حديث يأجوج ومأجوج

274 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين (ع) عن الخلق فقال: خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر وأجناس بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج(3).
275 - الحسن بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: [إن] الناس طبقات ثلاث: طبقة هم منا ونحن منهم وطبقة يتزينون بنا(4) وطبقة يأكل بعضهم بعضا [بنا](5).

___________________________________
(3) سند الخبر ضعيف ويدل على ان ياجوج وماجوج ليسوا من ولد آدم عليه السلام وروى الصدوق باسناده عن عبدالعظيم الحسني عن علي بن محمد العسكري ان جميع الترك والصقالبة و ياجوج وماجوج والصين من ولد يافت والحديث كبير وهذا الخبر عندي اقوى سندا من خبر المتن فيمكن حمله على ان المراد انهم ليسوا من الناس وان اقوى سندا من خبر المتن فيمكن حمله على ان المراد انهم ليسوا من الناس وان كان من ولد آدم؛ (آت)
(4) ان يجعلون حبنا وما وصل اليهم من علومنا زينة لهم عند الناس ووسيلة لتحصيل الجاه و ليس توسلهم بالائمة عليهم السلام خالصا لوجه الله؛ (آت)
(5) اي ياخذ بعضهم اموال بعضهم وياكلونها باظهار مودتنا ومدحنا وعلومنا؛ (آت)
(*)

[221]


276 - عنه، عن معلى، عن الوشاء، عن عبدالكريم بن عمرو، عن عمار بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبوجعفر (ع): إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت وأنكر الناس بعضهم بعضا(1) فعند ذلك فانتظر أمر الله عزوجل(2) قلت: جعلت فداك هذه الفاقة والحاجة قد عرفتهما فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال: يأتي الرجل منكم أخاه فيسأله الحاجة فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به.
277 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عبيد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين (ع)(3) وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر(4).
278 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحميد العطار، عن يونس بن يعقوب، عن عمر أخي عذافر قال: دفع إلي إنسان ستمائة درهم أو سبعمائة درهم لابي عبدالله (ع) فكانت في جوالقي فلما انتهيت إلى الحفيرة(5) شق جوالقي وذهب بجميع ما فيه ووافقت(6) عامل المدينة بها فقال: أنت الذي شقت زاملتك(7) وذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم فقال: إذا قدمنا المدينة فأتنا حتى اعوضك قال: فلما انتهيت إلى المدينة دخلت على أبي عبدالله (ع) فقال: يا عمر شقت زاملتك و ذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم، فقال: ما أعطاك الله(8) خير مما أخذ منك، إن رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________________
(1) الانكار استعمل هنا مقابل المعرفة؛ (آت).
(2) اي خروج القائم عليه السلام.
(3) اي قال علي بن الحسين عليه السلام: قال امير المؤمنين ولعله (قال: قال) زيد من النساخ.
(4) قوله: (وكل الزرق بالحمق) اي الاحمق في غالب احوال مرزوق موسع عليه والعاقل محروم مقتر عليه؛ (آت)
(5) الحفيرة موضع بالعراق.
(6) اي صادفت وفي بعض النسخ (واقفت) بتقديم القاف من المواقفة.
(7) الزميل: الرفيق والزاملة: بعير يستظهر به الرجل، يحمل متاعه وطعامه عليه.
(8) اي من دين الحق وولاية اهل البيت عليهم السلام؛ (آت)
(*)

[222]


ضلت ناقتة(1) فقال الناس فيها: يخبرنا عن السماء ولا يخبرناعن ناقته فهبط عليه جبرئيل (ع) فقال: يا محمد ناقتك في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا قال: فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس أكثرتم علي في ناقتي ألا وما أعطاني الله(2) خير مما أخذ منى، ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا، فابتدرها الناس(3) فوجدوهاكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ثم قال: ائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنما هو شئ دعاك الله إليه لم تطلبه منه(4).
279 - سهل، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس، عن شعيب العقرقوقي قال: قلت لابي عبدالله (ع): شئ يروى عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا احبها: أحب الموت واحب الفقر واحب البلاء؟ فقال: إن هذا ليس على ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله.
280 - سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس، عن على بن عيسى القماط، عن عمه قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: هبط جبرئيل (ع) على رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله صلى الله عليه وآله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: إنى رأيت الليلة رؤيا قال: وماالذى رأيت؟ قال: رأيت بني امية يصعدون المنابر وينزلون منها قال: والذي بعثك بالحق نبيا ماعلمت بشئ من هذا وصعد جبرئيل (ع) إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه(5) بها قوله: " أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاء هم ماكانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا

___________________________________
(1) هذه المعجزة من المعجزات المشهورات رواها الخاصة والعامة بطرق كثيرة.
(2) اي من النبوة والقرب والكمال؛ (آت)
(3) اي يسرعون اليه.
(4) اي يسره الله لك من غير طلب؛ (آت)
(5) اي يسليه.
(*)

[223]


يمتعون(1) " وأنزل الله جل ذكره " إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر(2) " للقوم فجعل الله عزوجل ليلة القدر لرسوله خيرا من ألف شهر.
281 - سهل، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس، عن عبدالاعلى قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم(3) " قال: فتنة في دينه أو جراحة(4) لا يأجره الله عليها.
282 - سهل بن زياد، عن محمد، عن يونس، عن عبدالاعلى قال: قلت لابي عبدالله (ع): إن شيعتك قد تباغضوا وشنئ بعضهم بعضا فلو نظرت جعلت فداك في أمرهم فقال: لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم إثنان، قال: فقلت: ما كنا قط أحوج إلى ذلك منا اليوم، قال: ثم قال: أني هذا ومروان وابن ذر قال:(5) فظننت أنه قد منعني ذلك، قال: فقمت من عنده فدخلت على إسماعيل فقلت: يا أبا محمد إنى ذكرت لابيك اختلاف شيعته وتباغضهم فقال: لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم إثنان، قال: فقال:(6) ما قال مروان وابن ذر، قلت: بلى قال: يا عبد

___________________________________
(1) الشعراء: 206 إلى 208.
وقوله: (ما كانوا يوعدون) فسره الاكثر بقيام الساعة وفسر في اكثر اخبارنا بقيام القائم عليه السلام وهذا انسب بالتسلية؛ (آت).
(2) القدر: 2 إلى 5.
(3) النور: 63.
(4) اما تفسير للفتنة ايضا او للعذاب.
(5) اي لا ينفع هذا في رفع منازعة مروان والمراد به احد اصحابه عليه السلام وابن ذر رجل آخر من اصحابه ولعله كان بينهما منازعة شديدة لتفاوت درجتهما واختلاف فهمهما فافاد عليه السلام ان الكتاب لا يرفع النزاع الذي منشاؤه سوء الفهم واختلاف مراتب الفضل. ويحتمل ان يكون المراد بابن ذر عمر بن ذر القاضي العامي، وقد روى انه دخل على الصادق عليه السلام وناظره فالمراد ان هذا لا يرفع النزاع بين الاصحاب والمخالفين بل يصير النزاع بذلك اشد ويصير سببا لتضرر الشيعة ذلك كما ورد في كثير من الاخبار ذلك لبيان سبب اختلاف الاخبار فظن عبدالاعلى عند سماع هذا الكلام انه عليه السلام لا يجيبه إلى كتابه هذا الكتاب فآيس وقام ودخل على اسماعيل ابنه عليه السلام وذكر ما جرى بينه وبينه عليه السلام.
(6) اي قال عبدالاعلى قال الصادق عليه السلام وذكر ما جرى بين مروان وابن ذر من المخاصمة فصدقه الراوى على ذلك قال: بلى جرى ذلك بينهم وهذا يحتمل ان يكون في وقت آخر أتاه عليه السلام او في هذا الوقت الذي كان يتكلم اسماعيل سمع كلامه عليه السلام فاجابه.
ويحتمل ان يكون فاعل (فقال) اسماعيل اي قال عبدالاعلى: قال اسماعيل عندما ذكرت بعض كلام ابيه عليه السلام مبادرا: ما قال ابي في جوابك قصة مروان وابن ذر قال بدالاعلى: بلى قال ابوك ذلك فيكون إلى اخر الخبر كلام اسماعيل حيث كان سمع من ابيه عليه السلام علة ذلك فافاده وهذا أظهر لفظاوالاول معنى؛ (آت).

[224]


الاعلى إن لكم علينا لحقا كحقنا عليكم والله ما أنتم إلينا بحقوقنا أسرع منا إليكم، ثم قال: سأنظر، ثم قال: ياعبدالاعلى ماعلى قوم إذا كان أمرهم أمرا واحدا متوجهين إلى رجل واحد يأخذون عنه ألا يختلفوا عليه ويسندوا أمرهم إليه، يا عبدالاعلى إنه ليس ينبغي للمؤمن وقد سبقه أخوه إلى درجة من درجات الجنة أن يجذبه عن مكانه الذي هو به ولا ينبغي لهذا الاخر الذي لم يبلغ أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به ولكن يستلحق إليه ويستغفر الله.
283 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (ع) قال: " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا "(1) قال: أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سلم رجل فإنه الاول حقا وشيعته ثم قال: إن اليهود تفرقوا من بعد موسى (ع) على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة و وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى (ع) على إثنين وسبعين فرقة، فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وآله على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة ومن الثلاث وسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة وستون فرقة من سائر الناس في النار.
284 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: لم تزل دولة الباطل طويلة ودولة الحق قصيرة.
285 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لابي عبدالله (ع): متى فرج شيعتكم؟ قال: فقال إذا اختلف ولد العباس وهي سلطانهم

___________________________________
(1) الزمر: 30.

[225]


وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها(1) ورفع كل ذي صيصية صيصيته(2) وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني وخرج صاحب هذا الامر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقلت: ما تراث رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده و قضيبه ورايته ولامته(3) وسرجه حتى ينزل مكة فيخرج السيف من غمده ويلبس الدرع وينشر الراية والبردة والعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الامر فيبايعه الناس ويتبعونه.
ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله عزوجل دونها(4) و يهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي (ع) إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الامر.
ويقبل صاحب هذا الامر نحو العراق ويبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها ويرجعون إليها(5).
286 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن بعض أصحاب أبي عبدالله (ع) قال: خرج إلينا أبوعبدالله (ع) وهو مغضب فقال: إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا

___________________________________
(1) العنان ككتاب: سير اللجام الذي يمسك به الدابة والجمع اعنة.
(2) شوكة الحائك وكل شئ تحصن به فهو صيصية اي اظهر كل ذي قدرة قدرته وقوته.
(3) اللامة مهموزة الدرع، وقيل: السلاح. (النهاية).
(4) اي قبل الوصول إلى المدينة بالبيداء يخسف الله به وبجيشه الارض كما وردت به الاخبار المتظافرة؛ (آت)
(5) اي يبذل القائم عليه السلام لاهل المدينة الامان فيرجعون إلى المدينة مستأمنين؛ (آت).
(*)

[226]


جعفر بن محمد لبيك، فرجعت عودي على بدئي(1) إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي وعفرت له وجهي وذللت نفسي وبرئت إليه مما هتف بي ولو ان عيسى ابن مريم عدا ماقال الله فيه(2) إذا لصم صما لا يسمع بعده أبدا وعمي عمى لا يبصر بعده أبدا وخرس خرسا لا يتكلم بعد أبدا، ثم قال: لعن الله أبا الخطاب و قتله بالحديد(3).
287 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جهم بن أبي جهيمة، عن بعض موالي أبي الحسن (ع) قال: كان عبد أبي الحسن موسى (ع) رجل من قريش فجعل يذكر قريشا والعرب(4) فقال له أبوالحسن (ع) عند ذلك: دع هذا، الناس ثلاثة: عربي ومولى وعلج فنحن العرب وشيعتنا الموالي(5) ومن لم يكن على مثل ما نحن

___________________________________
(1) (لبيك يا جعفر بن محمد) الظاهر ان هذا الكافر من اصحاب ابي الخطاب (محمد بن قلاص الاسدي) وكان يعتقد ربوبيته عليه السلام كاعتقاد ابي الخطاب فانه اثبت ذلك له عليه السلام وادعى النبوة من قبله عليه السلام على اهل الكوفة فناداه عليه السلام هذا الكافر بما ينائي به الله في الحج وقال ذلك على هذا الوجه، فذعر من ذلك لعظيم ما نسب اليه وسجد لربه وبرا نفسه عند الله مما قال ولعن ابا الخطاب لانه كان مخترع هذا المذهب الفاسد وقوله: (رجعت عودي على بدئي) قال الجوهري: رجع عودا على بدء وعوده على بدئه اي لم ينفع ذهابه حتى وصله برجوعه؛ (آت).
(2) اي جاوز ما قال الله فيه.
(3) هذا عاء عليه واستجيب دعاء‌ه عليه السلام فيه ذكر الكشي انه بعث عيسى بن موسى بن على ابن عبدالله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة إلى ابي الخطاب واصحابه لما بلغه انهم قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوة ابي الخطاب فانهم مجتمعون في المسجد لزموا الاساطين يروون الناس انهم لزموها للجادة وبعص اليهم رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم الا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بين العتلى يعد فيهم فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص وهو ابوسلمة سالم بن مكرم الجمال وروى انهم كانوا سبعين رجلا؛ (آت).
(4) اي كان يذكر فضائلهم ويفتخر باللانتساب بهم؛ (آت).
(5) الموالي هنا غير العربي الصليب الذي صار حليفا لم ودخل بينهم وصار في حكمهم و وليس منهم؛ (آت).
(*)

[227]


فهو علج(1) فقال القرشي: تقول هذا يا أبا الحسن فأين أفخاذ قريش والعرب(2)؟ فقال أبوالحسن (ع): هو ماقلت لك.
288 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الاحول، عن سلام بن المستنير قال: سمعت أبا جعفر (ع) يحدث إذا قام القائم عرض الايمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية(3) كما يؤديها اليوم أهل الذمة ويشد على وسطه الهميان ويخرجهم من الامصار إلى السواد(4).
9 28 - الحسين بن محمد الاشعري، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد بن مسلم ابن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن محمد بن بنان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (ع) قال: قال أبي يوما وعنده أصحابه: من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ؟ قال: فكاع الناس كلهم ونكلوا(6)، فقمت وقلت: يا أبة أتأمر أن أفعل؟ فقال: ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك، بل إياهم أردت [قال:] وكررها ثلاثا، ثم قال: ما أكثر الوصف وأقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا

___________________________________
(1) اي رجل من كفار العجم وان كان صليبا كما مر.
(2) مر معنى الفخذ ص 181 من هذا المجلد.
(3) لعل هذا في اوائل زمانه عليه السلام والا فالظاهر من الاخبار انه لا يقبل منهم الا الايمان او القتل؛ (آت)
(4) الهميان بالكسر: التكة والمنطقة وكيس للنفقة.
ولعله كناية عن علامة جعلها لهم ليعرفوا بها مثل الزنار.
(5) الظاهر هو محمد بن سالم ابي سلمة الاتي تحت رقم 314 وقال الشيخ في الفهرست محمد بن سالم بن ابي سلمة، له كتاب، اخبرنا به ابن ابي جيد عن ابن الوليد عن علي بن محمد بن ابي سعيد القيرواني عن محمد بن سالم بن ابي سلمة السجستاني. انتهى اقول: محمد بن مسلم كان تصحيف محمد سالم وذلك نشأ من اختلاف الكتابة في سالم وسلم وعثمان وعثمن وسفيان سفين ونظائرها وهذا كثير في كتب القدماء. وعلي بن محمد بن سعيد غير موجود في كتب الرجال والظاهر انه علي بن محمد بن ابي سعيد المذكور ولكن ذكر الشيخ في الرجال على بن محمد بن سعد الاشعري وقال: له كتاب اخبرنا به ابن ابي جيد عن ابن الوليد عن علي بن محمد عن رجاله.
(6) كعت عنه اكيع إذا هبته وجبنت عنه؛ (القاموس)..
(*)

[228]


تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال: والله لكأنما مادت بهم الارض حياء‌ا مما قال(1) حتى أني لانظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا(2) ما يرفع عينيه من الارض فلما رأي ذلك منهم قال: رحمكم الله فما أردت إلا خيرا، إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم.
قال: فوالله لكانما نشطوا من عقال(3).
290 - وبهذا الاسناد، عن محمد بن سليمان(4)، عن إبراهيم بن عبدالله الصوفي قال: حدثني موسى بن بكر الواسطي قال: قال لي أبوالحسن (ع) لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة(5) ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم(6) لما خلص من الالف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الارائك، فقالوا: نحن شيعة علي، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله 291 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن احمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان: عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم (ع) فيقال: أنت أحسن أو هذه؟ قد حسناها فلم تفتتن ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف (ع) فيقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شددت علي

___________________________________
(1) ماد الشئ يميد ميدا: تحرك ومادت الاغصان: تمايلت؛ (الصحاح). وهو كناية عن اضطرابهم وشدة حالهم.
(2) أي جرى وسال عرقه. (النهاية)
(3) اي حلت عقالهم.
(4) في بعض النسخ (محمد بن مسلم) ولعله اظهر؛ (آت)
(5) في بعض النسخ (ما وجدتهم الا واصفة).
(6) كذا. والمحص: التصفية والتخليص من الغش والتمحيص: الاختبار والابتلاء.
(*)

[229]


البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب (ع) فيقال: أبليتك أشد أو بلية هذا؟ قد ابتلى فلم يفتتن.
292 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل البصري(1) قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرؤون ممن شئتم وتولون من شئتم؟ قلت: نعم، قال: وهل العيش إلا هكذا.
293 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص، عن ابى بصير قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم، أما والله لو يروون(2) محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشئ ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا(3).
4 29 - وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: سألته عن قول الله عزوجل: " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة(4) " قال: هي شفاعتهم(5) و رجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم.
295 - وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يتابعه.

___________________________________
(1) الظاهر انه اسماعيل بن الفضل؛ (آت).
(2) (لو يروون) هذا على مذهب من لا يجزم ب‍ (لو) وان دخلت على المضارع لغلبة دخولها على الماضي اي لو لم يغيروا كلامنا ولم يزيدوا فيها لكانوا بذلك اعز عند الناس اما لانهم كانوا يؤدون الكلام على وجه لا يترتب عليه فساد او لان كلامهم لبلاغته يوجب حب الناس لهم وعلم الناس بفضلهم إذا لم يغير فيكون قوله: (وما استطاع) بيان فائدة اخرى لعدم التغيير يرجع إلى المعنى الاول وعلى الاول يكون تفسيرا للسابق؛ (آت).
(3) اي ينزل عليها ويضم بعضها معها عشرا من عند نفسه فيفسد كلامنا ويصير ذلك سببا لاضرار الناس لهم؛ (آت) وفي بعض النسخ (لها عشرا).
(4) المؤمنون: 60.
(5) لعل المراد دعاؤهم وتضرعهم كانهم شفعوا لانفسهم او طلب الشفاعة من غيرهم او تضاعف حسناتهم ولعله تصحيف شفقتهم. (من آت)
(*)

[230]


296 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبدالله بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (ع) في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة؟(1) فقال: مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والام واحدة والاب واحد والجزاء بالاعمال.
297 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان قال سمعت أبا الحسن (ع) يقول: طبايع الجسم على أربعة فمنها الهواء الذي لا تحيا النفس إلا به وبنسيمه و يخرج ما في الجسم من داء وعفونة، والارض(2) التي قد تولد اليبس والحرارة، والطعام(3) ومنه يتولد الدم ألا ترى أنه يصير إلى المعدة فتغذيه حتى يلين ثم يصفو فتأخذ الطبيعة صفوه دما ثم ينحدر الثفل والماء هو يولد البلغم.
298 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسين ابن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا، ما يعني به؟ فقال أبوعبدالله (ع): إن خيرا نهر في الجنة(4) مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى سمي(5) بذلك النهر وذلك قوله تعالى:

___________________________________
(1) (لو) للتمني. وقوله: (عزلت) اي جعلت لهم مائدة غير هذه.
(2) اي الثانية منها الارض وهي تولد اليبس بطبعها والحرارة بانعكاس اشعة الشمس عنها فلها مدخل في تولد المرة الصفراء والسوداء؛ (آت)
(3) اي الثالثة وانما نسب الدم فقط اليها لانها ادخل في دوام البدن من سائر الاخلاط مع عدم مدخلية الاشياء الخارجة كثيرا فيها؛ (آت)
(4) يحتمل ان يكون اصل استعمال هذه الكلمة كن ممن عرف هذا المعنى وارادة من لا يعرف غيره لا ينافيه على انه يحتمل ان يكون المراد ان الجزاء الخير هو هذا وينصرف واقعا اليه وان لم يعرف ذلك من يتكلم بهذه الكلمة؛ (آت)
(5) كذا في اكثر النسخ والظاهر سمين ويمكن ان يقرء على البناء للمعلوم اي سماهن الله بها في قوله: (خيرات) ويحتمل ان يكون المسار اليه النابت اي سمى النهر باسم ذلك النابت اي الجواري لان الله سماهن خيرات؛ (آت)
(*)

[231]


" فيهن خيرات حسان(1) " فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه.
299 - وعنه، عن احمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن في الجنة نهرا حافتاه حور نابتات فإذا مر المؤمن بإحديهن فأعجبته اقتلعها فأنبت الله عزوجل مكانها.

________________________________________
(1) الرحمن: 70.