كتاب الزى والتجمل والمروء‌ة .. باب التجمل واظهار النعمة

(12454 1) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده.
(12455 2) علي بن محمد رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذاأنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمي حبيب الله محدثا بنعمة الله وإذا أنعم الله على عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمي بغيض الله مكذبا بنعمة الله.
(12456 3) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عقبة بن محمد، عن سلمة ابن محمد بياع القلانس قال: مر أبوعبدالله عليه السلام على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضيه شيئا يسيرا، فقال: بكم تطالبه، قال: بكذا وكذا، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما بلغك أنه كان يقال: لا دين لمن لامرؤة له.
(12457 4) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه لانه جميل يحب الجمال.

[439]


(12458 5) سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا شعثا شعر رأسه وسخة ثيابه، سيئة حاله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من الدين المتعة وإظهار النعمة.
(12459 6) وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بئس العبد القاذورة(1).
(12460 7) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن معاوية، بن وهب قال: رآني أبوعبدالله عليه السلام وأنا أحمل بقلا فقال: يكره للرجل السري(2) أن يحمل الشئ الدني فيجترء عليه.
(12461 8) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن مرازم بن حكيم، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن الناس يروون أن لك مالا كثيرا فقال: ما يسوؤني ذاك إن أمير المؤمنين عليه السلام مرذات يوم على ناس شتى من قريش وعليه قميص مخرق فقالوا: أصبح علي لا مال له فسمعها أمير المؤمنين عليه السلام فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره ولا يبعث إلى إنسان شيئا وأن يوفره ثم قال له: بعه الاول فالاول واجعلها دراهم ثم اجعلها حيث تجعل التمر فاكبسه(3) معه حيث لا يرى، وقال للذي يقوم عليه: إذا دعوت بالتمر فاصعد وانظر المال فاضربه برجلك كأنك لا تعمد الدراهم حتى تنثرها ثم بعث إلى رجل منهم يدعوهم ثم دعى بالتمر فلما صعد ينزل بالتمر ضرب برجله فنثرت الدراهم فقالوا: ما هذا يا أبا الحسن؟ فقال: هذا مال من لا مال له ثم أمر بذلك المال فقال: انظروا أهل كل بيت كنت أبعث إليهم فانظروا ماله وابعثوا إليه.
(12462 9) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إني لاكره للرجل أن يكون عليه نعمة من الله فلا يظهرها.
(12463 10) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن ابن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ليتزين

___________________________________
(1) القاذورة من الرجال الذى لا يبالى ماقال وما صنع (النهاية).
(2) اى الشريف في القاموس السرو: المروء‌ة في شرف، سرو ككرم ودعا ورضى سراوة وسروا وسرا وسراء فهو سرى الجمع أسرياء وسرواء وسرى وسراة اسم جمع.
(3) الكبس: الجمع.
(*)

[440]


أحدكم لاخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة(1).
(12464 11) عدة، من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن فضال جميعا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال: بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أن طلحة والزبير يقولان: ليس لعلي مال، قال: فشق ذلك عليه فأمر وكلاء ه أن يجمعوا غلته حتى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلة مائة ألف درهم فنشرت بين يديه فأرسل إلى طلحة و الزبير فأتياه فقال لهما: هذا المال والله لي ليس لاحد فيه شئ وكان عندهما مصدقا قال: فخرجا من عنده وهما يقولان: إن له لمالا.
(12465 12) عنه، عن ابن فضال، وابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن اناسا بالمدينة قالوا: ليس للحسن عليه السلام مال فبعث الحسن عليه السلام إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم وأرسل بها إلى المصدق، وقال: هذه صدقة مالنا فقالوا: ما بعث الحسن عليه السلام بهذه من تلقاء نفسه إلا وله مال.
(12466 13) عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم بن حكيم، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: إن علي بن الحسين عليهما السلام اشتدت حاله حتى تحدث بذلك أهل المدينة فبلغه ذلك فتعين ألف درهم ثم بعث بها إلى صاحب المدينة، وقال: هذه صدقة مالي.
(12467 14) عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي هاشم عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس(2).
(12468 15) محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن هارون بن مسلم، عن بريد بن معاوية قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لعبيد بن زياد: إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك، قال: فمارئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات.

___________________________________
(1) قال في الذكرى: يستحب التزين للصاحب كالغريب واكثار الثياب واجادتها فلاسرف في ثلاثين ثوبا ولا في نفاسة الثوب وما نقل عن الصحابة من ضد ذلك للاقتتار وتبعا للزمان، نعم يستحب استشعار الغليظ وتجنب الثوب الذى فيه شهرة والافضل القطن الابيض ؛(آت).
(2) التباؤس: التفاقر وأن يرى تخشع الفقراء اخباتا وتضرعا ؛(القاموس).
(*)