باب أنه لا يجوز ان يحلف الانسان الا بالله عزوجل

758، 14 - 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل " والليل إذا يغشى(1) " " والنجم إذا هوى(2) " وما أشبه، فقال: إن لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.
9 75، 14 - 2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله فأما قول الرجل " لا بل شانئك " فإنه من قول أهل الجاهلية ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك الحلف بالله فأما قول الرجل: " يا هياه ويا هناه " فإنما ذلك لطلب الاسم ولا أرى به بأسا وأما قوله: " لعمر الله " وقوله: " لا هاه " فإنما ذلك بالله عزوجل(3).

___________________________________
(1) الليل: 2.
(2) النجم: 2.
(3) قوله: (لا بل شانئك) مخفف قولهم: (لا أب لشانئك) كما في بعض النسخ أى لمبغضك كلمة كانوا ينطقونها في ضمن كلامهم مرددا كما هو عادة كل أحد من ترداد شئ ضمن كلامه مثل يغفر الله لك ومن فوائده أنه قد ينسى المتكلم ما يريد أن يقوله فيردد هذه الكلمة حتى يتذكر ما كان قد نسيه وليس هذا وامثاله حلفا ويمينا إلا أنه قد يمكن جعل (لابل شانئك) قسما نظير ما يقال في زماننا: ليمت أبى إن كنت قلت ذاك ولست ابن أبى او هلك ابنى واما في اكثر الامر فليس قسما البتة.
وقوله: (لطلب الاسم) اى لطلب شئ نسيه فيقول: ياهناه وياهياه حتى يتذكره. وقوله: (لاهاه) فانه قسم بالله تعالى (كذا في هامش الوافى).

[450]


0 76، 14 - 3 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن عبدالكريم، عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام: قال: لا أرى للرجل أن يحلف بالله، وقال قول الرجل حين يقول: " لا بل شانئك " فإنما هو من قول الجاهلية ولو حلف الناس بهذا وشبهه ترك أن يحلف بالله.
761، 14 - 4 علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم(1) " قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: عظم أمر من يحلف بها قال: وكانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به ولا بشهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وإن كان قد قتل أباه ولا لشئ يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك فقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد(2) " قال: فبلغ من جهلم أنهم استحلوا قتل النبي صلى الله عليه وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فيفون.
2 76، 14 - 5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال " أعظم إثم من يحلف بها قال: وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به يستحلون حرمة الله فيه ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى: " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد " قال: يعظمون البلد أن يحلفوا به ويستحلون فيه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله.

________________________________________
(1) الواقعة: 75.
(2) البلد: 2 و 3.