حديث اسلام علي عليه السلام(3)

536 - ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة عن سعيد بن المسيب قال:

___________________________________
(3) اجمعت علماء الشيعة على سبق اسلامه عليه السلام على جميع الصحابة وبه قال جماعة كثيرة من المخالفين وقد تواترت الروايات الدالة عليه من طرق العامة والخاصة وقد اوردنا في كتاب بحار الانوار الاخبار المستفيضة من كتبهم المعتبرة كتاريخ الطبرى وانساب الصحابة عنه والمعارف عن القتيبي وتاريخ يعقوب النسوى وعثمانية الجاحظ وتفسير الثعلبي و كتاب ابي زرعة الدمشقي وخصائص النطزى وكتاب المعرفة لابي يوسف النسوى واربعين الخطيب وفردوس الديلمي وشرف النبي للخركوشي وجامع الترمذي وابانة العكبري وتاريخ الخطيب و مسند احمد بن حنبل وكتاب الطبقات لمحمد بن سعد وفضائل الصحابة للعكبرى و (عبدالله بن) احمد بن حنبل و كتاب بن مردوية الاصفهانى وكتاب المظفر السمعاني وامالي سهل بن عبدالله المروزى وتاريخ بغداد والرسالة القوامية ومسند الموصلي وتفسير قتادة وكتاب الشيرازي وغيرها مما يطول ذكرها رووا سبق اسلامه عليه السلام بطرق متعددة عن سلمان وابي ذر والمقداد وعمار وزيد بن صوحان و حذيفة وابي الهيثم وخزيمة وابي ايوب والخدري وابي رافع وام سلمة وسعد بن ابي وقاص وابي موسى الاشعرى وانس بن مالك وابي الطفيل وجبير بن مطعم وعمرو بن الحمق وحبة العرني و جابر الحضرمى والحارث الاعور وعباية الاسدي ومالك بن الحويرث وقثم بن العباس وسعيد بن قيس ومالك الاشتر وهاشم بن عتبة ومحمد بن كعب وابن مجاز والشعبي والحسن البصري وابي البحتري والواقدي وعبدالرزاق ومعمر والسدى وغيرهم ونسبوا القول بذلك إلى ابن عباس و جابر بن عبدالله وانس وزيد بن ارقم ومجاهد وقتادة وابن اسحق وغيرهم؛ (آت).
اقول: قد اورد الحجة الفذ العلامة الاميني صاحب الغدير في المجلد الثاني ص 219 من كتابه الاغر شطرا وافيا بما لا مزيد عليه من اخبارهم في ان اول من اسلم هو علي بن ابي طالب عليه السلام فليراجع واغتنم.
(*)

[339]


سألت علي بن الحسين (ع) إبن كم كان علي بن أبي طالب (ع) يوم أسلم؟ فقال: أو كان كافرا قط، إنما كان لعلي (ع) حيث بعث الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وآله عشر سنين ولم يكن يومئذ كافرا ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسبق الناس كلهم إلى الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وإلى الصلاة بثلاث سنين وكانت أول صلاة صلاها مع رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر ركعتين وكذلك فرضها الله تبارك وتعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصليها بمكة ركعتين ويصليها علي (ع) معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وخلف عليا (ع) في امور لم يكن يقوم بها أحد غيره وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة في أول يوم من ربيع الاول وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا (ع) يصلي الخمس صلوات ركعتين ركعتين وكان نازلا على عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له: أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا ومسجدا فيقول: لا إني أنتظر علي بن أبي طالب وقد امرته أن يلحقني ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي وما أسرعه إن شاء الله، فقدم علي (ع) والنبي صلى الله عليه وآله في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لماقدم عليه علي (ع) تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف وعلي (ع) معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فخط لهم مسجدا ونصب قبلته فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب خطبتين، ثم راح يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعلي (ع) معه لا يفارقه، يمشي بمشيه وليس يمر رسول الله صلى الله عليه وآله ببطن من بطون الانصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم: خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة، فانطلقت به ورسول الله صلى الله عليه وآله واضع لها زمامها حتى انتهت إلى الموضع الذي ترى - وأشار بيده إلى باب مسجد

[340]


رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يصلي عنده بالجنائز - فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الارض(1) فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل أبوأيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي (ع) معه حتى بني له مسجده بنيت له مساكنه ومنزل علي (ع) فتحولا إلى منازلهما.
فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين (ع): جعلت فداك كان أبوبكر مع رسول الله صلى الله عليه وآله حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه؟ فقال: إن أبا بكر لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي (ع) فقال له أبوبكر: انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون إقبالك إليهم(2) فانطلق بنا ولا تقم ههنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك إلى شهر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا ما أسرعه ولست أريم(3) حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله عزوجل وأحب أهل بيتي إلي فقد وقاني بنفسه من المشركين، قال: فغضب عند ذلك أبوبكر واشمأز وداخله من ذلك حسد لعلي (ع) وكان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله صلى الله عليه وآله في علي (ع) وأول خلاف على رسول الله صلى الله عليه وآله، فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف رسول الله صلى الله عليه وآله بقبا ينتظر عليا (ع).
قال: فقلت لعلى بن الحسين (ع) فمتى زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة من علي (ع) فقال: بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين، قال: علي ابن الحسين (ع): ولم يولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة (عليها السلام) على فطرة الاسلام(4) إلا فاطمة (عليها السلام) وقد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبوطالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله صلى الله عليه وآله سئم المقام بمكة(5) ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش فشكا إلى جبرئيل (ع) ذلك، فأوحى الله عزوجل إليه: اخرج

___________________________________
(1) برك اي يقع على بركه اي صدره. جران البعير بالكسر: مقدم عنقه من مذبحه إلى منخره.
(2) الاستثراء: الاستبطاء؛ (الصحاح).
(3) يقال: رام يريم إذا برح وزال من مكانه. (النهاية)
(4) اي بعد البعثة.
(5) اي ملله المقام فيها.

[341]


من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر وانصب للمشركين حربا.
فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، فقلت له: فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ماهم عليه اليوم؟ فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الاسلام وكتب الله عزوجل على المسلمين الجهاد [و] زاد رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين وفي العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين وأقر الفجر على ما فرضت لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ولتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء وكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر فلذلك قال الله عزوجل: " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا(1) " يشهده المسلمون ويشهده ملائكة النهار وملائكة الليل.
537 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (ع) قال: ما أيسر ما رضي به الناس عنكم، كفوا ألسنتكم عنهم(2).
538 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأبوعلي الاشعري، عن محمد ابن عبدالجبار جميعا، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: كان أبوجعفر (ع) في المسجد الحرام فذكر بني أمية ودولتهم، فقال له بعض أصحابه: إنما نرجو أن تكون صاحبهم وأن يظهر الله عزوجل هذا الامر على يديك، فقال: ما أنا بصاحبهم ولا يسيرني أن أكون صاحبهم إن أصحابهم(3) أولاد الزنى، إن الله تبارك وتعالى لم يخلق منذ خلق السماوات والارض سنين ولا أياما اقصر من سنينهم(4) وأيامهم إن الله عزوجل يأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا.
539 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: ولد المرداس(5) من تقرب منهم أكفروه ومن تباعد منهم أفقروه

___________________________________
(1) الاسراء: 78.
(2) جملة (كفوا السنتكم عنهم) تفسير (ما رضي به الناس).
(3) اي من يستأصلهم ويقتلهم اولاد الزنا بني العباس واتباعهم؛ (آت).
(4) اي بني امية ويحتمل بني العباس واما امر الفلك قد سبق الكلام في مثله؛ (آت).
(5) ولد المرداس كناية عن العباس وهذا التعبير للتقية والاخفاء والوجه فيه ان عباس بن مرداس السلمى صحابي شاعر فلعل المراد ولد سمى ابن المرداس؛ (آت).
(*)

[342]


ومن ناواهم قتلوه(1) ومن تحصن منهم أنزلوه ومن هرب منهم أدركوه، حتى تنقضي دولتهم.
450 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، واحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن عمرو بن أيمن جميعا، عن محسن بن أحمد بن معاذ، عن أبان بن عثمان، عن بشير النبال، عن أبي عبدالله (ع) قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ جاء ته امرأة فرحب بهاوأخذ بيدها وأقعدها ثم قال: إبنة نبي ضيعه قومه، خالد بن سنان(2) دعاهم فأبوا أن يؤمنوا وكانت نار يقال لها: نار الحدثان(3) تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم وكانت تخرج في وقت معلوم فقال لهم: إن رددتها عنكم تؤمنون؟ قالوا: نعم، قال: فجاء‌ت فاستقبلها بثوبه فردها ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها وجلسوا على باب الكهف وهم يرون ألا يخرج أبدا فخرج وهو يقول: هذا هذا وكل هذا من ذا(4)، زعمت بنو عبس أني لا أخرج وجبيني يندى(5)، ثم قال: تؤمنون بي؟ قالوا: لا، قال: فإني ميت يوم كذا وكذا فإذا أنا مت فادفنوني فإنها ستجئ عانة(6) من حمر يقدمها عير أبتر حتى يقف على قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم، فلمامات دفنوه وكان ذلك اليوم إذ جاء‌ت

___________________________________
(1) ناواهم اي عاداهم.
(2) ذكروا انه كان في الفترة واختلفوا في نبوته وهذا الخبر يدل على انه كان نبيا وذكر ابنالاثير وغيره هذه القصة نحوا مما في الخبر؛ (آت).
(3) قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري في ذكر اقسام النار: نار الحرتين كانت في بلاد عبس، تخرج من الارض فتؤذي من مر بها وهي التي دفنها خالد بن سنان النبي عليه السلام. قال خليد: كنار الحرتين لها زفير * تصم مسامع الرجل السميع اقول: لعل الحدثان تصحيف الحرتين؛ (آت).
(4) اي هذا شأني وإعجازي. و (كل هذا من ذا) اي من الله تعالى وفي نسخة (وكل هذا مؤذ ازعم).
(5) عبس بالفتح ابو قبيلة من قيس. وقوله: (جبيني يندى) كيرضى اي يبتل من العرق؛ (آت).
(6) العانة: القطيع من حمر الوحش. والعير بالفتح: الحمار الوحشي وقد يطلق على الاهلي ايضا.
والابتر: المقطوع الذنب؛ (آت).
(*)

[343]


العانة اجتمعوا وجاؤوا يريدون نبشه فقالوا: ما آمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعد موته ولئن نبشتموه ليكون سبة عليكم فاتركوه فتركوه(1).
541 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح الانصار فخصموهم بحجة علي (ع) قالوا: يا معشر الانصار قريش أحق بالامر منكم لان رسول الله صلى الله عليه وآله من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأبهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة من قريش، قال سلمان رضي الله عنه: فأتيت عليا (ع) وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله والله فأخبرته بما صنع الناس وقلت: إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله، فقال لي: يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الانصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبوعبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، أبسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي (ع):

___________________________________
(1) قال الجوهري: يقال: هذا الامر صار سبة عليه بالضم اي عارا يسب به انتهى.
اي هذا عار عليكم ان تحبوه ولا تؤمنوا به او هو يسبكم بترك الايمان والكفر او يكون هذا النبش عارا لكم عند العرب فيقولون: نبشوا قبر نبيهم ويؤيده ما ذكره ابن الاثير قال: فارادوا نبشه فكره ذلك بعضهم قالوا: نخاف إن نبشناه ان يسبنا العرب بأنا نبشنا نبينا فتركوه؛ (آت).
(2) اي غلب هؤلاء الثلاثة على الانصار في المخاصمة بحجة هي تدل على كون الامر لعلي عليه السلام دونهم لانهم احتجوا عليهم بقرابة الرسول وامير المؤمنين كان اقرب منهم اجمعين وقد احتج عليه السلام عليهم بذلك في مواطن (ذكروها)؛ (آت).
(3) في الاحتجاج للطبرسي: (ما يرضى الناس ان يبايعوه).
(4) (سجادة) اي أثر سجود. والتشمير: الجد والاجتهاد في العبادة؛ (آت).
(*)

[344]


هل تدري من هو؟ قلت: لا ولقد ساء تني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وآله، فقال: ذاك إبليس لعنه الله، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدا نصب رسول الله صلى الله عليه وآله إياي للناس بغدير خم بأمر الله عزوجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فأنطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع(1) ويقول: كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عزوجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله.
542 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن سليمان، عن عبدالله بن محمد اليماني، عن مسمع ابن الحجاج(2)، عن صباح الحذاء، عن صباح المزني، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي (ع) يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم(3) ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم، فلما قال المنافقون: إنه ينطق على الهوى وقال أحدهما لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون، يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله صرخ إبليس صرخة بطرب، فجمع أولياء ه فقال: أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا

___________________________________
(1) النخير: صوت الانف. وكسعه كمنعه ضرب دبره بيده او بصدر قدمه وانما كان يفعل ذلك نشاطا وفرحا وفخرا وفرجا ومخرجا وطربا؛ (آت).
(2) في بعض النسخ (منيع ابن الحجاج) وعلى كلتا النسختين غير مذكور في كتب الرجال.
(3) اي قالوا: ياسيدنا ويا مولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه اليه عليه السلام وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل امر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى: (ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين) وقوله: (ماذا دهاك) يقال: دهاه إذا اصابته داهنة؛ (آت).
(*)

[345]


بالرسول.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام الناس غير علي لبس إبليس تاج الملك و نصب منبرا وقعد في الوثبة(1) وجمع خليلة ورجله ثم قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم الامام.
وتلا أبوجعفر (ع): " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين(2) " قال أبوجعفر (ع): كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله.
والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: إنه ينطق على الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه.
543 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما (ع) قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله يوما كئيبا حزينا؟ فقال له: علي (ع) مالي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا؟ فقال: وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه إن بني تيم وبني عدي وبني امية يصعدون منبري هذا، يردون الناس عن الاسلام القهقرى، فقلت: يا رب في حياتي أو بعد موتي؟ فقال: بعد موتك.
544 - جميل، عن زرارة، عن أحدهما (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أني أكره أن يقال: إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير.
545 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد الله الدهقان، عن عبدالله بن القاسم، عن ابن أبي نجران، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (ع) قال: كان المسيح (ع) يقول: إن التارك شفاء المجروح من جرحه شريك لجارحه لا محالة وذلك أن الجارح أراد فساد المجروح والتارك لاشفائه لم يشأ صلاحه فإذا لم يشأ صلاحه فقد شاء فساده اضطرارا فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا ولا تمنعوها أهلها فتأثموا وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوئ إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك.

___________________________________
(1) الوثبة: الوسادة وفي بعض النسخ (الزينة).
(2) سبأ: 20.
(*)

[346]


546 - سهل، عن عبيد الله، عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة(1) فقلت له: جعلت فداك إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير فادع الله عزوجل أن يرد ذلك إلينا، فقال: أي شئ تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة(2) وأنك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت: لا والله ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا

___________________________________
(1) رواه الحسن بن علي بن شعبة الحراني رحمه الله في تحف العقول ص 448 وفيه (والحسين بن يزيد) وهو النوفلي المتطبب.
(2) الطاهر هو ابوالطيب او ابوطلحة طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن ماهان الملقب ب‍ (ذو اليمينين) والي خراسان كان من اكبر قواد المامون والمجاهدين في تثبيت دولته كان جده زريق بن ماهان او باذان مجوسيا فاسلم على يد طلحة الطلحات الخزاعي المشهور بالكرم والي سجستان وكان مولاه ولذلك اشتهر الطاهر بالخزاعي وكان هو الذي سيره المأمون من خراسان إلى محاربة اخيه الامين محمد بن زبيدة ببغداد لما خلع المأمون بيعته وسير الامين علي بن عيسى بن ماهان لدفعه فالتقيا بالري وقتل علي بن عيسى وكسر جيش الامين وتقدم الطاهر إلى بغداد واخذ ما في طريقه من البلاد وحاصر بغداد وقتل الامين سنة 198 وحمل برأسه إلى خراسان وعقد للمأمون على الخلافة فلما استقل المأمون بالملك كتب اليه وهو مقيم ببغداد وكان واليا عليها بان يسلم إلى الحسن بن سهل جميع ما افتتحه من البلاد وهي العراق وبلاد الجبل وفارس واهواز والحجاز واليمن وان يتوجه هو إلى الرقة وولاه الموصل وبلاد الجزيرة والشام والمغرب فكان فيها إلى ان قدم المأمون بغداد فجاء اليه وكان المأمون يرعاه لمناصحته وخدمته.
ولقبه ذو اليمينين وذلك انه ضرب شخصا بيساره فقده نصفين في وقعه مع علي بن عيسى بن ماهان حتى قال بعض الشعراء: (كلتا يديك يمين حين تضربه) فبعثه إلى خراسان فكان واليا عليها إلى ان توفى سنة 207 بمرو وهو الذي أسس دولة آل طاهر في خراسان وماوالاها من سنة 205 إلى 259 وكان طاهر من اصحاب الرضا عليه السلام كان متشيعا وينسب التشيع ايضا إلى بني طاهر كما في مروج الذهب وغيره.
ولد طاهر سنة 159 في توشنج من بلاد خراسان وله عهد إلىابنه وهو من احسن الرسائل.
وهرثمة هو هرثمة بن اعين كان ايضا من قواد المامون وفي خدمته وكان مشهورا معروفا بالتشيع ومحبا لاهل البيت من اصحاب الرضا عليه السلام بل من خواصه واصحاب سره وياخذ نفسه انه من شيعته وكان قائما بمصالحه وكانت له محبة تامة واخلاص كامل له عليه السلام.
(*)

[347]


وفضة وأني على خلاف ما أنا عليه، قال: فقال فمن أيسر منكم فليشكر الله، إن الله عزوجل يقول: " لئن شكرتم لازيدنكم(1) " وقال سبحانه وتعالى: " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور(2) " وأحسنوا الظن بالله فإن أبا عبدالله (ع) كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به ومن رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته وتنعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواء ها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام.
قال: ثم قال: ما فعل ابن قياما(3)؟ قال: قلت: والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء فقال: وأي شئ يمنعه من ذلك، ثم تلا هذه الآية " لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم(4): قال: ثم قال: تدري لاي شئ تحير ابن قياما؟ قال: قلت: لا، قال: إنه تبع أبا الحسن (ع) فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى الله عليه وآله فالتفت إليه أبو الحسن (ع) فقال: ماتريد حيرك الله(5) قال: ثم قال أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا: لو نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره، أهم كانوا أصوب قولا أو من قال: " لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى(6) "؟ قال: قلت: لا بل

___________________________________
(1) ابراهيم: 7.
(2) سبأ: 12.
(3) هو الحسين بن قياما كان رجلا واقفيا خبيثا وقيل برجوعه عن الوقف وعلى اي هو من اصحاب الكاظم عليه السلام.
(4) التوبة: 110. وقال الطبرسي رحمه الله اي لا يزال بناء المبنى الذي بنوه شكا في قلوبهم فيما كان من اظهار اسلامهم وثباتا على النفاق.
(5) انما دعا عليه بالحيرة لما علم في قلبه من الشك والنفاق.( آت)
(6) شبه عليه السلام قصة الواقفية بقصة من عبد العجل حيث ترك موسى عليه السلام هارون بينهم فلم يطيعوه وعبدوا العجل ولم يرجعوا بقوله عن ذلك وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى وكذا موسى بن جعفر عليه السلام خلف الرضا عليه السلام بينهم عند ذهابه إلى العراق ونص عليه فلما توفى عليه السلام تركوا وصيه ولم يطيعوه واختاروا الوقف عليه وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى فإنه غاب ولم يمت؛ (آت).
(*)

[348]


من قال: نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره قال: فقال: من ههنا اتي(1) ابن قياما ومن قال بقوله.
قال: ثم ذكر ابن السراج(2) فقال: إنه قد أقر بموت أبي الحسن (ع) وذلك أنه أوصى عند موته فقال: كل ما خلفت من شئ حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن (ع) ولم يقل: هو لابي الحسن (ع) وهذا إقرار(3) ولكن أي شئ ينفعه من ذلك ومما قال ثم أمسك.
547 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال لقمان لابنه: إذاسافرت مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وامورهم وأكثر التبسم في وجوههم وكن كريما على زادك وإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم واغلبهم بثلاث: بطول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالى رأيه ونزع عنه الامانة وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم واسمع لمن هو أكبر منك سنا وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم ولا تقل: لا، فإن لاعي ولؤم وإذا تحيرتم في طريقكم فأنزلوا وإذاشككتم في القصد فقفوا وتؤامروا(4) وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدون فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عينا للصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم، واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لا أرى فإن العاقل

___________________________________
(1) بصيغة المجهول: اي هلك.
(2) هو احمد بن ابي بشر، كان من الواقفة.
(3) اي يموت موسى بن جعفر عليه السلام حيث لم يقل: ان المال لورثته؛ (آت).
(4) المؤامرة: المشاورة.
(*)

[349]


إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، يا بني وإذا جاء وقت صلاة فلا تؤخرها لشئ وصلها واسترح منها فإنها دين وصل في جماعة ولو على رأس زج(1) ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها(2) وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك وإذا أردت النزول فعليك من بقاع الارض بأحسنا لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس وإذا أردت قضاء حاجة فابعد المذهب في الارض وإذا ارتحلت فصل ركعتين وودع الارض التي حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها فإن لكل بعقة أهلا من الملائكة وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل وعليك بقراء‌ة كتاب الله عزوجل ما دمت راكبا وعليكم بالتسبيح مادمت عاملا وعليك بالدعاء مادمت خاليا وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة(3) من لدن نصف الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك.
548 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسين بن يزيد النوفلي(4)، عن علي بن داود اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي قال: حدثني الاسيدي ومحمد بن مبشر أن عبدالله بن نافع الازرق(5) كان يقول: لو أني علمت أن بين قطريها أحدا تبلغني إليه المطايا يخصمني أن عليا قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه فقيل له: ولا ولده؟ فقال: أفي ولده عالم؟ فقيل له: هذا أول جهلك

___________________________________
(1) الزج بالضم: الحديدة في أسفل الرمح ونصل السهم.
(2) الدبر: قرحة الدابة في ظهرها.
(3) قال الجوهري: التعريس: نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة الاستراحة ثم يرتحلون وقال الجزري: فيه عليكم بالدلجة وهو سير الليل: يقال: ادلج بالتخفيف إذا سار من اول الليل وادلج بالتشديد إذا سار من آخره والاسم منهما الدلجة والدلجة بالضم والفتح اقول: لا يبعد ان يكون المراد بالتعريس هنا النزل اول الليل؛ (آت).
(4) في بعض النسخ (حسن بن زيد النوفلي).
(5) الظاهر انه كان هو من الخوارج.
(*)

[350]


وهم يخلون من عالم؟ ! قال: فمن عالمهم اليوم؟ قيل: محمد بن علي بن الحسين بن علي (عل) قال: فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة فأستأذن على أبي جعفر (ع)، فقيل له: هذا عبدالله بن نافع، فقال: وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار؟ فقال له أبوبصير الكوفي: جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليها (ع) قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه، فقال له أبوجعفر: أتراه جاء‌ني مناظرا؟ قال: نعم، قال: يا غلام اخرج فحط رجاله وقل له: إذا كان الغد فأتنا قال: فلما أصبح عبدالله بن نافع غدا في صناديد أصحابه(1) وبعث أبوجعفر (ع) إلى جميع أبناء المهاجرين والانصار فجمعهم ثم خرج إلى الناس في ثوبين ممغرين وأقبل على الناس كأنه فلقة قمر(3) فقال: الحمد لله محيث الحيث(4) ومكيف الكيف ومؤين الاين(5) الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض - إلى آخر الآية - وأشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله إجتباه وهداه إلى صراط مستقيم.
الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين و الانصار من كانت عنده منقبة في علي بن أبي طالب (ع) فليقم وليتحدث قال: فقام الناس فسردوا(6) تلك المناقب - فقال عبدالله: أنا أروي لهذه المناقب من هؤلاء وإنما

___________________________________
(1) الصنديد: السيد الشجاع.
(2) قال الفيروزآبادي: المغرة ويحرك: طين احمر والممغر كمعظم: المصبوغ بها.
(3) الفلقة بالكسر: القطعة والشقة.
(4) اي جاعل المكان مكانا بايجاده؛ (آت).
(5) اي موجد الدهر والزمان فان الاين يكون بمعنى الزمان، يقال: آن اينك اي حان حينك. ذكره الجوهري ويحتمل ان يكون بمعنى المكان لها تاكيدا للاول او بان يكون حيث للزمان، قال ابن هشام: قال الاخفش: وقد ترد حيث للزمان ويحتمل ان يكون حيث تعليلية اي هو علة العلل و وجاعل العلل عللا؛ (آت).
(6) قال الجوهري: فلان يسرد الحديث سردا إذا كان جيد السياق.
(*)

[351]


أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين - حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر " لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " فقال أبوجعفر (ع): ما تقول في هذا الحديث فقال: هو حق لا شك فيه ولكن أحدث الكفر بعد، فقال له أبوجعفر (ع): ثكلتك أمك أخبرني عن الله عزوجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال ابن نافع: أعد علي فقال له أبوجعفر (ع): أخبرني عن الله جل ذكره أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال: إن قلت: لا، كفرت قال: فقال: قد علم قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟ فقال: على أن يعمل بطاعته(1)، فقال له أبوجعفر (ع): فقم مخصوما، فقام وهو يقول: حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر، الله أعلم حيث يجعل رسالته.
549 - أحمد بن محمد، وعلي بن محمد جميعا، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن الخطاب الواسطي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حماد الازدي، عن هشام الخفاف فقال قال لي أبوعبدالله (ع): كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها(2) قال: فقال: إن كان الامر على ماتقول فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت: هذا والله شئ لا اعرفه ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره، فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزء‌ا في ضوئها؟ قال: قلت: هذا والله نجم ماسمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره، فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ماتحسبون؟ ! ثم قال: فكم الزهرة من القمر جزء ا في ضوئه؟ قال: قلت: هذا شئ لا يعلمه إلا الله

___________________________________
(1) اي لان يعمل والحاصل ان الله انما يحب من يعمل بطاعته لانه كذلك فكيف يحب من يعلم انه على زعمك الفاسد يكفر ويحبط جميع اعماله؛ (آت).
(2) كانه زعم ان حركة الفلك في جميع المواضع دحوية؛ (آت).
(*)

[352]


عزوجل، قال: فكم القمر جزء ا من الشمس في ضوئها؟ قال: قلت: ما أعرف هذا؟ قال: صدقت، ثم قال: ما بال العسكرين(1) يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ويحسب هذا لصاحبه بالظفر، ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر فأين كانت النحوس؟ قال: فقلت: لا والله ما أعلم ذلك، قال: فقال: صدقت إن أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم.

________________________________________
(1) هذا بيان لخطأ المنجمين فان لك منجم يحكم لمن يريد ظفره بالظفر ويزعم ان السعد الذي رآه يتعلق به وهذا لعدم احاطتهم بارتباط النجوم بالاشخاص؛ (آت).