حديث الصيحة

255 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران وغيره، عن إسماعيل بن الصباح قال: سمعت شيخا يذكر عن سيف بن عميرة قال: كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه: يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب، قلت: يرويه أحد من الناس؟ قال: والذي نفسي بيده لسمعت اذني منه يقول: لا بد من مناد ينادي باسم رجل، قلت: يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله

[210]


قط، فقال لي: يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه أما إنه أحد بني عمنا، قلت: أي بني عمكم؟ قال: رجل من ولد فاطمة (عليها السلام)، ثم قال: يا سيف لو لا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله، ثم حدثني به أهل الارض ما قبلته منهم ولكنه محمد بن علي (ع).
256 - على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: كنت مع أبي جعفر (ع) جالسا في المسجد إذا أقبل داود بن علي وسليمان بن خالد وأبوجعفر عبدالله بن محمد أبوالدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد فقيل لهم: هذا محمد بن علي جالس، فقام إليه داود بن علي وسليمان بن خالد(1) وقعد أبوالدوانيق مكانه حتى سلموا على أبي جعفر (ع) فقال لهم أبوجعفر (ع): ما منع جباركم من أن يأتيني فعذروه عنده(2) فقال عند ذلك أبوجعفر محمد بن علي (ع): أما والله لا تذهب الليالي والايام حتى يملك ما بين قطريها(3)، ثم ليطان الرجال عقبه ثم لتذلن له رقاب الرجال ثم ليملكن ملكا شديدا، فقال له داود بن علي: وإن ملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم يا داود إن ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا، فقال له داود: أصلحك الله فهل له من مدة؟ فقال: نعم يا داود والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها(4) وليتلقفها الصبيان منكم كما تلقف الصبيان الكرة،

___________________________________
(1) داود بن على هو عم السفاح وسليمان بن خالد في بعض النسخ (سليمان بن مخالد) وفي بعضها (مجالد) وفي بعضها (مخلد).
(2) بالتخفيف اي اظهر واعذره وبالتشديد اي ذكروا في العذر اشياء لا حقيقة لها فان المعذر بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر كما ذكره الجوهري؛ (آت).
(3) اي الارض المعلومة بقرينة المقام.
(4) لعل المراد اصل الكثرة والزيادة لا الضعف الحقيقي كما يقال في كرتين ولبيك اذ كان ملكهم اضعاف ملك بني امية وفي هذا الابهام حكم كثيرة منها عدم طغيانهم ومنها عدم يأس اهل الحق.
وتلقف الشئ: تناوله بسرعة اي يسهل لهم تناول الخلافة بحيث يتيسر لصبيانهم من غير منازع؛ (آت).

[211]


فقام داود بن علي من عند أبي جعفر (ع) فرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك فلما نهضا جميعا هو وسليمان بن خالد ناداه أبوجعفر (ع) من خلفه يا سليمان بن خالد لا يزال القوم في فسحة من ملكهم مالم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الارض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الارض ناصر ولا في لاسماء عاذر، ثم انتطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبوالدوانيق إلى أبى جعفر (ع) فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد، فقال له: نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه.
وله مدة طويلة والله لا يملك بنو امية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها ليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت؟ ثم قال: لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما(1) فإاذ اصبتم ذلك الدم غضب الله عزوجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم(2) وسلط الله عزوجل عليكم عبدامن عبيده أعور(3) - وليس بأعور من آل

___________________________________
(1) (عنفوان) بضم العين والفاء اي أوله. وقوله: (ترغذون) يقال: رغد اي واسعة طيبة. وقوله: (ما لم تصيبوا منا دما حراما) المراد قتل اهل البيت عليهم السلام ولو كان بالسم مجازا ويكون قتل الائمة عليهم السلام سببا لسرعة زوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك او قتل السادات الذين قتلوا في زمان ابي جعفر الدوانيقي وفي زمان الرشيد على ما ذكره الصدوق في العيون وكذا ما قتلوا في الفخ من السادات ويحتمل ان يكون اشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم؛ (آت).
(2) الريح قد تكون بمعنى الغلبة والقوة ومنه قوله تعالى: (وتذهب ريحكم) (الصحاح).
(3) (اعور) اي الدني الاصل، السئ الخلق وهو اشارة إلى هلا كوخان. قال الجزري: فيه: لما اعترض ابولهب على النبي صلى الله عليه وآله عند اظهاره الدعوة قال له ابوطالب: يا اعور ما انت وهذا لم يكن ابولهب اعور لكن العرب تقول لمن ليس له اخ من ابيه وامه: اعور و قيل: انهم يقولون للردى من كل شئ من الامور والاخلاق: اعور وللمؤنث عوراء. وقوله: (ليس باعور من آل ابي سفيان) اي ليس ذلك الاعور من آل ابي سفيان بل من طائفة الترك؛ (آت).
(*)

[212]


أبي سفيان - يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ثم قطع الكلام.
7 25 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قلت له أيام عبدالله بن علي(1): قد اختلف هؤلاء فيما بينهم فقال: دع ذاعنك إنما يجئ فساد أمرهم من حيث بدا صلاحهم(2).
8 25 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الازدى قال: كنت جالسا عند أبي جعفر (ع) فقال: آيتان تكونان قبل قيام القائم (ع) لم تكونا منذ هبط آدم إلى الارض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره فقال، رجل: يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟ ! فقال أبوجعفر (ع): إني أعلم ما تقول ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (ع).
259 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو باناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لاحب رياحكم وأرواحكم(4) فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد(5) واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد

___________________________________
(1) لعل المراد عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس ثاني خلفاء بني العباس نسب إلى جده؛ (آت).
(2) اي كما انه ظهرت دولتهم على يد رجل جاء من قبل المشرف وهو ابومسلم المروزى كذلك يكون انقراض دولتهم على يد رجل يخرج من هذه الناحية وهو هلاكو؛ (آت) هذا من اخبار الغيب لان الكافي صنف في صدر الدولة لعباسية.
(3) اي انت تقول: ان هذا خلاف المعهود وما يحكم به المنجمون ولد قلت: انهما من الايات الغريبة التي لم يعهد وقوعها، وعلى مثل هذا حمل الصدوق رحمه الله ما ورد من ادخالهما في البحر عند الانكساف والانخساف؛ (آت)
(4) الرياح جمع الريح والمراد هنا الريح الطيب والغلبة او القوة او النصرة او الدولة. والارواح اما جمع الروح بالضم او بالفتح بمعنى نسيم الريح والراحة؛ (آت).
(5) اي على ماهو لازم الحب من الشفاعة؛ (آت)
(*)

[213]


ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصارالله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله(1) عزوجل وضمان رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء(2) وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين (ع): لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر(3) فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على امته ساخط إلا الشيعة.
ألا وإن لكل شئ عزا وعز الاسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة(4).
ألا وإن لكل شئ ذروة وذروة الاسلام الشيعة(5).
ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الاسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.
ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الارض أرض تسكنها الشيعة.
والله لو لا ما في الارض منكم ما رأيت بعين عشيبا أبدا والله لو ما في الارض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات مالهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية(6) " فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عزوجل(7) ومن خالفهم ينطقون بتفلت(8)، والله ما من عبد من شيعتناينام إلا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء

___________________________________
(1) اي بسبب ان الله ضمن لكم الجنة او ضمناها لكم من قبل الله وبامره ويحتمل ان يكون الباء بمعنى مع؛ (آت)
(2) اي في الجنة على صفة الحورية في الحسن والجمال. (آت).
(3) اي خذ هذه البشارة و (بشر) اي غيرك و (استبشر) اي افرح وسر بذلك؛ (آت).
(4) الدعامة بالكسر: عماد البيت.
(5) الذروة من كل شئ اعلاه.
(6) الغاشية: 3 و 4.
(7) في بعض النسخ (بامر الله عزوجل).
(8) اي يصدر عنهم فلتة من غير تفكر وروية واخذ عن صادق؛ (آت).

[214]


فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عزو جل وإن فقراء‌كم لاهل الغنى(1) وإن أغنياء‌كم لاهل القناعة وإنكم كلكم لاهل دعوته وأهل إجابته(2).
260 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله عن عبدالرحمن، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله (ع) مثله وزاد فيه ألا وإن لكل شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله(3) ونحن وشيعتنا بعدنا، حبذاشيعتنا ماأقربهم من عرش الله عزوجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يتعاظم الناس ذلك(4) أويدخلهم زهو(5) لسلمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلوتهجالساإلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير الصلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لاجر من قرأ القرآن ممن خالفه(6) أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين(7) وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، أنتم والله الذين قال الله عزوجل: " ونزعناما في صدوهم من غل إخوانا على

___________________________________
(1) اي غنى النفس والاستغناء عن الخلق بتوكلهم على ربهم؛ (آت).
(2) اي دعاكم الله إلى دينه وطاعته فاجبتموه اليها؛ (آت).
(3) اي كما ان الجواهر ممتازة من سائر اجزاء الارض بالحسن والبهاء والنفاسة والندرة فكذاهم بالنسبة إلى سائر ولد آدم عليه السلام؛ (آت)
(4) اي لولا ان يعدوه عظيما ويصير سببا لغلوهم فيهم؛ (آت)
(5) والزهو. الكبر والفخر وقوله: (قبلا) اي عيانا ومقابلة.
(6) اي اجره التقديري اي لو كان له اجر مع قطع النظر عما يتفضل به على الشيعة كانه له اجر واحد فهذا ثابت للساكت من الشيعة؛ (آت)
(7) اي في سائر احوالهم غير حالة المصافة مع العدد؛ (آت)
(*)

[215]


سرر متقابلين(1) " إنما شيعتنا اصحاب الاربعة الاعين: عينان في الرأس وعينان في القلب ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا إن الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.
261 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: أشكو إلى الله عزوجل وحدتي وتقلقلي(2) بين أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وآنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته وأسكنتكم معي وأضمن له أن لا يجئ من ناحيتنا مكروه أبدا.
262 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: أنشد الكميت أبا عبدالله (ع) شعرا فقال: أخلص الله لي هواي فما اغرق نزعا ولا تطيش سهامي(3).
فقال أبوعبدالله (ع): لا تقل هكذا فما أغرق نزعا ولكن قل: فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي(4).
263 - سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن سفيان بن

___________________________________
(1) الحجر: 47. والغل: العداوة والشحناء ويقال: الغل: الحسد.
(2) التقلقل: التحرك والاضطراب وفي بعض النسخ (تقلقى) والقلق الانزعاج.
(3) اي جعل الله محبتي خالصة لكم فصار تاييده تعالى سببا لان لا اخطئ الهدف واصيب كلما اريده من مدحكم وان لم ابالغ فيه. يقال: اغرق النازع في القوس إذا استوفى مدها ثم استعير لمن بالغ في كل شئ ويقال: طاش السهم عن الهدف اي عدل؛ (آت)
(4) لعله عليه السلام نهاه عن ذلك لايهامه تقصير او عدم اعتناء في مدحهم عليهم السلام وهذا لا يناسب مقام المدح، او لان الاغراق في النزع لا مدخل له في اصابة الهدف بل الامر بالعكس مع ان فيما ذكره معنى لطيفا كاملا وهو ان المداحون إذا بالغوا في مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق وكذبوا فيما اثبتوا للممدوح كما ان الرامى إذا اغرق نزعا اخطا الهدف، واني في مدحكم كلما ابالغ في المدح لا يخرج سهمى عن هدف الحق والصدق ويكون مطابقا للواقع. ويحتمل على بعد ان يكون غرضه عليه السلام مدحه وتحسينه بانك لا تقصر في مدحنا بل تبذل هدك فيه؛ (آت)
(*)

[216]


مصعب العبدي قال: دخلت على أبي عبدالله (ع) فقال: قولوا لام فروة تجئ(1) فتسمع ماصنع بجدها، قال: فجاء‌ت فقعدت خلف الستر ثم قال: أنشدنا قال: فقلت: " فروجودي بدمعك المسكوب(2) " قال: فصاحت وصحن النساء فقال: أبوعبدالله (ع) الباب الباب(3) فاجتمع أهل المدينة على الباب قال: فبعث إليهم أبوعبدالله (ع) صبي لنا غشي عليه فصحن النساء.
264 - سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بأبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (ع) قال: لما حفر رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق مروا بكدية(4) فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله المعول من يد أمير المؤمنين (ع) أو من يد سلمان رضي الله عنه(5) فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر، فقال أحدهما لصاحبه: يعدنا بكنوز كسرى وقيصر ما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى(6).

___________________________________
(1) ام فروة هز كنية لام الصادق عليه السلام ينت القاسم بن محمد بن ابي بكر ولبنته عليه السلام على ما ذكره الشيخ الطبرسي رحمه الله في اعلام الورى والمراد هنا الثانية والمراد بجدها الحسين ابن على عليهما السلام؛ (آت)
(2) قوله: (فروجودي) خطاب لام فروة فاختصر من اوله واخره ضرورة وترخيما ويدل على عدم حرمة سماع صوت الرجال على النساء؛ (آت)
(3) اي راقبوا الباب وواظبوه لئلا يطلع علينا المخالفون.
(4) قال الجزرى: الكدية بالضم: قطعة غليظة صلبد لا يعمل فيه الفاس.
(5) الترديد من الراوى ويحتمل ان يكون من الامام اشارد بذلك إلى اختلاف روايات العامة وهو بعيد؛ (آت)
(6) خبر الصخرة من المتواترات قد رواه الخاصة والعامة باسانيد كثيرة فقد روى الصدوق باسناده إلى البراء بن عازب قال. لما امر رسول الله صلى الله عليه واله بحفر الخندق عرض له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق لا تاخذ منها امعاول فجاء رسول الله صلى الله عليه واله فلما رآها وضع ثوبه واخذ المعول قال: بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح الشام والله اني لابصر قصورها الحمراء الساعة ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله ففلق ثلثا آخر فقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح فارس والله انى لابصر قصر المدائن الابيض، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر وقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح اليمن والله لابصر ابواب الصنعاء مكاني هذا.
وقال على بن ابراهيم: فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله في مسجد الفتح فبينا المهاجرون يحفرون اذ عرض لهم جبل لم يعمل المعاول فيه فبعثوا جابر بن عبدالله لانصارى إلى رسول الله يعلمه ذلك يقال جابر: فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلق على قفاه ورداء‌ه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا فقلت: يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لا يعمل المعاول فيه فقام مسرعا حتى جاء‌ه ثم دعا بماء في اناه وغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج ذلك الماء في فيه ثم صبه على ذلك الحجر ثم اخذ معولا فضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن ثم ضرب اخرى فبرقت برقة طرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما انه سيفتح عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البر ثم انهاك عليها الجبل كما ينهاك الرمل؛ (آت)

[217]


5 26 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبى يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن لله تبارك وتعالى ريحا يقال لها: الازيب(1) لو أرسل منها مقدار منخر ثور لاثارت ما بين السماء والارض وهي الجنوب.(2)
266 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن رزيق أبي العباس، عن أبي عبدالله (ع) قال: أتى قوم رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله إن بلادنا قد قحطت وتوالت السنون علينا فادع الله تبارك وتعالى يرسل السماء علينا فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمنبر فاخرج واجتمع الناس فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا وأمر الناس أن يؤمنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل فقال: يا محمد أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أن يمطروا يوم كذا وكذا وساعة كذا وكذا فلم يزل الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله عزوجل ريحا فأثارت سحابا وجللت السماء وأرخت عزاليها فجاء اولئك النفر بأعيانهم إلى النبى صلى الله عليه وآله فقالوا: يارسول الله

___________________________________
(1) في القاموس: الازيب كاحمر: الجنوب والنكباء تجري بينها وبين الصبا.
(2) المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وبضمتين وكمجلس: الانف.
(*).

[218]


ادع الله لنا أن يكف السماء(1) عنا فإنا كدنا أن نغرق فاجتمع الناس ودعا النبي صلى الله عليه وآله وأمر الناس أن يؤمنوا على دعائه فقال له رجل من الناس: يا رسول الله أسمعنا فإن كل ما تقول ليس نسمع فقال: قولوا: اللهم حوالينا ولا علينا(2) اللهم صبها في بطون الاودية وفي نبات الشجر وحيث يرعى أهل الوبر(3)، الله اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا.
267 - جعفر بن بشير، عن رزيق أبي عبدالله (ع) قال: ما أبرقت(4) قط في ظلمة ليل ولا ضوء نهار إلا وهي ماطرة.
268 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن العزرمي رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع) وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب(5) على شاطئ البحر يأوي إليه فإذا أراد الله عزوجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربون بالمخاريق(6) وهو البرق فيرتفع ثم

___________________________________
(1) اي يمنع المطر عنا.
(2) قال الجزري: في حديث الاستسقاء: اللهم حوالينا ولا علينا يقال: رايت الناس حوله و حواليه اي مطيفين من جوانبه، يريد اللهم انزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الابنية.
وقال الجوهري: يقال قعدوا حوله وحواله وحواليه وحوليه ولا تقل: حواليه بكسر اللام.
(3) اي حيث يرعى سكان البادية انعامهم فانهم يسكنون في خيام الوبر لا بيوت المدر ولا يضرهم كثرة المطر؛ (آت)
(4) اي ابرقت السماء وقال الفيروزآبادي: برقت السماء بروقا لمعت او جاء‌ت برق. والبرق بدا.
والرجل تهدد وتوعد كأبرق. والحاصل ان البرق يلزمه المطر وان لم يمطر في كل موضع يظهر فيه البرق؛ (آت)
(5) (على شجرة) يحتمل ان يكون نوع من السحاب كذلك وان يكون كناية عن انبعاثه عن الثحر وحواليه؛ (آت) والكثيب: الرمل المستطيل، التل.
(6) قال الجزري: في حديث علي عليه السلام: البرق مخاريق الملائكة. هي جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف به الصبيان بعضهم بعضا اراد انها آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه ويفسره حديث ابن عباس: (البرق سوط من نور تزجر بها الملائكة السحاب)؛ (آت)
(*)

[219]


قرأ هذه الآية: " الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت - الآية -(1) " والملك اسمه الرعد.
269 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن مثنى الحناط، ومحمد بن مسلم قالا: قال أبوعبدالله (ع): من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زاد الله عزوجل في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره.
270 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى(2) قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي (عل) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تبارك وتعالى لابن آدم: إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تنظر وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تكلم وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تأت حراما.
271 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبدالله (ع) قال: ثلاث من كن فيه فلا يرج خيره من لم يستح من العيب ويخشى الله بالغيب(3) ويرعو عند الشيب.
272 - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحجال قال: قلت لجميل ابن دراج: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، قال: نعم، قلت له:

___________________________________
(1) فاطر: 9.
(2) استظهر المجلسي رحمه الله انه زيد (احمد بن محمد بن عيسى) هنا من النساخ.
(3) اي متلبسا بالغيب اي غائبا عن الخلق اوبسبب الامر المغيب عنه من النار وبسبب ايمانه به باخبار الرسل والاول اظهر اذ اكثر الخلق يظهرون خشية الله بمحضر الناس رياء‌ا ولا يبالون بارتكاب المحرمات في الخلوات قوله: (يرعو عند الشيب) قال الجزري: فيه شر الناس رجل يقرء كتاب الله لا يرعوى إلى شئ منه. اي لا ينكف ولا ينزجر من رعى يرعو إذا كف عن الامور وقد ارعوى عن القبيح يرعوى ارعواء، وقيل: الارعواء الندم على الشئ والانصراف عنه؛ (آت)
(*)

[220]


وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبدالله (ع) عن ذلك فقال: الشريف من كان له مال(1) [قال:] قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الافعال الحسنة بماله وغير ماله قلت: فما الكرم قال: التقوى.
273 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أشد حزن النساء وأبعد فراق الموت(2) وأشد من ذلك كله فقر يتملق صاحبه ثم لا يعطى شيئا.

________________________________________
(1) اي بحسب الدنيا؛ (آت).
(2) اي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة؛ (آت)