باب اللباس

(12469 1) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الثوب النقي يكبت العدو.
(12470 2) أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبس رسول الله صلى الله عليه وآله الطاق والساج والخمايص(1).
(12471 3) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اتخذ ثوبا فلينظفه.
(12472 4) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال: نعم، قلت: عشرون؟ قال: نعم، قلت: ثلاثون؟ قال: نعم ليس هذا من السرف إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك(2).
(12473 5) الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليه السلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمائة درهم.
(12474 6) محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبدالله بن العباس إلى ابن الكواء وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة فلما نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسناو أنت تلبس هذا اللباس؟ فقال: وهذا أول ما اخاصمكم فيه قل:

___________________________________
(1) الطاق ضرب من ثياب او الطيلسان، والساج: الطيلسان الاخضر او الاسود، والخميصة: كساء اسود مربع له علمان.
(2) البذلة بالكسر: ما لا يصان من الثياب والثوب الخلق.
(*)

[442]


" من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق(1) " وقال: " خذوا زينتكم عند كل مسجد(2) ".
(12475 7) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن يوسف ابن إبراهيم قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وعلي جبة خز وطيلسان خز فنظر إلي فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطيلسان خز فما تقول فيه؟ فقال: وما بأس بالخز قلت: وسداه أبريسم، قال: وما بأس بأبريسم فقد اصيب الحسين عليه السلام وعليه جبة خز ثم قال: إن عبدالله بن عباس لمابعثه أميرالمؤمنين عليه لسلام إلى الخوارج فواقفهم لبس(3) أفضل ثيابه و تطيب بأفضل طيبه وركب أفضل مراكبه فخرج فواقفهم فقالوا: يا ابن عباس بينا أنت أفضل الناس إذا أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم فتلا عليهم هذه الآية " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
فالبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال.
(12476 8) علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبدالله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان فقال: والله لآتينه ولاوبخنه فدنا منه، فقال: يا ابن رسول الله مالبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذااللباس ولاعلي عليه السلام ولا أحد من آبائك فقال له أبوعبدالله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في زمان قترمقتر(4) وكان يأخذ لقتره واقتداره وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها(5) فأحق أهلها بها أبرارها، ثم تلا " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق " ونحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله غير أني يا ثوري ماترى علي من ثوب إنما ألبسه للناس ثم اجتذب يد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الاعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا فقال: هذا ألبسه لنفسي وما رأيته للناس، ثم جذب ثوبا

___________________________________
(1) الاعراف: 31.
(2) الاعراف: 30.
(3) المواقفة بتدقيم القاف أن تقف معه ويقف معك في حرب وخصومة (القاموس).
(4) قتر على عياله تقتيرا اى ضيق عليهم في المعاش.
(5) العزالى جمع العزلاء مثل الحمراء وهو فم المزداة فقوله.
" ارخت " اى ارسلت يريد وقع المطر على التشبيه بنزله من أفواه المزادة.
(*)

[443]


على سفيان أعلاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين فقال: لبست هذا الاعلى للناس و لبست هذا لنفسك تسرها.
(12477 9) الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: بينا أنا في الطواف وإذا برجل يجذب ثوبي وإذا هو عباد بن كثير البصري فقال: يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي عليه السلام فقلت: ثوب فرقبي(1) اشتريته بدينار وكان علي عليه السلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا: مرائي مثل عباد.
(12478 10) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يكون له عشرة أقمصة يراوح بينها قال: لا بأس.
(12479 11) وبهذا الاسناد، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: يكون لي ثلاثة أقمصة قال: لا بأس، قال: فلم أزل بلغت عشرة فقال: أليس يودع(2) بعضها بعضا؟ قلت: بلى ولوكنت إنماألبس واحدا لكان أقل بقاء قال: لا بأس.
(12480 12) عنه، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بهاأيكون مسرفا؟ قال: لا لان الله عزوجل يقول: " لينفق ذوسعة من سعته(3) ".
(12481 13) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفربن محمدالاشعري، عن ابن القداح قال: كان أبوعبدالله عليه السلام متكئا علي أوقال: على أبي فلقيه عباد بن كثير البصري

___________________________________
(1) الفرقبى ثوب مصرى ابيض من كتان منسوب إلى فرقوب مع حذف الواو، وهو موضع قريبا من مصر.
(2) ودع الثوب توديعا صانه (اساس البلاغة).
(3) الطلاق: 7.
(*)

[444]


وعليه ثياب مروية(1) حسان فقال: يا أبا عبدالله إنك من أهل بيت النبوة وكان أبوك و كان(2) فما هذه الثياب المروية عليك فلو لبست دون هذه الثياب؟ فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ويلك ياعباد من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق إن الله عزوجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس بها بأس ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني وكان عباد يلبس ثوبين قطريين(3).
(12482 14) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة.
(12483 15) أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان قال: كنت حاضرا عند أبي عبدالله عليه السلام إذ قال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجيد؟ قال: فقال له: إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به فخير لباس كل زمان لباس أهله غير أن قائمنا إذا قام لبس لباس علي عليه السلام وسار بسير ته.
(12484 16) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا بأس أن يكون للرجل عشرون قميصا.

___________________________________
(1) المرو اسم بلد بخراسان والنسبة اليها مروزى والثوب المروى على قياس.
(2) اى وكان ابوك كذا وكذا من الورع والتقوى والقناعة ولبسه الخشن من الثياب.
(3) قال الجزرى: فيه أنه عليه السلام كان متوشحا بثوب قطرى وهو ضرب من البرود فيه حمرة وله اعلام فيه بعض الخشونة، وقيل قرية يقال لها قطر ينسب اليها الثياب القطرية فكسروا القاف للنسبة.