باب شارب الخمر

(12258 1) علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن الخمر فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل بعثني رحمة العالمين ولامحق المعازف والمزامير وامور الجاهلية والاوثان، وقال: أقسم ربي أن لا يشرب عبد لي في الدنيا خمرا إلا سقيته مثل ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له ولا يسقيها عبد لي صبيا صغيرا أو مملوكا إلا سقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أو مغفورا له.
(12259 2) ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر بعدما حرمها الله عزوجل على لساني فليس.
بأهل أن يزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يصدق إذا حدث، ولا يؤتمن على أمانة، فمن ائتمنه بعد علمه فيه، فليس للذي ائتمنه على الله عزوجل ضمان ولا له أجر ولا خلف.
(12260 3) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يؤتى شارب الخمر يوم القيامة مسودا وجهه مدلعا لسانه(1) يسيل لعابه على صدره وحق على الله عزوجل أن يسقيه من طينة خبال أو قال: من بئر خبال، قال: قلت: وما بئر خبال؟ قال: بئر يسيل فيها صديد الزناة(2).
(12261 4) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شارب الخمر لا يعاد إذا مرض ولا يشهد له جنازة ولا تزكوه إذا شهد ولاتزوجوه إذا خطب ولا تأتمنوه على أمانة.

___________________________________
(1) دلع لسانه كمنع: اخرجه كأدلعه.
(2) الصديد: القبح والدم.
(*)

[397]


(12262 5) أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه وإن مات فلا تحضروه، وإن شهد فلا تزكوه وإن خطب فلا تزوجوه وإن سألكم أمانة فلا تأتمنوه.
(12263 6) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن بشير الهذلي، عن عجلان أبي صالح قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: المولود يولد فنسقيه من الخمر، فقال: من سقى مولودا خمرا أو قال: مسكرا سقاه الله عزوجل من الحميم وإن غفر له.
(12264 7) علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، ودرست، وهشام بن سالم جميعا، عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال الله عزوجل: من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا أو مغفورا له ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتى أدخلته الجنة وسقيته من الرحيق المختوم وفعلت به من الكرامة ماأفعل بأوليائي.
(12265 8) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شارب الخمر يوم القيامة يأتي مسودا وجهه مائلا شقه، مدلعا لسانه ينادي العطش العطش.
(12266 9) حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان به عثمان عن حماد بن بشير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر بعد أن حرمها الله تعالى على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب ولا يصدق إذا حدث ولا يشفع إذا شفع ولا يؤتمن على أمانة فمن ائتمنه على أمانة فأكلها أو ضيعها فليس للذي ائتمنه على الله عزوجل أن يأجره ولا يخلف عليه، وقال أبوعبدالله عليه السلام: إني أردت أن أستبضع بضاعة إلى اليمن فأتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت له: إنني اريد أن أستبضع فلانا بضاعة فقال لي: أما علمت أنه يشرب الخمر فقلت: قد بلغني من المؤمنين أنهم يقولون ذلك فقال لي صدقهم فإن الله عزوجل يقول: يؤمن بالله ويؤمن للؤمنين، ثم قال: إنك إن

[398]


استبضعته فهلكت أوضاعت فليس لك على الله عزوجل أن يأجرك ولا يخلف عليك فاستبضعته فضيعها فدعوت الله عزوجل أن يأجرني، فقال: يا بني مه ليس لك على الله أن يأجرك ولا يخلف عليك قال: قلت له: ولم؟ فقال لي: إن الله عزوجل يقول: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما(1) " فهل تعرف سفيها أسفه من شارب الخمر، قال: ثم قال عليه السلام: لا يزال العبد في فسحة من الله عزوجل حتى يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عزوجل عنه سرباله(2) وكان وليه وأخوه إبليس لعنه الله وسمعه وبصره ويده ورجله يسوقه إلى كل ضلال ويصرفه عن كل خير.
(12267 10) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله الخمر وعاصرها ومعتصر ها وبايعها ومشتريها وساقيها وآكل ثمنها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه.
(12268 11) الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن علي الصوفي، عن خضر الصير في، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من شرب النبيذ على أنه حلال خلد في النار ومن شربه على أنه حرام عذب في النار.
(12269 12) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يوسف بن علي، عن نصر بن مزاحم، ودرست الواسطي، عن زرارة، وغيره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شارب المسكر لا عصمة بيننا وبينه(3).
(12270 13) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل بن محمد المنقري، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من شرب المسكر ومات وفي

___________________________________
(1) النساء: 5.
(2) السربال: القميص وقدمر في معنى هذا الخبر حديث آخر في ج 5 ص 299 إلا أنه نسب هناك هذا الاستبضاع إلى اسماعيل بن جعفر والنهى عنه إلى أبيه وكأنه الاصح لتنزه الامام عليه السلام عن مخالفة أبيه ؛(في).
(3) أى لا يلزمنا حفظ عرضه أو أنه غير معتصم بحبل ولايتنا ومحبتنا بل نحن برآء منه ؛(آت).
(*)

[399]


جوفه منه شئ لم يتب منه بعث من قبره مخبلا، ما يلا شدقه، سايلا لعابه، يدعو بالويل والثبور.
(12271 14) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن عمر بن أبان، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من شرب مسكرا كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينة خبال قلت: وما طينة خبال؟ فقال: صديد فروج البغايا.
(12272 15) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن محرز، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا اصلي على غريق خمر(1).
(12273 16) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن الشيباني، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا يونس بن ظبيان أبلغ عطية عني أنه من شرب جرعة من خمر لعنه الله عزوجل وملائكته ورسله والمؤمنون، فإن شربها حتى يسكر منها نزع روح الايمان من جسده وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة فيترك الصلاة، فإذا ترك الصلاة عيرته الملائكة وقال الله عزوجل له: عبدي كفرت وعيرتك الملائكة سوء‌ة لك عبدي(2) ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: سوء‌ة سوء‌ة كما تكون السوء‌ة والله لتو بيخ الجليل جل اسمه ساعة واحدة اشد من عذاب ألف عام قال: ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: " ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا(3) " ثم قال: يا يونس ملعون ملعون من ترك أمر الله عزوجل، إن أخذ برا دمرته(4) وإن أخذ بحرا غرقته يغضب لغضب الجليل عز اسمه.

___________________________________
(1) في حديث وحشى أنه مات غريقا في الخمر اى متناهيا في شربها والاكثار منه، مستعار من الغرق. (النهاية).
(2) " سوء‌ة " كلمة تقبيح وكانه عليه السلام أراد بقوله: " كما تكون السوء‌ة " أشد أفرادها (في).
(3) " ثقفوا " أى وجدوا، ولعل الاستشهاد لبيان ان من صار ملعونا بلعن الله تعالى ترتفع عنه ذمه الله وامانه لقوله: " اينما ثقفوا " (آت)
(4) دمرته أى أهلكته.
(*)

[400]


(12274 17) عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن خالد، عن مروك، عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن أهل الري(1) في الدنيا من المسكر يموتون عطاشا ويحشرون عطاشا ويدخلون النار عطاشا.
(12275 18) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام مثله وزاد فيه ولو أن رجلا كحل عينه بميل من خمر كان حقيقا على الله أن يكحله بميل من نار.
(12276 19) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن العطار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ولا يرد علي الحوض، لا والله لا ينال شفاعتي من شرب المسكر ولا يرد علي الحوض لا والله.

___________________________________
(1) الرى خلاف العطش ؛(القاموس)..