باب انكار المنكر بالقلب

8356 - 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل صاحب المنقري(6)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حسب المؤمن عزا إذا رأى منكرا أن يعلم الله عزوجل من قلبه إنكاره.
8357 - 2 - وبهذا الاسناد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم، وأما صاحب سوط أو سيف فلا.
8358 - 3 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام

___________________________________
(6) في بعض النسخ [المقرى] وفى بعضها [المصرى] (*)

[61]


قال: قال لي: يامفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يوجر عليها ولم يرزق الصبر عليها.
8359 - 4 - علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن غياث بن إبراهيم قال: كان أبوعبدالله عليه السلام إذا مر بجماعة يختصمون لم يجزهم حتى يقول ثلاثا: اتقوا الله اتقوا الله.
يرفع بها صوته.
8360 - 5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن محفوظ الاسكاف قال: رأيت أبا عبدالله عليه السلام رمى جمرة العقبة وانصرف فمشيت بين يديه كالمطرق له فإذا رجل أصفر عمركي(1) قد أدخل عودة في الارض شبه السابح(2) وربطه إلى فسطاطه والناس وقوف لايقدرون على أن يمروا فقال له بوعبدالله عليه السلام: يا هذا اتق الله فإن هذا الذي تصنعه ليس لك، قال: فقال له العمركي: أما تستطيع أن تذهب إلى عملك لايزال المكلف الذي(3) لايدرى من هو يجيئني، فيقول: يا هذا اتق الله، قال: فرفع أبوعبدالله صلى الله عليه واله بخطام بعير له مقطورا(4) فطأطأ رأسه فمضى وتركه العمركي الاسود.

___________________________________
(1) قوله (كالمطرق) اى الذى يمشى بين يدى الدابة ليفتح الطريق. هواسم فاعل من بناء التفعيل.
والعمركى لعله نسبة إلى بلد ولايبعد ان يكون تصحيف العمركى بحذف الميم، قال في النهاية: العروك: جمع عرك - بالتحريك - وهم الذين يصيدون السمك ومنه الحديث العركى سأله عن الطهور بماء البحر، العركى - بالتشديد -: واحد العرك كعربى وعرب انتهى. (آت)
(2) في أكثرالنسخ بالباء الموحدة والحاء المهملة ولعل المعنى شبه عود ينصبه السابح في الارض ويشد به خيطا يأخذه بيده لئلا يغرق في الماء ولا يبعد عندى ان يكون تصحيف السالخ - بالام و الخاء المعجمة وهو الاسود من الحيات بقرينة قوله في آخر الخبر: (العمركى الاسود). وقيل: هو بالشين المعجمة والحاء المهملة بمعنى الغيور. (آت)
(3) الظاهر المتكلف كمافى بعض النسخ اى المتعرض لما لا يعينه ولعل المكلف على تقديره على بناء المفعول بهذالمعنى ايضا اى الذى يكلفه نفسه للمشاق او على بناء الفاعل اى يكلف الناس مايشق عليهم. و (لايدرى) على بناء المجهول. والمقطور من القطار اى رفع عليه السلام زمام بعيره للرجل قطرة ومضى تحته مطأطأ رأسه ولم يتعرض لجواب الشقى، ثم في بعض النسخ رجل اصفر - بالفاء فالمراد بالاسود الحية على التشبيه ويؤيد ما اوضحنا من التصحيف اوالمراد اسودالقلب وفى بعضهااصغر بالغين المعجمة اى احقر. (آت)
(4) الخطام - بالمعجمة ثم المهملة -: حبل من ليف أو شعر أوكتان يجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الاخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثنى على مخطمة. (في) (*)