باب الاجمال في الطلب

8421 - 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ي حجة الوداع: ألا إن الروح الامين نفث في روعي أنه لاتموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله عزوجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عزوجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة.(1)
8422 - 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم ابن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس من نفس إلا وقد فرض الله عزو جل لها رزقها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به(2) من الحلال الذي فرض لها وعندالله سواهما فضل كثير وهو قوله عزوجل: " واسألوا الله من فضله ".(3)
8423 - 3 - إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أحدهما عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا أيها الناس أنه قد نفث في روعي روح القدس أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها

___________________________________
(1) (نفث في روعى) النفث: النفخ. والروع - بالضم -: القلب والعقل، والمرادانه القى في قلبى واوقع في بالى. (واجملوا في الطلب) اى لايكن كدكم فيه فاحشا وعطفه على (اتقوا الله) يحتمل معنيين احدهما ان المراد اتقوا الله في هذا الكد الفاحش اى لا تفعلوه. والثانى انكم إذا اتقيتم الله لاتحتاجون إلى هذا الكد والتعب ويكون اشارة إلى قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). والهتك: التفريق والخرق. واضافة (الحجاب) إلى (الستر)) بيانية إن كسرت السين ولامية إن فتحتها. وفي الكلام استعارة. (في)
(2) من التقاص.
(3) النساء: 37. (*)

[81]


وإن أبطأ عليها فاتقوا الله عزوجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شئ مما عندالله عزوجل أن تصيبوه بمعصية الله فإن الله عزوجل لاينال ما عنده إلا بالطاعة.
8424 - 4 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لوكان العبد في حجر لاتاه الله برزقه فأجملوا في الطلب.
8425 - 5 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفربن بشير، عن عمر بن أبي زياد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل خلق الخلق وخلق معهم أرزاقهم حلالا طيبا فمن تناول شيئا منها حراما قص به من ذلك الحلال.
8426 - 6 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كم من متعب نفسه مقتر عليه ومقتصد في الطلب قدساعدته المقادير.
8427 - 7 - علي بن محمد بن عبدالله القمي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن إسماعيل القصير، عمن ذكره، عن أبي حمزة الثمالي قال: ذكر عند علي بن الحسين عليه السلام غلاء السعر، فقال: وما علي من غلائه إن غلا فهو عليه وإن رخص فهو عليه(1).
8428 - 8 - عنه، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف، ترفع نفسك(2) عن منزلة الواهن الضعيف و تكتسب مالا بدمنه إن الذين اعطوا المال ثم لم يشكروا لامال لهم(3).
8429 - 9 - علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيرا ما يقول: اعلموا علما يقينا أن الله عزوجل لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته أن يسبق ماسمي له في الذكر الحكيم ولم يحل

___________________________________
(1) الضمير في قوله عليه السلام: (عليه) راجع إليه تعالى وكذا في نظيره غالبا. كما في المرآة.
(2) في بعض النسخ [تدلع نفسك] أى تخرجها.
(3) اى يسلبون المال او لاينفعهم المال، ولعل الغرض الحث على ترك الحرص في جمع المال فان المال الكثير يلزمه غالبا ترك الشكر ومع تركه لا يبقى الا الندامة، فمال القليل مع توفيق الشكر أحسن. (آت) (*)

[82]


من العبد في ضعفه وقلة حيلته(1) أن يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم، أيها الناس إنه لن يزداد امرء نقيرا بحذقه ولم ينتقص امرء نقيرا(2) لحمقه فالعالم لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعته والعالم لهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرته، ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه(3) ورب مغرور في الناس مصنوع له، فافق أيها الساعي من سعيك(4) وقصر من عجلتك وانتبه من سنة غفلتك وتفكر فيما جاء عن الله عزوجل على لسان نبيه صلى الله عليه واله واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنها من قول أهل الحجى ومن عزائم الله في الذكر الحكيم إنه ليس لاحد أن يلقى الله عزوجل بخلة(5) من هذه الخلال الشرك بالله فيما افترض الله عليه أو أشفاء غيظ بهلاك نفسه أو إقرار بأمر يفعل غيره أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه أو يسره أن يحمده الناس بمالم يفعل والمتجبر المختال(6) وصاحب الابهة والزهو(7)، أيها الناس إن السباع همتها التعدي وإن البهائم همتها بطونها وإن النساء همتهن الرجال وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون، جعلنا الله و إياكم منهم.
8430 - 10 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ربيع

___________________________________
(1) (مكابدته) أى مشقته. وفي النهج (وقويت مكيدته). والذكر الحكيم هواللوح المحفوظ كما قاله الفيض - رحمه الله - وقوله: (لم يحل بين العبد) في بعض النسخ [لم يحل العبد] بدون ذكرالبين أى لم يتغيرمن العبد بسبب ضعفه وقلةحيلته البلوغ إلى ما سمىالله وفي بعضها[ولم يخل من العبد].
(2) النفير. النكتة في ظهر النواة.
(3) (رب مغرور) أى غافل يعده الناس عاقلا عما يصلحه ويصنع الله له (آت). والاستدراج استفعال من الدرجة بمعنى الاستصعاد او الاستنزال. واستدراج الله تعالى العبد استدناؤه قليلا قليلا إلى مايهلكه ويضاعف عقابه من حيث لايعلم وذالك بأن يواتر نعمه عليه مع انهماكه في الغى فكما جدد عليه نعمة ازداد بطرا وجدد معصية فيتدرج في المعاصى بسبب تواتر النعم ظنامنه ان مواترة النعم أثره من الله وتقريب وانما هو خذلان منه وتبعيد. (في)
(4) في بعض النسخ [فاتق الله ايهاالساعى من سعيك].
(5) الخلة: الخلة الخصلة، جمعها خلال.
(6) الاستنجاح: تنجزالحاجة والظفر بها. والمختال: المتكبر، وفى بعض النسخ [المتبختر المختال].
(7) الابهة - بالضم. تشديدالباء -: العظمة والبهاء. والزهو: الكذب والاستخفاف. (النهاية) (*)

[83]


ابن محمد المسلي، عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن الله تعالى وسع في أرزاق الحمقاء ليعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا ليس ينال مافيها بعمل ولا حيلة.
8432 - 11 - أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمروبن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أيها الناس إني لم أدع شيئا يقربكم إلى الجنة و يباعد كم من النار إلا وقدنباتكم به ألا وإن روح القدس [قد] نفث في روعي وأخبرني أن لاتموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله عزوجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله عزوجل فإنه لاينال ما عندالله جل اسمه إلا بطاعته.(1)

_____________________________
(1) النفث شبيه بالنفخ. والروع - بالضم - القلب والمعنى ان جبرئيل القى في قلبى. كما مر معناه مرارا.