باب أصل الطيب

(12886 1) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما اهبط آدم عليه السلام من الجنة على الصفا وحواء على المروة وقد كانت امتشطت في الجنة بطيب من طيب الجنة فلما صارت في الارض قالت: ما أرجو من المشط وأنا مسخوط علي فحلت عقيصتها(3) فانتثر من مشطتها التي كانت امتشطت بها في الجنة فطارت به الريح فألقت أكثره بالهند فلذلك صار العطر بالهند.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن حسان مثله.
قال: وفي حديث آخر عقيصتها فأرسل الله على ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت في المشرق والمغرب فأصل الطيب من ذلك.

___________________________________
(3) العقيصة: الشعر المنسوج بعضه على بعض.
(*)

[514]


(12887 2) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى، عن علي القصير، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن أصل الطيب من أي شئ هو؟ فقال: أي شئ يقوله الناس؟ قلت: يزعمون أن آدم هبط من الجنة وعلى رأسه إكليل فقال: قد كان والله أشغل من أن يكون على رأسه إكليل ثم قال: إن حواء امتشطت في الجنة بطيب من طيب الجنة قبل أبن تواقعها الخطيئة فلما هبطت إلى الارض حلت عقيصتها، فأرسل الله تعالى على ماكان فيها ريحا فهبت به في المشرق والمغرب فأصل الطيب من ذلك.
(12888 3) علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تعالى لما أهبط آدم طفق يخصف من ورق الجنة فطار عنه لباسه الذي كان عليه من حلل الجنة فالتقط ورقة فستربها عورته فلما هبط عبقت(1) رائحة تلك الورقة بالهند بالنبت فصار الطيب في الارض من سبب تلك الورقة التي عبقت بها رائحة الجنة، فمن هناك الطيب بالهند لان الورقة هبت عليها ريح الجنوب فأدت رائحتها إلى المغرب لانها احتملت رائحة الورقة في الجو فما ركدت الريح بالهند عبق بأشجار هم ونبتهم فكان أول بهيمة رتعت من تلك الورقة ظبي المسك فمن هناك صار المسك في سرة الظبي لانه جرى رائحة النبت في جسده وفي دمه حتى اجتمعت في سرة الظبي.

________________________________________
(1) عبق به الطيب عبقا وعباقة أى لزق به.