باب صدقات النبى صلى الله عليه وآله وفاطمة والائمة عليهم السلام ووصاياهم

296، 13 - 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبى الحسن الثانى عليه السلام قال: سألته عن الحيطان السبعة التى كانت ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليهما السلام فقال: لا إنما كانت وقفا وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ اليه منها ماينفق على أضيافه والتابعة(2) يلزمه فيها، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها فشهد علي عليه السلام وغيره أنها وقف على فاطمة

___________________________________
(2) أى التوابع الازمة ولعلها تصحيف التبعة وهى ما يتبع المال من نوائب الحقوق او هى بمعناها وفى قرب الاسناد (النائبة - بالنون - وهو الاصوب وقوله عليه السلام (جاء العباس)) كان دعواه مبنيا على التعصيب وهذا يدل على عدم كونه مرضيا الا ان يكون لمصلحة.(آت)

[48]


عليها السلام وهى الدلال، والعواف، والحسنى والصافية وما لام ابراهيم والميثب والبرقة(1)
297، 13 - 2 - على بن ابراهيم، عن أبيه عن ابن أبى عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد الله الحلبى، ومحمد بن مسلم، عن أبى عبدالله عليه السلام قالا: سألناه عن صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله و صدقة فاطمة عليها السلام قال: صدقتهما لبنى هاشم وبنى المطلب
298، 13 - 3 - وعنه، عن أبيه عن ابن أبى نجران، عن عاصم بن حميد، عن ابراهيم بن أبى يحيى المدينى، عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الميثب هو الذى كاتب عليه سلمان فأفاء ه الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وآله فهو في صدقتها.
9 29، 13 - 4 - محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أحمد بن عمر عن أبيه، عن أبى مريم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله وصدقة على عليه السلام فقال: هى لنا حلال، وقال: إن فاطمة عليها السلام جعلت صدقتها لبنى هاشم وبنى المطلب.
300، 13 - 5 - على بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبى بصير قال: قال أبوجعفر عليه السلام: الا اقرئك وصية فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت بلى قال: فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أوصت بحوائطها السبعة: العواف، والدلال، والبرقة، والميثب، و الحسنى، والصافية، وما لام ابراهيم إلى على بن ابى طالب عليه السلام فان مضى علي فإلى الحسن فان مضى الحسن فإلى الحسين فان مضى الحسين فإلى الاكبر من ولدى شهد الله على ذلك والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام وكتب على بن أبى طالب.
وعنه عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن عاصم بن حميد مثله ولم يذكر حقا ولا سفطا وقال: إلى الاكبر من ولدى دون ولدك

___________________________________
(1) الميثب - بفتح الميم بثاء مثلثة بعد الياء المثناة التحتانية ثم الباء الموحدة - مال بالمدينة كانت من صدقات النبى صلى الله عليه وآله (المراصد) وفى الفقيه المسموع من ذكر احد الحوائط الميثب ولكنى سمعت السيد أبا عبدالله محمد بن الحسن الموسوى ادام الله توفيقه يذكر انها تعرف عندهم يالميثم والبرقة - هو بضم الباء وسكون الراء موضع بالمدينة.(النهاية) وقال كان صدقات النبى منها.

[49]


301، 13 - 6 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام ألا أقرئك وصية فاطمة عليها السلام؟ قلت: بلى قال: فأخرج إلى صحيفة: هذا ما عهدت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله في مالها إلى على بن أبى طالب عليه السلام وإن مات فإلى الحسن وإن مات فإلى الحسين فان مات الحسين فإلى الاكبر من ولدى دون ولدك الدلال والعواف والميثب وبرقة والحسنى والصافية وما لام ابراهيم شهد الله عزوجل على ذلك والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام.
302، 13 - 7 - أبوعلى الاشعرى، عن محمد بن عبدالجبار، ومحمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: بعث الي أبوالحسن موسى عليه السلام بوصية أميرالمؤمنين عليه السلام وهى: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبدالله علي ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة ويصرفنى به عن النار ويصرف النار عنى يوم تبيض وجوه وتسود وجه أن ما كان لى من مال بينبع يعرف لى فيها وما حولها صدقة ورقيقها غير أن رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء ليس لاحد عليهم سبيل فهم موالى يعملون في المال خمس حجج وفيه نفقتهم ورزقهم وارزاق أهاليهم، ومع ذلك ما كان لى بوادى القرى كله من مال لبنى فاطمة ورقيقها صدقة وما كان لى بديمة وأهلها صدقة غير أن زريقا له مثل ما كتبت لاصحابه(1)، وما كان لى باذينة وأهلها صدقة والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله وان الذى كتبت من أموالى هذه صدقة واجبة بتلة(2) حيا أنا أو ميتا ينفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوى الرحم من بنى هاشم وبنى المطلب والقريب والبعيد، فانه يقوم على ذلك الحسن بن على يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله عزوجل في حل محلل لا حرج عليه فيه، فان أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضى به الدين فليفعل إن شاء ولا حرج عليه فيه، وإن شاء جعله سرى الملك(3) وإن ولد على ومواليهم واموالهم إلى الحسن بن على وإن كانت دار الحسن بن على غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه وإن

___________________________________
(1) في التهذيب (غير أن رقيقها لهم مثل ما كتبت لاصحابهم).
(2) صدقة بتلة اى منقطعة عن صاحبها.
(3) السرى: الشريف والنفيس.وفى الوافى (شراء الملك).

[50]


باع فانه يقسم ثمنها ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثا في سبيل الله وثلثا في بنى هاشم وبنى المطلب ويجعل الثلث في آل أبى طالب، وإنه يضعه فيهم حيث يراه الله، وإن حدث بحسن حدث وحسين حى فانه إلى الحسين بن على وإن حسينا يفعل فيه مثل الذى أمرت به حسنا له مثل الذى كتبت للحسن وعليه مثل الذى على الحسن، وإن لبنى (ابني) فاطمة من صدقة على مثل الذى لبنى علي وانى انما جعلت الذى جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله عزوجل وتكريم حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما وإن حدث بحسن وحسين حدث فإن الآخر منهما ينظر في بنى علي، فان وجد فيهم من يرضى بهداه واسلامه وأمانته فانه يجعله اليه إن شاء، وإن لم ير فيهم بعض الذى يريده فانه يجعله إلى رجل من آل أبى طالب يرضى به، فان وجد آل أبى طالب قد ذهب كبراؤهم وذووا آرائهم فانه يجعله إلى رجل يرضاه من بنى هاشم وأنه يشترط على الذى يجعله اليه أن يترك المال على اصوله وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل الله ووجهه وذوى الرحم من بنى هاشم وبنى المطلب والقريب والبعيد لايباع منه شئ ولا يوهب ولا يورث وإن مال محمد بن علي على ناحيته وهو إلى ابني فاطمة وأن رقيقى الذين في صحيفة صغيرة التى كتبت لى عتقاء(1).
هذا ما قضى به على بن أبى طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن(2) ابتغاء وجه الله والدار الآخرة والله المستعان على كل حال ولا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم اآلخر أن يقول في شئ قضيته من مالى ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد.
أما بعد فان ولائدى اللائى أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات اولاد معهن أولادهن ومنهن حبالى ومنهن من لا ولد له فقضاى فيهن إن حدث بى حدث أنه من كان منهن ليس لها ولد وليست بحبلى فهى عتيق لوجه الله عزوجل ليس لاحد عليهن سبيل ومن كان منهن لها ولد أو حبلى فتمسك على ولدها وهى من حظه(3) فان مات ولدها

___________________________________
(1) (لى) ليست في التهذيب.
(2) مسكن - بكسر الكاف -: موضع بالكوفة على شاطئ الفرات.
(3) في بعض النسخ (في حصته).

[51]


وهى حية فهى عتيق ليس لاحد عليها سبيل، هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مسكن شهد أبوسمر بن برهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبى هياج وكتب على بن أبى طالب بيده لعشر خلون من جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين.
وكانت الوصية الاخرى (مع الاولى): بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به على بن أبى طالب أوصى أنه يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وآله ثم إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثم إنى اوصيك ياحسن وجميع أهل بيتى وولدى ومن بلغه كتابى بتقوى الله ربكم ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام " و " أن المبيرة الحالقة(1) للدين فساد ذات البين " ولا قوة الا بالله العلى العظيم، انظروا ذوى أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب.
الله الله في الايتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عزوجل له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار ".
الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.
الله الله في جيرانكم فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى بهم ومازال رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.
الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم فانه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما

___________________________________
(1) الحالقة: الخصلة التى من شانها تحلق أى تهلك وتستأصل الدين كما تستأصل الموسى الشعر وقيل: هى قطيعة الرحم والتظالم (النهاية).

[52]


يرجع به من أمه(1) أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة فإنها خير العمل، إنها عمود دينكم.
الله الله في الزكاة فانها تطفئ غضب ربكم.
الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.
الله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معايشكم.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد رجلان إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم.
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث.
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم عليه السلام أن قال: أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة الصلاة، لا تخافوا في الله لومة لائم، يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عزوجل، وتتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم، وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار(2) وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم لم يزل يقول: " لا اله إلا الله "، لا إله إلا الله " حتى قبض صلوات الله عليه و رحمته في ثلاث ليال من العشر الاواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان.

___________________________________
(1) اى من قصده أو حجه.
(2) من البر.
(3) ما اشتمل الخبر من تاريخ شهادته عليه السلام مخالف لسائر الاخبار ولما هو المشهور بين الخاصة والعامة وللعه اشتباه من الرواة.(آت)

[53]


303، 13 - 8 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالرحمن بن الحجاج أن أبا الحسن موسى عليه السلام بعث إليه بوصية أبيه وبصدقته مع أبي إسماعيل مصادف: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد جعفر بن محمد وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، على ذلك نحيي وعليه نموت وعليه نبعث حيا إن شاء الله.
وعهد إلى ولده الا يموتوا إلا وهم مسلمون وأن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ما استطاعوا فإنهم لن يزالوا بخير ما فعلوا ذلك وإن كان دين يدان به(1) وعهد إن حدث به حدث ولم يغير عهده هذا وهو أولى بتغييره ما أبقاه الله لفلان كذا وكذا ولفلان كذا وكذا ولفلان كذا وفلان حر وجعل عهده إلى فلان.
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به موسى بن جعفر بأرض بمكان كذا وكذا وحد الارض كذا وكذا كلها ونخلها وأرضها وبياضها ومائها وأرجائها وحقوقها وشربها من الماء وكل حق قليل أو كثير هو لها في مرفع أو مظهر أو مغيض أو مرفق أو ساحة أو شعبة أو مشعب أو مسيل أو عامر أو غامر(2) تصدق بجميع حقه من ذلك على ولده من صلبه الرجال والنساء، يقسم واليها ما أخرج الله عزوجل من غلتها بعد الذي يكفيها من عمارتها ومرافقها وبعد ثلاثين عذقا يقسم في مساكين أهل القرية بين ولد موسى للذكر مثل حظ الانثيين فإن

___________________________________
(1) لعل (ان) مخففة من المثقلة اى ما ذكرت من اصلاح ذات البين كان دينا يتعبدون الله به لكن ينبغى أن يكون و(دينا) بالنصب ويمكن ان يقرء بفتح الدال اى ان كان على دين يعمل به ويؤدى وفيه أيضا بعد.(آت) ويمكن ان يكون ((ان) شرطية وكان أول الكلام وما بعده متعلق به.
(2) المظهر ما ارتفع من الارض، والمرفع: موضع البيدر، والمفيض: مجتمع الماء ومصب، و المرفق: المتوضأ والمطبخ ونحو ذلك، والشعبة: المسيل في الرمل وما صغر من التلعة وما عظم من سواقى الاودية والمشعب - كمنبر-: الطريق والغامر الخراب.(القاموس) وقال العلامة المجلسى - رحمه الله -: يمكن ان يكون المراد بالمشعب المقسم.

[54]


تزوجت امرأة من ولد موسى فلا حق لها في هذه الصدقة حتى ترجع إليها بغير زوج فإن رجعت كان لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسى وأن من توفي من ولد موسى وله ولد فولده على سهم أبيه للذكر مثل حظ الانثيين على مثل ما شرط موسى بن جعفر في ولده من صلبه وأن من توفي من ولد موسى ولم يترك ولدا رد حقه على أهل الصدقة، وأن ليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق إلا أن يكون آباؤهم من ولدي وأنه ليس لاحد حق في صدقتي مع ولدي أو ولد ولدي وأعقابهم ما بقي منهم أحد وإذا انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من امي ما بقي أحد منهم على ما شرطته بين ولدي وعقبي فإن انقرض ولد أبي من امي فصدقتي على ولد أبي وأعقابهم ما بقي منهم أحد على مثل ما شرطت بين ولدي وعقبي، فاذا انقرض من ولد أبي ولم يبق منهم أحد فصدقتي على الاول فالاول حتى يرثها الله الذي ورثها وهو خير الوارثين، تصدق موسى بن جعفر بصدقته هذه وهو صحيح صدقة حبسا بتلا بتا، لا مشوبة فيها ولا رد أبدا ابتغاء وجه الله عزوجل والدار الآخرة، لا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيعها أو شيئا منها ولا يهبها ولا ينحلها ولا يغير شيئا منها مما وضعته عليها حتى يرث الله الارض وما عليها.
وجعل صدقته هذه إلى علي وإبراهيم فإن انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما فالاكبر من ولدي، فإن لم يبق من ولدي إلا واحد فهو الذي يليه، وزعم أبوالحسن أن أباه قدم إسماعيل في صدقته على العباس وهو أصغر منه.
304، 13 - 9 محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قسم نبي الله صلى الله عليه وآله الفئ فأصاب عليا عليه السلام أرضا فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير فسماها ينبع فجاء البشير يبشر فقال عليه السلام بشر الوارث

[55]


هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله، لا تباع ولا توهب ولا تورث فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
305، 13 - 10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن هشام بن أحمر، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبدالحميد جميعا، عن سالمة مولاة أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حين حضرته الوفاة فاغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا وأعطوا فلانا كذا وكذا وفلانا كذا وكذا فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة؟ فقال: ويحك أما تقرئين القرآن؟ قلت: بلى قال: أما سمعت قول الله عزوجل: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب(1) ".
قال ابن محبوب في حديثه حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك.
فقال: أتريدين على أن لا أكون من الذين قال الله تبارك وتعالى: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة وطيبها وطيب ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة الفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.
306، 13 - 11 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان جميعا، عن صفوان، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عما يقول الناس في الوصية بالثلث والربع عند موته أشئ صحيح معروف؟ أم كيف صنع أبوك؟ فقال: الثلث ذلك الامر الذي صنع أبي رحمه الله.
307، 13 - 12 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، وغيره، عن أبان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: إن أبا جعفر عليه السلام مات وترك ستين غلاما فأعتق ثلثهم فأقرعت بينهم فأخرجت عشرين فأعتقتهم.
308، 13 - 13 عنه، عن عبدالله بن جبلة، وغيره، عن اسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن

___________________________________
(1) الرعد: 1 2.

[56]


أبي عبدالله عليه السلام قال: أعتق أبوجعفر عليه السلام من غلمانه عند موته شرارهم وأمسك خيارهم فقلت: يا أبه تعتق هؤلاء وتمسك هؤلاء؟ فقال: إنهم قد أصابوا مني ضرا(1) فيكون هذا بهذا.
309، 13 - 14 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبدالله ابن سنان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مرض علي بن الحسين عليهما السلام ثلاث مرضات في كل مرضة يوصي بوصية فاذا أفاق أمضى وصيته.

________________________________________
(1) في بعض النسخ (اصابوا منى ضربا).