كتاب الشهادات .. باب اول صك كتب في الارض

483، 14 - 1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبدالله بن سنان قال: لما قدم أبوعبدالله عليه السلام على أبي العباس وهو بالحيرة خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة والكوفة(1) ومعه ابن شبرمة القاضي فقال له: إلى أين يا أبا عبدالله؟ فقال: أردتك فقال: قد قصر الله خطوك، قال: فمضى معه فقال له ابن شبرمة: ما تقول يا أبا عبدالله في شئ سألني عنه الامير فلم يكن عندي فيه شئ؟ فقال: وما هو؟ قال: سألني عن أول كتاب كتب في الارض قال: نعم إن الله عزوجل عرض على آدم عليه السلام دريته عرض العين(2) في صور الذر نبيا فنبيا وملكا فملكا ومؤمنا فمؤمنا وكافرا فكافرا فلما انتهى إلى داود عليه السلام قال: من هذا الذي نبئته وكرمته و قصرت عمره؟ قال: فأوحى الله عزوجل إليه هذا ابنك داود عمره أربعون سنة وإني قد كتبت الآجال وقسمت الارزاق وأنا أمحو ما أشاء وأثبت وعندي ام الكتاب فإن جعلت له شيئا من عمرك ألحقت له قال: يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة قال: فقال الله عزوجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى، قال: فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم من طينة عليين، قال: فلما حضرت آدم الوفاة أتاه

___________________________________
(1) في الصحاح الحيرة - بالكسر -: مدينة بقرب الكوفة.
(2) أى بحيث رآهم بالعين. (آت)

[379]


ملك الموت فقال آدم: يا ملك الموت ما جاء بك قال: جئت لاقبض روحك قال: قد بقي من عمري ستون سنة، فقال: إنك جعلتها لابنك داود قال: ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب فقال أبوعبدالله عليه السلام: فمن أجل ذلك إذا خرج الصك على المديون ذل المديون فقبض روحه(1).
4 48، 14 - 2 أبوعلي الاشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره قال: ونزل عليه جبرئيل وميكائيل فكتب عليه ملك الموت صكا بالخمسين سنة فلما حضرته الوفاة أنزل عليه ملك الموت فقال آدم: قد بقي من عمري خمسون سنة، قال: فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود؟ قال: فإما أن يكون نسيها أو أنكرها فنزل عليه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام فشهدا عليه وقبضه ملك الموت فقال أبوعبدالله عليه السلام: كان أول صك كتب في الدنيا.

________________________________________
(1) قال العلامة المجلسى - رحمه الله -: في هذا الخبر اشكال من وجهين أحدهما لاختلاف الوارد في هذه القضية في المدة التى وهبها ففى بعضها ستون وفى بعضها أربعون وفى بعضها خمسون وثانيها مخالفته لاصول الشيعة من جواز السهو على الانبياء عليهم السلام وإن قلنا بعدم النسيان فيلزم الانكار والجحد مع العلم وهو أشكل إلا أن يقال: انه عليه السلام لم ينه ولم يجحد وانما سأل ورجا أن يكون له ماقرر له اولا من العمر مع أن الاسهاء قد جوزه الصدوق عليهم عليهم السلام ولا يبعد حمله على التقية لاشتهار هذه القصة بين العامة رواه الترمذى وغيره من رواتهم (آت).