حديث القباب

300 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قال لي أبوجعفر (ع) ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء فقال: يا أبا حمزة هذه قبة أبينا آدم (ع) وإن الله عزوجل سواها تسعة وثلاثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين.
301 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبدالله (ع) فقال له: جعلت فداك هذه قبة آدم (ع)؟ قال: نعم ولله قباب كثيرة، ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عزوجل طرفة عين ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق، يبرؤون من فلان وفلان.
302 - علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (ع) قال: من خصف نعله ورقع ثوبه وحمل سلعته(2) فقد برئ من الكبر.
303 - عنه، عن صالح، عن محمد بن اورمة، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في

___________________________________
(2) السلعة بكسر السين: المتاع وما يشتري الانسان لاهله.
(*)

[232]


الربوبية، قال(1): فقال بعضنا لبعض: ماتصنعون بهذا نحن بالقرب منه(2) وليس منا في تقية قوموا بنا إليه، قال: فقمنا فوالله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء قد قام كل شعره من رأسه منه وهو يقول: لا لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم، لا لا بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
304 - عنه، عن صالح، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن لابليس عونا يقال له: تمريح إذا جاء الليل ملا ما بين الخافقين(3).
305 - عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبدالله بن طلحة قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل(4) فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لاشتمن عليا حتى يقوم من ههنا، قال: وقال: أبي ليس بموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال: وقال: إن عبدالملك بن مروان لمانزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة

___________________________________
(1) اي في ربوبية الصادق عليه السلام او جميع الائمة عليهم السلام ولعله كان غرضهم ما نسب اليهم من انه تعالى لما خلق انوار الائمة عليهم السلام فوض اليهم امر خلق العامل فهم خلقوا جميع العالم وقد نفوا عليهم السلام ذلك وتبرؤوا منه ولعنوا من قال به وقد وضعوا الغلاة اخبارا في ذلك ويحتمل ان يكونوا توهموا حلولا او اتحادا كالنصارى في عيسى عليه السلام.
(2) يعني الصادق عليه السلام.
(3) اي لاضلال الناس واضرارهم او للوساوس في المنام كما رواه الصدوق رحمه الله في اماليه عن ابيه باسناده عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان لابليس شيطانا يقال له: هزع يملا المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام ولعله هذا الخبرفسقط عنه بعض الكلمات في المتن والسند ووقع فيه بعض التصحيف؛ (آت) وفي بعض النسخ (تمريخ).
(4) المشهور بين الاصحاب استحباب ذلك الغسل؛ (آت).
(*)

[233]


الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد(1) ثم لفوه في الاكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده.
306 - عنه، عن صالح، عن محمد بن عبدالله بن مهران، عن عبدالملك بن بشير، عن عثيم بن سليمان، عن معاوية ين عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة(2).
307 - عنه، عن صالح، عن محمد بن عبدالله، عن عبدالملك بن بشير، عن أبي الحسن الاول (ع) قال: كان الحسن (ع) أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته وإن الحسين (ع) أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه.
308 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان(3) قال: سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم (ع) حيث هبط به إلى الارض وكم كان طول حواء؟ قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) أن الله عزوجل لما أهبط آدم وزوجته حواء (ع) إلى الارض كانت رجلا ه بثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل (ع) أن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه وأغمز حواء، غمزة فيصيرطولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها.

___________________________________
(1) لعلهم انها فعلوا ذلك ليصير ثقيلا او لانه ان مسه احد فوق الكفن لا يحسس بانه خشب؛ (آت).
(2) اي على الكافرين.
(3) مقاتل بن سليمان رجل عامي ضعيف ضعفه الفريقان نقل بن داود في الباب الثاني من رجاله عن البرقي انه عامي وهو مذكور في الحاوي في فصل الضعفاء. وفي تنقيح المقال عن ملحقات الصراح في ذكر معارف اهل التفسير من التابعين ومن تبعهم: الامام ابو الحسن مقاتل بن سليمان تفسيره مجلدان، وقال: لما قيل: لابي حنيفة: قدم مقاتل بن سليمان قال: إذا يجيئك بكذب كثير. إلى آخر ما قال وقال ابن حجر: مقاتل بن سليمان بن بشير البجلي الازدي الخراساني ابوالحسن البلخي، نزيل مرو ويقال له: ابن دوال دوز البصري المفسر، عن مجاهد وضحاك وعنه على بن الجعد وابن عيينة، اجمعوا على تضعيفه (لسان الميزان ج 6 ص 728) فعلى هذا لم نتعرض لما قالوا ائمة الحديث في توجيه هذا الخبر لانه لم يثبت عندنا صدوره عنهم عليهم السلام.
(4) الثنية في الجبل كالعقبة فيه وقيل: هو الطريق العالي فيه وقيل: اعلى الميل في رأسه. (النهاية) (*)

[234]


209 - عنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن رجل أصاب أباه سبي في الجاهلية فلم يعلم أنه كان أصاب أباه سبي في الجاهلية إلا بعد ما توالدته العبيد في الاسلام واعتق؟ قال: فقال: فلينسب إلى آبائه العبيد في الاسلام ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها إن كان [أبوه] معروفا فيهم ويرثهم ويرثونه.
310 - ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن عبدالمؤمن الانصاري، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة والفلج في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور الظالمين.
311 - ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الامام من آل محمد صلى الله عليه وآله قال: وثلاثة هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق: أبوسفيان أحدهم قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وعاداه ومعاويه قاتل عليا (ع) وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن علي (ع) وعاداه حتى قتله 312 - ابن محبوب، عن مالك بن عطية، بن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (ع) قال: لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل إلا بالنية(1) ولا عبادة إلا بالتفقه، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
313 - إبن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج(2) فبعث إلى رجل من

___________________________________
(1) اي لا يكون العمل مقبولا الا مع الاخلاص في النية وترك شوائب الرياء.
(2) هذا غريب اذ المعروف بين اهل السير ان هذا الملعون بعد الخلافة لم يات المدينة بل لم يخرج من الشام حتى مات ودخل النار ولعل هذا كان من مسلم بن عقبة والى هذا الملعون حيث بعثه لقتل اهل المدينة فجرى منه ما في قتل الحرة ما جرى وقد نقل انه جرى بينه وبين علي بن الحسين عليهما السلام قريب من ذلك فاشتبه على بعض الرواة؛ (آت) هذا الاحتمال في غاية البعد فان مسلم بن عقبة لم يكن قرشيا. ثم ان المسعودي روى عكس ذلك قال ان مسلم بن عقبة لما نظر إلى على بن الحسين عليه السلام سقط في يديه وقام واعتذر منه، فقيل له في ذلك فقال قد ملا قلبي نه رعبا. (*)

[235]


قريش فأتاه فقال له يزيد: اتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والاسلام وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني فكيف أقرلك بماسألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي (ع) ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر به فقتل.
(حديث على بن الحسن (ع) مع يزيد لعنه الله) ثم أرسل إلى علي بن الحسين (ع) فقال له: مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين (ع): أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالامس؟ فقال له يزيد لعنه الله: بلى فقال له علي بن الحسين (ع): قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع، فقال له يزيد لعنه الله: أولى لك(1) حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.
314 - الحسين بن محمد الاشعري، عن علي بن محمد بن سعيد(2)، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال: حدثني عبدالله بن المغيرة قال: قلت لابي الحسن (ع): إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الاسلام وراء ظهره وهوالمكذب بجميع القرآن والانبياء والمرسلين، قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.
315 - محمد بن سعيد قال: حدثني القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن

___________________________________
(1) اي الشر قريب بك، وفي المرآة (قال الجوهري: قولهم: اولى لك تهدد ووعيد وقال الاصمعي: معناه قاربه ما يهلكه اي نزل له انتهى وهذا لا يناسب المقام وان يكون الملعون بعدفي مقام التهديد ولم يرض بذلك عنه عليه السلام ويحتمل ان يكون مراده ان هذا أولى لك وأحرى مما صنع القرشي).
(2) كذا في اكثر النسخ وقال المجلسي رحمه الله الظاهر إما سعد أو علي بن محمد بن ابي سعيد.
وقد مر الكلام فيه ص 227. تحت رقم 5 في الهامش.
(3) لعل مراد الراوي بالناصب المخالف كما هو المصطلح في الاخبار وانهم لا يبغضون اهل البيت ولكنهم يبغضون من قال بامامتهم بخلاف الزيدية فانهم كانوا يعاندون اهل البيت ويحكمون بفسقهم لعدم خروجهم بالسيف؛ (آت)
(4) اي مثلان.
(*)

[236]


أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الائمة يقدر على الانتصاف(1) فلم يفعل ألبسه الله عزوجل الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا.
316 - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل، عن أبي شبل قال: قال لي أبوعبدالله (ع) ابتداء امنه أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا(2) أما والله ما بين الرجل وبين أن يقرالله عينه(3) إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان وأومأ بيده إلى حلقه فمد الجلدة، ثم أعاد ذلك فوالله ما رضي حتى حلف لي فقال: والله الذي لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي (ع) بذلك يا أبا شبل أماترضون أن تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أما ترضون أن تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أماترضون ان تحجوا ويحجوا فيقبل الله جل ذكره منكم ولا يقبل منهم والله ما تقبل الصلاة إلا منكم ولا الزكاة إلا منكم ولا الحج إلا منكم فاتقوا الله عزوجل فإنكم في هدنة(4) وأدوا الامانة فإذا تميز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما أطعتمونا(5) أليس القضاة والامراء وأصحاب المسائل منهم؟ قلت: بلى، قال (ع): فاتقوا الله عزوجل فإنكم لا تطيقون الناس كلهم إن الناس أخذوا ههنا وههنا وإنكم أخذتم حيث أخذ الله عزوجل، إن الله عزوجل اختار من عباده محمدا صلى الله عليه وآله فاخترتم خيرة الله، فاتقوا الله وأدوا الامانات إلى الاسود والابيض وإن كان حروريا وإن كان شاميا(6).

___________________________________
(1) الانتصاف: الانتقام.
(2) اي كمحيانا في التوفيق والهداية والرحمة ومماتكم كمماتنا في الوصول إلى السعادة الابدية؛ (آت).
(3) برؤية مكانه في الجنة ومشاهدة النبي والائمة صلوات الله عليهم وسماع البشارات منهم زرقنا الله وسائر المؤمنين؛ (آت).
(4) (هدنة) اي مصالحة مع المخالفين والمنافقين، لا يجوز لكم الان منازعتهم؛ (آت)
(5) اي مادمتم مطيعين لنا؛ (آت)
(6) (ان كانت حروريا) اي من خوارج العراق.(وان كان شاميا) اي من نواصب الشام.
(*)

[237]


317 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن أخي أبي شبل، عن أبي شبل، عن أبي عبدالله (ع) مثله(1).
318 - سهب بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبدالله (ع) فقلت، له: إن أهل الموقف لكثير قال: فصرف ببصره فأداره فيهم ثم قال: ادن مني يا أبا عبدالله غثاء(2) يأتي به الموج من كل مكان، لا والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل الله إلا منكم.
319 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله (ع) إذ دخلت عليه، أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه فقال أبوعبدالله (ع): أيسرك أن تسمع كلامها فقلت: نعم فقال: أما الآن فأذن لها قال: وأجلسني معه على الطنفسة(3) ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة فسألته عنهما فقال لها: توليهما؟ قالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما قال: نعم، قالت: فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراء‌ة منهما وكثير النوا يأمرني بولايتهما فأيهما خير وأحب إليك؟ قال: هذا والله أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إن هذا يخاصم فيقول: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون(4) " " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون(5) " " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون(6) ".
320 - عنه، عن المعلى، عن الحسن، عن أبان، عن أبي هاشم قال: لما أخرج

___________________________________
(1) رقمه المجلسي رحمه الله سهوا من قلمه الشريف ولا يكون لنا بد الا ان نرقمه لئلا نوقع في التكلف لدى التطبيق.
(2) الغثاء بالضم والمد: ما يجئ فوق السيل مما يحتمله من الزبد والوسخ وغيره.
(3) هي البساط الذي له حمل رقيق.
(4) المائدة: 44.
(5) المائدة: 45.
(6) المائدة: 47 وقد مضى بعينه سندا ومتنا تحت رقم 71.
(*)

[238]


بعلي (ع)(1) خرجت فاطمة (عليها السلام) واضعة قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسها خذة بيدي إبنيها فقالت: مالي ومالك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي(2) والله لو لا أن تكون سيئة لنشرت شعري ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم: ما تريد إلى(3) هذا ثم أخذت بيده فانطلقت به.
321 - أبان، عن علي بن عبدالعزيز، عن عبدالحميد الطائي، عن أبي جعفر (ع) قال: والله لونشرت شعرها ما تواطرا(4).
322 - أبان، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبوعبدالله (ع): إن ولد الزنى يستعمل إن عمر خيرا جزئ به وإن عمل شرا جزئ به.
3 32 - أبان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه(5) فقال له: الوزغ ابن الوزغ، قال أبوعبدالله (ع) فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث.
324 - أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما ولد مروان عرضوا به لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يدعو له، فأرسلوا به إلى عائشة ليدعو له، فلما قربته منه قال: أخرجوا عني الوزغ ابن الزوغ، قال زرارة: ولا أعلم إلا أنه قال: ولعنه.

___________________________________
(1) مضمر او موقوف.
(2) المشهور في كتب اللغة ان الايتام ينسب إلى المرأة يقال: ايتمت المراة اي صار اولادها يتامى.
وقولها عليها السلام: (ترملني) الارملة: المراة التي لا زوج لها وقولها سلام الله عليها: (ان يكون سيئة) اي مكافأة السيئة بالسيئة وليست من دأب الكرام فيكون اطلاق السيئة عليها مجازا او المراد مطلق الاضرار ويحتمل ان يكون المراد المعصية اي فنهيت عن ذلك ولا يجوز لي فعله؛ (آت)
اقول: اي لولا ان يكون هذا العمل سيئة لفعلت.
(3) لعل فيه تضمين معنى القصد اي قال مخاطبا لابي بكر او عمر: ما تريد بقصدك إلى هذا الفعل اتريد ان تنزل عذاب الله على هذه الامة؛ (آت)
(4) (طرا) اي جميعا، نصبه على المصدر او على الحال.
(5) اي كانا يسترقان السمع ليسمعا ما يخبر به ويحكيه النبي صلى الله عليه واله مع اهل بيته وازواجه ويخبرا به المنافقين وانما سماهما وزغا لما مر ان بني امية يمسخون بعد الموت وزغا لان الوزغ يستمع الحديث فشبههما لذلك به؛ (آت) اقول: لا يبعد كونهما جاسوسين مبعوثين من قبل حزبهم الاموي لذلك وقوله (يرون) اي يعلمون. (*)

[239]


325 - أبان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن عمر لقى أمير المؤمنين (ع) فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية " بأيكم المفتون(1) " تعرضا بي وبصاحبي؟ قال: أفلا اخبرك بآية نزلت في بني امية " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم(2) " فقال: كذبت، بنو امية أوصل للرحم منك ولكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم وعدي وبني امية(3).
326 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،(4) عن أبي عبدالله (ع) قال: كان علي (ع) يقوم في المطر أول مايمطر حتى يبتل رأسه و لحيته وثيابه، فقيل له: يا أمير المؤمنين الكن الكن(5) فقال: إن هذا ماء قريب عهد بالعرش.
ثم أنشا يحدث فقال: إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات فإذا أراد الله عز ذكره أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم أوحى الله إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى سماء الدنيا فيما أظن(6) فيلقيه إلى السحاب والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى الله إلى الريح أن اطحنيه واذيبيه ذوبان الماء، ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا فأمطري عليهم فيكون كذا وكذا عبابا(7) وغير ذلك فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به فليس من قطرة تقطر إلا ومعها ملك حتى يضعها موضعها ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلا بعدد معدود ووزن معلوم إلا ما كان من يوم الطوفان

___________________________________
(1) القلم: 6.
(2) محمد: 22.
(3) قد مر بعينه تحت رقم 76
(4) مسعدة ابن صدقة على ما ذكره الشيخ في رجاله رجل عامي بترى له كتاب. ضعفه غير واحد من الاعلام، وقال ابن الحجر بعد عنوانه في لسان الميزان: عن مالك وعنه سعيد بن عمرو، قال الدار قطني: متروك إلى اخر ما قال.
(5) بالنصب اي ادخل الكن او اطلبه. والكن بالكسر: وقاء كل شئ وما يستتر به من بناء ونحوه.
(6) هذا كلام الراوي.
(7) العباب: معظم السيل وارتفاعه.
(*)

[240]


على عهد نوح (ع) فإنه نزل ماء منهمر(1) بلا وزن ولا عدد.
قال: وحدثني أبوعبدالله (ع) قال: قال لي أبي (ع): قال أمير المؤمنين (ع): قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل جعل السحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتى يصير ماء ا لكي لا يضر به شيئا يصيبه، الذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله عزوجل يصيب بها من يشاء من عباده.
ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تشيروا إلى المطر ولا إلى الهلال فإن الله يكره ذلك.
327 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط رفعه قال: كتب أمير المؤمنين (ع) إلى ابن عباس: أما بعد فقد يسر المرء ما لم يكن ليفوته ويحزنه ما لم يكن ليصيبه أبدا وإن جهد فليكن سرورك بما قدمت من عمل صالح أو حكم(2) أو قول وليكن أسفك فيما فرطت فيه من ذلك ودع ما فاتك من الدنيا فلا تكثر عليه حزنا وما أصابك منها فلا تنعم به سرورا(3) وليكن همك فيما بعد الموت والسلام.
328 - سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن أبي الصامت، عن أبي عبدالله (ع) قال: مررت أنا وأبوجعفر (ع) على الشيعة وهم ما بين القبر والمنبر، فقلت لابي جعفر (ع): شيعتك ومواليك جعلني الله فداك، قال: أين هم؟ فقلت: أراهم ما بين القبر والمنبر، فقال: اذهب بي إليهم فذهب فسلم عليهم، ثم قال: والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم فأعينوا مع هذا بورع واجتهاد، إنه لا ينال ما عند الله إلا بورع و اجتهاد وإذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به، أما والله إنكم لعلى ديني ودين آبائي إبراهيم و إسماعيل وإن كان هؤلاء على دين اولئك فأعينوا على هذا بورع واجتهاد(4).
329 - أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر،

___________________________________
(1) اي منصب سائل من غير تقاطر او كثير من غير ان يعلم وزنها وعددها الملائكة؛ (آت)
(2) اي حكمة او قضاء حق قضى به على نفسه او غيره؛ (آت)
(3) اي لا تزد في السرور ولا تبالغ فيه.
(4) قد مر مثله تحت رقم 259.
(*)

[241]


عن الربيع بن محمد المسلي، عن أبي الربيع الشامي قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى [لا] يكون بينهم وبين القائم بريد(1) يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه.
330 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون ابن خارجة، عن أبي عبدالله (ع) قال: من استخار الله راضيا بما صنع الله له خار الله له حتما(2) 331 - سهل بن زياد، عن داود بن مهران، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن رجل، عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف(3) أمير المؤمنين (ع) فقال لي: يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم ما جاء بك قلت: جئت أسألك عن ثلاث: عن الشرف وعن المروء‌ة وعن العقل، قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان شرف وأما المروء‌ة فإصلاح المعيشة وأما العقل فمن اتقى الله عقل.
332 - سهل بن زياد(5)، عن علي بن حسان، عن علي بن أبي النوار، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر (ع): جعلت فداك لاي شئ صارت الشمس أشد حرارة من القمر؟ فقال: إن الله خلق الشمسن من نور النار وصفو الماء، طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من نار فمن ثم صارت أشد حرارة من القمر، قلت: جعلت فداك والقمر؟ قال: إن الله تعالى ذكره خلق القمر من ضوء نور النار وصفو الماء، طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء فمن ثم صار القمر أبرد من الشمس.

___________________________________
(1) البريد: أربع فراسخ وفي بعض النسخ (لا يكون) فالمراد بالبريد الرسول اي يكلمهم في المسافات البعيدة بلا رسول وبريد؛ (آت).
(2) اي طلب في كل امر يريده وياخذ فيه ان يتيسر الله له ماهو خير له ي دنياه واخرته ثم يكون راضيا بما صنع الله له يات الله بخيره البتة؛ (آت)
(3) الاشتداد والشد: العدو.
(4) خفق النعل: صوتت. وخفق النعال: صوتها.
(5) سهل بن زياد هو ابوسعيد الادمى الرازي كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه. (قاله النجاشي).
(*)

[242]


333 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الهيثم، عن زيد أبي الحسن قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: من كانت له حقيقة ثابتة(1) لم يقم على شبهة هامدة حتى يعلم منتهى الغاية ويطلب الحادث من الناطق عن الوارث وبأي شئ جهلتم ما أنكرتم(2) وبأي شئ عرفتم ماأبصرتم إن كنتم مؤمنين.
334 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الحمن رفعه قال: قال أبوعبدالله (ع) ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الحق الباطل وذلك قوله: عزوجل: " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق(3) ".
335 - عنه، عن أبيه مرسلا قال: قال أبوجعفر (ع): لا تتخذوا من دون الله وليجة(4) فلا تكونوا مؤمنين، فإن كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كما يضمحل الغبار(5) الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود(6) إلا ما أثبته القرآن.
336 - علي بن محمد بن عبدالله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله (ع) قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر، فمن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسئ ورحمة الفقير وتعهد

___________________________________
(1) اي حقيقة ثابتة من الايمان وهي خالصه ومحضه وما يحق ان يقال: انه ايمان ثابت لا يتغير من الفتن والشبهات. وقوله: (لم يقم على شبهة هامدة) اي على امر مشتبه باطل في دينه لم يعلم حقيقته بل يطلب اليقين حتى يصل إلى غاية ذلك الامر او غاية امتداد ذلك الامر؛ (آت)
(2) اي فارجعوا إلى انفسكم وتفكروا في ان ما جهلتموه لاي شئ جهلتموه، ليس جهلكم الا من تقصيركم في الرجوع إلى ائمتكم وفي ان ما عرفتموه لان كل شئ عرفتموه لم تعرفوه الا بما وصل اليكم عن علومهم ان كنتم مؤمنين بهم عرفتم ذلك؛ (آت)
(3) الانبياء: 18.
(4) وليجة الرجل: بطانته واخلاء ه وخاصته.
(5) في بعض النسخ (كالغبار).
(6) الجود بالفتح: المطر الواسع الغزير.
(*)

[243]


الجار والاقرار بالفضل لاهله وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة فمنهم الكذب والبخل والنميمة والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حقه و تعدي الحدود التي أمر الله وركوب الفواحش ما ظهر منها ما وبطن والزنى والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح فكذب من زعم أنه معنا وهو متعلق بفروع غيرنا.
337 - عنه، وعن غيره، وعن أحمدبن محمدبن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال لرجل: اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله فإنه من قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع وخذ حظك من آخرتك.
وقال أبوعبدالله (ع): أنفع الاشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه وأشد شئ مؤونة إخفاء الفاقة وأقل الاشياء غناء‌ا(1) النصيحة لمن لا يقبلها ومجاورة الحريص و أرواح الروح اليأس من الناس(2).
وقال: لا تكن ضجرا ولا غلقا(3) وذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك ومن له الفضل عليك فإنما أقررت بفضله لئلا تخالفه ومن لا يعرف لاحد الفضل فهو المعجب برأيه(5).
وقال لرجل: إعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل لله تبارك وتعالى ولا رفعة لمن لم يتواضع لله عزوجل.
وقال لرجل: أحكم أمر دينك كما أحكم أهل الدنيا أمر دنياهم فإنما جعلت

___________________________________
(1) الغناء بالفتح والمد: النفع.
(2) اي اكثر الاشياء راحة.
(3) (ضجرا) اي تبرما عند البلايا. وقوله: (غلقا) بكسر اللام: اي سئ الخلق قال الجزري: الغلق بالتحريك: ضيق الصدر وقلة الصبر. ورجل غلق اي: سئ الخلق.
(4) الظاهر ان المراد بمن خالفه من كان فوقه في العلم والكمال من الائمة عليهم السلام والعلماء من اتباعهم وما يامرون به غالبا مخالف لشهوات الخلق فالمراد بالاحتمال قبول قولهم وترك الانكار لهم وان خالف عقله وهواه ويمكن ان يكون المراد بمن خالفه سلاطين الجور وبمن له الفضل الائمة العدل فالمراد احتمال أذاهم ومخالفتهم؛ (آت).
(5) (المعجب) بفتح الجيم اي عد رايه حسنا ونفسه كاملا.

[244]


الدنيا شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الاخرة فاعرف الاخرة بها ولا تنظر إلى الدنيا إلا بالاعتبار(1).
338 - عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك، اعلم أن العمل الدائم القليل على يقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير على غير يقين.
واعلم انه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله(2) والكف عن أذى المؤمنين و اغتيابهم ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ولا مال انفع من القنوع باليسير المجزي ولا جهل أضر من العجب.
339 - ابن محبوب، عن عبدالله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين (ع) يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (ع) فقال: أخبرني إن كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس؟ فقال أمير المؤمنين (ع): يا حسين أجب الرجل.
فقال الحسين (ع): أما قولك: أخبرني عن الناس، فنحن الناس ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس(4) " فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي أفاض بالناس.

___________________________________
(1) أي كما أن أهل الدنيا بذلوا جهدهم في تحصيل دنياهم الفانية فابذل انت جهدك في تعمير النشأة الباقية وانظر النعم الدنيا ولذاتها واعرف بها فضل الاخرة التي ليس فيها شئ منها؛ (آت)
(2) اي هذا الورع انفع من ورع من تجنب المكروهات والشبهات ولا يبالي بارتكاب المحرمات؛ (آت)
(3) لانه ينشأ من الجهل بعيوب النفس وجهلالاتها ونقائصها؛ (آت)
(4) البقرة: 199.
(*)

[245]


وأما قولك: أشباه الناس، فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا ولذلك قال إبراهيم عليه السلام: " فمن تبعني فإنه مني(1) ".
وأما قولك: النسناس، فهم السواد الاعظم واشار بيده إلى جماعة الناس ثم قال: " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا(2) ".
340 - علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (ع) عنهما(3) فقال: يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك البير منا الصغير، إنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا(4) في الاسلام لا يسكر ابدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا(5).
ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا [أ] وتكلم متكلمنا لابدى من امورهما ما كان يكتم ولكتم من امورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليمهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
341 - حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الاسود وأبوذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ثم عرف اناس بعد يسير وقال: هؤلاء الذين

___________________________________
(1) ابراهيم: 36.
(2) الفرقان: 44.
(3) هما رجلان معروفان عند الراوي.
(4) بثق السيل موضع كذا يبثق بثقا بفتح الباء وبتقا بكسرها عن يعقوب اي خرقه وبثقه اي انفجر؛ (الصحاح). وقوله: (لا يسكر) اي لا يسد.
(5) لعل كلمة (او) بمعنى الواو كما يدل عليه ذكره ثانيا بالواو ويحتمل ان يكون الترديد من الراوي ويحتمل ان يكون المراد بالقائم الامام الثاني عشر عليه السلام كما هو المتبادر وبالمتكلم من تصدى لذلك قبله عليه السلام.
(6) (اهل رده) بالكسر اي ارتداد.
(*)

[246]


دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين (ع) مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين(1) ".
342 - حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر يوم فتح مكة فقال: إيها الناس إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها ألا إنكم من آدم (ع) وآدم من طين، ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه، إن العربية ليست باب والد ولكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه، ألا إن كان دم كان في الجاهلية أو إحنة - والاحنة الشحناء - فهى تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة.
343 - حنان عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الانبياء(3) ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا وإن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين (ع) فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
344 - حنان، عن أبي الخطاب، عن عبد صالح (ع) قال: إن الناس أصابهم قحط شديد على عهد سليمان بن داود (ع) فشكوا ذلك إليه وطلبوا إليه أن يستسقي لهم قال: فقال: لهم إذا صليت الغداة مضيت فلما صلى الغداة مضى ومضوا، فلما أن كان في بعض الطريق إذا هو بنملة رافعة يدها إلى السماء واضعة قدميها إلى الارض وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم، قال: فقال سليمان (ع): ارجعوا فقد سقيتم بغيركم، قال: فسقوا في ذلك العام ما لم يسقوا مثله قط.
345 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن

___________________________________
(1) آل عمران: 144.
(2) في بعض النسخ (لم يبلغ حسبه).
(3) فيه رد على بعض المخالفين الذين قالوا بنبوتهم وما ورد في اخبارنا موافقا لهم محمول على التقية؛ (آت)
(4) هما رجلان معلومان عند الراوي.
(*)

[247]


سعيد، عن خلف بن عيسى، عن أبي عبيد المدائني، عن أبي جعفر (ع) قال: إن لله تعالى ذكره عبادا ميامين مياسير، يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم(1) وهم في عباده بمنزلة القطر ولله عزوجل عباد ملاعين مناكير، لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده بمنزله الجراد لا يقعون على شئ إلا أتوا عليه(2).
346 - الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى [جميعا] عن محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن الحسن(3) بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (ع) أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني.
فوقع بخطه: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك، فلو قد قام سيد الخلق(4) لقالوا: " يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون(5) ".
347 - محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن أحمد بن الريان، عن أبيه عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (ع) قال: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عزوجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الاعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله عزوجل وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله.
إن معرفة الله عزوجل آنس من كل وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم.

___________________________________
(1) الكنف: الجانب، الظل، جناح الطائر والجمع اكناف وكنف الانسان: حضنه او العضدان والصدر ويقال: انت في كنف الله اي في حرزه ورحمته. قال المجلسي رحمه الله: الحاصل ان الناس مختلفون في اليمن واليسر والبركة ونفع الخلق واضدادها فمنهم نفاعون كقطر المطر يوسع الله عليهم ويوسعون على الناس ويعيش الناس في ظل حمايتهم وحفظههم ونفعهم ومنهم من هو بضد ذلك (ملاعين) اي مبعدون من رحمه الله، (مناكير) جمع منكر اي لا يتأتي منهم المعروف.
(2) قال الجوهري: اتى عليه اي اهلكه.
(3) في بعض النسخ (الحسين).
(4) اي المهدى عليه السلام.
(5) يس: 51.
(*)

[248]


ثم قال (ع): وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الارض برحبها فما يردهم عما هم عليه(1) شئ مما هم فيه من غير ترة وتروا(2) من فعل ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم.
348 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: ما خلق الله عزوجل خلقا أصغر من البعوض(3) والجرجس أصغر من البعوض والذي نسميه نحن الولع أصغر من الجرجس(4) ومافي الفيل شئ إلا وفيه مثله وفضل على الفيل بالجناحين.
349 - محمد بن يحيى عن أحمدبن محمد بن عيسى، عن محمدبن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن زيد بن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم(5) "، قال: نزلت في ولاية علي (ع).
قال: وسألته عن قول الله عزوجل: " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في

___________________________________
(1) (مناشير) جمع منشار: آلة ذات اسنان ينشر به الحشب.
وقوله: (عماهم عليه) اي من دينهم الحق.
(2) اي مكروه او جناية اصابوا منهم قال الفيروزآبادي: وتر الرجل افزعه وادركه بمكروه ووتره ماله نقصه اياه وقال الجزري: الترة: النقص وقيل التبعة والهاء فيه عوض الواو المحذوفة؛ (آت).
(3) لعل مراده عليه السلام اي من سائر انواعه ليستقيم؛ (آت) والجرجس بالكسر: البعوض الصغار.
(4) يحتمل ان يكون الحصر في الاول اضافيا كما ان الظاهر انه لا بد من تخصيصه بالطيور اذ قد يحس من الحيوانات ماهو اصغر من البعوض الا ان يقال: يمكن ان يكون للبعوض انواع صغار ولا يكون شئ من الحيوان اصغر منها. والولع غير مذكور في كتب اللغة والظاهر انه ايضا من البعوض اي من سائر انواعه؛ (آت)
(5) الانفال: 24.
(*)

[249]


ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين(1) " قال: فقال الورقة السقط والحبة الولد وظلمات الارض الارحام والرطب ما يحيا من الناس واليابس ما يقبض و كل ذلك في إمام مبين(2).
قال: وسألته عن قول الله عزوجل: " قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم(3) " فقال: عنى بذلك أي انظروا في القرآن فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم وما أخبركم عنه.
قال: فقلت: فقوله عزوجل: " وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون(4) "؟ قال: تمرون عليهم في القرآن، إذا قرأتم القرآن، تقرأ ما قص الله عزوجل عليكم من خبرهم.
350 - عنه، عن ابن مسكان، عن رجل من أهل الجبل لم يسمه قال: قال أبوعبدالله (ع): عليك بالتلاد(5) وإياك وكل محدث لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك فإن الناس أعداء النعم(6).

___________________________________
(1) الانعام: 59.
(2) يعني في اللوح المحفوظ وهذا كقوله سبحانه: (وكل شئ احصيناه في امام مبين) وهو تفسير للكتاب المبين ولعله انما سمى بالامام لتقدمه على سائر الكتب وانما فسر السير في الارض بالنظر في القرآن لمشاركتها في كونهما طريقا إلى معرفة احوالهم. (وانكم لتمرون عليهم مصبحين) اي حين دخولكم في الصباح، نزلت في قوم لوط يعني انكم يا اهل مكة لتمرون على منازلهم في متاجركم إلى الشام فان سدوم التي هي بلدتهم في طريقة؛ (في).
(3) الروم: 42. وفيها (كيف كان عاقبة الذين من قبل كان اكثرهم مشركين).
(4) الصافات: 1374، 138.
(5) بكسر التاء وقال الجوهري: التالد: المال القديم الاصلي الذي ولد عندك وهو نقيض الطارف وكذلك التلاد والاتلاد واصل التاء فيه واو. اقول: الاظهر ان المراد عليك بمصاحبة الصاحب القديم الذي جربته وبينك وبينه ذمم وعهود واحذر عن مصاحبة كل صاحب محدث جديد لا عهد له معك ولم تعرف له امانة ولم يحصل بينك وبينه ذمة وعهد وميثاق؛ (آت).
(6) اي يريدون زوالها عن صاحبها حسدا او يفعلون ما يوجب زوال النعمة وان كان بجهالتهم؛ (آت) (*)

[250]


351 - يحيى الحلبي، عن أبي المستهل(1)، عن سليمان بن خالد قال: سألني أبوعبدالله (ع)(2) فقال: ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا؟ قال: قلت:

___________________________________
(1) الظاهر انه هو الكميت (آت)
(2) انما سأله عليه السلام ذلك لانه كان خرج مع زيد ولم يخرج من اصحاب ابي جعفر عليه السلام معه غيره ولنذكر بعض اخبار زيد ليتضح مفاد هذا الخبر. روى السدى عن اشياخه ان زيد بن علي ومحمد بن عمر بن علي بن ابي طالب وداود بن علي بن عبدالله بن العباس دخلوا على خالد بن عبدالله القسرى وهو وال على العراق فاكرمهم واجازهم ورجعوا إلى المدينة فلما ولى يوسف عمر العراق وغزل خالد كتب إلى هشام بن عبدالملك يخبره بقدومهم على خالد وانه احسن جوارهم وابتاع من زيد بن علي ارضا بعشرة الاف دينا رثم رد الارض اليه فكتب هشام إلى واليه بالمدينة ان يسرحهم اليه ففعل فلما دخلوا عليه سألهم عن القصة فقالوا: اما الجوائز فنعم واما الارض فلا فاحلفهم فحلفوا له فصدقهم وردهم مكرمين وقال وهب بن منبه: جرت بين زيد بن علي وبين عبدالله ابن الحسن بن الحسن خشونة تسابا فيها وذكرا امهات الاولاد فقدم زيد على هشام بهذا السبب فقال له هشام: بلغني انك تذكر الخلافة ولست هناك فقال: ولم؟ فقال: لانك ابن امة، فقال قد كان اسماعيل عليه السلام ابن امة فضربه هشام ثمانين سوطا.
وذكر ابن سعد عن الواقدي ان زيد بن؟ قدم على هشام، رفع اليه دينا كثيرا وحوائج فلم يقض منها شيئا فاسمعه هشام كلاما غليظا فخرج من عند هشام وقال: ما احب احد الحياة الا ذل ثم مضى إلى الكوفة وبها يوسف بن عمر عامل هشام.
قال الواقدي: وكان دينه خمسمائة الاف درهم، فلما قتل قال هشام: ليتنا قضيناها وكان اهون مما صار اليه.
قال الواقدي: وبلغ هشام بن عبدالملك مقام زيد بالكوفة فكتب إلى يوسف بن عمر ان اشخص زيدا إلى المدينة فاني اخاف ان يخرجه اهل الكوفة لانه حلو الكلام لسن مع ما فيه من قرابة رسول الله، فبعث يوسف بن عمر إلى زيد يامره بالخروج إلى المدينة وهو يتعلل عليه والشيعة تتردد اليه فأقام زيد بالكوفة خمسة اشهر ويوسف بن عمر مقيم بالحيرة فبعث اليه يقول: لا بد من اشخاصك، فخرج زيد المدينة وتبعة الشيعة يقولون: اين تذهب ومعك منا مائة الف يضربون دونك بسيوفهم ولم يزالوا به حتى رجع إلى الكوفة فبايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ومنصور بن حزيمة في آخرين فقال له داود بن علي: يا ابن ام لا يغرنك هؤلاء من نفسك ففي اهل بيتك لك اتم العبرة وفي خذلانهم اياهم كفاية ولم يزل به حتى شخص إلى القادسية فتبعه جماعة يقولون له: ارجع فانت المهدي وداود يقول: لا تفعل فهؤلاء قتلوا أخاك واخوتك وفعلوا ما فعلوا فبايعه منهم خمسة عشر الفا على نصر كتاب الله وسنة رسوله وجهاد الظالمين ونصر المظلومين واعطاء المحرومين ونصرة أهل البيت على عدوهم فاقام مختفيا على هذا سبعة عشر شهرا والناس يتناوبونه من الامصار والقرى ثم اذن للناس بالخروج فتقاعد عنه جماعة ممن بايعه وقالوا: ان الامام جعفر بن محمد بن علي واعد من وافقه على الخروج في اول ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة فخرج فوفى اليه مائتا رجل وعشرين رجلا فقال: سبحان الله أين القوم؟ فقالوا: في المسجد محسورون وجاء يوسف بن عمر في جموع اهل الشام فاقتتلوا فهزمهم زيد ومن معه فجاء سهم في جبهته فوقع فادخلوه بيتا ونزعوا السم من وجهه فمات وجاؤوا به إلى نهر فاسكروا الماء وحفروا له ودفنوه واجروا عليه الماء وتفرق الناس وتوارى ولده يحيى بن زيد فلما سكن الطلب خرج في نفر من الزيدية إلى الخراسان وجاء واحد ممن حضر دفن زيد إلى يوسف بن عمر فدله على قبره فنبشه وقطع رأسه وبعث إلى هشام فنصبه على باب دمشق ثم أعاده إلى المدينة فنصبه بها ونصب يوسف بدنه بالكوفة حتى مات هشام بن عبدالملك وقام الوليد فامر به فاحرق.
وقيل: ان هشاما احرقه فلما ظهر بنو العباس على بني امية نبش عبدالصمد ابن علي وقيل: عبدالله على هشام بن عبدالملك فوجده صحيحا فضربه ثمانين سوطا واحرقه بالنار كما فعل بزيد وكان سنة يوم قتل اثنين وعشرين ومائة.
وقال الواقدي: سنة ثلاث وعشرين ومائة يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر.
وقيل: سنة عشرين وقيل: سنة إحدى وعشرين؛ (آت).

[251]


خصال ثلاث أما إحداهن فقلة من تخلف معنا(1) إنما كنا ثمانية نفر وأما الاخرى فالذي تخوفنا من الصبح أن يفضحنا وأما الثالثة فإنه كان مضجعه الذي كان سبق إليه(2) فقال: كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه؟ قلت: قذفة حجر، فقال: سبحان الله أفلا كنتم أوقرتموه حديدا وقذفتموه في الفرات وكان أفضل، فقلت: جعلت فداك لا والله ما طقنا لهذا(3) فقال: أي شئ كنتم يوم خرجتم مع زيد؟ قلت: مؤمنين قال: فما كان عدوكم؟ قلت: كفارا، قال: فإني أجد في كتاب الله عزوجل: يا أيها الذين آمنوا " إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها(4) " فابتدأتم أنتم بتخلية من

___________________________________
(1) اي من اتباع زيد فان بعضهم قتل وبعضهم هرب؛ (آت)
(2) اي كان نزل فيه اولا او كان سبق في علم الله؛ (آت)
(3) كذا في اكثر النسخ والظاهر اطقنا؛ (آت)
(4) محمد: 4. (يا ايها الذين آمنوا) ليست من القرآن.
(*)

[252]


أسرتم(1) سبحان الله مااستطعتم أن تسيروا بالعدل ساعة.
352 - يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله عزوجل أعفى نبيكم(2) أن يلقى من امته ما لقيت الانبياء من أممها وجعل ذلك علينا
353 - يحيى، عن عبدالله بن مسكان، عن ضريس قال: تمارى الناس عند أبي جعفر (ع) فقال بعضهم: حرب علي شر(3) من حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال بعضهم: حرب رسول الله صلى الله عليه وآله شرمن حرب علي (ع) قال: فسمعهم أبوجعفر (ع) فقال: ما تقولون؟ فقالوا: أصلحك الله تمارينا في حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وفي حرب علي (ع) فقال بعضنا: حرب علي (ع) شر من حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال بعضنا: حرب رسول الله صلى الله عليه وآله شر من حرب علي (ع)، فقال أبوجعفر (ع): لا بل حرب علي (ع) شر من حرب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت له: جعلت فداك أحرب علي (ع) شر من حرب رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم وساخبرك عن ذلك، إن حرب رسول الله صلى الله عليه وآله لم قروا بالاسلام وإن حرب علي (ع) أقروا بالاسلام ثم جحدوه.
4 35 - يحيى بن عمران، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قي قول الله عزوجل: " وآتيناه أهله ومثلهم معهم(4) " قلت: ولده كيف اوتي مثلهم معهم؟ قال: أحياله من ولده الذين كانواماتوا قبل ذلك بآجالهم مثل الذين هلكوا يومئذ.
355 - يحيى، عن الحلبي، عن المثني، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) في قول

___________________________________
(1) اي كان الحكم ان تقتلوا من اسرتم في اثناء الحرب فخليتموهم ولم تقتلوهم فاذا ظفروا عليكم فما استطعتم ان تسيروا بالعدل اي بالحق ساعة ويحتمل ان يكون غرضه بيان انهم لم يكونوا مستأهلين لجهلهم كما ورد في اخبار آخر؛ (آت)
(2) اي وهب الله له العافية (آت)
(3) اي محاربوه عليه السلام.
(4) الانبياء: 84. والضمير راجع إلى ايوب عليه السلام.
(*)

[253]


الله عزوجل: " كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما(1) " قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج فلذلك هم يزدادون سوادا.
356 - الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت عبدالملك بن أعين يسأل أبا عبدالله (ع) فلم يزل يسائله حتى قال: فهلك الناس إذا، قال: إي والله يا ابن أعين فهلك الناس أجمعون قلت: من في المشرق ومن في المغرب؟ قال: إنها فتحت بضلال إي والله لهلكوا إلا ثلاثة.
357 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق بن يزيد، عن مهران، عن أبان بن تغلب، وعذة قالوا: كنا عند أبي عبدالله (ع) جلوسا فقال (ع): لا يستحق عبد حقيقة الايمان حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة ويكون المرض أحب إليه من الصحة ويكون الفقر أحب إليه من الغنى فأنتم كذا فقالوا: لا والله جعلنا الله فداك وسقط في أيديهم(2) ووقع اليأس في قلوبهم فلما رأى ما داخلهم من ذلك قال: أيسر أحدكم أنه عمر ما عمر ثم يموت على غير هذا الامر أو يموت على ما هو عليه؟ قالوا: بل يموت على ما هو عليه الساعة قال: فأرى الموت أحب إليكم من الحياة.
ثم قال: أيسر أحدكم أن بقي ما بقي لا يصيبه شئ من هذه الامراض والاوجاع حتى يموت على غير هذا الامر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله.
قال: فأرى المرض أحب إليكم من الصحة.
ثم قال: أيسر أحدكم أن له ما طلعت عليه الشمس وهو على غير هذا الامر؟ قالوا لا يا ابن رسول الله، قال: فأرى الفقر أحب إليكم من الغنى.
8 35 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن حماد اللحام،

___________________________________
(1) يونس: 28. (قطعا) جمع قطعة.
(2) قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: (ولما سقط في ايديهم) اي لما اشتد ندمهم وحسرتهم على عبادتهم العجل لان من شأن من اشتد ندمه وحسرته ان يعض يده غما فيصير يده مسقوطا فيها لان فاه قد وقع فيها وسقط مسند إلى في ايديهم وهو من باب الكناية؛ (آت)
(*)

[254]


عن أبي عبدالله (ع) أن أباه قال: يا بني إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غدا في المنزل ثم قال: أبى الله عزوجل أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون معهم يوم القيامة كلا ورب الكعبة.
359 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ما أحد من هذه الامة يدين يدين إبراهيم (ع) إلا نحن وشيعتنا ولا هدى من هدى هذه الامة، إلا بنا ولا ضل من ضل من هذه الامة إلا بنا.
360 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن أبي عبدالله (ع) قال: كنت عنده وسأله رجل عن رجل يجئ منه الشئ على حد الغضب يؤاخذه الله به؟ فقال: الله أكرم من أن يستغلق عبده(1).
وفي نسخة أبي الحسن الاول (ع): يستقلق عبده(2) 361 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، وغير واحد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لكم في حياتي خيرا وفي مماتي خيرا، قال: فقيل: يارسول الله أما حياتك فقد علمنا فما لنا في وفاتك؟ فقال: أما في حياتي فإن الله عزوجل قال: " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم(3) " وأما في مماتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم.
362 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبوعبدالله (ع): إن ممن ينتحل هذا الامر(4) ليكذب حتى أنا الشيطان ليحتاج إلى كذبه(5).