنزلت الآية .
وقال في قوله تعالى : " ومن يقترف حسنة " : عن السدي أنها المودة في
آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، نزلت في أبي بكر الصديق ، ومودته فيهم ، والظاهر العموم
في أي حسنة كانت إلا أنها لما ذكرت عقيب ذكر المودة في القربى دل ذلك على
أنها تناولت المودة تناولا أوليا كأن سائر الحسنات لها توابع ، انتهى كلامه زاد
الله في انتقامه ( 2 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مفاتيح الغيب 7 :
( 2 ) تفسير الكشاف 4 : 172 و 173 . ( * )
[236]
ولقد أحسن معونة إمامه ، حيث ذكر بعد الاخبار المستفيضة المتفق عليها
بين الفريقين الدالة على كفر إماميه وشقاوتهما ما يدل على براءته متفردا بذلك
النقل ، ولا يخفى على المنصف ظهور مودته ومودة صاحبه أهل البيت عليهم السلام في
حياة الرسول صلى الله عليه وآله وبعد وفاته لاسيما في أمر فدك وقتل فاطمة وولدها صلى الله
عليها ، وتسليط بني امية عليهم ، وما جرى من الظلم بسببهما عليهم إلى ظهور
صاحب العصر ، ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر .
1 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " قل
ما سألتكم من أجر فهو لكم " وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله سأل قومه أن يودوا أقاربه
ولا يؤذوهم ، وأما قوله : " فهو لكم " يقول : ثوابه لكم ( 1 ) .
بيان : قال البيضاوي : " قل ما سألتكم من أجر " أي شئ سألتكم ما أجر
الرسالة ( 2 ) " فهو لكم " والمراد نفي السؤال ، فانه جعل التنبي مستلزما لاحد
الامرين : إما الجنون ، وإما توقع نفع دنيوي عليه ، لانه إما أن يكون لغرض
أو غيره ، وأيا ما كان يلزم أحدهما ، ثم نفى كلا منهما ، وقيل : " ما " موصولة
مرادا بها ما سألهم بقوله : " ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه
سبيلا " وقوله : " لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " واتخاذ السبيل
ينفعهم ، وقرباه قرباهم ( 3 ) .
2 - ب : الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخلق قال : قال أبوعبدالله عليه السلام
للاحول : أتيت البصرة ؟ قال : نعم ، قال : كيف رأيت مسارعة الناس في هذا الامر
ودخولهم فيه ؟ فقال : والله إنهم لقليل ، ولقد فعلوا ذلك وإن ذلك لقليل ، فقال :
عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير ، قال : ما يقول أهل البصرة في هذه
الآية : " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال : جعلت فداك إنهم
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 541 .
( 2 ) في نسخة : على الرسالة .
( 3 ) انوار التنزيل 2 : 294 . ( * )
[237]
يقولون ، إنها لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ولاهل بيته ، قال : إنما نزلت فينا أهل
البيت في الحسن والحسين وعلي وفاطمة أصحاب الكساء ( 1 ) .
قب : عن إسماعيل مثله ( 2 ) .
كا : محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن عبدالخالق
مثله ( 3 ) .
3 - ب : هارون عن ابن صدقة قال : حدثنا جعفر عن آبائه أنه ما نزلت
هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "
قام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم
فرضا ، فهل أنتم مؤدوه ؟ قال : فلم يجبه أحد منهم ، فانصرف ، فلما كان من الغد
قام فيهم فقال مثل ذلك ، ثم قال فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث ، فلم يتكلم
أحد ، فقال : أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب ، قالوا :
فألقه إذا ، قال : إن الله تبارك وتعالى أنزل علي : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى " فقالوا : أما هذه فنعم ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : فو الله ما وفى بها
إلا سبعة نفر : سلمان وأبوذر وعمار والمقداد بن الاسود الكندي وجابر بن
عبدالله الانصاري ومولى لرسول الله صلى الله عليه وآله يقال له : الثبيت ، وزيد بن أرقم ( 4 ) .
4 - ختص : جعفر بن الحسين عن محمد بن عبدالله الحميري عن أبيه عن هارون
ابن مسلم عن أبي الحسن الليثي عنه عليه السلام مثله ( 5 ) .
5 - فس : أبي عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن محمد بن مسلم قال : سمعت
* ( هامش ) * ( 1 ) قرب الاسناد : 60 و 61 .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب .
( 3 ) روضة الكافى : 93 . فيه : قلت : جعلت فداك انهم يقولون : انها لاقارب رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فقال : كذبوا انما نزلت فينا خاصة في اهل البيت في على وفاطمة و
الحسن والحسين اصحاب الكساء عليهم السلام .
( 4 ) قرب الاسناد : 38 .
( 5 ) الاختصاص : 63 . ( * )
[238]
أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى " يعني في أهل بيته ، قال : جاءت الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : إنا
قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن به اعلى ما نابك ، فأنزل الله " قل
لا أسألكم عليه أجرا " يعني على النبوة " إلا المودة في القربى " يعني في أهل بيته ، ثم
قال : ألا ترى أن الرجل يكون له صديق ، وفي نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته
فلا يسلم صدره ، فأراد الله أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله شئ على امته ، ففرض
عليهم المودة في القربى ، فان أخذوا أخذوا مفروضا ، وإن تركوا تركوا مفروضا
قال : فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول : عرضنا عليه أموالنا فقال : قاتلوا عن أهل
بيتي من بعدي ، وقالت طائفة : ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وجحدوه ، وقالوا
كما حكى الله : " أم يقولون افترى على الله كذبا " فقال الله تعالى : " فإن يشأ الله
يختم على قلبك " قال : لو افتريت " ويمح الله الباطل " يعني يبطله " ويحق الحق
بكلماته " يعني بالائمة والقائم من آل محمد " إنه عليم بذات الصدور " ثم قال :
" وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " إلى قوله : " ويزيدهم من فضله " يعني الذين
قالوا القول ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال : " والكافرون لهم عذاب شديد ( 1 ) "
وقال أيضا : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال : أجر النبوة أن
لا تؤذوهمم ولا تقطعوهم ولا تغضبوهم ( 2 ) وتصلوهم ولا تنقضوا العهد فيهم لقوله : " والذين
يصلون ما أمر الله به أن يوصل ( 3 ) " قال : جاء الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا :
إنا قد نصرنا وفعلنا فخذ من أموالنا ما شئت ، فأنزل الله : " قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى " يعني في أهل بيته ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك :
من حبس أجيرا أجره فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم
القيامة صرفا ولا عدا ، وهو محبة آل محمد صلى الله عليه وآله ( 4 ) ، ثم قال : " ومن يقترف
* ( هامش ) * ( 1 ) الشورى : 24 - 26 .
( 2 ) في المصدر : ولا تغصبوهم .
( 3 ) الرعد : 21 .
( 4 ) في نسخة : آل رسول الله صلى الله عليه وآله . ( * )
[239]
حسنة " وهي إقرار الامامة لهم والاحسان إليهم وبرهم وصلتهم " نزد له فيه حسنا "
أي نكافئ على ذلك بالاحسان ( 1 ) .
بيان : قوله وفي نفس ذلك الرجل شئ ، أقول يحتمل وجهين :
الاول : أن يكون المراد بالرجل الثاني هو الرجل الاول ، أي لا يسلم
صدره بدون أن يظهر ما في صدره لاهل بيته عند صديقه ، وكان الرسول صلى الله عليه وآله في
صدره أن يكلفهم ( 2 ) بمودة أهل بيته ، ولم يكن يظهر ذلك حياء ، فأراد الله تعالى
أن لا يكون ذلك في نفسه فيكون نقصا للامة فأظهره الله تعالى .
والثانى : أن يكون المراد بالرجل ثانيا الصديق ، أي في نفس الصديق حقد
على أهل بيته فلم يسلم صدر الرجل للصديق ، فأراد أن تطيب نفسه صلى الله عليه وآله على امته
فكلفهم بذلك ، ولعل الاول أظهر لفظا ، ولكن سيأتي ما يؤيد الثاني فلا تغفل .
قوله : ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله ، لعل الطائفة غير السامعين منه صلى الله عليه وآله . وفي بعض
النسخ : " قال " بدون " ما " وفي بعضها : ما قال هذا إلا رسول الله ، وعلى التقديرين
المعنى أنه قال هذا من عند نفسه .
6 - سن : أبي عمن حدثه عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الرجل ربما يحب الرجل ويبغض ولده فأبى الله عزوجل
إلا أن يجعل حبنا مفترضا ، أخذه من أخذه ، وتركه من تركه واجبا ، فقال : قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ( 3 )
7 - سن : ابن محبوب عن أبي جعفر الاحول عن سلام بن المستنير قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "
فقال : هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه وآله في أهله بيته ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 601 و 602 فيه : [ وهى الامامة لهم ] وفيه : نكافئ ذلك بالاحسان .
( 2 ) في نسخة : إن يكلمهم .
( 3 ) المحاسن : 144 .
( 4 ) المحاسن : 144 . ( * )
[240]
8 - سن : الهيثم بن النهدي عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لابي جعفر الاحول : ما يقول من عندكم في قول
الله تبارك وتعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فقال كان الحسن
البصري يقول : في أقربائي من العرب ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : لكني أقول لقريش
الذين عناد ههنا خاصة ( 1 ) ، فيقولون : هي لنا ولكم عامة ، فأقول : خبروني عن
النبي صلى الله عليه وآله إذا نزلت به شديدة من خص بها ؟ أليس إيانا خص بها حين أراد أن
يلاعن أهل نجران ؟ أخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ويوم بدر قال
لعلي عليه السلام وحمزة وعبيدة بن الحارث ، قال : فأبوا يقرون لي أفلكم الحلو ولنا
المر ( 2 ) .
بيان : قوله عليه السلام : الذين عندنا ، أي نحن نقول لقريش : المراد بالقربى
الجماعة الذين عندنا ، أي أهل البيت عليهم السلام خاصة ( 3 ) ، فيقولون أي قريش .
قوله : فأبوا يقرون لي ، أي بعد إتمام الحجة عليهم في ذلك بما ذكرنا أبوا عن قبوله
وفي بعض النسخ فأتوا بقرون لهم ، أي أتوا جمعا من المشركين ، وأتوا برؤوسهم ، أو
القرون كناية عن شجعانهم ورؤسهائهم .
9 - سن : الحسن بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن عبدالله بن عجلان
قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة
في القربى " فقال : نعم هم الائمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم ( 4 ) .
10 - فر : فرات بن إبراهيم الكوفي عن جعفر بن محمد بن يوسف الاودي
عن علي بن أحمد عن إسحاق بن محمد بن عبيدالله عن القاسم بن محمد بن عقيل عن جابر
رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حائط من حيطان بني حارثة إذ جاء جمل
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ لكنى أقول الذين عندنا : هى لنا خاصة ] وهو الصحيح .
( 2 ) المحاسن : 144 و 145 . أقول : ولعل الصحيح : فابوا يقولون لى : افلكم الحلو
ولنا المر ؟
( 3 ) والمعنى على ما ذكرته من المصدر واضع لا يحتاج إلى تجشم .
( 4 ) المحاسن : 145 فيه : هم الائمة . ( * )
[241]
أجرب أعجف حتى سجد للنبى صلى الله عليه وآله ، قلنا لجابر : أنت رأيته ؟ قال : نعم رأيته
واضع جبهته ( 1 ) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا عمر إن هذا الجمل قد سجد
لي واستجار بي فاذهب فاشتره وأعتقه ولا تجعل لاحد عليه سبيلا ، قال : فذهب
عمر فاشتراه وخلى سبيله ، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله صلى هذا بهيمة
يسجد لك فنحن أحق أن نسجد لك ، سلنا على ما جئتنا به من الهدى أجرا ، سلنا
عليه عملا ، فقال صلى الله عليه وآله : لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد
لزوجها ، فقال جابر : فو الله ما خرجت حتى نزلت الآية الكريمة : قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى ( 2 ) .
11 - فر : عبيد بن كثير عن علي بن الحكم قال : أخبرنا شريك عن إسحاق
قال عمرو بن شعيب في قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "
قال : قرابته من أهل بيته ( 3 ) .
12 - فر : الحسين بن سعيد عن محمد بن على بن خلف العطار عن الحسين
الاشقر عن قيس بن الربيع عن الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي
الله عنه قال : لما نزلت الآية : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قلت :
يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة
وولدهما ، ثلاث مرات يقولها ( 4 ) .
13 - فر : جعفر بن محمد الفزاري باسناده عن عباد بن عبدالله بن حكيم
قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام فسأله رجل عن قول الله : " قل لا أسألكم عليه


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 241 سطر 19 الى ص 249 سطر 18

أجرا إلا المودة في القربى " قال : نزعم أنها قرابة ما بيننا وبينه ، وتزعم قريش
أنها قرابة ما بينه وبينهم ، وكيف يكون هذا وقد أنبأ الله أنه معصوم ( 5 )
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : " ووضع جبهته " وفى المصدر : واضعا جبهته .
( 2 ) تفسير فرات : 143 و 144 .
( 3 ) تفسير فرات : 144 فيه : قال : سألت عمرو بن شعيب .
( 4 ) تفسير فرات : 144 ،
( 5 ) تفسير فرات : 144 . ( * )
[242]
بيان : كأن المعنى ( 1 ) أنه كيف تكون مودة قريش واجبة على الناس وقد
كان فيهم قوم يخاف منهم الرسول في تبليغ ما انزل إليه حتى أخبر الله أنه معصوم
من شرهم ، فقال : والله يعصمك من الناس ( 2 ) .
14 - فر : عبدالله بن مالك عن محمد بن موسى بن أحمد عن محمد بن الحارث
الهاشمي عن الحكم بن سنان الباهلي عن أبي جريح ( 3 ) عن عطا بن أبي
رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين : أخبريني جعلت فداك بحديث احدث
وأحتج به على الناس ، قالت : أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلا بالمدينة
وأن من أتاه المهاجرين كانوا ينزلون عليه ، فأرادت الانصار أن يفرضوا
لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا : قد رأينا
ما ينوبك من النوائب ، وإنا أتيناك لنقرض لك من أموالنا فريضة تستعين بها على
من أتاك ، قال : فأطرق النبي صلى الله عليه وآله طويلا ثم رفع رأسه وقال إني لم اؤمر أن آخذ
منكم على ما جئتم به شيئا فانطلقوا ، إن امرت به ( 4 ) أعلمتكم ، قال : فنزل
جبرئيل فقال : يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وأنزل الله ( 5 )
عليهم فريضة : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فخرجوا وهم
يقولون : ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن يذل له الناس ، وتخضع له الرقاب ( 6 )
ما دامت السماوات والارض لبني عبدالمطلب ، قال : فبعث النبى صلى الله عليه وآله إلى علي
* ( هامش ) * ( 1 ) او المعنى كيف تكون هذه المزعمة صحيحة وقد أنبا الله ان قرباه معصوم ، واشار
بذلك إلى قوله تعالى : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا .
( 2 ) المائدة : 67 .
( 3 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، وهو مصحف والصحيح : " ابن جريح " بالجيم ، وهو
كنية لعبد الملك بن عبدالعزيز بن جريح الاموى مولاهم المكى .
( 4 ) في الصمدر : فانطلقوا فانى لم اؤمر بشئ ، وان امرت به اعلمتكم .
( 5 ) في المصدر : وقد انزل الله .
( 6 ) في المصدر : الا ان يذل له الاشياء ويخضع له الرقاب . ( * )
[243]
ابن أبي طالب عليه السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ، ثم قال : يا أيها الناس ( 1 )
من انتقص أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن انتمى إلى غيره مواليه فليتبوأ
مقعده من النار ، فمن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار ، قال : فقام
رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهن من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ويل لقريش من
تأويلهن ، ثلاث مرات ( 2 ) ، ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الاجير الذي
أثبت الله مودته من السماء ، ثم قال : أنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبوالمؤمنين
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والانصار ، فلما اجتمعوا
قال : يا أيها الناس إن عليا أولكم إيمانا بالله ، وأقومكم بأمر الله ، وأوفاكم
بعهد الله ، وأعلمكم بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم
عند الله مزية ( 3 ) ثم قال : إن الله مثل لي امتي في الطين ، وعلمني أسماءهم كما
علم آدم الاسماء كلها ، ثم عرضهم علي فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي
وشيعته ، وسألت ربي أن تستقيم امتي على علي من بعدي ، فأبي إلا أن يضل من
يشاء ، ويهدي من يشاء ، ثم ابتدأني ربي في علي عليه السلام بسبع خصال : أما أولهن
فإنه أول من تنشق الارض عنه معي ، ولا فخر ، وأما الثانية فانه يزود ( 4 ) أعداءه
عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الابل ، وأما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي
عليه السلام ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأما الرابعة فانه أول من يقرب باب
الجنة معي ، ولا فخر ، وأما الخامسة فانه أول من يزوج من الحور العين معي
ولا فخر ، وأما السادسة فانه أول من يسقى من الرحيق المختوم ختامه مسك وفي
ذلك فليتنافس المتنافسون ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وادع الناس ثم قل ايها الناس .
( 2 ) اى قاله ثلاث مرات .
( 3 ) في نسخة : وافضلكم عند الله حرمة .
( 4 ) اى يطرا اعداءه عن حوضى .
( 5 ) تفسير فرات : 145 و 146 . أقول : الظاهر ان نسخة المصنف كانت ناقصة فلم يذكر ( * )
[244]
15 - فر : عبدالسلام عن هارون بن أبي بردة عن جعفر بن الحسن عن يوسف
عن الحسين بن إسماعيل الاسدي عن سعد بن طريف عن ابن نباته قال : كنت جالسا
عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الكوفة فأتاه رجل من بجيلة
يكنى أبا خديجة ومعه ستون رجلا من بجيلة ، فسلم وسلموا ، ثم جلس وجلسوا ثم
إن أبا خديجة قال : يا أمير المؤمنين أعندك سر من سر رسول الله صلى الله عليه وآله تحدثنا به ؟ قال :
نعم ، يا قنبر ائتني بالكتابة ، ففضها فإذا هي أسفلها سليفة مثل ذنب الفارة مكتوبة
فيها ( 1 ) : بسم الله الرحمان الرحيم إن لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من
انتمى إلى غير مواليه ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أحدث في الاسلام
حدثا أو آوى محدثا ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من ظلم أجيرا ( 2 )
ولعنة الله على من سرق شبرا من الارض ( 3 ) وحدودها يكلف يوم القيامة أن يجيئ
بذلك من سبع سماوات وسبع أرضين ، ثم التفت إلى الناس فقال : والله لو كلفت
هذا دواب الارض ما أطاقته ، فقال له : يا أبا خديجة إنا أهل البيت موالي كل مسلم
فمن تولى غيرنا فعليه مثل ذلك ، والاجير ليس بالدينار ولا بالدينارين ، ولا
بالدرهم ولا بالدرهمين ، بل من ظلم رسول الله صلى الله عليه وآله أجره في قرابته ، قال الله تعالى :
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فمن ظلم رسول الله صلى الله عليه وآله أجره في
قرابته فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 4 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : السلفة بالضم : جلد رقيق يجعل بطانة للخفاف .
16 - فر : عبيد بن كثير عن يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز ( 5 ) عن عامر
* ( هامش ) * السابعة ، والموجود في المصدر : وأما السادسة فانه اول من يسكن معى في عليين ولا فخر ، واما
السابعة فانه اول من يسقى من رحيق مختوم اه .
( 1 ) في المصدر : فاذا في اسفلها سليفة مثل ذنب الفارة مكتوب فيها .
( 2 ) في المصدر : على من ظلم اجيرا اجره .
( 3 ) في المصدر : على من سرق منا الارض وحدودها .
( 4 ) تفسير فرات : 146 و 147 فيه تصحيفات راجعه .
( 5 ) في المصدر : يحيى بن الحسن بن فرات الفزارى . ( * )
[245]
بن كثير السراج عن الحسين بن سعيد عن محمد بن علي عن زياد بن المنذر قال : سمعت
أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام وهو يقول : نحن شجرة أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وفرعها
علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأغصانها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله ، وثمرتها ( 1 ) الحسن والحسين
عليهما السلام والتحية والاكرام ، وأنا شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفتاح
الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله
ووديعته ، والامانة التي عرضت على السماوات والارض والجبال ، وحرم الله
الاكبر ، وبيت الله العتيق ، وذمته ، وعندنا علم المنايا والبلايا والقضايا والوصايا
وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب ، وإن الائمة عليهم السلام كانوا نورا مشرقا
حول عرش ربهم فأمرهم أن يسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم ، وإنهم
لهم الصافون ، وإنهم لهم المسبحون ( 2 ) ، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ، و
من عرف حقهم فقد عرف حق الله ، هؤلاء عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن حجد حقهم
فقد جحد حق الله ، هم ولاة أمر الله وخزنة وحي الله ، وورثة كتاب الله ، وهم
المصطفون بأمر الله ، والامناء على وحي الله ، هؤلاء أهل بيت النبوة ، ومفاض الرسالة
والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة ، من كان يغذوهم ( 3 ) جبرئيل بأمر الملك الجليل
بخبر التنزيل وبرها الدليل ، هؤلاء أهل البيت ( 4 ) أكرمهم الله بشرفهم ، وشرفهم
بكرامته ، وأعزهم بالهدى ، وثبتهم بالوحي ، وجعلهم أئمة هداة ، ونورا في
الظلم للنجاة ، واختصهم لدينه ، وفضلهم بعلمه ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين
وجعلهم عمادا لدينه ، ومستودعا لمكنون سره ، وامناء على وحيه ، وشهداء على
بريته ، واختارهم الله واجتباهم وخصهم واصطفاهم وفضلهم وارتضاهم وانتجبهم
وجعلهم نورا للبلاد ، وعمادا للعباد ، وحجته العظمى ( 5 ) وأهل النجاة والزلفى
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وثمرها .
( 2 ) في المصدر : وانهم لصافون وانهم هم المسبحون .
( 3 ) في المصدر : يغدوهم .
( 4 ) في الصمدر : اهل البيت اكرمهم الله .
( 5 ) في المصدر : والحجة العظمى . ( * )
[246]
هم الخيرة الكرام ، هم القضاة الحكام ، هم النجوم الاعلام ، وهم الصراط
المستقيم ، هم السبيل الاقوام ، الراغب عنهم مارق ، والمقصر عنهم زاهق ، واللازم
لهم لاحق ، هم نور الله في قلوب المؤمنين ، والبحار السائغة للشاربين ، أمن
لمن التجأ إليهم ، وأمان لمن تمسك بهم ، إلى الله يدعون ، وله يسلمون ، وبأمره
يعملون ، وببيانه يحكمون ، فيهم بعث الله رسوله ، وعليهم هبطت ملائكته ، وبينهم
نزلت سكينته ، وإليهم بعث الروح الامين ، منا من الله عليهم فضلهم به ، وخصهم
بذلك ، وآتاهم تقواهم ، وبالحكمة قواهم ، هم فروغ طيبة ، واصول مباركة ( 1 )
خزان العلم ، وورثة الحلم ، واولو التقى والنهى والنور والضياء ، وورثة الانبياء
وبقية الاوصياء ، منهم الطيب ذكره المبارك اسمه محمد المصطفى والمرتضى ، ورسوله
الامي ، ومنهم الملك الازهر ، والاسد الباسل ، حمزة بن عبدالمطلب ، ومنهم المستسقى
به يوم الرمادة العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وصنو أبيه ، وجعفر
ذو الجناحين والقبلتين والهجرتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الاديم
وضاح البرهان ، ومنهم حبيب محمد صلى الله عليه وآله وأخوه ، والمبلغ عنه من بعده البرهان
والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين ، وولي المؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين
علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية ، هؤلاء الذين
افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة ، فقال في محكم كتابه لنبيه
صلى الله عليه وآله : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف
حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور " قال أبوجعفر محمد بن علي عليهما السلام :
اقتراف الحسنة حبنا أهل البيت ( 2 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : رمت الغنم هلكت من برد أو صقيع ( 3 ) ومنه
عام الرمادة في أيام عمر هلكت فيه الناس والاموال .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : واصول مباركة ، مستقر قرار الرحمة ، حزان العلم ، وورثة الحلم
اولو التقوى .
( 2 ) تفسير فرات : 147 و 148 .
( 3 ) الصقيع : الجليد او ما يسقط من السماء في الليل كانه ثلج . ( * )
[247]
17 - فر : محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل عن إبراهيم بعني النصيبى ، عن
عبدالله بن حكيم ، عن حكيم بن جبير ( 1 ) أنه قال سألت علي بن الحسين بن علي
عليهم السلام عن هذه الآية : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال :
هي قرابتنا أهل البيت من محمد صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
18 - فر : محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن عبدالله بن حكيم ، عن حكيم بن جبير
عن حبيب بن أبي ثابت أنه أتى مسجد قبا فإذا فيه مشيخة من الانصار فحدثوه
أن علي بن الحسين أتاهم يصلي في مسجد قبا فسلموا عليه ثم قالوا : إن مشيختنا
حدثونا ( 3 ) أنهم أتوا نبي الله في مرضه الذي مات فيه فقالوا : يا نبي الله قد أكرمنا
الله وهدانا بك وآمنا وفضلنا بك ، فاقسم في أموالنا ما أحببت ، فقال لهم نبي الله :
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فأمرنا بمودتكم ( 4 ) .
19 - فر : عبيد بن كثير عن الحسين بن نصر عن أيوب بن سليمان الفزاري
عن أيوب بن علي بن الحسين بن السمط قال : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن
أبي طالب عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لما نزلت : " قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال جبرئيل : يا محمد إن لكل دين أصلا ودعامة
وفرعا وبنيانا ، وأن أصل الدين ودعامته قول : لا إله إلا الله ، وإن فرعه و
بنيانه محبتكم أهل البيت وموالاتكم فيما وافق الحق ودعا إليه ( 5 ) .
20 - فر : علي بن محمد بن علي بن عمر النصري ( 6 ) ، عن القاسم بن أحمد
يعني ابن إسماعيل ، عن جعفر يعني ابن عاصم . ونصر وعبدالله يعني ابن المغيرة
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عن سعيد بن جبير أنه سأل على بن الحسين عليه السلام .
( 2 ) تفسير فرات : 148 .
( 3 ) في المصدر : فسلموا عليه ، ثم قالوا : ان كنتم سلمتم الينا فيما كان بينكم نشهدكم
فان مشيختنا .
( 4 ) تفسير فرات : ص 148 .
( 5 ) تفسير فرات : 148 و 149 .
( 6 ) في المصدر : البصرى . ( * )
[248]
عن محمد يعني ابن مروان ، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : " قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال ابن عباس رضي الله عنه : إن رسول الله
قدم المدينة فكانت تنوبه فيها نوائب وحقوق ، وليس في يديه سعة لذلك ، فقالت
الانصار : إن هذا الرجل قد هدانا الله على يديه ، وهو ابن اختكم تنوبه نوائب و
حقوق ، وليس في يديه لذلك سعة فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه به
فيستعين به على ما ينوبه ، ففعلوا ثم أتوه ، فقالوا : يا رسول الله إنك ابن اختنا ، وقد
هدانا الله على يديك . وتنوبك نوائب وحقوق ، وليس عندك لها سعة فرأينا أن نجتمع
من أموالنا فنأتيك به فتستعين به على من ينوبك وهو ذا ، فأنزل الله هذه الآية : " قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " يقول : إلا أن تودوني في قرابتي ( 1 ) .
21 - فر : العباس بن محمد بن الحسين الهمداني قال : أخبرني أبي عن
صفوان بن يحيى عن إسحاق يعني ابن عمار عن حفص الاعور عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما بعث الله نبيا قط إلا قال لقومه : " قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال : ثم قال : أما رأيت الرجل يود الرجل
ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شئ ، فأحب الله أن لا يكون في نفس رسول
الله صلى الله عليه وآله شئ على امته ، فإن أخذوه أخذوه مفروضا ، وإن تركوه تركوه مفروضا
قال : قلت : قوله : " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " قال : هو التسليم لنا ، و
الصدق فينا ، وأن لا يكذب علينا ( 2 ) .
22 - فر : الحسن بن الحكم عن إسماعيل عن أبان عن سلام بن أبي عمرو ( 3 )
عن أبي هارون العبدي عن محمد بن بشر عن محمد بن الحنفية أنه خرج إلى أصحابه
ذات يوم وهم ينظرون خروجه فقال : تنجزوا البشرى من الله ، فو الله ما من أحد
يتجز البشرى من الله غيركم ، ثم قرأ هذه الآية : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 149 : فيه : يقول : لا تؤذونى في اقاربى .
( 2 ) تفيسر فرات : 149 فيه : " والتصديق فينا " ولعله مصحف .
( 3 ) في المصدر : [ سلام بن ابى عميرة ] ولعله مصحف سلام بن ابن عمرة . ( * )
[249]
المودة في القربى " قال : نحن أهل البيت قرابته ، جعلنا الله منه ، وجعلكم الله منا
ثم قرأ هذه الآية . " قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ( 1 ) " الموت ، ودخول
الجنة ، وظهور أمرنا فيريكم الله ما تقر به أعينكم ، ثم قال : أما ترضون أن صلاتكم
تقبل ، وصلاتهم لا تقبل ، وحجكم يقبل ، وحجهم لا يقبل ، قالوا : لم يا أبا القاسم ؟
قال : فان ذلك كذلك ( 2 ) .
بيان : في القاموس : تنجز حاجته : استنجحها ، والعدة سأل إنجازها .
23 - فر : جعفر بن أحمد بن يوسف ، عن علي بن بزرج الحناط ، عن علي
ابن حسان عن عمه عبدالرحمان بن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل على
النبي صلى الله عليه وآله قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ثم إن
جبرئيل أتاه فقال : يا محمد إنك قد قضيت ( 3 ) نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل الاسم
الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي ، فإني ولا أترك الارض إلا وفيها
عالم تعرف به طاعتي ، وتعرف به ولايتي ويكون حجة لمن ولد فيما بين قبض النبي
إلى خروج النبي الآخر ، فأوصى إليه بالاسم وهو ميراث العلم ( 4 ) وآثار علم
النبوة ، وأوصى إليه بألف باب يفتح لكل باب ألف باب ، وكل كلمة ألف كلمة
ومات ( 5 ) يوم الاثنين ، وقال : يا علي لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله
كيلا يزيد فيه الشيطان شيئا ، ولا ينقص منه شيئا ، فإنك في ضد سنة وصي سليمان
عليه الصلاة والسلام ، فلم يضع علي عليه السلام رداءه على ظهره حتى جمع القرآن
فلم يزد فيه الشيطان شيئا ولم ينقص منه شيئا ( 6 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 249 سطر 19 الى ص 257 سطر 18

بيان : في ضد سنة وصي سليمان : إشارة إلى ما مر أن إبليس وضع كتاب
* ( هامش ) * ( 1 ) التوبة 52 .
( 2 ) تفسير فرات : 149 و 150 فيه : فان ذلك لذلك .
( 3 ) في المصدر : قد قضت .
( 4 ) في المصدر : فاوصى اليه بالاسم الاكبر وميراث العلم .
( 5 ) في المصدر : ومرض يوم الاثنين .
( 6 ) تفسير فرات : 150 فيه اختلاف راجعه . ( * )
[250]
السحر تحت سرير سليمان ولبس الامر على الناس .
24 - يف : روى البخاري ( 1 ) في صحيحه في الجزء السادس على حد
كراسين ونصف من أوله من النسخة المنقول منها قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى " بإسناده إلى طاووس عن ابن عباس أنه سئل عن قوله
تعالى " : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال سعيد بن جبير : قربى
آل محمد صلى الله عليه وآله ، الخبر .
وروى مسلم في صحيحه في الجزء الخامس على حد كراسين من أوله
مثل ذلك .
ورووه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من أجزاء أربعة من
أجزاء سورة حم ، من طرق ، وروى الثعلبي في تفسير هذه الآية تعيين آل محمد صلى الله عليه وآله
من طرق ، فمنها عن ام سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لفاطمة : ايتني بزوجك
وابنيك ، فأتت بهم ، فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال : اللهم هؤلاء آل
محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فانك حميد مجيد ، قالت : فرفعت الكساء
لادخل معهم فاجتذبه وقال : إنك لعلى خير .
وسيأتي في تفسير آية التطهير من رواية أحمد بن حنبل تعيين آل محمد أيضا .
وروى الثعلبي نحو ذلك من مشايخه عن علي بن الحسين عليه السلام وغيره .
انتهى كلام السيد رحمه الله ( 2 ) أقول : سيأتي أخبار الباب في أكثر الابواب لاسيما
باب معنى الآل والعترة .
25 - قب : كتاب ابن عقدة قال الصادق عليه السلام للحصين بن عبدالرحمان :
يا حصين لا تستصغر مودتنا فانها من الباقيات الصالحات ، قال : يا بن رسول الله
ما أستصغرها ولكن : أحمد الله عليها ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) رواه البخارى في الصحيح 6 : 162 باسناده عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر
عن شعبة عن عبدالملك بن ميسرة قال : سمعت طاووسا عن ابن عباس .
( 2 ) الطرائف : 27 - 28 .
( 3 ) مناقب : آل ابى طالب 3 : 344 . ( * )
[251]
26 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن محمد بن يحيى العلوي عن أبي محمد
إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد ( 1 ) قال : حدثي عمي علي
بن جعفر ، عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده عليه السلام قال : خطب الحسن
بن علي بن أبي طالب عليهما السلام حين قتل علي فقال : وإنا من أهل بيت افترض الله مودتهم
على كل مسلم حيث يقول " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ( 2 ) .
27 - كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز يحيى عن محمد بن زكريا عن
محمد بن عبدالله الجشمي ( 3 ) عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبدالملك
بن عمير عن الحسين بن علي صلوات الله علهيما في قول الله عزوجل : " قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال : إن القرابة التي أمر الله بصلتها و
عظم حقها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقنا على كل مسلم ( 4 ) .
28 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبدالله
بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة
في القربى " قال : هم الائمة عليهم السلام ( 5 ) .
29 - أقول : روى ابن بطريق رحمه الله في العمدة باسناده عن مسند أحمد بن
حنبل أنه قال فيما كتب إلينا محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمى أنه حدثه حارث
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في الكتاب : وفى المصدر : [ اسماعيل بن اسحاق بن محمد بن جعفر بن
محمد ) وكلاهما لا يخلوان عن وهم الصحيح كما في فهرست النجاشى : اسماعيل بن محمد بن
اسحاق بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عليهم السلام .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 284 .
( 3 ) في المصدر : الخثعمى .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 284 فيه : [ وعظم من حقها ] وفيه : اوجب الله حقنا على
كل مسلم .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 413 . ( * )
[252]
بن الحسن الطحان عن حسين الاشقر عن قيس عن الاعمش عن ابن جبير عن ابن
عباس قال : لما نزل " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قالوا : يا
رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما
ورواه من تفسير الثعلبي أيضا بهذا الاسناد ( 1 ) .
30 - وروى من صحيح البخاري والترمذي ( 2 ) . باسنادهما عن طاووس أنه
سأل ابن عباس عن قوله : " إلا المودة في القربى " قال سعيد بن جبير : قربى آل محمد
عليهم السلام ( 3 ) .
31 - وعن الثعلبى باسناده عن أبي الديلم قال : لما جيئ بعلي بن الحسين
عليهما السلام فاقيم على درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد
لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام :
أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : قرأت الحم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ الحم
قال : قرأت : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قال : أنتم هم ؟ قال :
نعم ، ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام : أفقرأت في بني إسرائيل : " وآت ذا القربى
حقه ( 4 ) " قال : وإنكم القرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه ؟ قال : نعم ( 5 ) .
32 - كا : علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن
شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " ومن يقترف حسنة
نزد له فيها حسنا " قال : من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده
ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الاولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام و
هو قول الله عزوجل : " من جاء بالحسنة فله خير منها ( 6 ) " تدخله الجنة ، وهو قول
* ( هامش ) * ( 1 ) العمدة : 23 و 24 .
( 2 ) رواه في العمدة عن مسلم ، ولم نجد روايته عن الترمذى .
( 3 ) العمدة : 24 و 25 .
( 4 ) الاسراء : 26 .
( 5 ) العمدة : 26 و 28 فيه : انتم القرابة .
( 6 ) النمل : 89 . ( * )
[253]
الله عزوجل : " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ( 1 ) " يقول : أجر المودة الذي لم
أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به تنجون من عذاب الله يوم القيامة ، وقال لاعداء
الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار : " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا
من المتكلفين ( 2 ) " يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله ، فقال المنافقون عند
ذلك بعضهم لبعض : أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل
أهل بيته على رقابنا ؟ فقالوا : ما أنزل الله هذا ، وما هو إلا شئ يتقوله يريد أن يرفع
أهل بيته على رقابنا ، ولئن قتل أو مات لننزعها ( 3 ) في أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم
أبدا ، وأراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه صلى الله عليه وآله ما أخفوا في صدورهم وأسروا به
فقال في كتاب عزوجل : " أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على
قلبك " يقول : لو شئت حبست عنك الوحي ، فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم
وقد قال الله عزوجل : " ويمحو ( 4 ) الله الباطل ويحق الحق بكلماته " يقول :
الحق لاهل بيتك الولاية " إنه عليم بذات الصدور ( 5 ) " يقول : بما ألقوه في
صدورهم من العداوة لاهل بيتك والظلم بعدك وهو قول الله عزوجل : وأسروا
النجوى ( 6 ) الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون ( 7 ) .
أقول : سيأتي تمام الخبر في باب أنهم أنوار الله .
* ( هامش ) * ( 1 ) سبا : 48 .
( 2 ) ص : 86 .
( 3 ) في المصدر : لننزعنها من اهل بيته .
( 4 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفى المصحف الشريف : " ويمح الله " .
( 5 ) الشورى : 24 .
( 6 ) الانبياء : 3 .
( 7 ) روضة الكافى : 379 و 380 . ( * )
[254]
14 * ( باب ) *
* ( آخر في تأويل قوله تعالى : واذا الموؤدة ) *
* ( سئلت * بأى ذنب قتلت ( 1 ) ) *
1 - فس : أحمد بن أدريس عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أيمن بن
محرز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " وإذا الموؤدة سئلت * بأي
ذنب قتلت " قال : من قتل في مودتنا ( 2 ) .
2 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
علي بن حديد عن منصور بن يونس عن منصور بن حازم عن زيد بن علي عليه السلام قال :
قلت له : جعلت فداك قوله تعالى : " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذب قتلت " قال :
هي والله مودتنا ، هي والله فينا خاصة ( 3 ) .
3 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل
ابن يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن قول الله عزوجل : " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت " قال :
من قتل في مودتنا سئل قاتله عن قتله ( 4 ) .
4 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبدالله بن جعفر عن محمد بن
عبدالحميد عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : " وإذا الموؤدة
سئلت * بأي ذنب قتلت " قال : من قتل في مودتنا ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) التكوير : 8 و 9 .
( 2 ) تفسير القمى : 713 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 372 فيه : قال : هى والله فينا خاصة .
( 4 و 5 ) كنز جامع الفوائد : 444 . هذه الروايات ( من الرقم 3 - 6 ) موجودة في
النسخة الرضوية واما النسخة الاخرى فهى خالية عنها . ( * )
[255]
5 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد الثقفي
عن الحسن بن الحسين الانصاري عن عمرو بن ثابت عن علي بن القاسم قال :
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى : " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت "
قال : شيعة آل محمد تسئل بأي ذنب قتلت ( 1 ) .
6 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن جمهور عن محمد بن سنان عن إسماعيل
ابن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت قوله عزوجل : " وإذا الموؤدة سئلت *
بأي ذنب قتلت " قال : يعني الحسين عليه السلام ( 2 ) .
7 - كنز : روى سليمان بن سماعة عن عبدالله بن القاسم عن أبي الحسن
الازدي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن ابن عباس أنه قال : هو من
قتل في مودتنا أهل البيت ( 3 ) .
8 - وعن منصور بن حازم عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن
قول الله عزوجل : " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت " قال : هي مودتنا
وفينا نزلت ( 4 ) .
بيان : قال الطبرسي قدس الله روحه في هذه الآية : الموؤدة هى الجارية
المدفونة حيا ، وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها
فان ولدت بنتا رمت بها الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، أي تسأل ( 5 ) فيقال لها :
بأي ذنب قتلت ، ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها وقيل : المعنى يسأل قاتلها بأي
ذنب قتلت .
وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام " وإذا المودة سئلت " بفتح الميم
والواو ، وروى ذلك ابن عباس أيضا ، فالمراد بذلك الرحم والقرابة ، وأنه يسأل
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) كنز جامع الفوائد : 444 .
( 3 و 4 ) كنز جامع الفوائد : 372 .
( 5 ) في المصدر : ومعنى قوله : " سئلت " ان الموؤدة تسأل . ( * )
[256]
قاطعها عن سبب قطعها ، وروي عن ابن عباس أنه قال : هو من قتل في مودتنا
أهل البيت .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : يعني قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قتل في جهاد .
وفي رواية اخرى : قال : هو من قتل في مودتنا وولايتنا انتهى ( 1 ) .
أقول : الظاهر أن أكثر تلك الاخبار مبنية على تلك القراءة الثانية ، إما
بحذف مضاف ، أي أهل المودة يسألون بأي ذنب قتلوا ، أو بإسناد القتل إلى
المودة مجازا ، والمراد قتل أهلها ، او بالتجوز في القتل ، والمراد تضييع مودة أهل
البيت عليهم السلام وإبطالها وعدم القيام بها وبحقوقها ، وبعضها على القراءة الاولى
المشهورة ، بأن يكون المراد بالمؤودة النفس المدفونة في التراب مطلقا أو حيا
إشارة إلى أنهم لكونهم مقتولين في سبيل الله تعالى ليسوا بأموات بل أحياء عند
ربهم يرزقون ، فكأنهم دفنوا حيا ، وفيه من اللطف مالا يخفى .
9 - فر : باسناده عن محمد بن الحنفية في قوله تعالى : " وإذا الموؤدة سئلت ،
قال : مودتنا ( 2 ) .
10 - وقال أبوجعفر عليه السلام في قول الله عز ذكره : " وإذا الموؤدة سئلت *
بأي ذنب قتلت " قال : من قتل في مودتنا ( 3 ) .
11 - فر : جعفر بن أحمد بن يوسف باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : " و
إذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت : يقول : أسألكم عن الموؤدة التي انزلت عليكم
فضلها بأي ذنب قتلتموهم ( 4 ) .
12 - فر : الفزاري باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز ذكره .
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان : 10 : 442 و 444 .
( 2 ) تفسير فرات : 203 .
( 3 ) تفسير فرات : 203 . فيه : حدثنا جعفر معنعنا عن ابى جعفر عليه السلام .
( 4 ) تفسير فرات 240 : فيه : [ واذا المؤدة ] ولعله مصحف : [ واذا المودة ] وفيه :
أسألكم عن المودة التى انزلت عليكم وصلها مودة القربى باى ذنب قتلموهم . ( * )
[257]
" وإذا الموؤدة سئلت " يعني مودتنا " بأي ذنب قتلت " قال : ذلك حقنا الواجب
على الناس ، وحبنا الواجب على الخلق قتلوا مودتنا ( 1 ) .
15 باب
* ( تأويل الوالدين والولد والارحام وذوى القربى بهم عليهم السلام ) *
1 - قب : سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام في خبر طويل في قوله تعالى :
" ووالد وما ولد " قال : أما الوالد فرسول الله صلى الله عليه وآله ، " وما ولد " يعني هؤلاء
الاوصياء عليهم السلام ( 2 ) .
بيان : قيل : الوالد آدم ، وما ولد ذريته ، أو الانبياء والاوصياء من ولده
وقيل : ابراهيم وولده ، وقيل : كل والده وولده .
2 - قب : أبوحمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " يا أيها الناس
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " الآية قال : قرابة الرسول صلى الله عليه وآله
وسيدهم أمير المؤمنين عليه السلام ، امروا بمودتهم فخالفوا ما امروا به ( 3 ) .
بيان : لعله تفسير لقوله تعالى : " والارحام " فيكون منصوبا كما هو في غير
قراءة حمزة ، فإنه قرأ بالجر ، وعطفا على الجلالة أي اتقوا أرحام الرسول
أن تقطعوها .
3 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أحمد
بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبدالرحيم القصير عن أبي عبدالله عليه السلام
أنه سئل عن قوله تعالى : " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " قال :


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 257 سطر 19 الى ص 265 سطر 18

نزلت في ولد الحسين عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك نزلت في الفرائض ؟ قال : لا
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 204 .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 244 . والاية في سورة البلد : 3 .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 314 . والاية في النساء : 1 ( * )
[258]
فقلت : ففي المواريث ؟ قال : لا ، ثم قال : نزلت في الامراة ( 1 ) .
بيان : لعل السؤال عن المواريث بعد الفرائض للتأكيد : أو لتوهم أنه
عليه السلام حمل الفرائض على غير المواريث ( 2 ) .
4 - كنز : عبدالعزيز بن يحيى ( 3 ) عن محمد بن عبدالرحمان بن الفضل عن
جعفر بن الحسين الكوفي عن أبيه عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر عليه السلام قال : سألت
مولاي فقلت : قوله عزوجل : " واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض " قال : هو علي
عليه السلام ( 4 ) .
5 - كنز : محمد بن العباس عن على بن عبدالله بن راشد عن إبراهيم بن محمد
عن محمد بن على المقري باسناده يرفعه إلى زيد بن علي عليه السلام في قول الله عزوجل
" واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين " قال :
رحم رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالامارة والملك والايمان ( 5 ) .
6 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن حديد
وابن بزيع جميعا عن ابن حازم عن زيد بن علي عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك
قول الله عزوجل : " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي
القربى " قال : القربى هي والله قرابتنا ( 6 ) .
7 - كنز : أحمد بن هوذة ( 7 ) عن إسحاق بن إبراهيم عن عبدالله بن حماد عن
عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل :
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد ، 230 و 231 . والاية في سورة الاحزاب : 6 .
( 2 ) في هامش الكتاب : الفرائض : السهام المقدرة في الكتاب العزيز ، والمواريث
مطلق السهام فلا يكون تأكيدا بل يكون من قبيل ذكر العام بعد الخاص .
( 3 ) في المصدر : وقال أيضا " اى محمد بن العباس " : حدثنا عبدالعزيز اه .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 231 .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 231 .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 236 . والاية في سورة الحشر : 7 .
( 7 ) في المصدر : : محمد بن العباس عن احمد بن هوذة . ( * )
[259]
" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل " فقال أبوجعفر عليه السلام : هذه الآية نزلت فينا خاصة ، فما
كان لله وللرسول فهو لنا ونحن ذوا القربى ونحن المساكين لا تذهب مسكتنا من
رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا ، ونحن أبناء السبيل فلا يعرف سبيل إلا بنا ، والامر كله لنا ( 1 ) .
بيان : لعله سقط تأويل اليتامى من النساخ ، وأما تأويل المسكين ففي بعض
النسخ : " لا تذهب مسكنتنا ، أي إنا وإن رفعت أقدارنا فنحن محتاجون إلى إفاضات
النبي صلى الله عليه وآله وشفاعته في الدنيا والآخرة " .
ويحتمل أن تكون " من " تعليلية ، أي نحن بسبب قرابتنا بالرسول مظلومون
ممنوعون عن حقنا إلى قيام القائم عليه السلام ، وفي بعض النسخ " مسكتنا " بالتاء والنون
الواحدة ، فلعله عليه السلام قرأ مساكين بتشديد السين أو بالتخفيف بمعنى الماسك بالشئ
أو الموضع الذي يمسك الماء أي لا يذهب تمسكنا به صلى الله عليه وآله ، أو حفظنا لعلمه وأسراره
قال الفيروز آبادي : مسك به وأمسك : اعتصم به ، والمسكة باضم ما يتمسك به ، والمساك
كسحاب : الموضع يمسك الماء . ثم اعلم أن هذا تأويل لبطن الآية ، ولا ينافي ظاهره
وسيأتي القول فيه في بابه إنشاء الله .
8 - م : قال الله عزوجل : " وبالوالدين إحسانا ( 2 ) " قال رسول الله صلى الله عليه وآله
أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي .
وقال علي بن أبي طالب عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي
أبوا هذه الامة ، ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم ، فإنها ننقذهم إن
أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الاحرار وقالت
فاطمة عليها السلام : أبوا هذه الامة محمد وعلي ، يقيمان أودهم ، وينقذانهم من العذاب
الدائم إن أطاعوهما ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : محمد وعلي أبوا هذه الامة ، فطوبى لمن كان
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 236 .
( 2 ) البقرة : 83 . ( * )
[260]
بحقهما عارفا ، ولهما في كل أحواله مطيعا ، يجعله الله من أفضل سكان جنانه و
يسعده بكراماته ورضوانه .
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : من عرف حق أبويه الافضلين : محمد وعلي و
أطاعهما حق طاعته قيل له : تبحبح ( 1 ) في أي الجنان شئت ( 2 ) .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : أن كان الابوان إنما عظم حقهما على
أولادهما لاحسانهما إليهم فاحسان محمد وعلي إلى هذه الامة أجل وأعظم ، فهما
بأن يونا أبويهم أحق .
وقال محمد بن علي عليهما السلام : من أرد أن يعلم كيف قدره عند الله فلينظر كيف
قدر أبويه الافضلين عنده : محمد وعلي .
وقال جعفر بن محمد عليهما السلام من رعى حق أبويه الافضلين : محمد وعلي لم يضره
ما أضاع من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله فإنهما يرضيانهم بسعيهما .
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : يعظم ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي على
أبويه الافضلين : محمد وعلي .
وقال علي بن موسى الرضا عليه السلام : أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وامه
اللذين ولداه ؟ قالوا : بلى والله قال : فليتجهد أن لا ينفى عن أبيه وامه اللذين
هما أبواه الافضل من أبوي نفسه .
وقال محمد بن علي بن موسى عليه السلام : قال رجل بحضرته : إني لاحب محمدا
وعليا حتى لو قطعت إربا ، أو قرضت لم أزل عنه .
قال محمد بن علي عليهما السلام : لا جرم أن محمدا وعليا معطياك من أنفسهما ما تعطيهما
أنت من نفسك إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما
بجزء من مائة ألف جزء ( 3 ) من ذلك .
* ( هامش ) * ( 1 ) تبحبح : تمكن والحلول . تبحبح الدار : توسطها .
( 2 ) في المصدر : حيث شئت .
( 3 ) في المصدر : من مائة الف الف جزء من ذلك . ( * )
[261]
وقال علي بن محمد عليه السلام : من لم يكن والدا دينه محمد وعلى أكرم عليه من
والدي نسبه ( 1 ) فليس من الله في حل ولا حرام ولا قليل ولا كثير ( 2 ) .
وقال الحسين بن على عليهما السلام : من آثر طاعة أبوي دينه محمد وعلي على طاعة أبوي
نسبه قال الله عزوجل له : لاؤثرنك كما آثرتني ، ولاشرفنك بحضرة أبوي دينك
كما شرفت نفسك بايثار حبهما على حب أبوي نسبك .
وأما قوله عزوجل : " وذي القربى " فهم من قراباتك من أبيك وامك
قيل لك : اعرف حقهم كما اخذ به العهد على بني إسرائيل ، واخذ عليكم معاشر
امة محمد بمعرفة قرابات محمد صلى الله عليه وآله الذين هم الائمة بعده ، ومن يليهم بعد من خيار
أهل دينهم ( 3 ) .
قال الامام عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رعى حق قرابات أبويه اعطي
في الجنة ألف درجة بعدما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة
إحدى الدرجات من فضة ، والاخرى من ذهب والاخرى من لؤلؤ ، والاخرى
من زمرد ، والاخرى من زبرجد ، والاخرى من مسك ، والاخرى من عنبر
والاخرى من كافور ، وتلك الدرجات من هذه الاصناف ، ومن رعى حق قربى
محمد وعلي اوتي من فضل ( 4 ) الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد
وعلي على أبوي نسبه .
وقالت فاطمة عليها السلام لبعض النساء : ارضي أبوي دينك محمدا وعليا بسخط أبوي
نسبك ، ولا ترضي أبوي نسبك بسخط أبوي دينك ، فإن أبوي نسبك إن سخطا
أرضاهما محمد وعلي بثواب جزء من ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما ، وإن
أبوي دينك إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما ، لان ثواب طاعات أهل
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : من والدى نفسه .
( 2 ) في المصدر : ولا بكثير ولا قليل .
( 3 ) في المصدر : ومن يليهم بعدهم من خيار اهل دينهم .
( 4 ) في نسخة : من فضائل . ( * )
[262]
الدنيا كلهم لا تفي بسخطهما .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : عليك بالاحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد
وعلي ، وإن أضعت قرابات أبوي نسبك ، وإياك وإضاعة قرابات أبوي
دينك بتلافي قرابات ( 1 ) أبوي نسبك ، فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك : محمد وعلي
أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك ، إن قرابات أبوي دينك إذا شكروك
عندهما بأقل قليل نظرهما لك ( 2 ) يحط ذنوبك ، ولو كانت ملاما بين الثرى إلى
العرش ، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات أبوي
دينك لم يغنيا عنك فتيلا .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلى وأوليائهما
أحق من قرابات أبوي نسبنا ، إن أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي نسبنا وأبوي نسبنا
لا يقدران أن يرضيا عنا أبوي ديننا : محمد وعلي صلوات الله عليهما .
وقال محمد بن علي عليهما السلام : من كان أبوا دينه ، محمد وعلى عليهما السلام آثر لديه و
قراباتهما أكرم من أبوي نسبه وقراباتهما قال الله عزوجل : فضلت الافضل
لاجعلنك الافضل ، وآثرت الاولى بالايثار لاجعلنك بدار قراري ومنادمة
أوليائي أولى .
وقال جعفر بن محمد عليه السلام . من ضاق عن قضاء حق قربات أبوي دينه وأبوي
نسبه وقدح كل واحد منهما في الآخر فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة أبوي نسبه
قال الله عزوجل يوم القيامة : كما قدم قرابة أبوي دينه فقدموه إلى جناني
فيزداد ( 3 ) فوق ما كان أعد له من الدرجات ألف ألف ضعفها .
وقال موسى بن جعفر عليه السلام وقد قيل له : إن فلانا كان له ألف درهم عرضت
عليه بضاعتان يشتهيهما ( 4 ) لا يتسع بضاعته لهما ، فقال : أيهما أربح لي ؟ فقيل له : هذا
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : قرابات ابوى دينك محمد وعلى ، فانه يتلافى قرابات ابوى نسبك .
( 2 ) في المصدر : فنظرهما لك .
( 3 ) في نسخة : فيزاد .
( 3 ) في المصدر : يشتريهما . ( * )
[263]
يفضل ربحه على هذا بألف ضعف ، قال : أليس يلزمه في عقله أن يؤثر الافضل ؟
قالوا : بلى ، قال : فهكذا إيثار قرابة أبوي دينك : محمد وعلي أفضل ثوابا بأكثر من
ذلك ، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي على أبوي نسبه .
وقيل للرضا عليه السلام : ألا نخبرك بالخاسر المتخلف ؟ قال : من هو ؟ قالوا :
فلان باع دنانيره بدراهم أخذها فرد ماله عن عشرة آلاف دينار ، إلى عشرة آلاف
درهم قال : بدرة باعها ( 1 ) بألف درهم ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة ؟ قالوا : بلى
قال ألا انبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة ، قالوا بلى ، قال : أرأيتم لو كان له
ألف جبل من ذهب باعها بألف حبة من زيف ألم يكن أعظم تخلفا وأعظم من هذا
حسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : أفلا أنبئكم بأشد ( 2 ) من هذا تخلفا ، وأعظم من هذا
حسرة ؟ قالوا : بلى ، قال : من آثر في البر والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة
أبوي دينه : محمد وعلي ، لان فضل قرابات وعلي أبوي دينه على قرابات أبوي
نسبه أفضل من فضل ألف جبل ذهب على ألف حبة زائف .
وقال محمد بن علي الرضا عليهما السلام : من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي
عليهما السلام على قرابات أبوي نسبه اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم
التناد وشهره بخلع كراماته وشرفه بها على العباد إلا من ساواه في فضائله أو فضله .
وقال علي بن محمد عليهما السلام : إن من إعظام جلال الله إيثار قرابة أبوي دينك :
محمد وعلي عليهما السلام على قرابات أبوي نسبك ، وإن من التهاون بجلال الله إيثار
قرابات أبوي نسبك على قرابات أبوي دينك : محمد وعلي عليهما السلام .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : إن رجلا جاع عياله فخرج يبغي لهم ما يأكلون
فكسب درهما فاشترى به خبزا وأدما ( 3 ) فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : قال : [ ارأيت لو باعها ] وفى المصدر : قال : بدرة باعها بالف درهم
زيف .
( 2 ) في المصدر : أفلا انبئكم بمن هو اشد .
( 3 ) في المصدر : واداما . ( * )
[264]
عليهما السلام فوجدهما جائعين فقال : هؤلاء أحق من قراباتي فأعطاهما إياهما
ولم يدر بماذا يحتج في منزله ، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يتعذر ( 1 ) به عندهم
ويقول لهم : ما فعل بالدرهم إذا لم يجئهم بشئ فبينما هو متحير في طريقه إذا بفيج
يطلبه فدل عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمائة دينار في صرة ، وقال : هذه
بقية حملته إليك من مال ابن عمك مات بمصر ، وخلف مائة ألف دينار على تجار
مكة والمدينة وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك ، فأخذ الخمسمائة دينار ووضع
على عياله ( 2 ) ، ونام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا صلى الله عليهما فقالا له : كيف
ترى إغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك ؟ ثم لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن
عليه شئ من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له : إما بكرت بالغداة
على فلان بحقه من ميراث ابن عمه وإلا بكر عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة
نعمك وإبانتك من حشمك ، فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل
عنده مائة ألف دينار ، وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي عليهما السلام
في منانه وأمراه أمر تهدد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه ، وأتى محمد وعلي
هذا المؤثر لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه فقالا له : كيف رأيت صنع الله لك ( 3 ) ؟
قد أمرنا من بمصر أن يعجل إليك مالك ، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك
ويسفتج إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة ؟ قال : بلى ، فأتى محمد وعلي عليهما السلام
حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره ، والسفتجة بثمنه إليه ، فحمل إليه من
تلك الاثمان ثلاثمائة ألف دينار ، فصار أغنى من بالمدينة . ثم أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال : يا عبدالله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك ، ولاعطينك
في الآخرة بدل كل حبة ( 4 ) من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : يعتل .
( 2 ) في المصدر : ووسع على عياله .
( 3 ) في المصدر : صنع الله بك
( 4 ) في نسخة : بكل حبة . ( * )
[265]
الدنيا : مغرز كل إبرة منها خير من الدنيا وما فيها ( 1 )
بيان : الحضر بالضم : العدو ، وقال الفيروزآبادي : الفتيل : السحاة التي
في شق النواة ، وما أغنى عنك فتيلا ولا فتيلة شيئا ، والزيف : الدرهم المغشوش .
والفيج بالفتح معرب بيك . وفي القاموس : السفتجة كقرطعة : أن تعطي مالا لاحد
وللآخذ مال في بلد المعطى فيوفيه إياه ثم : فيستفيد أمن الطريق ، وفعله
السفتجة بالفتح .
9 - فس : في قوله تعالى : " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق * و
الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ( 2 ) " الآية . حدثني أبي عن محمد بن الفضيل
عن أبي الحسن عليه السلام قال : إن رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول : اللهم صل من
وصلني ، واقطع من قطعني ، وهي تجري في كل رحم ، ونزلت هذه الآية في آل
محمد ( 3 ) .
10 - شى : عن محمد بن الفضيل قال : سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول :
" والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " قال : إن رحم آل محمد . وذكر مثله إلى
قوله : في كل رحم ( 4 ) .
11 - مع : ابن البرقي عن أبيه عن جده ، عن محمد بن خلف عن يونس عن
عمرو بن جميع قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام مع نفر من أصحابه فسمعته وهو
يقول : إن رحم الائمة عليهم السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله ليتعلق بالعرش يوم القيامة وتتعلق
بها أرحام المؤمنين يقول : يا رب صل من وصلنا ، واقطع من قطعنا ، قال : فيقول الله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 265 سطر 19 الى ص 273 سطر 18

تبارك وتعالى : أنا الرحمن وأنت الرحم ، شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته
ومن قطعك قطعته ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الرحم شجنة من الله عزوجل ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى : 133 - 135 .
( 2 ) الرعد : 20 و 21 .
( 3 ) تفسير القمى : 340 .
( 4 ) تفسير العياشى 2 : 208 .
( 5 ) معانى الاخبار : 87 . ( * )
[266]
ايضاح : قال الجزري : فيه الرحم شجنة من الرحمان ، أي قرابة مشتبكة
كاشتباك العروق ، شبه بذلك مجازا ، وأصل الشجنة بالضم والكسر : شعبة من غصن
من غصون الشجرة .
12 - م : قال : وتفسير قوله عزوجل : " الرحمان " إن قوله : الرحمان
مشتق من الرحم ( 1 ) .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قال الله عزوجل :
أنا الرحمان وهي الرحم ، شققت لها اسما من اسمي ، من وصلها وصلته ، ومن
قطعها قطعته .
ثم قال علي عليه السلام : أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمان
ومن قطعها قطعه الرحمان ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين حث بهذا كل قول على أن يكرموا
أقرباءهم ( 2 ) ويصلوا أرحامهم ، فقال لهم : أيحثهم على أن يصلوا أرحام الكافرين
وأن يعظموا من حقره الله وأوجب احتقاره من الكافرين ؟ قالوا : لا ، ولكنه
يحثهم ( 3 ) على صلة أرحامهم المؤمنين ، قال : فقال : أوجب حقوق أرحامهم لاتصالهم
بآبائهم وامهاتهم ؟ قلت : بلى يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فهم إذا إنما يقضون
فيهم حقوق الآباء والامهات ؟ قلت : بلى يا أخا رسول الله ، قال : فآباؤهم وامهاتهم
إنما غذوهم في الدنيا ، ووقوهم مكارهها وهي نعمة زائلة ومكروه ينقضي ، ورسول
ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي ، ووقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد ، فأي النعمتين
أعظم ؟ قلت : نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله أجل وأعظم وأكبر ، قال : فكيف يجوز أن
يحث على قضاء حق من صغر الله حقه ، ولا يحث على قضاء حق من كبر الله
حقه ؟ قلت : لا يجوز ذلك ، قال : فإذا حق رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم من حق الوالدين
وحق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما ، فرحم رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالصلة ، وأعظم
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : مشتق من الرحمة .
( 2 ) في نسخة : آباءهم .
( 3 ) في المصدر : لكنه حثهم . ( * )
[267]
في القطيعة ، فالويل كل الويل لمن قطعها ، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها
أو ما علمت أن حرمة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وأن حرمة
رسول الله حرمة الله ؟ وأن الله أعظم حقا من كل منعم سواه ، فان كل منعم سواه إنما
أنعم حيث قيضه له ذلك ربه ووفقه ( 1 ) أما علمت ما قال الله لموسى بن عمران ؟ قلت : بأبي
أنت وامي ما الذي قال له ؟ قال عليه السلام ؟ قال الله تعالى : يا موسى أو تدري ما بلغت رحمتي
إياك ؟ فقال موسى : أنت أرحم بي من امي ( 2 ) ، قال الله يا موسى : وإنما رحمتك
امك لفضل رحمتي ، أنا الذي رفقتها ( 3 ) عليك ، وطيبت قلبها لتترك طيب وسنها
لتربيتك ، ولو لم أفعل ذلك بها لكانت وسائر النساء سواء ، يا موسى أتدري أن عبدا
من عبادي ( 4 ) تكون له ذنوب وخطايا تبلغ أعنان السماء فأغفرها له ولا ابالي ؟
قال : يا رب وكيف لا تبالي ؟ قال تعالى : لخصلة شريفة تكون في عبدي احبها :
يحب إخوانه المؤمنين ( 5 ) ، ويتعاهدهم ويساوي نفسه بهم ولا يتكبر عليهم ، فاذا
فعل ذلك غفرت له ذنوبه ولا ابالي .
يا موسى إن الفخر ردائي ( 6 ) . والكبرياء إزاري ، من نازعني في شئ منهما
عذبته بناري .
يا موسى إن من إعظام جلالي إكرام عبدي الذي أنلته حظا من حطام
الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا ، فإن تكبر عليه فقد استخف
بعظيم جلالي .
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن الرحم التي اشتقها الله عزوجل ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : [ حيث قيضه لذلك ربه ووفقه له ] اقول : قيضه الله له كذا : قدره له .
( 2 ) في المصدر : انت ارحم بى من أبى وامى .
( 3 ) في نسخة : رققتها عليك .
( 3 ) في المصدر : ان عبدا من عبادى مؤمنا .
( 5 ) في نسخة : [ الفقراء ] وفى المصدر : احبها ، وهى ان يحب اخوانه الفقراء المؤمنين .
( 6 ) في المصدر : [ ان العظمة ردائى ] وفيه : فمن نازعنى .
( 7 ) في المصدر : اشتقها الله من رحمته . ( * )
[268]
بقوله : أنا الرحمان ، هي رحم محمد صلى الله عليه وآله ، وإن من إعظام الله إعظام محمد وإن من
إعظام محمد إعظام رحم محمد ، وإن كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمد ، وإن
إعظامهم من إعظام محمد ، فالويل لمن استخف بحرمة محمد ، وطوبى لمن عظم حرمته
وأكرم رحمه ووصلها ( 1 ) .
بيان : الوسن محركة : ثقلة النوم أو أوله والنعاس .
13 - شى : عن العلا بن الفضيل عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول :
الرحم معلقة بالعرش تقول : اللهم صل من وصلني ، واقطع من قطعني ، وهي رحم
آل محمد ورحم كل مؤمن ، وهي قول الله : والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ( 2 ) .
14 - شى : عن عمر بن مريم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله :
" والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " قال : من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها
صلتك إيانا ( 3 ) .
15 - شى : عن سعد بن أبي جعفر عليه السلام " إن الله يأمر بالعدل والاحسان "
قال : يا سعد إن الله يأمر بالعدل وهو محمد ، والاحسان وهو علي " وإيتاء ذي
القربى " وهو قرابتنا ، أمر الله العباد بمودتنا وإيتائنا ، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر
من بغى على أهل البيت ودعا إلى غيرنا ( 4 ) .
16 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن
عبدالله بن خضيرة ( 5 ) عن عمرو بن شمر عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن
قول الله عزوجل : " ووالد وما ولد " قال : يعني عليا ، وما ولد من الائمة
عليهم السلام ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العسكرى : 12 و 13 فيه : لمن استخف بشئ من حرمة محمد .
( 2 ) تفسير العياشى : 2 : 208 .
( 3 ) تفسير العياشى 2 : 208 .
( 4 ) تفسير العياشى 2 : 267 . والاية في سورة النحل : 90 .
( 5 ) في المصدر : عبدالله بن حصيرة .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 387 . والاية في سورة البلد : 3 . ( * )
[269]
17 - كنز محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن إبراهيم
بن صالح الانماطي عن منصور عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى :
" وأنت حل بهذا البلد " قال : يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ، قلت : " ووالد وما ولد "
قال : علي وما ولد ( 1 ) .
18 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
بن يعقوب عن عبدالله بن محمد عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال :
يا أبا بكر قول الله عزوجل : " ووالد وما ولد " هو علي بن أبي طالب عليه السلام
وما ولد الحسن والحسين عليهم السلام ( 2 ) .
19 - فر : جعفر بن محمد بن سعيد باسناده عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلي بن أبي طالب عليه السلام هما الوالدان " وبذي القربى " قال : الحسن والحسين
عليهما السلام ( 3 ) .
20 - فر : الحسن بن الحكم باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : " واتقوا
الله الذي تساءلون به والارحام " قال : نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وذوي أرحامه ، و
ذلك أن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا من كان سببه ونسبه " إن الله
كان عليكم رقيبا " أي حفيظا ( 4 ) .
21 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى ( 5 ) عن أحمد بن محمد بن عبدالله رفعه في
قوله تعالى : " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد "
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 387 والاية في سورة البلد : 3 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 387 و 388 .
( 3 ) تفسير فرات : 31 . فيه : [ فرات قال : حدثنى جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسى
معنعنا عن ابى جعفر عليه السلام ] والاية في سورة النساء : 36 .
( 4 ) تفسير فرات : 32 فيه : [ بسببه ] وفيه : يعنى حفيظا .
( 5 ) في بعض نسخ المصدر : عن على بن محمد . ( * )
[270]
قال : أمير المؤمنين وما ولد من الائمة عليهم السلام ( 1 ) ،
بيان : " لا اقسم " قيل : " لا " للنفي ، إذ الامر واضح ، أو المعنى اقسم ، و
" لا " مزيدة للتأكيد ، أو لانا اقسم فحذف المبتداء واشبع فتحة لام الابتداء ، أو
" لا " رد لكلام يخالف المقسم عليه " والبلد " مكة " وأنت حل " أي مستحل
بعرضك فيه ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار ، فهو وعد بما أحل
له عام الفتح .
وعن الصادق عليه السلام ( 2 ) قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا صلى الله عليه وآله
فيه ، فقال : " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد " يريد أنهم استحلوك
فيه فكذبوك وشتموك . الحديث .
22 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن
حسان عن الهيثم بن واقد عن علي الحسين بن العبدي ( 3 ) عن سعد الاسكاف عن الاصبغ بن
نباته أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : " أن اشكر لي ولوالديك ، إلي المصير "
فقال : الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم
وامر الناس بطاعتهما ، ثم قال الله : " إلي المصير " فمصير العباد إلى الله ، والدليل
على ذلك الوالدان ، ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه فقال في الخاص والعام :
" وإن جاهداك على أن تشرك بي " يقول في الوصية وتعدل عمن امرت بطاعته
" فلا تطعهما " ولا تسمع قولهما ، ثم عطف القول على الوالدين فقال : " وصاحبهما
في الدنيا معروفا " يقول : عرف الناس فضلهما وداع إلى سبيلهما ، وذلك قوله :
" واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم " فقال : إلى الله ثم إلينا ، فاتقوا
الله ولا تعصوا الوالدين فان رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله . ( 4 ) :
بيان : اللذين ولدا العلم ، أي صدر منهما علم الناس وميراثهما بعد
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 414 .
( 2 ) مجمع البيان : 10 : 493 .
( 3 ) في اسناد الحديث ضعف وجهالة .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 428 والايتان في سورة لقمان : 14 و 15 . ( * )
[271]
وفاتهما الحكمة ، فحقهما حق الحياة الروحانية ، فإن حياة الروح بالعلم
والحكمة ، وحق والدي الجسم لمدخليتهما في الحياة الجسمانية منقضية
بالموت ، وتلك باقية أبدية ، وميراث الاخيرين المال الذي لا ينتفع به إلا في الحياة
الفانية ، وميراث الاولين العلم والحكمة الباقيان في ملك الابد ، فهما أولى بالذكر
والشكر والطاعة ، والدليل على ذلك ، أي على أن المراد بالوالدين النبي والوصي
صلى الله عليهما لفظ الوالدين ، فإن المجاز في التغليب ليس بأولى من المجاز في
أصل الكلمة ، والمرجحات المذكورة ترجح الثاني ، فالحمل عليه أظهر ، و
يحتمل إرجاع الاشارة إلى كون المصير إلى الله أو كيفية ، وعلى التقادير قوله :
" حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين " يأبى عن هذا التأويل ، ويمكن أن
يتكلف بوجوه :
الاول أن تكون جملة " حملته امه " معترضة لبيان أشدية حق الوالدين في
العلم على والدي النسب بأن لهما مدخلية في التربية في زمان قليل في قوام البدن
الفاني ، والوالدان الروحانيان حقوقهما باقية عليه ما بقي الدنيا وفي
الآخرة أبدا .
والثاني أن يراد بالوالدين أولا المعنى الحقيقي ، وثانيا المعنى المجازي
بتقدير عطف أو فعل ، بأن يكون الباء في " بوالديه " سببية لاصلة ، أي وصيناه
بسبب رعاية والديه الجسمانيين ، ووجوب رعايتهما عقلا ونقلا الشكر لوالديه
الروحانيين ، فإنهما أحرى بذلك ، ويؤيده ضم الشكر لله في الثاني دون الاول .
الثالث أن يكون ظهر الآية للوالدين الجسمانيين ، وبطنهما للروحانيين
بتوسط أنهما أحق بذلك ، وهذا وجه قريب يجري في كثير من التأويلات الواردة في
الآيات ، ثم عطف القول : أي صرف الكلام . ابن حنتمة : وهو عمر ، وصاحبه
أبوبكر قال الفيروزآبادي : حنتمة بنت ذي الرمحين ام عمر بن الخطاب .
قوله عليه السلام : في الخاص والعام ، أي الخطاب متوجه إلى الرسول حيث
جادلوه في الوصية إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، ويعم الخطاب أيضا كل من كلفاه
[272]
الرجوع عن الولاية وأمراه بعدم قبولها ، أو في ظهر الآية الخطاب عام ، وفي بطنه
خاص ، والاول أظهر ، فيكون ما ذكر بعده نشرا على ترتيب اللف ، فتدبر .
وفي تفسير علي بن إبراهيم ليس قوله : والعام ، ولعله أظهر ، وبالجملة هذا
من غرائب التأويل ، وعلى تقدير صدوره عنهم عليهم السلام من البطون العميقة البعيدة
عن ظاهر اللفظ ، وعلمه عند من صدر عنه صلوات الله عليه ( 1 ) .
23 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبدالله بن جعفر عن
الخشاب ( 2 ) عن إبراهيم بن يوسف العبدي عن إبراهيم بن صالح عن الحسين بن
زيد عن آبائه عليهم السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إنه يولد لك
مولود تقتله امتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل لا حاجة لي فيه ، فقال : يا محمد إن
منه الائمة والاوصياء ( 3 ) قال : وجاء النبي صلى الله عليه وآله إلى فاطمة عليهما السلام فقال لها : إنك
تلدين ولدا تقتله امتي من بعدي ، فقالت : لا حاجة لي فيه ، فخاطبها ثلاثا ، ثم
قال لها : إن منه الائمة والاوصياء ، فقالت : نعم يا أبت ، فحملت بالحسين فحفظها
الله وما في بطنها من إبليس فوضعته لستة أشهر ولم يسمع بمولود ولد لستة أشهر إلا
الحسين ويحيى بن زكريا عليهما السلام ، فلما وضعته وضع النبي صلى الله عليه وآله لسانه في فيه
فمصه ، ولم يرضع الحسين عليه السلام من انثى حتى نبت لحمه ودمه من ريق رسول الله
وهو قول الله عزوجل : ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته امة كرها ووضعته
كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 495 .
( 2 ) في المصدر : الحسن بن موسى الخشاب .
( 3 ) في المصدر : فقال : نعم ، قال .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 301 . والاية في سورة الاحقاف : 15 . ( * )
[273]
16 * ( باب ) *
* ( ان الامانة في القرآن الامامة ) *
الايات : النساء " 4 " : إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا
بصيرا " 58 " .
الاحزاب " 33 " : إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا " 72 " .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها " : فيه أقوال : أحدها أنها في كل من اؤتمن أمانة من الامانات
فأمانات الله تعالى أوامره ونواهيه ، وأمانات عباده ما يأتمن بعضهم بعضا من المال
وغيره ، عن ابن عباس وغيره ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله
عليهما السلام .
وثانيها : أن المراد به ولاة الامر ، أمرهم الله سبحانه أن يقوموا برعاية
الرعية ، وحملهم على موجب الدين والشريعة .
ورواه أصحابنا عن الباقر والصادق عليهما السلام قال : أمر الله سبحانه كل واحد
من الائمة أن يسلم الامر إلى من بعده .
ويعضده أنه سبحانه أمر الرعية بعد هذا بطاعة ولاة الامر ، فروي عنهم عليهم السلام
أنهم قالوا آيتان إحداهما لنا والاخرى لكم ، قال الله سبحانه : " إن الله يأمركم


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 273 سطر 19 الى ص 281 سطر 18

أن تؤدوا الامانات إلى اهلها " الآية . وقال : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ( 1 ) " .
وهذا القول داخل في القول الاول ، لانه من جملة ما ائتمن الله سبحانه عليه
* ( هامش ) * ( 1 ) النساء : 59 . ( * )
[274]
الائمة الصادقين ، ولذلك قال أبوجعفر عليه السلام : إن أداء الصلاة والزكاة والصوم
والحج من الامانة ، ويكون من جملتها الامر لولاة الامر بقسمة الغنائم والصدقات
وغير ذلك مما يتعلق به حق الرعية .
وثالثها : أنه خطاب النبي صلى الله عليه وآله برد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة
حين قبض منه يوم الفتح ، وأراد أن يدفعه إلى العباس ، والمعول على ما تقدم .
" وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " أمر الله الولاة والحكام أن يحكموا
بالعدل والنصفة " إن الله نعما يعظكم به " أي نعم الشئ ما يعظكم به من الامر
برد الامانة والحكم بالعدل ( 1 ) .
وقال البيضاوي في قوله عز شأنه : " إنا عرضنا الامانة " تقرير للوعد السابق
بتعظيم الطاعة ، أي في قوله : " ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ( 2 ) " و
سماها أمانة من حيث أنها واجبة الاداء ، والمعنى أنها لعظمة شأنها بحيث لو عرضت
على هذه الاجرام العظام فكانت ذات شعور وإدراك لابين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الانسان مع ضعف بنيته ورخاوة قوته ، لا جرم فاز الراعي لها والقائم
بحقوقه بخير الدارين " إنه كان ظلوما " حيث لم يف بها ولم يراع حقوقها " جهولا "
بكنه عاقبتها ، وهذا وصف للجنس باعتبار الاغلب . وقيل : المراد بالامانة الطاعة
التي تعم الطبيعية والاختيارية ، وبعرضها استدهاؤها الذي يعم طلب الفعل من
المختار وإرادة صدوره من غيره ، وبحملها الخيانة فيها والامتناع عن أدائها ، ومنه
قولهم : حامل الامانة ومحتملها ، لمن لا يؤديها ، فتبرأ ذمته ، فيكون الاباء عنه
إتيانا بما يمكن أن يتأتى منه ، والظلم والجهالة : الخيانة والتقصير .
وقيل : إنه تعالى لما خلق هذه الاجرام خلق فيها فهما ، وقال : إني
فرضت فريضة وخلقت لمن أطاعني ، ونارا لمن عصاني ، فقلن : نحن مسخرات
لما خلقتنا ، لا نحتمل فريضة ولا نبتغي ثوابا ولا عقابا ، ولما خلق آدم عرض عليه
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 3 : 63 .
( 2 ) الاحزاب : 71 . ( * )
[275]
مثل ذلك فحمله ، وكان ظلوما لنفسه بتحملها ما يشق عليها ، جهولا بوخاومة عاقبته
ولعل المراد بالامانة العقل أو التكليف ، وبعرضها عليهن اعتبارها بالاضافة إلى
استعدادهن ، وإبائهن الاباء الطبيعي هو عدم اللياقة والاستعداد ، وبحمل
الانسان قابليته واستعداده لها ، وكونه ظلوما جهولا لما غلب عليه من القوة الغضبية
والشهوية ، وعلى هذا يحسن أن يكون علة للحمل عليه ، فإن من فوائد العقل
أن يكون مهيمنا على القوتين ، حافظا لهما عن التعدي ومجاوزة الحد ، ومعظم
مقصود التكليف تعديلهما وكسر سورتهما ( 1 ) .
1 - كنز : الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن
إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " إنا عرضنا الامانة على
السماوات والارض " الآية قال : يعني ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
كا : محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين مثله ( 3 ) .
2 - ير : ابن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى
أهلها " قال : الامام إلى الامام ليس له أن يزويها عنه ( 4 ) .
3 - ير : ابن معروف بن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر
عليه السلام مثله ( 5 ) .
بيان : زواه عنه قبضه وصرفه .
4 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن خالد عن ابن بكير عن زرارة
قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات
* ( هامش ) * ( 1 ) انوار التنزيل .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 245 . فيه : يعنى بها .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 413 فيه : اسحاق بن عمار عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام .
( 4 ) بصائر الدرجات : 140 . قوله : يزويها اى يصرف الامامة والوصاية عن شخص
عينه الله إلى الاخر .
( 5 ) بصائر الدرجات : 120 . ( * )
[276]
إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به " قال :
فينا انزلت . والله المستعان ( 1 ) .
5 - ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية عن
أبي جعفر عليه السلام في قوله الله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به " قال : إيانا
عنى أن يؤدي الاول منا إلى الامام الذي يكون من بعده الكتب والسلاح " و
إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل الذي في
أيديكم ( 2 ) .
6 - ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد وأحمد بن محمد عن الاهوازي عن
محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها " قال : هم الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم يؤدي الامانة
إلى الامام من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه ( 3 ) .
ير : عمران بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل
مثله ( 4 ) .
شى : عن محمد بن الفضيل مثله ( 5 ) .
7 - ير : أحمد بن محمد عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن ابن أبي يعفور
عن معلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " إن الله يأمركم
أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " قال : أمر الله الامام الاول أن يدفع إلى الامام
بعده كل شئ عنده ( 6 ) .
8 - ير : محمد بن عبدالحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " قال : هو
* ( هامش ) * ( 1 - 4 ) بصائر الدرجات : 140 .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 249 فيه : يؤدى الامام الامامة إلى امام بعده .
( 6 ) بصائر الدرجات : 140 . ( * )
[277]
والله أداء الامانة إلى الامام والوصية ( 1 ) .
ير : محمد بن عيسى عن صفوان عن منصور بن حازم عن أبي بصير مثله ( 2 ) .
9 - ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو عن يحيى بن مالك عن رجل
من أصحابنا قال : سألته عن قول الله عزوجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات
إلى أهلها " قال : الامام يؤدي إلى الامام ، قال : ثم قال : يا يحيى إنه والله ليس
منه ، إنما هو أمر من الله ( 3 ) .
10 - ير : علي بن إسماعيل عن محمد البرقي عن علي بن داود بن مخلد
البصري عن مالك الجهني قال : قال أبوجعفر عليه السلام : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " فيمن نزلت ؟ قلت :
يقولون : في الناس ، قال : أفكل الناس يحكم بين الناس ؟ اعقل فينا نزلت ( 4 ) .
11 - ير : أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : الامام يعرف بثلاث خصال : إنه أولى الناس بالذي قبله ( 5 ) و
عنده سلاح رسول الله ، وعنده الوصية ، وهو الذي قال الله تعالى : " إن الله يأمركم
أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " وقال : السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل
يدور الملك حيث دار السلاح ، كما كان يدور حيث دار التابوت ( 6 ) .
12 - شى : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد
الله عليه السلام مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) بصائر الدرجات : 140 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 140 قوله : قال : " يا يحيى " لعل القائل هو الرجل الراوى
عن الامام : او الامام عليه السلام نفسه . قوله : " ليس منه " اى ليس ذلك التأدية من عند نفسه
بل هو بأمر من الله .
( 4 ) بصائر الدرجات : 140 فيه ، اعقل فيمن نزلت .
( 5 ) في المصدر : بالذى كان قبله .
( 6 ) بصائر الدرجات : 49 .
( 7 ) تفسير العياشى 1 : 249 فيه : وهى التى قال الله تعالى في كتابه . ( * )
[278]
13 - مع : ابن البرقي عن أبيه عن جده عن يونس قال : سألت موسى بن جعفر
عليه السلام عن قول الله عزوجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "
فقال : هذه مخاطبة لنا خاصة ، أمر الله تبارك وتعالى كل إمام منا أن يؤدي إلى
الامام الذي بعده ويوصي إليه ، ثم هي جارية في سائر الامانات ، ولقد حدثني
أبي عن أبيه أن علي بن الحسين عليهم السلام قال لاصحابه : عليكم بأداء الامانة ، فلو
أن قاتل أبي الحسين بن علي عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لاديته
إليه ( 1 ) .
14 - شى : في رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إن الله
يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "
قال : أمر الله الامام أن يدفع ما عنده إلى الامام الذي بعده ، وأمر الائمة أن يحكموا
بالعدل ، وأمر الناس أن يطيعوهم ( 2 ) .
15 - شى : عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إن الله نعما يعظكم به " قال :
فينا نزلت . والله المستعان ( 3 ) .
16 - نى : ابن عقدة عن يوسف بن يعقوب عن إسماعيل بن مهران عن ابن
البطائني عن أبيه ووهب ( 4 ) بن حفص معا عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في
قول الله عزوجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات ألى أهلها وإذا حكمتم
بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به " قال : هي الوصية ، يدفعها
الرجل منا إلى الرجل ( 5 ) .
17 - نى : علي بن عبيد الله عن علي عن أبيه عن حماد بن عن حريز عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
* ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 37 .
( 2 و 3 ) تفسير العياشى 1 : 249 .
( 4 ) في النسخة المخطوطة : ووهيب بن حفص .
( 5 ) غيبة النعمانى : 23 و 24 . ( * )
[279]
الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " قال : أمر الله
الامام منا أن يؤدي الامانة إلى الامام بعده ، ليس له أن يزويها عنه ، ألا تسمع
إلى قوله : " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به "
إنهم الحكام ، أو لا ترى أنه خاطب بها الحكام ( 1 ) .
18 - فس : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " قال : فرض
الله على الامام أن يؤدي الامانة إلى الذي أمره الله من بعده ، ثم فرض على الامام
أن يحكم بين الناس بالعدل ، فقال : وإذا حكمتم بين الناس تحكموا بالعدل ( 2 ) .
19 - مع ، ن : الهمداني عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين
بن خالد قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : " إنا عرضنا الامانة على
السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان
ظلوما جهولا " فقال : الامانة الولاية ، من ادعاها بغير حق فقد كفر ( 3 ) .
20 - مع : ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن الحسن بن علي
ابن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله
عزوجل : " إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها
وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا " قال : الامانة الولاية ، و
الانسان أبوالشرور المنافق ( 4 ) .
بيان : على تأويلهم عليهم السلام يكون اللام في الانسان للعهد ، وهو أبوالشرور
أي أبوبكر ، أو للجنس ومصداقه الاول في هذا الباب أبوبكر ، والمراد بالحمل
الخيانة كما مر ، أو المراد بالولاية الخلافة وادعاؤها بغير حق ، فعرض ذلك على
أهل السماوات والارض أو عليهما بأن بين لم عقوبة ذلك ، وقيل لهم : هل تحملون
* ( هامش ) * ( 1 ) غيبة النعمانى : 24 و 25 .
( 2 ) تفسير القمى : 129 .
( 3 ) معانى الاخبار : 38 ، عيون الاخبار : 170 .
( 4 ) معانى الاخبار : 38 . ( * )
[280]
ذلك ؟ فأبوا إلا هذا المنافق وأضرابه ، حيث حملوا ذلك مع ما بين لهم من العقاب
المترتب عليه .
أقول : سيأتي في ذلك خبر المفضل في باب إن دعاء الانبياء استجيب
بالتوسل بهم .
21 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله عزوجل : " إنا عرضنا الامانة
على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها " فقال : الامانة هي الامامة والامر
والنهي ، والدليل على أن الامانة هي الامامة قوله عزوجل للائمة ( 1 ) : " إن الله
يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " يعني الامامة ، والامانة الامامة ( 2 ) عرضت على
السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها ، قال : أبين أن يدعوها أو يغصبوها
أهلها " وأشفقن منها وحملها الانسان " أي الاول " إنه كان ظلوما جهولا " ليعذب
الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات
وكان الله غفورا رحيما ( 3 ) .
22 - ير : محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل
عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : إن الله يقول : " إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض
والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا "
قال : هي ولاية علي بن أبيطالب عليه السلام ( 4 ) .
كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين مثله ( 5 ) .
كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين مثله ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : في الائمة .
( 2 ) في المصدر : فالامامة هى الامانة .
( 3 ) تفسير القمى . 535 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 22 .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 245 [ لم يذكر فيه : عن رجل ] وفيه : قال : يعنى بها .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 413 . ( * )
[281]
بيان : يكن أن يكون مبنيا على أن المراد بالامانة مطلق التكاليف ، و
إنما خص الولاية بالذكر لانها عمدتها ، ويمكن أن يقرأ الولاية بالكسر بمعنى
الامارة والخلافة ، فيكون حملها ادعاؤها بغير حق كما مر .
24 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " إنا عرضنا الامانة على السماوات
والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن " قال : الولاية أبين أن يحملنها كفرا
بها ( 1 ) " وحملنا الانسان " والانسان الذي حملها أبوفلان ( 2 ) .
25 - ير : أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي -
عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل عرض ولايتنا على أهل الامصار فلم يقبلها إلا
أهل الكوفة ( 3 ) .
26 - ير : ابن يزيد عن ابن سنان عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير قال :
سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن ولايتنا عرضت على السماوات والارض والجبال
والامصار ما قبلها قبول أهل الكوفة ( 4 ) .
27 - قب : أبوبكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي عليه السلام بالاسناد
عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : " إنا عرضنا
الامانة " عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب فقلن : ربنا
لا نحملنها ( 5 ) بالثواب والعقاب ، لكنها نحملها بلا ثواب ولا عقاب ، وإن الله عرض
أمانتي وولايتي على الطيور ، فأول من آمن بها البزاة البيض والقنابر ، وأول


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 281 سطر 19 الى ص 289 سطر 18

من جحدها البوم والعنقا ، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور ، فأما البوم فلا تقدر أن تظهر
* ( هامش ) * ( 1 ) في الصمدر : كفرا وعنادا بها .
( 2 ) بصائر الدرجات : 22 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 22 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 22 .
( 5 ) في المصدر : لا تحملنا . ( * )
[282]
بالنهار لبغض الطير لها ، وأما العنقاء فغابت في البحار لا ترى ، وإن الله عرض
أمانتي على الارضين فكل بقعة آمنت بولايتي جعلها طيبة زكية ، وجعل نباتها وثمرتها
حلوا عذبا ، وجعل ماؤها زلالا ، وكل بقعة جحدت إمامتي وأنكرت ولايتي
جعلها سبخا ( 1 ) ، وجعل نباتها مرا علقما ، وجعل ثمرها العوسج والحنظل ، وجعل
ماءها ملحا اجاجا ، ثم قال : " وحملها الانسان " يعني امتك يا محمد ولاية أمير المؤمنين
وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب " إنه كان ظلوما " لنفسه " جهولا " لامر ربه
من لم يؤدها بحقها فهو ظلوم غشوم ( 2 ) .
28 - فر : عبيد بن كثير معنعنا عن الشعبي عن قول الله تعالى : " إن الله
يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " قال : أفولها ولا أخاف إلا الله ، هي والله
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
29 - فر : علي بن عتاب معنعنا عن فاطمة الزهراء عليها السلام قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى فكان قاب قوسين
أو أدنى ، فأبصرته بقلبي ، ولم أره بعيني ، فسمعت أذانا مثنى مثنى ، وإقامة وترا
وترا ، فسمعت مناديا ينادي : يا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة عرشي
اشهدوا أني لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، قالوا : شهدنا وأقررنا ، قال : اشهدوا
لا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أن محمدا عبدي ورسولي ، قالوا :
شهدنا وأقررنا ، قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة عرشي
أن عليا وليي وولي رسولي ، وولي المؤمنين بعد رسولي ، قالوا : شهدنا و
أقررنا .
قال عباد بن صهيب : قال جعفر بن محمد ، قال أبوجعفر عليه السلام : وكان ابن
* ( هامش ) * ( 1 ) السبخة : ارض ذات نز وملح العلقم : الحنظل . وقيل ، إذا اشتدت مرارته ، و
قيل : قثاء الحمار وكل شئ مر . العوسج : شجر الشوك له جناة حمراء .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 2 : 141 و 142 .
( 3 ) تفسير فرات : 30 و 31 . ( * )
[283]
عباس إذا ذكر هذا الحديث فقال : أنا أجده ( 1 ) في كتاب الله : " إنا عرضنا الامانة
على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان
إنه كان ظلوما جهولا " .
قال : فقال ابن عباس رضي الله عنه : والله ما استودعهم دينارا ولا درهما ولا
كنزا من كنوز الارض ، ولكنه أوحى إلى السماوات والارض والجبال من قبل
أن يخلق آدم عليه السلام أني مخلف فيك الذرية : ذرية محمد صلى الله عليه وآله ، فما أنت فاعلة بهم ؟
إذا دعوك فأجيبيهم وإذا آووك فآويهم ، وأوحى إلى الجبال : إذا دعوك فأجيبيهم
وأطيعي على عدوهم ( 2 ) فأشفقن منها السماوات والارض والجبال عما سأله الله
من الطاعة فحملها بنو آدم فحملوها قال عباد : قال جعفر عليه السلام : والله ما وفوا
بما حملوا من طاعتهم ( 3 ) .
30 - أقول : قال السيد ابن طاووس في كتاب سعد السعود : رأيت في تفسير
منسوب إلى الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى
أهلها " قال : هذه الآية في أمر الولاية أن تسلم إلى آل محمد صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
17 باب
* ( وجوب طاعتهم ، وأنها المعنى بالملك العظيم ، وأنهم ) *
* ( اولو الامر ، وأنهم الناس المحسودون ) *
الايات : النساء " 4 " : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم
من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " 54 و 55 " ،
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر انى لاجده .
( 2 ) في المصدر : واطبقى على عدوهم .
( 3 ) تفسير فرات : 31 .
( 4 ) سعد السعود : 122 . ( * )
[284]
وقال تعالى : يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر
منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و
اليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " 59 " .
وقال تعالى : ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم " 83 " .
تفسير : قوله تعالى : " أم يحسدون " قال الطبرسي رحمه الله : معناه بل
يحسدون الناس ؟ واختلف في معنى الناس هنا فقيل : أراد به النبي صلى الله عليه وآله ، حسدوه
على ما أعطاه الله من النبوة ، وإباحة تسعة نسوة وميله إليهن ، وقالوا : لو كان
نبيا لشغلته النبوة عن ذلك ، فبين الله سبحانه أن النبوة ليست ببدع في آل
إبراهيم .
وثانيها : إن المراد بالناس النبي وآله عليه السلام عن أبي جعفر عليه السلام ، والمراد
بالفضل فيه النبوة ، وفي آله الامامة ( 1 ) .
أقول : ثم روى عن تفسير العياشي بعض ما سيأتي من الاخبار في ذلك .
وقال في قوله تعالى : " واولي الامر منكم " : للمفسرين فيه قولان : أحدهما
أنهم الامراء ، والآخر أنهم العلماء ، وأما أصحابنا فانهم رووا عن الباقر والصادق
عليهما السلام أن اولي الامر هم الائمة من آل محمد عليهم السلام ، أوجب الله طاعتهم
بالاطلاق ، كما أوجب طاعته وطاعة رسوله ، ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد
على الاطلاق إلا من ثبتت عصمته ، وعلم أن باطنه كظاهره ؟ وأمن منه الغلط
والامر بالقبيح ، وليس ذلك بحاصل في الامراء ولا العلماء سواهم ، جل الله سبحانه
عن أن يأمر بطاعة من يعصيه ، أو بالانقياد للمختلفين للقول والفعل ، لانه محال أن
يطاع المختلفون ، كما أنه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه ، ومما يدل على ذلك أيضا
أن الله سبحانه لم يقرن طاعة اولي الامر بطاعة رسوله كما قرن طاعة رسوله بطاعته
إلا واولو الامر فوق الخلق جميعا ، كما أن الرسول فوق اولي الامر وفوق سائر
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 3 : 61 طبعة صيداء . ( * )
[285]
الخلق ، وهذه صفة أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام الذين ثبتت إمامتهم وعصمتهم ، و
اتفقت الامة على علو رتبهم وعدالتهم " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول "
أي فإن اختلفتم في شئ من امور دينكم فردوا المتنازع فيه إلى كتاب الله وسنة
الرسول ، ونحن نقول : الرد إلى الائمة القائمين مقام رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته
هو مثل الرد إلى الرسول في حياته ، لانهم الحافظون لشريعته ، وخلفاؤه في امته
فجروا مجراه في ( 1 ) .
قوله تعالى : " وأحسن تأويلا " أي أحمد عاقبة ، أو أحسن من تأويلكم لان
الرد إلى الله ورسوله ومن يقوم مقامه من المعصومين أحسن لا محالة من تأويل بغير
حجة ( 1 ) . " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم " قال أبوجعفر عليه السلام :
هم الائمة المعصومون " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " الضمير يعود إلى اولي الامر
وقيل : إلى الفرقة المذكورة من المنافقين أو الضعفة ( 2 ) .
1 - فس : علي بن الحسين عن البرقي عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر
الاحول عن حنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال . قلت قوله : " فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب " قال : النبوة ، قلت : " والحكمة " قال : الفهم والقضاء " وآتيناهم ملكا
عظيما " قال : الطاعة المفروضة ( 3 ) .
2 - فس : ثم فرض على الناس طاعتهم فقال : " يا أيها الناس آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، حدثني أبي
عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزل : " فان تنازعتم في شئ فارجعوه
إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم ( 4 ) " .
بيان : يدل على أن في مصحفهم عليهم السلام " فارجعوه " مكان " فردوه " ويحتمل
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 3 : 64 و 65 .
( 2 ) مجمع البيان : 82 طبعة صيداء .
( 3 ) تفسير القمى : 128 و 129 .
( 4 ) تفسير القمى : 129 . ( * )
[286]
أن يكون تفسيرا له ( 1 ) ، ويدل على أنه كان فيه قول : " وإلى اولي الامر منكم "
فيدل على أنه لا يدخل اولو الامر في المخاطبين بقوله : " إن تنازعتم " كما زعمه
المفسرون من المخالفين .
3 - ن : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن أحمد بن الفضل عن بكر بن
أحمد بن محمد بن القصري عن أبي محمد العسكري عن آبائه عن الباقر عليهم السلام قال :
أوصى النبى صلى الله عليه وآله إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم قال في قول الله :
" يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : الائمة
من ولد علي وفاطمة إلى أن تقوم الساعة ( 2 ) .
4 - ما : أبوعمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن موسى بن إسحاق ومحمد بن عبدالله
ابن سليمان عن يحيى بن عبدالحميد عن قيس عن السدي عن عطا عن ابن
عباس : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال : نحن الناس ، دون
الناس ( 3 ) .
5 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "
قال : نحن المحسودون ( 4 ) .
6 - ير : أحمد بن الحسين عن القاسم بن محمد وفضالة عن أبان بن عثمان عن
أبي الصباح الكناني عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يا أبا الصباح نحن الناس المحسودون
وأشار بيده إلى صدره ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) وهو الصحيح ، كما أن ما يأتى بعد ذلك أيضا تفسير للاية لا انه أوردها بالفاظها .
( 2 ) عيون الاخبار : 272 .
( 3 ) عيون الاخبار : 272 .
( 4 ) امالى ابن الشيخ : 171 . ( 5 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 11 . ( * )
[287]
7 - ير : ابن يزيد عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن
بريد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " أم يحسدون الناس على ما
آتاهم الله من فضله " فنحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون
خلق الله جميعا ( 1 ) .
8 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار
عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله
من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " قال :
الطاعة المفروضة ( 2 ) .
ير : عبدالله بن القاسم عن حماد مثله ( 3 ) .
ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير رفعه عن أبي جعفر عليه السلام مثله ( 4 ) .
9 - ير : محمد بن عيسى عن رجل هشام بن الحكم قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " ما ذلك الملك العظيم ؟ قال : فرض الطاعة
ومن ذلك طاعة جهنم لهم يوم القيامة يا هشام ( 5 ) .
10 - ير : محمد بن الحسين وابن يزيد معا عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة
عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " فجعلنا منهم الرسل والانبياء
والائمة فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرون في آل محمد صلى الله عليه وآله ؟ قلت : فما معنى
قوله : " وآتيناهم ملكا عظيما " قال : الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة ، من أطاعهم
أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهو الملك العظيم ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 11 . له يذكر فيه : لفظ " جميعا " .
( 2 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 150 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 150 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 11 . ( * )
[288]
11 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن محمد الاحول عن عمران قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : " فقد
آتينا آل إبراهيم الكتاب " فقال : النبوة ، فقلت : " والحكمة " قال : الفهم والقضاء
قلت له : قول الله تبارك وتعالى : " وآتيناهم ملكا عظيما " قال : الطاعة ( 1 ) .
12 - ير : أبومحمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبدالله عليه السلام في هذه الآية : " أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة
وآتيناهم ملكا عظيما " قال : نحن والله الناس الذين قال الله تعالى ، ونحن والله
المحسودون ، ونحن أهل هذ الملك الذي يعود إلينا ( 2 ) .
13 - ك : أبي عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن الحجال عن حماد
عن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ( 3 ) " قال : الائمة من
ولد علي وفاطمة عليها السلام إلى يوم القيامة ( 4 ) .
14 - ير : محمد بن عبدالحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : قلت له : " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم
ملكا عظيما " قال : قال : تعلم ملكا عظيما ما هو ؟ قال : قلت : أنت أعلم جعلني الله
فداك ، قال : طاعة ( 5 ) الله مفروضة ( 6 ) .
15 - شى : عن داود بن فرقد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قول الله : " قل
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 11 .
( 3 ) النساء : 59 .
( 4 ) اكمال الدين ص 128 فيه : إلى ان تقوم الساعة .
( 5 ) في نسخة الكمبانى : " طاعة والله مفروضة " والمعنى على ما في المتن : ان الملك
العظيم هو طاعتنا المفروضة من الله تعالى .
( 6 ) بصائر الدرجات : 150 . ( * )
[289]
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ( 1 ) " فقد أتى الله بني
امية الملك ، فقال : ليس حيث يذهب الناس إليه ، إن الله أتانا الملك وأخذه بنو
اميه ، بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الآخر ، فليس هو للذي أخذه ( 2 ) .
16 - عم ، قب : جابر الجعفي في تفسيره عن جابر الانصاري قال : سألت
النبي صلى الله عليه وآله عن قوله : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " عرفنا
الله ورسوله ، فمن اولي الامر ؟ قال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي
أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم
محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقية فاقرأه مني
السلام . ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم
محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن ابن علي ، ثم سميي وكنيي ( 3 ) حجة الله
في أرضه وبقيته في عباده ابن ( 4 ) الحسن ابن علي الذي يفتح الله على يده مشارق
الارض ومغاربها . ذاك الذي يغيب عن شيعته ( 5 ) ، غيبة لا يثبت على القول في إمامته
إلا من امتحن الله قلبه بالايمان ( 6 ) .
17 - شى : عن بريد بن معاوية قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فسألته عن
قول الله : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : فكان جوابه أن
قال : " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت " فلان
وفلان " ويقولن للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ( 7 ) " يقول :
* ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 26 .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 289 سطر 19 الى ص 297 سطر 17

( 2 ) تفسير العياشى 1 : 166 .
( 3 ) في اعلام الورى : سميى وذو كنيتى
( 4 ) في اعلام الورى : محمد بن الحسن بن على .
( 5 ) في اعلام الورى : يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لا يثبت فيها .
( 6 ) مناقب آل ابى طالب ج 1 ص 242 اعلام الورى : 375 و 376 فيهما : لا يثبت
على القول بامامته .
( 7 ) النساء : 51 . ( * )
[290]
الائمة الضالة ( 1 ) والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وأوليائهم سبيلا
" اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك "
يعني الامامة والخلافة " فإذا لا يؤتون الناس نقيرا " نحن الناس الذين عنى الله
والنقير : النقطة التي رأيت في وسط ( 2 ) النواة " أم يحسدون الناس على ما آتاهم
الله من فضله " فنحن المحسودون ( 3 ) على ما آتانا الله من الامامة دون خلق الله جميعا
" فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " يقول : فجعلنا ( 4 )
منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم وينكرونه في
آل محمد ؟ " فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " إلى قوله :
" وندخلهم ظلا ظليلا " قال : قلت قوله في آل ابراهيم : " وآتيناهم ملكا عظيما "
ما الملك العظيم ؟ قال : أن جعل منهم أئمة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم
عصى الله ، فهو الملك العظيم ، قال : ثم قال : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها " إلى " سميعا بصيرا " قال : إيانا عنى ، أن يؤدي الاول منا
إلى الامام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا
بالعدل " الذي في أيديكم ، ثم قال للناس " يا أيها الذين آمنوا " فجمع المؤمنين
إلى يوم القيامة ( 5 ) " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " إيانا عنى
خاصة " فإن خفتم تنازعا في الامر " فارجعوا إلى الله وإلى الرسول واولي الامر
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : " يقول الائمة الضالة : الائمة الضالة والدعاة اه " وفى الكافى : يقولون
الائمة الضالة .
( 2 ) في الكافى : النقطة التى في وسط النواة .
( 3 ) في الكافى : " نحن الناس المحسودون " وفيه : دون خلق الله اجمعين .
( 4 ) في الكافى : [ جعلنا ] وفيه : يقرون به .
( 5 ) يعنى هذا الحكم يشمل المؤمنين جميعا ، فهو اما بدخولهم في الخطاب ، حيث ان
الخلق كلهم حاضرون عند الله علما ، واما باشتراك الحاضر في موطن الخطاب والغائب عنه في
التكليف ، وفى الكافى : امر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا . ( * )
[291]
منكم " هكذا نزلت ( 1 ) وكيف ( 2 ) يأمرهم بطاعة اولي الامر ويرخص لهم في
منازعتهم ، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واولي الامر منكم ( 3 ) .
18 - شى : بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء ، وزاد فيه " أن
تحكموا بالعدل " إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم ( 4 ) .
أقول : روى الكليني الخبر بتمامه في الكافي عن بريد بأسانيد مفرقا له على
الابواب ( 5 ) .
19 - قب ، شى : عن أبي الصباح الكناني قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الانفال ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون
في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه : أم يحسدون الناس على ما
آتاهم الله من فضله ( 6 ) .
20 - شى : عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله : " أم يحسدون
الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال : نحن الناس وفضله النبوة ( 7 ) .
21 - شى : عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام " ملكا عظيما " أن
جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهذا ملك عظيم " وآتيناهم
* ( هامش ) * ( 1 ) لعل ذلك استنباط من الراوى حيث سمع ان الامام عليه السلام فسره بذلك فظن
انه المنزل من عنده .
( 2 ) تعليل لخروج اولى الامر عن المتنازعين وحكمهم . وفى الكافى : وكيف يأمرهم الله
بطاعة ولاة الامر .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 246 و 247 .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 247 .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 205 و 276 فيه : " تنازعا في امر فردوه إلى الله والى الرسول
والى اولى الامر منكم " راجعه .
( 6 ) مناقب آل ابى طالب : ج 1 : 245 تفسير العياشى 1 : 247 .
( 7 ) تفسير العياشى 1 : 248 . ( * )
[292]
ملكا عظيما ( 1 ) " .
22 - وعنه في رواية اخرى قال : الطاعة المفروضة ( 2 ) .
23 - شى : عمران ( 3 ) عنه : " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب " قال : النبوة
" والحكمة " قال : الفهم والقضاء " وملكا عظيما " قال : الطاعة ( 4 ) .
24 - شى : أبوحمزة عن أبي جعفر عليه السلام " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب "
فهو النبوة " والحكمة " فهم الحكماء من الانبياء من الصفوة ، وأما الملك العظيم
فهم الائمة الهداة من الصفوة ( 5 ) .
25 - شى : عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وعنده إسماعيل
ابنه عليه السلام يقول : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " الآية قال :
فقال : الملك العظيم : افتراض الطاعة ، قال : " فمنهم من آمن به ومنهم من صد
عنه " قال : فقلت : أستغفر الله ، فقال لي إسماعيل : لم يا داود ؟ قلت : لاني كثيرا
قرأتها : " ومنهم من يؤمن به ومنهم من صد عنه " قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : إنما
هو ( 6 ) فمن هؤلاء ولد إبراهيم من آمن بهذا ، ومنهم من صد عنه ( 7 ) .
بيان : لعل داود كان يقرأ هكذا سهوا ، أو على بعض القراءات الشاذة التي
لم تنقل إلينا ، والمشهور في مرجع الضمير إما أهل الكتاب ، أو امة إبراهيم ، وعلى
تفسيره عليه السلام راجع إلى آل إبراهيم فالمراد بالآل جميع ذريته ، ولا ينافي إيتاءهم
الكتاب والحكمة والملك العظيم صد بعضهم عن الحق ، إذ معلوم أنها لا تعمهم بل
هي مخصوصة ببعضهم .
26 - شى : عن أبان أنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : فسألته
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) تفسير العياشى 1 : 248 .
( 3 ) في المصدر : حمران .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 248 .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 248 .
( 6 ) أى الصحيح ما قرأته انا .
( 7 ) تفسير العياشى 1 : 248 . ( * )
[293]
عن قول الله : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم "
فقال : ذلك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، ثم سكت فلما طال سكوته ( 1 )
قلت : ثم من ؟ قال : ثم الحسن عليه السلام ، ثم سكت فلما طال سكوته قلت : ثم من ؟
قال : الحسين قلت : ثم من ؟ قال : ثم علي بن الحسين ، وسكت ، فلم يزل يسكت
عن كل واحد حتى اعيد المسألة فيقول : حتى سماهم إلى آخرهم صلى الله عليهم ( 2 ) .
27 - شى : عن عمران الحلبي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنكم
أخذتم هذا الامر من جذوه ، يعني من أصله ، عن قول الله : " أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول واولي الامر منكم " ومن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : " ما إن تمسكتم به لن
تضلوا " لا من قول فلان ، ولا من قول فلان ( 3 ) .
28 - شى : عن عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : هي في علي وفي الائمة جعلهم الله
مواضع الانبياء ، غير أنهم لا يحلون ( 4 ) شيئا ولا يحرمونه ( 5 ) .
29 - شى : عن حكيم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك أخبرني
من اولي الامر الذين أمر الله بطاعتهم ؟ فقال لي : اولئك علي بن أبي طالب
والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر : أنا ، عليهم السلام فاحمدوا الله
الذي عرفكم أئمتكم وقادتكم حين جحدهم الناس ( 6 ) .
30 - شى : عن عمرو بن سعيد قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : " أطيعوا
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : قال : فلما طال سكوته .
( 2 ) تفسير العياشى 1 : 251 . فيه : فلم يزل يسكت عند كل واحد .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 251 و 252 .
( 4 ) أى لا يأتون من عند الله بالحلال والحرام ، بل يقولون للناس ما قاله النبى صلى الله
عليه وآله ، وبالجملة انهم يكونون في درجة الانبياء ومرتبتهم غير انه لا يوحى إليهم ، فحالهم
حال جملة من الانبياء الماضية الذين كانوا يتبعون سنة نبى آخر ويروجونها بين الناس ويقيمونها
فيهم .
( 5 و 6 ) تفسير العياشى 1 : 252 ( * )
[294]
الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : قال : علي بن أبي طالب والاوصياء
من بعده ( 1 ) .
31 - شى : عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : فإن تنازعتم في شئ
فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم ( 2 ) .
32 - شى : في رواية عامر بن سعيد الجهني عن جابر عنه عليه السلام : وأولي الامر
من آل محمد ( 3 ) .
33 - شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ذروة الامر وسنامه ومفتاحه
وباب الانبياء ورضي الرحمان الطاعة للامام ( 4 ) بعد معرفته ، ثم قال : إن الله
يقول : " من يطع الرسول فقد أطاع الله " إلى " حفيظا ( 5 ) " أما لو أن رجلا قام
ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله ( 6 ) وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي
الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالة منه إليه ( 7 ) ما كان له على الله حق في ثوابه
ولا كان من أهل الايمان ، ثم قال : أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضله
ورحمته ( 8 ) .
جا : ابن قولويه عن الكليني عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة
عنه عليه السلام مثله إلى قوله : حفيظا ( 9 ) .
بيان : ذروة ( 10 ) الامر أي أمر الدين ، أو كل الامور ، بعد معرفته
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى 1 : 253 .
( 2 ) تفسير العياشى 1 : 254 .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 254 .
( 4 ) في المجالس : وباب الاشياء ، ورضا الرحمن طاعة للامام
( 5 ) النساء : 80 .
( 6 ) في المصدر : وتصدق جميع ماله .
( 7 ) في نسخة : بدلالته إليه .
( 8 ) تفسير العياشى 1 : 259 .
( 9 ) مجالس المفيد : 42 .
( 10 ) الذروة بالكسر والضم : المكان المرتفع والعلو ، وأعلى الشئ
[295]
أي الامام ، وإرجاع الضمير إلى الله بعيد ، والاستشهاد بالآية بانضمام الآيات
الدالة على مقارنة طاعة الرسول لاولي الامر ، أو بانضمام ما أوصى به الرسول
من طاعتهم ، فطاعتهم طاعة الرسول ، أو مبني على أن الآية نزلت في ولايتهم ،
كما يدل عليه بعض الاخبار ، أو على أنهم نوابه صلى الله عليه وآله فحكمهم حكمه . قوله :
اولئك ، إما إشارة إلى الشيعة ، أي المحسن من الشيعة أيضا إنما يدخل الجنة
برحمة الله لا بعمله ؟ أو إلى المخالفين أي المستضعفين منهم ، وسيأتي القول فيه في
محله إنشاء الله .
34 - شى : عن أبي إسحاق النحوي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
إن الله أدب نبيه على محبته فقال : " إنك لعلى خلق عظيم ( 1 ) " قال : ثم فوض
إليه الامر فقال : " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( 2 ) " وقال :
" من يطع الرسول فقط أطاع الله ( 3 ) " وإن رسول الله صلى الله وآله فوض إلى علي عليه السلام
وائتمنه فسلمتم وجحد الناس . فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا ، وإن تصمتوا
إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله ، والله ما جعل لاحد من خير في ( 4 ) خلاف
أمرنا ( 5 ) .
35 - شى : عن عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " ولو ردوه
إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم " قال هم الائمة ( 6 ) .
36 - شى : عن عبدالله بن جندب قال : كتب إلي أبوالحسن الرضا عليه السلام :
ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم ( 7 ) الذين وصفت أنهم كانوا بالامس لكم إخوانا ، و
* ( هامش ) * ( 1 ) القلم : 4 .
( 2 ) الحشر : 59 .
( 3 ) أو عزنا سابقا إلى محل الاية .
( 4 ) في نسخة من الكتاب والمصدر : في خلاف امره .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 259 .
( 6 ) تفسير العياشى 1 : 260 .
( 7 ) اى الواقفية . ( * )
[296]
الذي صاروا إليه من الخلاف لكم والعداوة لكم ، والبراءة منكم والذي تأفكوا
به من حياة أبي صلى الله عليه ورحمته ، وذكر في آخر الكتاب : إن هؤلاء القوم سنح ( 1 )
لهم شيطان اعترهم بالشبهة ، ولبس عليهم أمر دينهم ، وذلك لما ظهرت فريتهم ، و
اتفقت كلمتهم ، ونقموا ( 2 ) على عالمهم ، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم ، فقالوا :
لم ؟ ومن ؟ وكيف ؟ فأتاهم الهلك ( 3 ) من مأمن احتياطهم وذلك بما كسبت أيدهيم
وما ربك بظلام للعبيد ، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم ، بل كان الفرض عليهم ، و
الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه
لان الله يقول في محكم كتابه " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم
لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن
ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( 4 ) .
بيان : تأفكوا به : تكلفوا الافك والكذب بسببه ، فقالوا : لم : أي لم حكمتم
بموت الكاظم عليه السلام ؟ أو من الامام بعده ؟ وكيف حكمتم بكون الرضا عليه السلام
إماما ؟
37 - قب : الامة على قولين في معنى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و
أطيعوا الرسول واولي الامر منكم " أحدهما أنها في أئمتنا ، والثانى أنها في امراء
السرايا ، وإذا بطل أحد الامرين ثبت الآخر ، وإلا خرج الحق عن الامة والذي
يدل على أنها في أئمتنا عليهم السلام أن ظاهرها يقتضي عمون طاعة اولى الامر ، من حيث
عطف الله تعالى الامر بطاعتهم على الامر بطاعته وطاعة رسوله ، ومن حيث أطلق
الامر بطاعتهم ولم يخص شيئا من شئ لانه سبحانه لو أراد خاصا لبينه ، وفي فقد
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة . [ سخ ] اقول : سنح له رأى في الامر : عرض . وسنح الظبى والطير و
غيرهما : مر من الياسر إلى الميامن .
( 2 ) في نسخة من المصدر : وكذبوا على عالمهم .
( 3 ) في النسخة المخطوطة : فاتاهم الهلاك .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 260 . ( * )
[297]
البيان منه تعالى دليل على إرادة الكل ، وإذا ثبت ذلك ثبتت إمامتهم ، لانه لا
أحد تجب طاعته على ذلك الوجه بعد النبي إلا الامام ، وإذا اقتضت وجوب طاعة
اولي الامر على العموم لم يكن بعد من عصمتهم ، وإلا أدى أن يكون ( 1 ) تعالى
قد أمر بالقبيح ، لان من ليس بمعصوم لا يؤمن منه وقوع القبيح ، فإذا وقع كان
الاقتداء به قبيحا ، وإذا ثبتت دلالة الآية على العصمة وعموم الطاعة بطل توجهها
إلى امراء السرايا ، لارتفاع عصمتهم ، واختصاص طاعتهم ( 2 ) وقال بعضهم : هم علماء
الامة العامة ، وهم مختلفون ( 3 ) وفي طاعة بعضهم عصيان بعض ، وإذا أطاع المؤمن
بعضهم عصى الآخر ، والله تعالى لا يأمر بذلك ، ثم إن الله تعالى وصف اولي الامر
بصفة تدل على العلم والامرة جميعا ، قوله تعالى : " وإذا جاءهم أمر من الامن
أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولى الامر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم " ( 4 ) فرد الامن أو الخوف للامراء ، والاستنباط للعلماء ، ولا يجتمعان
إلا لامير عالم .
38 - الشعبي : قال ابن عباس : هم امراء السرايا ، وعلى أولهم .
39 - وسئل الحسن بن صالح بن حي جعفر الصادق عليه السلام ذلك فقال :
الائمة من أهل بيت رسول الله .
40 - تفسير مجاهد : إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام حين خلفه رسول الله
صلى الله عليه وآله بالمدينة فقال : يا رسول الله أتخلفني بين النساء والصبيان ؟ فقال :


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 297 سطر 18 الى ص 305 سطر 18

يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، حين قال له . اخلفني
في قومي وأصلح ؟ فقال : بلى والله .
41 - واولي الامر منكم . قال علي بن أبي طالب عليه السلام ولاه الله أمر الامة
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : والا ادى إلى ان يكون .
( 2 ) اى واختصاص طاعتهم فيما لا يكون فيه محظور شرعا .
( 3 ) في نسخة : وهم يختلفون .
( 4 ) النساء : 83 . ( * )
[298]
بعد محمد صلى الله عليه وآله حين خلفه رسول الله بالمدينة ، فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه .
42 - وفي إبانة الفلكي إنها نزلت لما شكا أبوبردة من علي عليه السلام الخبر ( 1 ) .
43 - جا : الجعابي عن إسحاق بن محمد عن زيد المعدل عن سيف بن عمر و
عن محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اسمعوا وأطيعوا
لمن ولاه الله الامر فانه نظام الاسلام ( 2 ) .
44 - فر : جعفر بن أحمد معنعنا عن بريدة قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام
فسألته عن قول الله تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال :
فنحن الناس ، ونحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلق الله جميعا
" فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " جعلنا منهم
الرسل والانبياء والائمة عليهم السلام ، فكيف يقرون بها في آل إبراهيم ، ويكذبون
بها في آل محمد عليهم السلام ؟ " فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ( 3 ) . "
45 - أقول : روى العلامة في كشف الحق في قوله تعالى : " أم يحسدون
الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال الباقر عليه السلام : نحن الناس ( 4 ) .
46 - وروى ابن حجر في صواعقه قال : أخرج ابوالحسن المغازلي عن الباقر
عليه السلام أنه قال في هذه الآية : نحن الناس والله .
47 - فر : عبيد بن كثير معنعنا أنه سأل جعفر بن محمد ( 5 ) عن قول الله تعالى
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " قال : اولي الفقه والعلم ، قلنا :
أخاص أم عام : قال : بل خاص لنا ( 6 ) .
48 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام عن قول الله
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 218 .
( 2 ) مجالس المفيد : 7 .
( 3 ) تفسير فرات : 28 .
( 4 ) احقاق الحق 3 : 457 .
( 5 ) في المصدر معنعنا عن ابن جعفر عليه السلام .
( 6 ) تفسير فرات : 28 . ( * )
[299]
تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : فاولي الامر في
هذه الآية هم آل محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
49 - فر : أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي مريم قال : سألت جعفر بن محمد عليه السلام
عن قول اله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " كانت طاعة
علي مفترضة ؟ قال : كانت طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة مفترضة لقول الله تعالى :
" من يطع الرسول فقد أطاع الله " وكانت طاعة علي بن أبي طالب عليه السلام طاعة رسول
الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
بيان : كانت طاعة علي مفترضة ؟ أي في حياة الرسول ( 3 ) فأجاب عليه السلام بأن
إمامته كانت بعد الرسول ، ولما كان أمر الله الناس بطاعة علي عليه السلام كانت طاعته
مفترضة من هذه الجهة ، وهذا مبني على أنه عليه السلام لم يكن في حياته صلى الله عليه وآله إماما
كما ذهب إليه الاكثر ، وقيل : كان إماما في ذلك الوقت أيضا ، وسيأتي الكلام
فيه إنشاء الله .
50 - فر : علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن إبراهيم قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فاداك ما تقول في هذه الآية : " أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا
عظيما " قال : نحن الناس الذين قال الله ، ونحن المحسودون ، ونحن أهل الملك
ونحن ورثنا النبيين ، وعندنا عصا موسى ، وإنا لخزان الله في الارض ، لسنا
بخزان على ذهب ولا فضة ( 4 ) وإن منا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين
عليهم السلام ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 28 .
( 2 ) تفسير فرات : 28 و 29 فيه : من طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 3 ) او مطلقا ، فاجاب بانها مفترضة لان طاعته من طاعة الرسول صلى الله عليه وآله
فما كان مفترضة اولا هو طاعة الرسول ثم طاعة على عليه السلام لانها من طاعته صلى الله عليه وآله .
( 4 ) في المصدر : لا بخزان على ذهب ولا فضة .
( 4 ) تفسير فرات : 32 . ( * )
[300]
51 - فر : إبراهيم بن سليمان معنعنا عن عيسى بن السري قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام : أخبرني عن دعائم الاسلام التي لا يسع أحدا من الناس التقصير عن
معرفة شئ منها التي من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه ، ولم يقبل منه عمله
ولم يضيق مما هو فيه بجهل شئ من الامور جهله ( 1 ) قال : شهادة أن لا إله إلا الله
والايمان برسوله ، والاقرار بما جاء به من عند الله والزكاة ، والولاية التي أمر الله
بها ولاية آل محمد ( 2 ) قال : قلت له : هل في الولاية شئ دون شئ ( 3 ) فضل يعرف لمن
أخذ به ؟ قال : نعم ، قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واولي الامر منكم " فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عيسى مثله ( 5 ) .
52 - شى : عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام هذه الآية :
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال : الاوصياء ( 6 ) .
53 - ختص : ابن عيسى عن محمد البرقي عن الجوهري عن الحسين بن أبي
العلا قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : الاوصياء طاعتهم مفترضة ( 7 ) ؟ فقال : هم الذين
قال الله " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " وهم الذين قال الله :
* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة : [ ولم يضق مما هو فيه بجهل شئ جهله ] وفى المصدر :
[ ولم يضيق ما هو فيه بجهل شئ جهله ] وفى الكافى : [ ولم يضق به مما هو فيه لجهل ] وفى
بعض النسخ : ولم يضربه
( 2 ) في المصدر : [ ولاية محمد ] ولعل فيه سقط ، او المعنى ان ولاية الائمة التى امر
الله بها من ولاية محمد وطاعته والايمان به .
( 3 ) ولعل المراد هل في الولاية دليل خاص يدل على لزومها فأجاب نعم ، فتمسك
بالاية ، وتمسك ايضا في الكافى بقوله صلى الله عليه وآله : من مات ولا يعرف امام زمانه مات
ميتة جاهلية .
( 4 ) تفسير فرات : 32 .
( 5 ) اصول الكافى 2 : 19 و 20 فيه اختلافات وزيادات راجعه .
( 6 ) تفسير العياشى : 1 : 249 .
( 7 ) ظاهر الجواب انه سأل عن أعيانهم واشخاصهم لا عن وجوب طاعتهم . ( * )
[301]
" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ( 1 ) " .
54 - وعنه عن معمر بن خلاد قال : سأل رجل فارسي أبا الحسن الرضا
عليه السلام فقال : طاعتكم مفترضة ؟ فقال : نعم ، فقال : كطاعة علي بن أبي طالب ؟
فقال : نعم ( 2 ) .
أقول : الاخبار الدالة على وجوب طاعتهم كثيرة متفرقة في الابواب .
55 - قب : روي عن الائمة عليهم السلام في قوله تعالى : " ونجعلهم الوارثين " و
في قوله تعالى : " والله يؤتي ملكه من يشاء " أنهما نزلتا فيهم ( 3 ) .
56 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن الهيثم ( 4 ) عن أحمد بن محمد السياري
عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : " من يطع
الله ورسوله " في ولاية علي والائمة من بعده " فقد فاز فوزا عظيما " ( 5 ) .
57 - فر : محمد بن القاسم وعبيد بن كثير بإسنادهما ( 6 ) عن أبي عبدالله عليه السلام
قوله في آل إبراهيم : " وآتيناهم ملكا عظيما " قال : الملك العظيم أن جعل منهم
أئمة ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، فهذا ملك عظيم ( 7 ) .
58 - فر : الفزاري رفعه قال : سئل أبوجعفر عليه السلام عن قوله تعالى : " فليحذر
الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " قال : الفتنة الكفر ( 8 )
* ( هامش ) * ( 1 ) الاختصاص : 277 . والاية الاخيرة في سورة المائدة : 55 .
( 2 ) الاختصاص : 278 فيه : مثل طاعة على بن ابى طالب ؟
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 443 فيه : [ نزلتا فينا ] والاية الاولى في سورة
القصص : 5 ، والثانية في البقرة : 247 .
( 4 ) في المصدر : عن احمد بن القاسم .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 244 .
( 6 ) في المصدر : معنعنا عن أبى عبدالله عليه السلام .
( 7 ) تفسير فرات : 81 .
( 8 ) في نسخة : [ الكفار ] وفى المصدر : الفتنة الكفار ، قال . ( * )
[302]
قيل : يا با جعفر حدثني فيمن نزلت ؟ قال : نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله ، وجرى مثلها
من النبي صلى الله عليه وآله في الاوصياء في طاعتهم ( 1 ) .
59 - كا : العدة عن أحمد عن البرقي عن أبيه أبيه عن ابن أسباط عن البطائني
عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم " و
سلموا للامام تسليما " أو أخرجوا من دياركم " رضا له " ما فعلوه إلا قليل منهم
ولو " أن أهل الخلاف ( 2 ) " فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ( 3 ) "
وفي هذه الآية : " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ( 4 ) " في أمر الولاية " و
يسلموا " لله الطاعة " تسليما ( 5 ) " .
60 - كا : علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد قال : تلا
أبوجعفر عليه السلام " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن خفتم تنازعا
في الامر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر منكم ( 6 ) " ثم قال : كيف
يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم ، إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم :
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ( 7 ) .
61 - كا ، فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن النضر عن محمد بن
مروان رفعه إليهم قالوا : يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وآله في علي و
الائمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 105 .
( 2 ) تفسير للضمير في قوله تعالى : ولو انهم .
( 3 و 4 ) النساء : 65 و 66
( 5 ) روضة الكافى : 184 .
( 6 ) اشرنا قبلا ان الراوى وهم وظن انه عليه السلام يريد أن نزولها كذلك ، مع انه
يريد ان يفسرها ويوضح معناها .
( 7 ) روضة الكافى : 184 و 185 .
( 8 ) اصول الكافى 1 : 414 ، تفسير القمى : 535 الفاظ الحديث في الكافى هكذا :
رفعه اليهم في قول الله عزوجل : " وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله " في على والائمة " كالذين
آذوا موسى فبرأ الله مما قالوا " . ( * )
[303]
بيان : ضمير " إليهم " راجع إلى الائمة عليهم السلام ، وكأنه نقل الآية بالمعنى
لانه قال تعالى في سورة الاحزاب : " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن
تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ( 1 ) " وقال بعد آيات اخر : " يا أيها الذين آمنوا
لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأ الله مما قالوا ( 2 ) " فجمع عليه السلام بين الآيتين ، و
أفاد مضمونهما ، وإن أمكن أن يكون في مصحفهم عليهم السلام هكذا ( 3 ) ويمكن أن يكون
إيذاء موسى عليه السلام أيضا في وصيه هارون ، وذكر المفسرون وجوها أسلفناها في
كتاب النبوة .
62 - كا ، فس : الحسين عن المعلى عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن
أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " ومن يطع الله ورسوله " في ولاية علي
عليه السلام والائمة بعده " فقد فاز فوزا عظيما " هكذا ( 4 ) نزلت ( 5 ) .
63 - شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله صلى الله عليه وآله " ولو أنا كتبنا عليهم أن
اقتلوا أنفسكم " وسلموا للامام تسليما " أو اخرجوا من دياركم " رضا له " ما فعلوه
إلا قليل منهم ولو " أن أهل الخلاف " فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم " يعني
في علي عليه السلام ( 6 ) .
64 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن
عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليه السلام في قول الله عزوجل :
" قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل " من السمع و
الطاعة والامانة والصبر " وعليكم ما حملتم " من العهود التي أخذها الله عليكم
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) سورة الاحزاب : 53 و 69 .
( 3 ) قد عرفت ان الفاظ الحديث في الكافى تطابق المصحف الشريف ، وكانه قدس سره
لم يتأمل في الكافى .
( 4 ) اى بهذا المعنى نزلت .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 414 ، تفسير القمى : 535 .
( 6 ) تفسير العياشى 1 : 256 . والاية في سورة النساء : 66 ، وتقدم الحديث عن
الكافى مع زيادة . ( * )
[304]
في علي وما بين لكم في القرآن من فرض طاعته فقوله : " وإن تطيعوه تهتدوا "
أي وإن تطيعوا عليا تهتدوا " وما على الرسول إلا البلاغ " هكذا ( 1 ) نزلت ( 2 ) .
65 - مد : من مناقب ابن المغازلي عن علي بن الحسين الواسطي عن أبي
القاسم الصفار عن عمر بن أحمد بن هارون عن أبيه عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف
عن أبي غسان عن مسعود بن سعيد عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله
تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال : نحن الناس والله . ( 3 )
ما : أبوعمرو عن ابن عقدة مثله ( 4 ) .
18 * ( باب ) *
* ( انهم أنوار الله ، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام ) *
1 - فس : محمد بن همام عن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن ( 5 ) الصائغ عن
الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في
قول الله : " الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة " المشكاة : فاطمة عليها السلام
" فيها مصباح " الحسن " المصباح " الحسين " في زجاجة كأنها كوكب دري " كان
فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنة ( 6 ) " يوقد من شجرة
* ( هامش ) * ( 1 ) اى بهذا المعنى نزلت ، وليس المراد انها نزلت بهذه الالفاظ والشاهد على ما
ذكرنا قوله : [ وما بين لكم في القرآن ] وقوله بعد الاية : أى وان تطيعوا .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 88 والاية في سورة النور : 54 .
( 3 ) العمدة : 185 . ولم يذكر فيه ولا في الامالى كلمة : والله .
( 4 ) امالى ابن الطوسى : 171
( 5 ) في نسخة من المصدر : الحسين .
( 6 ) في النسخة المخطوطة : [ كوكب درى بين نساء اهل الدنيا ] وفى المصدر : [ بين
نساء اهل الارض ] وفى الكنز : [ بين نساء اهل الجنة ] ولعل المصنف جمع بين الفقرتين أو
كان في نسخته كذلك . ( * )
[305]
مباركة " يوقد من إبراهيم " لا شرقية ( 1 ) ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية
" يكاد زيتها يضيئ " يكاد العلم ينفجر منها ( 2 ) " ولو لم تمسسه نار نور على نور "
إمام منها بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " يهدي الله للائمة ( 3 ) من يشاء " و
يضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم " ( 4 ) .
" أو كظلمات " فلان وفلان " في بحر لجي يغشاه موج " يعني نعثل " من
فوقه موج " طلحة والزبير " ظلمات بعضها فوق بعض " معاوية ( 5 ) وفتن بني امية
" إذا أخرج " المؤمن " يده " في ظلمة ( 6 ) فتنتهم " لم يكديراها ومن لم يجعل الله
له نورا ( 7 ) فماله من نور " فماله من إمام يوم القيامة يمشي بنوره ( 8 ) . وقال في
قوله : " نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم " قال : أئمة المؤمنين يوم القيامة نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازلهم في الجنة ( 9 ) .
2 - كنز : محمد بن العباس عن العباس بن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
* ( هامش ) * ( 1 ) في الكنز : زيتونة لا شرقية . ( 2 ) في نسخة : يكاد علم الائمة من ذريتها .
( 3 ) في نسخة : " بالائمة " وفى التفسير : للائمة من يشاء ان يدخله في نور ولايتهم
مخلصا .
( 4 ) وقال تعالى بعد هذه الاية : " في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه " أى
نور الله الذى كمشكاة فيها مصباح يكون في هذه البيوت الذى اذن الله ان ترفع اقدارها وتعظم
ساكنيها .
( 5 ) في نسخة : [ ويزيد ] وفى الكنز : [ او كظلمات ] الاول وصاحبه [ في بحر


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 305 سطر 19 الى ص 313 سطر 18

لحى يغشاه موج ] الثالث [ من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ] قال : معاوية
وفتن بنى امية .
( 6 ) في نسخة : في ظلم .
( 7 ) في المصدر والكنز : " له نورا " اى اماما من ولد فاطمة " فما له من نور " .
( 8 ) في الكنز ، " فماله من نور " امام يوم القيامة يسعى بين يديه . انتهى الحديث .
( 9 ) تفسير القمى : 456 و 458 و 459 قوله : وقال في قوله : نورهم يسعى ، فيه :
[ يعنى قوله : يسعى نورهم ] وفيه : قال : ان المؤمنين والاية في التحريم : 8 . ( * )
[306]
عن أبيه عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم باسناده عن صالح بن سهل مثله ( 1 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " المصباح الحسين " يدل على أن المصباح المذكور في
الآية ثانيا المراد به غير المذكور أولا ، ولعل فيه إشارة ( 2 ) إلى وحدة نوريهما
قوله : " لا يهودية " لانهم يصلون إلى المغرب " ولا نصرانية " لانهم يصلون إلى
المشرق ، والمراد بفلان وفلان أبوبكر وعمر ، ونعثل هو عثمان ، قال في النهاية :
كان أعداء عثمان يسمونه نعثلا ، تشبيها له برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه
نعثل ، وقيل : النعثل : الشيخ الاحمق ، وذكر الضباع .
3 - يد ، مع : إبراهيم بن هارون الهيبستي ( 3 ) عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج
عن الحسين بن أيوب عن محمد بن غالب عن علي بن الحسين عن الحسن بن أيوب
عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلي عن الفضيل بن يار قال : قلت
لابي عبدالله الصادق عليه السلام : " الله نور السماوات والارض " قال : كذلك الله عز
وجل ، قال : قلت : " مثل نوره " قال لي : محمد صلى الله عليه وآله ، قلت : " كمشكاة " قال :
صدر محمد ، قلت : فيها مصباح " قال : فيه نور العلم ، يعني النبوة ، قلت : " المصباح
في زجاجة " قال : علم رسول الله صلى الله عليه وآله صدر إلى قلب علي عليه السلام ، قلت : " كأنها "
قال : لاي شئ تقرأ : كانها ، قلت : فكيف جعلت فداك ؟ قال : " كأنه كوكب
دري " قلت : " يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " قال : ذاك
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا يهودي ولا نصراني ، قلت : " يكاد زيتها
يضئ ولو لم تمسسه نار " قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله من
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 184 رواه بهذا الاسناد إلى آخر آية النور ، واما ما رواه
من تأويل آية : [ او كظلمات ] فرواء في ص 186 باسناده عن محمد بن يعقوب عن على بن
محمد بن اسماعيل بن زياد عن محمد بن الحسن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن
عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل .
( 2 ) في نسخة : ولعله اشارة .
( 3 ) في نسخة : [ الهيبتى ] وفى المخطوطة : الهيثمى . ( * )
[307]
قبل أن ينطق به ، قلت : " نور على نور " قال : الامام على أثر الامام .
بيان : قوله عليه السلام : " كأنه كوكب " أقول : لم تنقل تلك القراءة في الشواد
ولعل تذكير الضمير باعتبار الخبر ، أو بتأويل في الزجاجة ، ويحتمل أن لا
تكون الزجاجة الثانية في قرائتهم فيكون الضمير راجعا إلى المصباح " من قبل
أن ينطق به " كأنه على بناء المفعول ، أي يقرب أن يخرج العلم من فمه قبل أن
يصدر وحي بل يعلم بالالهام ، كما سيأتي برواية الكافي ، أو قبل أن يسأل عنه ، كما
سيأتي برواية فرات .
4 - فس : أبي عن عبدالله بن جندب عن الرضا عليه السلام أنه كتب إليه : مثلنا
في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة ، فيه مصباح
المصباح محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري
يوقد من شجرة مباركة زيتونة ( 1 ) لا شرقية ولا غربية ، لا دعية ولا منكرة ، يكاد
زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار القرآن نور على نور ، إمام بعد إمام ، يهدي الله لنوره
من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ، فالنور علي ، يهدي الله
لولايتنا من أحب ، وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، نيرا برهانه ( 2 )
ظاهرة عند الله حجته ، حق على الله أن يجعل ولينا مع النبيين ( 3 ) والصديقين و
الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ( 4 ) .
توضيح : قوله : المصباح محمد ، في بعض النسخ هكذا : المصباح محمد رسول
الله صلى الله عليه وآله في زجاجة من عنصره الطاهرة . قوله عليه السلام : لادعية ، الدعي : المتهم في
نسبه ، ولعله إنما عبر عن صحة النسب ووضوحه بقوله : لا شرقية ولا غربية
لان من كان عندنا من أهل المشرق والمغرب لم يعرف نسبه عندنا ، أو الشرقية و
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : زيتونة ابراهيمية .
( 2 ) في المصدر : منيرا برهانه .
( 3 ) في المصدر : ان يجعل ولينا المتقين مع النبيين .
( 4 ) تفسير القمى : 457 و 458 . ( * )
[308]
الغربية كنايتان عن اختلاط النسب ، أي قد ينتسب إلى هذا ، وقد ينتسب إلى هذا
مع غاية البعد بينهما ، وقريب منه في المثل معروف عند العرب والعجم ، أو يكون
الكلام مسوقا على الاستعارة بأن شبه من صح نسبه في ترتب آثار الخير عليه
بالشجرة التي لم تكن شرقية ولا غربية .
أقول : قد أثبتنا الخبر بتمامه في باب جوامع المناقب والفضائل ، وقد مضى
الاخبار في تأويل تلك الآية مع شرحها وما قيل في تأويل الآية في كتاب التوحيد .
5 - فس : علي بن الحسين عن البرقي عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن
أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله : " فآمنوا بالله ورسوله و
النور الذي أنزلنا ( 1 ) " فقال : يا با خالد النور والله الائمة ( 2 ) من آل محمد إلى
يوم القيامة ، هم والله نور الله الذي أنزل ( 3 ) وهم والله نور الله في السماوات والارض
والله يا با خالد النور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم
والله ينورون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله
يا أبا خالد لا يحبنا عبد ( 4 ) ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد
حتى يسلم لنا ، ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه
من فزغ يوم القيامة الاكبر ( 5 ) .
كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن علي بن مرداس عن صفوان وابن محبوب
عن أبي أيوب مثله ( 6 ) .
6 - ل : الحسن بن علي العطار عن محمد بن علي بن إسماعيل عن علي بن
محمد بن عامر عن عمر بن عبدوس عن هاني بن المتوكل عن محمد بن علي بن عياض بن
* ( هامش ) * ( 1 ) التغابن : 8 .
( 2 ) في الكافى : النور والله نور الائمة .
( 3 ) في المصدر : انزل الله .
( 4 ) في المصدر : ولا يتولانا .
( 5 ) تفسير القمى : 683 .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 194 . ( * )
[309]
عبدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي أيوب الانصاري قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه ، ثم أخذ من ذلك
النور فغرقه ( 1 ) فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة عليها السلام ثلث النور ، وأصاب عليا
عليه السلام وأهل بيته ثلث النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل
محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد ( 2 ) .
7 - فس : محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسن ( 3 )
الصائغ عن ابن أبي عثمان عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم " قال : قال أئمة المؤمنين نورهم ( 4 ) يسعى بين أيديهم
وبأيمانهم حتى ينزلوا منازل لهم ( 5 ) .
8 - فس : " أو من كان ميتا فأحييناه " قال : جاهلا عن الحق والولاية
فهديناه إليها " وجعلنا له نورا يمشي به في الناس " قال : النور : الولاية " كمن
مثله في الظلمات ليس بخارج منها " يعني في ولاية غير الائمة عليهم السلام " كذلك زين
للكافرين ما كانوا يعملون " ( 6 ) .
9 - فس : " فالذين آمنوا به " يعني برسول الله " وعزروه ونصروه واتبعوا
النور الذي انزل معه " يعني أمير المؤمنين " اولئك هم المفلحون " فأخذ الله ميثاق
رسول الله على الانبياء أن يخبروا ( 7 ) اممهم وينصره ، فقد نصروه بالقول ، وأمروا
* ( هامش ) * في نسخة : [ فغرفه ] وفى المصدر : فقذفه .
( 2 ) الخصال 1 : 88 فيه : ومن لم يصبه ذلك النور .
( 3 ) في نسخة من المصدر : الحسن .
( 4 ) في المصدر : " ان المؤمنين نورهم يوم القيامة " وفيه تصحيف ، والصحيح :
المؤمنين .
( 5 ) تفسير القمى : 458 و 459 . والاية في سورة التحريم : 8 .
( 6 ) تفسير القمى 203 . والاية في الانعام : 122 .
( 7 ) في نسخة : أن تعزروا . ( * )
[310]
اممهم بذلك ، وسيرجع رسول الله صلى الله عليه وآله ويرجعون وينصرون في الدنيا ( 1 )
10 - كا : علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز و
جل " واتبعوا النور الذي انزل معه " قال : النور في هذا الموضع أمير المؤمنين
والائمة عليهم السلام ( 2 ) .
11 - ختص ، ير : محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن
المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى : " الله نور السماوات
والارض مثل نوره " فهو محمد " فيها مصباح " وهو العلم " المصباح في زجاجة " فزعم أن
الزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام ، وعلم نبي الله عنده ( 3 ) .
12 - شى : عن مسعدة بن صدقة قال : قص أبوعبدالله عليه السلام قصة الفريقين
جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين فقال : إن الخير والشر
خلقان من خلق الله ، له فيهما المشية في تحويل ما شاء فيما قدر فيها حال عن حال
والمشية فيما خلق لهما من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر ، وذلك
أن الله قال في كتابه : " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين
كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فالنور هم آل محمد عليهم السلام
والظلمات عدوهم ( 4 ) .
13 - شى : عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال : " أو من كان
ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس " قال : الميت الذي لا يعرف هذا الشأن
قال : أتدري ما يعني ميتا ؟ قال : قلت : جعلت فداك لا ، قال : الميت الذي لا يعرف
شيئا فأحييناه بهذا الامر " وجعلنا له نورا يمشي به في الناس " قال : إماما يأتم
به ، قال : " كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " قال : كمثل هذا الخلق الذين
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 225 فيه : [ فينصرونه في الدنيا ] والاية في الاعراف : 157 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 194 . وفيه تركه المصنف راجعه .
( 3 ) بصائر الدرجات : 84 و 85 ، الاختصاص : 278 .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 138 و 139 . ( * )
[311]
لا يعرف الامام ( 1 ) .
14 - كشف : من دلايل الحميري عن محمد الرقاشى قال : كتبت إلى أبي
محمد عليه السلام أسأله عن المشكاة فرجع الجواب : المشكاة قلب محمد صلى الله عليه وآله .
15 - كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن أبيه عن رجاله عن
عبدالله بن سليمان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قوله تعالى : " قد جاءكم برهان
من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " قال : البرهان رسول الله صلى الله عليه وآله ، والنور المبين
علي بن أبيطالب عليه السلام ( 2 ) .
16 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن جعفر الحسني عن إدريس بن زياد
الخياط عن أبي عبدالله بن أحمد بن عبدالله الخراساني ( 3 ) عن يزيد بن إبراهيم أبي -
حبيب الناجي عن أبي عبدالله عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام إنه قال : مثلنا
في كتاب الله كمثل مشكاة ، فنحن المشكاة ، والمشكاة الكوة فيها مصباح ، والمصباح
في زجاجة ، والزجاجة محمد صلى الله عليه وآله ، كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال :
علي عليه السلام زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على
نور القرآن ، يهدي الله لنوره من يشاء ، يهدي لولايتنا من أحب ( 4 ) .
17 - فر : فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي في
قول الله تعالى : " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " قال : العلم ( 5 ) في صدر رسول الله
" في زجاجة " قال : الزجاجة صدر علي بن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) " كأنها كوكب
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى 1 : 375 و 376 فيه : ( الذين لا يعرفون الامام ) والاية في سورة
الانعام : 122 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 71 . والاية في سورة النساء : 174 .
( 3 ) في المصدر : عن ابى عبدالله احمد بن عبدالله الخراسانى .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 183 و 384 .
( 5 ) في المصدر : المشكاة : العلم .
( 6 ) في المصدر : قال : الزجاجة صدر النبى صلى الله عليه وآله ، ومن صدر النبى
صلى الله عليه وآله إلى صدر على عليه السلام ، علمه النبى . ( * )
[312]
دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة " قال : نور العلم " لا شرقية ولا غربية " قال :
من إبراهيم خليل الرحمان إلى محمد رسول الله إلى علي بن أبي طالب عليهم السلام " لا شرقية
ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على
نور " قال : يكاد العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله يتكلم بالعلم قبل أن يسئل عنه ( 1 ) .
18 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبدالله في قوله تعالى : " الله
نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " الحسن " المصباح " الحسين " في
زجاجة كأنها كوكب دري " فاطمة : كوكب دري من نساء العالمين " يوقد ( 2 )
من شجرة مباركة زيتونة " إبراهيم الخليل " لا شرقية ولا غربية " يعني لا يهودية
ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " يكاد العلم ينبع منها ( 3 ) .
19 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن جابر رضي الله عنه قال أبوجعفر
عليه السلام : بلغنا - والله أعلم - أن قول الله تعالى : " الله نور السماوات والارض
مثل نوره " فهو ( 4 ) محمد صلى الله عليه وآله " كمشكاة " المشكاة هو صدر نبي الله " فيها مصباح " وهو
العلم " المصباح في زجاجة " فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله
عنده ، وأما قوله : " كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية
ولا غربية " قال : لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال : يكاد ذلك العلم
أن ( 5 ) يتكلم فيك قبل أن ينطق به الرجل " ولو لم تمسسه نار نور على نور " و
زعم أن قوله : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " قال : هي بيوت
الانبياء ، وبيت علي بن أبي طالب عليه السلام منها ( 6 ) .
20 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن الحسين بن عبدالله بن جندب
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 102 .
( 2 ) في نسخة الكمبانى : ( توقد ) وكذا في مواضع تقدم ويأتى .
( 3 ) تفسير فرات : 102 .
( 4 ) في المصدر : فهو نور محمد صلى الله عليه وآله .
( 5 ) في النسخة المخطوطة : يكاد ذلك العالم .
( 6 ) تفسير فرات : 102 و 103 . ( * )
[313]
قال : أخرج إلينا صحيفة فذكر أن أباه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام : جعلت فداك
إني قد كبرت وضعفت وعجزت عن كثير مما كنت أقوى عليه ، فاحب جعلت
فداك أن تعلمني كلاما يقربني بربي ويزيدني فهما وعلما ، فكتب إليه : قد بعثت
إليك بكتاب فاقرأه وتفهمه فإن فيه شفاء لمن أراد الله شفاه ، وهدى لمن أراد الله
هداه ، فأكثر من ذكر بسم الله الرحمان الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
واقرأها على صفوان وآدم .
قال أبوالطاهر : آدم كان رجل من أصحاب صفوان .
قال علي بن الحسين عليه السلام : إن محمدا صلى الله عليه وآله كان أمين الله في أرضه ، فلما
انقبض ( 1 ) محمدا صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت امناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا
وأنساب العرب ومولد الاسلام ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان
وبحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله
الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ، ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملة إبراهيم
خليل الله غيرنا وغيرهم إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة
ربه ، وإن الحجزة النور ، وشيعتنا آخذون بحجزنا ( 2 ) ، من فارقنا هلك ، و
من تبعنا نجا ، والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا ( 3 ) وتابع أوليائنا مؤمن ، لا يحبنا
كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، من مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا ، نحن
نور لمن تبعنا ، ونور لمن اقتدى بنا ( 4 ) من رغب عنا ليس منا ، ومن لم يكن معنا
قليس من الاسلام في شئ ( 5 ) بنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم الله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 313 سطر 19 الى ص 321 سطر 18

* ( هامش ) * ( 1 ) في النسخة المخطوطة : [ فلما ان قبض ] وفى المصدر : فلما قبض محمد .
( 2 ) في المصدر : بحجزتنا .
( 3 ) في نسخة : [ والمتبع لولايتنا ] وفى المصدر : ومن اتبعنا لحق بنا والتارك لولايتنا
كافر ، والمتبع لولايتنا مؤمن .
( 4 ) في نسخة : ونور لمن هدى بنا .
( 5 ) في المصدر : ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شئ . ( * )
[314]
عشب الارض ، وبنا أنزل الله عليكم قطر السماء ، وبنا آمنكم الله من الغرق في
بحركم ، ومن الخسف في بركم ، وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم
وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان ، إن مثلنا في كتاب الله كمثل
المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة فيها مصباح ، والمصباح هو محمد صلى الله عليه وآله
" المصباح في زجاجة " نحن الزجاجة " كأنها كوكب دري توقد ( 1 ) من شجرة
مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " لا منكرة ولا دعية " يكاد زيتها " نور " يضيئ ( 2 ) و
لو لم تمسسه نار نور " الفرقان " على نور يهدي الله لنوره من يشاء " لولايتنا " والله
بكل شئ عليم " بأن يهدي من أحب لولايتنا حقا ( 3 ) على الله أن يبعث ولينا
مشرقا وجهه ، نيرا برهانه ، عظيما عند الله حجته ، ويجئ عدونا يوم القيامة
مسودا وجهه ، مدحضة عند الله حجته ، حق على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ، وحق على الله أن يجعل
عدونا رفيقا للشياطين والكافرين ، وبئس اولئك رفيقا ، لشهيدنا فضل على الشهداء
غيرنا بعشر درجات ، ولشهيد شيعتنا على شهيد غيرنا سبع درجات ، فنحن النجباء ، و
نحن أفرط الانبياء ، ونحن أبناء الاوصياء ( 4 ) ، ونحن أولى الناس بالله ، ونحن
المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع الله لنا
فقال الله : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا
به إبراهيم وموسى وعيسى " فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ، ونحن ورثة
الانبياء ونحن ذرية اولي العلم ( 5 ) " أن أقيموا الدين " يا آل محمد صلى الله عليه وآله " ولا تتفرقوا
فيه " وكونوا على جماعتكم " كبر على المشركين " من أشرك بولاية علي بن أبي -
طالب عليه السلام " ما تدعوهم إليه " من ولاية علي عليه السلام إن " الله " يا محمد " يجتبي إليه
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : يوقد . وهو الصحيح .
( 2 ) في المصدر : نورها يضئ .
( 3 ) هكذا في الكتاب : والصحيح ، " حق " كما تقدم .
( 4 ) زاد في نسخة بعد ذلك : ونحن خلفاء الارض .
( 5 ) في نسخة : ونحن ورثة اولى العزم من الانبياء . ( * )
[315]
من يشاء ويهدي إليه من ينيب " ويجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
21 - فر : علي بن الحسين عن أصبغ بن نباته قال : كتب عبدالله بن جندب
إلي علي بن أبي طالب عليه السلام : جعلت فداك إن في ضعفا فقوني قال : فأمر علي
الحسن عليه السلام ابنه أن اكتب إليه كتابا ، قال : فكتب الحسن عليه السلام : إن محمدا صلى الله عليه وآله
كان أمين الله في أرضه ، فلما أن قبض ( 2 ) محمدا صلى الله عليه وآله كنا أهل بيته ، فنحن امناء الله
في أرضه ، وساق الحديث مثل ما مر إلا أن فيه : " توقد ( 3 ) من شجرة مباركة "
علي بن أبي طالب عليه السلام " لا شرقية ولا غربية " معروفة لا يهودية ولا نصرانية ( 4 ) .
22 - قب : أبوخالد الكابلي عن الباقر عليه السلام في قوله " فآمنوا بالله ورسوله
والنور الذي أنزلنا ( 5 ) " يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله ، قوله : " أتمم
لنا نورنا ( 6 ) ألحق بنا شيعتنا .
الصادق عليه السلام في قوله تعالى : " انظرونا نقتبس من نوركم ( 7 ) " قال : إن الله
تعالى يقسم النور يوم القيامة على قدر أعمالهم ، ويقسم للمنافق فيكون في إبهام
رجله اليسرى فيطفؤا نوره الخبر .
ثم قرأ الصادق عليه السلام : " فينادون ( 8 ) " من وراء السور " ألم نكن معكم
قالوا بلى ( 9 ) " .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 103 و 104 .
( 2 ) في المصدر : قبض محمد .
( 3 ) هكذا في الكتاب والصحيح : يوقد .
( 4 ) تفسير فرات : 105 و 106 .
( 5 ) التغابن : 8 .
( 6 ) التحريم : 8 .
( 7 ) الحديد : 13 .
( 8 ) ذكر عليه السلام معنى الاية ، فوهم الراوى وقال : قرأ ، وأما الاية فهى سورة الحديد
14 هكذا : ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى .
( 9 ) مناقب آل ابى طالب 2 : 278 . ( * )
[316]
23 - يف : ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى الحسن ( 1 ) قال : سألته عن
قول الله تعالى : " كمشكاة فيها مصباح " قال : المشكاة فاطمة عليها السلام ، " والمصباح "
الحسن والحسين عليهم السلام و " الزجاجة كانها كوكب دري " كانت فاطمة عليها السلام كوكبا
دريا من نساء العالمين ( 2 ) " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم
عليه السلام " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال :
يكاد العلم أن ينطق منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " قال : ابنها ( 3 ) إمام بعد
إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " قال : يهدي لولايتهم من يشاء ( 4 ) .
أقول : رواه العلامة قدس الله روحه في كشف الحق عن الحسن البصري ( 5 ) .
24 - وروى ابن بطريق من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبد
الوهاب عن عمر بن عبدالله بن شوذب عن محمد بن الحسن بن زياد عن أحمد عن محمد
ابن سهل البغدادي عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت الحسن
عليه السلام عن قول الله : " كمشكاة فيها مصباح " ثم ذكر نحوه ( 6 ) .
بيان : لا يبعد أن يكون أبا الحسن فاسقط ، وكون موسى بن القاسم وعلي
ابن جعفر غير المعروفين والحسن البصري كما يظهر من كشف الحق لا يخلو من
بعد ، ويؤيده أن في العمدة وكشف الحق يهدي الله لولايتنا من يشاء .
25 - فر : أبوالقاسم الحسني معنعنا عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :
سألته عن قول الله : " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم "
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو نور إمام المؤمنين ( 7 ) يسعى بين أيديهم يوم القيامة إذا
* ( هامش ) * ( 1 ) أى الحسن البصرى : والظاهر من نسخة الكمبانى انه الحسن بن على وهو وهم .
( 2 ) في المصدر : بين نساء العالمين .
( 3 ) في نسخة وفى الطرائف والعمدة : [ منها ] وفى كشف الحق : فيها .
( 4 ) طرائف : 33 .
( 5 ) إحقاق الحق 3 : 458 و 459 فيه : يهدى الله لولايتهم من يشاء .
( 6 ) العمدة : 186 .
( 7 ) في المصدر : وهو نور امير المؤمنين . ( * )
[317]
أذن الله له أن يأتي منزله في جنات عدن وهم يتبعونه حتى يدخلون معه ( 1 ) وأما
قوله : " وبأيمانهم " فأنتهم تأخذون بحجز ( 2 ) آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويأخذ آله بحجز
الحسن والحسين عليهما السلام ، ويأخذهما ( 3 ) بحجز أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
ويأخذ علي بحجز رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يدخلون معه ( 4 ) في جنة عدن فذلك قوله :
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ( 5 ) .
26 - فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن ابن عباس في قول الله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته " قال : الحسن
والحسين عليهما السلام : " ويجعل لكم نورا تمشون به " قال : أمير المؤمنين علي بن أبي -
طالب عليه السلام ( 6 ) .
27 - فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقو الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته " يعني
حسنا وحسينا ، قال : ما ضر من أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا
ولو لم يقدر على شئ يأكله إلا الحشيش ( 7 ) .
28 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام ( 8 ) عن عبدالله بن عبدالرحمان عن
عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل : قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول :
" نورهم يسعى ( 9 ) بين أيديهم وبأيمانهم " قال : نور أئمة المؤمنين يوم القيامة يسعى
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : والمؤمنون يتبعونه ، وهو يسعى بين ايديهم حتى يدخل جنة عدن وهم
يتبعون حتى يدخلون معه .
( 2 ) في المصدر : [ بحجزة ] وكذا فيما يأتى .
( 3 ) الصحيح : ويأخذا .
( 4 ) في المصدر : حتى يدخلون مع رسول الله .
( 5 ) تفسير فرات : 179 والاية في سورة الحديد : 12 .
( 6 و 7 ) تفسير فرات : 180 . والاية في سورة الحديد : 28 .
( 8 ) في نسخة الكمبانى : محمد بن همام عن عبدالله بن العلا عن محمد بن الحسن عن
عبداله بن عبدالرحمن .
( 9 ) في المصدر والمصحف الشريف : يسعى نورهم . ( * )
[318]
بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوا بهم منازلهم من الجنة ( 1 ) .
29 - كا : علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن
الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : " يريدون
ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره " قال : يريدون ليطفؤا ولاية أمير المؤمنين
عليه السلام بأفواههم ، قلت : " والله متم نوره " قال عليه السلام : والله متم الامامة لقوله
عزوجل : " الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ( 2 ) " والنور هو الامام
قلت : " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال : هو الذي أمر الله رسوله
بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق قلت : " ليظهره على الدين كله " قال :
ليظهره على الاديان عند قيام القائم لقول الله عزوجل : " والله متم نوره " بولاية
القائم " ولو كره الكافرون " بولاية علي عليه السلام ، قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم
أما هذه الحروف ( 3 ) فتنزيل ، وأما غيره فتأويل ( 4 ) .
30 - فس : الحسين بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن النضر عن
القاسم بن سليمان عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " يؤتكم كفلين من
رحمته " قال : الحسن والحسين عليهما السلام " ويجعل لكم نورا تمشون به " قال : إماما ( 5 )
تأنمون به " لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل
بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 6 ) " .
كا : العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 330 ، 180 .
( 2 ) سورة التغابن : 8 والاية هكذا : فامنوا بالله .
( 3 ) اى الحروف الموجودة في القرآن فتنزيل ، واما غيرها فتأويل اى تفسير .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 432 فيه : [ هذا الحرف ] والايتان في الصف : 8 و 9 قوله :
[ ولو كره الكافرون ] من الاية الاولى .
( 5 ) في المصدر : امام .
( 6 ) تفسير القمى : 666 فيه : [ الحسن بن سعيد ] والايتان في سورة الحديد : 28 و 29 .
( 7 ) اصول الكافى 1 : 430 . ( * )
[319]
31 - كنز : محمد بن العباس عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار
عن علي بن الصقر الحضرمي عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن
قول الله عزوجل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين
من رحمته " قال : الحسن والحسين عليهما السلام ، قلت : " ويجعل لكم نورا تمشون به "
قال : يجعل لكم إماما تأتمون به ( 1 ) .
بيان : الكفل : النصيب ، والمراد بالمشي إما المشي المعنوي إلى درجات
القرب والكمال أو المشي في القيامة .
32 - كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز عن يحيى عن محمد بن زكريا عن
أحمد بن عيسى بن يزيد عن الحسين بن زيد قال : حدثني شعيب بن واقد قال :
سمعت الحسين بن زيد يحدث عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عن جابر بن عبدالله
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى : " يؤتكم كفلين من رحمته " قال : الحسن
والحسين عليهما السلام " ويجعل لكم نورا تمشون به " قال : علي ( 2 ) عليه السلام .
33 - كنز : علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن إبراهيم بن ميمون عن
ابن أبي شيبة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " يؤتكم
كفلين من رحمته " قال : الحسن والحسين عليهما السلام " ويجعل لكم نورا تمشون به "
قال : إمام عدل تأتمون به ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
34 - كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز بن يحيى عن المغيرة بن محمد عن
حسين بن الحسن المروزي عن الاحول عن عمار بن زريق عن ثور بن يزيد عن
خالد بن معدان عن كعب بن عياض قال : طعنت على علي عليه السلام بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فوكزني في صدري ، ثم قال : يا كعب إن لعلي عليه السلام نورين
نور في السماء ، ونور في الارض ، فمن تمسك بنوره أدخله الله الجنة ، ومن أخطأه
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 334 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 386 من النسخة الرضوية .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 386 من النسخة الرضوية فيه : قال : على . ( * )
[320]
أدخله النار ، فبشر الناس عني بذلك ( 1 ) .
35 - كنز : روي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله من نور
وجه علي بن أبي طالب عليه السلام سبعين ألف مالك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم
القيامة ( 2 ) .
36 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله بن حاتم عن إسماعيل عن
اسحاق عن يحيى بن هاشم عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام إنه قال : " يريدون
ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره " والله لو تركتم هذا الامر ما تركه الله ( 3 ) .
37 - كنز : محمد بن الحسين عن محمد بن وهبان عن أحمد بن جعفر الصولي عن
علي بن الحسين عن حميد بن الربيع عن هيثم بن بشير عن أبي إسحاق الحارث بن
عبدالله عن علي عليه السلام قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال : إن الله نظر إلى أهل
الارض نظرة فاختارني منهم ، ثم نظر ثانية فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي و
وصيي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ، من تولاه تولى الله ، ومن
عاداه عاد الله ، ومن أحبه أحب الله ( 4 ) ومن أبغضه أبغضه الله ، والله لا يحبه إلا
مؤمن ولا يبغضه إلا كافر ، وهو نور الارض بعدي ( 5 ) وركنها وهو كلمة التقوى
والعروة الوثقى ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : " يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و
يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " يا أيها الناس مقالتي هذه يبلغها
شاهدكم غائبكم اللهم إني اشهدك عليهم أيها الناس وإن الله نظر ثالثة واختار
بعدي وبعد أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أحد عشر إماما واحدا بعد واحد ، كلما
هلك واحد قال واحد ، مثله كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، هداة
مهديون لا يضرهم كيد من كادهم وخذلهم ، هم حجة الله في أرضه ، وشهداؤه على
خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) كنز جامع الفوائد : 334 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 338 .
( 4 ) في النسخة المخطوطة : [ احبه الله ] وفى المصدر : احب الله ومن ابغضه ابغض الله .
( 5 ) وهو زر الارض بعدى اقول : الزر بالكسر : اى قوامها والعالم بمصالحها . ( * )
[321]
معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض ( 1 ) .
38 - كا : في الروضة عن علي بن محمد عن على بن العباس عن علي بن حماد
عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث طويل في قول الله عز
وجل : " والنجم إذا هوى " قال : اقسم بقبر ( 2 ) محمد صلى الله عليه وآله إذا قبض " ما ضل
صاحبكم " بتفضيله أهل بيته " وما غوى * وما ينطق عن الهودى " يقول : ما يتكلم
بفضل أهل بيته بهواه ، وهو قول الله عزوجل : " إن هو إلا وحي يوحى ( 3 ) " و
قال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه وآله : قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني
وبينكم ( 4 ) " قال : لو أني امرت أن اعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من
استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي فكان مثلكم كما قال الله عزوجل :
" كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ( 5 ) " يقول : أضاءت الارض بنور
محمد صلى الله عليه وآله كما تضيئ الشمس ، فضرب الله مثل محمد الشمس ، ومثل الوصي القمر
وهو قوله عن ذكره : " جعل الشمس ضياء والقمر نورا ( 6 ) " وقوله : " وآية لهم
الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ( 7 ) " وقوله عزوجل : " ذهب الله بنورهم
وتركهم في ظلمات لا يبصرون ( 8 ) " يعني قبض محمد فظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل
أهل بيته ، وهو قوله عزوجل : " وإن تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا تراهم ينظرون
إليك وهم لا يبصرون ( 9 ) " ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وضع العلم الذي كان عنده عند
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 338 فيه : [ مثلهم كمثل نجوم السماء ] وفيه : لا يفارقهم ولا
يفارقونه .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 321 سطر 19 الى ص 329 سطر 18

( 2 ) في المصدر : اقسم بقبص محمد صلى الله عليه وآله .
( 3 ) النجم : 1 - 4 .
( 4 ) الانعام : 58 .
( 5 و 8 ) البقرة : 17 .
( 6 ) يونس : 5 .
( 7 ) يس : 37 .
( 9 ) الاعراف : 198 . والصحيح : " وان تدعوهم " ولعل الوهم من النساخ . ( * )
[322]
الوصي وهو قول الله عزوجل : " الله نور السماوات والارض " يقول : أنا هادي
السماوات والارض ، مثل العلم الذي اعطيته وهو نوري الذى يهتدى به مثل المشكاة
فيها المصباح ، فالمشكاة قلب محمد صلى الله عليه وآله ، والمصباح النور الذي فيه العلم ، وقوله :
" المصباح في زجاجة " يقول : إني اريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي
كما يجعل المصباح في الزجاجة " كأنها كوكب دري " فأعلمهم فضل الوصي
" توقد ( 1 ) من شجرة مباركة " فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام وهو قول الله
عزوجل : " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ( 2 ) " وهو قول
الله عزوجل : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين *
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 3 ) " .
" لا شرقية ولا غربية " يقول : لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ، ولا نصارى
فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم صلى الله عليه وقد قال الله عزوجل : " ما
كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " ( 4 )
وقوله عزوجل : يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره
من يشاء " يقول : مثل أولادكم الذين يولدون منكم مثل الزيت الذي يعصر من
الزيتون " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء "
يقول : يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك ( 5 ) .
39 - نى : الكليني عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن
عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني اخالط
الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتوالونكم ويتوالون فلانا وفلانا لهم أمانة و
صدق ووفاء ، وأقوام يتوالونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق ! قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصحف الشريف : يوقد .
( 2 ) هود : 73 .
( 3 ) آل عمران : 33 و 34 .
( 4 ) آل عمران : 67 .
( 5 ) روضة الكافى : 379 - 381 . فيه : كمثل الزيت . ( * )
[323]
فاستوى أبوعبدالله عليه السلام جالسا وأقبل علي كالمغضب ثم قال : لا دين لمن دان بولاية
إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله ، قلت :
لا دين لاولئك ، ولا عتب على هؤلاء ( 1 ) ؟ ثم قال : ألا تسمع قول الله عزوجل
" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " من ظلمات ( 2 ) الذنوب
إلى نور التوبة أو المغفرة لولايتهم كل إمام عادل ، من الله قال ( 3 ) : والذين كفروا
أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فأي نور يكون للكافر
فيخرج منه ؟ إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام ، فلما توالوا كل إمام
جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب
الله لهم النار مع الكفار فقال : اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ( 4 ) .
بيان : العجب بالتحريك : التعجب ، والعتب بالفتح : الغضب ، والملامة .
وبالتحريك : الامر الكريه ، والشدة ، ولعل المعنى لا عتب عليهم يوجب خلودهم
في النار ، أو العذاب الشديد ، أو عدم استحقاق المغفرة ، وربما يحمل المؤمنون
على غير المصرين على الكبائر من ظلمات الذنوب ، كأنه عليه السلام استدل بأنه
تعالى لما قال : " آمنوا " بصيغة الماضي و " يخرجهم " بصيغة المستقبل دل على أنه
ليس المراد الخروج من الايمان . فإنه كان ثابتا ، ولما كان " الظلمات " جمعا
معرفا باللام مفيدا للعموم يشمل الذنوب كما يشمل الجهالات ، فإما إن يوفقهم
للتوبة فيتوب عليهم ، أو يغفر لهم بغير توبة إن ماتوا كذلك ، ويحتمل التخصيص
بالاول ، لكنه بعيد عن السياق .
كانوا على نور الاسلام ، أي على فطرة الاسلام ، فإن كل مولود يولد على
الفطرة ، أو الآية في قوم كانوا على الاسلام قبل وفات الرسول فارتد وابعده باتباع
* ( هامش ) * ( 1 ) زاد في نسخة من المصدر : فقال : نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثم قال :
الا سمعت :
( 2 ) يعنى من ظلمات الذنوب .
( 3 ) في المصدر : لولايتهم كل امام عادل ، ثم قال .
( 4 ) عيبة النعمانى : 65 . ( * )
[324]
الطواغيت وأئمة الضلال ، وهذا هو الظاهر ، فاستدل عليه السلام على كونها نازلة فيهم
بأنه لابد من أن يكون لهم نور حتى يخرجوهم منه ، والقول بأن الاخراج قد
يستعمل بالمنع عن شئ وإن لم يدخلوا فيه تكلف ، فالآية نازلة فيهم كما اختاره
مجاهد من المفسرين أيضا .
40 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
قال : حدث أصحابنا أن أبا الحسن عليه السلام كتب إلى عبدالله بن جندب : قال لي
علي بن الحسين ( 1 ) عليه السلام إن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل
فنحن المشكاة " فيها مصباح " والمصباح محمد " المصباح في زجاجة " نحن الزجاجة
" توقد ( 2 ) من شجرة مباركة " علي " زيتونة " معروفة " لا شرقية ولا غربية "
لا منكرة ولا دعية " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور " القرآن " على نور يهدي
الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم " بأن يهدي
من أحب إلى ولايتنا ( 3 ) .
بيان : هذه الاخبار مبنية عن كون المراد بالمشكاة الانبوبة في وسط القنديل
والمصباح الفتيلة المشتعلة .
41 - كنز : عن عمرو بن شمر عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه
الآية فقال : " والذين كفروا " بنو امية " أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن
ماء " والظمآن نعثل ، فيطلق بهم فيقول : اوردكم الماء " حتى إذا جاءه لم يجده
شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ( 4 ) " .
42 - كنز : عن محمد بن جمهور عن حماد عن حريز عن الحكم بن حمران قال :
سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عزوجل : " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج
* ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر : قال : قال على بن الحسين عليه السلام .
( 2 ) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفى المصحف الشريف : يوقد .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 184 .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 186 . ( * )
[325]
من فوقه موج ( 1 ) " قال : أصحاب الجمل وصفين والنهروان " من فوقه سحاب
ظلمات بعضها فوق بعض " قال : بنو امية " إذا أخرج يده " يعني أمير المؤمنين في
ظلماتهم " لم يكد يراها " أي إذا نطق بالحكمة بينهم لم يقبلها منه أحد إلا من أقر
بولايته ثم بامامته : " ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور " أي من لم يجعل الله
له إماما في الدنيا فماله في الآخرة من نور : إمام يرشده ويتبعه إلى الجنة ( 2 ) .
19 باب
* ( رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام ) *
* ( وانها المساجد المشرفة ) *
1 - كنز : محمد بن العباس عن المنذر بن محمد القابوسي عن أبيه عن عمه عن
أبيه عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحارث ( 3 ) عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا :
قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها
بالغدو والآصال " فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ فقال : بيوت
الانبياء ، فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ؟ وأشار إلى بيت
علي وفاطمة عليهما السلام قال : نعم من أفضلها ( 4 ) .
2 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده عن
محمد بن الحميد عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل
* ( هامش ) * ( 1 ) هذا وامثاله أمثال كليات في القرآن ينطبق في كل عصر على افراد ، فكا ينطبق
في آونة على اصحاب الجمل وصفين والنهروان ، وفى آونة اخرى على غيرهم ، فلا ينافى هذا
ما تقدم من تطبيقه على غيرهم .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 186 و 187 .
( 3 ) هو نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفى ابوبكرة صحابى مشهور بكنية ، اسلم
بطائف ثم نزل البصرة ومات بها سنة احدى او اثنتين وخمسين .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 185 . ( * )
[326]
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " قال : بيوت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم
بيوت علي عليه السلام منها ( 1 ) .
3 - فض : عن ابن عباس قال : كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قرأ
القاري " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " الآية ، فقلت : يا رسول الله
ما البيوت ؟ فقال : بيوت الانبياء ، وأومأ بيده إلى منزل فاطمة عليها السلام ( 2 ) .
4 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن
داود قال : حدثنا الامام موسى بن جعفر عن أبيه عليه السلام في قول الله عزوجل : " في
بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال "
قال : بيوت آل محمد صلى الله عليه وآله بيت علي وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام
قلت : " بالغدو والآصال " قال : الصلاة في أوقاتها ، قال : ثم وصفهم الله عزوجل
وقال : " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار " قال : هم الرجال لم يخلط الله معهم
غيرهم ، ثم قال : " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله " قال : ما اختصهم
به من المودة والطاعة المفروضة وصير مأواهم الجنة " والله يرزق من يشاء بغير
حساب ( 3 ) " .
بيان : يحتمل أن يكون المراد بالبيوت في الآية البيوت المعنوية فانه شائع
بين العرب والعجم التعبير عن الانساب الكريمة والاحساب الشريفة بالبيوت ، و
أن يكون المراد بها البيوت الصورية كبيوتهم عليهم السلام في حياتهم وروضاتهم المنورة
بعد وفاتهم ، والمراد بالرجال إما الائمة عليهم السلام أو خواص شيعتهم أو الاعم .
قال الطبرسي رحمه الله " في بيوت أذن الله أن ترفع " : معناه هذه المشكاة في بيوت
هذه صفتها وهي المساجد ، في قول ابن عباس وغيره ، ويعضده قول النبي صلى الله عليه وآله :
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 185 .
( 2 ) الروضة : 122 . زاد في هامش : وقال : انه منها .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 185 و 186 . والاية في سورة النور : 36 - 38 . ( * )
[327]
" المساجد بيوت الله في الارض وهي تضئ لاهل السماء كما تضئ النجوم لاهل
الارض " .
وقيل : هي بيوت الانبياء ، ثم أيده بما مر من رواية أنس ، ثم قال : و
يعضده قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا ( 1 ) " وقوله : " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ( 2 ) " فالاذن برفع بيوت
الانبياء والاوصياء مطلق ، والمراد بالرفع التعظيم ورفع القذر من الارجاس و
التطهير من المعاصي والادناس ، وقيل : المراد برفعها الحوائج فيها إلى الله
تعالى " ويذكر فيها اسمه " أي يتلى فيها كتابه أو أسماؤه الحسنى " يسبح له فيها
بالغدو والآصال " أي يصلي له فيها بالبلكر والعشايا ، وقيل : المراد بالتسبيح
تنزيه الله سبحانه عما لا يجوز عليه ، ووصفه بالصفات التي يستحقها لذاته وأفعاله
التي كلها حكمة وصواب ، ثم بين سبحانه المسبح فقال : " رجال لا تلهيهم "
أي لا تشغلهم ولا تصرفهم " تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة " .
5 - وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنهم قوم إذا حضرت الصلاة
تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلاة وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر ( 3 ) .
6 - فس : محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن القاسم بن الربيع عن
محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " قال : هي بيوت الانبياء
وبيت علي عليه السلام منها ( 4 ) .
7 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن
سالم الحناط قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " فأخرجنا من كان فيها من
* ( هامش ) * ( 1 ) الاحزاب : 33 .
( 2 ) هود : 73 .
( 3 ) مجمع البيان 7 : 144 و 145 فيه : ممن يتجر .
( 4 ) تفسير القمى : 457 . ( * )
[328]
المؤمنين فما وجدنها فيها غير بيت من المسلمين ( 1 ) " فقال أبوجعفر عليه السلام : آل محمد
صلى الله عليه وآله لم يبق فيها غيرهم ( 2 ) .
قب : عن سالم مثله ( 3 ) .
بيان : كأن الضمير على هذا التأويل راجع إلى المدينة ، وهو إشارة إلى
خروج أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام منها إلى الكوفة ، أو المعنى أن المدينة وخروج
علي عليه السلام منها كانت شبيهة بقرية لوط وخروجه منها ، إذ لما أراد الله إهلاكهم
أخرجه منها ، فكذا لما أراد أن يشمل أهل المدينة بسخطه لكفرهم وضلالتهم أخرج
أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته منها ، فشملهم من البلايا الصورية والمعنوية أصنافها .
8 - ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي -
عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه آله :
إن الله تعالى اختار من البيوتات أربعة ، فقال عزوجل : " إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " الخبر ( 4 ) .
9 - ج : عن ابن نباته قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام فجاء ابن
الكوا فقال : يا أمير المؤمنين قول الله عزوجل ( 5 ) : " ليس البر بأن تأتو البيوت
من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها " وقال عليه السلام ( 6 ) : نحن
البيوت التي أمر الله أن يؤتى من أبوابها ، ونحن باب الله وبيوته التي يؤتى منه ، فمن
بايعنا ( 7 ) وأقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها ، ومن خالفنا وفضل علينا غيرنا
* ( هامش ) * ( 1 ) الذاريات : 35 و 36 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 425 .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 486 .
( 4 ) الخصال 1 : 107 . والاية في سورة آل عمران : 33 .
( 5 ) في المصدر : من البيوت في قول الله عزوجل ؟
( 6 ) في المصدر : قال على عليه السلام .
( 7 ) في المصدر : فمن تابعنا . ( * )
[329]
فقد أتى البيوت من ظهورها ( 1 ) .
10 - كا : العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : أتى قتادة ( 2 ) بن دعامة البصري أبا جعفر عليه السلام فقال
عليه السلام له : أنت فقيه أهل البصرة ؟ قال : نعم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : ويحك
يا قتادة إن الله عزوجل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه ، فهم أوتاد
في أرضه ، قوام بأمره ، نجباء في علمه ، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه ، قال :
فسكت قتادة طويلا ثم قال : أصلحك الله ، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام
ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك ، فقال له أبوجعفر
عليه السلام : أتدري أين أنت ؟ بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة ، فأنت ثم ونحن اولئك ، فقال له قتادة : صدقت والله جعلني
الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين ( 3 ) .
أقول : الخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وتمامه في كتاب الاحتجاجات
من هذا الكتاب .
11 - فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن فضال عن أبي -
جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " رب اغفر لي ولوالدي ولمن
دخل بيتي مؤمنا " إنما هي يعني الولاية ، من دخل فيها دخل بيوت الانبياء ( 4 ) .
بيان : لعل المعنى أن المراد بالبيت البيت المعنوي كما مر ، وبيوت الانبياء


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 329 سطر 19 الى ص 337 سطر 18

كلها بيت واحد هي بيت العز والشرف والكرامة والاسلام ، فمن تولاهم فقد دخل
بيوتهم ولحق بهم ، فأهل الولاية من الشيعة داخلون في هذا البيت ، ويشملهم دعاء
نوح عليه السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) احتجاج الطبرسى : 121 . والاية في البقرة : 181
( 2 ) احد الائمة الاعلام من اهل السنة ، احتج به ارباب الصحاح ، مات في 117 .
( 3 ) فروع الكافى 2 : 154 فيه : ويحك اتدرى أين انت ؟ انت بين يدى .
( 4 ) تفسير القمى : 698 فيه : [ انما يعنى ] وفيه : دخل في بيوت الانبياء . ( * )
[330]
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " ولمن دخل بيتي " أي دخل داري
وقيل : مسجدي ، وقيل : سفينتي ، وقيل : يريد بيت محمد صلى الله عليه وآله " وللمؤمنين والمؤمنات "
عامة ، وقيل : من امة محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
12 - كا : العدة عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا "
يعني الولاية ، من دخل في الولاية دخل في بيت الانبياء ، وقوله : " إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " يعني الائمة عليهم السلام وولايتهم
من دخل فيها دخل في بيت النبي صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
بيان : لعل المراد في تأويل الآية الثانية ذكر نظير لكون المراد بالبيت
البيت المعنوي ، فإن المراد بها بيت الخلافة ، لا أن من دخل فيها يكون من أهل
البيت ، فإنه فرق بين الداخل في البيت وبين من يكون من أهله ، على أنه يحتمل
أن يكون هذا بطنا من بطون الآية ، وعلى هذا البطن يكون أهل هذا البيت منزهين
عن رجس الكفر والشرك ، وإن كان بعضهم مخصوصين بالعصمة من سائر الذنوب .
والله يعلم .
13 - كنز : محمد بن العباس عن الحسن بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عزوجل : " وأن المساجد لله "
قال : هم الاوصياء ( 3 ) .
كا : العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل مثله ( 4 ) .
14 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أبي بكر عن محمد بن إسماعيل عن عيسى
ابن داود النجار عن موسى بن جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " وأن المساجد لله
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 10 : 365 والاية في سورة نوح : 28 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 432 والاية الاولى في سورة نوح : 28 والثانية في الاحزاب : 33 .
( 3 ) كنز الفوائد : 356 . والاية في سورة الجن : 18 .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 425 . ( * )
[331]
فلا تدعوا مع الله أحدا " قال : سمعت أبي جعفر بن محمد عليه السلام يقول : هم الاوصياء
والائمة منا واحدا فواحدا فلا تدعوا إلى غيرهم فتكونوا كمن دعا مع الله أحدا
هكذا نزلت ( 1 ) .
15 - فس : أبي عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام في قوله : " وأن
المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " قال : المساجد الائمة صلوات الله عليهم ( 2 ) .
بيان : اختلف في المساجد المذكورة في الآية الكريمة فقيل : المراد بها
المواضع التي بنيت للعبادة ، وقد دل عليه بعض أخبارنا ، وقيل : هي المساجد السبعة
كما روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وغيره ، وقيل : هي الصلوات ، وأما التأويل
الوارد في تلك الاخبار فيحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بها بيوتهم ومشاهدهم
فإن الله تعالى جعلها محلا للسجود ، أي الخضوع والتذلل والاطاعة ، فيقدر مضاف
في الاخبار ، وعلى هذا الوجه يحتمل التعميم بحيث يشمل سائر البقاع المشرفة
ويكون ذكر هذا الفرد لبيان أشرف أفرادها ، والثاني أن يكون المراد بها الائمة
بأن يكون المراد بالبيوت البيوت المعنوية كما مر ، أو لكونهم أهل المساجد حقيقة
على تقدير مضاف في الآية والاول أظهر ( 3 ) .
16 - شى : عن الحسين بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " وأقيموا
وجوهكم عند كل مسجد " قال : يعني الائمة ( 4 ) .
بيان : يحتمل أن يكون المعنى أن المرد بالمسجد بيوت الائمة ويكون أمرا
بإتيانهم وإطاعتهم ، أو أن المراد بالمسجد الائمة ، لانهم أهل المساجد حقيقة ، أو
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز الفوائد : 356 قوله : هكذا نزلت ، أى أراد الله ذلك من الاية ، ومنه ومما تقدم
في الباب السابق يعلم ان ذلك كان تعبيرا شائعا في لسان الائمة عليهم السلام ، فما توهم بعض
اصحابنا الاخباريين من أن هذه الروايات تدل على التحريف توهم في غير محله .
( 2 ) تفسير القمى : 700 .
( 3 ) ولعل الثانى أظهر ، يؤيد ذلك قوله ، فلا تدعوا إلى غيرهم .
( 4 ) تفسير العياشى 2 : 12 . والاية في سورة الاعراف : 29 . ( * )
[332]
لانهم الذين أمر الله تعالى بالخضوع عندهم والانقياد لهم ( 1 ) .
17 - شى : عن الحسين بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : " خذوا
زينتكم عند كل مسجد " قال : يعني الائمة عليهم السلام ( 2 ) .
بيان : أي ولايتهم زينة معنوية للروح لابد من اتخاذها في الصلاة ، ولا ينافي
ذلك ما ورد من تفسيرها باللباس الفاخر وبالطيب والامتشاط عند كل صلاة ، لان
المراد بالزينة ما يشمل كلا من الزينة الصورية والمعنوية ، وإنما ذكروا عليهم السلام في
كل مقام ما يناسبه ، ويحتمل هذا الخبر وجهين آخرين : الاول أن يكون المراد
تفسير المسجد ببيوتهم ومشاهدهم عليهم السلام ويشهد له بعض الاخبار ، والثاني أن يكون
المعنى كون الخطاب متوجها إليهم عليهم السلام كما ورد أنه مختص بالجمعة والعيدين ، و
وجوبها مختص بهم وبحضورهم على قول الاكثر ، أوهم الاولى بها عند حضورهم
على قول الجميع .
18 - كا : حميد بن زياد عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان عن علي
ابن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن أبي بصير قال :
سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " في بيوت أذن الله أن ترفع " قال : هي
بيوت النبى صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
19 - مد : باسناده إلى الثعلبى من تفسيره عن المنذر بن محمد القابوسي عن
الحسين بن سعيد عن أبيه عن أبان بن تغلب عن نسفيع ( 4 ) بن الحارث عن أنس بن
مالك وعن بريدة ( 5 ) قالا : قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية : " في بيوت أذن الله أن
* ( هامش ) * ( 1 ) ويحتمل ايضا ان يكون قوله : يعنى الائمة ، تفسير للوجوه ، وهو بتقدير المضاف
أى ولايتهم .
( 2 ) تفسير العياشى 2 : 13 .
( 3 ) روضه الكافى : 331 .
( 4 ) في نسخة : [ نقيع ] وفى المصدر : ( سقع ) والكل مصحف والصحيح : [ نفيع ] بالفاء
وهو نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفى على ما تقدم .
( 5 ) في المصدر : انس بن مالك عن بريدة قال . ( * )
[333]
ترفع " إلى قوله : " والابصار " فقام إليه رجل فقال : أي بيوت يا رسول الله هذا
البيت منها لبيت أي بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، قال : نعم من أفاضلها ( 1 ) .
20 * ( باب ) *
* ( عرض الاعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق ) *
الايات ، البقرة " 2 " : وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على
الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا 143 .
النساء " 4 " : فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيدا 41 .
التوبة " 9 " : وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة
فينبئكم بما كنتم تعملون 94 .
وقال سبحانه : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون
إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 105 .
النحل " 16 " : ويوم نبعث من كل امة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم
يستعتبون 84 .
وقال تعالى : ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا
على هؤلاء 89 .
القصص " 28 " : ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن
الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون 75 .
* ( هامش ) * ( 1 ) العمدة : 152 فيه : [ وقال : اى بيوت يا رسول الله ؟ فقال : بيوت الانبياء عليهم
السلام ، قال : فقام اليه أبوبكر رضى الله عنه فقال : يا رسول الله هذا البيت منها لبيت على و
فاطمة عليهما السلام ؟ قال : نعم من افاضلها ] وهو الصحيح وتقدم نحوه عن الكنز تحت رقم : 1
والظاهر ان نسخة المصنف كانت ناقصة ، او وقع التحريف والسقط من النساخ . ( * )
[334]
تفسير : قال الطبرسي في قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا " الوسط
العدل ، وقيل : الخيار ، قال صاحب العين : الوسط من كل شئ أعدله وأفضله ، و
متى قيل : إذا كان في الامة من ليست ( 1 ) هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك ؟ فالجواب
أن المراد به من كان بتلك الصفة لان كل عصر لا يخلو من جماعة هذه صفتهم .
وروى بريد عن الباقر عليه السلام قال : نحن الامة الوسط ، ونحن شهداء الله
على خلقه وحجته في أرضه .
وفي رواية اخرى : قال عليه السلام : إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصر .
وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني ، في كتاب شواهد التنزيل باسناده عن
سليم بن قيس عن علي عليه السلام إن الله تعالى ، إيانا عنى بقوله : " لتكونوا شهداء على
الناس " فرسول الله شاهد علينا . ونحن شهداء الله على خلقه ، وحجته في أرضه ، و
نحن الذين قال الله : " وكذلك جعلناكم امة وسطا " .
وقوله : " لتكونوا شهداء على الناس " فيه ثلاثة أقوال : أحدها لتشهدوا على
الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والآخرة كما قال : " وجيئ
بالنبيين والشهداء ( 2 ) " .
والثاني : لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق والدين ويكون
الرسول شهيدا عليكم مؤديا للذين إليكم .
والثالث : أنهم يشهدون للانبياء على اممهم المكذبين لهم بأنهم قد بلغوا ، و
قوله : " ويكون الرسول عليكم شهيدا " أي شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم
وقيل : حجة عليكم ، وقيل : شهيدا لكم بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون
به ، ويكون " على " بمعنى اللام كقوله : " وما ذبح على النصب ( 3 ) " أي للنصب ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : من ليس .
( 2 ) الزمر : 7 .
( 3 ) المائدة : 3 .
( 4 ) مجمع البيان 2 : 224 و 225 . ( * )
[335]
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد " : إن
الله تعالى يستشهد يوم القيامة كل نبي على امته فيشهد لهم وعليهم ويستشهد نبينا
على امته ( 1 ) .
أقول : وقد مر في كتاب المعاد وسيأتي ما يدل على أن حجة كل زمان
شهيد على أهل ذلك الزمان ، ونبينا صلى الله عليه وآله شهيد على الشهداء .
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " وقل اعملوا " أي اعملوا ما أمركم الله به عمل من يعلم
أنه مجازى على فعله فإن الله سيرى عملكم ، وإنما أدخل سين الاستقبال لان ما لم
يحدث لا يتعلق به الرؤية فكأنه قال : كل ما تعملونه يراه الله تعالى وقيل : أراد
بالرؤية ههنا العلم الذي هو المعرفة ولذلك عداه إلى مفعول واحد أي يعلم الله تعالى
ذلك فيجازيكم عليه ويراه رسوله ، أي يعلمه فيشهد لكم بذلك عند الله ويراه المؤمنون
قيل : أراد بالمؤمنين الشهداء ، وقيل : أراد بهم الملائكة الذينهم الحفظة الذين يكتبون
الاعمال .
وروى أصحابنا أن أعمال الامة تعرض على النبي صلى الله عليه وآله في كل اثنين وخميس
فيعرفها ، وكذلك تعرض على أئمة الهدى عليهم السلام فيعرفونها ، وهم المعنيون بقوله :
" والمؤمنون " ( 2 ) .
وقال في قوله تعالى : " ونزعنا من كل امة شهيدا " أي وأخرجنا من كل
امة من الامم رسولها الذي يشهد عليهم بالتبليغ وبما كان منهم ، وقيل : هم عدول
الآخرة ولا يخلو كل زمان منهم يشهدون على الناس بما عملوا ( 3 ) .
1 - كا : علي بن محمد عن سهل عن ابن يزيد عن زياد القندي عن سماعة قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " : قال : نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة في كل قرن
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان : 49 .
( 2 ) مجمع البيان 5 : 69 .
( 3 ) مجمع البيان : 7 : 263 . ( * )
[336]
منهم إمام منا شاهد عليهم ، ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا ( 1 ) .
بيان : يمكن أن يكون المراد بها تخصيص الشاهد والمشهود عليهم جميعا بهذه
الامة ، فيكون المراد بكل امة في الآية كل قرن من تلك الامة ويحتمل أيضا
أن يكون المراد تخصيص الشاهد فقط ، أي يكون في كل قرن من هذه الامة واحد
من الائمة عليهم السلام يكون شاهدا على من في عصرهم من هذه الائمة ، وعلى جميع من مضى
من الامم ، والاول أظهر لفظا ، والثاني معنا ، وإن كان بحسب اللفظ يحتاج إلى
تكلفات .
2 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشا عن ابن عائذ عن ابن اذينة عن بريد
قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " وكذلك جعلناكم امة وسطا
لتكونوا شهداء على الناس " فقال عليه السلام : نحن الامة الوسطى ، ونحن شهداء الله
على خلقه وحججه في أرضه ، قلت : قول الله عزوجل : " ملة أبيكم إبراهيم " قال :
إيانا عنى خاصة " هو سماكم المسلمين من قبل " في الكتب التي مضت " وفي هذا " القرآن " ليكون الرسول عليكم شهيدا " ( 2 ) فرسول الله صلى الله عليه وآله الشهيد علينا بما
بلغنا عن الله عزوجل ، ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدق صدقناه يوم القيامة
ومن كذب كذبناه يوم القيامة ( 3 ) .
3 - قب : عن الكاظم عليه السلام في قوله تعالى : " فاكتبنا مع الشاهدين " قال :
نحن هم ، نشهد للرسل على اممها ( 4 ) .
4 - قب : قيس بن أبي حازم عن ام سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في
قوله : " اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين " أنا " والصديقين " علي
" والصالحين " حمزة " وحسن اولئك رفيقا " الائمة الاثنى عشر بعدي ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 190
( 2 ) الحج : 78 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 190 .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 403 . والاية في آل عمران : 53 ، والمائدة : 83 .
( 5 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 243 . ( * )
[337]
5 - وعن الباقر عليه السلام : المراد بالنبيين المصطفى ، وبالصديقين المرتضى ، و
بالشهداء الحسن والحسين عليهما السلام ، وبالصالحين تسعة من أولاد الحسين عليهم السلام ، و
حسن اولئك رفيقا . المهدي عليه السلام ( 1 ) .
بيان : لعل المراد أن المذكورين أفضل أفراد كل من الفقرات ، وقوله :
والصالحين حمزة ، أي هو أيضا داخل فيهم ، وفي بيان معنى اسم الاشارة أشار إلى
دخول بقية الائمة أيضا فيهم ، وإن كان ظاهره أن المقصودين باسم الاشارة غير
غير المذكورين قبله لبعده عن سياق الآية ، وأما قوله : " وحسن اولئك رفيقا " فيحتمل
أن يكون المراد أن أول وفاقتهم ( 2 ) عليهم السلام في زمانه عليه السلام في الرجعة .
6 - قب : عن عروة بن الزبير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله : " وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقال عليه السلام إيانا عنى ( 3 ) .
7 - فر : الحسين بن العباس وجعفر بن محمد بن سعيد عن الحسن بن الحسين
عن عمرو بن أبي المقدام عن ميمون البان مولى بني هاشم عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله تعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيدا " قال أبوجعفر عليه السلام : منا شهيد على كل زمان ، علي بن
أبي طالب في زمانه ، والحسن عليه السلام في زمانه ، والحسين عليه السلام في زمانه ، وكل من
يدعو منا إلى أمر الله ( 4 ) .
8 - فر : بإسناده عن يريد قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قوله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون "


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 337 سطر 19 الى ص 345 سطر 18

إلى آخر السورة ( 5 ) قال : إيانا عنى ، نحن المجتبون ، لم يجعل علينا في الدين
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 243 .
( 2 ) هكذا في الكتاب ، ولعله مصحف : رفاقتهم .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 504 فيه : عروة بن اذينة .
( 4 ) تفسير فرات : 8 .
( 5 ) اى إلى اخر سورة الحج . ( * )
[338]
من ضيق ، والحرج أشد من الضيق " ملة أبيكم إبراهيم " إيانا عنى خاصة " هو
سماكم المسلمين " سمانا المسلمين " من قبل " في الكتب التي مضت " وفي هذا "
القرآن " ليكون الرسول شهيدا عليكم " فالرسول الشهيد علينا بما بلغنا عن الله
ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدق صدقناه يوم القيامة ، ومن كذب كذبناه
يوم القيامة ( 1 ) .
9 - فر ( 2 ) : أبوالقاسم بن شبل عن ظفر بن حمدون بن أحمد عن إبراهيم بن
إسحاق عن محمد بن عبدالحميد وعبدالله بن الصلت عن حنان بن سدير عن أبيه
قال إبراهيم : وحدثني عبدالله بن حماد عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في نفر من أصحابه ، إن مقامي بين أظهركم خير لكم ، وإن
مفارقتي إياكم خير لكم ، فقام إليه جابر بن عبدالله الانصاري وقال : يا رسول الله
أما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا ( 3 ) فكيف يكون مفارقتك إيانا خيرا لنا ؟ قال
عليه السلام : أما مقامي بين أظهركم فهو خير لكم لان الله عزوجل يقول : " وما
كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " يعني يعذبهم
بالسيف ، فأما مفارقتي إياكم فهو خير لكم ، لان أعمالكم تعرض علي كل
اثنين وخميس ، فما كان من حسن حمدت الله تعالى عليه ، وما كان من سيئ استغفرت
لكم .
ير : محمد بن عبدالحميد عن حنان عن أبيه مثله ( 4 ) .
شى : عن حنان مثله ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 97 و 98 .
( 2 ) هكذا في الكتاب ، ولم نجده في تفسير فرات ، واسناده لا يناسبه ، والصحيح :
( ما ) اى امالى ابن الشيخ ، ويؤيد ذلك قول المصنف بعد ذلك : ما : بالاسناد . والحديث
يوجد في الامالى ص 260 .
( 3 ) في تفسير العياشى : فهو حير لنا فقد عرفنا .
( 4 ) بصائر الدرجات : 131 .
( 5 ) تفسير العياشى 2 : 54 و 55 . والاية في الانفال : 33 . ( * )
[339]
بيان : قوله عليه السلام : يعني يعذبهم بالسيف ، لعل المعنى أنه لا يعذبهم بعذاب
الاستيصال ما دمت فيهم ، بل يعذبهم بالسيف ( 1 ) .
10 - ما : بالاسناد عن إبراهيم عن محمد بن الحسين ( 2 ) ويعقوب بن يزيد
وعبدلله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد
ابن خالد وغيرهم عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقلت
له : جعلت فداك قوله عزوجل : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
قال : إيانا عنى ( 3 ) .
11 - ير : محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن اذينة
عن بريد العجلي عنه عليه السلام مثله ( 4 ) .
12 - ما : المفيد عن علي بن بلال عن علي بن سليمان عن أحمد بن القاسم
عن أحمد بن محمد السياري عن محمد البرقي عن سعيد بن مسلم عن داود بن كثير الرقي
قال : كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه : يا داود لقد
عرضت علي أعمالكم يوم الخميس ، فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن
عمك فلان فسرني ذلك ، إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله
قال داود : وكان لي ابن عم معاند خبيث بلغني عنه وعن عياله سوء حاله فصككت
له نفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت بالمدينة أخبرني أبوعبدالله عليه السلام
بذلك ( 5 ) .
بيان : الصك : الكتاب الذي يكتب للعطايا والارزاق .
13 - فس : أبي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " وقل
* ( هامش ) * ( 1 ) اولا يوجد الخلاف بينهم مادمت فيهم فيحارب بعضهم بعضا .
( 2 ) في المصدر : محمد بن الحسن .
( 3 ) امالى ابن الشيخ : 261 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 5 ) امالى ابن الشيخ : 264 . ( * )
[340]
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " المؤمنون ههنا الائمة الطاهرة عليهم السلام ( 1 ) .
14 - وعن محمد بن الحسن الصفار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أعمال
العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله كل صباح أبرارها وفجارها ، فاحذروا فليستحي
أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح ( 2 ) .
15 - وعنه عليه السلام قال : ما من مؤمن يموت أو كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله
على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، وهلم جرا إلى آخر
من فرض الله طاعته ، فذلك قوله : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم رسوله والمؤمنون ( 3 ) "
16 - مع : أبي عن محمد العطار عن سهل عن الحسن بن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن أبا الخطاب كان يقول : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض عليه أعمال امته كل خميس ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ليس
هكذا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله يعرض عليه أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها
فاحذروا وهو قول الله عزوجل : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وسكت ، قال أبوبصير : إنما عنى الائمة عليهم السلام ( 4 ) .
شى : عن أبي بصير مثله إلى قوله : والمؤمنون ( 5 ) .
17 - ب : هارون عن ابن زياد عن جعفر عن أبيه عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال :
مما أعطى الله امتي وفضلهم به على سائر الامم أن أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا
نبي ، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له اجتهد في دينك ولا حرج
عليك ، وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي حيث يقول : " وما جعل عليكم في
الدين من حرج " يقول : من ضيق ، وكان إذا بعث نبيا قال له : إذا أحزنك أمر
تكرهه فادعني أستجب لك ، وإن الله أعطى امتي ذلك ، حيث يقول : " ادعوني
* ( هامش ) * ( 1 - 3 ) تفسير القمى : 279 و 280 .
( 4 ) معانى الاخبار : 111 .
( 5 ) تفسير العياشى 2 : 109 فيه : هو هكذا ولكن . ( * )
[341]
أستجب لكم ( 1 ) " وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه ، وإن الله تبارك وتعالى
جعل امتي شهداء على الخلق حيث يقول : " ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا
شهداء على الناس ( 2 ) " .
18 - فسن : " ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم " يعني من
الائمة ، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله : " وجئنا بك " يا محمد " شهيدا على هؤلاء " يعني على
الائمة ، فرسول الله شهيد على الائمة ، وهم شهداء على الناس ( 3 ) .
19 - فس : " ونزعنا من كل امة شهيدا " يقول : من كل فرقة من هذه
الامة إمامها ( 4 ) .
20 - فس : " ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء " قال : الشهداء
الائمة عليهم السلام ( 5 ) .
21 - فس : " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا
الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم
في الدين من خرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل " فهذه خاصة
لآل محمد صلى الله عليه وآله ، وقوله : " ليكون الرسول شهيدا عليكم " يقول ( 6 ) : على آل محمد
صلى الله عليه وآله " وتكونوا شهداء على الناس ( 7 ) " أي آل محمد صلى الله عليه وآله يكونوا
شهداء على الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله ، قال عيسى بن مريم : " وكنت عليهم شهيدا
ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " والرقيب : الشهيد " وأنت
على كل شئ شهيد " وإن الله جعل على هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وآله شهيدا من أهل
* ( هامش ) * ( 1 ) غافر : 60 .
( 2 ) قرب الاسناد : 41 . واشرنا قبلا إلى موضع الاية .
( 3 ) تفسير القمى : 363 .
( 4 ) تفسير القمى : 491 .
( 5 ) تفسير القمى : 581 ، والاية في سورة الزمر : 69 .
( 6 ) في المصدر : يعنى يكون .
( 7 ) الحج : 77 و 78 . ( * )
[342]
بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم أحد ، فإذا فنوا هلك أهل الارض ، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : جعل الله النجوم أمانا لاهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لاهل
الارض ( 1 ) .
22 - فس : " ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " يعني بالاشهاد
الائمة عليهم السلام " ألا لعنة الله على الظالمين " آل محمد حقهم ( 2 ) .
23 - ير : أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي
قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : " وكذلك جعلناكم امة
وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " قال : نحن الائمة
الوسط ( 3 ) ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ( 4 ) .
شى : عن بريد مثله ( 5 ) .
ير : ابن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير مثله ( 6 ) .
24 - ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن
بشير عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 7 ) .
25 - ير : بهذا الاسناد عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي المقدام عن ميمون
البان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا
لتكونوا شهداء على الناس " قال : عدلا ليكونوا شهداء على الناس ، قال : الائمة
" ويكون الرسول شهيدا عليكم " قال : على الائمة ( 8 ) .
26 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن إبراهيم بن عمر عن
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 443 و 444 . والاية في المائدة : 117 .
( 2 ) تفسير القمى : 300 والاية في سورة هود : 18 .
( 3 ) في المصدر : " الامة الوسط " وفى العياشى : " الامة الوسطى " نعم في طريق
محمد بن الحسين : الائمة الوسط .
( 4 ) بصائر الدرجات : 19 .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 62 .
( 6 - 8 ) بصائر الدرجات : 24 . ( * )
[343]
سليم بن قيس عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن الله طهرنا وعصمنا وجعلنا
شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا
لا نفارقه ولا يفارقنا ( 1 ) .
27 - ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن بندار بن عيسى عن
الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " قال : نحن
الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه ( 2 ) .
ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن
خارجة مثله ( 3 ) .
28 - ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد في كتاب بندار بن عاصم عن عمر بن
حنظلة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء
على الناس " قال : هم الائمة عليهم السلام ( 4 ) .
شى : عن عمر مثله ( 5 ) .
29 - ير : أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي عن أبي جميلة
عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الاعمال تعرض علي في كل خميس
فإذا كان الهلال اكملت فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى علي عليه السلام ثم ينسخ في الذكر الحكيم ( 6 ) .
30 - ير : يعقوب بن يزيد عن الوشا عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن عليه السلام
قال : سئل عن قول الله عزوجل : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 24 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 23 فيه : قال : في كتاب بندار بن عاصم .
( 3 ) بصائر الدرجات : 151 . فيه : وبما ضيعوا منه .
( 4 ) بصائر الدرجات : 23 و 24 .
( 5 ) تفسير العياشى : 1 : 63 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 125 و 126 . ( * )
[344]
قال : إن أعمال العباد تعرض على رسول الله كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا ( 1 ) .
31 - ير : الحسن بن على بن النعمان عن البزنطي عن محمد بن فضيل عن
محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 2 ) .
ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل عن محمد بن مسلم مثله ( 3 ) .
32 - شى : محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام مثله ( 4 ) .
33 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن
المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : الاعمال تعرض كل خميس على
رسول الله وعلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ( 5 ) .
34 - ير : موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن العلا بن رزين عن
محمد بن مسلم قال : سألته عن الاعمال هل تعرض على النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال : ما فيه شك
قلت له : أرأيت قول الله تعالى : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال :
إنهم شهود الله في أرضه ( 6 ) .
35 - ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن صاحبه ( 7 )
قال : إن أعمال هذه الامة تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله في كل خميس أبرارها
وفجارها ( 8 ) .
36 - ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي
أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أعمال العباد تعرض على نبيكم
كل عشية الخميس ، فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح ( 9 ) .
37 - ير : أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بزرج ( 10 ) عن سليمان بن
* ( هامش ) * ( 1 - 3 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 4 ) تفسير العياشى 2 : 109 .
( 5 و 6 ) بصائر الدرجات : 26 .
( 7 ) لعل المراد أبوالحسن عليه السلام .
( 8 و 9 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 10 ) بزرج معرب : بزرك أى الكبير . ( * )
[345]
خالد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن أعمال العباد تعرض كل خميس
على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله
تبارك وتعالى : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " فقلت : جعلت
فداك أعمال من هذه ؟ قال : أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا ( 2 )
بيان : هبوط الرب تعالى كناية عن تعرض لاعمال العباد ، أو إهباط الملائكة
لذلك .
38 - ير : أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حفص بن
البختري عنه عليه السلام قال : تعرض الاعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى
الائمة عليهم السلام ( 3 )
39 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
أديم بن الحر عن معلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى :
" اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال : هو رسول الله صلى الله عليه وآله والائمة
عليهم السلام ، تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس ( 4 ) .
40 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن الميثمي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن قول الله تعالى : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال . هم الائمة
عليهم السلام ( 5 ) .
ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبدالحميد
الطائي عن يعقوب بن شعيب الميثمي ( 6 ) عنه عليه السلام مثله ( 7 ) .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 345 سطر 19 الى ص 353 سطر 18

41 - ير : أحمد بن محمد ( 8 ) عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبدالرحمان
* ( هامش ) * ( 1 ) الفرقان : 23 .
( 2 - 5 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 6 ) لعله مصحف : يعقوب بن شعيب بن ميثم .
( 7 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 8 ) في المصدر : احمد بن موسى . ( * )
[346]
بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وزاد في آخره : تعرض عليهم أعمال العباد كل
يوم إلى يوم القيامة ( 1 ) .
42 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن
عليه السلام في هذه الآية : " قل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال
نحن هم ( 2 ) .
43 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن الحسين بن بشار عن أبي الحسن
عليه السلام مثله ( 3 ) .
44 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازى عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تعرض على رسول الله أعمال العباد كل صباح أبرارها و
فجارها فاحذروا ، وهو قول الله : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
فسكت ( 4 ) .
بيان : الضمير في قوله : أبرارها وفجارها ، إما راجع إلى الاعمال ، فأطلق
الابرار والفجار عليها مجازا ، أو إلى العباد ، وقوله : فسكت ، أي عن تفسير
المؤمنين تقية . وفي الكافي ليس قوله : " والمؤمنون " فالسكوت عن أصل قراءته لا
عن تفسيره .
45 - ير : أحمد بن محمد عمن رواه عن صالح بن النضر عن يونس عن أبي -
الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول في الايام حين ذكر يوم الخميس فقال : هو
يوم تعرض فيه الاعمال على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وعلى الائمة
عليهم السلام ( 5 ) .
46 - ير : ابن يزيد عن الوشاء عن البطائني عن أبي بصير قال : قلت
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) بصائر الدرجات : 126 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 127 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 127 . ليس فيه قوله : فسكت .
( 5 ) بصائر الدرجات : 127 . ( * )
[347]
لابي عبدالله عليه السلام : قول الله تعالى : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
قلت من المؤمنون ؟ قال : من عسى أن يكون إلا صاحبك ( 1 ) .
47 - ير : إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن محمد الزيات عن عبدالله بن أبان
الزيات وكان يكنى عبد الرضا ( 2 ) قال : قلت للرضا عليه السلام ادع الله لي ولاهل
بيتي ، قال : أولست أفعل ؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة
فاستعظمت ذلك ، فقال : أما تقرأ كتاب الله : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون ( 3 ) .
48 - ير : أحمد بن محمد عن عبدالله بن أيوب عن داود الرقي قال : دخلت
على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : يا داود أعمالكم عرضت علي يوم الخميس فرأيت
لك فيها شيئا فرحي ، وذلك صلتك لابن عمك ، أما إنه سيمحق أجله ، ولا ينقص
رزقك ، قال داود : وكان لي ابن عم ناصب كثير العيال محتاج ، فلما خرجت إلى
مكة أمرت له بصلة ، فلما دخلت على أبي عبدالله عليه السلام أخبرني بهذا ( 4 ) .
49 - ير : أحمد بن علي عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر
عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " قال : تريد أن تروي علي ؟ هو الذي في نفسك ( 5 ) .
شى : عن زرارة مثله ( 6 ) .
بيان : أحاله عليه السلام على ما في ضميره من كون المراد بالمؤمنين الائمة عليهم السلام
ولم يذكره له صريحا لئلا يروي ذلك عنه ، فيثير فتنة ، وفيه إشعار بذم زرارة و
إن أمكن توجيهه .
50 - ير : أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 127 .
( 2 ) في نسخة : وكان مكينا عند الرضا .
( 3 - 5 ) بصائر الدرجات : 127 .
( 6 ) تفسير العياشى 2 : 18 فيه : تروون . ( * )
[348]
في قول الله : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال : أما أنت لسامع
ذلك مني لتأتي العراق فتقول : سمعت محمد بن علي عليه السلام يقول كذا وكذا ، ولكنه
الذي في نفسك ( 1 ) .
51 - ير : أبوطالب عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم وزرارة
قالا : سألنا أبا عبدالله عليه السلام عن الاعمال تعرض علي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : ما فيه
شك ، ثم تلا هذه الآية : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال
إن لله شهداء في أرضه ( 2 ) .
ير : يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسين عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم
مثله ( 3 ) .
ير : السندي بن محمد عن العلا عن محمد بن مسلم مثله ( 4 ) .
شى : عن محمد بن مسلم مثله إلى قوله : ما فيه شك ، قيل له : أرأيت قول الله " وقل اعملوا " إلى آخره . الخبر ( 5 ) .
52 - ير : محمد بن علي بن سعيد الزيات عن عبدالله بن أبان قال : قلت
للرضا عليه السلام : إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم ، فقال : والله إني
لتعرض علي في كل يوم أعمالهم ( 6 ) .
53 - ير : الهيثم النهدي عن أبيه عن عبدالله بن أبان قال : قلت للرضا عليه السلام
وكان بيني وبينه شئ : ادع الله لي ولمواليك ، فقال : والله إن أعمالكم لتعرض ( 7 )
علي في كل خميس ( 8 ) .
ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر والزيات عن عبدالله بن أبان مثله ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 127 فيه : فتأتى العراق .
( 2 - 4 ) بصائر الدرجات : 127 .
( 5 ) تفسير العياشى 2 : 108 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 127 .
( 7 ) في نسخة : لتعرض اعمالكم على في كل يوم .
( 8 و 9 ) بصائر الدرجات : 127 . ( * )
[349]
54 - ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن غير واحد من أصحابنا عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه : حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم
قالوا : أما حياتك يا رسول الله فقد عرفنا ، فما في وفاتك ؟ قال : أما حياتي فإن الله
يقول : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "
وأما وفاتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم ( 1 ) .
55 - ير : إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : سمعته يقول : مالكم تسوؤن رسول الله ؟ فقال له رجل : جعلت فداك
فكيف نسوؤه ؟ فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه
ذلك ؟ فلا تسوؤا رسول الله صلى الله عليه وآله وسروه ( 2 ) .
56 - ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو قال : عبدالله بن أبان الزيات
قلت للرضا عليه السلام : إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم ، قال : فقال :
والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم ( 3 ) .
57 - شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن نمط
الحجاز فقلت : وما نمط الحجاز ؟ قال : أوسط الانماط ، إن الله يقول : " وكذلك
جلعناكم امة وسطا " ثم قال : إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصر ( 4 ) .
بيان : كأنه كان النمط المعمول في الحجاز أفخر الانماط ، فكان يبسط في
صدر المجلس وسط سائر الانماط ، وفي النهاية : في حديث علي عليه السلام " خير هذه
الامة النمط الاوسط " النمط : الطريقة من الطرائق ، والضرب من الضروب ، و
النمط : الجماعة من الناس أمرهم واحدة ، كره الغلو والتقصير في الدين ( 5 ) . و
* ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 131 . والاية في الانفال .
( 2 ) بصائر الدرجات : 123 فيه : [ تسيؤون ] وفيه : [ وكيف يسيؤون ] وفيه : فلا تسيؤوا .
( 3 ) بصائر الدرجات : 127 . فيه : محمد بن على بن سعيد الزيات عن عبدالله بن ابان .
وفيه : لتعرض على في كل يوم اعمالهم .
( 4 ) تفسير العياشى 1 : 63 .
( 5 ) النهاية 4 : 189 . ( * )
[350]
في القاموس : النمط بالتحريك : ظهارة فراش ما ، أو ضرب من البسط . والطريقة .
والنوع من الشئ .
58 - شى : عن أبي عمرو الزبيري ( 1 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الله : " و
كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسل عليكم شهيدا
فإن ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى أن من
لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه
بحضرة جميع الامم الماضية ؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني الامة ( 2 )
التي وجبت لها دعوة إبراهيم " كنتم خير امة اخرجت للناس " وهم الامة الوسطى
وهم خير امة اخرجت للناس ( 3 ) .
59 - قب : عبدالله بن الحسين عن زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى : " لتكونوا
شهداء على الناس " قال : نحن هم .
60 - وفي خبر : إن قوله تعالى : " هو سماكم المسلمين من قبل " فدعوة
إبراهيم وإسماعيل لآل محمد عليه السلام ، فإنه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي
صلى الله عليه وآله ثم اتبعه وآمن به وأما قوله تعالى : " ليكون الرسول عليكم
شهيدا " النبي صلى الله عليه وآله يكون على آل محمد صلى الله عليه وآله شهيدا ، ويكونون شهداء على الناس
بعده ، وكذلك قوله : " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " فلما توفي النبي صلى الله عليه وآله
صاروا شهداء على الناس لانهم منه ( 4 ) .
61 - أبوالورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " لتكونوا شهداء على
الناس " قال : نحن هم .
* ( هامش ) * ( 1 ) اورده المامقانى في باب الكنى وقال : لم اقف على اسمه . اقول : لعله ابوعمرو
محمد بن عمرو بن عبدالله بن مصعب بن الزبير الزبيرى ترجمة النجاشى في الفهرست : 153 .
( 2 ) في نسخة : بل الامة .
( 3 ) تفيسر العياشى 1 : 63 . والاية الثانية في آل عمران : 110 .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 3 : 273 . ( * )
[351]
62 - بريد العجلي عنه عليه السلام في قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا "
نحن الامة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه .
63 - وفي رواية حمران عنه عليه السلام : إنما أنزل الله تعالى : " وكذلك جعلناكم
امة وسطا " يعني عدلا " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "
قال : ولا يكون شهداء على الناس إلا الائمة والرسل ، فأما الامة فإنه غير جائز
أن يستشهدها الله تعالى على الناس وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة
بقل .
64 - وعن عطاء بن ثابت عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " ويقول الاشهاد "
قال : نحن الاشهاد .
65 - وعن الثمالي عنه عليه السلام في قوله تعالى : " ويوم نبعث من كل امة
شهيدا " قال : نحن الشهود على هذه الامة .
66 - وعنه عليه السلام في قوله تعالى : " قل كفى بالله شهيدا " الآية ، قال :
إيانا عنى ( 1 ) .
67 - شى : عن زرارة عن بريد العجلي قال قلت لابي جعفر عليه السلام في قول
الله : " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال : ما من مؤمن يموت ولا
كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام فهلم جرا
إلى آخر من فرض الله طاعته ( 2 ) .
68 - وقال أبوعبدالله عليه السلام : " والمؤمنون " هم الائمة عليهم السلام ( 3 ) .
69 - كا : علي بن محمد عن سهل عن زياد القندي ( 4 ) عن سماعة قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد و
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب : 313 و 314 .
( 2 ) في المصدر : من فرض الله طاعته على العباد .
( 3 ) تفسير العياشى : 2 : 109 .
( 4 ) في المصدر : سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندى ( * )
[352]
جئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال : هذا نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة ، في كل قرن
منهم إمام منا شاهد عليهم ، ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا ( 1 ) .
70 - كا : أحمد بن مهران عن عبدالعظيم الحسني عن الحسين بن مياح عمن
أخبره ( 2 ) قال : قرأ رجل عند أبي عبدالله عليه السلام : " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " فقال : ليس هكذا هي ، إنما هي والمأمونون ، فنحن المأمونون ( 3 ) .
بيان : قد وردت سائر الاخبار المتقدمة على القراءة المشهورة ، فيمكن أن
يكون المعنى هنا أنه ليس المراد بالمؤمنين هنا ما يقابل الكافرين ليشمل كل مؤمن
بل المراد كل المؤمنين ( 4 ) وهم المأمونون عن الخطاء المعصومون عن الزلل وهم
الائمة عليهم السلام ، ويحتمل أن يكون في مصحفهم المأمونون ، وفسروا في سائر الاخبار
القراءة المشهورة بما يوافق قراءتهم عليهم السلام .
71 - كا : محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد
الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " وشاهد ومشهود " قال :
النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ( 5 ) .
72 - كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده عن جابر عن أبي
عبدالله عليه السلام في وقوله عزوجل : " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " قال :
السائق أمير المؤمنين عليه السلام ، والشهيد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 6 ) .
أقول : قد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب المعاد وكتاب تاريخ النبي
صلى الله عليه وآله .
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 190 .
( 2 ) الحديث بعد ارساله وضعفه بابن مياح مخالف لمذهب الامامية بظاهره .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 424 .
( 4 ) هكذا في النسخ ، ولعل الصحيح : بعض المؤمنين .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 425 .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 309 والاية في سورة ق : 21 . ( * )
[353]
73 - محاسبة النفس للسيد علي بن طاووس نقلا من كتاب تفسير القرآن
لابن عقدة وكتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري وتفسير ما نزل في أهل البيت
عليهم السلام لمحمد بن العباس بن مروان بأسانيدهم إلى يعقوب بن شعيب قال :
سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " وقل اعملوا فسير الله عملكم و
رسوله والمؤمنون " قال : هم الائمة عليهم السلام .
74 - وعن ابن عقدة ومحمد بن العباس بإسنادهما إلى بريد بن معاوية قال :
سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية قال : إيانا عنى .
75 - وعن محمد بن العباس بإسناده عن طريق الجمهور إلى أبي سعيد الخدري
إن عمارا قال : يا رسول الله وددت أنك عمرت فينا عمر نوح عليه السلام ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله : يا عمار حياتي خير لكم ، ووفاتي ليس بشر لكم ، أما حياتي ( 1 ) فتحدثون
وأستغفر لكم ، وأما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي
فإنكم تعرضون علي بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فإن يكن خير ( 2 ) حمدت الله ، و
إن يكن سوى ذلك استغفرت الله ( 3 ) لذنوبكم ، فقال المنافقون والشكاك والذين
في قلوبهم مرض : يزعم أن الاعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء
آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم إن هذا لهو الافك فأنزل الله جل جلاله : " وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقيل له : ومن المؤمنون ؟ فقال :
عامة وخاصة ، أما الذين قال الله : " والمؤمنون " فهم آل محمد صلى الله عليه وآله الائمة عليهم السلام ( 4 )
ثم قال : " وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " من


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 353 سطر 19 الى ص 361 سطر 18

طاعة ومعصية ، وروى محمد بن العباس أخبار جماعة في ذلك ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : واما في حياتى فتحدثون واستغفر الله لكم .
( 2 ) في المصدر : واسماء آبائكم وقبائلكم وان يكن خيرا .
( 3 ) في المصدر : استغفر الله لكم .
( 4 ) في المصدر : والائمة عليهم السلام منهم .
( 5 ) محاسبة النفس : 126 - 129 . ( * )
[354]
21 * ( باب ) *
* ( تأويل المؤمنين والايمان والمسلمين والاسلام بهم وبولايتهم ) * .
* ( عليهم السلام ، والكفار والمشركين والكفر والشرك والجبت ) *
* ( والطاغوت واللات والعزى والاصنام بأعدائهم ومخالفيهم ) *
1 - قب : يزيد بن عبدالملك عن زين العابدين عليه السلام أنه قال في قول الله :
" بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا " قال : بالولاية على أمير المؤمنين
والاوصياء من ولده ( 1 ) .
2 - فس : " فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به " يعني آل محمد عليهم السلام " ومن
هؤلاء من يؤمن به " يعني أهل الايمان من أهل القبلة ( 1 ) .
بيان : قيل : المراد بالذين آتيناهم الكتاب مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل :
المسلمون الذين اوتوا القرآن ، وتأويله عليه السلام يوافق الثاني .
3 - فس : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم " فهذه
الاية لآل محمد صلى الله عليه وآله ( 3 ) .
بيان : لعل المراد تفسير المؤمنين بالائمة عليهم السلام لدلالة قوله تعالى : " من
أنفسهم " على غاية اختصاصه صلى الله عليه وآله بهم عليهم السلام وهذا أقرب مما تكلفه
المفسرون ، قال البيضاوي : " من أنفسهم " أي من نسبهم أو جنسهم عربيا مثلهم
ليفهموا كلامه بسهولة ، ويكونوا واقفين على حاله في الصدق والامانة مفتخرين به
وقرئ " عن أنفسهم " أي من أشرفهم ، لانه كان صلى الله عليه وآله من أشرف قبائل العرب
وبطونهم . انتهى ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 244 فيه : [ من الولاية ] والاية في سورة البقرة : 9 .
( 2 ) تفسير القمى : 497 . والاية في سورة العنكبوت : 48 .
( 3 ) تفسير القمى : 111 . والاية في آل عمران : 164 .
( 4 ) تفسير البيضاوى : 242 . ( * )
[355]
أقول : تلك القراءة يؤيد هذا التأويل ، وما ذكره أولا مدخول بأن
المؤمنين غير مقصورين على العرب .
4 - فس : يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا
بهم ذرياتهم ( 1 ) " قال : الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين ، والذرية :
الائمة والاوصياء ، ألحقنا بهم ذرياتهم ، ولم تنقص ذريتهم من الحجة التي جاء
بها محمد صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام وحجتهم واحدة ، وطاعتهم واحدة .
وقال علي بن إبراهيم في قوله : " ما ألتناهم من عملهم من شئ " أي ما
نقصناهم ( 2 ) .
بيان : المشهور بين المفسرين أن الآية نزلت في أطفال المؤمنين يلحقهم الله
بآبائهم في الجنة ، وروى ذلك عن الصادق عليه السلام ، وما ورد في هذا الخبر بطن من
بطون الآية .
5 - شى : عن المفصل بن صالح عن بعض أصحابه في قوله " قولوا آمنا
بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط "
أما قوله : " قولوا " فهم آل محمد عليهم السلام لقوله : " فإن آمنوا بمثل آمنتم به فقد
اهتدوا ( 3 ) " .
6 - شى : عن سلام عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " آمنا بالله وما انزل إلينا "
قال عنى ( 4 ) بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين وجرت بعدهم في الائمة عليهم السلام
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في الكتاب ومصدره إلا ان في النسخة المطبوعة من المصدر : [ اتبعتهم ] و
الاية في المصحف الشريف هكذا : [ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ]
والاختلاف اما من النساخ ، او الاية نقل معناها .
( 2 ) تفسير القمى : 649 و 650 فيه : [ ما انقصناهم ] والاية في سورة الطور : 21 .
( 3 ) تفسير العياشى 1 : 61 و 62 ، والايتان في سورة البقرة : 136 و 137 في المصدر :
فقد اهتدوا سائر الناس .
( 4 ) في المصدر : انما عنى . ( * )
[356]
قال : ثم رجع القول من الله في الناس فقال : " فان آمنوا " يعني الناس " بمثل ما
آمنتم به " يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين ، والائمة من بعدهم عليهم السلام " فقد
اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق ( 1 ) " .
كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان
عن سلام بن عمرة عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
بيان : ذكر المفسرون أن الخطاب في قوله : " قولوا " للمؤمنين ، لقوله :
" فان آمنوا بمثل ما آمنتم به " وضمير " آمنوا " لليهود والنصارى ، وتأويله عليه السلام
يرجع إلى ذلك ، لكن خص الخطاب بكمل المؤمنين الموجودين في ذلك الزمان
ثم يتبعهم من كان بعدهم من أمثالهم كما في سائر الاوامر المتوجهة إلى الموجودين
في زمانه عليه السلام الشاملة لمن بعدهم ، وهو أظهر من توجه الخطاب إلى جميع
المؤمنين بقوله تعالى : " وما انزل إلينا " لان الانزال حقيقة وابتداء على النبي
صلى الله عليه وآله ، وعلى من كان في بيت الوحي وامر بتبليغه ، ولانه قرن بما انزل
على إبراهيم وإسماعيل وسائر النبيين ، فكما أن المنزل إليهم في قرينه هم النبيون
والمرسلون ينبغي أن يكون المنزل إليهم أولا أمثالهم وأضرابهم من الاوصياء
والصديقين فضمير " آمنوا " راجع إلى الناس غيرهم من أهل الكتاب وقريش وغيرهم
قوله عليه السلام : عنى بذلك ، أي بضمير " قولوا " وإن سقط من الثاني لذكره في
الاول ، والتصريح به فيه وإن أمكن أن يكون إشارة إلى ضميري " منا " و " إلينا "
والمآل واحد ، وعلى تفسيره عليه السلام يدل على أمامتهم وجلالتهم عليهم السلام ، وكون المعيار
في الاهتداء متابعتهم في العقائد والاعمال والاقوال ، وأن من خالفهم في شئ من
ذلك فهو من أهل الشقاق والنفاق .
7 - فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن
الحكم بن ظهير عن ممحد بن حمدان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : " إذا دعي الله وحده
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير العياشى 1 : 62 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 415 و 416 . ( * )
[357]
كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير " يقول : إذا ذكر الله وحده
بولاية من أمر الله بولايته كفرتم ، وإن يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا بأن
له ولاية ( 1 ) .
بيان : لما كان الايتمام بمن لم يأمر الله بالايتمام به محادة لله تعالى اولت
في الاخبار الكثيرة آيات الشرك بالله بالشرك في الولاية في بطن القرآن ، ونظيره
في القرآن كثير كقوله تعالى : " ألا تعبدوا الشيطان ( 2 ) " وقوله : " اتخذوا أحبارهم
ورهبانهم أربابا من دون الله ( 3 ) " وأمثالهما .
8 - شى : عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى في
كتابه : " ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود " إلى قوله : " اولئك الذين آتيناهم
الكتاب والحكم والنبوة " إلى قوله : " بها بكافرين ( 4 ) " فإنه من وكل بالفضل
من أهل بيته والاخوان والذرية وهو قول الله إن يكفر به امتك يقول : فقد وكلت
أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبدا ، ولا اضيع الايمان الذي
أرسلتك به ، وجعلت من أهل بيتك بعدك علماء منك ، وولاة أمري بعدك ، وأهل
استنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء ( 6 ) .
9 - شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " ولا تتخذوا
إلهين اثنين ، إنما هو إله واحد " يعني بذلك ولا تتخذوا إمامين ، إنما هو إمام
واحد ( 6 ) .
10 - قب : أبوبصير عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : " قل إنما أنا بشر
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى ص 584 والاية في سورة غافر : 12 .
( 2 ) يس : 60 .
( 3 ) التوبة : 31 .
( 4 ) الانعام : 84 - 89 .
( 5 ) تفسير العياشى 1 : 369 فيه : [ علماء امتك ] وفيه : علم الدين الذى .
( 6 ) تفسير العياشى : 2 : 261 . والاية في النحل : 51 بدون العاطف ( * )
[358]
مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ( 1 ) " الوصية لعلي
عليه السلام بعدي ، نزلت ( 2 ) مشددة .
11 - الباقر عليه السلام في قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل
على محمد صلى الله عليه وآله : " فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 3 ) " الوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله
والامام بعده ( 4 ) .
12 - وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : " ومن يبتغ غلى الاسلام دينا فلن -
يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " قال عليه السلام : غير التسليم لولايتنا ( 5 ) .
13 - وعنه عليه السلام في قوله تعالى : " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم "
يعني أمير المؤمنين عليه السلام " وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " بغضنا لمن خالف
رسول الله صلى الله عليه وآله وخالفنا ( 6 ) .
14 - وعن ابن عباس في قوله تعالى : " أم حسب الذين اجترحوا السيئات
أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " عنى بني عبدالمطلب ( 7 ) .
15 - وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى : " والذين هم من خشية ربهم مشفقون "
إلى قوله : " راجعون ( 8 ) " نزلت في علي عليه السلام ، ثم جرت في المؤمنين وشيعته هم
المؤمنون حقا ( 9 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر والمصحف الشريف سورة الانبياء :
108 قل انما يوحى إلى انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون .
( 2 ) اى مسلمون .
( 3 ) البقرة : 132 .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 207 .
( 5 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 403 . والاية في سورة آل عمران : 85 .
( 6 ) مناقب آل ابى طالب : 3 : 343 والاية في سورة الحجرات : 8 .
( 7 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 444 . والاية في سورة الجاثية : 21 .
( 8 ) المؤمنون : 57 - 60 والصحيح : ان الذين هم .
( 9 ) مناقب آل ابى طالب 3 : 485 . ( * )
[359]
16 - نى : الكليني عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمرو
ابن ثابت عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " ومن الناس من
يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " قال : هم أولياء فلان وفلان اتخذوهم
أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، وكذلك قال : " ولو يرى الذين
ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين
اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا
لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا " الآية ، ثم قال أبوجعفر عليه السلام :
هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم ( 1 ) .
بيان : المشهور بين المفسرين أن المراد بالانداد الاوثان ، وقال السدي :
هم رؤساؤهم الذين يطيعونهم طاعة الارباب ، كما فسره عليه السلام ، ويؤيده ضمير
" يحبونهم " .
قال الطبرسي : وقوله : " يحبونهم " على هذا القول الاخير أدل ، لانه
يبعد أن يحبوا الاوثان كحب الله مع علمهم بأنها لا تضر ولا تنفع ، ويدل أيضا
عليه قوله : " إذ تبرأ الذين اتبعوا ( 2 ) " .
والامام عليه السلام إنما استشهد بهذا الوجه لانه قد يقع إرجاع ضمير ذوي
العقول على الاصنام وإن كان على خلاف الاصل .
وقال الطبرسي : معنى حبهم حب عبادتهم ، أو القرب إليهم ، أو الانقياد لهم
أو جميع ذلك كحب الله ، أو كحب المؤمنين لله ، أو كحب المشركين له ، أو كالحب
الواحب عليهم لله ( 3 ) .
وبعد ذلك في القرآن : " والذين آمنوا أشد حبا لله " قال : يعني حب
المؤمنين فوق حق هؤلاء لاخلاصهم العبادة من الشرك ، ولعلمهم بأنه المنعم عليهم
والمربي لهم ، ولعلمهم بالصفات العلى والاسماء الحسنى ، وأنه الحكيم الخبير
* ( هامش ) * ( 1 ) غيبة النعمانى ص 64 ، والايات في البقرة : 165 - 167 .
( 2 و 3 ) مجمع البيان 1 : 249 . ( * )
[360]
الذي لا مثل له ولا نظير .
أقول : على تفسيره عليه السلام يحتمل أن يكون المراد كحب أولياء الله وخلفائه
وكذا قوله : " أشد حبا لله " لما ورد في الاخبار أن الله خلطهم بنفسه فجعل طاعتهم
طاعته ، ومعصيتهم معصيته ، ونسب إلى نفسه سبحانه ما ينسب إليهم " ولو يرى الذين
ظلموا " أي يبصروا ، وقيل : يعلموا ، وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب بالتاء
فالخطاب عام " أن القوة لله جميا " ساد مسد مفعولي يرى وجواب لو محذوف
وقيل : هو متعلق الجواب ، والمفعولان محذوفان ، والتقدير ولو يرى الذين ظلموا
أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله جميعا .
وأقول : يحتمل أن يكون المراد أن القوة لاولياء الله كما مر " إذا تبرأ
الذين اتبعوا " بدل من " إذ يرون " ورأوا العذاب حال باضمار قد ، والاسباب
الوصل الذي كانت بينهم من الاتباع والانفاق في الدين والاغراض الداعية إلى
ذلك " لو أن لنا كرة " أي رجعة إلى الدنيا ، وهو ( 1 ) للتمني " حسرات عليهم "
أي ندامات ، ويدل الخبر على كفر المخالفين وخلودهم في النار .
17 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي ( 2 )
عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام في قوله تعالى : " ومن يعمل
من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما " قال : مؤمن بمحبة آل محمد
صلى الله عليه وآله ومبغض لعدوهم ( 3 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : و " لو " للتمنى .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 159 و 160 . فيه : " محمد بن حماد عن احمد بن اسماعيل
العلوى عن عيسى بن داود عن ابى الحسن موسى بن جعفر عن ابيه صلوات الله عليهم .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 207 قال : سمعت ابى يقول ورجل يسأله عن قول الله عز و
جل : " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من اذن له الرحمن ورضى له قولا " قال : لا ينال شفاعة
محمد الا من اذن له بطاعة آل محمد ورضى قولا وعملا فيهم فحى على مودتهم ومات عليها
فرضى الله قوله وعمله فيهم ، ثم قال : " وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما " ( * )
[361]
بيان : الهضم : النقص .
18 - كنز : روى علي بن أسباط عن إبراهيم الجعفري عن أبي الجارود
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون " قال :
أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد ( 1 ) .
19 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن سهل العطار عن أبيه عن جده على
بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين ( 2 ) عليهم السلام قال : قال لي رسول
الله صلى الله عليه وآله : يا علي ما بين من يحبك وبين أن يرى ما تقربه عيناه ( 3 ) إلا أن يعاين
الموت ، ثم تلا : " ربنا أخرجنا نعمل صابحا غير الذي كنا نعمل " يعني ان أعداءنا
إذا دخلوا النار قالوا : ربنا أخرجنا نعمل صالحا في ولاية علي عليه السلام غير الذي كنا
نعمل في عداوته ، فيقال لهم في الجواب : " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و
جاءكم النذير " وهو النبي صلى الله عليه وآله " فذوقوا فما للظالمين " لآل محمد صلى الله عليه وآله " من
نصير " ينصرهم ولا ينجيهم منه ولا يحجبهم عنه ( 4 ) .
2 - كنز : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما السلام أنه قال : أنتم الذين
* ( هامش ) * ال محمد : كذا نزلت ، ثم قال : " ومن يعمل اه " أقول : الايات في سورة طه : 109 - 112
قوله : " ظلما آل محمد " لعله مصحف ظلما من آل محمد ، وقوله : كذا نزلت أى كذا اريد
من الاية وقد سبق نظائرها .
( 1 ) كنز جامع الفوائد : 207 والاية في سورة النمل : 61 ، ومعنى الحديث انه
كما لا يجوز أن يكون اله مع الله كذلك لا يجوز أن يكون امام هدى مع امام ضلال من الله


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 361 سطر 19 الى ص 369 سطر 18

تعالى في قرن واحد ، لان الهدى والضلالة لا يجتمعان من الله في زمن من الازمان .
( 2 ) في المصدر : " محمد بن سهل العطار عن عمر بن عبدالجبار عن ابيه عن على بن
الحسين عن أبيه عن على صلوات الله عليهم اجمعين " أقول : لعل الصحيح : عمر بن عبد الجبار
عن ابيه عن على بن جعفر عن اخيه موسى عن ابيه جعفر بن محمد عن محمد بن على عن على
ابن الحسين .
( 3 ) في المصدر . ما بين من يحبك وبين ان يقر عيناه .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 254 . والاية في سورة فاطر : 37 . ( * )
[362]
اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ، ومن أطاع جبارا فقد عبده ( 1 ) .
21 - كنز : محمد بن العباس عن محمد الحسني ( 2 ) عن إدريس بن زياد عن
حنان بن سدير عن أبيه قال : سمعت صامتا بياع الهروي وقد سأل أبا جعفر عليه السلام
عن المرجئة فقال : صل معهم واشهد جنائزهم وعد مرضاهم ، وإذا ماتوا فلا تستغفر
لهم ، فإنا إذا ذكرنا عندهم اشمأزت قلوبهم ، وإذا ذكر الذين من دوننا إذا هم
يستبشرون ( 3 ) .
بيان : قوله عليه السلام : فإنا إذا ذكرنا الخ تأويل لقوله تعالى : " وإذا ذكر
الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا
هم يستبشرون ( 4 ) " والاشمئزاز : الانقباض والنفرة .
22 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن مسلم ( 5 ) عن جعفر
ابن عبدالله المحمدي عن الحسن بن إسماعيل الافطس عن أبي موسى المشرقاني
قال : كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين فسألوه عن قول الله عزوجل : " لئن
أشركت ليحبطن عملك " فقال : ليس حيث تذهبون ، إن الله عزوجل حيث أوحى
إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقيم عليا عليه السلام للناس علما اندس إليه معاذ بن جبل فقال :
أشرك في ولايته ( 6 ) حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك ، فلما أنزل الله عز
وجل " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ( 7 ) " شكى رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى جبرئيل فقال : إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني ، فأنزل الله عزوجل :
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 269 .
( 2 ) في المصدر محمد بن الحسينى ولعل الصحيح : جعفر بن محمد الحسنى ، كما
يأتى .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 271 .
( 4 ) الزمر : 45 .
( 5 ) في المصدر : عبيد بن سالم وفيه : المشرفانى .
( 6 ) في المصدر : اشرك في ولايته الاول والثانى .
( 7 ) المائدة : 67 . ( * )
[363]
" لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ( 1 ) " ففي هذا نزلت هذه
الآية ، ولم يكن الله ليبعث رسولا إلى العالم وهو صاحب الشفاعة في العصاة يخاف
أن يشرك بربه كان رسول الله صلى الله عليه وآله أوثق عند الله من أن يقول له : لئن أشركت بي
وهو جاء بإبطال الشرك ، ورفض الاصنام ، وما عبد مع الله ، وإنما عنى تشرك
في والولاية من الرجال فهذه معناه ( 2 ) .
بيان : الدس : الاخفاء ، والدسيس : من تدسه ليأتيك بالاخبار
23 - كنز : روي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : قول الله عزوجل : " وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا
أنهم أصحاب النار " يعني بني امية هم الذين كفروا هم أصحاب النار ، ثم قال :
" الذين يحملون العرش " يعني الرسول والاوصياء من بعده عليهم السلام يحملون علم الله
ثم قال : " ومن حوله " يعني الملائكة " يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين
آمنوا ( 3 ) " وهم شيعة آل محمد عليهم السلام يقولون : " ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما
فاغفر للذين تابوا " من ولاية هؤلاء وبني امية " واتبعوا سبيلك " وهو أمير المؤمنين
عليه السلام " وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن
صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات "
والسيئات بنو امية وغيرهم وشيعتهم ، ثم قال : " إن الذين كفروا " يعني بنو -
امية " ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون "
ثم قال : " ذلكم بأنه إذا رعي الله " بولاية علي عليه السلام " وحدهه كفرتم وإن يشرك
به " يعني بعلي عليه السلام " تؤمنوا " أي إذا ذكر إمام غيره تؤمنوا به " فالحكم لله
العلي الكبير ( 4 ) "
* ( هامش ) * ( 1 ) الزمر : 65 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 274 فيه : وانما عنى بشرك من الرجال في ولاية من الرجال .
( 3 ) فيه تلخيص ، والاية هكذا : " يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به يستغفرون للذين
آمنوا " .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 277 . والايات في سورة غافر ، 7 - 12 . ( * )
[364]
24 - كنز : عن محمد البرقي عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبدالحميد عن
الحسن بن الحسين عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " ذلكم بأنه إذا دعي الله
وحده كفرتم " بأن لعلي ولاية " وإن يشرك به " من ليست له ولاية " تؤمنوا
فالحكم لله العلي الكبير " ( 1 ) .
25 - وروى البرقي أيضا عن ابن اذينة عن زيد بن الحسن قال : سألت
أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "
فقال : فأجابهم الله تعالى : " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده " وأهل الولاية " كفرتم "
بأنه كانت لهم ولاية " وإن يشرك به " من ليست لا ولاية " تؤمنوا " وإن له ولاية ( 2 )
" فالحكم الله العلي الكبير " ( 3 ) .
26 - قال : وروى بعض أصحابنا عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله عزوجل : " الذين يحملون العرش ومن حوله " قال : يعني الملائكة
" يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا " يعني شيعة محمد وآل محمد عليهم السلام
" ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا " من ولاية الطواغيت الثلاثة
ومن بني امية " واتبعوا سبيلك " يعني ولاية علي عليه السلام وهو السبيل ، وهو قوله
تعالى ( 4 ) : " وقهم السيئات " يعني الثلاثة " ومن تق السيئات يومئذ وقد رحمته "
وقوله تعالى : " إن الذين كفروا " يعني بني امية " ينادون لمقت الله أكبر من
مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان " يعني إلى ولاية علي عليه السلام وهي الايمان
" فتكفرون " ( 5 ) .
( 1 ) كنز جامع الفوايد : 277 . والاية في سورة غافر : 12 .
( 2 ) في المخطوطة : [ بان له ولاية ] وفى الصمدر : من ليست لهم ولاية " تؤمنوا "
وان لم يكن لهم ولاية .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 277 - 278 . والايتان في سورة غافر : 11 و 12 .
( 4 ) في المخطوطة : وقوله .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 278 . والايات في غافر : 7 - 10 . ( * )
[365]
27 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير
عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز
وجل : " فأقم وجهك للذين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال : هي
الولاية ( 1 )
28 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن أسباط عن علي بن محمد عن علي بن
أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال : قال الله عزوجل : " فلنذيقن
الذين كفروا " بتركهم ولاية علي عليه السلام " عذابا شديدا " في الدنيا " ولنجزينهم
أسوأ الذي كانوا يعملون " في الآخرة " ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد
جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون " والآيات الائمة عليهم السلام ( 2 ) .
29 - كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسني عن إدريس بن زياد
الحناط عن أحمد بن عبد الرحمان الخراساني عن يزيد بن إبراهيم عن أبي حبيب
النساجي ( 3 ) عن أبي عبدالله عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام في قوله تعالى :
" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " قال : نحن الذين شرع الله لنا دينه في
كتابه ، وذلك قوله عزوجل : " شرع لكم " يا آل محمد " من الدين ما وصى به
نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين "
يا آل محمد " ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من ولاية علي
عليه السلام " الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب " أي من يجيبك إلى
ولاية علي عليه السلام ( 4 ) .
30 - كنز : محمد بن همام عن عبدالله بن جعفر عن عبدالله القصباني عن ابن
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 224 : فيه : [ محمد بن العباس قال : حدثنا احمد بن الحسن
المالكى عن محمد بن عيسى عن الحسن بن سعيد ] والاية في الروم : 30
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 279 والايتان في سورة فصلت : 27 و 28 .
( 3 ) في نسخة : [ النتاجى ] وفى اخرى [ الناجى ] وفى المصدر : [ النشاجى ] ولعل
الصحيح : النباجى ، والرجل هو ناجية بن ابى عمارة ابوحبيب الصيداوى الاسدى .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 284 . والاية في الشورى : 13 . ( * )
[366]
أبي نجران قال : كتب الرضا عليه الصلوة والسلام إلى عبدالله بن جندب وأقرأنيها
رسالة قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : نحن أولى الناس بالله عزوجل ، ونحن
أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال في كتابه : " شرع لكم
من الدين " يا آل محمد " ما وصى به نوحا " فقد وصانا بما وصى به نوحا " والذي
أوحينا إليك " يا محمد " وما وصينا به إبراهيم " وإسماعيل وإسحاق ويعقوب " و
موسى وعيسى " فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا ( 1 ) ، فنحن ورثة الانبياء ونحن
ورثة اولي العزم من الرسل " أن أقيموا الدين " يا آل محمد " ولا تتفرقوا فيه " و
كونوا على جماعة " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من ولاية علي عليه السلام إن
" الله " تعالى يا محمد " يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب " من يجيبك إلى ولاية
علي عليه السلام ( 2 ) .
بيان : في المصحف : " ما وصينا به إبراهيم وموسى " وكذا في الكافي أيضا
وكأنه زيد ما بينهما هنا من النساخ .
31 - كنز : محمد بن العباس عن المنذر بن محمد عن أبيه عن عمه الحسين بن سعيد
عن أبان بن تغلب عن علي بن محمد بن بشر ( 3 ) قال : قال محمد بن الحنفية عليه السلام :
إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في أيمن قلب المؤمن ومن كتبه الله في قلبه لا
يستطيع أحد محوه ، أما سمعت الله تعالى يقول : " اولئك كتب في قلوبهم الايمان "
فحبنا أهل البيت الايمان ( 4 ) .
32 - فر : محمد بن علي عن الحسن بن جعفر بن إسماعيل عن أبي موسى
عمران بن عبدالله عن عبدالله بن عبيد الفارسي عن محمد بن علي عن أبي عبدالله عليه السلام
في قوله تعالى : " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة " قال : صبغة المؤمنين ( 5 ) بالولاية
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ما استودعنا .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 284 . والاية في الشورى : 13 .
( 3 ) في المصدر : على بن محمد بن بشير .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 335 . والاية المجادلة : 22 .
( 5 ) في المصدر : صبغة امير المؤمنين . ( * )
[367]
في الميثاق ، وقال : نزل قوله تعالى : " مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات
الله " في علي بن أبي طالب عليهما السلام ( 1 ) .
33 - كنز : محمد بن العباس عن الحسن بن علي بن زكريا بن عاصم عن
الهيثم عن عبدالله الرمادي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام في قوله عزوجل : " أرأيت
الذي يكذب بالدين " قال : بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
34 - وروى محمد بن جمهور عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي جميلة عن أبي
اسامة عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " أرأيت الذي يكذب بالدين "
قال : بالولاية ( 3 ) .
35 - فر : باسناده عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون " قال عليه السلام
يا أبان أنتم تقولون ، هو الشرك بالله ، ونحن نقول : هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيته ، لانهم لم يشركوا ( 4 ) بالله طرفة عين قط و
لم يعبدوا اللات والعزى ، وهو أول من صلى مع النبي ، وهو أول من صدقه
فهذه الآية نزلت فيه ( 5 ) .
36 - فر : محمد بن القاسم بن عبيد رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى :
" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : تدري فيمن نزلت ؟ قال : الله ورسوله
أعلم ، قال : فيمن صدق بي ، وآمن بي ، وأحبك وعترتك من بعدك ، وسلم لك
الامر والائمة من بعدك ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 13 والاية الاولى في البقرة : 138 ، والثانية فيها ايضا في 265
( 2 و 3 ) كنز جامع الفوائد : 407 والاية في سورة الماعون : 1 .
( 4 ) في نسخة : " لانه لم يشرك " وفى المصدر : نزلت في على بن ابى طالب عليه السلام
لانه لم يشرك . وفيه : لم يعبد . وفيه : مع النبى صلى الله عليه وآله القبلة .
( 5 ) تفسير فرات : 41 . والاية في الانعام : 82 .
( 6 ) تفسير فرات : 76 فيه : [ وللائمة ] والاية في سورة الرعد : 28 . ( * )
[368]
37 - فر : عبيد بن كثير عن محمد بن إسماعيل الاحمسي عن مفضل بن صالح
وعبدالرحمان بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : حبنا إيمان ، و
بغضنا كفر ، ثم قرأ هذة الآية ، ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ( 1 ) .
38 - قب : أبوحمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " إنكم لفي قول
مختلف " في أمر الولاية " يؤفك عنه من افك " قال : من افك عن الولاية افك عن
الجنة ( 2 ) .
39 - كا : علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن زرارة قال : حدثني
أبوالخطاب في أحسن ما يكون حالا قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز
وجل : " وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة " فإذا
ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون
بالآخرة ، وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون ( 3 ) .
40 - فس : جعفر بن أحمد ( 4 ) عن عبدالله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه عن
أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " فماله من قوة ولا ناصر " قال : ما
له من قوة يقوى بها على خالقه ، ولا ناصر من الله ينصره إن إراد به سوءا ، قلت :
" إنهم يكيدون كيدا " قال : كادوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكادوا عليا عليه السلام ، وكادوا
فاطمة عليها السلام ، وقال الله : يا محمد " إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا * فمهل الكافرين
أمهلهم رويدا " لوقت ( 5 ) بعث القائم عليه السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من
قريش وبني امية وسائر الناس ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير فرات : 162 . والاية في سورة الحجرات : 7 .
( 2 ) مناقب آل ابيطالب 2 : 292 . والاية في الذاريات : 8 و 9 .
( 3 ) روضة الكافى : 304 . والاية في سورة الزمر : 45 .
( 4 ) في نسخة : جعفر بن محمد .
( 5 ) في نسخة وفى المصدر : إلى وقت .
( 6 ) تفسير القمى : 721 . والايات في الطارق : 10 - 15 - 17 . ( * )
[369]
41 - فس : " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " يعني قريشا
" والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " قال : هم كفرهم حتى تأتيهم البينة ( 1 ) .
42 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : البينة محمد ( 2 ) " إن
الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم " قال : انزل عليهم القرآن
فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين " اولئك هم شر البرية ( 3 ) إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " قال : نزلت في آل محمد عليهم السلام ( 4 ) .
43 - كنز : روى محمد بن خالد البرقي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب "
قال : هم مكذبوا الشيعة ، لان الكتاب هو الآيات ، وأهل الكتاب الشيعة ، وقوله :
" والمشركين منفكين " يعني المرجئة " حتى تأتيهم البينة " قال : يتضح لهم الحق
وقوله : " رسول من الله " يعني محمدا صلى الله عليه وآله " يتلو صحفا مطهرة " يعني يدل على
اولي الامر من بعده وهم الائمة عليهم السلام وهم الصحف المطهرة ، وقوله : " فيها
كتب قيمة " أي عندهم الحق المبين ، وقوله : " وما تفرق الذين اوتوا الكتاب "
يعني مكذبوا الشيعة ، وقوله : " إلا من بعدما جاءتهم البينة " أي بعدما جاءهم الحق
" وما امروا " هؤلاء الاصناف " إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " والاخلاص الايمان
بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام ، وقوله : " ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة "
فالصلاة والزكاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " وذلك دين القيمة " قال :
هي فاطمة عليها السلام ، وقوله : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " قال : الذين آمنوا


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 369 سطر 19 الى ص 377 سطر 18

بالله وبرسوله وباولي الامر وأطاعوهم بما أمروهم به فذلك هو الايمان والعمل
الصالح ، وقوله : " رضي الله عنهم ورضوا عنه " قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : الله راض
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 732 فيه : " من اهل الكتاب والمشركين منفكين " يعنى قريشا
قال : هم في كفرهم " حتى تأتيهم البينة " والاية في سورة البينة : 1 .
( 2 ) في المصدر : وقوله : إن اه أقول : لعله من كلام على بن إبراهيم راجعه .
( 3 ) في المصدر : وقوله : ان .
( 4 ) تفسير القمى : 732 والايات في سورة البينة : 1 و 6 و 7 . ( * )
[370]
عن المؤمن في الدنيا والآخرة ، والمؤمن وإن كان راضيا عن الله فإن في قلبه ما
فيه لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص ، فإذا عاين الثواب يوم القيامة رضي عن
الله الحق حق الرضا وهو قوله : " ورضوا عنه " وقوله : " ذلك لمن خشي ربه "
أي أطاع ربه ( 1 ) .
44 - وروى ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله في
قوله عزوجل : " دين القيمة " قال : إنما هو ذلك دين القائم عليه السلام ( 2 ) .
بيان : لعل المعنى أن نظير أهل الكتاب والمشركين في أمر النبوة هؤلاء
في الامامة ، ولعل المراد حينئذ بإتيان البينة ظهور أمره صلى الله عليه وآله في زمن القائم عليه السلام
وتفسير القيمة بها يصحح الاضافة من غير تكلف .
45 - فس : " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و
الطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا " قال : نزلت
في اليهود حين سألهم مشركوا العرب فقالوا : أديننا أفضل أم دين محمد ؟ قالوا : بل
دينكم أفضل .
وقد روي فيه أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد صلى الله عليه وآله حقهم وحسدوا
منزلتهم فقال الله : " اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم
نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا " يعني النقطة التي في ظهر النواة ، ثم
قال : " أم يحسدون الناس " يعني بالناس هيهنا أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام " على
ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم عظيما "
وهي الخلافة بعد النبوة وهم الائمة عليهم السلام ( 3 ) .
46 - فس : " واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به " قال : لما
أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم بالولاية قالوا : سمعنا وأطعنا ثم نقضوا ميثاقه ( 4 ) .
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) كنز جامع الفوائد : 399 .
( 3 ) تفسير القمى : 128 والايات في سورد النساء : 51 - 54 .
( 4 ) تفسير القمى : 151 والاية في سورة المائدة ، 7 . ( * )
[371]
بيان : قال الطبرسي رحمه الله : وقيل في الميثاق أقوال : أحدها أن معناه ما أخذ
عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله عند إسلامهم وبيعتهم بأن يطيعوا الله في كل ما يفرضه عليهم
وثانيها أنه ما بين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات وكيفية الطهارة
وفرض الولاية وغير ذلك ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام .
وثالثها : أنه بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، ورابعها أنه ميثاق الارواح ( 1 ) .
47 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " ومنهم من
يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين " فهم أعداء محمد وآل محمد من
بعده ( 2 ) .
بيان : أي المراد بالمفسدين أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله الغاصبون حقوقهم ، فإن بهم
ظهر الفساد في البر والبحر .
48 - كنز : قال مؤلف نهج الامامة : روى صاحب شرح الاخبار بإسناد
يرفعه قال : قال أبوجعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " ووصى بها إبراهيم بنيه و
يعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " بولاية
علي عليه السلام ( 3 ) .
49 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى الخشاب
عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله
عزوجل : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال : بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله من
الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان فهو الملبس بالظلم ( 4 ) .
50 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم
الصحاف قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " فمنكم مؤمن ومنكم كافر "
* ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 3 : 167 و 168 .
( 2 ) تفسير القمى : 288 والاية في سورة يونس : 40 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 34 . والاية في البقرة : 132 .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 413 . ( * )
[372]
فقال : عرف الله إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم
وهم ذر ( 1 ) .
بيان : أقول في القرآن هكذا : " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ( 2 ) "
ولعله من النساخ ، أو كان في مصحفهم عليهم السلام هكذا ، أو نقل بالمعنى من الراوي
والاول أظهر لانه روى الكليني عن الصحاف بسند آخر موافقنا لما في المصاحف
كما سيأتي ، وقيل : إنما قدم الكافر لانهم أكثر ، والمعنى أنه يصير كافرا ، أو في
علم الله أنه كافر ، والظاهر أن تأويله عليه السلام يرجع إلى الثاني ، أي في تكليفهم
الاول وهم ذر كان يعرف من يؤمن ومن لا يؤمن ، فكيف عند خلق الاجساد ، و
على هذا يقرأ " عرف " على بناء المجرد ، ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل أيضا
وإن كان بعيدا ، فالمراد بالخق خلق الاجساد ، والمعنى أنه حين خلقكم كان بعضكم
كافرا لكفره في الذر وبعضكم مؤمنا لايمانه في الذر ، والذر جمع ذره ، وهي صغار
النمل ، مائة منها وزن حبة شعير ، ويطلق على ما يرى في شعاع الشمس ، وسيأتي
أنه أخرج ذرية آدم من صلبه فبثهم كالذر وجعل الارواح متعلقة بها ، وأخذ عليها
الميثاق فقوله : في صلب آدم يعني كونها قبل ذلك أجزاء من صلب آدم ، وإن أمكن
أن يكون الميثاق مرتين .
51 - كا : علي بن إبراهيم عن أحمد البرقى عن أبيه عن محمد بن سنان عن
عمار بن مروان عن منخل ( 3 ) عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل
بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله ( 4 ) : " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله "
في علي عليه السلام " بغيا " ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى : 413 و 426 .
( 2 ) التغابن : 3 .
( 3 ) منخل وزان اسم المفعول من التفعيل هو المنخل بن جميل الاسدى بياع الجوارى
قال النجاشى : ضعيف فاسد الرواية .
( 4 ) في المصدر : على محمد صلى الله عليه وآله هكذا .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 417 . والاية في البقرة : 90 . ( * )
[373]
وقال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا : " وإن كنتم في
ريب مما نزلنا على عبدنا " في علي عليه السلام " فأتوا بسورة من مثله " ( 1 ) .
وقال : نزل بهذه الآية هكذا : " يا أيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما
أنزلنا " في علي عليه السلام " نورا مبينا ( 2 ) " .
بيان : قوله : " على عبدنا في علي عليه السلام " لعله كان شكهم فيما يتلوه صلى الله عليه وآله
في شأن علي عليه السلام فرد الله عليهم بأن القرآن معجز لا يمكن أن يكون من عند
غيره ، وأما الآية الثالثة فصدرها في أوائل سورة النساء هكذا : " يا أيها الذين اوتوا
الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ( 3 ) " وآخرها في آخر تلك السورة هكذا :
" يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ( 4 ) " ولعله
سقط من الخبر شئ ، وكان اسمه عليه السلام في الموضعين فسقط آخر الاولى ، وأول
الثانية من البين ، أو كان في مصحفهم عليهم السلام ، إحدى الآيتين كذلك ، ولا يتوهم أن
قوله : " مصدقا لما معكم " في الاولى ينافي ذلك ، إذ يمكن أن يكون على هذا الوجه
أيضا الخطاب إلى أهل الكتاب ، فإنهم كانوا مبغضين لعلي عليه السلام ، لكثرة ما قتل منهم
أبين عن قبول ولايته ، وكان اسمه عليه السلام مثبتا عندهم في كتبهم كاسم النبي صلى الله عليه وآله ، و
كذا قوله : " اوتوا الكتاب " وإن احتمل أن يكون المراد بالكتاب القرآن .
52 - كا : علي بن محمد عن البرقي عن أبيه عن أبي طالب عن يونس بن
بكار عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به " في
علي عليه السلام " لكان خيرا لهم " ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 417 . ذكره الكلينى بالاسناد الاول ، واسقط المصنف الاسناد
للاختصار . والاية في سورة البقرة : 23 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 417 .
( 3 ) النساء : 47 .
( 4 ) النساء : 174 .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 417 . والاية في سورة النساء : 69 . ( * )
[374]
كا : أحمد بن مهران عن عبدالعظيم الحسني ، عن بكار مثله ( 1 ) .
بيان : قبل هذه الآية : " لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( 2 ) " وقد ورد
في الاخبار أن المخاطب في الآيتين أمير المؤمنين عليه السلام بقرينة ، واستغفر لهم الرسول
فيحتمل أن يكون ما يوعظون به إشارة إلى هذا ، ويحتمل التنزيل والتأويل .
53 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن عبدالله بن إدريس عن محمد بن سنان
عن المفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : " بل تؤثرون الحياة الدنيا " قال :
ولايتهم " والآخرة خير وأبقى " قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام " إن هذا لفي
الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى " ( 3 ) .
54 - كا : أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمار بن
مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : " جاءكم " محمد صلى الله عليه وآله ( 4 ) " بما
لا تهوى أنفسكم " بموالاة علي عليه السلام ف " استكبرتم ففريقا " من آل محمد صلى الله عليه وآله
" كذبتم وفريقا تقتلون " ( 5 ) .
بيان : في القرآن هكذا : " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم
ففريقا كذبتم " فلعله عليه السلام ذكر مفاد ( 6 ) الآية ، أو كان في مصحفهم عليهم السلام هكذا .
55 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبدالله بن إدريس عن محمد بن
سنان عن الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل : " كبر على المشركين " بولاية علي
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 424 .
( 2 ) النساء : 64 و 65 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 418 . والايات في سورة الاعلى : 16 - 19 .
( 4 ) في المصدر : افكلما جاءكم محمد .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 414 . والاية في سورة البقرة : 87 .
( 6 ) بل كان النسخة التى عنده قدس سره ناقصة ، والا فقد عرفت ان الموجود في المصدر
يوافق ذلك . ( * )
[375]
" ما تدعوهم إليه " يا محمد من ولاية علي هكذا في الكاب مخطوطة ( 1 ) .
56 - كا : علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن
علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " فأقم وجهك
للدين حنيفا " قال : هي الولاية ( 2 ) .
57 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلي بن عبدالله عن
علي بن حسان عن عبدالله بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : " إن الذين
آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ( 3 ) * لن تقبل توبتهم ( 4 ) "
قال : نزلت في فلان وفلان وفلان آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الامر ، وكفروا حيث
عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم آمنوا
بالبيعة لامير المؤمنين عليه السلام ، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا
بالبيعة ، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من
الايمان شئ ( 5 ) .
58 - وبهذا الاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : " إن الذين
ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى " فلان وفلان وفلان ، ارتدوا عن
الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت قوله تعالى : " ذلك بأنهم قالوا للذين
كرهوا ما نزل الله ( 6 ) سنطيعكم في بعض الامر " قال : نزلت والله فيهما وفي أتباعهما
وهو قول الله عزوجل الذين نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله : " ذلك بأنهم
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 418 والاية في الشورى : 13 . قوله : مخطوطة ، أى هكذا كان
تفسيرها في الكتاب مخطوطة
( 2 ) اصول الكافى 1 : 418 و 419 والاية في سورة مريم : 30 .
( 3 و 4 ) جمع عليه السلام بين آيتين ، احدهما آية 137 من سورة النساء ، والثانية آية
90 من آل عمران ، تنبيها على ان الايتين موردهما ومفادهما واحد ، ولم يكن الله ليقبل توبتهم
ويغفر لهم بعدما زادوا كفرا .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 420 فيه : فهذا على مولاه .
( 6 ) في نسخة الكمبانى : ما نزل الله في على . ( * )
[376]
قالوا للذين كرهوا ما نزل الله " في علي عليه السلام " سنطيعكم في بعض الامر ( 1 ) " قال :
دعوا بني امية إلى ميثاهم ألا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من
الخمس شيئا ، وقالوا : إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شئ ، ولا يبالوا ( 2 ) ألا
يكون الامر فيهم ، فقالوا : سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا إليه ، وهو الخمس
ألا نعطيهم منه شيئا ، وقوله : " كرهوا ما نزل الله " والذي نزل الله ما افترض على
خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معهم أبوعبيدة ، وكان كاتبهم ، فأنزل الله :
" أم أبرموا أمرا فانا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ( 3 ) " .
الآية ( 4 ) .
59 - وبهذا الاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم "
قال عليه السلام : نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم
بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه ، فبعدا
للقوم الظالمين ( 5 ) .
بيان : قوله : " إن الذين آمنوا " أقول : الاية في سورة النساء هكذا : " إن
الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر
لهم ولا ليهديهم سبيلا " ( 6 ) وفي سورة آل عمران هكذا : " إن الذين كفروا بعد
إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون " ولعله عليه السلام ضم
جزء من إحدى الآيتين إلى جزء من الاخرى لبيان اتحاد مفادهما ، ويحتمل أن
يكون في مصحفهم عليهم السلام هكذا ، والظاهر أن المراد بالايمان في الموضعين الاقرار
* ( هامش ) * ( 1 ) سورة محمد : 25 و 26 .
( 2 ) في المصدر : ولم يبالوا .
( 3 ) الزخرف : 79 و 80 .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 420 و 421 .
( 5 ) اصول الكافى 1 : 421 . والاية في سورة الحج : 25 .
( 6 ) في النسخة المخطوطة زاد بعد ذلك : وليس فيها من تقبل توبتهم نعم هو في آية
اخرى في سورة آل عمران وهى هكذا . ( * )
[377]
باللسان فقط ، وبالكفر الانكار باللسان أيضا ، كما صرح به في تفسير علي بن
إبراهيم ( 1 ) .
قوله عليه السلام : بأخذهم من بايعه بالبيعة ، لعل المراد بالموصول أمير المؤمنين
عليه السلام ، والمستتر في قوله : بايعه ، راجع إلى أبي بكر ، والبارز إلى الموصول
ويحتمل أن يكون المستتر راجعا إلى الموصول ، والبارز إليه عليه السلام ، أي أخذوا
الذين بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير بالبيعة لابي بكر ، ولعله أظهر ، قوله
فلان وفلان وفلان ، هذه الكنايات يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بها
بعض بني امية كعثمان وأبي سفيان ومعاوية ، فالمراد بالذين كرهوا ما نزل الله
أبوبكر وعمر وأبوعبيدة ، إذ ظاهر السياق أن فاعل " قالوا " الضمير الراجع
إلى " الذين ارتدوا " والثاني أن يكون المراد بالكنايات أبا بكر وعمر وأبا عبيدة
وضمير " قالوا " راجعا إلى بني امية بقرينة كانت عند النزول ، والمراد بالذين
كرهوا الذين ارتدوا فيكون من قبيل وضع المظهر في موضع المضمر ، نزلت والله
فيهما . أي في أبي بكر وعمر ، وهو تفسير للذين كرهوا .
وقوله : وهو قول الله ، تفسير لما نزل الله ، وضمير " دعوا " راجع إليهما
وأتباعهما ، " وقالوا " أي وهما وأتباعهما .
قوله : في بعض الامر ، لعلهم لم يجترؤا أن يبايعوهم في منع الولاية فبايعوهم
في منع الخمس ، ثم أطاعوهم في الامرين جميعا ، ولا يبعد أن تكون كلمة " في " على
هذا التأويل تعليلية ، أي نطيعكم بسبب الخمس لتعطونا منه شيئا . وقوله : كرهوا


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 377 سطر 19 الى ص 385 سطر 18

ما نزل الله ، إعادة للكلام السابق لبيان أن ما نزل الله في علي عليه السلام هو الولاية ، إذ
لم يظهر ذلك مما سبق صريحا ، ولعله زيدت الواو في قوله " والذي " من النساخ ، وقيل
* ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 144 . قال فيه : نزلت في الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه و
آله اقرارا لا تصديقا ثم كفروا ، كتب الكتاب فيما بينهم الا يردوا الامر إلى اهل بيته ابدا
فلما نزلت الولاية واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم لامير المؤمنين آمنوا
اقرارا لا تصديقا فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله كفروا وازدادوا كفرا . ( * )
[378]
قوله مرفوع على قول الله من قبيل عطف التفسير فإنه لا تصريح في المعطوف عليه
بأن النازل فيهما وفي أتباعهما كرهوا أم قالوا .
60 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن
أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " فستعلمون من هو في ضلال
مبين ( 1 ) " يا معشر المكذبين حيث أنبئتكم رسالة ربي في ولاية علي والائمة عليهم السلام
من بعده من هو في ضلال مبين كذا انزلت ، وفي قوله تعالى : " إن تلووا أو
تعرضوا " فقال : إن تلووا الامر وتعرضوا عما امرتم به " فإن الله كان بما تعملون
خبيرا ( 2 ) " وفي قوله : " فلنذيقن الذين كفروا " بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام
" عذابا شديدا " في الدنيا " ولنجزينهم أسوأ الذين كانوا يعملون " ( 3 ) .
61 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسابط عن علي بن
منصر عن إبراهيم بن عبدالحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبدالله عليه السلام " ذلك
بأنه إذا دعي الله وحده " وأهل الولاية " كفرتم " ( 4 ) .
بيان : في القرآن " ذلكم " كما مر ولعله من النساخ .
62 - كا : علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان
عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : " سأل سائل بعذاب
واقع * للكافرين " بولاية علي " ليس له دافع " ثم قال : هكذا ، والله نزل بها
جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
63 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن سيفد عن أخيه
عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إنكم لفي قول مختلف " في أمر الولاية
* ( هامش ) * ( 1 ) الملك : 29 .
( 2 ) النساء : 135 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 421 والاية الاخيرة في سورة فصلت : 27 .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 421 . والاية في سورة المؤمن : 13 .
( 5 ) اصول الكافى 1 : والاية في المعارج : 1 و 2 . ( * )
[379]
" يؤفك عنه من افك " قال : من افك عن الولاية افك عن الجنة ( 1 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : أفك عنه كضرب وعلم ويأفك إفكا : صرفه وقلبه
أو قلب رأيه ، وفلانا : جعله يكذب وحرمه مراده .
وقال الطبرسي رحمه الله : أي يصرف عن الايمان به من صرف عن الخير ، أي
المصروف عن الخيرات كلها من صرف عن هذا الدين ، وقيل : معناه يؤفك عن
الحق والصواب من افك ، فدل ذكر القول المختلف على ذكر الحق فجازت الكناية
عنه ، وقيل : إن الصارف لهم رؤساء البدع وأئمة الضلال لان العوام تبع لهم ( 2 ) .
64 - كا : علي بن إبراهيم عن البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي -
حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين
كفروا " بولاية علي عليه السلام " قطعت لهم ثياب من نار " ( 3 ) .
65 - كا : محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن
عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " صبغة الله ومن أحسن
من الله صبغة " قال : صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق ( 4 ) .
66 - كا : أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا " فأبى أكثر الناس "
بولاية علي " إلا كفورا ( 5 ) " قال : ونزل جبرئيل بهذا الآية هكذا : " وقل الحق
من ربكم " في ولاية علي عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا
للظالمين " آل محمد " نارا " ( 6 ) .
67 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن ابن اورمة عن علي بن حسان عن
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 422 . والاية في الذاريات : 8 و 9 .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 153 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 422 . والاية في الحج : 19 .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 422 و 423 . والاية في البقرة : 128 .
( 5 ) الاسراء : 89 .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 424 و 425 والاية في الكهف : 29 . ( * )
[380]
عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " وهدوا إلى الطيب من القول
وهدوا إلى صراط الحميد ( 1 ) " قال : ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبوذر
والمقداد بن الاسود وعمار ، وهدوا إلى أمير المؤمنين ، وقوله : " حبب إليكم الايمان
وزينه في قلوبكم " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان " الاول والثاني والثالث ( 2 ) .
68 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم
الصحاف قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن ( 3 ) "
فقال : عرف الله عزوجل إيمانهم بموالاتنا ، وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم
ذر في صلب آدم عليه السلام ، وسألته عن قول الله : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن
توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين " ( 4 ) فقال : أما والله ما هلك من كان قبلكم
وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا وما خرج
رسول الله من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الامة حقنا ، والله يهدي من يشاء إلى
صراط المستقيم ( 5 ) .
69 - كا : علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي
عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " ولقد اوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت
ليحبطن عملك " قال : يعني إن أشركت في الولاية غيره " بل الله فاعبد وكن من
الشاكرين " يعني بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك
وابن عمك ( 6 ) .
70 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله بن أسد عن إبراهيم الثقفي
* ( هامش ) * ( 1 ) الحج : 24 .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 426 والاية في الحجرات : 7
( 3 ) التغابن : 3 .
( 4 ) التغابن : 12 :
( 5 ) اصول الكافى : 1 : 426 و 427 .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 427 والايتان في الزمر : 64 و 65 . ( * )
[381]
عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب بن علي ( 1 ) بن بحيرة عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " فأبى أكثر الناس إلا كفورا " ا قال : نزلت في ولاية
علي عليه السلام ( 2 ) .
71 - كنز : أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبدالله بن حماد عن عبدالله بن
سنان عن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال : " فأبى أكثر الناس " بولاية علي عليه السلام " إلا
كفورا ( 3 ) " .
72 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن
داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليه السلام في قوله تعالى : " وقل الحق من ربكم " في
ولاية علي عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " قال : وقرأ إلى قوله : " أحسن
عملا " ثم قال : قيل للنبي صلى الله عليه وآله : " اصدع بما تؤمر " في أمر علي فإنه الحق
من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فجعل الله تركه معصية وكفرا قال :
ثم قرأ : " إنا أعتدنا للظالمين " لآل محمد ( 4 ) " نارا أحاط بهم سرادقها " ثم قرأ : " إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا " يعني بهم آل
محمد صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
73 - كنز : بهذا الاسناد عنه ( 6 ) عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل :
" فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم " قال : اولئك آل محمد عليهم السلام
" والذين سعوا " في قطع مودة آل محمد ( 7 ) " معاجزين اولئك أصحاب الجحيم "
قال : هي الاربعة نفر ، يعني التيمي والعدي والامويين ( 8 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : عن ابن بحيرة .
( 2 و 3 ) كنز جامع الفوائد : 140 . والاية في الاسراء : 89 .
( 4 ) في المصدر : لال محمد حقهم .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 141 .
( 6 ) اى عن موسى بن جعفر عن ابيه عليهما السلام .
( 7 ) تفسير لقوله تعالى : " في آياتنا " ففسرها عليه السلام بآيات المودة .
( 8 ) كنز جامع الفوائد : 176 . والايتان في الحج : 50 و 51 . ( * )
[382]
74 - وبهذا الاسناد عنه عن أبيه عليهما السلام في قوله عزوجل : " قد أفلح
المؤمنون " إلى قوله : " هم فيها خالدون ( 1 ) " قال : نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وفي
أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وقال عليه السلام : نزل في أمير -
المؤمنين وولده عليهم السلام : " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات
ربهم يؤمنون " إلى قوله تعالى : " وهم لها سابقون " ( 2 ) .
75 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين ( 3 ) بن علي عن أبيه عن جده
عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن قول الله عزوجل : " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " قال : نحن
الذين آمنوا ، والله يدافع عنا ما أذاعت شيعتنا ( 4 ) .
76 - كنز : محمد بن علي عن محمد بن الفضيل ( 5 ) عن أبي حمزة عن أبي جعفر
عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : " فأبى أكثر
الناس " من امتك ( 6 ) بولاية علي عليه السلام " إلا كفورا " ( 7 ) .
77 - كنز : محمد بن العباس عن إبراهيم بن عبدالله عن الحجاج بن منهال
عن حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : إن الوليد بن عقبة
ابن أبي معيط قال لعلي عليه السلام : أنا أبسط منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، وأملا
منك حشوا للكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : اسكت يا فاسق فأنزل الله جل اسمه :
* ( هامش ) * ( 1 ) سورة المؤمنون : 1 - 11 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 180 والايات في سورة المؤمنون : 57 - 61 .
( 3 ) في المصدر : محمد بن الحسن بن على .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 171 . والاية في الحج : 38 .
( 5 ) الموجود في المصدر : [ محمد بن يعقوب عن احمد بن العظيم عن محمد بن
الفضيل ] وفيه وهم الصحيح : احمد عن عبدالعظيم ، وهو احمد بن مهران والحديث يوجد في
الكافى 1 : 424 .
( 6 ) المصدر والكافى خاليان عن قوله : عن امتك .
( 7 ) كنز جامع الفوائد : 141 . والاية في الاسراء : 89 . ( * )
[383]
" أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " ( 1 ) .
78 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله بن أسد عن إبراهيم بن محمد
الثقفي عن عمرو بن حماد عن أبيه عن فضيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله عزوجل : " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " قال : نزلت في
رجلين أحدهما من أصحاب الرسول وهو المؤمن ، والآخر فاسق فقال الفاسق
للمؤمن : أنا والله أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ( 2 ) ، وأملا منك حشوا للكتيبة
فقال المؤمن للفاسق : اسكت يا فاسق فأنزل الله عزوجل : " أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون ( 3 ) " ثم بين حال المؤمن فقال : " أما الذين آمنوا وعملوا
الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون " وبين حال الفاسق فقال : " و
أما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها وقيل لهم
ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ( 4 ) " .
79 - وذكر أبومخنف أنه جرى عند معاوية بين الحسن بن علي صلوات الله
عليهما وبين الفاسق الوليد بن عقبة كلام ، فقال له الحسن : لا ألومك أن تسب
عليا وقد جلدك في الخبر ثمانين سوطا ، وقتل أباك صبرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في
يوم بدر ، وقد سماه الله عزوجل في غير آية مؤمنا ، وسماك فاسقا ( 5 ) .
80 - فس : أبوالقاسم عن محمد بن العباس ، عن الرؤياني عن عبدالعظيم الحسني
عن عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل :
" قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " قال : قل للذين مننا عليهم
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 228 فيه : [ انا اقسط ] وفيه : [ في الكتيبة ] والاية في
سورة السجدة : 18 .
( 2 ) في المصدر : " واقسط منك لسانا " وفيه : في الكتيبة .
( 3 ) السجدة : 18 .
( 4 ) السجدة : 19 و 20 .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 228 و 229 . ( * )
[384]
بمعرفتهم ( 1 ) أن يعرفوا الذين لا يعلمون ، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم ( 2 ) .
81 - كنز : روي أن علي بن الحسين عليه السلام أراد أن يضرب غلاما له فقرأ :
" قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " فوضع السوط من يده فبكى
الغلام ، فقال : ما يبكيك ؟ فقال : إني عندك يا مولاي من الذين لا يرجون أيام الله ؟
فقال له : أنت ممن يرجو أيام الله ؟ قال : نعم يا مولاي ، فقال عليه السلام : لا احب أن
أملك من يرجو أيام الله ، قم فأت قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقل : اللهم اغفر لعلي بن
الحسين خطيئته يوم الدين ، وأنت حر لوجه الله ( 3 ) .
82 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبيد عن حسين بن حكم عن حسن
ابن حسين عن حيان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز
وجل : " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا
الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون " قال : الذين آمنوا وعملوا
الصالحات بنو هاشم وبنو عبد المطلب والذين اجترحوا السيئات بنو عبد شمس ( 4 ) .
83 - كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن
أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن الكلبى عن أبي صالح عن ابن عباس في
قوله عزوجل : " أم حسب الذين اجترحوا السيئات " الآية قال : إنها نزلت في
علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث عليهم السلام هم الذين آمنوا ، وفي ثلاثة
من المشركين : عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، وهم الذين اجترحوا
السيئات ( 5 ) .
84 - كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن
الحسين بن مخارق عن سعد بن طريف وأبي حمزة عن ابن نباته عن علي صلوات
الله عليه أنه قال سورة محمد صلى الله عليه وآله آية فينا وآية في بني امية ( 6 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : مننا عليهم بمعرفتنا .
( 2 ) تفسير القمى : 618 . والاية في الجاثية : 14 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 299 . والاية في الجاثية : 14 .
( 4 و 5 ) كنز جامع الفوائد : 300 . والاية في الجاثية : 21 .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 302 . ( * )
[385]
85 - وعنه عن علي بن العباس عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام مثله ( 1 ) .
86 - وعنه أيضا عن أحمد بن محمد الكاتب عن حميد بن الربيع عن عبيد بن موسى
عن قطر ( 2 ) عن إبراهيم بن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال : من أراد فضلنا على
عدونا فليقرأ هذه السورة التي يذكر فيها : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله "
فينا آية وفيهم آية إلى آخرها ( 3 ) .
87 - وعنه عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد ( 4 ) عن محمد
ابن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال :
قوله تعالى : " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله " في علي عليه السلام " فأحبط أعمالهم ( 5 ) " .
88 - كنز : قوله تعالى : " ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من
عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا " تأويله ما رواه محمد بن العباس عن
أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عيسى العبيدي عن أبي محمد الانصاري - وكان خيرا
- عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن ابن نباتة عن علي عليه السلام أنه قال : كنا
نكون عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا دونهم والله وما يعونه هم ، وإذا
خرجوا قالوا : ماذا قال آنفا ( 6 ) .
89 - كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد الكاتب عن حسين ( 7 ) بن خزيمة
الرازي عن عبدالله بن بشير عن أبي هوذة عن إسماعيل بن عياش عن جويبر عن
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 334 . النسخة الرضوية .


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 385 سطر 19 الى ص 394 سطر 3

( 2 ) لعل الصحيح : " فطر " بالطاء المهلة .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 334 . النسخة الرضوى .
( 4 ) في المصدر : عن احمد بن خالد .
( 5 ) كنز جامع الفوائد : 303 والاية في سورة محمد : 9 .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 335 " النسخة الرضوية " والاية في سورة محمد : 16 .
( 7 ) في المصدر : [ حصين بن خزيمة ] وفيه : عن هوذة . ( * )
[386]
الضحاك عن ابن عباس في قوله عزوجل : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الارض وتقطعوا أرحامكم " قال : نزلت في بني هاشم وبني امية ( 1 ) .
90 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن سليمان الرازي عن محمد بن الحسين
عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام في قول
الله عزوجل : " إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى " قال :
الهدى هو سبيل علي عليه السلام ( 2 ) .
91 - كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن
جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبدالله
رضي الله عنه قال : لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يوم غدير خم قال قوم ما
يألو يرفع ( 3 ) ضبع ابن عمه ، فأنزل الله تعالى : " أم حسب الذين في قلوبهم مرض
أن لن يخرج الله أضغانهم " ( 4 ) .
92 - وعنه عن محمد بن جرير ( 5 ) عن عبدالله بن عمر عن الحمامي عن محمد بن
مالك عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : قوله عزوجل : " و
لتعرفنهم في لحن القول " قال : بعضهم ( 6 ) لعلي عليه السلام ( 7 ) .
93 - كنز : ذكر علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن محمد
ابن الفضيل عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : " ذلك بأنهم
كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ( 8 ) " وقوله : " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا
ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم أسرارهم ( 9 ) " قال : إن رسول الله
* ( هامش ) * ( 1 و 2 ) كنز جامع الفوائد : 303 . والايتان في سورة محمد : 22 و 25 .
( 3 ) في المصدر : ما يألو برفع .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 336 . " النسخة الرضوية " والاية في سورة محمد : 29 .
( 5 ) في المصدر : محمد بن حريز .
( 6 ) في نسخة الكمبانى . بغضهم لعلى عليه السلام .
( 7 ) كنز جامع الفوائد : 336 . النسخة الرضوية .
( 8 و 9 ) سورة محمد : 9 و 26 . ( * )
[387]
صلى الله عليه وآله لما أخذ الميثاق لامير المؤمنين عليه السلام قال : أتدرون من وليكم بعدي
قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : إن الله يقول : " إن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه و
جبريل وصالح المؤمنين ( 1 ) " يعني عليا ، هو وليكم من بعدي ، هذه الاولى .
وأما المرة الثانية لما أشهدهم يوم غدير خم وقد كانوا يقولون : لئن قبض الله
محمدا لا نرجع هذا الامر في آل محمد ، ولا نعطيهم من الخمس شيئا ، فاطلع الله نبيه على
ذلك ، وأنزل عليه : " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم
يكتبون ( 2 ) " وقال أيضا فيهم : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض و
تقطعوا أرحامكم * اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون
القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم
الهدى " والهدى سبيل أمير المؤمنين عليه السلام " الشيطان سول لهم وأملى لهم ( 3 ) "
قال : وقرأ أبوعبدالله عليه السلام هذه الآية هكذا : " فهل عسيتم إن توليتم " وسلطتم
وملكتم " أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم " نزلت في بني عمنا بني امية
وفيهم يقول الله : " اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون
القرآن " فيقضوا ما عليهم من الحق " أم على قلوب أقفالها " ( 4 ) .
94 - وقال أبوعبدالله عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو أصحابه ( 5 ) : من
أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ، ومن أراد به سوءا طبع على قلبه فلا
يسمع ولا يعقل ، وهو قول الله عزوجل : " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا
للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا * اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا
أهواءهم " وقال عليه السلام : لا يخرج من شيعتنا أحد إلا أبدلنا الله به من هو خير منه
وذلك لان الله يقول : " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ( 6 ) " .
* ( هامش ) * ( 1 ) التحريم : 4 .
( 2 ) الزخرف : 80 .
( 3 ) محمد : 22 - 25 .
( 4 ) كنز جامع الفوائد : 336 النسخة الرضوية .
( 5 ) في المصدر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يدعو اصحابه .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 337 . " النسخة الرضوية " والايتان في سورة محمد : 16 و 38 . ( * )
[388]
أقول : ليس فيما عندنا من التفسير هذه الاخبار على هذا الوجه .
95 - كنز : روى شيخ الطائفة ( 1 ) بإسناده عن أخطب خوارزم رفعه إلى ابن
عباس قال : سأل قوم النبي صلى الله عليه وآله فيمن نزلت هذه الآية : " وعد الله الذين آمنوا
وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " ( 2 ) فقال : إذا كان يوم القيامة عقد
لواء من نور أبيض ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ، ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد
فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام فيعطى اللواء من النور الابيض بيده ، وتحته جميع
السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على
منبر من نور رب العزة ، ويعرف الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره ونوره
فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم صفتكم ( 3 ) ومنازلكم في الجنة إن ربكم
يقول : إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما ، يعني الجنة ، فيقوم علي والقوم تحت
لوائه معه حتى يدخل بهم الجنة ، ثم يرجع إلى منبره ، فلا يزال يعرض عليه جميع
المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، وينزل ( 4 ) أقواما على النار فذلك قوله
تعالى : " والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم
أجرهم ونورهم " يعني السابقين الاولين والمؤمنين وأهل الولاية له " والذين
كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب الجحيم " يعني كفروا وكذبوا بالولاية و
بحق علي عليه السلام ( 5 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) هذا وهم واضح ، فان الشيخ متقدم على اخطب زمانا ولا يصح روايته عنه ، توفى الشيخ
في سنة 460 ، واخطب خوارزم في 568 ، ومنشأ الوهم ان الشولستانى نقل الحديث عن اخطب
خوارزم ثم قال بعد تمام الحديث : وهذا ذكره الشيخ في اماليه ، ومراده أن الشيخ ذكره أيضا
في اماليه فتوهم المصنف انه رواه فيه عن اخطب خوارزم . واما اسناد الحديث في الامالى فرواه
الشيخ عن الحفار عن اسماعيل بن على عن ابيه عن دعبل عن مجاشع بن عمر [ عن ] ميسرة بن عبيد
الله عن عبدالكريم الجزرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس راجع الامالى : 240 .
( 2 ) الفتح : 29 .
( 3 ) في الامالى : موضعكم ومنازلكم .
( 4 ) في الامالى : ويترك .
( 5 ) كنز جامع الفوائد . 345 ، النسخة الرضوية ، والاية في سورة الحديد : 19 ، وفى
الامالى : أصحاب الجحيم هم الذين قاسم النار فاستحق الجحيم . ( * )
[389]
96 - كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن حفص
ابن غياث عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس إنه قال
في قوله عزوجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا
بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون " قال ابن عباس : ذهب علي
عليه السلام بشرفها وفضلها ( 1 ) .
97 - كنز : محمد بن العباس عن المنذر بن محمد عن أبيه عن عمه الحسين بن
سعيد عن أبان بن تغلب عن علي بن محمد بن بشر قال : قال محمد بن علي ، ابن الحنيفة
إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في أيمن قلب المؤمن ، ومن كتبه الله في قلبه
لا يستطيع أحد محوه ، أما سمعت سبحانه يقول : " اولئك كتب في قلوبهم الايمان و
أيدهم بروح منه " إلى آخر الآية ، فحبنا أهل البيت الايمان ( 2 ) .
98 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس
عن مقاتل عن ابن بكير عن صباح الازرق قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في
قول الله عزوجل : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها
الانهار " هو أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته ( 3 ) .
99 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن الهيثم عن الحسن بن عبدالواحد عن
الحسن بن حسين عن يحيى بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن هاجر
عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليه السلام قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : سمعت ( 4 )
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وأما مسنده إلى ظهري ، وعائشة عند اذني ، فاصغت عائشة
لتسمع ما يقول ، فقال : أي أخي ، ألم تسمع قول الله عزوجل : " إن الذين آمنوا و
* ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد : 308 . والاية في سورة الحجرات : 15 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد : 335 والاية في سورة المجادلة : 22 .
( 3 ) كنز جامع الفوائد : 381 و 382 الاية في سورة البروج : 11 .
( 4 ) في المصدر : حدثنى . ( * )
[390]
عملوا الصاحات اولئك هم خير البرية " أنت وشيعتك ( 1 ) وموعدي وموعدكم الحوض
إذا جثت الامم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين ( 2 ) .
100 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن
عبدالله بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن ميثم أنه وجد في كتب
أبيه أن عليا عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات اولئك خير البرية " ثم التفت إلي فقال : هم أنت يا علي وشيعتك
وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين ، قال يعقوب : فحدثت به
أبا جعفر عليه السلام فقال : هكذا هو عندنا في كتاب علي عليه السلام ( 3 ) .
تذنيب : اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير -
المؤمنين والائمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل على أنهم كفار مخلدون
في النار ، وقد مر الكلام فيه في أبواب المعاد ، وسيأتي في أبواب الايمان والكفر
إنشاء الله تعالى .
قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل : اتفقت الامامية على
أن من أنكر إمامة أحد من الائمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة
فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار .
وقال في موضع آخر : اتفقت الامامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار
وأن على الامام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم ، وإقامة البينات عليهم
فإن تابوا من بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلا قتلهم لردتهم عن الايمان ، وأن
من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار ، وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك ، و
زعموا أن كثيرا من أهل البدع فساق ليسوا بكفار ، وإن فيهم من لا يفسق ببدعته
ولا يخرج بها عن الاسلام كالمرجئة من أصحاب ابن شبيب والتبرية من الزيدية
الموافقة لهم في الاصول وإن خالفوهم في صفات الامام .
* ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : هم انت وشيعتك
( 2 و 3 ) كنز جامع الفوائد 400 : . والاية في سورة البينة : 7 . ( * )
[391]
22 * ( باب ) *
* ( نادر في تأويل قوله تعالى : " قل انما أعظكم بواحدة " ) *
1 - قب : الباقر والصادق عليهما السلام في قوله تعالى : " قل إنما أعظكم بواحدة "
قال : الولاية " أن تقوموا لله مثنى وفرادى " قال : الائمة من ذريتهما ( 1 ) .
2 - كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن يعقوب بن يزيد عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : " قل إنما أعظكم بواحدة أن
تقوموا لله مثنى وفرادى " قال : بالولاية ، قلت : وكيف ذاك ؟ قال . إنه لما نصب
النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام للناس فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " اغتابه
رجل وقال ( 2 ) : إن محمدا ليدعو كل يوم إلى أمر جديد ، وقد بدأ ( 3 ) بأهل بيته
يملكهم رقابنا ، فأنزل الله عزوجل على نبيه صلى الله عليه وآله بذلك قرآنا فقال له : " قل إنما
أعظكم بواحدة " فقد أديت إليكم ما افترض ربكم عليكم ، قلت : فما معنى قوله
عزوجل : " أن تقوموا لله مثنى وفرادى " فقال : أما مثنى ، يعنى طاعة رسول الله
صلى الله عليه وآله وطاعة أمير المؤمنين ، وأما فرادى فيعني طاعة الائمة ( 4 ) من
ذريتهما من بعدهما ( 5 ) ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك ( 6 ) .
3 - فر : عن الحسين بن سعيد وعبيد بن كثير وجعفر بن محمد الفزاري
بإسنادهم جميعا عن عمر بن يزيد عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام مثله ( 7 ) .
* ( هامش ) * ( 1 ) مناقب آل ابيطالب : 3 : 314 والاية في سورة سبا : 46 .
( 2 ) في تفسير فرات : ارتاب الناس وقالوا .
( 3 ) في تفسير فرات : وقد بدئنا .
( 4 ) في المصدر وتفسير فرات : طاعة الامام .
( 5 ) في تفسير فرات : من بعده .
( 6 ) كنز جامع الفوائد : 249 .
( 7 ) تفسير فرات : 127 . رواه في ثلاثة احاديث وفى بعضها تلخيص . راجعه . ( * )
[392]
4 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن الثمالي
قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : " قل إنما أعظكم بواحدة "
فقال : إنما أعظكم بولاية علي عليه السلام ، هي الواحدة التي قال الله تعالى : " إنما
أعظكم بواحدة ( 1 ) .
بيان : قال البيضاوي : " قل إنما أعظكم بواحدة " ارشدكم وأنصح لكم
بخصلة واحدة ، هي ما دل عليه " أن تقوموا لله " وهو القيام من مجلس رسول الله
صلى الله عليه وآله ، أو الانتصاب في الامر خالصا لوجه الله تعالى معرضا عن المراء
والتقليد " مثنى وفرادى " متفرقين اثنين اثنين ، أو واحدا واحدا ، فإن الازدحام
يشوش الخاطر ويخلط القول " ثم تتفكروا " في أمر محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به لتعلموا
حقيقته " ما بصاحبكم من جنة " فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك ، أو استيناف
على أن ما عرفوا من رجاحة عقله ( 3 ) كاف في ترجيح صدقه ، فإنه لا يدعه أن
يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقق ووثوق ببرهان ، فيفتضح
على رؤوس الاشهاد ، ويسلم ويلقى نفسه إلى الهلاك ، كيف وقد انضم إليه معجزات
كثيرة ؟
وقيل : " ما " استفهامية ، والمعنى ثم تتفكروا أي شئ به من آثار الجنون ( 3 )
انتهى .
وأما التأويل الوارد في تلك الاخبار فهي من متشابهات التأويلات التي لا
يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، والمراد بالواحدة الخصلة الواحدة ، أو الطريقة
الواحدة للرد على من نسب إليه صلى الله عليه وآله أنه يأتي كل يوم بأمر غريب ، موهما أن
الامور التي يأتي بها متخالفة ، وقوله : " أن تقوموا " بدل من الواحدة ، ولعل
قوله : " مثنى وفرادى " منصوبان بنزع الخافض ، أي تقوموا للاتيان بما هو مثنى
* ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 420 .
( 2 ) في المصدر : او استئناف منه لهم ان ما عرفوا من رجاحة كمال عقله .
( 3 ) انوار التنزيل 2 : 294 . ( * )
[393]
وفرادى ، أو صفتان لمصدر محذوف ، أي قياما مثنى وفرادى ، بناء على أن المراد
بالقيام الطاعة والاهتمام بها ، والجنة هي التي كانوا ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وآله في أمر
علي عليه السلام ، فكانوا يقولون : إنه مجنون في محبته ، كما سيأتي في سبب نزول قوله :
تعالى : " وإن يكاد الذين كفروا " إلى قوله : " ويقولون إنه لمجنون " .
وعلى ما في رواية الكافي يحتمل أن يكون التفسير بالولاية لبيان حاصل
المعنى ، فان هذه المبالغات إنما كانت لقبوله ما ارسل به ، وكانت العمدة والاصل
فيها الولاية .
[394]
بسمه تعالى
إلى هنا انتهى الجزء الاول من المجلد السابع من كتاب
بحار الانوار في جمل أحوال الائمة الكرام عليهم الصلاة والسلام


............................................................................
-بحار الانوار مجلد: 23 من ص 394 سطر 4 الى ص 395 سطر 17

وهو الجزء الثالث والعشرون حسب تجزئتنا فقد بذلنا الجهد في
تصحيحه وتطبيقه على النسخة المصححة بيد الفاضل الخبير الشيخ
عبدالرحيم الرباني المحترم ، والله ولي التوفيق .
رمضان المبارك 1385 - محمد الباقر البهودى
[395]
مراجع التصحيح والتخريج
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين
المعصومين واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين .
فقد وفقنا الله تعالى - وله الشكر والمنة - لتصحيح هذا المجلد
- وهو المجلد الثالث والعشرون حسب تجزئتنا - وتنميقه وتحقيق
نصوصه وأسانيده ومراجعة مصادره ومآخذه مزدانا بتعاليق مختصرة
لا غنى عنها ، وكان مرجعنا في المقابلة والتصحيح مضافا إلى اصول
الكتاب ومصادره نسختين من الكتاب : أحدهما النسخة المطبوعة
المشهورة بطبعة أمين الضرب ، وثانيها نسخة مخطوطة جيدة تفضل بها
الفاضل المعظم السد جلال الدين الارموي الشهير بالمحدث .
وكان مرجعنا في تخريج أحاديثه وتعاليقه كتبا أوعزنا إليها
في المجلدات السابقة . والحمد لله أولا وآخرا .
10 شهر رمضان : 1385
قم المشرفة : عبدالرحيم الربانى الشيرازى
عفى الله عن والديه