باب فضل الخبز

(11748 1) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عمرو بن شمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إني لالحس أصابعي من الادم حتى أخاف أن يراني خادمي فيرى أن ذلك من التجشع(2) وليس ذلك كذلك إن قوما افرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار(3) فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوها خبزا هجاء وجعلوا ينجون(4) به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم، قال: فمر بهم رجل صالح وإذا امرأة وهي تفعل ذلك

___________________________________
(2) التجشع محركة أشد الحرص وفى بعض النسخ (الجشع).
(3) الثرثار: النهر الكبير.
(4) قوله: " فجعلوها خبزا هجاء " اطبق نسخ الكافى على ضبط هذه اللفظة هكذا، وقال المجلسى (ره) في شرح هذا الحديث: قوله " هجاء " اى صالحا لرفع الجوع او فعلوا ذلك محقا انتهى أقول لم اظفر في كتب اللغة ما يلائم هذا المعنى ثم قال: ولا يبعد ان يكون هجانا بالنون اى خيارا وتمثل بقول امير المؤمنين عليه السلام " هذاجناى وهجانه فيه " انتهى وأورد الطريحى (ره) في مجمع البحرين هذا الحديث في ن ج او ضبط هذه اللفظة منجا اسم الالة من نجا وقال ره: قوله منجا بالميم المكسورة والنون والجيم بعيدها الف آلة يستنجى بها وقوله ينجون به صبيانهم تفسير لذلك انتهى ولعله الاصح كما هو الظاهر والنجو الغائط يقال انجى اى حدث وينجون بمعنى يستنجون والله اعلم (فضل الله الالهى) كذا في هامش المطبوع.
(*)

[302]


بصبي لها، فقل لهم: ويحكم اتقوا الله عزوجل ولا تغيروا مابكم من نعمة فقالت له: كأنك تخوفنا بالجوع أما ما دام ثرثارنا تجري فإنا لا نخاف الجوع قال: فأسف الله عزوجل فاضعف لهم الثرثار(1) وحبس عنهم قطر السماء ونبات الارض قال: فاحتاجوا إلى ذلك الجبل وإنه كان يقسم بينهم بالميزان.
(11749 2) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الارض وما فيها من كثير من خلقه، ثم قال لمن حوله: ألا اخبركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله فداك الآباء والامهات، فقال: إنه كان نبي فيمن كان قبلكم يقال له: دانيال وإنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكي يعبر به فرمى صاحب المعبر بالرغيف، وقال: ما أصنع بالخبز هذا الخبز عندنا قد يداس بالارجل(2) فلما رأى ذلك منه دانيال رفع يده إلى السماء ثم قال: أللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال، قال: فأوحى الله عزوجل إلى السماء أن تحبس الغيث وأوحى إلى الارض أن كوني طبقا كالفخار(3)، قال: فلم يمطروا حتى أنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضا فلما بلغ منهم ما أراد الله عزوجل من ذلك قالت امرأة لاخرى ولهما ولدان: يافلانة تعالي حتى نأكل أنا وأنت اليوم ولدي وإذا كان غدا أكلنا ولدك، قالت لها: نعم، فأكلتاه فلما أن جاعتا من بعد راودت الاخرى على أكل ولدها فامتنعت عليها فقالت لها: بيني وبينك نبي الله فاختصما إلى دانيال عليه السلام فقال لهما: وقد بلغ الامر إلى ما أرى، قالتا له: نعم يا نبي الله وأشد قال: فرفع يده إلى السماء فقال: أللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك ولا تعاقب الاطفال ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنعمتك، قال: فأمر الله عزوجل السماء أن أمطري على الارض وأمر

___________________________________
(1) الاضعاف جعل الشئ ضعيفا أو مضاعفا ولعل الاول أظهر الا ان الثانى أنسب بكلام المرأة وقوله عليهم السلام: " لهم " دون " عليهم " وذلك لانهم لما اعتمدوا على النهر ضاعف الله لهم النهر.
وحبس عنهم القطر والزرع ليعلمو أن النهر لا يغنيهم من الله وان الاعتماد على الله جل ذكره ؛(في).
(2) الدياس والدياسة: الوطى بالرجل.
(3) الطبق كناية عن الصلابة واندماج الاجزاء، والفخار بالتشديد الخزف ؛(في).
(*)

[303]


الارض أن انبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير.
(11750 3) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن الميثمي، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يوضع الرغيف تحت القصعة.
(11751 4) الحسين بن محمد، عن السياري، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أكرموا الخبز، قيل: وما إكرامه؟ قال: إذا وضع لا ينتظر به غيره.
(11752 5) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن بعض أصحابنا(1)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكرموا الخبز فقيل: يا رسول الله وما إكرامه قال: إذا وضع لم ينتظر به غيره، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن كرامته أن لا يوطأ ولا يقطع(2).
(11753 6) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم أن تشموا الخبز(3) كما تشمه السباع فإن الخبز مبارك أرسل الله عزوجل له السماء مدرارا وله أنبت الله المرعى وبه صليتم وبه صمتم وبه حججتم بيت ربكم.
(11754 7) وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أوتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز فسدوا به خلال الجوع ثم كلوا اللحم.
(11755 8) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يقطين قال: قال أبوالحسن الرضا عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صغروا رغفانكم فإن مع كل رغيف بركة، وقال يعقوب بن يقطين: رأيت أبا الحسن يعني الرضا عليه السلام يكسر الرغيف إلى فوق
(11756 9) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن السياري، عن أبي علي بن راشد رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا لم يكن له ادم قطع الخبز بالسكين.

___________________________________
(1) في بعض النسخ (بعض رجاله).
(2) أى بالسكين وحمل على الكراهة كما صرح به في الدروس ؛(آت).
(3) اى للامتحان.
(*)

[304]


(11757 10) السياري رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: أدنى الادم قطع الخبز بالسكين(1).
(11758 11) علي بن محمدبن بندار، وغيره، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عبدالله ابن الفضل النوفلي، عن الفضل بن يونس قال: تغدى عندي أبوالحسن عليه السلام فجيئ بقصعة وتحتها خبز، فقال: أكرموا الخبز أن لا يكون تحتها، وقال لي: مرالغلام أن يخرج الرغيف من تحت القصعة.
(11759 12) أحمد، عن ابن فضال، عن الميثمي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة.
(11760 13) أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور، عن إدريس بن يوسف عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد وليكسر لكم، خالفوا العجم(2).
(11761 14) علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد وخالفوا العجم.

___________________________________
(1) كانهم يلينون الخبز اليابس بالادم كالزيت واللبن ونحوهما فاذا لم يجدوا اداما قطعوه بالسكين إلى حدلم يمكن كسره باليد إلى ذلك الحد ليسهل تناوله فيفعل فعل الادم ولعلهم كانوا يجدونها في المقطوع لذة لا يجدونها في المكسور وهذا رخصة خصت بحل الضرورة وفقدان الادم ؛(في).
(2) قوله: " وليكسر لكم " معنى مروا من يفعل ذلك لكم أن يكسروا ولا يقطع. " خالفوا العجم " ذلك لان العجم كانوا يومئذ كفارا ولعل النهى بكراهة وفي غير حال الضرورة ؛(في).