باب قضاء الدين

8489 - 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن الحسن ابن علي بن رباط قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من كان عليه دين فينوي قضاء ه كان معه من الله عزوجل حافظان يعينانه على الاداء عن أمانته فإن قصرت نيته عن الاداء قصرا عنه من المعونة بقدر ماقصر من نيته.
8490 - 2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب عن سماعة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ(2) به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عزوجل بميسرة فيقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان(3) وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟ قال: يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس إلا وعنده مايؤدي إليهم حقوقهم، إن الله عزوجل يقول: " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم(4) " ولا يستقرض على ظهره إلا وعنده وفاء ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين إلا أن

___________________________________
(2) البلغة. ما يتبلغ من العيش وتبلغ بكذا اكتفى به، يعنى يتوصل به إلى المعاش.
(3) (بميسرة) أى سعة وضمن الاستقراض معنى الحمل اى حال كونه حاملا ثقل الدين على ظهره.
وفي التهذيب (خيب الزمان) بالياء المثناة التحتانية ثم الباء الموحدة ومعناه الحرمان والخسران. (في)
(4) النساء: 29. (*)

[96]


يكون له ولي يقضي دينه من بعده، ليس منامن ميت إلا جعل الله عزوجل له وليا يقوم في عدته ودينه فيقضي عدته ودينه(1).
8491 - 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضربن سويد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لاتباع الدار ولا الجارية في الدين وذلك لانه لابد للرجل من ظل يسكنه وخادم يخدمه.
8492 - 4 - علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن بريد العجلي قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن علي دينا - وأظنه قال: لايتام - وأخاف إن بعت ضيعتي بقيت وما لي شئ، فقال: لاتبع ضيعتك ولكن أعطه بعضا وأمسك بعضا.
8493 - 5 - علي بن محمد، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن عبدالله بن حماد، عن عمربن يزيد قال: أتى رجل أبا عبدالله عليه السلام يقتضيه وأنا حاضر فقال له: ليس عندنا اليوم شئ ولكنه يأتينا خطر ووسمة(2) فتباع ونعطيك إن شاء الله، فقال له الرجل: عدني، فقال: كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو.
8494 - 6 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يوسف بن السخت، عن علي بن محمد بن سليمان، عن الفضل بن سليمان، عن العباس بن عيسى قال: ضاق على علي بن الحسين عليه السلام ضيقة فأتى مولى له فقال له: أقرضني عشرة آلاف درهم إلى ميسرة، فقال: لا لانه ليس عندي ولكن اريد وثيقة، قال: فشق له من ردائه هدبة(3) فقال له: هذه الوثيقة قال: فكان مولاه كره ذلك فغضب وقال: أنا أولى بالوفاء أم حاجب بن زرارة(4) فقال: أنت أولى

___________________________________
(1) العدة - بالكسر والتخفيف: الوعد. (في)
(2) الخطر - بالكسر - نبات يختضب به، والوسمة - بكسرالسين وسكونها -: نبات يختضب به.
(3) الهدبة - بالضم وبضمتين -: خمل الثوب.
(4) قال الفيروز آبادى في (القوس) من القاموس: حاجب بن زرارة. أتى كسرى في جدب أصابهم بدعوة النبى صلى الله عليه وسلم يستأذنه لقومه أن يصيروا في ناحية من بلاده حتى يحيوا فقال انكم معاشر العرب غدر حرص فان اذنت لكم افسدتم البلاد واغرتم على العباد قال حاجب: إنى ضامن للملك ان لا يفعلوا قال: فمن لى بان تفى؟ قال: أرهنك قوسى فضحك من حوله فقال كسرى: ما كان ليسلمها ابدا فقبلها منه واذن لهم ثم احيى الناس بدعوة النبى صلى الله عليه وسلم وقد مات حاجب فارتحل عطارد ابنه - رضى الله عنه - إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه وكساه حلة فلمارجع أحدها للنبى صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها فباعها من يهودى باربعة آلاف درهم. (*)

[97]


بذلك منه، فقال: فكيف صار حاجب يرهن قوسا وإنما هي خشبة على مائة حمالة(1) وهو كافر فيقي وأنا لا أقي بهدبة ردائي؟ ! قال: فأخذها الرجل منه وأعطاه الدراهم وجعل الهدبة في حق(2) فسهل الله عزوجل له المال فحمله إلى الرجل ثم قال له: قد أحضرت مالك فهات وثيقتي فقال له: جعلت فداك ضيعتها، فقال: إذن لا تأخذ مالك مني ليس مثلي من يستخف بذمته قال: فأخرج الرجل الحق فإذا فيه الهدبة فأعطاه علي بن الحسين عليه السلام الدراهم وأخذ الهدبة فرمى بها وانصرف.
8495 - 7 - عنه، عن يوسف بن السخت، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عيسى بن عبدالله - قال احتضر عبدالله فاجتمع عليه غرماؤه فطالبوه بدين لهم، فقال: لا مال عندي فأعطيكم ولكن ارضوا بما شئتم من ابني عمي علي بن الحسين عليه السلام وعبدالله بن جعفر فقال الغرماء: عبدالله بن جعفر ملي مطول(3) وعلي بن الحسين عليه السلام [رجل] لا مال له صدوق وهو أحبهما إلينا فأرسل إليه فأخبره الخبر فقال: أضمن لكم المال، إلى غلة ولم تكن له غلة تجملا(4) فقال القوم: قد رضينا وضمنه فلما أتت الغلة أتاح الله عزوجل له المال فأداه(5).
8496 - 8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن عثمان بن زياد قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن لي على رجل دينا وقد أراد أن يبيع داره فيقضيني قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: اعيذك بالله أن تخرجه من ظل رأسه.
8497 - 9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن محرز، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الدين ثلاثة رجل

___________________________________
(1) الحمالة - بالفتح -: ما يتحمله عن القوم من الغرامة وبالكسر: علاقة السيف كالمحمل والجمع حمائل.
(2 )الحق - بالضم: الحقه.
(3) أى ذومطل وتسويف بالدين.
(4) بالجيم إى انما قال ذالك لاظهار الجمال والزينة والغنى ويمكن أن يقرأ بالحاء اى انما فعل تحملا للدين او لكثرة حمله وتحمله للمشاق. (آت)
(5) تاح له الشئ: تهيأ، وأتاح الله له الشئ أى قدره له. (القاموس) (*)

[98]


كان له فانظر وإذا كان عليه فاعطى ولم يمطل(1) فذاك له ولا عليه ورجل إذا كان له استوفى وإذا كان عليه أوفى فذاك لاله ولا عليه ورجل إذا كان له استوفى وإذا كان عليه مطل فذاك عليه ولاله.

_____________________________
(1) المطل: التسويف في العدة والدين. (القاموس)