باب صفة مبايعة النبي صلى الله عليه وآله النساء

(10268) - 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن عبدالرحمن بن سالم الاشل، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبدالله (ع): كيف ماسح رسول الله صلى الله عليه وآله النساء حين بايعهن؟ قال: دعا بمركنه(1) الذي كان يتوضا فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى، فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله صلى الله عليه وآله فكان هذا مماسحته إياهن.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (ع) مثله.
(10269) - 2 - أبوعلي الاشعري، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم قال: قال أبوعبدالله (ع): أتدري كيف بايع رسول الله صلى الله عليه وآله النساء؟ قلت: الله أعلم وابن رسوله أعلم، قال: جمعهن حوله ثم دعا بتوربرام(2) فصب فيه نضوحا ثم غمس يده فيه، ثم قال: اسمعن ياهؤلاء ابايعكم على أن لاتشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولاد كن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن؟ قلن: نعم.
فأخرج يده من التور ثم قال لهن: اغمسن أيديكن، ففعلن فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف انثى ليست له بمحرم.
(10270) - 3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز

___________________________________
(1) المركن: الاجانة التى يغسل فيها الثياب.
(2) التور: اناء يشرب فيه. ويرام جبل في بلاد بنى سليم عند الحرة من ناحية البقيع. (المراصد) (*)

[527]


عن رجل، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: " ولا يعصينك في معروف(1) " قال: المعروف أن لايشققن جيبا ولا يلطمن خداولايدعون ويلا ولا يتخلفن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولاينشرن شعرا.
(10271) - 4 - محمدبن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة الخزاعي، عن علي بن إسماعيل، عن عمروبن أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: تدرون ماقوله تعالى: " ولا يعصينك في معروف "؟ قلت: لا، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لفاطمة (ع): إذا أنامت فلا تخمشي علي وجها(2) ولا تنشري علي شعرا(3) ولا تنادي بالويل ولا تقيمي علي نائحة، قال: ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عزوجل.
(10272) - 5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن أبي عبدالله (ع) قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة بايع الرجال ثم جاء النساء يبايعنه فأنزل الله عزوجل " يا أيهاالنبي إذا جاء‌ك المؤمنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم(4) " فقالت هند: أما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا وقالت ام حكيم بنت الحارث بن هشام و كانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله أن لانعصينك فيه؟ قال: لاتلطمن خدا ولاتخمشن وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعين بويل فبايعهن رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال: إنني لا اصافح النساء فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها فقال: ادخلن أيديكن في هذا الماء فهي البيعة.

___________________________________
(1) الممتحنة: 13. اى في فعل الحسن وترك القبيح.
(2) خمش وجهه: خدشه.
(3) في بعض النسخ [ترخى على شعرا].
(4) الممتحنة: 13. قوله تعالى (ببهتان يفترينه) هو أن يلحق بازواجهن غير اولادهن من اللقطاء ووصف بوصف ولدها الحقيقى من أنه إذا ولد سقط بين يديها ورجليها وقيل: هو الكذب والنميمة وقذف المحصنة. (*)