حديث النبي صلى الله عليه وآله حين عرضت عليه الخيل

27 - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن أحمد بن النضر، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن أبي القاسم، عن الحسين بن أبي قتاده جميعا، عن عمرو بن

[70]


شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله لعرض الخيل فمر بقبر أبي احيحة(1) فقال أبوبكر: لعن الله صاحب هذا القبر فوالله إن كان ليصد عن سبيل الله ويكذب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: خالد إبنه بل لعن الله أباقحافة فوالله ما كان يقري الضيف(2) ولا يقاتل العدو، فلعن الله أهونهما على العشيرة فقدا فألفى رسول الله صلى الله عليه وآله خطام راحلته(3) على غاربها ثم قال: إذا أنتم تناولتم المشركين فعموا ولا تخصوا فيغضب ولده ثم وقف فعرضت عليه الخيل فمر به فرس فقال عيينة بن حصن: إن من أمر هذا الفرس كيت وكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذرنا فأنا أعلم بالخيل منك فقال: عيينة وأنا أعلم بالرجال منك، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ظهر الدم في وجهه فقال له: فأي الرجال أفضل؟ فقال: عيينة بن حصن: رجال يكونون بنجد يضعون سيوفهم على عواتقهم ورماحهم على كواثب خيلهم(4) ثم يضربون بها قدما قدما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل، الايمان يماني والحكمة يمانية(5) ولولا الهجرة لكنت امرء‌ا من أهل اليمن، الجفا والقسوة في الفدادين(6) أصحاب الوبر، ربيعة ومضر من حيث يطلع قرن الشمس(7) ومذحج أكثر قبيل يدخلون الجنة وحضرموت خير من عامر بن صعصعة - و

___________________________________
(1) بضم الهمزة والمهملتين بينهما مثناة تحتانية مصغر يسمى بها ويكنى (في)
(2) اقراء الضيف: إكرامه.
(3) بالخاء المعجمة المكسورة زمام البعير. والغارب ما بين السنام والعنق.
(4) في النهاية: الكواثب جمع كاثبة وهي من الفرس مجتمع كتفيه فدام السرج.
(5) في النهاية: الايمان يمان، الحكمة يمانية، انما قال عليه السلام ذلك لان الايمان بدا من مكة وهي من تهامة من ارض اليمن ولهذا يقال: الكعبة الثمانية.
(6) في النهاية. ان الجفاء والقسوة في الفدادين، الفدادون بالتشديد: الذين تعلوا اصواتهم في حروثهم ومواشيهم واحدهم فداد، يقال: فد الرجل يفد فد يدا إذا اشتد صوته وقيل: هم المكثرون من الابل وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان وقيل: انما هم الفدادين مخففا واحدها فدان مشددا وهي البقر التي يحرث بها واهلها اهل جفاء وقسوة. (انتهى) واصحاب الوبر هم الذين يتخذون بيوتهم منه.
(7) قال الجوهري: قرن الشمس: اعلاها واول ما يبدو منها في الطلوع لعل المراد اهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في مطلع الشمس اي في شرقي المدينة؛ (آت). وربيعة ومضر ابوقبيلتين وكانا اخوين. ومذحج بالمعجمة ثم المهملة ثم الجيم على وزن مسجد ابوقبيلة باليمن. و حضر موت اسم قبيلة اسمان جعلا واحدا وقد جاء اسم بلد ايضا؛ (في).
(*)

[71]


روى بعضهم خير من الحارث بن معاوية - وبجيلة خير من رعل وذكوان وإن يهلك لحيان(1) فلا أبالي ثم قال: لعن الله الملوك الاربعة جمدا ومخوسا ومشرحا وأبضعة واختهم العمردة لعن الله المحلل والمحلل له(2) ومن يوالي غير مواليه ومن ادعي نسبا لا يعرف والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ومن أحدث حدثا في الاسلام أو آوى محدثا ومن قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه ومن لعن أبويه فقال رجل: يا رسول الله أيوجد رجل يلعن أبويه؟ فقال: نعم، يلعن آباء الرجال وامهاتهم فيلعنون أبويه لعن

___________________________________
(1) في القاموس بجيلة كسفينة: حي باليمن من معد. ورعل وذكوان قبيلتان من سليم ا ه‍. ولحيان ابوقبيلة وهو لحيان بن هذيل بن مدركة؛ (الصحاح)، وفي الوافي (ان يهلك الحيان) وقال الفيض رحمه الله في بيانه: الحيان تثنية الحي يعني القبيلتين المذكورتين وحيان ابوقبيلة ايضا.
(2) في القاموس: مخوس كمنبر ومشرح وجمد وابضعة: بنو معد يكرب الملوك الاربعة الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه واله ولعن اختهم العمردة وفدوا مع الاشعث فاسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير.
في النهاية: لعن الله المحلل والمحلل له وفي رواية المحل والمحل له وفي حديث بعض الصحابة لا اوتي بحال ولا محلل الا رحمتها، جعل الزمخشري هذا الاخير حديثا لا اثرا وفي هذه اللفظة ثلاث لغات: حللت بتششديد اللام واحللت وحللت مخففا فعلى الاولى جاء الحديث الاول يقال: حلل فهو محلل ومحلل له وعلى الثانية جاء الثاني تقول: احل فهو محل له وعلى الثالثة جاء الثالث تقول: حللت فانا حال وهو محلول له، وقيل: اراد بقوله: (لا اوتي بحال) اي بذي احلال مثل قولهم: ريح لاقح اي ذات القاح والمعنى في الجميع هو ان يطلق الرجل امراته ثلاثا فيتزوجها رجل اخر على شريطة ان يطلقها بعد وطئها لتحل لزوجها الاول، وقيل: سمى محللا بقصده إلى التحليل كما يسمى مشتريا إذا قصد الشراء انتهى.
وقال المجلسي ره: يمكن ان يكون المراد: النسئ في الاشهر الحرم قال الزمخشرى كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في الجاهلية وكان يقوم على جمل في الموسم فيقول باعلى صوته: ان آلهتكم قد احلت لكم المحرم فاحلوه ثم يقوم في القابل فيقول: ان آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه.
وقال علي بن ابراهيم: كان رجل من بني كنانة يقف في الموسم فيقول: قد احللت دماء المحللين طي وخثعم في شهر المحرم وانسأته وحرمت بدله صفر فاذا كان العام المقبل يقول: قد احللت صفر وانسأته وحرمت بدله شهر المحرم انتهى. ولعل هذا أوفق بروايات اصحابنا واصولهم.
ويحتمل ان يكون المراد مطلق تحليل ما حرم الله انتهى.
(*)

[72]


الله رعلا وذكوان وعضلا ولحيان والمجذمين من أسد وغطفان(1) وأبا سفيان بن حرب وشهبلا ذا الاسنان وابني مليكة بن جزيم(2) ومروان وهوذة وهونة.
28 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن مولى لامير المؤمنين (ع) ساله مالا فقال: يخرج عطائى فاقاسمك هو، فقال: لا أكتفي وخرج إلى معاوية فوصله فكتب إلى أمير المؤمنين (ع) يخبره بما أصاب من المال فكتب إليه أمير المؤمنين (ع): أما بعد فإن ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى أهله بعدك وإنما لك منه ما مهدت لنفسك فآثر نفسك على صلاح ولدك فإنما أنت جامع لاحد رجلين: إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فشقى بما جمعت له وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ولا تبرد له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة الله وثق لم بقي برزق الله.

___________________________________
(1) (عضلا) بالتحريك: ابوقبيلة. (والمجذمين) لعل المراد المنسوبين إلى الجذيمة ولعل اسدا وغطفان كلاهما منسوبتان اليها. قال الجوهرى: جذيمة: قبيلة من عبدالقيس ينسب اليهم جذمى بالتحريك وكذلك إلى جذيمة اسد. وقال الفيروزآبادى: غطفان محركة: حي من قيس.
وشهيلا بالشين المعجمة والباء‌ة الموحدة في بعض النسخ بالسين المهملة والياء المثناة ولعله اسم رجل وكذا ما ذكر بهده إلى آخر الخبر؛ (آت).
(2) في بعض النسخ (جريم... الخ) وفي بعضها (وهودة).
(3) اي لا تثبت له وزرا على ظهرك؛ (آت) وفي النهج (تحمل) وفي بعض نسخه (تحتمل).